مجموعة الحماية العسكرية للثورة السورية
لن تنتصر حتى تعرف عدوك. كيف انتصر حزب الشيطان في يبرود على حد قوله في جريدة جنوبية؟
كوادر من حزب الله: هكذا قاتلنا وحدنا وانتصرنا بيبرود
“حزب الله يهنّئ الجيش العربي السوري بانتصاره في يبرود، ويقول له: يا ليتكم كنتم معنا!”.
أما حقيقة عدم مشاركة الجيش السوري النظامي في المعركة فهي مؤكدة دون شكّ. وقد شرح لموقع “جنوبية” أحد كوادر حزب الله العائدين من القلمون المشهد العسكري للقوات المهاجمة بدقة قائلا:
“معركة القصير أثبتت عقم مشاركة الجيش السوري النظامي في أيّ معركة مقبلة، إذ أنّ مشاركته تحوّلت إلى عبء حقيقي، خصوصا مع الانشقاقات التي حصلت في صفوفه وتكبيد مقاتلي الحزب خسائر بشرية من وراء ذلك، ومن هؤلاء الجنود من قام بعمليات تصفية لأفراد من حزب الله وهم نائمين قبل انشقاقه وفراره، هذا إضافة إلى ضعف الروح المعنوية لديهم وعدم خبرتهم القتالية في حرب المدن، حيث الشوارع الضيقة والمساحات القليلة، وهذا ما أظهرهم هم المرتزقة يقاتلون على أرض غيرهم وليس على أرضهم”.
ويتابع المقاتل العائد قبل ساعات من يبرود: “لذلك لقد قرّرت غرفة عمليات الحزب، بموافقة القيادة العسكريّة السورية، أن يقتصر دعم الجيش السوري لقواتنا المُهاجِمة على القصف الجوي فقط في يبرود، وحتّى الدعم البري المدفعي والتقدّم بالدبابات أصبح الحزب يتولاه، عدا قائد الدبابة فقط الذي يُنتقَى من الجيش السوري بعناية ويكون معروفا بحسن ولائه للقيادة”.
هذا ما قاله أحد عسكريي حزب الله لـ”جنوبية”، عن تفرّد قوّات الحزب بالقتال في القلمون السوري.
“جنوبية” قابلت مقاتلا كان “على الأرض” طيلة الوقت، وسألته عن أسباب التفوّق العسكري لقوات حزب الله في معركة القلمون، والذي مكّنها من اقتحام يبرود والسيطرة عليها بسرعة قياسية. فأرجعه إلى ثلاثة أسباب رئيسة جلّها تقنيّ مستورد من إيران، وهي:
“أولا: استخدام طائرات الإستطلاع الإيرانيّة بدون طيار بكثافة. وهي مكّنت القوات المهاجمة من رصد دقيق لأماكن مجموعات المعارضة المسلّحة وتوجيه ضربات صاروخية وجوّيّة إلى أماكن تجمعاتها بشكل مستمرّ، ما جعل تلك القوات بحالة غير مستقرة ومشتتة.
ثانياً: الرصد عبر مراقبة الإتصالات اللاسلكية والهواتف الجوالة أيضا التي يحملها مقاتلو المعارضة. وهذا أيضا وفّر معلومات وإحداثيات دقيقة عن مراكز غرف العمليات وقياداتها العسكرية. فقد قامت أيضا قوات الحزب، مدعومة بالسلاح الجويّ السوري، بتوجيه ضربات مفاجئة إلى مراكز تلك القيادات ودمرتها، ما أدى إلى مقتل قادة تلك المجموعات جميعاً قبل بدء الهجوم البري الحاسم، وعددهم 13 قائداً ميدانياً، من جميع الفصائل الإسلامية المعارضة داخل يبرود.
ثالثاً: استخدام وسائل القتال الليلي بالأشعة ما تحت الحمراء والتي كان حزب الله قد زوّد بها وحداته القتالية الضاربة بعد حرب تموز 2006 لأنّها، بحسب الخبراء العسكريين الذين قيّموا نتائج هذه الحرب قبل 8 سنوات، كان غيابها نقطة ضعف المقاومة في ليال حرب تموز. وقد استخدم عناصر حزب الله هذه الوسائل بحرفية عالية ليل اقتحام المدينة، أي ليل السبت – الأحد، حارمين القوات المدافعة عن المدينة من استخدام الأسلحة المضادة للدروع التي كانت قد وصلتهم حديثاً على أمل أن يدمروا بها آليات ومدرعات حزب الله والجيش السوري، غير أنّ هذا الهجوم الليلي المفاجئ حرمهم من فرصة استخدام هذه الأسلحة الفتّاكة لأنهم لا يستطيعون رؤية أهدافهم في الليل، بعكس قوات الحزب التي أخذتهم على حين غرّة وبشكل صاعق وبقوة نيران هائلة مكّنتهم من التقدّم بدباباتهم وان يسدوا مداخل المدينة بها ويضيّقوا على تلك الفصائل المتمركزة داخلها”.
ويتابع المصدر الميداني: “إلى هذه الأسباب الثلاثة التقنية سبب آخر يتقدمها جميعا وهو وجود قيادة مركزية عسكرية موحّدة للقوى المهاجمة على درجة عالية من التّنسيق والإدارة مقابل قيادات مفكّكة مضعضعة متنافسة فيما بينها لدى الفصائل الاسلامية المدافعة. فكلّ فصيل يتبع أميره الجهادي غير عابىء بأوامر أخرى أعلى رتبة، وهذا انعكس في أرض المعركة تخبطاً ناتجاً عن سوء تنظيم وإدارة من هرم القيادة وحتى القواعد”.
في النهاية فإنّ البيان الذي خرجت به جبهة النصرة على الإعلام متحدثة عن “خيانة” و”تخاذل” حلفائها الذين قاتلوا في يبرود لهو خير دليل على الحالة المزرية التي وصل إليها هؤلاء، إن كان على مستوى التنظيم العسكري أو على مستوى الولاء. وقد استفاد حزب الله من ضعفهم وتشرذمهم كما استفاد من تكتيكه العسكري المتقدّم المدعوم بتقنيات إيرانيّة عالية المستوى وتجهيزات متطوّرة لحسم معركة يبرود بأقصى سرعة، موفّرا جهوده ودماء مقاتليه إلى المعارك المقبلة في بلاد الشام، والتي يبدو أنّها لن تنتهي في الأمد المنظور.
مجموعة الحماية العسكرية للثورة السورية
لن تنتصر حتى تعرف عدوك. كيف انتصر حزب الشيطان في يبرود على حد قوله في جريدة جنوبية؟
كوادر من حزب الله: هكذا قاتلنا وحدنا وانتصرنا بيبرود
“حزب الله يهنّئ الجيش العربي السوري بانتصاره في يبرود، ويقول له: يا ليتكم كنتم معنا!”.
أما حقيقة عدم مشاركة الجيش السوري النظامي في المعركة فهي مؤكدة دون شكّ. وقد شرح لموقع “جنوبية” أحد كوادر حزب الله العائدين من القلمون المشهد العسكري للقوات المهاجمة بدقة قائلا:
“معركة القصير أثبتت عقم مشاركة الجيش السوري النظامي في أيّ معركة مقبلة، إذ أنّ مشاركته تحوّلت إلى عبء حقيقي، خصوصا مع الانشقاقات التي حصلت في صفوفه وتكبيد مقاتلي الحزب خسائر بشرية من وراء ذلك، ومن هؤلاء الجنود من قام بعمليات تصفية لأفراد من حزب الله وهم نائمين قبل انشقاقه وفراره، هذا إضافة إلى ضعف الروح المعنوية لديهم وعدم خبرتهم القتالية في حرب المدن، حيث الشوارع الضيقة والمساحات القليلة، وهذا ما أظهرهم هم المرتزقة يقاتلون على أرض غيرهم وليس على أرضهم”.
ويتابع المقاتل العائد قبل ساعات من يبرود: “لذلك لقد قرّرت غرفة عمليات الحزب، بموافقة القيادة العسكريّة السورية، أن يقتصر دعم الجيش السوري لقواتنا المُهاجِمة على القصف الجوي فقط في يبرود، وحتّى الدعم البري المدفعي والتقدّم بالدبابات أصبح الحزب يتولاه، عدا قائد الدبابة فقط الذي يُنتقَى من الجيش السوري بعناية ويكون معروفا بحسن ولائه للقيادة”.
هذا ما قاله أحد عسكريي حزب الله لـ”جنوبية”، عن تفرّد قوّات الحزب بالقتال في القلمون السوري.
“جنوبية” قابلت مقاتلا كان “على الأرض” طيلة الوقت، وسألته عن أسباب التفوّق العسكري لقوات حزب الله في معركة القلمون، والذي مكّنها من اقتحام يبرود والسيطرة عليها بسرعة قياسية. فأرجعه إلى ثلاثة أسباب رئيسة جلّها تقنيّ مستورد من إيران، وهي:
“أولا: استخدام طائرات الإستطلاع الإيرانيّة بدون طيار بكثافة. وهي مكّنت القوات المهاجمة من رصد دقيق لأماكن مجموعات المعارضة المسلّحة وتوجيه ضربات صاروخية وجوّيّة إلى أماكن تجمعاتها بشكل مستمرّ، ما جعل تلك القوات بحالة غير مستقرة ومشتتة.
ثانياً: الرصد عبر مراقبة الإتصالات اللاسلكية والهواتف الجوالة أيضا التي يحملها مقاتلو المعارضة. وهذا أيضا وفّر معلومات وإحداثيات دقيقة عن مراكز غرف العمليات وقياداتها العسكرية. فقد قامت أيضا قوات الحزب، مدعومة بالسلاح الجويّ السوري، بتوجيه ضربات مفاجئة إلى مراكز تلك القيادات ودمرتها، ما أدى إلى مقتل قادة تلك المجموعات جميعاً قبل بدء الهجوم البري الحاسم، وعددهم 13 قائداً ميدانياً، من جميع الفصائل الإسلامية المعارضة داخل يبرود.
ثالثاً: استخدام وسائل القتال الليلي بالأشعة ما تحت الحمراء والتي كان حزب الله قد زوّد بها وحداته القتالية الضاربة بعد حرب تموز 2006 لأنّها، بحسب الخبراء العسكريين الذين قيّموا نتائج هذه الحرب قبل 8 سنوات، كان غيابها نقطة ضعف المقاومة في ليال حرب تموز. وقد استخدم عناصر حزب الله هذه الوسائل بحرفية عالية ليل اقتحام المدينة، أي ليل السبت – الأحد، حارمين القوات المدافعة عن المدينة من استخدام الأسلحة المضادة للدروع التي كانت قد وصلتهم حديثاً على أمل أن يدمروا بها آليات ومدرعات حزب الله والجيش السوري، غير أنّ هذا الهجوم الليلي المفاجئ حرمهم من فرصة استخدام هذه الأسلحة الفتّاكة لأنهم لا يستطيعون رؤية أهدافهم في الليل، بعكس قوات الحزب التي أخذتهم على حين غرّة وبشكل صاعق وبقوة نيران هائلة مكّنتهم من التقدّم بدباباتهم وان يسدوا مداخل المدينة بها ويضيّقوا على تلك الفصائل المتمركزة داخلها”.
ويتابع المصدر الميداني: “إلى هذه الأسباب الثلاثة التقنية سبب آخر يتقدمها جميعا وهو وجود قيادة مركزية عسكرية موحّدة للقوى المهاجمة على درجة عالية من التّنسيق والإدارة مقابل قيادات مفكّكة مضعضعة متنافسة فيما بينها لدى الفصائل الاسلامية المدافعة. فكلّ فصيل يتبع أميره الجهادي غير عابىء بأوامر أخرى أعلى رتبة، وهذا انعكس في أرض المعركة تخبطاً ناتجاً عن سوء تنظيم وإدارة من هرم القيادة وحتى القواعد”.
في النهاية فإنّ البيان الذي خرجت به جبهة النصرة على الإعلام متحدثة عن “خيانة” و”تخاذل” حلفائها الذين قاتلوا في يبرود لهو خير دليل على الحالة المزرية التي وصل إليها هؤلاء، إن كان على مستوى التنظيم العسكري أو على مستوى الولاء. وقد استفاد حزب الله من ضعفهم وتشرذمهم كما استفاد من تكتيكه العسكري المتقدّم المدعوم بتقنيات إيرانيّة عالية المستوى وتجهيزات متطوّرة لحسم معركة يبرود بأقصى سرعة، موفّرا جهوده ودماء مقاتليه إلى المعارك المقبلة في بلاد الشام، والتي يبدو أنّها لن تنتهي في الأمد المنظور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق