الأحد، 9 نوفمبر 2014

سلسلة (( بطلان منهج علماء الشيعة تجاه الصحابة )) الرد الشامل الذي يفند جميع الشبهات

الحمد لله هادي الحيارى والتائهين .. انيس الغرباء والمستوحشين ..
والصلاة والسلام على اشرف الخلق وخاتم الانبياء والمرسلين ( محمد ) الصفي الامين .. وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين .. وعلى التابعين وتابع التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ..
الاعضاء والزوار الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فانه لمن دواعي سروري ان اقدم اليكم هذه السلسلة المباركة باذنه تعالى لنبين مدى بطلان المنهج الذي يسلكه علماء الشيعة تجاه صحابة الرسول وامهات المؤمنين ..


ولكن قبل البدء لدي خاطرة تلج في صدري لابد من ابوح بها اليك ايها القاري ء الحبيب إن كنت ممن قَيَّد لجامُ التقليد عقله، أو غطى ضباب التعصب بصيرته، فلا تضيع دقائق عمرك الثمينة في قراءة هذا الموضوع ، فإنك لن تنتفع به ولست من المقصودين بطرحه.
وأما إذا كنت ممن تذوق حلاوة العيش في ظلال قول رسولك الكريم وإمامك الحكيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: { الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحقُّ بها } فاقرأه فإنه نافعك بإذن الله،. ولا اتمنى لك الا ان تكون حرالضمير والفكر محب للحق والخير ترغب في العلم، معتقداأني قدمت لك فيه نصيحة كمااعتقدت أنا ذلك.

ونحن عندما نحاول ان نذود عن صحابة الرسول من خلال سلسلتنا هذه
فذلك ليس لاننا متعصبين لفئة معينة من البشر ..


- بل لان الصحابة - رضي الله عنهم - هم حجر الزاوية فى بناء الأمة المسلمة ، عنهم قبل غيرهم تلقت الأمة كتاب الله - عز وجل -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - , فالغض من شأنهم والتحقير لهم ، بل النظر إليهم بالعين المجردة من الإعتبار، لا يتفق والمركز السامى الذي تبوءوه ، ولا يوائم المهمة لكبرى التى انتدبوا لها ونهضوا بها, كما أن الطعن فيهم والتجريح لهم ، يقوض دعائم الشريعة ، ويشكك فى صحة القرآن ، ويضيع الثقة بسنة سيدالأنام - صلى الله عليه وسلم - ! ؛ فضلاَ عن أنه تجريح وقدح فيمن بوأهم تلك المكانة ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس !!!


والواقع أن العقل المجرد من الهوى والتعصب، يحيل على الله فى حكمته ورحمته، أن يختار لحمل شريعته الختامية، أمة مغموزة، أو طائفة ملموزة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . .

ومن هنا كان توثيق هذه الطبقة الكريمة طبقة الصحابة ، يعتبر دفاعاً عن الكتاب، والسنة، وأصول الإسلام من ناحية، ويعتبر إنصافاً أدبياً لما يستحقونه من ناحية ثانية، ويعتبر تقديراً لحكمة الله البالغة فى اختيارهم لهذه المهمة العظمى من ناحية ثالثة .
راجين من الله العلي القدير ان يلهمنا الرشد والسداد ..
وان ينفع بعملنا هذا الخلق الكثير وان يهدي من يهدي على ايدينا ببركته تعالى من اخواننا الشيعه من المغرر بهم ومن الباحثين عن الحق والحقيقة والطريق المستقيم ..
اخواني في الله
في هذه السلسلة سنبين بالادلة والبراهين بطلان جميع الشبهات التي تطرح على صحابة الرسول وزوجاته امهات المؤمنين ..
وهذه السلسلة تتكون من ثلاث مواضيع كل منها يكمل الاخر ..

وبعد هذه المواضيع الثلاث سوف لن نقبل أي شبهة تطرح عن أي صحابي جليل او زوجه من زوجات الرسول .. فجميع الشبهات
واكرر جميعها باطلة .. وعلى من يريد ان يطرح علينا الشبهات فليثبت خطا ما سنثبته من خلال سلسلتنا هذه بعونه تعالى ..

وقبل ان اعرفكم بالمواضيع الثلاث لابد من تعريفكم باصناف الشبهات التي يطعن بها الشيعة على اصحاب النبي وهي اربعة :
1-أكاذيب كذبت عليهم لم تقع منهم.
2-مسائل محل اجتهاد.
3-أخطاء صغيرة عُظّمت وزيد فيها أضعافها من الأكاذيب.
4-أخطاء وقعن منهم مغمورة في بحور حسناتهم.


وجميع هذه الشبهات من الاصناف الاربعة لايجوز ان تلقى على الصحابه وهي باطلة جملة وتفصيلا وهذا ما سنثبته في سلسلتنا هذه ان شاء الله تعالى .

مواضيع السلسلة :

الموضوع الاول

(( لو عاملنا الانبياء كما عامل الشيعة الصحابة )) اضغط هنا

في هذا الموضوع سنطبق نفس المنهج الذي يطبقه الشيعه على اصحاب الرسول سنطبقه على الانبياء( عليهم السلام ) وسنخرج مع الانبياء بنفس النتيجة الباطله التي خرج بها الشيعة مع صحابة الرسول !!
اذ سنخرج بنتيجة ان الانبياء كفار مخلدون في النار ( حاشاهم من ذلك )
وهذا من اوضح وابلغ الشواهد على بطلان هذا المنهج الذي يسلكه الشيعة تجاه الصحابة وامهات المؤمنين ..

الموضوع الثاني 

(( لو عاملنا الامام علي كما عامل الشيعة الصحابة ))اضغط هنا



وفي هذا الموضوع سنطبق المنهج الشيعي على الامام علي رابع الخلفاء الراشدين واحد العشرة المبشرين بالجنة ..
وايضا سوف لن يسلم الامام علي من عشرات الشبهات من كتب القوم انفسهم وهو عندهم الامام المعصوم الاول ..
وهذا دليل اخر على بطلان هذا المنهج تجاه الصحابة ..


الموضوع الثالث


الادلة والشواهد القرانية القاطعة على حقيقة ((عدالة الصحابة)) الساطعة ..اضغط هنا


في الموضوعين الاول والثاني كما قلنا سنبين بطلان المنهج الشيعي
تجاه الصحابة وانهم يطعنون في الصحابه فقط لسوء قصد وليس سوء فهم ..
وهذا الموضوع الثالث سياتي مكملا للموضوعين الاوليين ..
اذ سنقدم فيه الادله الدامغه من كتاب الله تعالى التي تثبت بانه لايجوز اطلاقا اتباع هذا الاسلوب مع الصحابه لانهم عدول زكاهم الله تعالى في محكم كتابه العزيز ..
والله من وراء القصد ..


أخوكم 
الفقير الى رحمة ربه 
علوي الفكر والنسب

===============================


الباب الاول :

لو عاملنا الأنبياء كما عامل الإمامية الصحابة !!

لو اتبعنا أسلوب الإمامية في طعنهم بالأصحاب عن طريق تصيد شبهات الألفاظ وتضخيم الأخطاء. وطبقنا ذلك على الأنبياء - عليه السلام - لما بقي لنا إيمان، ولا سلم لنا رسول! واليك البرهان على ما أقول: 
احتراما لمقام الانبياء سنطرح الشبهات بطريقة غير مباشرة )


إبراهيم الخليل عليه السلام:

قال تعالى:{ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأْرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآْفِلِين * فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ } الأنعام/75-78.

لك اخي الكريم ان تقدر كيف لو أن هذه الآيات نزلت في حق أبي بكر الصديق لقالوا:
كيف يصلح أبو بكر للإمامة وقد كان مشركاً متحيراً! فمرة يقول عن الكوكب هذا ربي. ومرة يتخذ القمر إلها. وأخرى يتخذ الشمس كذلك. حتى قال:
{ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ } . فهو يشهد على نفسه أنه من الضالين المشركين غير المهتدين فهو إذن من الظالمين. والإمامة لا تصلح للظالمين. لأن الله يقول: { وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } (البقرة/124)!!


موسى عليه السلام:

تأمل ما حكاه الله عن موسى - عليه السلام - :

1. قتل نفساً بغير نفس :

{ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الذي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِين قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (القصص/14-16). 

ثم لم يف بما وعد وأخذ على نفسه من عهد، بل نسي وكاد أن يكرر الفعل نفسه في اليوم الثاني! كما قال تعالى:

{ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأْمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأْرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ } القصص/19

حتى إن فرعون عيَّره بفعلته، وأنكر لذلك أمر نبوته فقال:

{ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ } الشعراء/19-20

وهذا إقرار من موسى على نفسه بأنه فعل ما فعل وهو من الضالين.

ولو كانت الآية في حق أبي بكر- رضي الله عنه - لتوسعوا في معنى الضلال، وقالوا هو الكفر الأكبر والشرك المطلق. ولقالوا: إنه قاتل ومتهور وظالم. وكل ذلك جاء في النص. فكيف يكون إماما للمسلمين وخليفة على المؤمنين والله يقول: 
{ لا ينال عهدي الظالمين } !!

2. الخوف والهرب وأمور أخرى :

قال تعالى مخاطباً موسى - عليه السلام - وقد هرب من بين يديه خوفاً من الحية التي كانت عصا: { إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ } النمل/10-11 ولو كان ذلك في حق أبي بكر لقالوا: إنه جبان وعديم الإيمان. وهل يمكن لإنسان أن يخاف من شيء في حضرة الرحمن؟ وما ذلك إلا لظلمه. تأملوا قول الله: (إلا من ظلم)! فلولا ظلمه لما خاف أما قال تعالى: { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } آل عمران/151…الخ. 
والله تعالى يقول: { لاينال عهدي الظالمين } أي (الإمامة).
ليس هذا فقط . وإنما جاء في حقه قوله تعالى:

{ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ – إلى قوله - وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ – إلى قوله - ففَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ } (الشعراء/12-21)
وصاحب الذنب غير معصوم. و(الإمامة) لا تكون إلا للمعصومين. ولو أسقطنا هذه الآيات الكريمة على أبي بكر - رضي الله عنه -، ولم تكن نازلة في حق نبي الله موسى - عليه السلام - لأشبعوه شتماً وطعناً وتجريحاً وقالوا: انظروا إلى خوفه وجبنه وفراره خوفاً من القتل! كيف يكون مثل هذا (إماما)؟!
وهذا الذي أقوله يقين وليس ظناً: فإن قوماً جاءوا إلى قوله تعالى حكاية عن قول نبيه - صلى الله عليه وسلم - لصاحبه أبي بكر - رضي الله عنه - : { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } التوبة/40 


فحرفوا (الحزن) إلى (الخوف)‍‍. وقالوا: أبو بكر جبان خاف على نفسه وكان يرتعد من الخوف والنبي يهدئه ويطمئنه. وبنوا على ذلك حكايات وأساطير. مع أن الحزن شيء والخوف شيء آخر. كيف إذن لو نزل مثل هذا الكلام في حق أبي بكر؟! 

لقد صرح الله تعالى بنسبة الخوف إلى موسى - عليه السلام - . وجاءت آيات أخرى تنهى بعض الأنبياء عن الخوف مثل خطاب الملائكة للوط - عليه السلام - : { لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ } العنكبوت/33 وبعضها ينهى عن الحزن مثل خطاب الله تعالى لنبيه محمد- صلى الله عليه وسلم -:{ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ } النحل/127. فلماذا يُذم أبو بكر على أشياء ثبتت في حق الأنبياء؟‍ مع أن آية الغار ليس فيها ذكر للخوف! أليس هذا هو عين الكيل بمكيالين؟!! أيذم أبو بكر لأنه حزن. ولا يذم من هو أفضل منه للسبب نفسه ؟! أليس الفاضل أولى بالقدح من المفضول؟ وأن حسنات الأبرار سيئات المقربين؟!
هل هذا سوء فهم أم سوء قصد ؟!


لكن لأن الأنبياء عليهم السلام متفق على صلاحهم، فالكلام عليهم واضح البطلان. لذلك سكتوا عنهم. بيد أن سنة الله واحدة، وقانونه واحد. فالأمر الذي يكون في حق أبي بكر سيئة لا بد أن يكون في حق سواه كذلك. لا سيما إذا كان نبياً يستحق الوصف بالأولى. كما قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : { وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } الإسراء/73-75
ثم تأمل ما قال الله في حق موسى- عليه السلام -: { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأْلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ } الأعراف/150.
وماذا في الألواح غير كلام الله؟! فكيف يلقيها موسى وهو كليم الله؟! إن الواجب الشرعي يحتم علينا أن نتأول له هذا الفعل بما لا يخدش نبوته. والسؤال ماذا كانوا سيقولون لو أن أبا بكر هو المعني بهذا الكلام؟ أي كانت في يده ألواح القرآن فألقاها وأخذ برأس علي أو عمر يجره إليه؟! 
وماذا تتوقع أن يقولوا لو كان في هذه الآية اسم أبي بكر بدل موسى:
{ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ } الأعراف/155
وظاهر الكلام يمكن أن يحمل على أنه اعتراض، ونسبة للفتنة إلى جناب الرب، وأن العبد مسير لا مخير. وهو احتجاج بالقدر!! فإذا أضاف إلى ذلك طلب الرؤية تم فساد اعتقاد أبي بكر وظهر بطلان (إمامته) أليس هو الذي قال:
{ رب أرني أنظر إليك } !
ولو رحنا نستقصي جميع المواقف التي جاءت في القرآن عن موسى - عليه السلام - لوجدنا فيها منافذ شتى للتسلل! خذ مثلاً رحلته مع الخضر - عليه السلام - . وقس عليها. ماذا لو كان أبو بكر فيها بدل موسى؟! كيف سيشنع الشيعة ؟!

يونس عليه السلام 
من المعلوم في القرآن أن نبي الله يونس - عليه السلام - عاقبه الله تعالى حين ترك قومه فابتلعه الحوت. وكان ما كان مما قصه الله في كتابه، حتى إن الله تعالى نهى نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - من التأسي به فقال:

{ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ } القلم/48.

ولو كان أبو بكر صاحب الحوت لقيل: كيف يكون مثل هذا (إماماً) والله ينهى عن التشبه أو الإقتداء به؟! والإمام يجب أن يكون معصوماً، وهذا قد ارتكب ذنباً عاقبه الله عليه أشد العقوبة. أليس هو القائل: { سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ } الأنبياء/87؟!

وهذا نص من الله في كونه من الظالمين. والله تعالى يقول: { لا ينال عهدي الظالمين } إذن لا يصلح صاحب الحوت (للإمامة) ! ليس هذا ببعيد على من تمسك بأول هذه الآية:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا } آل عمران/155 وقطعوا أخرها: { وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } ،

وظلوا يشنعون عن الصحابة في ان بعضهم قد فر في معركة احد !! وعن مثيله قوله تعالى: 

{ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } (آل عمران:152) 

كل ذلك من أجل أن يتوصلوا إلى ذم أناس من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - صرح الله بنفسه أنه عفا عنهم. فكيف لو عاقبهم على ذنبهم كما عاقب نبيه الكريم يونس - عليه السلام -؟! 
ولجاءوا إلى قوله تعالى عن يونس - عليه السلام -: { فظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ } الأنبياء/87 
فتخيل اخي الكريم لو كان ابي بكر بدلا من يونس ( عليه السلام ) في هذه الاية ماذا سيقول الشيعة ؟!
كيف يكون (إماماً) على الأمة؟! ولو جئتهم بألف دليل ودليل على أن اللفظ هنا ليس المقصود به القدرة، وإنما التضييق والعقوبة. أي ظن أن لن نضيق عليه بالعقوبة- لما كفوا عما يقولون لأن السبب كامن في سوء القصد، وليس في سوء الفهم.


لوط عليه السلام :

حكى الله تعالى عن لوط - عليه السلام - أنه قال لقومه حينما جاءوا يريدون ضيفه: { هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } هود/78 .
ولو كانت القصة في أبي بكر - رضي الله عنه - لوضعت لها روايات وشققت لها قصص وحكايات للطعن في أخلاقه وعرضه وشرف بناته وأهل بيته. كل ذلك من أجل سلبه الأهلية في تولي أمر المسلمين وإمامة المتقين.

آدم وبقية الأنبياء (عليهم السلام)

وقِس على ذلك بقية الأنبياء كأبينا آدم - عليه السلام - الذي صرح الله تعالى بخطيئته في عدة مواضع من القرآن حتى قال: 
{ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } طه/121
ولو كان هذا في حق أبي بكر لهللوا له وكبروا وحكموا له بدخول جهنم قطعاً بلا
شك. أليس الله يقول: { فَكُبكبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } الشعراء:94/95. ويقول: { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبعُهُمْ الْغَاوُونَ } الشعراء/224. 
ولحكموا أنه من أتباع إبليس. أليس الله يقول: { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ } الحجر/42. 
والآية الأولى سمته غاويا وعاصيا. فماذا تريدون بعد من دليل على كونه من أتباع إبليس؟ فكيف تتخذون مثل هذا إماما؟!

خير البشر أبو القاسم - صلى الله عليه واله وصحبه وسلم - 

الأصل في الاستدلال أن يستند أولاً إلى المحكم الذي لا شك فيه. ليكون هو القاعدة والأساس الذي يرد إليه ما تشابه مما خالف أو ظُن أنه كذلك. وهذا في الأحكام الاعتقادية والفقهية وغيرها. ومنها الحكم على الأشخاص.
أما الحكم على شخص ما من خلال الشبهات وترك المحكمات فهذا منهج فاسد لا يوصل إلى الحقيقة.
إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - مثال واضح على ما أقول:
إن مئات من الأدلة القطعية المحكمة تشهد على سمو أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - وصدق دعوته ونبوته. لكن هذا كله لم ينفع مع من اتبع ذلك المنهج الفاسد في النظر إلى صورة خير البشر أبي القاسم محمد عليه افضل الصلاة والسلام! لقد بدت صورته الزاهية المشرقة مشوهة في نظر أولئك التائهين حتى قالوا: إن محمدا رجل لا هم له إلا النساء وسفك الدماء! أليس هو الذي تزوج ذلك العدد الهائل من النساء مع انه حرمه على أصحابه؟! إن هذا يدل على شهوانيته وانشغاله الزائد بالحب والمرأة والجنس. واحتجوا برواية ساقطة ترويها بعض الكتب (المائعة) شبيهة برواية داود- عليه السلام - والقائد أوريا التي وردت في التوراة المزورة. ملخصها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى زينب فبهت لجمالها فتعلق قلبه بها وهام بحبها هياما حمله على تطليقها من زوجها زيد الذي هو ابنه بالتبني. ثم تزوجها من بعده! وركبوا هذا الإسفاف على الآية التي تحدثت عن اصل موضوع زواجه - صلى الله عليه وسلم - بزينب رضي الله عنها. والتي تقول:

{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ } الأحزاب/37

قالوا: أخفى حبها وافتتانه بها ونيته المبيتة في السعي في تطليقها والزواج منها خشية كلام الناس. وهذا معنى قوله في الآية نفسها:

{ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } الأحزاب/37

إن هذا السخف 
الذي وقع فيه بعض المستشرقين ومن لف لفهم مستندين إلى ما روته بعض الكتب التي تجمع بين الغث والسمين أقرب إلى التصديق عند من لا يؤمن بنبوة محمد- صلى الله عليه وسلم - من قول بعض السفهاء: 
إن أبا بكر كان يخرج رجله من الغار عسى أن يراه المشركون الذين تجمعوا هناك كي يدخلوا ويقتلوا محمداً - صلى الله عليه وسلم - ! وإن محمداً - صلى الله عليه وسلم - إنما أخذ أبا بكر معه كي يأمن شره حتى لا يشي به !
ولا شك في أن هذه الآية لو كانت في أبي بكر لكان لهم معه شأن آخر! إن أول طعن يوجهونه إليه في أخلاقه حتى يوصلوه إلى أسفل الدركات، ولن تسلم عقيدته وأصل إيمانه. إنه لا يخشى الله بل يخشى الناس أنه من الذين
{ يخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً } النساء/77.
وهذا هو النفاق والشرك فكيف يتخذ صاحبه (إماماً)؟!
ولو نزل في أبي بكر قوله تعالى:
{ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ } التحريم/1
لقالوا: أبقي شك بعد هذا القول الصريح في أن هذا الرجل لا يقيم لشرع الله وزناً! إنه يحلل ويحرم بهواه! تصوروا رجلاً يحرم ما أحل الله إرضاءً لزوجته! كيف تتخذونه (إماماً)؟!

ويؤيد هذا قوله تعالى: { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآْخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْلاَ كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } الأنفال/67-68. 

وهذا صريح –طبقا لطريقة الإمامية في التفكير- في إرادة أبي بكر الدنيا على الآخرة. لكن لما كانت الآيات نازلة في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أخذ الفداء من أسرى بدر بدلاً من قتلهم لم يتعرضوا لها بذكر. يقول تعالى:
{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأْرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآْخِرَةَ… } الأنفال/67-69.

وتاملوا قوله تعالى ( يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما ) سورة الاحزاب 48

فتخيل اخي القاريء لو كان احد الصحابة كان يكون عمر بن الخطاب هو المذكور في هذه الايه 
كيف كان سيشنع الشيعة ؟! وكيف سيقولوا يا سبحان الله وهل هناك اوضح من هذه الايه ؟
اليس هذا نصا صريحا على ان عمر كان يطع الكافرين والمنافقين !!
ولكن الايه عن الرسول فسكتوا ولم ينبسوا بكلمة !! 
وتامل هذه الايه التي يخاطب بها الله تعالى نبيه محمد ((فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)) يونس 94

فهذا شرط والشرط لايقتضي الوقوع .. ولو كان ابي بكر المذكور في الاية كيف كان سيصفونه بابشع الاوصاف !! وسيقولون ان الله تعالى يقول عنه لاتكن من الممترين .. بل ان ابي بكر يشك في ما أنزله الله تعالى
هل هناك اوضح من هذا !! ولا ينتهي التشنيع ولا الطعن ..
اليست هذه الشبهه شبيهة بمن يعتمد على هذه الايه الكريمة من الشيعة ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ) 

ويقول بان معنى هذا ان الصحابة سيرتدون بعد وفاة الرسول !! مع ان هذا ايضا شرط كما في الاية السابقه فلم هنا يتكلمون وهناك يسكتون ؟!
كيف استساغ عقلا وشرعا ان يطبق الشيعة منهجهم هذا في البحث عن الشبهات مع الصحابه 
دون ان يطبقوه على دونهم من البشر ؟؟ الا يزن الله تعالى البشر بميزان واحد ؟؟
فما بالهم يزنون الناس بميزانيين ؟! اليس هذا سوء قصد مع الصحابه ؟! وليس سوء فهم ..
إن هذا الأسلوب المقلوب الذي لو طبقناه في حق الأنبياء عليهم السلام لما سلمت لواحد منهم نبوته! لهو الأسلوب الذي طبقه الرافضة في حق الأصحاب رضي
الله عنهم توصلاً إلى إسقاطهم وعزلهم عن الدور الذي أراده الله لهم.
ولا أظن منصفاً يقارن بين الفريقين إلا ويراجع نفسه وحساباته من جديد في
موقفه من خيرة البشر بعد الأنبياء عليهم السلام أولئك { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } الأنفال/74

وسيكون الباب الثاني في نسخة اخرى ان شاء الله تعالى .

الباب الثاني:
لو عاملنا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (رضي الله عنه وارضاه ) كما عامل الشيعة الصحابة .
=======================

لقد سبق ان طرحت بعون من الله وتوفيقه الموضوع الاول من سلسلة (بطلان منهج الشيعة تجاه الصحابة وامهات المؤمنين )
وهو موضوع لوعاملنا الانبياء كما عامل الشيعة الصحابة 

حيث قلنا بانه لو اتبعنا أسلوب الإمامية في طعنهم بالأصحاب عن طريق تصيد شبهات الألفاظ وتضخيم الأخطاء. وطبقنا ذلك على الأنبياء - عليه السلام - لما بقي لنا إيمان، ولا سلم لنا رسول!
وقدمنا البراهين على ذلك من كتاب الله العزيز ..

وقد وعدت القراء بان اوافيهم بالموضوع الثاني ، وها انا الان عند وعدي اقدم بين يديكم الموضوع الثاني من هذه السلسلة :

لو عاملنا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( رضي الله عنه وارضاه ) كما عامل الشيعة الصحابة:


رابع الخلفاء الراشدين واحد العشرة المبشرين بالجنة .. ايضا لو وضعناه على الميزان وفق المنظور الشيعي في الحكم على الاشخاص والرجال سوف لن يسلم !! ، بل سنخرج معه بنفس النتيجة التي خرج بها الشيعة مع الصحابة ، حيث انهم قد تركوا المحكم في الاستدلال من القران الكريم في تبيان عدالة الصحابة وراحوا مع الاسف يبحثون عن الشبهات مستندين في كثير منها على روايات واهية ضعيفة او على سوء ظن بالصحابة او على روايات متشابهة تحمل اكثر من معنى ، فبدلا من الخروج بافضل المخارج من تلك الروايات تقديرا واكراما لمنزلة صحابة الرسول المعدلين الهيا ..

نراهم يفسرون تلك الروايات على الوجه الذي يطعن بالصحابة ويشوه صورتهم .. ليس لخدمة احد سوى اعداء الدين والحاقدين على جيل الصحابة من الرعيل الاول الذين فتحوا البلدان ونشروا الاسلام ونقلوا الينا الكتاب والسنة .. 



او ترى البعض يتمسك بزلات وقعت من الصحابة فيحكم عليهم بالكفر والردة !!!

وكأن الصحابة معصومون , او ان الانبياء لم تثبت بحقهم الزلات والخطايا ، وكان موضوعنا الاول من هذه السلسلة كفيل بتوضيح ذلك ولله الحمد والمنة ..

لذا ترى بان الكثير من الاخوة الشيعة مع الاسف سار في طريق اعداء الاسلام اما عالما بذلك واما مخدوعا فصار دينه وديدنه البحث واصطياد الشبهات حول الصحابة .. وترى الكثيرين ممن يلهثون وراء جمع وحفظ اكبر عدد من الشبهات !! وترى البعض الف كتبا خاصا يجمع بها الشبهات ويرتبها ويبوبها ويفتخر بها !! ولكن في النهاية اين الاساس العلمي واين المنفعة ؟!! ومن المستفيد ؟!!
واين سنذهب بايات القران التي تثني على المهاجرين والانصار ؟!! وتعدهم بجنات تجري تحتها الانهار ؟!!

اسئلة لاتجد لها اجابة مقنعة !! 

لذلك ظن الكثيرين من جهلاء الدين مع الاسف ان الميزان الذي يوزن به الرجال ويقيم به صحابة الرسول وزوجاته امهات المؤمنين هو عدد الشبهات !!

وانني لازلت اذكر ذلك الصديق الشيعي الذي قال لي ذات مرة وبالحرف الواحد : ان الصحابة تحيط بهم الكثير من الشبهات ولكن الامام علي لم نسمع عنه شبهة واحدة !!

فهذا المسكين كان ضحية هذا المنهج السقيم الذي طعن بصحابة الرسول من المهاجرين والانصار خير جيل من البشرية بعد الانبياء للوصول في النهاية الى اسقاط الدين ، فاذا جرح الناقل جرح المنقول ، 
فسقطت السنة النبوية وضربت الاحاديث النبوية عرض الحائط لانها وردت عن الصحابة مرفوعة الى الرسول ، وطعن في القران الكريم ايضا لان الذي جمعه وائتمن عليه هم نفسهم صحابة الرسول الاجلاء .



ولكن لاتوجد شبهات حول الامام علي لسبب بسيط هو لان اختصاصييي الطعن وقذف الشبهات لايمكن ان يطعنوا بعلي لانهم اتخذوه الامام المعصوم الاول الذي يعلم الغيب ويعلم متى يموت وانه الاول والاخر والظاهر والباطن ووو!!!

اما اهل السنة فعلي ثابت عندهم من العشرة المبشرين بالجنة وامام من ائمة الهدى .. 

والنواصب اعتقد انها طائفة انقرضت ولم يعد لها وجود .. فلايوجد من يطعن في علي .. 
لذلك لاتوجد شبهات عليه .. لكن توجد في حاله واحدة اذا اخذنا المنهج الشيعي وطبقناه على الامام علي عندئذ سنخرج بعشرات الشبهات التي تطعن بشخصه رضي الله عنه 
ونستطيع ان نسلك نفس الطرق الملتوية التي سلكها الشيعة لنصل الى درجات من الاستدلال الهابط المتهافت الى درجة يمكن تكفيره بالاستدلال بايات قرانية !! .. 

ولا اعتقد ان من حق احد ان يعترض لاننا في طريق البحث عن الحقيقة !! اولم تتخذوا منهج الشبهات طريقا وصلتم من خلاله الى الحكم على الصحابة وامهات المؤمنين ؟!!

ياترى هل هذا المنهج يطبق على الصحابة وامهات المؤمنين فقط !! ماهذا ؟!! مالكم كيف تحكمون ؟!!

وانا قبل ان ادخل الموضوع اود ان انوه الى ان هنالك ربما من سياتون ويتهمونني بالنصب والبغضاء لال البيت ولعلي بن ابي طالب خصوصا ..

لكن في الاول والاخر ما هي الا محاولات واهية للتشويش على الموضوع .. 




واود ان انوه ايظا الى انني قد ترددت كثيرا قبل ان اطرح هذا الموضوع لكن مادامت النية والحمد 
سليمة ومادام الغرض واضحا وهو بيان بطلان المنهج الشيعي وليس الطعن في شخصية امير المؤمنين رضي الله عنه .. لذا قررت وبثقة ان اواصل طرح مواضيع السلسلة ان شاء الله ..



شبهات حول الامام علي من كتب الشيعة


جميع الروايات الشيعية ترقيم الصفحات فيها استنادا الى موسوعة نور للاحاديث 
اصدار مركز البحوث الكومبيوترية للعلوم الاسلامية \ إيران ..


الامام علي وحادثة الهجوم علي بيت الزهراء عليهما السلام:



يستطيع كل صاحب فتنة -لا يتقيد بالروايات الصحيحة- أن يروي روايات بلا أسانيد صحيحة، لمجرد وجودها وانتشارها في بعض الكتب التاريخية أو الأدبية، ويؤمن بها من بعد ذلك، وتصبح عنده من المسلمات اليقينية التي لا تقبل التشكيك في صحتها.

بل يستطيع كذلك كل مبغض وكاذب على العترة عليهم السلام أن يدعي أن قضية ضرب الزهراء وإسقاط جنينها وإحراق بيتها مؤامرة مدبرة، قام بها أبو بكر وعمر بالاشتراك مع زوجها الإمام علي، في سبيل القضاء على الزهراء عليها السلام.
ويكون هذا الهذيان والاتهام الباطل مبنياً وفق زعم ذلك المبغض على دلائل ومؤشرات يستنبطها من القصة المختلقة نفسها، وتكون وفق زعم المبغض كالآتي:








1- قام الإمام علي بتمثيلية متقنة حين وافق على تقييده عن طريق الصحابة عند دخولهم المنزل وعلى ضربه، ليوهم آل بيته بأنه ضحية هذا التجمع والتآمر، من قبل شخص عمره تجاوز الستين، والآخر جاوز الثالثة والخمسين، مع العلم بأن قوة الإمام علي لا يقاومها أحد من الإنس والجن، مثل ما نقل عنه أنه اقتلع باب خيبر العظيم لوحده بينما لا يستطيع حمله أربعون رجلاً.

2- اعتذار وتحجج الإمام علي عن عدم مقاومته للصحابة بسبب حرصه على المحافظة على حقن دماء المسلمين حجة واهية؛ لأن الصحابة قد ارتدوا بعد وفاة النبي إلا ثلاثة وفق ما تقرره الروايات عن آل البيت عليهم السلام !!! فهل كان مقصود الإمام علي عليه السلام بدماء المسلمين هؤلاء الثلاثة فقط؟!! وهل دماء الصحابة أغلى وأزكى عنده من دم الزهراء عليها السلام، فلا يحافظ عليها ويدافع عنها؟!!

3- تزوج الإمام علي بعد وفاة الزهراء بتسع ليال بامرأة من بني حنيفة، ولقب ولدها بابن الحنفية,






بحار الانوار \ الجزء 42 صفحة 92

ووافق بعد ذلك على تزويج أم كلثوم ابنة الزهراء عليها السلام لعمر بن الخطاب أحد أعضاء المؤامرة 
الكافي \ الجزء 6 صفحة 115 ، 116 

مما يدل على حرصه على توثيق الصلة مع أعداء زوجته، وعلى عدم حبه ووفائه للزهراء عليها السلام.

4- عندما أصبح الإمام علي قاضياً ووزيراً في زمن الخليفة الأول والثاني، كان هذا مثل المكافأة جزاء لما قام به من إتقانه للدور.












5- حرصه على تسمية أولاده بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان، وتزوجه بأرملة أبي بكر، فيه الدلالة على حرصه على افتخاره بما صنعوا في الماضي وسعيه إلى تخليد ما قاموا به من أعمال، ولو كان ضد الزهراء.

6- لم يعط الإمام علي أولاد فاطمة الزهراء ميراثهم من والدتهم من فدك حينما استلم خلافة المسلمين، وسار على طريقة أصحابه الخلفاء من قبله، بل ولم يمنع التراويح ولا أعاد المتعة.











انا اوجه هذه الشبهة لمن يحاول جاهدا ان يثبت حادثة الهجوم المفتراة ويروج لها غير مهتم لما تضمه من اهانة لشخص الامام علي رضي الله عنه ..

ولا اعتقد ان هناك مخرج معقول من هذه الشبهة غير الرجوع الى الحق والصواب والكف عن الترويج لهذه الاكذوبة ..
فانا كسني استطيع ان اقول لهذا الناصبي ان القصة التي تستند اليها للطعن في علي غير صحيحة البتة ..
ولكن الشيعي كيف سيجيب ؟؟!!







الامام علي في صلح الحديبية :



لايخفى على احد مدى تشهير الشيعة مع الاسف على صحابة رسول الله في صلح الحديبية ، على اعتبار انهم قد عصوا رسول الله ولم يمتثلوا لاوامره ..
ماذا سيكون جوابنا إن قال لنا أحد النواصب: (إن علياً عليه السلام كان من رؤوس المعارضين للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، وقد عصى أمره مع سائر الصحابة في عدم حلق رؤوسهم وذبح هديهم؟
بل إن رفض علي بن أبي طالب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم يفوق معارضة عمر بن الخطاب وذلك حينما طلب صلى الله عليه وسلم منه أن يمسح اسمه عندما كان يكتب كتاب الصلح مع مندوب قريش سهيل بن عمرو فرفض علي بن أبي طالب الانصياع لأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟

ودليل ذلك ما جاء عن أبي عبد الله عليه السلام، في حديث طويل في قصة صلح الحديبية: (إن أمير المؤمنين عليه السلام كتب كتاب الصلح: باسمك اللهم، هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والملأ من قريش، فقال سهيل بن عمرو: لو علمنا أنك رسول الله ما حاربناك، اكتب هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله، أتأنف من نسبك يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا رسول الله وإن لم تقروا، ثم قال: امح يا علي! واكتب: محمد بن عبد الله، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أمحو اسمك من النبوة أبداً، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده...). مستدرك الوسائل: (8/437). 
وذكر صاحب المستدرك ان الرواية رواها ايضا المفيد في الارشاد والطبرسي في مجمع البيانفبماذا سنرد على ذلك الناصبي حين يقول: لماذا يعصي علي بن أبي طالب أمر النبي صلى الله عليه وسلم حينما طلب منه أن يمحو اسمه؟ أعلي بن أبي طالب أتقى وأحرص وأعلم من النبي صلى الله عليه وسلم في عدم رغبته لمسح الاسم؟ 

الم يقل الله تعالى :

{ ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين }
سورة النساء-آيه 14


{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } في سورة الأحزاب-آيه 36


{ إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيهآ أبدا } سورة الجن-آيه 23


ثم يقول ذلك الناصبي : ان الامام علي كان يحاول جاهدا ان يعرقل كتابة الصلح ويزيد من معاناة رسول الله في ذلك اليوم .. بل اغلب الظن انه كان يعتقد ان الرسول غير مؤهل لمسك زمام الامور ذلك اليوم وقد بلغ به التعب فيهجر !!! ان هذه العبارة ( اغلب الظن ) استعملها التيجاني اكثر من مرة في كتبه للطعن بصحابة الرسول من المهاجرين والانصار .. لذا فاعتقد انها ليست حكرا عليه ويستطيع أي شخص ان يبني الظنون وفق ما تشتهيه نفسه ..

ثم يردف الناصبي فيقول : بل تكررت منه المعارضة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم مثلما حصل في غزوة تبوك، حينما طلب منه النبي أن يمكث بالمدينة، كحال بعض الصحابة من أهل الأعذار، كابن أم مكتوم وغيره لأسباب معينة رآها النبي صلى الله عليه وسلم لكنه خرج ولحق بالنبي محاولاً أن يثنيه عن قراره ويأخذه معه للمعركة.

فعن عبد الله، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن سليمان بن بلال، عن جعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد أن علياً عليه السلام خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء ثنية الوداع وهو يبكي ويقول: تخلفني مع الخوالف؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟) بحار الأنوار: (37/262)، العمدة: (ص:127).




فلماذا ينزعج علي بن أبي طالب من أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بتركه بالمدينة في غزوة تبوك؟ أيعصي علي النبي صلى الله عليه وسلم في أمره؟هل كان علي يجهل أن استخلافه في المدينة منقبة وفضل له أم لا؟ فإن كان يجهل فهذه مصيبة، وإن كان يعلم فالمصيبة.. أعظم.

والرد على كل هذه التقولات على أمير المؤمنين رضي الله عنه، هو نفس الرد على من يشنع على الصحابة في صلح الحديبية .. فالحق واحد، وإن تعددت صور الافتراءات.

الامام علي وادعاء صفات الله !! :


عن علي بن أبي طالب قال: أنا جنب الله وقلب الله وبابه الذي يؤتى منه ادخلوا الباب سجدا أغفر لكم خطاياكم !! وأزيد المحسنين وبي وعلى يدي تقوم الساعة وفي يرتاب المبطلون وأنا الأول والآخر والظاهر والباطن !! وبكل شيء عليم !! بحار الانوار \ الجزء 39 \ صفحة 348

وللامانة العلمية فان المجلسي صاحب البحار بعد ان اورد هذه الرواية حاول ان يشرح بعض المفردات لكي يخفف من وقعها على النفوس ..

لكن لك ان تتخيل ايها القاريء اللبيب ماذا يستطيع الناصبي ان يشنع على علي استنادا الى تلك الرواية ؟؟ 

ولو كانت هنالك رواية مثل هذه في كتب اهل السنة واردة عن احد الصحابة كيف كان سيشنع الشيعة ؟؟ 

لا اريد ان اقول الا : اللهم اني اشهد ان عليا بعيد كل البعد عن ان يتفوه بمثل تلك الكلمات ..






الرسول والامام علي وعائشة !!! :


عن علي (ع) قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له خادم غيري وكان له لحاف واحد ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا .. بحار الانوار ج 40 \ صفحة 2

وهنالك رواية في الكافي عن أبي عبدالله قال في الرجل والمرأة يوجدان في لحاف واحد: يجلدون مائة جلدة !! الكافي للكليني ج 7 \ 181

في الحقيقة اني دهشت وقفت متحيرا عند هذه الرواية .. ليس فقط الناصبي يستطيع ان يستغلها للطعن في علي رضي الله عنه .. ولكن اليهود والنصارى يستطيعون ان يطعنوا من خلالها بالرسول ( صلى الله عليه واله وصحبه ) وعائشة وعلي رضي الله عنهما ..

بل يستطيع النا صبي ان يقول علاوة على ذلك : ما بال علي لايصلي قيام الليل اسوة بالرسول فياثر الفراش على الصلاة ؟؟!! 

فقط اريد ان اقول : هل من المعقول ان جماعة تدعي محبة ال البيت تضم كتبهم مثل هذه الرواية 
وفوق ذلك يبحثون في كتب السنة لايجاد الشبهات والطعون على الصحابة ؟؟!!

استغفر الله العظيم .. ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ..



الامام علي واضاعة صلاة العصر !! :


عن أبي عبد الله جعفر الصادق أن عليا لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة فكلمها أمير المؤمنين .. فاشتغل بها حتى غابت الشمسفكلمها بثلاثة أحرف من الإنجيل لأن لا يفقه العرب كلامها. قالت: لا أرجع وقد أفلت فدعا الله فبعث إليها سبعين ألف ملك بسبعين ألف سلسلة حديد فجعلوها في رقبتها وسحبوها على وجهها حتى عادت بيضاء نقية بحار الانوار ج 41 \ صفحة 166

يستطيع الناصبي من خلال هذه الرواية ان يتهم الامام علي بعدم اكتراثه للصلاة الواجبة والعبادة بدليل انه اشتغل عن صلاة العصر من اجل جمجمة !!
ثم يستدل بالقران الكريم ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )


ثم يؤكد ذلك من خلال الرواية السابقة عن صلاة قيام الليل فتخيل ما يستطيع ان ينسبه لعلي رضي الله عنه من عدم اهتمامه بالصلاة ..
وانا اذ اذكر هذه الرواية يحظرني احد الاعضاء في هذه المنتديات عندما قال مالدليل على ان ابي بكر وعمر كانوا من المواظبين على الصلوات ؟؟ !! 
اذن فلا تستغربوا من هذه الشبهة مادام هناك من اتى بمثلها ..

انا ان اردت ان اعقب فاقول ان الصحابة الاجلاء بمن فيهم علي بن ابي طالب معنون بقوله تعالى ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا..... ) 
===============

الامام علي والمراة الشنيعة !! :


عن أبي عبد الله قال: قامت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين وهو على المنبر فقالت: هذا قاتل الأحبة. فنظر إليها فقال لها: يا سلفع يا جريئة يا بذية !! يا مذكرة !! يا التي لا تحيض كما تحيض النساء يا التي على هنها شيء بيّن مدلّى 

بحار الانوار ج 41 \ 293


احيل اليك ايها القاريء الكريم هذه الرواية لتتصور كيف يمكن للناصبي ان يستغلها للطعن في امير المؤمنين رضوان الله تعالى عنه ..
انا اعرف انك ولا انا نرتضي ان يكون هذا الكلام صادرا عن امام من ائمة الهدى كعلي بن ابي طالب .. ولكن للاسف هذه الرواية موجودة ضمن كتب الشيعة !!

ولو كانت هذه الرواية عن عمر في كتب السنة لقامت الدنيا وما قعدت ..

الامام علي وتعطيل حدود الله !! :



عن أبي عبدالله قال: بين أمير المؤمنين في ملأ من أصحابه إذا أتاه رجل فقال: أمير المؤمنين إني قد أوقبت على غلام فطهرني فرده مرتين وفي الثالثة قال له: يا هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم في مثلك بثلاثة أحكام فاختر أيهن شئت: ضربة بالسيف أو إهداء من جبل أو إحراق بالنار.. . ثم قام وهو باك حتى جلس في الحفرة التي حفرها له أمير المؤمنين وهو يرى النار تتأجج حوله قال: فبكى أمير المؤمنين فقال له: يا هذا إن الله قد تاب عليك فقم و لا تعاود شيئا مما قد فعلت . 

الكافي ج7 \ 201 باب حد اللواط 

يستطيع الناصبي ان يطرح الشبهة استنادا الى هذه الرواية كما يلي :

1.ان علي بن ابي طالب هنا قد عطل حد من حدود الله .
2. ان تعذر علي بقوله قد تاب الله عليك حجة واهية !! لانه كيف عرف ان الله قد تاب عليه ؟!!
هل هو نبي يتنزل عليه الوحي ؟!! الوحي قد انقطع منذ وفاة الرسول ..
3. ان علي بن ابي طالب بتركه ذلك الاثم وعدم اقامته الحد عليه ، انما يفتح الباب على مصراعيه لكل من تسول له نفسه ان يرتكب مثل هذا الذنب العظيم !!

فيا ايها الاخ الشيعي اما كان من الاجدر ان تنتبه الى كتبك قبل ان تتهم الصحابة بتعطيل حدود الله ..
كاتهامكم ابي بكر بتعطيل اقامة الحد على خالد بن الوليد !!


الامام علي والاعرابي الذي اغتصب امراة !!



ذكر الكليني في الكافي (عن أبي عبدالله عليه السلام قال: جاءت امرأة إلى عمر فقالت: إني زنيت فطهرني، فأمر بأن ترجم، فأخبر بذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال: كيف زنيت؟ فقال: مررت بالبادية فأصابني عطش شديد فاستسقيت أعرابيا فأبى أن يسقيني إلا أن أمكنه من نفسي فلما أجهدني العطش وخفت على نفسي سقاني وأمكنته من نفسي، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: تزويج ورب الكعبة
الكافي ج5 \ 467


يستطيع الناصبي من خلال تلك الرواية ان يتهم الامام علي بانه يشجع على الاغتصاب !!


ثم يقول : أويعقل أن يزني ظالم فاجر بامرأة مقهورة ويجبرها ويهددها بالموت والعطش فتضطر للاستجابة لكيده فيعتبر هذا كله عند علي تزويجا شرعيا؟؟!!، أوليس يفتح بهذا باب واسع يدخل منه كل فاجر نذل فيأخذ بأية امرأة شريفة كريمة ويضطرها بأية وسيلة مثل هذه ليزني بها، ثم يكون ذلك عند علي تزويجا!! أي تزويج هذا ؟!! هذا اغتصاب !!
ان حال هذا الرجل كحال هذا الذي يمسك سكين ويهدد امراة بقتلها ان لم تمكنه من نفسها !!
فتظطر المراة لذلك لتنجو بحياتها ..

ثم ياتي بعد ذلك من يغطي على فعلة هذا المجرم بقوله : تزويج ورب الكعبة !!!




مثال لشبهةأخرى من القران الكريم !! :

تخيل ايها القاريء الكريم لو جاءك يهودي حاقد يريد ان يطعن بالاسلام والمسلمين ومن نافذة الطعن بأمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضوان الله تعالى عنه حاملا في قلبه الغيض والضغينه محاولا ان ينتقم لأجداده الذين هزموا في خيبر من علي بن ابي طالب الذي كان له شرف اقتحام باب خيبر الحصين .. حاله حال الفرس الذين يكنون العداء لامير المؤمنين عمر بن الخطاب فاتح بلاد فارس فيحاولون جاهدين تشويه صورته الناصعة امام أجيال الامة الاسلامية لتخرج اجيال مقطوعه الصله بقاداتها وأصفيائها من الرعيل الاول ..
يقول اليهودي :
لقد ورد في كتاب المسلمين المسمى بالقران الكريم الاية التالية :

( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتلانقلبتم على اعقابكم)

ان هذه الاية قد نزلت في علي بن ابي طالب أبن عم محمد نبي المسلمين ..

فهي تدل دلالة واضحة على ان علي سيرتد بعد وفاة الرسول ، وهذا ماحصل فعلا عندما تخلى عن المنصب الالهي الذي وكله الله اليه .. فأثر الراحة وتقاعس عن قول الحق بوجه اصحاب محمد الذين خالفوا امر الله وسلبوا الامامة بغير حق ..

فمن المعلوم ان الله قد نص على امامة علي بن ابي طالب ليكون هو امام المسلمين بعد وفاة الرسول كما ذكرت كتب المسلمين وجاء هذا التنصيب في الاية القرانية :

( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )

وهذه القصة مشهورة في كتب المسلمين اذ كان عليا في المسجد راكع فدخل فقير وسأله فمد علي اصبعه واشار اليه بالخاتم فأتى الزكاة وهو را كع فعلي هوالمقصود بـــ (والذين امنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )

وكذلك هو المقصود في اية الارتداد(افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) 
فكما جاء في الاية الاولى بصيغة الجمع جاء في الاية الثانية ايضا بصيغة الجمع لذلك لايستطيع احد من المسلمين ان ينكر ذلك على علي بحجة ان الخطاب للجمع بينما علي مفرد !!!

وان قال احد من المسلمين ان عليا كان معه نفر قليل ولم يكن يستطع ان يقف بوجه جيش المرتدين من الصحابة فهذا كلام مردود على صاحبه ، لان كتب المسلمين قد ذكرت ان عليا واحد عشر من ابنائه يعلمون ماكان ومايكون ويعلمون الغيب ولايموتون الا بأختيارهم وهذا ماورد في كتاب الكافي لصاحبه اسحاق بن يعقوب الكليني الذي يلقبه المسلمون بحجة الاسلام ..

لذلك تعذر علي بن ابي طالب بهذا العذر غير مقبول وغير مقنع لانه يعلم متى يموت فلماذا لم يقف بوجه ابي بكر ويشهر سيفه بالحق ويطالب بحقه في الامامة التي نص الله عليها ..

ان السبب في امتناع قيام علي بذلك ليس له سوى تفسير واحد هو لكي يجنب نفسه عناء الامر ولكي لايتحمل التعذيب والايذاء الجسدي ( عدا الموت لانه يعلم انه سيموت بعد سنين طويلة كما بينت ) ..

ارأيتم كيف ترك علي المنصب الالهي وكيف خالف الله وخان ابن عمه محمد كل ذلك من اجل الراحة وحب الدنيا وكراهية الجهاد ومايترتب عليه قول الحق ونصرة الله .!!

بل زاد الامر على ذلك فتماشى وصاحب اولئك المرتدين الذين سلبوه الامامة ، وسمى ابنائه بأسمائهم فسمى ابنه ابي بكر والاخر عمر والاخر عثمان (انظر كشف الغمة في معرفة الائمة ج1 صفحة 440)وكذلك ( اعلام الورى للطبرسي ج1 صفحة 203 )
، بل لم يقف الامر عند مسالة اسماء ، بل زوج ابنته ام كلثوم لعمر بن الخطاب احد المرتدين انظر ( الكافي للكليني ج6 صفحة 115) ..

حتى صار مذهب مخالفة الله تعالى واختيار الامام عن طريق الشورى بين المهاجرين والانصار من المسلمات اليقينيات التي يؤمن بها علي ويدعو اليها !! بل اكثر من ذلك فدعا علي الى مقاتلة كل من ينكر ذلك على المهاجرين والانصار وينادي بأمر الله تعالى الذي نصب علي نفسه وابنائه بعده ائمة على المسلمين !!

فقد أورد المرتضى في النهج عن علي من كتابه الذي كتبه إلى معاوية: ( إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، على مابايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ماخرج منه فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى )
( نهج البلاغة للشريف المرتضي ج1 صفحة 366)

لذلك فكما هو واضح فأن علي بن ابي طالب لايختلف عن غيره من اصحاب محمد فهم قد خانوا ربهم ونبيهم وما وقع بينهم من قتال وحروب كالجمل وصفين الى انتقام الله منهم لما قاموا به من ايذاء البشرية واولهم شعب الله المختار يهود بني النظير وبنو القنيقاع وطردوهم من ارضهم خيبر ومن يثرب ..!!

أيها القاريء الكريم هل رأيت كيف ان طريق الشبهات سهل بحيث يستطيع اي شخص ان يورد مايشاء من الشبهات ويقرر على اساسها مايريد ان يقرر حتى اليهودي كما في مثالي هذا ..

ولكن اثبات العدالة والخيرية لصحابة الرسول ومن بينهم علي بن ابي طالب ( رضوان الله تعالى عنهم اجمعين )
كفيل بأن ينسف كل هذه الشبهات الواهية كيف لا وانه قد اثنى الله عليهم اجمل الثناء وعدلهم بأيات قرانية محكمة تنقشع امامها غيوم الشبهات السوداء التي لا تغني عن الحق شيئا .


ان هذه الشبهات من كتب الشيعة ساتركها لانني قبل كل شيء لا اعترف بهذه الكتب ولا اعترف بتاتا بانها واردة عن ائمة ال بيت الرحمة الا النزر اليسير منها مما يتوافق مع روايات اهل السنة .. ولو جائني ناصبي يستدل بها علينا لرددت كلامه اليه لنفس السبب .. بل سارسله الى الذين اتخذوا من البحث عن الشبهات دينا يتعبدون به ويسبحون به اناء الليل واطراف النهار!! ..

الموضوع الثالث والأخير من السلسلة :

الأدلة والشواهد القرانية القاطعة على حقيقة عدالة الصحابة الساطعة .
=============

ماذا تفهم من قول الرسول ص : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " . ؟؟

ارجع إلى الحديث وانظر نصه وقل لي : هل قال النبي : " يرد علي يوم القيامة أكثر أصحابي " ؟ أم قال : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحالون عن الحوض " ؟ 


أتدري كم الرهط ؟ 

الرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة ، فدل ذلك على قلة الذين يمنعون عن الحوض ، وأنت تزعم أن أكثر الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي ص ، ونصوصكم تثبت أن الذي ثبت على الإيمان ثلاثة وعلي ، أو أربعة وعلي ، أو على أحسن تقدير اثنا عشر رجلا وعلي . 
هذا على العلم أن الصحابة في حجة الوداع بلغ عددهم تقريبا مائة ألف ، منهم أكثر من عشرة آلاف من الأعلام ، وألفان من كبار الصحابة وأهل الرأي والأمر فيهم . 
فالحديث يبين أن رهطا يحالون عن الحوض ، وأنت تدعي أن رهطا هم الذين سيصلون إلى الحوض من أصحاب النبي ص ، وشتان بين الأمرين ، فأنت بهذا الفهم تقلب معنى الحديث وتنكسه وتغالط فيه فهم معناه وما يرنو إليه .
وعاصمة أخرى من فهم خطأ للحديث ، وهي : ارجع إلى نص الحديث فأخبرني هل قال النبي : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ؟ أم قال : " إنهم ارتدوا على أدبارهم كفارا " ؟ 

" ارتدوا القهقرى " لها معنى في اللغة يخالف معنى الارتداد بالكفر ، فالارتداد القهقرى  أو الرجوع إلى الخلف  وهو يأتي بمعنى التعاون أو التنازل عن بعض الحق ، ويأتي أحيانا بمعنى التنازل عن الفضل والنزول من مرتبة عالية إلى مرتبة أقل منها ، والصحابة لموضعهم من دين الله وسابقتهم لا ينبغي من أمثالهم ذلك ، ولذلك كان التنازل عن شيء يسير يعتبر في حقهم ارتدادا على الأدبار إلى الخلف .
ولعلك ترى في الحديث تشديد النبي ص على أصحابه من باب أفضليتهم وسابقتهم ، وهذا كمثل تشديد الله تعالى على أمهات المؤمنين من باب فضلهن ومنزلتهن وموضعهن من دين الله تعالى ، فقال عز وجل : " من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف بها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا " ، وهذا كما يقال : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، وهي عند التحقيق حسنات ولكنها في حق المقربين كانت أقل مما ينبغي أن تكون عليها حالتهم 

=============
تتناسون الارتداد الذي حصل بعد وفاة الرسول من الذين منعوا الزكاة ومن الذين اتبعوا مسيلمة الكذاب ..

ولكن هؤلاء ليسوا مرتدين بنظركم مع الاسف !!

المرتدين عندكم الذين قاتلوا المرتدين !!

ابي بكر واصحابه ..

ولكن الله تعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ )


من الذين قاتلوا المرتدين ؟؟

اليس ابي بكرواصحابه هم الذين تصدوا للمرتدين وكسروا شوكتهم ؟؟ فيكون ابي بكر واصحابه قوم يحبهم الله ويحبونه ..

اما انتم فتزعمون العكس 
تزعمون ان ابي بكر وباقي الاصحاب هم المرتدين ..

ولكن الاية فيها وعد الهي بأن من يرتد فن الله سيأتي بقوم يحبهم ويحبونه ليكسروا شوكة المرتدين ..

فهل تستطيع ان تقول لي من الذي جاء ليكسر شوكة الصحابة المرتدين حسب وصفكم ؟؟؟
هل رأيت كيف ان دينكم ركيك الى هذه الدرجة ؟؟!!

==========
المقصود في حديث رسول الله هم المرتدون الذين قاتلهم ابي بكر رضي الله عنه ..

واما رواية ارتدوا على اعقابهم القهقرى فقد وضحت بأن معناه الرجوع الى الخلف والتهاون في الخير.. لا الارتداد الى الكفر ..

ارجو ان تفهم وتتدبر كلامنا قبل ان تجيب ..

ووفقنا الله لمرضاته ..
==============

وقد أشار إلى هذا المطلب البراء بن عازب حينما قيل له : طوبى لك لقد صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة فقال : للقائل إنك لا تدري ما أحدثنا بعده ، ففي البخاري : 3937 - حدثني : أحمد بن أشكاب ، حدثنا : محمد بن فضيل ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه قال : لقيت البراء بن عازب (ر) فقلت : طوبى لك صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة فقال : يا بن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده ، المصدر : ( صحيح البخاري ج:4 ص:1529 ).


سبحان الله تترك ايات قرانية في تعديل الصحابة ووعيدهم بجنات تجري تحتها الانهار ثم تذهب الى رواية وتطلق حكما ظنيا تبني عليه دينك!!!

الاخ احمد ان الصحابي الجليل البراء بن العازب كان جوابه من باب التواضع بعد ان غبطه التابعي عن بيعة الرضوان تحت الشجرة ..
ومن الاقوال المأثورة للامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه :

(( سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك ))
(( عجب المرء بنفسه احد حسّاد عقله ))

(( لا تهضمنّ محاسنك بالفخر والتكبر ))

فأنت تذهب الى قوله : لاتدري ما احدثنا بعده تحكم بأن المقصود هو عدم بيعة علي بن ابي طالب !! هذا ظن والله تعالى يذكر في اكثر من موضع من كتابه العزيز : ان الظن لايغني عن الحق شيئا ..

ثانيا اراك يا اخ احمد لاتناقشني في موضوعي المخصص عن عدالة الصحابة بينما تناقشني هنا عن عدالة الصحابة !! لماذا 
هل هو هروب من الايات الدامغة هناك على عدالة الصحابة ؟؟!!

لامشكلة ساتي بالكلام من هناك الى هنا لتكون ملزما به :


الصحابة و بيعة الرضوان 

قال تعالى: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } (الفتح/18).

ان ما جاءت به الاية الكريمة مايلي :

1. رضى الله تعالى عن جماعة سماهم بالمؤمنين .
2. سبب الرضى والثناء هو مبايعتهم للرسول تحت الشجرة .
3. ان الله علم ما في قلوبهم من صدق وحسن نية فانزل عليهم السكينة ووعدهم بفتح قريب وهو فتح خيبر كما ذكر غالبية المفسرين .


اعتراض الشيعة : اعترض الشيعة على القول بان جميع من بايع الرسول تحت الشجرة مشمول بهذا الثناء والرضا والاثابة بداعي ان الاية قد خصت المؤمنين فقط .. وليس جميع من كان مع الرسول في ذلك اليوم كانوا من المؤمنين !!!! 
يعني بمعنى اخر ان كلام الله تعالى يجب ان يكون موافقا لكلامنا ومعتقدنا !!! والعياذ بالله ..
ونحن نقول لمن يدعي هذا القول : 
ان عقيدتنا يجب ان تكون مستمدة من القران ، لا ان يكون القران مستمدا من عقيدتنا !! 
فالشيعة تقصد ان المعنيين بهذه الاية هم القلة القليلة الذين لم يرتدوا بعد وفاة الرسول ..
وعددهم ثلاثة او خمسة وفي رواية سبعة او اثنى عشر ..
وكان عدد المبايعين الف وثلاثمائة وفي روايات الف واربعمائة وفي روايات الف وخمسمائة كما هو موثق في كتب الشيعة :





(( يوم الحديبية كنا مع النبي ( ص ) اربع عشرة مائة ))

بحار الانوار ج2 ص345

(( كان اصحاب البيعة الفا وثلاثمائة عن ابن اوفى الفا واربعمائة عن جابر بن عبد الله الفا وخمسمائة ))


المناقب الجزء 2 ص21


اقول والله المستعان ان ادعاء الشيعة باطل من وجهين :

1. لو كان الله تعالى يريد التبعيض لذكر ذلك واضحا جليا كان تكون الاية هكذا (( لقد رضي الله عن المؤمنين من الذين يبايعونك تحت الشجرة )) عند ذاك يكون هنالك احتمال ان _ من _ تعني التبعيض ..او ان يضيف تعالى الى الاية عبارة توضح ان هنالك ممن بايعوا منافقين او من سيرتد .. ولكن الاية واضحة بجلاء فهي وصفت المبايعين بالمؤمنين اذ يبايعونه تحت الشجرة ..

2. ان الله تعالى قد اثابهم في اخر الاية بقوله ( وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )والفتح القريب هو فتح خيبر.

فالإثابة بالفتح كانت على خمسة فقط ؟! أم أن خمسة فقط هم الذين فتحوا خيبر ؟! وهذا الجمع الذي يعد بالمئات من الذين فتحوا خيبرمنافقون!

كيف ينصر الله جيشاً أغلبه منافقون؟! إذن لماذا لم ينصر الله موسى - عليه السلام - ويدخله الأرض المقدسة ومعه أخوه هارون واثنان مخلصان ؟! ولا بد أن يكون معه آخرون مؤمنون، وإن كانوا ضعاف الإيمان.

لقد رجع المؤمنون من الحديبية – وقد فازوا بجائزة هذه السورة - فرحين أشد الفرح. ولم يكن يخطر ببالهم أن هذه الجائزة ليست لهم!! وأنهم لا يستحقون إلا الغضب !!
واللعن. وأنهم والمخلفين سواء! إذن علام خرجوا معه. وتحملوا هذه المخاطر؟!
ولم يخطر ببال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء من ذلك. حتى خلف من بعد ذلك خلوف فازوا بفهم هذه الآيات.. فهماً لم يدركه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه المقربون!!!


فإذن.. عدد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة في أوسط الأقوال ألف وأربعمائة..

وسميت ببيعة الرضوان لإخبار الله عز وجل أنه رضي عنهم، وهذا الرضا جاء مطلقاً عاماً..
ولكن:
هل يمكن أن يرضى الله سبحانه وتعالى عن المنافقين.. ؟؟
وهل يخبر سبحانه وتعالى برضاه عن أحد ثم يخبر أنه سخط عليه بعد ذلك.. ؟؟

والجواب يتبين في الآتي:

أما المخلوق فيمكن أن يرضى اليوم ويسخط غداً؛ ويمكن أن يرضى عن منافق يظنه مؤمناً؛ لأنه لا يعلم مِنَ الشخص إلا ما يشاهده أمامه..
أما الله سبحانه وتعالى فإنه لا يمكن أن يرضى عن المنافقين؛ لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وإذا رضي الله عن أحد فلا يمكن أن يسخط عليه بعد ذلك؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يخبر برضاه عن أحد سيكفر أو ينافق..
ثم إنه سبحانه إذا رضي عن عبد وفقه وسدده في أمور حياته وآخرته، وحفظ عليه دينه..
ألا ترى أن الله لما أخبر عن رضاه عن المهاجرين والأنصار قال بعدها (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا..)[التوبة: 100] فلو لم يكن رضاه عنهم دليلاً على حفظه لهم لما قرنه بالوعد بالخلود في الجنات..

والا ترى ان الله لما توعد ابي لهب وامراءته بجهنم ماتوا وهم كفار بالرغم من ان بين نزول ايات الوعيد وموت ابي لهب زمنا طويلا .. فهل اسلم بعد ذلك ابي لهب وحسن اسلامه فسقطت مع اسلامه سورة المسد ؟؟!! 

وانا اوجه اليك ايها القاريء اللبيب هذا السؤال :

مارايك بشخص ياتي ويقول لك ان ابي لهب قد تاب و اسلم ومات على اسلامه ..؟؟ وهل ستصدقه ؟؟
فبناءا على كلامه ان وعد الله فيه لن يتحقق ..
ان هذا الادعاء هو نظير ادعاء الشيعة في ارتداد جل صحابة الرسول الذين وعدهم تعالى بالجنات !! فتامل ..


الاخ احمد اتيك بايات قرانية فتاتيني بروايات متشابهة وتبني عليها احكام ظنية !!

هلا تسأل نفسك هذا السؤال :
لماذا دينك يأمرك دائما بالهروب من القران ؟؟!!
فكر مع نفسك وكن منصفا ..

ثانيا ذكرت لك سابقا وانت تحاشيت الاجابة :


الاخ احمد ..

انتم تتناسون الارتداد الذي حصل بعد وفاة الرسول من الذين منعوا الزكاة ومن الذين اتبعوا مسيلمة الكذاب ..

ولكن هؤلاء ليسوا مرتدين بنظركم مع الاسف !!

المرتدين عندكم الذين قاتلوا المرتدين !!

ابي بكر واصحابه ..

ولكن الله تعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ )


من الذين قاتلوا المرتدين ؟؟

اليس ابي بكرواصحابه هم الذين تصدوا للمرتدين وكسروا شوكتهم ؟؟ فيكون ابي بكر واصحابه قوم يحبهم الله ويحبونه ..

اما انتم فتزعمون العكس 
تزعمون ان ابي بكر وباقي الاصحاب هم المرتدين ..

ولكن الاية فيها وعد الهي بأن من يرتد فن الله سيأتي بقوم يحبهم ويحبونه ليكسروا شوكة المرتدين ..

فهل تستطيع ان تقول لي من الذي جاء ليكسر شوكة الصحابة المرتدين حسب وصفكم ؟؟؟
هل رأيت كيف ان دينكم ركيك الى هذه الدرجة ؟؟!!
================

هناك الكثيرين من الاخوة الشيعة ينكرون عقيدة ردة الصحابة الا ثلاثة ، ولكنك هنا تؤكد لنا اعتقادك بهذه العقيدة المناقضة للقران الكريم وانا اجبت عن هذا في موضوعي عن عدالة الصحابة واليك الجواب :

امة محمد خير امة اخرجت للناس 


{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } (آل عمران/110)
ووجه دلالة هذه الآية على عدالة الصحابة - رضي الله عنهم - أنها أثبتت الخيرية المطلقة لهذه الأمة على سائر الأمم قبلها ، وأول من يدخل فى هذه الخيرية المخاطبون بهذه الآية مباشرة عند النزول ، وهم الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - ، وذلك يقتضى استقامتهم فى كل حال ، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة ، ومن البعيد أن يصفهم الله - عز وجل - بأنهم خير أمة ولا يكونوا أهل عدل واستقامة
لقد وصف الله صحابة نبيه - وهم (الأمة) حين نزول الآية - فقال: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } (آل عمران/110)

وإن أمة تعد بعشرات الآلاف ، ترتد جميعها بعد وفاة نبيها الا ثلاث او خمس او سبعة او بضعة نفر ، لا يمكن وصفها بأنها خير أمة، بل هي شر أمة!!!.
إن أقل ما تستحق به أمة بهذا الوصف، أن يغلب خيارها على شرارها. فكيف إذا كان الأخيار – وفق النظرية الامامية - لا يكادون يوجدون!!



فأيُّ معنىً بقي لهذه الرسالة المحمديَّة، وأيُّ وزنٍ أقيم لهذه الشريعة الربانية، بعد أن تخلَّى عنها في زعم الشيعة خواصُّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وارتدُّوا على أعقابهم؟! فمن جاء بعدهم أولى بالكفر والارتداد والخسران، ممَّن فارقوا لنصرة الرسول الأهل والأوطان، وقاتلوا دونه الآباء والإخوان، وافتتحوا من بعد وفاته الأقطار والبلدان .
اخي القاريء الكريم لقد ادرك علماء الشيعة التناقض بين هذه الاية و بين النظرية الامامية في ارتداد صحابة الرسول ..
اتدري ماذا روى علماء الشيعة في كتبهم للالتفاف حول هذه الاية وتجميد معناها ؟؟!!
اليك مثال : روى المجلسي في بحاره 
عن ابن عمير عن ابن سنان عن ابي عبد الله ع قال قرات على ابي عبد الله : كنتم خير امة ..
فقال ابو عبد الله ع خير امة تقتلون امير المؤمنين والحسن والحسين بن علي ع فقال القاريء جعلت فداك كيف نزلت ؟ قال نزلت كنتم خير ائمة اخرجت للناس !!!!
بحار الانوار ج 24 ص 154 باب انهم خير امة وخير ائمة اخرجت للناس 
وانظر مثل هذا في :
تاويل الايات للسيد شرف الدين الاسترابادي ص 127
تفسير العياشي ج1 ص 195
تفسير القمي ج1 ص10

ولكن ايها اللبيب الا ترى ان هذا الادعاء لايعدو كونه ادعاء رخيص، اذ يستطيع أي شخص ان يتبع نفس الاسلوب .. حتى نبوة مسيلمة الكذاب !!!
كان بامكان اتباع مسيلمة مدعي النبوة ايضا ان يتهموا الصحابة بحذف ما أنزل على مسيلمة !!!
كأن يقولوا بان الاية : (( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار.... ))
انزلت هكذا (( محمد رسول الله ومسيلمة رسول من بعده اشداء على الكفار ...))
ولكن الصحابة قد غيروا وبدلوا وارتدوا على اعقابهم ونبذوا وصية الله ورسوله وسلبوا مسيلمة حقه !!!
وينسجون الروايات تلو الروايات عن فلان وفلان وفلان ..!!! 
انا اعرف انك متعجب من هذا المثال ولكنه مشابه لما نسب زورا وبهتانا لائمة ال البيت من انهم قالوا ذلك ..


واخيرا فلتعلم ايها القاريء هداك الله ان هذه المحاولة لا دليل عليها الا ان مدعيها يعلم في قرارة نفسه فضل الصحابة في هذه الاية (( كنتم خير امة اخرجت للناس )) .

==============
 استدلالك برواية الصحابي البراء بن العازب استدلال باطل ..

لان الصحابي البراء بن عازب هو من الذين لم يبايعوا ابي بكر الصديق وهو من اصفياء صحابة علي رضي الله عنه ..

راجع كتاب ( السقيفة ام الفتن ) لجواد جعفر الخليلي حفيد اية الله الحاج ميرزا حسين الخليلي احد مراجع العصر .
صفحة 68 

وراجع معجم رجال الحديث للخوئي ج4\صفحة 184
ترجمة 1661 

((من اصحاب رسول الله واصفياء اصحاب امير المؤمنين ))..

كما ان الخوئي فند الروايات التي تتضمن الطعن في البراء بن عازب فراجع ذلك ..
===================
===========

اولا :
قد يسال سائل من هم الصحابة الذين تقصدهم ؟؟ !! او ماهوتعريفك للصحابة ؟؟!!
فاقول اليكم الجواب من كتب الشيعة من الإمام جعفر الصادق رحمه الله إذ يقول:كان أصحاب رسول الله اثني عشر ألفا، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير.
بحار الانوار ج 22 ص 305 ، الخصال للصدوق ج2 ص 639

ولعله يقصد بالعدد في فترة من الفترات وإلا فالصحابة أكثر من ذلك، والشاهد هو وصف الصحابة رضوان الله عليهم بالزهد في الدنيا، وابتعادهم عن البدع والانحرافات، وكذلك خوفهم من ربهم عز وجل.




ثانيا :_
العدالة لغة : العدل ضد الجور، يقال عدل عليه فى القضية فهو عادل، وبسط الوالى عدله ومَعْدِلَتَه – بكسر الدال وفتحها - ، وفلان من أهل المَعْدَلَة – بفتح الدال - ، أى : من أهل العدل ، ورجل عدل ، أى : رضا ومقنع فى الشهادة .

والعدالة وصف بالمصدر معناه ذو عدل، قال تعالى : { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } 

ويقال : رجل عدل ورجلان عدل، ورجال عدل، وامرأة عدل، ونسوة عدل، كل ذلك على معنى رجال ذوو عدل، ونسوة ذوات عدل، فهو لا يثنى، ولا يجمع، ولا يؤنث، فإن رأيته مجموعاً، أو مثنى أو مؤنثاً، فعلى أنه قد أجرى مجرى الوصف الذى ليس بمصدر، وتعديل الشئ تقويمه، يقال عدلته فاعتدل، أى قومته فاستقام .. لسان العرب 11/430

والعدالة اصطلاحاً : تنوعت فيها عبارات العلماء من محدثين وأصوليين وفقهاء، إلا أنها ترجع إلى معنى واحد وهو أنها : ملكة أى صفة راسخة فى النفس تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة.
... والتقوى ضابطها : امتثال المأمورات، واجتناب المنهيات من الكبائر ظاهراً، وباطناً من شرك أو فسق أو بدعة .
... والمروءة ضابطها : آداب نفسية تحمل صاحبها على التحلى بالفضائل , والتخلى عن الرذائل .



ثالثا :_
ليس المقصود من العدل أن يكون بريئاً من كل ذنب ، وإنما المراد أن يكون الغالب عليه التدين ، والتحرى فى فعل الطاعات .
وفى ذلك يقول الإمام الشافعى :
 " لو كان العدل من لا ذنب له لم نجد عدلاً، ولو كان كل مذنب عدلاً لم نجد مجروحاً ، ولكن العدل من اجتنب الكبائر؛ وكانت محاسنه أكثر من مساويه "

ومعنى عدالة الصحابة : " أنهم لا يتعمدون الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لما اتصفوا به من قوة الإيمان، والتزام التقوى، والمروءة، وسمو الأخلاق والترفع عن سفاسف الأمور ".
قال سبحانه: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)[الجمعة: 2]


وخلاصة القول: أن الله سبحانه وتعالى بين في هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الصحابة حصلت لهم الهداية والتزكية والتعليم، ومن ثمَّ نقلوا القرآن والسنة إلى من بعدهم، وعلى رأسهم أبو بكر الصدِّيق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبدالله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وأُبيّ بن كعب، وكانوا هم الواسطة بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبين من جاء بعدهم، ولو لم يكونوا عدولاً لما حصلت الثقة بنقلهم للقرآن الكريم، ولا بالسنة النبوية، فرضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين..
فمن طعن في عدالة أي واحدٍ من هؤلاء فقد طعن في القرآن والسنة، كيف لا والأخبار لا تؤخذ من الفاسق، فكيف بالقرآن!!.

ويؤيد هذا ما جاء في كتب الشيعة وبالتحديد في كتاب الكافي عن منصور بن حازم، قال:
قلت لأبي عبدالله: ".. فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صدقوا على محمد أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا.." ( الكافي للكليني \ الجزء الاول ص 65)

فالرواية تثبت عدالة الصحابة رضوان الله عليهم في روايتهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ان عدالة الصحابة ليس معناها أنهم معصومون من المعاصى أو من السهو أو الغلط فإن ذلك لم يقل به أحد من أهل العلم.
ومما ينبغى أن يعلم أن الذين قارفوا إثماً ثم حدوا - كان ذلك كفارة لهم - وتابوا وحسنت توبتهم ، وهم فى نفس الوقت قلة نادرة جداً ؛ لا ينبغى أن يغلب شأنهم وحالهم على حال الألوف المؤلفة من الصحابة الذين ثبتوا على الجادة والصراط المستقيم ، وجانبوا المآثم ، والمعاصى ما كبر منها وما صغر، وما ظهر منها وما بطن ، والتاريخ الصادق أكبر شاهد على هذا " 
ومن اجمل ماقيل في العدالة مقولة الإمام الأبيارى بقوله : 
"وليس المراد بعدالتهم ثبوت العصمة لهم ، واستحالة المعصية عليهم ، وإنما المراد : قبول روايتهم من غير تكلف بحث عن أسباب العدالة وطلب التزكية ، إلا أن يثبت ارتكاب قادح ، ولم يثبت ذلك ولله الحمد ! فنحن على استصحاب ما كانوا عليه فى زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حتى يثبت خلافه ، ولا التفات إلى ما يذكره أهل السير، فإنه لا يصح ، وما صح فله تأويل صحيح " فتح المغيث للسخاوى3/96


ان هذه الحقيقة هي حقيقة قرانية ، لقد ذكر الله المتقين في القرآن وبيَّن صفاتهم ووعدهم بجنات عرضها السموات والأرض، كما قال سبحانه: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )[آل عمران: 133_135].
فانظر كيف وعدهم بهذا الجزاء العظيم، ووصفهم بالتقوى، ومع ذلك بيَّن سبحانه أنهم قد تقع منهم الفواحش، ولكنهم يتوبون منها ولا يصرون على فعلها، فهم يوافون الله سبحانه وتعالى مع وصفهم بالمتقين، فهذا هو المراد من عدالة الصحابة عند الإطلاق فتأمل.


رابعا :-
اخي القاريء الحبيب ، مما لاشك فيه ان ديننا خاتما وناسخا لما قبله من الاديان ، وان نبينا الكريم عليه وعلى اله افضل الصلوات والتسليم خاتم الانبياء والمرسلين وبه ختمت النبوة .. وان القران الكريم اخر الكتب السماوية المنزله والناسخ لما قبله من الكتب ..
وهذا يقتضي وبالضرورة ان يحفظ الله القران الكريم من ان تطاله يد التحريف في النقص او الزيادة .. لانه لو جاز ان يحصل ذلك كما حصل في الاديان السابقة حتم ذلك ان يرسل الله الى البشرية نبيا جديدا وكتابا جديد !! وهذه سنة الله في خلقه كما حصل سابقا اذ كلما يفسد دين من الاديان ويحرف كتابه المنزل يبعث الله بنبيا اخر لينسخ الدين الذي عبثت به يد المفسدين ويصلح حال البشرية بدين صالح .. 
وحفظ القران الكريم لابد من ان يهيء الله تعالى له الاسباب الكفيله بذلك ..
لذا فلتعلم ايها اللبيب ان عدالة صحابة الرسول مطلوبة لذلك المطلب .. وانهما متلازمان عدالة الصحابة وحفظ القران الكريم .. 
فصحابة الرسول هم الذين تلقوا القران من الرسول وهم الذين ائتمنوا عليه وهم الذين نقلوه الينا ..
وبعد هذا ايعقل الا يهيء الله تعالى لرسوله جيلا صالحا عادلا وفيا ليكون الواسطة بيننا وبين الرسول .. بل وكيف تطمئن الاجيال اللاحقة لسلامة القران الكريم اذا كان الجيل الاول غالبيتهم الساحقة من الطغاة والظلمة والمفسدين !!!
فهل أدركت السر الذي من أجله أكد القرآن تأكيداً بليغاً على عدالة الصحابة ووجوب اتباعهم وأخذ الدين عنهم ، ولهذا فاعلم ايها الحبيبان ايمان وعدالة الصحابة مراد من الله ارادة قدرية لاترد 

ركز على هذه العبارة جيدا لاننا سنبتدا بها هذه الرحلة الايمانية في رحاب القران الكريم ولكن قبل التحليق في هذه الاجواء الربانية ربما من قلب متشكك او صدور لاينفك الشيطان يوسوس وينفخ فيها سمومه ليحرم هذه النفس الحائرة من هذه النعمة المباركة نعمة القران ، الى كل من في قلبه ولو مثقال حبة من شك في سلامة القران الكريم هذه الوقفات التي لا اظن الا انها خرجت من القلب فلا اتمنى الا ان تدخل القلب :

وقفات مع من يؤمن بتحريف القران من الشيعة:



وقفات مع من يؤمن بعقيدة تحريف القران _1_ ( العقيدة التي تتناقض مع الامامة المعصومة) اضغط هنا 
واود ان انوه الى ان هنالك ثلاث اجزاء اخرى من هذا الموضوع ولكن للاسف تم حذفها من قبل ادارة المنتدى دون سبب يذكر ..
لكن ان شاء الله سأتيكم بروابطها في وقت لاحق انشاء الله ..

الادلة والبراهين على عدالة صحابة الرسول الميامين



إيمان الصحابة مراد من الله إرادة قدرية لا ترد



قال تعالى يخاطبهم: بسم الله الرحمن الرحيم 
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِْيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (الحجرات/7،8).
هذه الاية خاصة بالصحابة لقوله تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ) ..

تأمل كيف ختم الله كلامه السابق بوصف نفسه بأنه (عليم حكيم). أي عليم بمن يستحق فضله. ولأنه حكيم فهو لا يضعه إلا في المحل الذي يستحقه. فهذا التحبيب والتزيين للإيمان في قلوبهم. وتكريه ما يضاده من الكفر والفسوق والعصيان، لم يكن موضوعاً في تلك القلوب عبثاً بل قد علم أنهم أهل له. وأحق الناس به .. فتامل ياهداك الله ..

ولو كنا ممن يحتج بالمتشابه لقلنا بعصمة هؤلاء الصحابة، وحجتنا في هذا ظاهرة قياساً بحجج علماء الإمامية: فإن الآية تنص على أن الله كرّه إليهم جميع أنواع المعاصي والذنوب من الكفر إلى العصيان، مروراً بالفسوق. ليس هذا فحسب وإنما حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم. فإذا لم يكن هذا عصمة فكيف هي العصمة إذن؟! وقد توج الله ذلك كله بالشهادة لهم بأنهم هم الراشدون. فإذا أضفنا إليه النص القرآني على وجوب اتباعهم كما سياتي تباعا كمل الدليل على عصمتهم!
ولو كان هذا النص نازلاً في علي - رضي الله عنه - خاصة لكان في مقدمة الآيات التي يحتج علماء الإمامية بها دليلاً على عصمته!

ولكن لم يدعي احد من علماء اهل السنة عصمة الصحابة ، ولكن عدالة الصحابة ..




امة محمد خير امة اخرجت للناس 


{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ } (آل عمران/110)
ووجه دلالة هذه الآية على عدالة الصحابة - رضي الله عنهم - أنها أثبتت الخيرية المطلقة لهذه الأمة على سائر الأمم قبلها ، وأول من يدخل فى هذه الخيرية المخاطبون بهذه الآية مباشرة عند النزول ، وهم الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - ، وذلك يقتضى استقامتهم فى كل حال ، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة ، ومن البعيد أن يصفهم الله - عز وجل - بأنهم خير أمة ولا يكونوا أهل عدل واستقامة
لقد وصف الله صحابة نبيه - وهم (الأمة) حين نزول الآية - فقال: { كنتم خير أمة أخرجت للناس } (آل عمران/110)

وإن أمة تعد بعشرات الآلاف ، ترتد جميعها بعد وفاة نبيها الا ثلاث او خمس او سبعة او بضعة نفر ، لا يمكن وصفها بأنها خير أمة، بل هي شر أمة!!!.
إن أقل ما تستحق به أمة بهذا الوصف، أن يغلب خيارها على شرارها. فكيف إذا كان الأخيار – وفق النظرية الامامية - لا يكادون يوجدون!!


فأيُّ معنىً بقي لهذه الرسالة المحمديَّة، وأيُّ وزنٍ أقيم لهذه الشريعة الربانية، بعد أن تخلَّى عنها في زعم الشيعة خواصُّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وارتدُّوا على أعقابهم؟! فمن جاء بعدهم أولى بالكفر والارتداد والخسران، ممَّن فارقوا لنصرة الرسول الأهل والأوطان، وقاتلوا دونه الآباء والإخوان، وافتتحوا من بعد وفاته الأقطار والبلدان .
اخي القاريء الكريم لقد ادرك علماء الشيعة التناقض بين هذه الاية و بين النظرية الامامية في ارتداد صحابة الرسول ..
اتدري ماذا روى علماء الشيعة في كتبهم للالتفاف حول هذه الاية وتجميد معناها ؟؟!!
اليك مثال : روى المجلسي في بحاره 
عن ابن عمير عن ابن سنان عن ابي عبد الله ع قال قرات على ابي عبد الله : كنتم خير امة ..
فقال ابو عبد الله ع خير امة تقتلون امير المؤمنين والحسن والحسين بن علي ع فقال القاريء جعلت فداك كيف نزلت ؟ قال نزلت كنتم خير ائمة اخرجت للناس !!!!
بحار الانوار ج 24 ص 154 باب انهم خير امة وخير ائمة اخرجت للناس 
وانظر مثل هذا في :
تاويل الايات للسيد شرف الدين الاسترابادي ص 127
تفسير العياشي ج1 ص 195
تفسير القمي ج1 ص10

ولكن ايها اللبيب الا ترى ان هذا الادعاء لايعدو كونه ادعاء رخيص، اذ يستطيع أي شخص ان يتبع نفس الاسلوب .. حتى نبوة مسيلمة الكذاب !!!
كان بامكان اتباع مسيلمة مدعي النبوة ايضا ان يتهموا الصحابة بحذف ما أنزل على مسيلمة !!!
كأن يقولوا بان الاية : (( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار.... ))
انزلت هكذا (( محمد رسول الله ومسيلمة رسول من بعده اشداء على الكفار ...))
ولكن الصحابة قد غيروا وبدلوا وارتدوا على اعقابهم ونبذوا وصية الله ورسوله وسلبوا مسيلمة حقه !!!
وينسجون الروايات تلو الروايات عن فلان وفلان وفلان ..!!! 
انا اعرف انك متعجب من هذا المثال ولكنه مشابه لما نسب زورا وبهتانا لائمة ال البيت من انهم قالوا ذلك ..










واخيرا فلتعلم ايها القاريء هداك الله ان هذه المحاولة لا دليل عليها الا ان مدعيها يعلم في قرارة نفسه فضل الصحابة في هذه الاية (( كنتم خير امة اخرجت للناس )) .



فحاول ان يحرف الايه الى غير مقصودها .. ولا حول ولا قوة الا بالله .. 

ومن أراد تفصيل الرد على الادعاء بأن الاية ( كنتم خير أئمة ) وليست ( خير امة ) وبيان مدى مغالطتها للواقع وكشف زيفها فيستطيع ان يجده في موضوع ( وقفات مع من يؤمن بتحريف القران ) _3_

===========
جيل الصحابة خير جيل وعد الله به البشرية
بسم الله الرحمن الرحيم 
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإْنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } صدق الله العظيم (الفتح/29) .


هل هناك أعظم وأجمل وأروع من هذا الثناء والتوثيق والتعديل؟!!

هل تدري ماذا اتبعوا من سبيل المتشابه، ليبطلوا – بظنهم – الآية ، ويطعنوا في خير جيل وعد الله به البشرية في التاريخ كله ؟!
انه الحرف الذي نسف الاية بكاملها !



ترك هؤلاء تفصيل الاية . ثم جاءوا إلى حرف واحد منها متشابه ليبنوا عليه أوهامهم وأفكارهم. قالوا: إن الحرف (من) في آخر آية من سورة الفتح للتبعيض. فيكون الثناء والوعد للبعض. لا للكل!

وهؤلاء البعض كم عددهم؟ ألف، ألفان؟ أم أكثر؟ أم أقل؟ ثم من هؤلاء؟
ثلاثة نفر: سلمان والمقداد وأبو ذر. وفي رواية: خمسة.
فقط ؟!
فقط .
وماذا نقول لليهود والنصارى وهم ينتظرون ميلاد ذلك الجيل الموعود على مر الحقب والتواريخ ؟!!


كما قال تعالى في هذه الايه (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإْنْجِيلِ ) ..

قولوا ما تقولون. فليس ذلك من شأننا.!!!



لقد بشَّر تعالى اليهود والنصارى والأمم كلها، بمجيء هذا الجيل الموعود. وضرب لهم الأمثال في التوراة والإنجيل. لكن وعد الله وبشارته - على رأي الأمامية - لم تتحقق. لأن جيلاً ليس فيه إلا بضعة نفر صالحون. يستحيي من الفخر به أحد من الخلق. فكيف بالخالق القادر العظيم! أهكذا تكون بشارة العظيم؟!



وهكذا غلفت هذه الآية وكفنت ووضعت على الرف حالها حال غيرها من الايات !!! .



وللعقلاء الأزكياء نقول:

إن الآية ذكرت للأصحاب مجتمعين، هذا الصفات مجتمعة:

- أشداء على الكفار
- رحماء بينهم
- تراهم ركعاً سجداً
- يبتغون فضلاً من الله ورضوانا
- سيماههم في وجوههم من أثر السجود
وباقي الصفات نتركها تبرعاً.
فنقول: هل يمكن لجمع اتصف بهذه الصفات كلها مجتمعة أن يكون بعضهم في النار، وبعضهم في الجنة؟!!



ايها القاريء اللبيب ..

ان حصر "من" بأنها تبعيضية تَحكُّم!!.

الا اذا ألغينا أوّل الآية؛ ذلك أن الآية لا تتحدث إلا عمن آمن وعمل الصالحات، وذلك مثلهم في التوراة والإنجيل، أي قبل أن يخلقوا، فلو أراد الله سبحانه وتعالى بعضهم لذكره واضحاً جلياً.. فالله سبحانه قال: (وَالذِينَ مَعَه) ثم ذكر صفاتهم، وأنهم: (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) فهل يعني أن بعضهم وعده الله مغفرة وأجراً عظيماً، وبعضهم لا، فاقرأ الآية من أولها وتدبر..




فهؤلاء الذين ذكر الله أنهم في عبادة دائمة وأنهم يبتغون فضلاً منه ورضواناً لاشك أنهم آمنوا وعملوا الصالحات، وعليه يكون معنى (من) في الآية أحد أمرين:


إما أنها لبيان الجنس، أي وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات من جنس هؤلاء وأمثالهم مغفرة وأجراً عظيماً، وذلك كقوله سبحانه: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ)[الحج: 30] أي من جنس هذه الأوثان، وليس معناها اجتنبوا الرجس من الأوثان وأما باقي الأوثان فلا تجتنبوها










والأمر الآخر: أن تكون مؤكدة، أي وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات من هؤلاء بالذات مغفرة وأجراً عظيماً، وذلك مثل قوله سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ)[الإسراء: 82]وليس قوله: (مِنَ الْقُرْآنِ) أي بعض القرآن شفاء ورحمة وبعضه ليس كذلك !!!


ايها القاريء الكريم اليك امثلة من ايات قرانية وردت فيها ( من ) لبيان الجنس :

{ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم }المائدة73
وليس معنى ( الذين كفروا منهم ) ان بعض الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة كافرون والبعض الاخر ليسوا بكافرين ..

قال تعالى: ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) فاطر2


وقوله: ( ما ننسخ من آية ) البقرة106.
وقوله تعالى : ( يُحلّونَ فيها مِنْ أساور من ذهب ) الكهف31.



{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيينوالصديقين والشهدآء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } سورة النساء-آيه 69


وليس معنى هذا ان بعض النبيين والشهداء والصديقين من الذين انعم الله عليهم والبعض الاخر لم ينعم عليهم ..

وقوله تعالى : ( الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ) آل عمران172.


واليك ايات فيها من للتبعيض :



{ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسهومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير } سورة فاطر-آيه 32


{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضىنحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }

سورة الأحزاب-آيه 23

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله) هنا من للتأكيد ، ولايمكن ان تكون للتبعيض لانه ليس من المعقول ان بعض المؤمنين صدقوا ماعاهدوا الله عليه وبعضهم لم يصدق !! اذ كيف يسميهم الله تعالى بالمؤمنين وهم لم يصدقوا ؟؟!! 

( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ولكن هنا منهم واضحة للتبعيض ..

{ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين }
سورة لقمان-آيه 6


{ وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذآ أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون }
سورة الروم-آيه 33


{ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومنالناس إن الله سميع بصير }
سورة الحج-آيه 75

{ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير }
في : سورة الحج-آيه 8


{ ومنالناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين }
سورة البقرة-آيه 8




هل رأيت كيف إن التبعيض واضح جدا لا لبس فيه ..







عزيزي القارئ: قليلاً من التدبر وقليلاً من الإنصاف، وقبل هذا كله ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى..
وأمرٌ آخرُ مهمٌ، وهو وصف الله لهم في التوراة والإنجيل فتأمل فيهما وفقك الله لمرضاته:
الأول:



وصفهم في التوراة فهو كما قال الله سبحانه وتعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ) فهل ترى في هذا الوصف لهم في التوراة استثناء أو تقييداً أو غير ذلك؟! ولو كانوا سيرتدون ويكونون سبباً في هدم الإسلام هل يستحقون هذه الأوصاف؟! وأين؟ في التوراة!!.


الثاني: 

(وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) فهل ترى في هذا الوصف أيضا استثناءً أو تقييداً أو غير ذلك؟!.




ولهذا فقوله سبحانه في آخر الآية إنما هو تأكيد لما سبق ولا يمكن أن تناقض الكتب السماوية بعضها بعضاً..



اخي الكريم ان القرآن لابد أن يؤخذ بجميعه فلا يؤخذ بعضه ويترك بعضه، ولا يؤخذ جزء من آية ويترك الجزء الآخر منها..


وأنبه أخي القارئ إلى أن المعية في هذه الآية معية تشريف لهم باقترانهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونلحظ هذه المعية من صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سائر أحواله، في سلمه وحربه، وصحته ومرضه، وهذا ما نلمسه جلياً في غزوة بدر وأحد والخندق وصلح الحديبية وفتح مكة وتبوك وغيرها.. وفقنا الله لنصرة دينه وإعلاء كلمته..


عزيزي القارئ: هذا هو منطوق كتاب الله سبحانه وتعالى، وتأمل في الوصف التالي من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
يقول رضي الله عنه كما في نهج البلاغة: (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحداً يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب)) نهج البلاغة للشريف الرضي ص 143
إنني كلما قرأت هذا النص تذكرت هذه الآية، فحق لنا أن نقول: إن منهج الأئمة هو منهج القرآن.. 


وقبل ان اترك هذه الاية لابد من ان انبه على امر في غاية الخطورة ، الا وهو ان الله تعالى جعل صحابة رسوله غيضا للكافرين بقوله { ليغيظ بهم الكفار } ..

فانت يامن تحمل في قلبك الحقد والضغينة والغيظ على صحابة الرسول الا تتق الله .. الا تبعد نفسك عن هذه الشبهة المهلكة .. ألا تخشى سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر .. هل صارت خشية الخالق العظيم القادر المنتقم لاوزن لها ولاقيمة في جاهليتنا المتحضرة !!

ماذا تقول لله تعالى وانت واقف بين يدي الجبار يوم الحساب وهو يقول لك الم تكن تقرا قولي { ليغيظ بهم الكفار } 
هل تجرا ان تقول ولكن يارب فان صحابة نبيك قد ارتدوا على اعقابهم !! 
من قال لك ؟؟ هم قالوا .. !! الم يكن لك عقل فتتفكر وتتدبر ؟؟ الم تقرا اياتي التي تعدهم بجنات تجري تحتها الانهار؟؟ .. كيف اعدهم بالجنات وهم سيرتدون ؟؟ الم تقرا في كتابي اني اعلم خائنة الاعين وماتخفى الصدور ؟؟ الم تقرا في كتابي ان عندي مفاتيح الغيب واعلم ماتسقط من حبة ومن ورقه ؟؟ 

ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ..


===================




المهاجرون والأنصار أحق الناس بوصف (الصادقون) و(المفلحون) وحرمة تتبع أخطائهم .

بسم الله الرحمن الرحيم 
( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) الحشر : 8-10 . 


ايها القاريء اللبيب الواضح في الايات الكريمات الثلاث مايلي :

1في الآية الأولى : وصف الله عز وجل المهاجرين عامة بالصدق ، فهل الذي يشهد الله تعالى له بالصدق يكذب أو يخون أو يرتد أو يؤثر الدنيا على الآخرة ؟ ! إن ذلك كله نقيض الصدق ، والله الذي يعلم السر وأخفى ، والذي يعلم ما كان وما سيكون شهد لهم بالصدق وهو علام الغيوب . 

2. في الآية الثانية وصف الله عز وجل الأنصار بالفلاح ، والفلاح في الإسلام والموت عليه ، فهل الذي يشهد الله تعالى له بالفلاح ويعده به يكفر ويرتد ويموت كافرا ؟ ! فأي فلاح يؤول إليه ؟ ! 

3. في الآية الثالثة يثني الله عز وجل على الذين يقولون : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ويبرأ من الذين يسبون ويلعنون ويكفرون المهاجرين والأنصار الذين وصفهم الله بالصدق والفلاح ، ووعدهم بالجنة والرضوان .

4. إن الاستغفار للصحابة من المهاجرين والانصار يتناقض مع التنقير عن أخطائهم، وتتبع زلاتهم. فكيف بالكذب عليهم. واختلاق التهم وإلصاقها بهم ؟! إن ذلك حرام مع غيرهم. فكيف به معهم وقد أوصى الله بالاستغفار لهم ؟!! بل أمر بذلك رسوله ايضا فقال: { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأْمْرِ } (آل عمران/159).








وتحريم حمل الغل في القلوب يتناقض مع الحقد عليهم. بل جعل الله ذلك من دلائل الكفر وعلامات الكافرين ! فقال: { ليغيظ بهم الكفار } (الفتح/29).
















لذلك فنحن اهل السنة والجماعة نستغفر للصحابة الكرام ولانتتبع اخطائهم بل اذا وجدنا منهم بعض الزلات والاخطاء نقذفها في بحار حسناتهم ونستغفرالله لهم واذا وجدنا روايات تحمل الفاظ متشابهة ويمكن ان تحمل على الاحتمالات والظنون ، نخرج منه بافضلالمخارج عملا بقوله تعالى :












( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم )

5. ان هذا القول ممن يأتي بعدهم ممن يقول: (وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا)[الحشر: 10] دليلٌ على أنه سيحصل من الفتن التي تلتبس على بعض الناس فينالَ منهم، وقد أكدَّ رسولنا الكريم هذا بقوله الموثق في كتب الشيعة : (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا)بحار الانوار للمجلسي ج 55 ص 276


ايها القاريء الكريم اتركك الان مع امام من ائمة المتقين وعلم من اعلام التابعين ،
انه زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه وعن ابيه سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة وحشرنا الله واياهم في جنات النعيم ..
روى علي بن عيسى الاربلي في كتابه كشف الغمة في معرفة الائمةج2 ص 78 الرواية التالية :
وفد نفرٌ من أهل العراق على الإمام زين العابدين رحمه الله، فقالوا في أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)؟ قالوا: لا، قال: فأنتم: (الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا) اخرجوا عني فعل الله بكم .



كم من متغنٍ بحب الإمام زين العابدين يضرب بهذه الرواية عرض الحائط..؟؟!! وهذه الرواية موثقة في كتب من يدعي انهم اتباع زين العابدين .. !!! 





المهاجرون والأنصار خيرة الأمة التي هي خيرة الأمم

{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } . التوبة: 100

إن قوله تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الأْوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ } (التوبة/100). يستلزم أفضلية هؤلاء السابقين من المهاجرين والأنصار على بقية أجيال الأمة. لأنهم المأمور باتباعهم والاقتداء بهم :{ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ }. إذ لا يستقيم في العقول اقتداء الفاضل بالمفضول.

لقد بيَّن بعض علماء الشيعة كالطبرسي في مجمع البيان، والطباطبائي في تفسير الميزان؛ أن السابقين من المهاجرين والأنصار غير محصور بشخص معين وإنما فيمن توفرت فيه صفات السبق، كأصحاب الهجرتين..
قال الطبرسي في مجمع البيان وقد وثقه المجلسي في بحاره: وفي هذه الآية دلالةٌ على فضل السابقين ومزيتهم على غيرهم لِمَا لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين، فمنها مفارقة العشائر والأقربين، ومنها مباينة المألوف من الدين، ومنها نصرة الإسلام وقلة العدد وكثرة العدو، ومنها السبق إلى الإيمان والدعاء إليه . بحار الانوار ج22 ص 302
ويقول الطباطبائي: المراد بالسابقين هم الذين أسسوا أساس الدين ورفعوا قواعده قبل أن يشيد بنيانه ويهتز راياته، صنف منهم بالإيمان واللحوق بالنبي صلى الله عليه وآله والصبر على الفتنة والتعذيب، والخروج من ديارهم وأموالهم بالهجرة إلى الحبشة والمدينة، وصنف بالإيمان ونصرة الرسول وإيوائه وإيواء من هاجر إليهم من المؤمنين والدفاع عن الدين قبل وقوع الوقائع . تفسير الميزان، 9/373.

والسابقون من المهاجرين والأنصار مِنْ أتقى المتقين، ومع ذلك يمكن أن تقع منهم بعض الذنوب، ولكنهم يتوبون منها ويموتون على الإسلام..، بل ويوافون الله عدولاً.
ثم إن الله وعد من اتبع السابقين من المهاجرين والأنصار بإحسان أن ينال رضا الله سبحانه وتعالى وينال الجنة، فقد وعده الله بأن يرضى عنه وأن يدخله جنات تجري تحتها الأنهار خالداً فيها أبداً.. قال سبحانه: (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ..) الآية.
واتباعهم بإحسان يكون بأخذ العلم عنهم، هذا العلم الذي أخذوه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذا بمحبتهم ومعرفة فضائلهم والذب عن أعراضهم، ورد الكذب عنهم، والاقتداء بهم..


واتباعهم بإحسان لا يكون بافتراء القصص المكذوبة عليهم ولا بسبهم وشتمهم وتنقصهم والطعن فيهم..، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.. 




المهاجرون والأنصار هم المؤمنون حقاً
قال تعالى: { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (الأنفال/74).



الصحابة كلهم في الجنة 

قال الله تعالى يخاطب جمعهم: { لاَ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (الحديد/10)
ولقد قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ. لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ..)[الأنبياء: 101] .. أي عن النار. والصحابة قسمان قسم أسلم وانفق وقاتل قبل الفتح، وقسم أسلم وانفق بعده. وكلا القسمين موعود بدخول الجنة، والنجاة من النار بنص القرآن.
فقد وعدهم تعالى بذلك بقوله ( وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) 
{ واللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } (آل عمران/9). 


أخي القارئ الكريم قد تقول او قد يقول لك أحدهم من يقول أن الصحابة جميعهم قد وقاتلوا ؟؟

فاقول لك ياهداك الله ان مسالة التخلف عن القتال ليست مسالة هينة ، فجميع الصحابة قد شاركوا معه في حروبه وغزواته ولم يتخلف منهم الا من كان له عذر شرعي او من استخلفه الرسول في المدينة .. فعثمان مثلا لم يشارك في معركة بدر عندما كانت زوجته ابنة الرسول مريضه .. فاذن له الرسول بالبقاء لتمريضها .. وعلي استخلفه الرسول في المدينة في غزوة تبوك .. فليس معنى هذا انهم لم يشاركوا في بقية المعارك الاخرى ..
ان ترك القتال بدون عذر لامر كبير جدا كما وقع مع بعض الصحابة في غزوة تبوك فذكرهم الله تعالى في محكم كتابه العزيز وتاب عليهم .. 
كأبي لبابة بن عبد المنذر، وبعض الذين تخلفوا عن غزوة تبوك بلا عذر. وهم حوالي عشرة نفر. لما بلغهم ما نزل في المخلفين أوثقوا أنفسهم في سواري المسجد. وأقسموا أن لا يحل وثاقهم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فتركهم حتى نزلت الآية بقبول توبتهم:{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (التوبة:102). (خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً) وهو جهادهم في سبيل الله قبل هذه الغزوة. (وَآخَرَ سَيِّئاً) وهو تخلفهم عن هذه الغزوة، وإيثارهم الراحة والدعة.(عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) وهو قبول توبتهم. فأطلقهم النبي - صلى الله عليه وسلم - . فطلبوا منه أن يأخذ أموالهم صدقة. طهرة لهم وكفارة عن ذنوبهم. فنزل: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) تنمي بها حسناتهم وأموالهم. (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) ادع لهم واستغفر لهم. (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) طمأنينة ورحمة لهم.
ومن هؤلاء المتخلفين من قال عنهم: (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأمْرِ اللَّهِ).وهم الثلاثة الذين

خلِّفوا. وهم: مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية. تخلفوا تكاسلاً، ورغبة في الراحة. وهؤلاء لم يعتذروا عند رجوع النبي - صلى الله عليه وسلم - كأبي لبابة وجماعته. بل قالوا: لا عذر لنا. فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باجتنابهم إلى أن نزلت التوبة عليهم: { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } (117-119). التوبة

فانظر يارحمك الله كيف ان مسالة التخلف عن القتال مسالة خطيرة بحيث ذكرت في القران حتى عدد المتخلفين وكيفية شعورهم بالذنب وتوبة الله عليهم .. 

فأي افتراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين اتبعوه في ساعة العسرة وتركوا أهلهم وأموالهم من أجل الله سبحانه وتعالى..

أي جريمة والله فيمن ينال من هؤلاء الذين أخبر سبحانه أنه تاب عليهم، والذين أخبر سبحانه وتعالى أنه رضي عنهم ووعدهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً؟!!.
وأي مخالفةٍ لتزكية الله لهم في كثيرٍ من الآيات..




الصحابة و بيعة الرضوان 

قال تعالى: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } (الفتح/18).

ان ما جاءت به الاية الكريمة مايلي :

1. رضى الله تعالى عن جماعة سماهم بالمؤمنين .
2. سبب الرضى والثناء هو مبايعتهم للرسول تحت الشجرة .
3. ان الله علم ما في قلوبهم من صدق وحسن نية فانزل عليهم السكينة ووعدهم بفتح قريب وهو فتح خيبر كما ذكر غالبية المفسرين .


اعتراض الشيعة : اعترض الشيعة على القول بان جميع من بايع الرسول تحت الشجرة مشمول بهذا الثناء والرضا والاثابة بداعي ان الاية قد خصت المؤمنين فقط .. وليس جميع من كان مع الرسول في ذلك اليوم كانوا من المؤمنين !!!! 
يعني بمعنى اخر ان كلام الله تعالى يجب ان يكون موافقا لكلامنا ومعتقدنا !!! والعياذ بالله ..
ونحن نقول لمن يدعي هذا القول : 
ان عقيدتنا يجب ان تكون مستمدة من القران ، لا ان يكون القران مستمدا من عقيدتنا !! 
فالشيعة تقصد ان المعنيين بهذه الاية هم القلة القليلة الذين لم يرتدوا بعد وفاة الرسول ..
وعددهم ثلاثة او خمسة وفي رواية سبعة او اثنى عشر ..
وكان عدد المبايعين الف وثلاثمائة وفي روايات الف واربعمائة وفي روايات الف وخمسمائة كما هو موثق في كتب الشيعة :




(( يوم الحديبية كنا مع النبي ( ص ) اربع عشرة مائة ))

بحار الانوار ج2 ص345

(( كان اصحاب البيعة الفا وثلاثمائة عن ابن اوفى الفا واربعمائة عن جابر بن عبد الله الفا وخمسمائة ))

المناقب الجزء 2 ص21


اقول والله المستعان ان ادعاء الشيعة باطل من وجهين :

1. لو كان الله تعالى يريد التبعيض لذكر ذلك واضحا جليا كان تكون الاية هكذا (( لقد رضي الله عن المؤمنين من الذين يبايعونك تحت الشجرة )) عند ذاك يكون هنالك احتمال ان _ من _ تعني التبعيض ..او ان يضيف تعالى الى الاية عبارة توضح ان هنالك ممن بايعوا منافقين او من سيرتد .. ولكن الاية واضحة بجلاء فهي وصفت المبايعين بالمؤمنين اذ يبايعونه تحت الشجرة ..

2. ان الله تعالى قد اثابهم في اخر الاية بقوله ( وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )والفتح القريب هو فتح خيبر.

فالإثابة بالفتح كانت على خمسة فقط ؟! أم أن خمسة فقط هم الذين فتحوا خيبر ؟! وهذا الجمع الذي يعد بالمئات من الذين فتحوا خيبرمنافقون!

كيف ينصر الله جيشاً أغلبه منافقون؟! إذن لماذا لم ينصر الله موسى - عليه السلام - ويدخله الأرض المقدسة ومعه أخوه هارون واثنان مخلصان ؟! ولا بد أن يكون معه آخرون مؤمنون، وإن كانوا ضعاف الإيمان.

لقد رجع المؤمنون من الحديبية – وقد فازوا بجائزة هذه السورة - فرحين أشد الفرح. ولم يكن يخطر ببالهم أن هذه الجائزة ليست لهم!! وأنهم لا يستحقون إلا الغضب !!
واللعن. وأنهم والمخلفين سواء! إذن علام خرجوا معه. وتحملوا هذه المخاطر؟!
ولم يخطر ببال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء من ذلك. حتى خلف من بعد ذلك خلوف فازوا بفهم هذه الآيات.. فهماً لم يدركه رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه المقربون!!!


فإذن.. عدد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة في أوسط الأقوال ألف وأربعمائة..

وسميت ببيعة الرضوان لإخبار الله عز وجل أنه رضي عنهم، وهذا الرضا جاء مطلقاً عاماً..
ولكن:
هل يمكن أن يرضى الله سبحانه وتعالى عن المنافقين.. ؟؟
وهل يخبر سبحانه وتعالى برضاه عن أحد ثم يخبر أنه سخط عليه بعد ذلك.. ؟؟

والجواب يتبين في الآتي:

أما المخلوق فيمكن أن يرضى اليوم ويسخط غداً؛ ويمكن أن يرضى عن منافق يظنه مؤمناً؛ لأنه لا يعلم مِنَ الشخص إلا ما يشاهده أمامه..
أما الله سبحانه وتعالى فإنه لا يمكن أن يرضى عن المنافقين؛ لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وإذا رضي الله عن أحد فلا يمكن أن يسخط عليه بعد ذلك؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يخبر برضاه عن أحد سيكفر أو ينافق..
ثم إنه سبحانه إذا رضي عن عبد وفقه وسدده في أمور حياته وآخرته، وحفظ عليه دينه..
ألا ترى أن الله لما أخبر عن رضاه عن المهاجرين والأنصار قال بعدها (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا..)[التوبة: 100] فلو لم يكن رضاه عنهم دليلاً على حفظه لهم لما قرنه بالوعد بالخلود في الجنات..

والا ترى ان الله لما توعد ابي لهب وامراءته بجهنم ماتوا وهم كفار بالرغم من ان بين نزول ايات الوعيد وموت ابي لهب زمنا طويلا .. فهل اسلم بعد ذلك ابي لهب وحسن اسلامه فسقطت مع اسلامه سورة المسد ؟؟!! 

وانا اوجه اليك ايها القاريء اللبيب هذا السؤال :

مارايك بشخص ياتي ويقول لك ان ابي لهب قد تاب و اسلم ومات على اسلامه ..؟؟ وهل ستصدقه ؟؟
فبناءا على كلامه ان وعد الله فيه لن يتحقق ..
ان هذا الادعاء هو نظير ادعاء الشيعة في ارتداد جل صحابة الرسول الذين وعدهم تعالى بالجنات !! فتامل ..
==========

تحقق الوعد الإلهي في صحابة الرسول 
اخي الكريم بعد ان اطلعت فيما سبق على تزكية الله تعالى للصحابة وثنائه عليهم اجمل الثناء اعلم انه ليس بعزيزٍ على الله بعد كل هذا أن يجعلهم أئمةً ويجعلهم وارثين وأن يستخلفهم في الأرض، كما قال في محكم كتابه:
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)[النور: 55]

فالله تعالى وعد في هذه الآيات المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالاستخلاف وتمكين الدين والأمن العظيم من الأعداء، ولا بد من وقوع ما وعد به ضرورة امتناع الخلف في وعده تعالى، وقد وقع ذلك في عهد الخلفاء الراشدين الذين كانوا حاضرين وقت نزول هذه الآيات..
فان الناظر إلى الصحب الكرام يجد أن الله تعالى مكن لهم في الأرض تمكينا عظيما ، حيث فتحوا البلدان شرقا وغربا ، ودانت لهم الأرض كلها ، يعبدونها لله وحدة ، ويرفعون عليها رايات التوحيد ، فدل ذلك على أن الله تعالى ارتضى دينهم فمكن لهم في الأرض بإيمانهم وصالح أعمالهم . 
ومع ذلك يطعن الشيعة فيهم ويكفرونهم ويلعنونهم !!
هل هذا هو جزاء من جاهد في سبيل الله وفتح البلدان ورفع راية الإسلام ؟ أم جزاؤهم التولي والدعاء لهم بأن يغفر الله لنا ولهم ويلحقنا بهم في جنان الرحمن ؟ ؟ 




زوجات الرسول أمهات المؤمنين
قال تعالى: { النَّبيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } (الأحزاب/6).
فالمؤمن: أمهاته زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأبوه رسول الله. وإخوانه المهاجرون والأنصار، المعنيين بدعائه: { رَبنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِْيمَانِ } (الحشر/10). وهذا هو بيت الأيمان . فمن طعن بزوجة من زوجات النبي، فهو مطرود من نسب الإيمان. فإنه لو كان مؤمناً لما طعن بـ(أمهات المؤمنين). لأن الولد لا يطعن بأمه.

وهذه الأمومة تترتب عليها حقوق الاحترام والإجلال والفخر بالانتساب. فهل هناك أمهات اشرف من نساء اختارهن رسول الله ؟ بل اختارهن الله تعالى. فقال لنبيه : { لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً } (الأحزاب:52). وقال عن زينب بنت جحش رضي الله عنها: { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا } (الأحزاب: من الآية37).


والرسول - صلى الله عليه وسلم - يؤذيه كل ما يمكن أن يسيء إلى أزواجه، من قول أو عمل. إلى الحد الذي أمر الله به المؤمنين أن لا يخاطبوهن إلا من وراء حجاب فقال: { إِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ } (الأحزاب/53).

فكيف بالطعن بهن أو سبهن أو وصفهن بما لا يليق! والله تعالى يقول بعد تلك الآية بقليل: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } (الأحزاب/57).


واعلم ايها القاريء المنصف ان زوجات الرسول سيدات نساء العالمين :




يقول تعالى: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ }(الأحزاب/32). 

أي ليس هناك من جماعة من النساء مطلقاً أفضل منكن. بشرط التقوى. فإذا ثبتت التقوى في حقهن، ثبتت أفضليتهن على نساء العالمين عبر العصور والدهور. دون استثناء. وليس ذلك بكثير على نساء أفضل الأنبياء والمرسلين، والخلق أجمعين. على نساء اختارهن الله ورسوله. واخترن الله ورسوله ..

أما التقوى ثابتة لنساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بنص الكتاب العظيم. ذلك أنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، على الحياة الدنيا وزينتها. بعد نزول آيات التخيير وهي:
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأِزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآْخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا } (الأحزاب/ 28،29). 

فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، وتركن الحياة الدنيا وزينتها ومتاعها. إذ لم يطلّق النبي صلى الله عليه وسلم أحداً منهن ، و كان هذا الاختيار صادقاً، بدليل أنه لم يكن ثمة ما يرغبهن بالبقاء مع النبي، ويصبرهن على معاناة شظف العيش معه، سوى صدق الإيمان، وحقيقة التقوى. ولأن هذا الاختيار قائم على التقوى. استحق قبول الله تعالى له. فكرمهن بسببه. وذلك بقوله:
{ لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ } (الأحزاب/52).

وهذا التكريم من جهتين:

1- منعه - صلى الله عليه وسلم - من الزواج عليهن.



2- ومنعه من تطليق واحدة منهن، ليتزوج أخرى بدلها. وذلك من أجل أن يبقين له زوجات دائميات. ليس في الدنيا فحسب. وإنما في الآخرة أيضاً. ولذلك منع المؤمنين من التزوج بهن من بعده فقال: { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا } (الأحزاب/53). وجعلهن بمقام الأمهات لكل مؤمن بقوله: { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } (الأحزاب/6).

ولكل مسلم أن يسأل نفسه: هل تخيير الله عز وجل لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين الآخرة والبقاء مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين اختيار الدنيا ومفارقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبث أم لا؟ وهل حصل مقتضى هذا التخيير؟ أم يمكن أن تختار واحدةٌ منهنَّ الدنيا ثم تبقى معه؟! ومن ثَمَّ فما الفائدةُ من التخيير؟!.

والجواب كما لا يخفى أن الله خيرهنَّ لفائدةٍ، وأنّ مقتضى هذا التخيير حاصلٌ ولاشك؛ حيث اخترن الآخرة فأبقاهن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معه إلى أن مات عليه الصلاة والسلام.
وهذا يبين أنه لا يصح فيهن ما يورده بعض الشيعة من روايات لا يقبلها العقل، ولو قبلناها لكنَّا قد اتهمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمخالفته أمر الله في مفارقة من تريد الدنيا منهن !!..



ثم يوصي نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن يبتعد عما يمكن أن يعرضه لألسنة الناس، حتى يتجنب ما يؤذيه. فقال: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ } (الأحزاب/59).



ثم قال تعالى بعدها مباشرة: { لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً مَلْعُونِينَ } (الأحزاب/60).

إشارة إلى ما كان يشيعه أولئك عن زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بزينب. وقد كانت زوجة لمتبناه زيد. وقد مر ذكر ذلك في السورة نفسها في الآية (37). فجعل الكلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - في أزواجه من شيمة المنافقين وأمثالهم. وأوصى المؤمنين أن لا يكونوا أمثالهم. أو أولئك { الَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا } (الأحزاب/69). 

أي لا يكونن محمد - صلى الله عليه وسلم - في أهله بينكم، كما كان موسى - عليه السلام - في أهله بين بني إسرائيل. الذين اتهموه في رجولته. وما يتبع ذلك من التعرض لأهله.



وبيَّن الله في السورة نفسها أنه لن يقبل عذر من طعن في أزواج نبيه - صلى الله عليه وسلم -، تاركاً القرآن والسنة. ومتبعاً قول السادة والكبراء -إذا لم يتب ومات على ذلك- كما قال: { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا } (الأحزاب/66،70).

وهل الطعن في أزواج النبي والقول فيهن بما لا يليق من القول السديد ؟ أم من المنكر الشديد ؟!

تخيل نفسك -وأنت تسب عائشة أو حفصة رضي الله عنهما- التفتَّ فإذا أنت
برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليك وتراه قد سمع كلامك.. ما هو موقفك في تلك اللحظة؟ أم ما هو موقفه منك ؟!!

عزيزي القاريء اتدري ماذا قال لي احد الاخوة الشيعة بخصوص زوجات الرسول ؟!!
قال : ان وصف الله تعالى لزوجات الرسول بانهن امهات المؤمنين ليس فيه أي فضل !!!
بل هو فقط احتراما للرسول ومن اجل تحريم الزواج منهن بعد وفاة الرسول ، وقد حدثنا التاريخ كثيرا عن امهات كافرات وابنائهن مؤمنين !!!
فالجواب على هذا الكلام وبيان بطلانه في غاية البساطة .. فالقول بان التاريخ قد حدثنا كثيرا عن امهات كافرات وابنائهن مؤمنين معناه ان زوجات الرسول يمكن ان يكونن كافرات وهن امهات لمؤمنين !!! وهذا القول اضافة لما فيه زيغ وضلال الى انه يدل على جهالة كبيرة ..
فامومة زوجات الرسول للمؤمنين ليست امومة حقيقية بحيث يرثن من المؤمنين كما ترث الام من اولادها او ما الى غير ذلك ..
بل امومة مجازية .. فيتبين بجلاء بطلان هذا الادعاء المتهاوي .. 
والفضل هو هذا في هذا الوصف المجازي لأمومة المؤمنين .. فلو لم يكن مؤمنات لما سماهن تعالى بامهات المؤمنين .. فهن امهاتنا بالأيمان .
اما تحريم الزواج من زوجات الرسول فقد ورد في هذه الاية { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا } (الأحزاب/53) 
لذا فلم يبق هناك داع لان يصف الله تعالى زوجات الرسول بامهات المؤمنين من اجل تحريم الزواج منهن فقط ..
اخي القاريء .. 
فانه لمن الظلال المبين و الخسران المهين ان تجد من يعرض عن كل هذه التزكية من الله تعالى في كتابه العزيز لزوجات الرسول .. ثم يذهب الى كتب الحديث والتاريخ وحتى الادب !!! لكي يبحث من هنا وهناك عن الشبهات ليطعن بها بزوجات الرسول !! فيالحظه العاثر ونصيبه الخاسر !!
ان متبع مثل هذا الاسلوب علاوة على ما يجنيه على نفسه من طرد من بيت الايمان فانه يفصح لنا عن حقيقة معتقده حول القران الكريم .. اذو لوكان مؤمنا بسلامة القران الكريم من التحريف لما خرج لنا بهذه الاكتشافات الهائلة والاحكام المتهافتة حول امهات المؤمنين بعيدا عن القران !! 
واذا نفى عن نفسه ذلك اما صدقا واما تقية فانه لم يبق هنالك احتمال الا انه كافر بالقران .. والا لما خالف القران .. فيا عجبي على من يحجب عن عينيه النور ليحصر نفسه بين احد هذين الاحتمالين !!
والله من وراء القصد ..
==============
لنبين مدى بطلان المنهج الذي يسلكه علماء الشيعة تجاه صحابة الرسول وامهات المؤمنين ..

ولكن قبل البدء لدي خاطرة تلج في صدري لابد من ابوح بها اليك ايها القاري ء الحبيب إن كنت ممن قَيَّد لجامُ التقليد عقله، أو غطى ضباب التعصب بصيرته، فلا تضيع دقائق عمرك الثمينة في قراءة هذا الموضوع ، فإنك لن تنتفع به ولست من المقصودين بطرحه.
وأما إذا كنت ممن تذوق حلاوة العيش في ظلال قول رسولك الكريم وإمامك الحكيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم: { الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحقُّ بها } فاقرأه فإنه نافعك بإذن الله،. ولا اتمنى لك الا ان تكون حرالضمير والفكر محب للحق والخير ترغب في العلم، معتقداأني قدمت لك فيه نصيحة كمااعتقدت أنا ذلك.

ونحن عندما نحاول ان نذود عن صحابة الرسول من خلال سلسلتنا هذه
فذلك ليس لاننا متعصبين لفئة معينة من البشر ..


- بل لان الصحابة - رضي الله عنهم - هم حجر الزاوية فى بناء الأمة المسلمة ، عنهم قبل غيرهم تلقت الأمة كتاب الله - عز وجل -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - , فالغض من شأنهم والتحقير لهم ، بل النظر إليهم بالعين المجردة من الإعتبار، لا يتفق والمركز السامى الذي تبوءوه ، ولا يوائم المهمة لكبرى التى انتدبوا لها ونهضوا بها, كما أن الطعن فيهم والتجريح لهم ، يقوض دعائم الشريعة ، ويشكك فى صحة القرآن ، ويضيع الثقة بسنة سيدالأنام - صلى الله عليه وسلم - ! ؛ فضلاَ عن أنه تجريح وقدح فيمن بوأهم تلك المكانة ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس !!!


والواقع أن العقل المجرد من الهوى والتعصب، يحيل على الله فى حكمته ورحمته، أن يختار لحمل شريعته الختامية، أمة مغموزة، أو طائفة ملموزة، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . .

ومن هنا كان توثيق هذه الطبقة الكريمة طبقة الصحابة ، يعتبر دفاعاً عن الكتاب، والسنة، وأصول الإسلام من ناحية، ويعتبر إنصافاً أدبياً لما يستحقونه من ناحية ثانية، ويعتبر تقديراً لحكمة الله البالغة فى اختيارهم لهذه المهمة العظمى من ناحية ثالثة .
راجين من الله العلي القدير ان يلهمنا الرشد والسداد ..
وان ينفع بعملنا هذا الخلق الكثير وان يهدي من يهدي على ايدينا ببركته تعالى من اخواننا الشيعه من المغرر بهم ومن الباحثين عن الحق والحقيقة والطريق المستقيم ..
اخواني في الله
في هذه السلسلة سنبين بالادلة والبراهين بطلان جميع الشبهات التي تطرح على صحابة الرسول وزوجاته امهات المؤمنين ..
وهذه السلسلة تتكون من ثلاث مواضيع كل منها يكمل الاخر ..

وبعد هذه المواضيع الثلاث سوف لن نقبل أي شبهة تطرح عن أي صحابي جليل او زوجه من زوجات الرسول .. فجميع الشبهات
واكرر جميعها باطلة .. وعلى من يريد ان يطرح علينا الشبهات فليثبت خطا ما سنثبته من خلال سلسلتنا هذه بعونه تعالى ..

وقبل ان اعرفكم بالمواضيع الثلاث لابد من تعريفكم باصناف الشبهات التي يطعن بها الشيعة على اصحاب النبي وهي اربعة :
1-أكاذيب كذبت عليهم لم تقع منهم.
2-مسائل محل اجتهاد.
3-أخطاء صغيرة عُظّمت وزيد فيها أضعافها من الأكاذيب.
4-أخطاء وقعن منهم مغمورة في بحور حسناتهم.


وجميع هذه الشبهات من الاصناف الاربعة لايجوز ان تلقى على الصحابه وهي باطلة جملة وتفصيلا وهذا ما سنثبته في سلسلتنا هذه ان شاء الله تعالى .

مواضيع السلسلة :

الموضوع الاول

(( لو عاملنا الانبياء كما عامل الشيعة الصحابة )) اضغط هنا

في هذا الموضوع سنطبق نفس المنهج الذي يطبقه الشيعه على اصحاب الرسول سنطبقه على الانبياء( عليهم السلام ) وسنخرج مع الانبياء بنفس النتيجة الباطله التي خرج بها الشيعة مع صحابة الرسول !!
اذ سنخرج بنتيجة ان الانبياء كفار مخلدون في النار ( حاشاهم من ذلك )
وهذا من اوضح وابلغ الشواهد على بطلان هذا المنهج الذي يسلكه الشيعة تجاه الصحابة وامهات المؤمنين ..

الموضوع الثاني 

(( لو عاملنا الامام علي كما عامل الشيعة الصحابة ))


لو عاملنا الامام علي بن ابي طالب ( رضي الله عنه ) كما عامل الشيعة الصحابة .. جزء_ 1_ اضغط هنا

لو عاملنا الامام علي بن ابي طالب ( رضي الله عنه ) كما عامل الشيعة الصحابة .. جزء _2_ اضغط هنا 

وفي هذا الموضوع سنطبق المنهج الشيعي على الامام علي رابع الخلفاء الراشدين واحد العشرة المبشرين بالجنة ..
وايضا سوف لن يسلم الامام علي من عشرات الشبهات من كتب القوم انفسهم وهو عندهم الامام المعصوم الاول ..
وهذا دليل اخر على بطلان هذا المنهج تجاه الصحابة ..


الموضوع الثالث


الادلة والشواهد القرانية القاطعة على حقيقة ((عدالة الصحابة)) الساطعة ..

الجزء الاول اضغط هنا

الجزء الثاني اضغط هنا

الجزء الثالث اضغط هنا 

الجزء الرابع اضغط هنا 

في الموضوعين الاول والثاني كما قلنا سنبين بطلان المنهج الشيعي
تجاه الصحابة وانهم يطعنون في الصحابه فقط لسوء قصد وليس سوء فهم ..
وهذا الموضوع الثالث سياتي مكملا للموضوعين الاوليين ..
اذ سنقدم فيه الادله الدامغه من كتاب الله تعالى التي تثبت بانه لايجوز اطلاقا اتباع هذا الاسلوب مع الصحابه لانهم عدول زكاهم الله تعالى في محكم كتابه العزيز ..
والله من وراء القصد ..

=============


تناقض الشيعة لاتهام الصحابة بالردة وهم الذين جمعوا القرآن وحاربوا المرتدين

(وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين)

فهي نازلة في غزوة أحد عندما أشيع أن رسول الله قتل..!!
ولا تدل على الوقوع...وهي تحذير فقط...فأين هذا من هذا...؟؟؟


ثم انا اسألك الآن

هل يتناقض القرآن..؟
فإن قلتم: نعم...كفرتم..!
قال تعالى:
" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "
والتناقض باطل والقرآن منزه عنه..!!!

وإن قلتم إن القرآن غير متناقض .. ستسقط في حفره لا خروج منها !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق