الأحد، 2 نوفمبر 2014

حديث التمسّك بالكتاب والسنّة ثابت عن أهل البيت وفي كتب الشّيعة:

حديث التمسّك بالكتاب والسنّة ثابت عن أهل البيت وفي كتب الشّيعة:

1. في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال قبل موته: " أَمَّا وَصِيَّتِي: فَاللهَ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّداً فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْن الْعَمُودَيْنِ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَخَلاَكُمْ ذَمٌّ مَالَمْ تَشْرُدُوا،حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ، وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، وَدِينٌ قَوِيمٌ، وَإِمَامٌ عَلِيم ". (نهج البلاغة: خطبة رقم 149. ومن كلام له عليه السّلام قبل موته).
وفي (الكافي) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ وقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصِ. فَقَالَ: اثْنُوا لِي وِسَادَةً، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ قَدْرِهِ مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، وأَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ ولَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ. أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ، والْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، والْهَرَبَ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ، كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَبَى اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلاّ إِخْفَاءَهُ. هَيْهَاتَ، عِلْمٌ مَكْنُونٌ. أَمَّا وَصِيَّتِي فَأَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ شَيْئاً، ومُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ وأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلَاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ وخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ رَبٌّ رَحِيمٌ وإِمَامٌ عَلِيمٌ ودِينٌ قَوِيمٌ " (الكافي: 01/299).
2. وفي (الكافي) عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا وَفِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ". (الكافي: 01/59. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ والسُّنَّةِ وأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ والْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).
3. وفي (الكافي) عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله) أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ؟قَالَ: "بَلْ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله)". (الكافي: 01/62. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).
4. وفي (الكافي) عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "مَنْ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَقَدْ كَفَرَ". (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

رابعا: قلتَ: "ومن الواضح أن التسعة المذكورين مع الإمام هم من خصومه".

وأنا أقول: من أين علمت أنّهم خصومه، وهو نفسه يقول عن أحدهم، وهو الفاروق (رضي الله عنه)؟:
في (نهج البلاغة) يقول علي (رضي الله عنه) في حقّ عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) (انظر: ميثم البحراني/ شرح نهج البلاغة: 4/97): "لله بلاء فلان،فلقد قوّم الأود وداوى العَمَد وأقام السّنّة، وخلّف الفتنة (يعني تركها خلفًا لا هو أدركها ولا هي أدركته)، ذهب نقي الثّوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته واتّقاه بحقّه، رحل وتركهم في طرق متشعّبة لا يهتدي فيها الضالّ، ولا يستيقن المهتدي". (نهج البلاغة: ص328).

قال الشّيعيّ محمّد جواد مغنية في كتابه (في ظلال نهج البلاغة): "( للّه بلاء أو بلاد فلان الخ ).. قيل: المراد بفلان أبو بكر. وقيل: عمر، وهو الأشهر" (في ظلال نهج البلاغة: 03/330).

وقال ابن أبي الحديد: ""وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر. حدثني بذلك فخار بن معد الموسوي الأودي الشاعر، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي هو عمر". (شرح ابن أبي الحديد: 12/53). 

خامسا: بقية ما نقلتَه ظنون وتخرّصات، والله جلّ وعلا يقول: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ }يونس36.


===========

النّصوص من طرق الشّيعة:

1. في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال قبل موته: " أَمَّا وَصِيَّتِي: فَاللهَ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّداً فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْن الْعَمُودَيْنِ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَخَلاَكُمْ ذَمٌّ مَالَمْ تَشْرُدُوا،حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ، وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، وَدِينٌ قَوِيمٌ، وَإِمَامٌ عَلِيم ". (نهج البلاغة: خطبة رقم 149. ومن كلام له عليه السّلام قبل موته).
وفي (الكافي) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ وقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصِ. فَقَالَ: اثْنُوا لِي وِسَادَةً، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ قَدْرِهِ مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، وأَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ ولَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ. أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ، والْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، والْهَرَبَ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ، كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَبَى اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلاّ إِخْفَاءَهُ. هَيْهَاتَ، عِلْمٌ مَكْنُونٌ. أَمَّا وَصِيَّتِي فَأَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ شَيْئاً، ومُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ وأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلَاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ وخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ رَبٌّ رَحِيمٌ وإِمَامٌ عَلِيمٌ ودِينٌ قَوِيمٌ " (الكافي: 01/299).

2. في (تفسير العياشي) عن سدير قال: كان أبوجعفر (عليه السلام) وأبوعبدالله (عليه السلام): "لا يصدّق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)". (تفسير العياشي: 01/09).

3. وفي (الكافي) عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا وَفِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ". (الكافي: 01/59. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ والسُّنَّةِ وأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ والْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).

4. وفي (الكافي) عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): (يَا مَعَاشِرَ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا حَمَّلَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ، فَإِنِّي مَسْؤولٌ، وَإِنَّكُمْ مَسؤُولُون، إِنِّي مَسْؤُولٌ عَنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتُسْأَلُونَ عَمَّا حُمِّلْتُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِي). (الكافي: 02/606. رواية 09).

5. في (رجال الكشي) عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا (صلى الله عليه وآله)، فإنا إذا حدثنا قلنا قال الله عز وجل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" (رجال الكشي: 224-225. رقم 401)..

6. وفي (الكافي) عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله) أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ؟قَالَ: "بَلْ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله)". (الكافي: 01/62. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).

7. وفي (الكافي): عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "كُلُّ شَيْ‏ءٍ مَرْدُودٌ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَكُلُّ حَدِيثٍ لاَ يُوَافِقُ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ". (الكافي: 01/69.بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

8. وفي (الكافي): عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ لَا يَقُولُونَ هَذَا ! فَقَالَ: "يَا وَيْحَكَ، وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهاً قَطُّ؟ إِنَّ الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله)" . (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

9. وفي (الكافي) عن حُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ أَنَّهُ حَضَرَ ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنِ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ مَنْ نَثِقُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا نَثِقُ بِهِ؟ قَالَ: "إِذَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ حَدِيثٌ فَوَجَدْتُمْ لَهُ شَاهِداً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَإِلَّا فَالَّذِي جَاءَكُمْ بِهِ أَوْلَى بِهِ" .(الكافي: 01/69. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

10. وفي (الكافي) عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "مَنْ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَقَدْ كَفَرَ". (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

11. وفي (الكافي) عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْعَبْدِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): "لاَ قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا قَوْلَ وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلَا قَوْلَ وَلَا عَمَلَ وَلَا نِيَّةَ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ". (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

12. وفي (الكافي) عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: "كُلُّ مَنْ تَعَدَّى السُّنَّةَ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ". (الكافي: 01/71. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

ألستم تزعمون أنّكم تتّبعون أهل البيت؟ أجبني عن هذه النّصوص التي وردت في كتبكم، لتكون حجّة 

عليكم يوم القيامة.


=============


أليس النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) هو سيّد أهل البيت؟...
أليس أهل البيت يأخذون عن جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم)؟...
أليس الله قد فرض طاعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) وفرض اتّباعه؟...

قال (جلّ وعلا):
·{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21).
·الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّالَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الأعراف:157).
·{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَوَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } (محمد:33).
·{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (الأعراف:158).
·{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (آل عمران:31).

========

والله إنّ أمركم لغريب عجيب !!!، تقولون: نحن نتمسّك بالكتاب والعترة... ثمّ لا ترجعون إليهما في هذا الأمر الأساسيّ:
  • الكتاب يدعو إلى اتّباع السنّة.
  • والعترة تدعو إلى اتّباع السنّة.


===============


 سألتَ – هداك الله – عن معنى حديث العترة عندنا؟ وأجيبك: 

معناه عندنا التمسّك بفهم العترة للكتاب والسنّة وبعملهم بهما، لا أنّ العترة مصدر آخر للتّشريع، كما أنّ التمسّك بالسنّة وما عليه الخلفاء الرّاشدون المهديون عندنا لا يعني أنّ الخلفاء الرّاشدين يشرّعون من عند أنفسهم، ولكنّه يعني الاقتداء بفهمهم للكتاب والسنّة وبعملهم بهما.

ونحن ولله الحمد لا تعارض عندنا بين التمسّك بالكتاب والعترة والتمسّك بالكتاب والسنّة والتمسّك بالسنّة وما عليه الخلفاء الرّاشدون، فكلّها خرجت من مشكاة واحدة، والواقع العمليّ خير دليل لهذا. فإذا ما نقّحنا أحاديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) ونقّحنا الرّوايات المنقولة عن الخلفاء الرّاشدين والرّوايات المنقولة عن أهل البيت وطرحنا الموضوعات وجدنا هذا الاتّفاق ظاهرا لا ينكره إلا مكابر، بل يدلّ دلالة واضحة على نبوّة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأنّه لا ينطق عن الهوى. 
وسبب خلافنا مع الشّيعة هو أنّ الشّيعة بدل أن يعرضوا ما يروى عن أهل البيت على الكتاب والسنّة عملا بوصيتهم، اخترعوا مبدءً يقول: "ما خالف العامّة ففيه الرّشاد" فرفضوا المرويات التي تتّفق مع ما عند أهل السنّة، وأخذوا بالموضوعات والمكذوبات.

وحتى تكون قضيّة الوصية بالاقتداء والتمسّك واضحة ينبغي معرفة ما يلي:

1.القرآن الكريم هو أصل الهداية والرشاد: يقول جلّ من قائل: } قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينْ *يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{ (المائدة 15-16)، لذلك كانت وصية النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في أكبر تجمع له بالمسلمين في يوم عرفة من حجّة الوداع بكتاب الله يوم قال كما 
تروي كتب الشّيعة: (أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله عزوجل فاعتصموا به) (الخصال لابن بابويه القمي: 02/84).

2.القرآن الكريم الذي هو أصل الهداية فيه الوصية بسنّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) في غير ما موضع كما في قوله جلّ شأنه: }هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتابوالحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين {، والحكمة في هذه الآية هي السنّة. وكما في قوله: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21). 

3.في القرآن الكريم أيضا إلى جانب الوصية باتباع سبيل النبي الأمين (صلى الله عليه وآله وسلّم): الوصية باتباع سبيل المؤمنين كما في قوله جلّ من قائل: { ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنّم وساءت مصيرا } (النّساء)، ولا شكّ أنّ المؤمنين في ذلك الوقت هم أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته، وقد جاء بيان هؤلاء المتّبَعين في مواطن أخرى من القرآن، كما في قوله جلّ شأنه: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[التوبة:100].

4.النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) أوصى إلى جانب التمسّك بكتاب الله الذي أوصى بالتمسّك بسنّته، أوصى (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالتمسّك بهدي عترته وبهدي الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، ولا تعارض بين كلّ هذا كما أسلفنا، لأنّ هدي الخلفاء الرّاشدين وهدي العترة هما التّطبيق العمليّ للكتاب والسنّة.

5.الخلفاء الرّاشدون (عليهم رضوان الله) كانوا يوصون بالتمسّك بكتاب الله وسنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وممّا ورد عنهم في ذلك:
في (الكافي) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ وقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصِ. فَقَالَ: اثْنُوا لِي وِسَادَةً، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ قَدْرِهِ مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، وأَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ ولَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ. أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ، والْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، والْهَرَبَ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ، كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَبَى اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلاّ إِخْفَاءَهُ. هَيْهَاتَ، عِلْمٌ مَكْنُونٌ. أَمَّا وَصِيَّتِي فَأَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ شَيْئاً، ومُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ وأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلَاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ وخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ رَبٌّ رَحِيمٌ وإِمَامٌ عَلِيمٌ ودِينٌ قَوِيمٌ " (الكافي: 01/299).

6.أعلام العترة أيضا كانوا يوصون بالتمسّك بالكتاب والسنّة والردّ والتّحاكم إليهما:
في (الكافي) عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله) أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ؟قَالَ: "بَلْ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله)". (الكافي: 01/62. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).

7.إذا تدبّرنا كلّ هذا علمنا يقينا أنّ سنّة الخلفاء الراشدين وسنّة أهل البيت الصادقين وسبيل المؤمنين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار شيء واحد هو الفهم الصائب والتطبيق السّديد لسنّة إمام المرسلين نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم).

لأجل هذا فكما أنّه لا يجوز أن ننسب مذهبا إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما دون سائر الصحابة وندّعي الانتساب إليه لا يجوز كذلك أن ننسب مذهبا إلى أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) وندّعي الإنتساب إليه لأنّنا حينئذ نفرّق بين ما لا يفترق.

وهذا الخلاف والنزاع الذي تصوّره كتب الشيعة بين صحابة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته خلاف ونزاع لا حقيقة له، وإنّما هي الروايات المكذوبة والمختلقة التي بيّن أهل السنّة كذبها وأعرضوا عنها في الوقت الذي تشبّث بها الشيعة وبنوا عليها مذهبهم، معرضين في ذلك عن قول الحقّ جلّ وعلا: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الأنفال63

8. أعلام أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا يجتمعون على ضلالة ولا يشذّون في مجموعهم عن إجماع الأمّة أبدا، والتاريخ شاهد على أنّهم لم يجتمعوا على شيء يخالف إجماع باقي الأمّة، ولو ميّز الشّيعة الصّحيح من الضّعيف فيما ينسب إلى أئمّة أهل البيت لعرفوا ذلك، والأئمّة كما تنقل كتب الشّيعة نفسها كانوا يشكون كثرة الكذب عليهم، وهذه بعض أقوالهم:
· روى (الكشي) في كتابه (الرجال) عن ابن سنان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصدق البرية لهجة وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) أصدق من برأ الله من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبإ لعنه الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) قد ابتلى بالمختار، ثم ذكر أبو عبد الله الحارث الشامي وبيان فقال: كانا يكذبان على علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا والسري وأبا الخطاب ومعمرا وبشارا الأشعري وحمزة البربري وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله، إنّا لا نخلو من كذاب أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حرّ الحديد". (رجال الكشي: ص305. رواية 549).
· وفي (رجال الكشي) أيضا عن هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنّة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدّمة، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا تعالى وسنّة نبيّنا (صلى الله عليه وآله)، فإنّا إذا حدّثنا قلنا: قال الله عز وجلّ وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)".
قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام) ووجدت أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) متوافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله (عليه السلام)، وقال لي: "إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله (عليه السلام)، لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسّون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة، إنا عن الله وعن رسوله نحدّث، ولا نقول قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا، إنّ كلام آخرنا مثل كلام أولنا وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإنّ مع كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان". (رجال الكشي: 224-225. رواية رقم 401).
· وفي (رجال الكشي): عن هشام بن الحكم، أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "كان المغيرة بن سعيد يتعمّد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدسّ فيها الكفر والزّندقة ويسندها إلى أبي، ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن يثبتوها في الشّيعة، فكلّ ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ما دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم". (رجال الكشي: ص225. رواية رقم 402).

ثالثا: سألتَ عن السنّة التي عنيتُها في استدلالي عليكم؟ وأنا أقول:

1.منطق المناظرة يقتضي أن تحتجّ على المحاور من كتبه المعتبرة عنده لتقيم الحجّة عليه، لأنّ كتبك لا يقرّ بها ولا يعتمدها، والمثل يقول: من فمك أدينك.

2.أنتم تقولون أنّ حديث الوصية بالكتاب والسنّة موضوع، فكيف تفسّرون إذا أنّ أئمّة أهل البيت يوصون بالكتاب والسنّة، وأنتم تقولون أنّ كلامهم هو كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، بمعنى أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يوصي بالكتاب والسنّة.

3.السنّة التي أعنيها هي السنّة الصّحيحة الثّابتة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) وفق طرق علم الحديث التي يعترف الشّيعة بأنّهم أخذوها من أهل السنّة، ولكنّهم يتلاعبون في تطبيقها، حينما يوثّقون رواة لعنهم الأئمّة، ويضعّفون رواة ثقاة لا لشيء إلا لأنّهم من العامّة كما يقولون. هذا ناهيك عن قبول رواية المجاهيل لمجرّد كونهم قد وردوا في أسانيد القميّ كما يفعل الخوئيّ،...

4.السنّة عند أهل السنّة أفردت لها مصنّفات خاصّة، منها الصّحيحان، والسّنن والموطّأ والمسند، وكلّها تحوي ما أسند إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) من أقوال وأفعال وأحوال وتقارير. 
ولكن أين السنّة عند الشّيعة؟:
أهمّ كتاب عند الشّيعة هو الكافي، مؤلّفه هو محمّد بن يعقوب الكلينيّ (ت:328هـ)، هذا الرّجل كان يعتقد تحريف كتاب الله، كما شهد بذلك علماء الشّيعة أنفسهم:
يقول الفيض الكاشاني (ت: 1091هـ) في تفسيره (الصّافي): " وأما اعتقاد مشايخنا « ره » في ذلك، فالظاهر منثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي ( ره ) فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه فإنه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الاحتجاج". (الصّافي: 01/52).
فكيف تقبل روايات رجل يعتقد تحريف كتاب الله؟، وكيف يعتمد كتابه ويصير أصل الأصول؟.
وبغضّ النّظر عن هذا: أين سنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) الصّحيحة عند الشّيعة، والتي نعرض عليها أقوال الأئمّة كما أوصونا بذلك؟.

كم حديثا صحيحا مسندا إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في الكافي حسب المجلسيّ؟ وكم حديثا صحيحا حسب البهبوديّ؟

ابحث أخي وستجد العجب العجاب.
الشّيعة يعترفون بتقصيرهم في رواية سنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ولأجل ذلك اخترعوا مبدءً يقول أنّ أقوال الأئمّة هي أقوال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم).
طيّب.. إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يوصي الأئمّة بعرض أقوالهم على السنّة لمعرفة صحيحها من ضعيفها؟ ثمّ أين هذه السنّة التي نقلتها كتب الشّيعة لنعرض عليها أقوال الأئمّة؟ كم تمثّل أحاديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في الكافي مثلا بالنّسبة إلى أقوال الإمام جعفر (عليه رحمة الله)؟.

رابعا: عن قولك أنّنا خلّفنا أهل البيت ظهريا، أقول: هذا ما يقوله مراجعكم، وهو باطل، لأنّ:

1. أهل السنّة رووا كثيرا من سنن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) من طرق أهل البيت، ويكفي أن تعلم هنا مثلا أنّ ما رووه عن طريق عليّ (رضي الله عنه) أكثر ممّا رووه عن طريق الخلفاء الثلاثة.

2.روت كتب السّنن والمسانيد والمصنّفات آثارا كثيرة عن الباقر والصّادق، وكتب التّفسير والفقه عند أهل السنّة مشحونة بأقوال الإمامين (عليهمارحمة الله)، ويكفي الرّجوع مثلا إلى (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير في التّفسير،و(نيل الأوطار) للشّوكاني في الفقه.

خامسا: قلتَ: "أنتم تقولون بأنّ الله فرض طاعة واتباع نبيه (صلى الله عليه واله) فهل أطعتموه في وصاياه بأهل بيته في حديث الثقلين وحديث الدار وحديث الغدير وحديث المنزلة وغيرها من المواقف والاحاديث؟".
وأنا أقول:
1.نحن أسعد النّاس بطاعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في وصيته بأهل بيته، وقد مرّ تفصيل هذا، ولكنّ الشّيعة في المقابل ظنّوا أنّ مجرّد محبّة أهل البيت تكفي ليكونوا قد أدّوا ما عليهم في الوصية بأهل البيت (رضي الله عنهم):
روى الكلينيّ بسنده عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ لِي: يَا جَابِرُ أَ يَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وأَطَاعَهُ، ومَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ والتَّخَشُّعِ والْأَمَانَةِ وكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ والصَّوْمِ والصَّلَاةِ والْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ والتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ والْغَارِمِينَ والْأَيْتَامِ، وصِدْقِ الْحَدِيثِ وتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وكَفِّ الأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ. قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهَذِهِ الصِّفَةِ؟ فَقَالَ: يَا جَابِرُ لَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ أُحِبُّ عَلِيّاً وأَتَوَلاَّهُ ثُمَّ لَا يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ فَعَّالًافَلَوْ قَالَ إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ فَرَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) ثُمَّ لَا يَتَّبِعُ سِيرَتَهُ ولَا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً، فَاتَّقُوا اللَّهَ واعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ،لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ، أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ وأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ وأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ، يَا جَابِرُ واللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى إِلَّا بِالطَّاعَةِ ومَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَالنَّارِ ولَا عَلَى اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ، مَنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ، ومَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ ومَا تُنَالُ وَلاَيَتُنَا إِلاَّ بِالْعَمَلِ والْوَرَعِ". (الكافي: 02/74. بَابُ الطَّاعَةِ والتَّقْوَى. حديث 03).

2.حديث الغدير يدلّ على وجوب موالاة عليّ (رضي الله عنه) وموالاة أهل البيت، وعليّ مولانا ومولى كلّ مؤمن ومن ليس مولاه فليس بمؤمن، ونحن نتولّى أهل البيت الموالاة الشّرعية من غير إفراط ولا تفريط، من غير غلوّ ولا جغاء.
والشّيعة في المقابل يظنّون أنّ حديث الغدير يقتضي ولاء الملك، وهذا باطل بدليل قول الإمام موسى الكاظم (عليه رحمة الله):
في (بحار الأنوار) للمجلسيّ أنّ الخليفة العبّاسيّ هارون الرّشيد استدعى الإمام موسى الكاظم ليسأله بعض المسائل، وكان ممّا قال هارون: قد بقي مسألة تخبرني بها ولا تضجر. فقال له: سل، فقال: خبروني أنكم تقولون إنّ جميع المسلمين عبيدنا، وجوارينا، وأنكم تقولون من يكون لنا عليه حق ولا يوصله إلينا فليس بمسلم؟ فقال له موسى (عليه السلام): "كذب الذين زعموا أننا نقول ذلك،وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف يصح البيع والشراء عليهم، ونحن نشتري عبيدا وجواري ونعتقهم، ونقعد معهم، ونأكل معهم، ونشتري المملوك، ونقول له: يابني وللجارية يا بنتي، ونقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى الله سبحانه فلو أنهم عبيدنا وجوارينا، ما صح البيع والشراء وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لما حضرته الوفاة: الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم، يعني: صلوا وأكرموا مماليككم، وجواريكم، ونحن نعتقهم، وهذا الذي سمعته غلط من قائله، ودعوى باطلة، ولكن نحن ندّعي أن ولاء جميع الخلائق لنا، يعني ولاء الدين، وهؤلاء الجهّال يظنونه ولاء الملك، حملوا دعواهم على ذلك، ونحن ندّعي ذلك لقول النبي (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: ( من كنت مولاه فعلي مولاه)، وما كان يطلب بذلك إلا ولاء الدين، والذي يوصلونه إلينا من الزكاة والصدقة، فهو حرام علينا مثل الميتة والدم ولحم الخنزير". (بحار الأنوار: 48/146-147. باب 6: مناظراته عليه السلام مع خلفاء الجور، وما جرى بينه وبينهم، وفيه بعض أحوال علي بن يقطين).

3.حديث الدّار ليس صحيحا من طرقنا وليس يصحّ متنه لمن تأمّله، وتفصيل هذا في مناسبة أخرى بحول الله.

4. حديث المنزلة حديث صحيح صريح عندنا في كون عليّ (رضي الله عنه) استخلفه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) على المدينة عند خروجه، كما استخلف موسى هارون (عليهما السّلام) على قومه عند خروجه لميقات ربّه.
وعليّ (رضي الله عنه) لم يحتجّ بهذا الحديث على أحقيته بالخلافة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنّه قرشيّ عربيّ يعرف مدلولات الألفاظ وسياق الكلام وسببه.

=============
آيات القرآن التي تدعو إلى اتّباع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) والتأسّي به، والتّحاكم إليه.

فأجبني عن هذه الآيات القرآنيّة:

· { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (آل عمران:31).
· الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّالَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الأعراف:157).
· { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21).
· { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (الأعراف:158).


وأجبني عن هذه النّصوص الواردة في كتبكم:


1. في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال قبل موته: " أَمَّا وَصِيَّتِي: فَاللهَ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَمُحَمَّداً فَلاَ تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ، أَقِيمُوا هذَيْن الْعَمُودَيْنِ، وَأَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ، وَخَلاَكُمْ ذَمٌّ مَالَمْ تَشْرُدُوا،حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ، وَخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ، رَبٌّ رَحِيمٌ، وَدِينٌ قَوِيمٌ، وَإِمَامٌ عَلِيم ". (نهج البلاغة: خطبة رقم 149. ومن كلام له عليه السّلام قبل موته).
وفي (الكافي) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِّ رَفَعَهُ قَالَ لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ وقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصِ. فَقَالَ: اثْنُوا لِي وِسَادَةً، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ قَدْرِهِ مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، وأَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ ولَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ. أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ، والْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ، والْهَرَبَ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ، كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَبَى اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلاّ إِخْفَاءَهُ. هَيْهَاتَ، عِلْمٌ مَكْنُونٌ. أَمَّا وَصِيَّتِي فَأَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ شَيْئاً، ومُحَمَّداً (صلى الله عليه وآله) فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ وأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلَاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا، حُمِّلَ كُلُّ امْرِئٍ مَجْهُودَهُ وخُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ رَبٌّ رَحِيمٌ وإِمَامٌ عَلِيمٌ ودِينٌ قَوِيمٌ " (الكافي: 01/299).

2. في (تفسير العياشي) عن سدير قال: كان أبوجعفر (عليه السلام) وأبوعبدالله (عليه السلام): "لا يصدّق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)". (تفسير العياشي: 01/09).

3. وفي (الكافي) عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا وَفِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ". (الكافي: 01/59. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ والسُّنَّةِ وأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ والْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).

4. وفي (الكافي) عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): (يَا مَعَاشِرَ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا حَمَّلَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ، فَإِنِّي مَسْؤولٌ، وَإِنَّكُمْ مَسؤُولُون، إِنِّي مَسْؤُولٌ عَنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتُسْأَلُونَ عَمَّا حُمِّلْتُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِي). (الكافي: 02/606. رواية 09).

5. في (رجال الكشي) عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه الله دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا (صلى الله عليه وآله)، فإنا إذا حدثنا قلنا قال الله عز وجل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)" (رجال الكشي: 224-225. رقم 401)..

6. وفي (الكافي) عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله) أَوْ تَقُولُونَ فِيهِ؟قَالَ: "بَلْ كُلُّ شَيْ‏ءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ (صلى الله عليه وآله)". (الكافي: 01/62. بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ جَاءَ فِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ).

7. وفي (الكافي): عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "كُلُّ شَيْ‏ءٍ مَرْدُودٌ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَكُلُّ حَدِيثٍ لاَ يُوَافِقُ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ". (الكافي: 01/69.بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

8. وفي (الكافي): عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ لَا يَقُولُونَ هَذَا ! فَقَالَ: "يَا وَيْحَكَ، وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهاً قَطُّ؟ إِنَّ الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله)" . (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

9. وفي (الكافي) عن حُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ أَنَّهُ حَضَرَ ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنِ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ مَنْ نَثِقُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا نَثِقُ بِهِ؟ قَالَ: "إِذَا وَرَدَ عَلَيْكُمْ حَدِيثٌ فَوَجَدْتُمْ لَهُ شَاهِداً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَإِلَّا فَالَّذِي جَاءَكُمْ بِهِ أَوْلَى بِهِ" .(الكافي: 01/69. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

10. وفي (الكافي) عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "مَنْ خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَقَدْ كَفَرَ". (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

11. وفي (الكافي) عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْعَبْدِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): "لاَ قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا قَوْلَ وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلَا قَوْلَ وَلَا عَمَلَ وَلَا نِيَّةَ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ". (الكافي: 01/70. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).

12. وفي (الكافي) عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: "كُلُّ مَنْ تَعَدَّى السُّنَّةَ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ". (الكافي: 01/71. بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ).
***


والله إنّ أمركم لغريب عجيب !!!، تقولون: نحن نتمسّك بالكتاب والعترة... ثمّ لا ترجعون إليهما في هذا الأمر الأساسيّ:
  • الكتاب يدعو إلى اتّباع السنّة.
  • والعترة تدعو إلى اتّباع السنّة.
فماذا تريدون أكثر من هذا؟.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق