عن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ بيده وقال: (يا معاذ والله إني لأحبك،! أوصيك يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داود، وفي إحدى روايات الحديث ـ كما عندالبخاري في " الأدب المفرد " : أن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ ردَّ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائلا: ( وأنا والله أحبك ) .
معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ، كنيته أبو عبد الرحمن، أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وكان عمره ثمانية عشر عاماً، قال الذهبي عنه في كتابه سِير أعلام النبلاء: " معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المقربين، ومن الذين شهد لهم بالعلم والفقه والدين، أمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ الناس بأخذ القرآن عنه، وبعثه إلى اليمن معلما وداعيا وأميرا " . وقال ابن تيمية: " وكانمعاذ ـ رضي الله عنه ـ من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنزلة علية، فإنه قال له: ( يامعاذ والله إني لأحبك )، وكان يردفه وراءه " .
لا شك أن حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ وإخباره بذلك فيه فضيلة عظيمة له، غير أنه ـ رضي الله عنه ـ لم يُخْتص بهذه الفضيلة دون باقي الصحابة، فقد ورد تصريح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإخباره لبعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بمحبته لهم على وجه الخصوص أو العموم، والأمثلة في ذلك كثيرة، منها :
محبة الأنصار جميعا :
عقد الإمام البخاري في صحيحه بابا قال فيه: " باب قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأنصار: ( أنتم أحب الناس إليَّ )، ثم ساق الحديث بسنده عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ النّساء والصبيان مقبلين قال: ـ حسبت أنه قال: من عُرْس ـ فقام النبي ـ صلى الله عليه ـ وسلم مُمْثِلًا ( قائما منتصبا )،فقال: اللهم أنتم من أحب الناس إليَّ ، قالها ثلاث مرات ) .
أبو بكر، وعمر، وأم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنهم ـ :
سأل عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ النَّبِيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أي الناس أحب إليك؟، قال: عائشة، قلتُ: فمِنَ الرجال؟، قال: أبوها، قلت: ثم مَنْ؟، قال: ثم عمر بن الخطاب، فعدَّ رجالا ) رواه البخاري .
الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في الحسن: (اللهم! إني أحبُّه، فأحبَّه وأحبِبْ من يُحبُّه ) رواه البخاري، وقال في الحسن والحسين: ( اللهم إني أحبهما أحبهما، وأحب من يحبهما ) رواه الترمذي .
زيد بن حارثة ، وابنه أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ :
عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَال عن زيد بن حارثة وابنه أسامة : ( إِنْ كانَ مِنْ أَحَبِّ الناسِ إلَيَّ ( يعني : زيداً )، وإِن هذا ( يعني :أسامة ) لمِنْ أَحَبِّ النَّاس إِلَيَّ بعده ) رواه البخاري .
ليست هذه جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب، بل هناك الكثير من الأحاديث التي تتضمن معاني المودة والمحبة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ أو لغيره من صحابته الكرام ـ رضوان الله عليهم ـ، فقد كان ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ يحبهم جميعا، وإنما خص بعضهم بألفاظ المحبة، أو أخبرهم بها لمزيد عناية بهم، ولِما لهم من المكانة الخاصة .
فائدة :
من السُنَّة إذا أحببتَ شخصاً أن تقول له: إني أحبك في الله، وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه، فعن المقداد بن معد يكرب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ) رواه أبو داود ، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا كان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمر به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أعلمته؟، قال: لا، قال: أعلمه، قال: فلحقه فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبَّك الذي أحببتني فيه ) رواه أبو داود .
وعن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له، فإنه خير في الألفة، وأبقى في المودة ) .
قال المناوي: " فليخبره بمحبته له ندبا، بأن يقول له إني أحبك لله، أي: لا لغيره من إحسان أو غيره، فإنه أبقى للألفة، وأثبت للمودة، وبه يتزايد الحب ويتضاعف، وتجتمع الكلمة، وينتظم الشمل بين المسلمين، وتزول المفاسد والضغائن، وهذا من محاسن الشريعة " .
وقال الشيخ ابن عثيمين: " وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه، لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك، مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن، وكما قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ : ( الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) رواه مسلم ، لكن إذا قال الإنسان بلسانه فإن هذا يزيده محبة في القلب ، فتقول : إني أحبك في الله " .
لقد جاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنور الذي أضاء العالم، وأعطى للبشرية مثالا راقياً في التربية والقيادة بمنهج الحب، بين المُرَبِي والمُرَبَّى، والقائد والجندي، والصاحب وصاحبه، والمتأمل في سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرى ذلك واضحا جليا، وقد فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك مع بعض أصحابه ـ ومنهم معاذ ـ رضي الله عنه ـ ليعطينا القدوة في ذلك .
معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ، كنيته أبو عبد الرحمن، أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وكان عمره ثمانية عشر عاماً، قال الذهبي عنه في كتابه سِير أعلام النبلاء: " معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المقربين، ومن الذين شهد لهم بالعلم والفقه والدين، أمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ الناس بأخذ القرآن عنه، وبعثه إلى اليمن معلما وداعيا وأميرا " . وقال ابن تيمية: " وكانمعاذ ـ رضي الله عنه ـ من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنزلة علية، فإنه قال له: ( يامعاذ والله إني لأحبك )، وكان يردفه وراءه " .
لا شك أن حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ وإخباره بذلك فيه فضيلة عظيمة له، غير أنه ـ رضي الله عنه ـ لم يُخْتص بهذه الفضيلة دون باقي الصحابة، فقد ورد تصريح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإخباره لبعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بمحبته لهم على وجه الخصوص أو العموم، والأمثلة في ذلك كثيرة، منها :
محبة الأنصار جميعا :
عقد الإمام البخاري في صحيحه بابا قال فيه: " باب قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للأنصار: ( أنتم أحب الناس إليَّ )، ثم ساق الحديث بسنده عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ النّساء والصبيان مقبلين قال: ـ حسبت أنه قال: من عُرْس ـ فقام النبي ـ صلى الله عليه ـ وسلم مُمْثِلًا ( قائما منتصبا )،فقال: اللهم أنتم من أحب الناس إليَّ ، قالها ثلاث مرات ) .
أبو بكر، وعمر، وأم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنهم ـ :
سأل عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ النَّبِيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أي الناس أحب إليك؟، قال: عائشة، قلتُ: فمِنَ الرجال؟، قال: أبوها، قلت: ثم مَنْ؟، قال: ثم عمر بن الخطاب، فعدَّ رجالا ) رواه البخاري .
الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في الحسن: (اللهم! إني أحبُّه، فأحبَّه وأحبِبْ من يُحبُّه ) رواه البخاري، وقال في الحسن والحسين: ( اللهم إني أحبهما أحبهما، وأحب من يحبهما ) رواه الترمذي .
زيد بن حارثة ، وابنه أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ :
عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَال عن زيد بن حارثة وابنه أسامة : ( إِنْ كانَ مِنْ أَحَبِّ الناسِ إلَيَّ ( يعني : زيداً )، وإِن هذا ( يعني :أسامة ) لمِنْ أَحَبِّ النَّاس إِلَيَّ بعده ) رواه البخاري .
ليست هذه جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب، بل هناك الكثير من الأحاديث التي تتضمن معاني المودة والمحبة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ أو لغيره من صحابته الكرام ـ رضوان الله عليهم ـ، فقد كان ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ يحبهم جميعا، وإنما خص بعضهم بألفاظ المحبة، أو أخبرهم بها لمزيد عناية بهم، ولِما لهم من المكانة الخاصة .
فائدة :
من السُنَّة إذا أحببتَ شخصاً أن تقول له: إني أحبك في الله، وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه، فعن المقداد بن معد يكرب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ) رواه أبو داود ، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا كان عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمر به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أعلمته؟، قال: لا، قال: أعلمه، قال: فلحقه فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبَّك الذي أحببتني فيه ) رواه أبو داود .
وعن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليبين له، فإنه خير في الألفة، وأبقى في المودة ) .
قال المناوي: " فليخبره بمحبته له ندبا، بأن يقول له إني أحبك لله، أي: لا لغيره من إحسان أو غيره، فإنه أبقى للألفة، وأثبت للمودة، وبه يتزايد الحب ويتضاعف، وتجتمع الكلمة، وينتظم الشمل بين المسلمين، وتزول المفاسد والضغائن، وهذا من محاسن الشريعة " .
وقال الشيخ ابن عثيمين: " وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه، لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك، مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن، وكما قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ : ( الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) رواه مسلم ، لكن إذا قال الإنسان بلسانه فإن هذا يزيده محبة في القلب ، فتقول : إني أحبك في الله " .
لقد جاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنور الذي أضاء العالم، وأعطى للبشرية مثالا راقياً في التربية والقيادة بمنهج الحب، بين المُرَبِي والمُرَبَّى، والقائد والجندي، والصاحب وصاحبه، والمتأمل في سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرى ذلك واضحا جليا، وقد فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك مع بعض أصحابه ـ ومنهم معاذ ـ رضي الله عنه ـ ليعطينا القدوة في ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق