(يا قومي إني لكم ناصح ونذير)
رسالة إلى أهل الأنبار خاصة والسنة عامة
في خضم هذه الأحداث التي تجري على أرض الأنبار من ملاحم وبطولات يسطرها أبناؤها، لاشك أن صوت العاطفة والنشوة بالانتصار تطغى في مثل هذه الظروف على أي صوت آخر، وربما تتقدم العاطفة في الوعي الجمعي والفردي لتحل محل الذاكرة، ونصبح ممن يعاني من فقدان الذاكرة التي طالما فقدناها في سنوات ما بعد الاحتلال، فيكون التصرف مع الأحداث والتفاعل مع مكوناتها المؤثرة على أساس عاطفي ظرفي، وليس على أساس الحكمة والتجربة التي من المفترض أنها صقلتنا واستفدنا من دروسها المريرة المؤلمة.
في ظل هذه المقدمة المؤلمة لابد أن نتذكر أن الحال التي وصلنا إليها لها أسبابها العديدة المؤثرة ومن أهمها غياب القيادة التي تسيّر الأمور وتدرس الأحداث وتخطط وتنفذ، فما زلنا عنها بعيدين وعن توفيرها عاجزين، لذلك يبقى تحركنا عشوائيا كخبط عشواء نسير في الليل بلا أنوار ونصطدم بالحائط ونمشي على الوحل.أكيد أنه سيعترض بعض الأخوة على ما أكتبه هنا وسيقولون أن الوقت غير مناسب لمثل هذه المقالة، وأنه علينا الوحدة والاعتصام وأن نمسك بأيدي بعضنا البعض وننسى خلافاتنا، وهذا الكلام مع ما فيه من حسن ظن ونية طيبة إلا أنه كلام ساذج وفقير من الوعي والحكمة.
أيها الأخوة:
أن أهم خطر يواجهنا اليوم هو ليس الجيش الشيعي الذي والله أعرف أننا قادرون على هزيمته وكسره، لكن المشكلة والخطر الأكبر يأتي من الذي هو بين أظهرنا ويدعي نصرتنا والوقوف معنا، الخطر الكبير هو من الجهة التي كسرت ظهر الجهاد وقاتلت فصائل الجهاد ووفرت البيئة الحاضنة للصحوات، الخطر يأتي من الجهة التي تفرض بيعاتها على الناس وتنصف الناس على أساس الولاء والبراء منها، وتشكك الناس بدينهم وتطعن بعقيدتهم، الخطر يأتي من جماعة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وتختصر بـ (داعش) هذا هو العدو الأكبر، هذا هو الخطر الأشر، هذا الذي يجب أن لا نسمح لها بالتمدد على ظهورنا وبسرقة جهادنا وحراكنا، هذه المؤامرة الذي يجب أن نتصدى لها جميعا ونقف بوجهها.
نعم اليوم العاطفة تمكر بنا والأصوات تطالب بالتوحيد وستقول أنه ليس الوقت المناسب لهذا، ولكن أذكركم جيد:
كتبت في بداية الحركة المسلحة الجهادية في سوريا موضوعا عن خطر (القاعدة) وعن جبهة النصرة تحديدا لأنها في ذلك الوقت كانت تابعة لداعش العراق قبل أن تنفصل، وذكرت تفاصيل كثيرة عما ستفعله هذه الجماعة في سوريا، ولم أجد آذانا صاغية من السوريين حينها وأنا أعذرهم لأنهم لم يذوقوا مراراتها في ذلك الوقت.
ولكن :
اسألوهم اليوم عن داعش، اسألوهم ماذا تفعل؟
تقتل المجاهدين وتنصب الحواجز في المناطق المحررة، تعتقل الإعلاميين، تلاحق الجيش الحر، تسرق المساعدات، تكفر وتخون الفصائل الأخرى، تهجم على المعابر لتخنق الثورة السوريةـ تحرر المحرر، تطعن بظهر المجاهدين، تسرق مستودعات أسلحة، وووو ، لاحول ولاقوة إلا بالله.
وكل هذه موثقة ومؤكدة، وليست من جيبي، وسترون إن شاء الله ثورة سنة سوريا ضدهم.
فيا سنة العراق، لا تكونوا كأهل الشام تعضون أصابع الندم على تجاهلكم هذه الفئة الخبيثة، وإذا كنا نعذر أهل الشام لأنهم لم يعرفوها، فأنتم فلا عذر لكم ، فأنتم تعرفون ماذا فعلت !!
قتلت قادة من المجاهدين منهم قائد جيش أبو بكر الصديق السلفي، منهم قادة في الجيش الإسلامي منهم قادة في كتائب ثور العشرين منهم قادة من جيش المجاهدين، 12 قائدا في لحظة واحدة. وغيرهم الكثير الكثير.
اسألوا أنصار الإسلام، الجماعة التي احتضنت الزرقاوي ووقف مع داعش في ظروف سابقة.
من يقتلكم يا أنصار؟
من يغدر بكم يا أنصار؟
من قتل شيوخنا؟ من قتل حمزة العيساوي؟ من قتل شوكت غالب؟ من قتل مئات الشيوخ والعلماء؟
واليوم من يفجر الجسور؟ من يخطف ويبتز الناس على الأموال؟ من يستهدف أهل السنة أكثر من الشيعة.
تالله لا تتولوا وأنتم تعلمون
لا تخوفكم كثرة معرفاتهم عل الانترنت
لا يخوفكم تهديداتهم
لا يؤلمكم تزويرهم وأكاذيبهم على الشيوخ والعلماء
لا يؤلمكم تشويههم للمجاهدين كما فعلوا
والله أنتم محاسبون على سماحكم لهؤلاء.
والله إذا دخلوا مناطقنا مرة ثانية فستعود الفتنة ويتكرر مسلسل القتل والغدر، عندها فأقول للمالكي:
هنيئا لك، نجحت الخطة
عمر عبد العزيز
1/2/ 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق