داعش والقاعدة وورقة التحرر من النظام الدولي !
ورقة (التحرر من النظام الدولي والانفكاك من هيمنة القوى العالمية والإقليمية والمحلية) التي يبرزها الدواعش في ورطاتهم ويؤيدهم في ذلك القاعديون ظانين أنهم بذلك يضايقون الفصائل الجهادية في سوريا ، فيشرطون عليهم أن يبينوا موقفهم من الدولة الفلانية والهيئة الفلانية ، ويرون أن جهادهم أشرف من جهاد سائر الفصائل لأنه جهاد عابر للقارات لا يعرف سايكس بيكو ، بينما جهاد غيرهم كالصناعات المحلية الرديئة = لا ينبغي أن يكون هذا وما من جنسه شيئًا ذا وزن لدى أحد ، وذلك لأربعة أوجه :
- الوجه الأول : أن مخالفة الشعار للواقع مما يُستدل به على فساد الدعوى وأحيانًا على سوء القصد ، إلا إن الفجوة بين الشعارات والخطابات وبين الواقع لا يمكن أن يدركها ذاك الذي تشكل تلك الشعارات والخطابات المصدر الوحيد لديه في إدراك الواقع، فمثل هؤلاء لا كلام معهم، وإنما الكلام مع العارفين بتاريخ داعش والقاعدة من واقعهم لا من شعاراتهم ، وهؤلاء يعلمون أن القاعدة وداعش لم يقدما نموذجًا صالحًا للاقتداء تحقق فيه ذلك الشعار المزعوم ، أي أنهم يرون أن داعش والقاعدة لم يكونا قط متحررين من النظام الدولي وألاعيبه بل من أن يكونا أدوات في يد الدولة الفلانية تارة ودولة أخرى تارة أخرى ، ولو فُرض أنهم ليسوا كذلك ، فهم يعلمون أن القاعدة وداعش ليست لديهم سياسة مفهومة واضحة المعالم يقنتع بها العقلاء ، يمكن أن تقاد بها الشعوب الإسلامية نحو تلك الغاية المزعومة أعني التحرر من النظام الدولي ، إلا أن أراد هؤلاء التحرر باللسان والشعارات - وهذا هو حالهم - فهذا يجاب عنه بـ :
- الوجه الثاني : وهو أن مطالبة الفصائل السورية بإعلان العداوة والخصومة للدول المجاورة وللقوى الإقليمية والدولية باللسان ، قد يستند بعض هؤلاء الأغبياء في لزومه وفرضه إلى دعوى أن ذلك من ملة إبراهيم ومن إعلان التوحيد ، مؤيدين قولهم ببعض مفردات التراث النجدي، والجواب الميسر على كلام هؤلاء أن نفس التراث النجدي الذي يستندون إليه فيه تسويغ كتم العدواة للمصلحة .
ومن يرى أن مجرد إعلان العدواة والخصومة للدول المجاورة وللقوى الإقليمية والدولية باللسان يحقق التحرر منهم في واقع الأمر ، وأنهم بتخويفهم لتلك الدول بالصياح والوعيد، سيوقفون مخططاتهم المضادة لمصالح الأمة، فهذه حماقة يعالج صاحبها بشيء غير المناظرة والمحاججة .
- الوجه الثالث : أن من أراد أن يتبصر بحقيقة هذا الشعار ، فلينظر في أفعالهم في سوريا ، تلك الأفعال التي يعدونها تحقيقًا وتطبيقًا له ، ليجد مخازي داعش في قتالها للفصائل المجاهدة بدعوى أنهم (صحوات) ، وهو لفظ مرتبط بالصلات الخارجية ، وليجد ما لوح به بعض شرعيي جبهة النصرة من قتال ما يسمونه بـ(الكتائب العلمانية) ، ويعنون الفصائل المرتبطة بالائتلاف الوطني صاحب الصلات الخارجية، ولا يدرى ما مآلات هذا التلويح .
فهل سيقتنع عاقل أن مثل هذه الأعمال تقود إلى تحرر من النظام الدولي الذي يزعمون السعي إليه ؟!
- الوجه الرابع : أن الدواعش يطرحون أسئلة يظنون أنهم يشغلون بها سائر الفصائل ، فيسألونهم عن موقفهم من الدولة الفلانية والهيئة الفلانية ، زاعمين أنهم يريدون بذلك الانطلاق من أرضية صلبة ، مع أنه يتجه إليهم سؤال أهم في تحقيق هذا المقصد المزعوم ، وهو ما موقفهم من الفصائل الموجودة في الساحة ؟ ولتسم تلك الفصائل باسمها ويُسألون عنها واحدة واحدة ، فهم لم يعلنوا موقفهم منها صريحًا بأسمائها ، ولو أرادوا الانطلاق من أرضية صلبة كما زعموا - وقد كذبوا - لبينوا ذلك .
المقصود أنه يمكن مضايقة هؤلاء بهذا السؤال وغيره من الأسئلة التي يفرون عن التصريح بها حتى لا تجتمع الفصائل عليهم ، ولا ينبغي الاشتغال بأسئلتهم أصلًا .
وهذا السؤال يتجه أيضًا لمن قال من شرعيي جبهة النصرة بقتال (الكتائب العلمانية) فليسموها باسمها ، وليعلنوا موقفهم صريحًا منها .
محمد براء ياسين
ورقة (التحرر من النظام الدولي والانفكاك من هيمنة القوى العالمية والإقليمية والمحلية) التي يبرزها الدواعش في ورطاتهم ويؤيدهم في ذلك القاعديون ظانين أنهم بذلك يضايقون الفصائل الجهادية في سوريا ، فيشرطون عليهم أن يبينوا موقفهم من الدولة الفلانية والهيئة الفلانية ، ويرون أن جهادهم أشرف من جهاد سائر الفصائل لأنه جهاد عابر للقارات لا يعرف سايكس بيكو ، بينما جهاد غيرهم كالصناعات المحلية الرديئة = لا ينبغي أن يكون هذا وما من جنسه شيئًا ذا وزن لدى أحد ، وذلك لأربعة أوجه :
- الوجه الأول : أن مخالفة الشعار للواقع مما يُستدل به على فساد الدعوى وأحيانًا على سوء القصد ، إلا إن الفجوة بين الشعارات والخطابات وبين الواقع لا يمكن أن يدركها ذاك الذي تشكل تلك الشعارات والخطابات المصدر الوحيد لديه في إدراك الواقع، فمثل هؤلاء لا كلام معهم، وإنما الكلام مع العارفين بتاريخ داعش والقاعدة من واقعهم لا من شعاراتهم ، وهؤلاء يعلمون أن القاعدة وداعش لم يقدما نموذجًا صالحًا للاقتداء تحقق فيه ذلك الشعار المزعوم ، أي أنهم يرون أن داعش والقاعدة لم يكونا قط متحررين من النظام الدولي وألاعيبه بل من أن يكونا أدوات في يد الدولة الفلانية تارة ودولة أخرى تارة أخرى ، ولو فُرض أنهم ليسوا كذلك ، فهم يعلمون أن القاعدة وداعش ليست لديهم سياسة مفهومة واضحة المعالم يقنتع بها العقلاء ، يمكن أن تقاد بها الشعوب الإسلامية نحو تلك الغاية المزعومة أعني التحرر من النظام الدولي ، إلا أن أراد هؤلاء التحرر باللسان والشعارات - وهذا هو حالهم - فهذا يجاب عنه بـ :
- الوجه الثاني : وهو أن مطالبة الفصائل السورية بإعلان العداوة والخصومة للدول المجاورة وللقوى الإقليمية والدولية باللسان ، قد يستند بعض هؤلاء الأغبياء في لزومه وفرضه إلى دعوى أن ذلك من ملة إبراهيم ومن إعلان التوحيد ، مؤيدين قولهم ببعض مفردات التراث النجدي، والجواب الميسر على كلام هؤلاء أن نفس التراث النجدي الذي يستندون إليه فيه تسويغ كتم العدواة للمصلحة .
ومن يرى أن مجرد إعلان العدواة والخصومة للدول المجاورة وللقوى الإقليمية والدولية باللسان يحقق التحرر منهم في واقع الأمر ، وأنهم بتخويفهم لتلك الدول بالصياح والوعيد، سيوقفون مخططاتهم المضادة لمصالح الأمة، فهذه حماقة يعالج صاحبها بشيء غير المناظرة والمحاججة .
- الوجه الثالث : أن من أراد أن يتبصر بحقيقة هذا الشعار ، فلينظر في أفعالهم في سوريا ، تلك الأفعال التي يعدونها تحقيقًا وتطبيقًا له ، ليجد مخازي داعش في قتالها للفصائل المجاهدة بدعوى أنهم (صحوات) ، وهو لفظ مرتبط بالصلات الخارجية ، وليجد ما لوح به بعض شرعيي جبهة النصرة من قتال ما يسمونه بـ(الكتائب العلمانية) ، ويعنون الفصائل المرتبطة بالائتلاف الوطني صاحب الصلات الخارجية، ولا يدرى ما مآلات هذا التلويح .
فهل سيقتنع عاقل أن مثل هذه الأعمال تقود إلى تحرر من النظام الدولي الذي يزعمون السعي إليه ؟!
- الوجه الرابع : أن الدواعش يطرحون أسئلة يظنون أنهم يشغلون بها سائر الفصائل ، فيسألونهم عن موقفهم من الدولة الفلانية والهيئة الفلانية ، زاعمين أنهم يريدون بذلك الانطلاق من أرضية صلبة ، مع أنه يتجه إليهم سؤال أهم في تحقيق هذا المقصد المزعوم ، وهو ما موقفهم من الفصائل الموجودة في الساحة ؟ ولتسم تلك الفصائل باسمها ويُسألون عنها واحدة واحدة ، فهم لم يعلنوا موقفهم منها صريحًا بأسمائها ، ولو أرادوا الانطلاق من أرضية صلبة كما زعموا - وقد كذبوا - لبينوا ذلك .
المقصود أنه يمكن مضايقة هؤلاء بهذا السؤال وغيره من الأسئلة التي يفرون عن التصريح بها حتى لا تجتمع الفصائل عليهم ، ولا ينبغي الاشتغال بأسئلتهم أصلًا .
وهذا السؤال يتجه أيضًا لمن قال من شرعيي جبهة النصرة بقتال (الكتائب العلمانية) فليسموها باسمها ، وليعلنوا موقفهم صريحًا منها .
محمد براء ياسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق