((((((((( رسالة النصيحة الذهبية لابن تيمية )))))))))))
وهذا نص الرسالة كما نقلها الأميني في الغدير ج 5 ص 87 ، عن تكملة السيف الصقيل للكوثري ص 190 كتبه من خط قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة ، وكتبه هو من خط الشيخ الحافظ أبي سعيد ابن العلائي ، وقد كتبه من خط الذهبي . وذكر شطرا منه العزامي في الفرقان ص 129 .
--------------------
الحمد لله على ذلتي ، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي ، واحفظ علي إيماني ، واحزناه على قلة حزني ، وواأسفاه على السنة وأهلها ، واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء ، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات ،
آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وتبا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه ، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينيك ؟
إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس ؟
مع علمك بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " بل أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك : إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الاسلام ، ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو جهاد ، بل والله عرفوا خيرا كثيرا مما إذا عمل به فقد فاز ، وجهلوا شيئا كثيرا مما لا يعنيهم ، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه !
يا رجل ! بالله عليك كف عنا ، فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام ، إياكم والغلوطات في الدين ، كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال : " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان " وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام ، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب .
والله قد صرنا ضحكة في الوجود ، فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية ؟ لنرد عليها بعقولنا ، يا رجل !
قد بلعت " سموم " الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات ، وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم وتكمن والله في البدن ، واشوقاه إلى مجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ، بل عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة ، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما ، بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب ، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها من أساس الضلال ، قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد ، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار ، ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون وتعد النصارى مثلنا ، والله في القلوب شكوك ، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد .
يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال ، لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا ، لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه ، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل ؟ أو عامي كذاب بليد الذهن ؟ أو غريب واجم قوي المكر ؟ أو ناشف صالح عديم الفهم ، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل !
يا مسلم ! أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك ، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار ؟ ! إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار ؟ ! إلى كم تعظمها وتصغر العباد ؟ ! إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد ؟ ! إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك . بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والاهدار ، أو بالتأويل والانكار !
أما آن لك أن ترعوي ؟ ! أما حان لك أن تتوب وتنيب ؟ !
أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل ؟ !
بلى - والله - ما أدكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت ، فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي ، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات ، وتقطع لي أذناب الكلام ، ولا تزال تنتصر حتى أقول : ألبتة سكت . فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك ؟ ! وأعداؤك - والله - فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء ، كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر ، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا [ فرحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي ] فإني كثير العيوب غزير الذنوب ، الويل لي إن أنا لا أتوب ، ووافضيحتي من علام الغيوب ، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته ،
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين .
==========
رد منقول من الباحث محمد الامين
المسألة متعلقة بعلماء كبار: شيخ الإسلام ابن تيمية، وإمام الرجال الحافظ الذهبي. فرأيت وأنه لا بد من كتابة هذه التوضيح المختصر.
1- الرسالة موجودة بخط الذهبي وسندها يعود إلى ابن قاضي شهبة.
2- الرسالة ليس عليها أي إسم ولا نعرف لمن كتبها الذهبي.
3- بل الصواب أن الرسالة قد كتبها الذهبي للسبكي نفسه كما سيأتي.
4- الرسالة بكل المقاييس لا يمكن أن توجه من تلميذ لشيخه مهما كان الخلاف فما بالك بما ثبت من تعظيم الامام الذهبي لشيخه ابن تيمية.
5- لم ينقل تمليذه من تلاميذ الشيخ عن شئ من هذه النصيحة! ولو كانت من الذهبي لشيخ الاسلام لنالت حظها من الرد والتفنيد، كما نالته مجرد قصائد قيلت في ذم شيخ الاسلام تصدى لها تلاميذه فأين هم عنها؟!
6- لم يذكر المؤرخين المعاصرين للامام الذهبي شئ عنها .
7- نصيحة توجه لشيخ الاسلام بهذه البشاعة كيف تقع في يد أعداء الشيخ فهي على أقل الأحوال ستبقى من ميراث الشيخ الشخصي الذي لن يرى النور.
8- ناقلها والمتحدث عنها وناشره ومحققها أعداء للشيخ، فلا يقبل منهم ما قالوا فيه. فما بالك إن أضيف إلى ذلك كون هؤلاء حقده ومنهم مبتدعة عرفوا بالكذب والغش.
9- لم يرد لاسم شيخ الاسلام فيها ذكر ولم يجئ فيها ما يدل على ذلك كل ما جاء فيها كلام عام.
10- الرسالة هي توبيخ من شيخ إلى تلميذه. فهذا يرجح أنها من الحافظ الذهبي إلى تلميذه العاق السبكي.
11- ما جاء فيها يتوافق وخلق السبكي: بذئ اللسان/ متعصب، سامج، مدّاحٌ لنفسه ولأبيه مدحاً يخجل منه العقلاء.
12- ورود إشارات تدل على نقمة الامام الذهبي على هذا التلميذ الغبي الصوفي القبوري.
13- بغض السبكي هذا لشيخه الذهبي واهتبال الفرص للنيل منه. حتى لقد قال كثير من العلماء إن هذا قلة أدب من السبكي في حق شيخه الامام الذهبي. ومنهم السخاوي وبشار عواد معروف وعبد الفتاح أبو غدة.
14- من نُقِلَت النصيحة عنه وهو ابن قاضي شهبه، من أخدان السبكي! فهذه النصيحة حتما من ميراث السبكي، وقعت في يد ابن قاضي شهبه بالوارثة العلمية، ولم يكن عنده مانع من صرفها لشيخ الاسلام والنكاية بالامام الذهبي.
وأشكر كل المحققين والإخوة الذين ساهموا في توضيح حقيقة تلك الرسالة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
أرى أن الاحتمال ما يزال قائماً
فإن إبن تيمية لم يبلغ السبعين أصلاً!
ابن تيمية ولد 661 ، توفي 728، عمره 67
الذهبي ولد 673، توفي 748، عمره 75
تقي السبكي ولد 683، توفي 756، عمره 73
وإذا استبعدت السبكي فمن الأولى أن تستبعد ابن تيمية. أما المدح فقد مدح الذهبي ابن تيمية بأحسن من هذا! ولا تستبعد أن يكون الذهبي قد أرسل تلك الرسالة في آخر حياته فيكون قد رجع عن مديحه للسبكي.
ولو فرضنا جدلاً أنها كانت موجهة لإبن تيمية، فكيف وصلت إلى ابن قاضي شهبة صاحب السبكي؟!!
============
اخي الكريم محمد الامين وفقه الله
"وقرأت على آخر هذا الكتاب" يعني رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
" بخط الذهبي" والذهبي في طبقة شيوخ الناقل، والناقل في عداد تلامذته العارفين به.
"يقول فيها سمع جميع هذا الكتاب على مؤلفه شيخنا الإمام العالم العلامة الأوحد شيخ الإسلام مفتي الفرق قدوة الأمة أعجوبة الزمان بحر العلوم حبر القرآن تقي الدين سيد العباد أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني رضي الله عنه"
فانظر إلى ترضي الذهبي على شيخه تعرف مكانه عنده.
وحسبك بهذه النقول:
قال في العقود الدرية: "وقال الشيخ علم الدين رأيت في إجازة لابن الشهرزوري الموصلي خط الشيخ تقي الدين بن تيمية وقد كتب تحته الشيخ شمس الدين الذهبي هذا خط شيخنا الإمام شيخ الإسلام فرد الزمان بحر العلوم تقي الدين مولده عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة وقرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهو دون البلوغ وبرع في العلم والتفسير وأفتى ودرس وله نحو العشرين سنة وصنف التصانيف وصار من كبار العلماء في حياة شيوخه وله من المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر وفسر كتاب الله تعالى مدة سنتين من صدره أيام الجمع وكان يتوقد ذكاء وسماعاته من الحديث كثيرة وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرا ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب وأما شجاعته وجهاده وإقدامه فأمر يتجاوز الوصف ويفوق النعت وهو أحد الأجواد الأسخياء الذين يضرب بهم المثل وفيه زهد وقناعة باليسير في المأكل والملبس وقال الذهبي في موضع آخر وقد ذكر الشيخ رحمه الله كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف بحرا في النقليات هو في زمانه فريد عصره علما وزهدا وشجاعة وسخاء وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وكثرة تصانيف وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها سوى علم القراءات فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم وإليه مرجعهم وإن لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلهم وتيسهم وهتك أستارهم وكشف عوارهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن توضع في مجلدين وهو بشر من البشر له ذنوب فالله تعالى يغفر له ويسكنه أعلى جنته فإنه كان رباني الأمة وفريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين وكان رأسا في العلم يبالغ في أمر قيامه في الحق والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد ولا لحظتها من فقيه".
وأقتصر على هذا خشية الإملال وإلاّ فكلام الذهبي في شيخه أكثر من ذلك.
قصيدة الذهبي في رثاء شيخه:
=================
ثم بعد موته كان الذهبي من أول من رثوه بقصيدة مشهورة نقلها العلامة ابن عبدالهادي في العقود الدرية يقول فيها:
يامـوت خذ من أردت أو فدع = مـحوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت= عرى التقى واشتفى أولو البدع
غـيبت بحراً مفسـراً جـبلاً = حـبراً تقـياً مجانب الشبع
فـإن يحدث فمسـلم ثقـة = وإن يـناظر فصاحب اللمع
وإن يـخض نحو سييوبه يفه = بكـل مـعنى في الفن مخترع
وصار عالي الإسـناد حافظة = كشعـبة أو سعيـد الضبعي
والفقـه فيـه فكان مجتهداً = وذا جـهاد عـار من الجزع
وجـوده الحاتـمي مشـتهر = وزهـده القـادري في الطبع
أسكـنه الله في الجنـان ولا= زال عليـنا في أجمـل الخلع
وفي الختام هذه وقفات سريعة عابرة مع النصيحة المزعومة، وأسأل الله أن ييسر بسط كلام أهل العلم فيها، على أنه فيما سبق بيان لمريد الحق، أما من أبى إلاّ التعنت والتقليد، والحطيطة ممن رفع شأنهم الأعلام، فلن تملك له شيئاً، والله المستعان.
وهذا نص الرسالة كما نقلها الأميني في الغدير ج 5 ص 87 ، عن تكملة السيف الصقيل للكوثري ص 190 كتبه من خط قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة ، وكتبه هو من خط الشيخ الحافظ أبي سعيد ابن العلائي ، وقد كتبه من خط الذهبي . وذكر شطرا منه العزامي في الفرقان ص 129 .
--------------------
الحمد لله على ذلتي ، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي ، واحفظ علي إيماني ، واحزناه على قلة حزني ، وواأسفاه على السنة وأهلها ، واشوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء ، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات ،
آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وتبا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه ، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينيك ؟
إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس ؟
مع علمك بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " بل أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك : إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الاسلام ، ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو جهاد ، بل والله عرفوا خيرا كثيرا مما إذا عمل به فقد فاز ، وجهلوا شيئا كثيرا مما لا يعنيهم ، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه !
يا رجل ! بالله عليك كف عنا ، فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام ، إياكم والغلوطات في الدين ، كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال : " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان " وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام ، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب .
والله قد صرنا ضحكة في الوجود ، فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية ؟ لنرد عليها بعقولنا ، يا رجل !
قد بلعت " سموم " الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات ، وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم وتكمن والله في البدن ، واشوقاه إلى مجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ، بل عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة ، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما ، بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب ، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها من أساس الضلال ، قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد ، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار ، ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون وتعد النصارى مثلنا ، والله في القلوب شكوك ، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد .
يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال ، لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا شهوانيا ، لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه ، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل ؟ أو عامي كذاب بليد الذهن ؟ أو غريب واجم قوي المكر ؟ أو ناشف صالح عديم الفهم ، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل !
يا مسلم ! أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك ، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار ؟ ! إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار ؟ ! إلى كم تعظمها وتصغر العباد ؟ ! إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد ؟ ! إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك . بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والاهدار ، أو بالتأويل والانكار !
أما آن لك أن ترعوي ؟ ! أما حان لك أن تتوب وتنيب ؟ !
أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل ؟ !
بلى - والله - ما أدكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت ، فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي ، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات ، وتقطع لي أذناب الكلام ، ولا تزال تنتصر حتى أقول : ألبتة سكت . فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك ؟ ! وأعداؤك - والله - فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء ، كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر ، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا [ فرحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي ] فإني كثير العيوب غزير الذنوب ، الويل لي إن أنا لا أتوب ، ووافضيحتي من علام الغيوب ، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته ،
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين .
==========
رد منقول من الباحث محمد الامين
المسألة متعلقة بعلماء كبار: شيخ الإسلام ابن تيمية، وإمام الرجال الحافظ الذهبي. فرأيت وأنه لا بد من كتابة هذه التوضيح المختصر.
1- الرسالة موجودة بخط الذهبي وسندها يعود إلى ابن قاضي شهبة.
2- الرسالة ليس عليها أي إسم ولا نعرف لمن كتبها الذهبي.
3- بل الصواب أن الرسالة قد كتبها الذهبي للسبكي نفسه كما سيأتي.
4- الرسالة بكل المقاييس لا يمكن أن توجه من تلميذ لشيخه مهما كان الخلاف فما بالك بما ثبت من تعظيم الامام الذهبي لشيخه ابن تيمية.
5- لم ينقل تمليذه من تلاميذ الشيخ عن شئ من هذه النصيحة! ولو كانت من الذهبي لشيخ الاسلام لنالت حظها من الرد والتفنيد، كما نالته مجرد قصائد قيلت في ذم شيخ الاسلام تصدى لها تلاميذه فأين هم عنها؟!
6- لم يذكر المؤرخين المعاصرين للامام الذهبي شئ عنها .
7- نصيحة توجه لشيخ الاسلام بهذه البشاعة كيف تقع في يد أعداء الشيخ فهي على أقل الأحوال ستبقى من ميراث الشيخ الشخصي الذي لن يرى النور.
8- ناقلها والمتحدث عنها وناشره ومحققها أعداء للشيخ، فلا يقبل منهم ما قالوا فيه. فما بالك إن أضيف إلى ذلك كون هؤلاء حقده ومنهم مبتدعة عرفوا بالكذب والغش.
9- لم يرد لاسم شيخ الاسلام فيها ذكر ولم يجئ فيها ما يدل على ذلك كل ما جاء فيها كلام عام.
10- الرسالة هي توبيخ من شيخ إلى تلميذه. فهذا يرجح أنها من الحافظ الذهبي إلى تلميذه العاق السبكي.
11- ما جاء فيها يتوافق وخلق السبكي: بذئ اللسان/ متعصب، سامج، مدّاحٌ لنفسه ولأبيه مدحاً يخجل منه العقلاء.
12- ورود إشارات تدل على نقمة الامام الذهبي على هذا التلميذ الغبي الصوفي القبوري.
13- بغض السبكي هذا لشيخه الذهبي واهتبال الفرص للنيل منه. حتى لقد قال كثير من العلماء إن هذا قلة أدب من السبكي في حق شيخه الامام الذهبي. ومنهم السخاوي وبشار عواد معروف وعبد الفتاح أبو غدة.
14- من نُقِلَت النصيحة عنه وهو ابن قاضي شهبه، من أخدان السبكي! فهذه النصيحة حتما من ميراث السبكي، وقعت في يد ابن قاضي شهبه بالوارثة العلمية، ولم يكن عنده مانع من صرفها لشيخ الاسلام والنكاية بالامام الذهبي.
وأشكر كل المحققين والإخوة الذين ساهموا في توضيح حقيقة تلك الرسالة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
أرى أن الاحتمال ما يزال قائماً
فإن إبن تيمية لم يبلغ السبعين أصلاً!
ابن تيمية ولد 661 ، توفي 728، عمره 67
الذهبي ولد 673، توفي 748، عمره 75
تقي السبكي ولد 683، توفي 756، عمره 73
وإذا استبعدت السبكي فمن الأولى أن تستبعد ابن تيمية. أما المدح فقد مدح الذهبي ابن تيمية بأحسن من هذا! ولا تستبعد أن يكون الذهبي قد أرسل تلك الرسالة في آخر حياته فيكون قد رجع عن مديحه للسبكي.
ولو فرضنا جدلاً أنها كانت موجهة لإبن تيمية، فكيف وصلت إلى ابن قاضي شهبة صاحب السبكي؟!!
============
اخي الكريم محمد الامين وفقه الله
تقول لايزال الاحتما قائما
كيف يكون قائما ووقت وفاة الذهبي لم يكن السبكي قد بلغ السبعين
الا ان يكون هناك تصحيف والصواب الستين
قلت (وإذا استبعدت السبكي فمن الأولى أن تستبعد ابن تيمية. أما المدح فقد مدح الذهبي ابن تيمية بأحسن من هذا! ولا تستبعد أن يكون الذهبي قد أرسل تلك الرسالة في آخر حياته فيكون قد رجع عن مديحه للسبكي.
)
اخي الكريم ومن قال لك اني اثبتها لابن تيمية
اخي انا ناقشتك في مسالة وردت في اصل الرسالة
واظن ان الصواب معي
فان حمل الرسالة على السبكي لايصح للامر الذي ذكرته
اللهم الا ان يكون هناك تصحيف كما ذكرته
واما قضية مدح الذهبي لابن تيمية الخ
فلا علاقة له باعتراضي
كيف وانا قد استبعدت صحة الرسالة بمثل هذا ونقلت لك ما يكفي
كيف يكون قائما ووقت وفاة الذهبي لم يكن السبكي قد بلغ السبعين
الا ان يكون هناك تصحيف والصواب الستين
قلت (وإذا استبعدت السبكي فمن الأولى أن تستبعد ابن تيمية. أما المدح فقد مدح الذهبي ابن تيمية بأحسن من هذا! ولا تستبعد أن يكون الذهبي قد أرسل تلك الرسالة في آخر حياته فيكون قد رجع عن مديحه للسبكي.
)
اخي الكريم ومن قال لك اني اثبتها لابن تيمية
اخي انا ناقشتك في مسالة وردت في اصل الرسالة
واظن ان الصواب معي
فان حمل الرسالة على السبكي لايصح للامر الذي ذكرته
اللهم الا ان يكون هناك تصحيف كما ذكرته
واما قضية مدح الذهبي لابن تيمية الخ
فلا علاقة له باعتراضي
كيف وانا قد استبعدت صحة الرسالة بمثل هذا ونقلت لك ما يكفي
ابن وهب
11-06-02, 02:10 PM
ثم ذكرت(ولا تستبعد أن يكون الذهبي قد أرسل تلك الرسالة في آخر حياته فيكون قد رجع عن مديحه للسبكي.
)
اولا من يقول بهذا مطالب بامور
الاول ان يثبت صحة الرسالة وانها للذهبي
ثانيا ان يثبت انها موجهة للسبكي
ثالثا ان يثبت انها في اواخر حياته
اخي الكريم احسن رد هو رد (الشيخ العلامة بكر بن عبدالله اوزيد)
والسبكي قد تكلم فيه
غير واحد منهم ابن عبدالهادي في كتباه الشهير الصارم المنكي
ولكن الذهبي لم ينقل عنه شيء خاص في شأن السبكي
فهذا الواقدي متروك عند الجمهور ومع هذا فوقدثقه قوم من ائمة الحديث
فهل نقول لا يزيد بن هارون قد تراجع مثلا لانه قد ثبت لدينا ان الواقدي منكر الحديث
هذا مجرد مثال
فائدة ( نقل عن الذهبي قوله قد تاذيت من محبي الشيخ ومن مبغضيه )
والذهبي قد ترجم لشيخ الاسلام في كل كتبه ترجمة حسنة ووصفوا بانه عديم النظير الخ
وانه بحرا لاتدركه الدلاء
الخ فهذا يثبت ان الرسالة لاتصح عن الذهبي اصلا سواء في حق ابن تيمية وهذا واضح جدا
او في حق السبكي للامر الذي ذكرته
ثم ان اسلوب الرسالة ابعد ما يكون عن اسلوب الذهبي
فالذي له خبرة باسلوب الرجل يجزم بان هذه الرسالة ليست له
هذا اسلوب ابن حزم اسلوب القاضي ابن العربي المالكي
اسلوب الجوزجاني اسلوب السليماني
اسلوب التاج السبكي ربما
اما ان يكون اسلوب الذهبي فلا
اعني ان لكل رجل اسلوب ومن له خبرة باسلوب الذهبي يجزم بعدم صحة الرسالة والله اعلم بالصواب
)
اولا من يقول بهذا مطالب بامور
الاول ان يثبت صحة الرسالة وانها للذهبي
ثانيا ان يثبت انها موجهة للسبكي
ثالثا ان يثبت انها في اواخر حياته
اخي الكريم احسن رد هو رد (الشيخ العلامة بكر بن عبدالله اوزيد)
والسبكي قد تكلم فيه
غير واحد منهم ابن عبدالهادي في كتباه الشهير الصارم المنكي
ولكن الذهبي لم ينقل عنه شيء خاص في شأن السبكي
فهذا الواقدي متروك عند الجمهور ومع هذا فوقدثقه قوم من ائمة الحديث
فهل نقول لا يزيد بن هارون قد تراجع مثلا لانه قد ثبت لدينا ان الواقدي منكر الحديث
هذا مجرد مثال
فائدة ( نقل عن الذهبي قوله قد تاذيت من محبي الشيخ ومن مبغضيه )
والذهبي قد ترجم لشيخ الاسلام في كل كتبه ترجمة حسنة ووصفوا بانه عديم النظير الخ
وانه بحرا لاتدركه الدلاء
الخ فهذا يثبت ان الرسالة لاتصح عن الذهبي اصلا سواء في حق ابن تيمية وهذا واضح جدا
او في حق السبكي للامر الذي ذكرته
ثم ان اسلوب الرسالة ابعد ما يكون عن اسلوب الذهبي
فالذي له خبرة باسلوب الرجل يجزم بان هذه الرسالة ليست له
هذا اسلوب ابن حزم اسلوب القاضي ابن العربي المالكي
اسلوب الجوزجاني اسلوب السليماني
اسلوب التاج السبكي ربما
اما ان يكون اسلوب الذهبي فلا
اعني ان لكل رجل اسلوب ومن له خبرة باسلوب الذهبي يجزم بعدم صحة الرسالة والله اعلم بالصواب
ابن وهب
11-06-02, 02:25 PM
ثم اني قرات مقالتك الاولى
فرايتك تجزم بان الصواب ان الرسالة موجهة للسبكي
ثم قلت ان الرسالة موجهة من شيخ لتلميذه
ثم اكدت ذلك بقولك
(الرسالة هي توبيخ من شيخ إلى تلميذه. فهذا يرجح أنها من الحافظ الذهبي إلى تلميذه العاق السبكي)
وكل هذا خطا جزما للامر الذي ذكرته
فكيف تقول بعد كل هذا ما يزال الاحتما باقيا
اقول ان ثبتت كلمة (عشر السبعين )
فان هذا الاحتمال باطل قطعا
واصلا وقتها السبكي اعني التاج لم يكن ممن اشتهر وفاق والف التصانيف
فرايتك تجزم بان الصواب ان الرسالة موجهة للسبكي
ثم قلت ان الرسالة موجهة من شيخ لتلميذه
ثم اكدت ذلك بقولك
(الرسالة هي توبيخ من شيخ إلى تلميذه. فهذا يرجح أنها من الحافظ الذهبي إلى تلميذه العاق السبكي)
وكل هذا خطا جزما للامر الذي ذكرته
فكيف تقول بعد كل هذا ما يزال الاحتما باقيا
اقول ان ثبتت كلمة (عشر السبعين )
فان هذا الاحتمال باطل قطعا
واصلا وقتها السبكي اعني التاج لم يكن ممن اشتهر وفاق والف التصانيف
مسدد2
11-06-02, 05:40 PM
أما عشر السبعين، فهي السنوات العشر التي تفضي مع انتهائها إلى السبعين، يعني من 61-70
فليس ثمة تصحيف..
فالعشر الأول هو عشر الصفر أم عشر العشرة؟
ثم هو أراد أن ينبهه إلى أن قد طعن في السن، فيذكر له إلى ما سيفضي إليه آخر عقده لكي يثبت نقطته،
كما يقول الأب لولده الذي ناهز على الـ 25 سنة وهو يحثه على التعقل (أنت ستصبح بعد قليل ثلاثين)..فيلفت نظره إلى آخر عقده، ولا يلفت نظره إلى العشرين التي جاوزها منذ سنوات..
فعقد السبعين هو العقد السابع، والذي آخره السبعين..
والله أعلم
فليس ثمة تصحيف..
فالعشر الأول هو عشر الصفر أم عشر العشرة؟
ثم هو أراد أن ينبهه إلى أن قد طعن في السن، فيذكر له إلى ما سيفضي إليه آخر عقده لكي يثبت نقطته،
كما يقول الأب لولده الذي ناهز على الـ 25 سنة وهو يحثه على التعقل (أنت ستصبح بعد قليل ثلاثين)..فيلفت نظره إلى آخر عقده، ولا يلفت نظره إلى العشرين التي جاوزها منذ سنوات..
فعقد السبعين هو العقد السابع، والذي آخره السبعين..
والله أعلم
مسدد2
11-06-02, 06:21 PM
وهذا شاهد ما أقول، ومثله كثير:
الزَّعْفَرَانِيُّ، الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ (خ، د، ت، س)
الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ البَغْدَادِيُّ، الزَّعْفَرَانِيُّ، يَسْكُنُ مَحَلَّةَ الزَّعْفَرَانِيِّ.
وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ
......تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ: بِبَغْدَادَ، فِي سَلْخِ شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَ(((هُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ))))).
من سير أعلام النبلاء،
ولو قمت بعملية حسابية بسيطة، لوجدت أنه توفي عن 85 عاما، أي في عشر التسعين، أو عقد التسعين، كما قال الذهبي رحمه الله.
الزَّعْفَرَانِيُّ، الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ (خ، د، ت، س)
الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الصَّبَّاحِ البَغْدَادِيُّ، الزَّعْفَرَانِيُّ، يَسْكُنُ مَحَلَّةَ الزَّعْفَرَانِيِّ.
وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَةٍ
......تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ: بِبَغْدَادَ، فِي سَلْخِ شَعْبَانَ، سَنَةَ سِتِّيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَ(((هُوَ فِي عَشْرِ التِّسْعِيْنَ))))).
من سير أعلام النبلاء،
ولو قمت بعملية حسابية بسيطة، لوجدت أنه توفي عن 85 عاما، أي في عشر التسعين، أو عقد التسعين، كما قال الذهبي رحمه الله.
محمد الأمين
12-01-04, 07:31 AM
إذا فمن الممكن أن تكون الرسالة قد وجهها الذهبي إلى تلميذه العاق السبكي لأن عمر السبكي عند وفاة الذهبي كان 65 ؟
أما أن أسلوب الرسالة ففعلا لا يشبه اسلوب الذهبي، لكنهم يزعمون أنها بخطه. والله أعلم.
أما لماذا نرجح أنها موجهة للسبكي بالذات فلأنه:
11- ما جاء فيها يتوافق وخلق السبكي: بذئ اللسان، متعصب، سامج، مدّاحٌ لنفسه ولأبيه مدحاً يخجل منه العقلاء.
12- ورود إشارات تدل على نقمة الامام الذهبي على هذا التلميذ الغبي الصوفي القبوري.
13- بغض السبكي هذا لشيخه الذهبي واهتبال الفرص للنيل منه. حتى لقد قال كثير من العلماء إن هذا قلة أدب من السبكي في حق شيخه الامام الذهبي. ومنهم السخاوي وبشار عواد معروف وعبد الفتاح أبو غدة.
14- من نُقِلَت النصيحة عنه وهو ابن قاضي شهبه، من أخدان السبكي! فهذه النصيحة من ميراث السبكي، وقعت في يد ابن قاضي شهبه بالوارثة العلمية، ولم يكن عنده مانع من صرفها لشيخ الاسلام والنكاية بالامام الذهبي.
أما أن أسلوب الرسالة ففعلا لا يشبه اسلوب الذهبي، لكنهم يزعمون أنها بخطه. والله أعلم.
أما لماذا نرجح أنها موجهة للسبكي بالذات فلأنه:
11- ما جاء فيها يتوافق وخلق السبكي: بذئ اللسان، متعصب، سامج، مدّاحٌ لنفسه ولأبيه مدحاً يخجل منه العقلاء.
12- ورود إشارات تدل على نقمة الامام الذهبي على هذا التلميذ الغبي الصوفي القبوري.
13- بغض السبكي هذا لشيخه الذهبي واهتبال الفرص للنيل منه. حتى لقد قال كثير من العلماء إن هذا قلة أدب من السبكي في حق شيخه الامام الذهبي. ومنهم السخاوي وبشار عواد معروف وعبد الفتاح أبو غدة.
14- من نُقِلَت النصيحة عنه وهو ابن قاضي شهبه، من أخدان السبكي! فهذه النصيحة من ميراث السبكي، وقعت في يد ابن قاضي شهبه بالوارثة العلمية، ولم يكن عنده مانع من صرفها لشيخ الاسلام والنكاية بالامام الذهبي.
أبو مقبل
12-01-04, 10:33 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد:
فهذه الرسالة لا تحتاج إلى كبير عناء في بيان كذب صاحبها واختلاقها على الإمام الذهبي، – رحمه الله تعالى- وهو بريء منها ومن أسلوبها براءة الذئب من دم يوسف – عليه السلام- وظاهر من أسلوبها أنها من اختلاق مبتدع جاهل معاصر، شرق بالحجج والبيانات التي أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية في تفنيد بدعه، فلم يجد لها جواباً، فلجأ إلى اختلاق هذه الرسالة على أحد تلاميذ شيخ الإسلام الخاصين الذين علا صيتهم ونفع الله بعلومهم، وما الذهبي إلا حسنة من حسنات شيخه ابن تيمية – رحمة الله على الجميع-، وهذه إشارات إلى بعض الوجوه الدالة على كذب مدعي هذه الرسالة:
أولاً: أن الرسالة بلا زمام ولا خطام، فأين ذكرها الذهبي؟ وهذه كتبه المطبوعة تطفح بالمدح والثناء على شيخه، وأين كتبها الذهبي؟ ومتى كتبها؟ ومن ذكرها من العلماء الذين ترجموا للذهبي؟ ومن هو ناسخها؟ وما تاريخ نسخها؟ وأين مخطوطاتها؟ وهذه كلها من بدهيات إثبات الكتب والرسائل إلى أصحابها.
ثانياً: الأسلوب السوقي العامي السخيف الذي كتبت به الرسالة، والذي يدل على جهل صاحبه وامتلاء قلبه حقداً وحسداً لابن تيمية، وإلا فهل من أسلوب الذهبي ذاك الإمام الجهبذ الذي أعطاه الله ذلك البيان والأسلوب الراقي، فهل من أسلوبه مثل هذه العبارات التي ذكرها هذا المفتري؟ كقوله: (بالله خلونا من بدعة الخميس) وكقوله: (إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك!!) وقوله: (يا رجل بالله عليك كف عنك هذا والله قد صرنا ضحكة في الوجود) و (إذا كان قليل العلم والدين باطولياً!!)، إلخ.. هذا الغثاء.
ثالثاً: ثبت عن الإمام الذهبي - رحمه الله- أنه رثى شيخ الإسلام – بعد وفاته- بمرثية قال فيها:
يا موت خذ من أردت أو فدع *** محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت *** عرى التقى واشتفى أولو البدع
إلخ... القصيدة في العقود الدرية ص 423، فأيهما أسبق هذه الرسالة المزعومة أو هذه المرثية!
رابعاً: أيضاً تحتوي الرسالة على أخطاء علمية وافتراءات على شيخ الإسلام يعرفها من قرأ له، فكيف بمن تتلمذ على يديه؟ ومنها على سبيل المثال قوله: (بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت، بل تزدري بمن يذكر بالموت..)، وغيرها كثير، - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين-.
===========
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=18274
فهذه الرسالة لا تحتاج إلى كبير عناء في بيان كذب صاحبها واختلاقها على الإمام الذهبي، – رحمه الله تعالى- وهو بريء منها ومن أسلوبها براءة الذئب من دم يوسف – عليه السلام- وظاهر من أسلوبها أنها من اختلاق مبتدع جاهل معاصر، شرق بالحجج والبيانات التي أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية في تفنيد بدعه، فلم يجد لها جواباً، فلجأ إلى اختلاق هذه الرسالة على أحد تلاميذ شيخ الإسلام الخاصين الذين علا صيتهم ونفع الله بعلومهم، وما الذهبي إلا حسنة من حسنات شيخه ابن تيمية – رحمة الله على الجميع-، وهذه إشارات إلى بعض الوجوه الدالة على كذب مدعي هذه الرسالة:
أولاً: أن الرسالة بلا زمام ولا خطام، فأين ذكرها الذهبي؟ وهذه كتبه المطبوعة تطفح بالمدح والثناء على شيخه، وأين كتبها الذهبي؟ ومتى كتبها؟ ومن ذكرها من العلماء الذين ترجموا للذهبي؟ ومن هو ناسخها؟ وما تاريخ نسخها؟ وأين مخطوطاتها؟ وهذه كلها من بدهيات إثبات الكتب والرسائل إلى أصحابها.
ثانياً: الأسلوب السوقي العامي السخيف الذي كتبت به الرسالة، والذي يدل على جهل صاحبه وامتلاء قلبه حقداً وحسداً لابن تيمية، وإلا فهل من أسلوب الذهبي ذاك الإمام الجهبذ الذي أعطاه الله ذلك البيان والأسلوب الراقي، فهل من أسلوبه مثل هذه العبارات التي ذكرها هذا المفتري؟ كقوله: (بالله خلونا من بدعة الخميس) وكقوله: (إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك!!) وقوله: (يا رجل بالله عليك كف عنك هذا والله قد صرنا ضحكة في الوجود) و (إذا كان قليل العلم والدين باطولياً!!)، إلخ.. هذا الغثاء.
ثالثاً: ثبت عن الإمام الذهبي - رحمه الله- أنه رثى شيخ الإسلام – بعد وفاته- بمرثية قال فيها:
يا موت خذ من أردت أو فدع *** محوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت *** عرى التقى واشتفى أولو البدع
إلخ... القصيدة في العقود الدرية ص 423، فأيهما أسبق هذه الرسالة المزعومة أو هذه المرثية!
رابعاً: أيضاً تحتوي الرسالة على أخطاء علمية وافتراءات على شيخ الإسلام يعرفها من قرأ له، فكيف بمن تتلمذ على يديه؟ ومنها على سبيل المثال قوله: (بلى والله ما أذكر أنك تذكر الموت، بل تزدري بمن يذكر بالموت..)، وغيرها كثير، - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين-.
===========
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=18274
راجي رحمة ربه
12-01-04, 12:17 PM
على فكرة :
تاج الدين عبد الوهاب (الابن) ابن علي تقي الدين بن عبد الكافي السبكي عاش من 728-771 هـ
يعني مات وعمره 43 سنة
وهذه بقية الوفيات:
الذهبي 673 هـ – 748 هـ ------------------- مات وعمره 75
ابن تيمية 661 هـ – 728 هـ ------------------ مات وعمره 67
تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي (الأب):
صفر سنة 683 هـ سنة 756 هـ --------------- مات وعمره 73
وطبعا ليس هو تاج الدين السبكي (الابن):
728-771 هـ ---------------------------- مات وعمره 43 سنة
لذا قال الصفدي في الوافي عنه:
تقدم في شبابه على كهول أصحابه، فهذا أصغر سناً وأكبر مناً. وقد شهد له العقل والنقل بأنه فتي السن، كهل العلم والحلم والعقل،
اهـ
وما هذا إلا لأنه مات في مقتبل عمره
وفي سنة وفاة الذهبي كان عمر تقي الدين السبكي 20 سنة
فمن قال أن عمر السبكي 65 فقد خلط بين السبكيين فالأب هو الذي كان عمره 65 وليس الابن
أما من يعتقد أن تلك الرسالة وجهت للأب فإنه لا يدري ما يقول
فانظر ما يقول الذهبي عن التقي السبكي:
قال في معجم المحدثين للذهبي ص: 166
علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم القاضي الإمام العلامة الفقيه المحدث الحافظ فخر العلماء تقي الدين أبو الحسن السبكي ثم المصري الشافعي ولد القاضي الكبير زين الدين مولده سنة 683 سمع من الدمياطي وطبقته وبالثغر من شيخنا يحيى ابن الصواف لحقه بآخر رمق وبدمشق من ابن المواز وابن مشرف وبالحرمين وكان صادقا متثبتا خيرا دينا متواضعا حسن السمت من أوعية العلم يدري الفقه ويقرره وعلم الحديث ويحرره والأصول ويقرئهما والعربية ويحققها ثم قرأ بالروايات على تقي الدين الصائغ وصنف التصانيف المتقنة وقد بقي في زمانه الملحوظ إليه بالتحقيق والفضل سمعت منه وسمع مني وحكم بالشام وحمدت أحكامه والله يؤيده ويسدده
وقال الذهبي أيضا في تذكرة الحفاظ ج: 4 ص: 1500
وسمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التصانيف ولد سنة ثلاث وثمانين وست مائة وسمع من بن الصواف والدمياطي وبدمشق من أبي جعفر بن الموازيني والطبقة وكان جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم مات سنة 756 هـ
تاج الدين عبد الوهاب (الابن) ابن علي تقي الدين بن عبد الكافي السبكي عاش من 728-771 هـ
يعني مات وعمره 43 سنة
وهذه بقية الوفيات:
الذهبي 673 هـ – 748 هـ ------------------- مات وعمره 75
ابن تيمية 661 هـ – 728 هـ ------------------ مات وعمره 67
تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي (الأب):
صفر سنة 683 هـ سنة 756 هـ --------------- مات وعمره 73
وطبعا ليس هو تاج الدين السبكي (الابن):
728-771 هـ ---------------------------- مات وعمره 43 سنة
لذا قال الصفدي في الوافي عنه:
تقدم في شبابه على كهول أصحابه، فهذا أصغر سناً وأكبر مناً. وقد شهد له العقل والنقل بأنه فتي السن، كهل العلم والحلم والعقل،
اهـ
وما هذا إلا لأنه مات في مقتبل عمره
وفي سنة وفاة الذهبي كان عمر تقي الدين السبكي 20 سنة
فمن قال أن عمر السبكي 65 فقد خلط بين السبكيين فالأب هو الذي كان عمره 65 وليس الابن
أما من يعتقد أن تلك الرسالة وجهت للأب فإنه لا يدري ما يقول
فانظر ما يقول الذهبي عن التقي السبكي:
قال في معجم المحدثين للذهبي ص: 166
علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن سوار بن سليم القاضي الإمام العلامة الفقيه المحدث الحافظ فخر العلماء تقي الدين أبو الحسن السبكي ثم المصري الشافعي ولد القاضي الكبير زين الدين مولده سنة 683 سمع من الدمياطي وطبقته وبالثغر من شيخنا يحيى ابن الصواف لحقه بآخر رمق وبدمشق من ابن المواز وابن مشرف وبالحرمين وكان صادقا متثبتا خيرا دينا متواضعا حسن السمت من أوعية العلم يدري الفقه ويقرره وعلم الحديث ويحرره والأصول ويقرئهما والعربية ويحققها ثم قرأ بالروايات على تقي الدين الصائغ وصنف التصانيف المتقنة وقد بقي في زمانه الملحوظ إليه بالتحقيق والفضل سمعت منه وسمع مني وحكم بالشام وحمدت أحكامه والله يؤيده ويسدده
وقال الذهبي أيضا في تذكرة الحفاظ ج: 4 ص: 1500
وسمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التصانيف ولد سنة ثلاث وثمانين وست مائة وسمع من بن الصواف والدمياطي وبدمشق من أبي جعفر بن الموازيني والطبقة وكان جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم مات سنة 756 هـ
المتبصر
13-01-04, 04:47 AM
الإخوة الفضلاء
هذه الرسالة ليست من تاليف الذهبي و حاشاه ..
و لقد ثبت بالأدلة القاطعة أن الرسالة هي لشخص عدو لشيخ الإسلام ، صوفي حاقد من الرفاعية الذين قصم ظهورهم ابن تيمية ، بالحجة و البيان ، و اسمه لا يحضرني الآن ، لكن وقف على بعض كلامه في الشيخ بمثل ما ذكر في نصيحته هذه ، ثم الأسلوب الركيك هذا هو عينه في كتاب له لم يطبع بعد ، و قد فصل كل هذا الأخ محمد القونوي في بيان حقيقة النصيحة غير الذهبية في رسالة طبعت بدار المأمون بدمشق ،فلتنظر و لعلي قريبا أنقل لكم منها .
و معلوم أن هذه الرسالة ما أذاعها إلا أعداء شيخ الإسلام ، و شهادة العدو على عدوه مردودة في مثل هذا و الله اعلم
هذه الرسالة ليست من تاليف الذهبي و حاشاه ..
و لقد ثبت بالأدلة القاطعة أن الرسالة هي لشخص عدو لشيخ الإسلام ، صوفي حاقد من الرفاعية الذين قصم ظهورهم ابن تيمية ، بالحجة و البيان ، و اسمه لا يحضرني الآن ، لكن وقف على بعض كلامه في الشيخ بمثل ما ذكر في نصيحته هذه ، ثم الأسلوب الركيك هذا هو عينه في كتاب له لم يطبع بعد ، و قد فصل كل هذا الأخ محمد القونوي في بيان حقيقة النصيحة غير الذهبية في رسالة طبعت بدار المأمون بدمشق ،فلتنظر و لعلي قريبا أنقل لكم منها .
و معلوم أن هذه الرسالة ما أذاعها إلا أعداء شيخ الإسلام ، و شهادة العدو على عدوه مردودة في مثل هذا و الله اعلم
المتبصر
13-01-04, 07:12 AM
و اسم مؤلفها هو : محمد بن علي ابن السراج الشافعي و هو كان معاصرا و صاحبا قديما لابن تيمية وقت الصبا بحكم الجوار ، حيث سكن دار القصاعين بجوار بيت ابن تيمية ، لكنه مبتلى بعقلية خرافية ،،،
و قد آلمه ما وصل إليه حال الرفاعية و أذنابهم لما انقض عليهم شيخ الإسلام بقلمه و لسانه ، فدكدك حصونهم التي ما كان يقوى على تدميرها شيء لانتشار البدعة و الخرافة ..
فهذا كان السبب الأكبر لكتابة ما كتب من الكلام البذيء الذي يستبعد جدا جدا أن ينسب لمن هم دون الذهبي مقاما ، فكيف بالذهبي نفسه ؟؟
و قد نادى من نسبها للذهبي على نفسه بسوء الظن بالمسلمين و ضعف الخلق و قلة الحياء ..
آلذهبي يستعمل الكلمات القبيحة المشككة في دين ابن تيمية في حق من شهد بأنه لم ير مثله ؟؟؟
و الحقيقة أنني لم أكتب ما كتبت تجليةً لحقيقة تلك الرسالة ؛ إنما إجابة لسؤال ورد من الأخت و دفعا للحيرة في امرها ، و إلا لو أفضنا لخرج بنا المقام إلى كتابة مؤلف كامل حولها و الله المستعان
و قد آلمه ما وصل إليه حال الرفاعية و أذنابهم لما انقض عليهم شيخ الإسلام بقلمه و لسانه ، فدكدك حصونهم التي ما كان يقوى على تدميرها شيء لانتشار البدعة و الخرافة ..
فهذا كان السبب الأكبر لكتابة ما كتب من الكلام البذيء الذي يستبعد جدا جدا أن ينسب لمن هم دون الذهبي مقاما ، فكيف بالذهبي نفسه ؟؟
و قد نادى من نسبها للذهبي على نفسه بسوء الظن بالمسلمين و ضعف الخلق و قلة الحياء ..
آلذهبي يستعمل الكلمات القبيحة المشككة في دين ابن تيمية في حق من شهد بأنه لم ير مثله ؟؟؟
و الحقيقة أنني لم أكتب ما كتبت تجليةً لحقيقة تلك الرسالة ؛ إنما إجابة لسؤال ورد من الأخت و دفعا للحيرة في امرها ، و إلا لو أفضنا لخرج بنا المقام إلى كتابة مؤلف كامل حولها و الله المستعان
حارث همام
14-01-04, 03:39 AM
أما الرسالة المزعومة فهاك نصها وتعليق يسير عليها:
"الحمد لله على ذلتي، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي، واحفظ علي إيماني، وا حزناه على قلة حزني، ووا أسفاه على السنة وأهلها، وا شوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات، آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتبا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينيك؟ إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس؟ مع علمك بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" بل أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام، ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو جهاد، بل والله عرفوا خيراً كثيراً مما إذا عمل به فقد فاز، وجهلوا شيئا كثيراً مما لا يعنيهم، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
يا رجل! بالله عليك كف عنا، فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام، إياكم والغلوطات في الدين، كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال :"إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان" وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب.
والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية؟ لنرد عليها بعقولنا.
يا رجل! قد بلعت سموم الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات، وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم وتكمن والله في البدن.
وا شوقاه إلى مجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، بل عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما، بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها من أساس الضلال، قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد.
يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال، لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطولياً شهوانياً، لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل؟ أو عامي كذاب بليد الذهن؟ أو غريب واجم قوي المكر؟ أو ناشف صالح عديم الفهم، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل!
يا مسلم! أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار! إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار! إلى كم تعظمها وتصغر العباد! إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد! إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك. بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار، أو بالتأويل والإنكار!
أما آن لك أن ترعوي! أما حان لك أن تتوب وتنيب! أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل!
بلى -والله- ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول: ألبتة سكت.
فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك! وأعداؤك -والله- فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء، كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سراً، فرحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي، فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علام الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين".
=======================================
وهي كما ترى فيها ما لايصح عن شيخ الإسلام الذي كان الذهبي خبيراً به ككثرة الكلام في اليونسية (لعله ذكرهم في ثلاثة مواضع من مجموع مؤلفاته الثي بلغت أكثر من ثلاثة آلاف كراس!) وأما بدعة الخميس والحبوب فهاتين لاتكادان توجدان في كلام شيخ الإسلام، وكذلك بدع الكلام التي يكفر المتكلمون والنظار من لم ينظر فيها طالما بين بطلانها ونبه على ضلالها شيخ الإسلام ابن تيمية فضلاً عن أن يقول بها، وكذلك تضعيف أحاديث الصحيحين أو شيء فيهما فهذا بريء منه شيخ الإسلام، وثناء الإمام الذهبي عليه نفسه قبيل وفاته وبعدها جاء بخلاف هذا في مواطن عدة لعله ينقل شيء منها.
وفي هذا غنية تبين أن الرسالة لايمكن أن تكون موجهة لشيخ الإسلام ابن تيمية بحال.
=======================================
بيان بطلان نسبة هذه الرسالة إلى الذهبي بشيء من التفصيل:
===================================
أولاً: تكلم في نسبتها إلى الذهبي جماعة من أهل العلم والفضل، منهم الشيخ بكر أبو زيد، والشيخ سليم الهلالي في كفاية الحفظة في شرح الموقظة، ولعلي بن عبدالعزيز الشبل تحقيق للمخطوطة طبعتها دار الوطن أثبت بطلان نسبتها للذهبي فيها، وقد أشار إلى بطلان نسبتها مشهور حسن سلمان في كتابه: كتب حذر منها العلماء، وكذلك زكريا بن علي في مقدمة المهذب في اختصار السنن الكبير، وكذلك محمد الشيباني في التوضيح الجلي في الرد على النصيحة الذهبية المنحولة على الإمام الذهبي، ومحمد القونوي، وغيرهم.
ثانياً: الذهبي ترجم لشيخ الإسلام في أكثر من كتاب يثني فيها جميعاً عليه ثناءً عظيما لو جاء من غيره لوصف بالغلو، مثل قوله: "علم الزهاد نادرة العصر.. كان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، والزهاد والأفراد، والشجعان الكبار، والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف" (تذكرة الحفظ 4/1497)، وقال في الصفحة التي بعدها: "فما رأيت مثله"، وهذه العبارة يعرف قيمتها من يعرف شيوخ الذهبي رحمه الله ومن رآهم، ومن قوله فيه: "وأصحابه وأعداؤه خاضعون بعلمه, مقرون بسرعة فهمه, وأنه بحر لاساحل له, وكنز لانظير له, وأنه جوده حاتمي, وشجاعته خالدية, ولكن قد ينقمون عليه أخلاقا وأفعالا منصفهم فيها مأجور, ومقتصدهم فيها معذور, وظالمهم فيه مأزور, وغالبهم مغرور، وإلى الله ترجع الأمور, وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك"، وقد قال هذا الكلام بعد وفاته وقد نص عليه، وهو يعارض النصيحة المزعومة التي يفترض أنها قبل وفاته، وسيجيء شيء من ثناء الإمام الذهبي وإطرائه على شيخ الإسلام فيما يلي بمشيئة الله.
ثالثاً: الذهبي صاحب أسلوب معروف، لايعرف له طعن في أحد فكيف يكتب بهذا الأسلوب الذي ملئ بالحمير! والألفاظ التي طالما نزه الذهبي قلمه عنها مثل البليد والكذاب، فهذا الأسلوب لم يعهد للإمام الذهبي ولو مع أناس أوغلوا في البدعة والإلحاد أو الفسوق والعصيان، خاصة وأن الناظر في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية في كتب الذهبي مثل تاريخ الإسلام وطبقات الحفاظ وهو من آخر ما صنف يلمس التعظيم للشيخ واضحاً حتى إذا جاء ذكره في معرض ترجمة أو كلام كما فعل في ترجمة أبي إسماعيل الأنصاري، وأيضاً لما ذكر مسألة الطلاق في ترجمة ابن جرير، بل قل أن يذكره إلاّ وقال "شيخنا"، بل ربما سأله بعض طلابه فيذكر لهم فتوى شيخه ابن تيمية أو قوله، ومن ذلك ما سأله عنه ابن كثير عن الربيبة (انظر التفسير 1/472).
رابعاً: على فرض أن الرسالة صحيحة، فإن آخر الآراء من الذهبي هو الثناء المطلق على شيخ الإسلام ابن تيمية، وانظر إلى ترجمته في كتاب طبقات الحفاظ وهو من آخر ما ألف، ولكن المبتدعة من أهل الجهل يتعلقون بحروف عجيبة، لأن من خالف ابن تيمية من أهل العلم والفضل لم يستطع أن يكتم فضله وأن يذيع الثناء على عقله وعلمه، كما أن الأوصاف التي وردت فيها من نحو وصفه لشيخ الإسلام بالازدراء لغيره, والإعجاب بنفسه, قد صرح الذهبي بضدها في تراجمه, ومدحه لها مما لا يليق بشيخ الإسلام ولم يعرف عنه بشهادة الذهبي في غير موضع.
وكذلك الشأن في مؤلفاته كلها التي جاء ذكر ابن تيمية فيها، فإذا فرض أن الرسالة صحيحة فلايمكن أن تكون موجهة لمن عاش عمره يمدحه ويثني عليه.
خامساً: سند هذه الرسالة يعود إلى ابن قاضي شهبة، وهو من أعداء شيخ الإسلام، فكيف يجعل الخصم حكماً؟
يتبع بإذن الله==>
"الحمد لله على ذلتي، يا رب ارحمني وأقلني عثرتي، واحفظ علي إيماني، وا حزناه على قلة حزني، ووا أسفاه على السنة وأهلها، وا شوقاه إلى إخوان مؤمنين يعاونونني على البكاء، واحزناه على فقد أناس كانوا مصابيح العلم وأهل التقوى وكنوز الخيرات، آه على وجود درهم حلال وأخ مؤنس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وتبا لمن شغله عيوب الناس عن عيبه، إلى كم ترى القذاة في عين أخيك وتنسى الجذع في عينيك؟ إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك وتذم العلماء وتتبع عورات الناس؟ مع علمك بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تذكروا موتاكم إلا بخير فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" بل أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك: إنما الوقيعة في هؤلاء الذين ما شموا رائحة الإسلام، ولا عرفوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو جهاد، بل والله عرفوا خيراً كثيراً مما إذا عمل به فقد فاز، وجهلوا شيئا كثيراً مما لا يعنيهم، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
يا رجل! بالله عليك كف عنا، فإنك محجاج عليم اللسان لا تقر ولا تنام، إياكم والغلوطات في الدين، كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ونهى عن كثرة السؤال وقال :"إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان" وكثرة الكلام بغير زلل تقسي القلب إذا كان في الحلال والحرام، فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلاسفة وتلك الكفريات التي تعمي القلوب.
والله قد صرنا ضحكة في الوجود، فإلى كم تنبش دقائق الكفريات الفلسفية؟ لنرد عليها بعقولنا.
يا رجل! قد بلعت سموم الفلاسفة وتصنيفاتهم مرات، وكثرة استعمال السموم يدمن عليه الجسم وتكمن والله في البدن.
وا شوقاه إلى مجلس يذكر فيه الأبرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة، بل عند ذكر الصالحين يذكرون بالازدراء واللعنة، كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين فواخيتهما، بالله خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب، وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها من أساس الضلال، قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد، ومن لم يعرفها فهو كافر أو حمار، ومن لم يكفر فهو أكفر من فرعون، وتعد النصارى مثلنا، والله في القلوب شكوك، إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد.
يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والانحلال، لا سيما إذا كان قليل العلم والدين باطولياً شهوانياً، لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه، فهل معظم أتباعك إلا قعيد مربوط خفيف العقل؟ أو عامي كذاب بليد الذهن؟ أو غريب واجم قوي المكر؟ أو ناشف صالح عديم الفهم، فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل!
يا مسلم! أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار! إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار! إلى كم تعظمها وتصغر العباد! إلى متى تخاللها وتمقت الزهاد! إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - والله - بها أحاديث الصحيحين يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك. بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار، أو بالتأويل والإنكار!
أما آن لك أن ترعوي! أما حان لك أن تتوب وتنيب! أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل!
بلى -والله- ما أذكر أنك تذكر الموت بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أظنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول: ألبتة سكت.
فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك! وأعداؤك -والله- فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء، كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سراً، فرحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي، فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علام الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين".
=======================================
وهي كما ترى فيها ما لايصح عن شيخ الإسلام الذي كان الذهبي خبيراً به ككثرة الكلام في اليونسية (لعله ذكرهم في ثلاثة مواضع من مجموع مؤلفاته الثي بلغت أكثر من ثلاثة آلاف كراس!) وأما بدعة الخميس والحبوب فهاتين لاتكادان توجدان في كلام شيخ الإسلام، وكذلك بدع الكلام التي يكفر المتكلمون والنظار من لم ينظر فيها طالما بين بطلانها ونبه على ضلالها شيخ الإسلام ابن تيمية فضلاً عن أن يقول بها، وكذلك تضعيف أحاديث الصحيحين أو شيء فيهما فهذا بريء منه شيخ الإسلام، وثناء الإمام الذهبي عليه نفسه قبيل وفاته وبعدها جاء بخلاف هذا في مواطن عدة لعله ينقل شيء منها.
وفي هذا غنية تبين أن الرسالة لايمكن أن تكون موجهة لشيخ الإسلام ابن تيمية بحال.
=======================================
بيان بطلان نسبة هذه الرسالة إلى الذهبي بشيء من التفصيل:
===================================
أولاً: تكلم في نسبتها إلى الذهبي جماعة من أهل العلم والفضل، منهم الشيخ بكر أبو زيد، والشيخ سليم الهلالي في كفاية الحفظة في شرح الموقظة، ولعلي بن عبدالعزيز الشبل تحقيق للمخطوطة طبعتها دار الوطن أثبت بطلان نسبتها للذهبي فيها، وقد أشار إلى بطلان نسبتها مشهور حسن سلمان في كتابه: كتب حذر منها العلماء، وكذلك زكريا بن علي في مقدمة المهذب في اختصار السنن الكبير، وكذلك محمد الشيباني في التوضيح الجلي في الرد على النصيحة الذهبية المنحولة على الإمام الذهبي، ومحمد القونوي، وغيرهم.
ثانياً: الذهبي ترجم لشيخ الإسلام في أكثر من كتاب يثني فيها جميعاً عليه ثناءً عظيما لو جاء من غيره لوصف بالغلو، مثل قوله: "علم الزهاد نادرة العصر.. كان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، والزهاد والأفراد، والشجعان الكبار، والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف" (تذكرة الحفظ 4/1497)، وقال في الصفحة التي بعدها: "فما رأيت مثله"، وهذه العبارة يعرف قيمتها من يعرف شيوخ الذهبي رحمه الله ومن رآهم، ومن قوله فيه: "وأصحابه وأعداؤه خاضعون بعلمه, مقرون بسرعة فهمه, وأنه بحر لاساحل له, وكنز لانظير له, وأنه جوده حاتمي, وشجاعته خالدية, ولكن قد ينقمون عليه أخلاقا وأفعالا منصفهم فيها مأجور, ومقتصدهم فيها معذور, وظالمهم فيه مأزور, وغالبهم مغرور، وإلى الله ترجع الأمور, وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك"، وقد قال هذا الكلام بعد وفاته وقد نص عليه، وهو يعارض النصيحة المزعومة التي يفترض أنها قبل وفاته، وسيجيء شيء من ثناء الإمام الذهبي وإطرائه على شيخ الإسلام فيما يلي بمشيئة الله.
ثالثاً: الذهبي صاحب أسلوب معروف، لايعرف له طعن في أحد فكيف يكتب بهذا الأسلوب الذي ملئ بالحمير! والألفاظ التي طالما نزه الذهبي قلمه عنها مثل البليد والكذاب، فهذا الأسلوب لم يعهد للإمام الذهبي ولو مع أناس أوغلوا في البدعة والإلحاد أو الفسوق والعصيان، خاصة وأن الناظر في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية في كتب الذهبي مثل تاريخ الإسلام وطبقات الحفاظ وهو من آخر ما صنف يلمس التعظيم للشيخ واضحاً حتى إذا جاء ذكره في معرض ترجمة أو كلام كما فعل في ترجمة أبي إسماعيل الأنصاري، وأيضاً لما ذكر مسألة الطلاق في ترجمة ابن جرير، بل قل أن يذكره إلاّ وقال "شيخنا"، بل ربما سأله بعض طلابه فيذكر لهم فتوى شيخه ابن تيمية أو قوله، ومن ذلك ما سأله عنه ابن كثير عن الربيبة (انظر التفسير 1/472).
رابعاً: على فرض أن الرسالة صحيحة، فإن آخر الآراء من الذهبي هو الثناء المطلق على شيخ الإسلام ابن تيمية، وانظر إلى ترجمته في كتاب طبقات الحفاظ وهو من آخر ما ألف، ولكن المبتدعة من أهل الجهل يتعلقون بحروف عجيبة، لأن من خالف ابن تيمية من أهل العلم والفضل لم يستطع أن يكتم فضله وأن يذيع الثناء على عقله وعلمه، كما أن الأوصاف التي وردت فيها من نحو وصفه لشيخ الإسلام بالازدراء لغيره, والإعجاب بنفسه, قد صرح الذهبي بضدها في تراجمه, ومدحه لها مما لا يليق بشيخ الإسلام ولم يعرف عنه بشهادة الذهبي في غير موضع.
وكذلك الشأن في مؤلفاته كلها التي جاء ذكر ابن تيمية فيها، فإذا فرض أن الرسالة صحيحة فلايمكن أن تكون موجهة لمن عاش عمره يمدحه ويثني عليه.
خامساً: سند هذه الرسالة يعود إلى ابن قاضي شهبة، وهو من أعداء شيخ الإسلام، فكيف يجعل الخصم حكماً؟
يتبع بإذن الله==>
حارث همام
14-01-04, 03:42 AM
== تكملة
سادساً: لو صحت النسبة إلى الذهبي فالرسالة ليس عليها اسم ولا نعرف لمن كتبها الذهبي، غير أننا نجزم أنها إن كانت له –وهو بعيد- فيستحيل أن تكون من طالب لأستاذه، وخاصة إذا كان الطالب هو الإمام الذهبي صاحب الأدب والخلق المعروف.
سابعاً: تلاميذ شيخ الإسلام كثر، وقد ردوا على مجرد قصائد نالت من الشيخ، فلو كانت هذه الرسالة له لنالت حظها من الدحر والتفنيد. بل أبعد من ذلك لم يذكر أحد من المؤرخين المعاصرين للذهبي شيء عنها!
ثامناً: ثم كيف وقعت هذه النصيحة في يد أعداء الشيخ ولم يعرفها طلابه، من الذي أعطاها لهم، فهي بخط ابن قاضي شهبة وقد كان شديد العداء لشيخ الإسلام، كما أنه لو كان المعروف فبينه وبينه ما يزيد على المائة عام! ثم بعده وجدت بخط السخاوي، وهو متأخر جداً.
تاسعاً: بعض المحققين أثبت نسبتها لمحمد بن علي بن السراج. ولست أدري لكن ما زلت أرى القول بتوجيهها لشيخ الإسلام بعيداً فمتنها لايناسب أن توجه له إلاّ من جاهل بأقواله.
عاشراً: لم يذكرها أحد المعتمدين الذين ترجموا للذهبي ممن يعتمد على كلامهم، في كتبه أو رسائله فأين وجدها هؤلاء المتأخرون؟
رأي الذهبي في شيخ الإسلام (بعد وفاته) :
========================
قال ابن عبدالهادي في كتابه الماتع: العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية:
سادساً: لو صحت النسبة إلى الذهبي فالرسالة ليس عليها اسم ولا نعرف لمن كتبها الذهبي، غير أننا نجزم أنها إن كانت له –وهو بعيد- فيستحيل أن تكون من طالب لأستاذه، وخاصة إذا كان الطالب هو الإمام الذهبي صاحب الأدب والخلق المعروف.
سابعاً: تلاميذ شيخ الإسلام كثر، وقد ردوا على مجرد قصائد نالت من الشيخ، فلو كانت هذه الرسالة له لنالت حظها من الدحر والتفنيد. بل أبعد من ذلك لم يذكر أحد من المؤرخين المعاصرين للذهبي شيء عنها!
ثامناً: ثم كيف وقعت هذه النصيحة في يد أعداء الشيخ ولم يعرفها طلابه، من الذي أعطاها لهم، فهي بخط ابن قاضي شهبة وقد كان شديد العداء لشيخ الإسلام، كما أنه لو كان المعروف فبينه وبينه ما يزيد على المائة عام! ثم بعده وجدت بخط السخاوي، وهو متأخر جداً.
تاسعاً: بعض المحققين أثبت نسبتها لمحمد بن علي بن السراج. ولست أدري لكن ما زلت أرى القول بتوجيهها لشيخ الإسلام بعيداً فمتنها لايناسب أن توجه له إلاّ من جاهل بأقواله.
عاشراً: لم يذكرها أحد المعتمدين الذين ترجموا للذهبي ممن يعتمد على كلامهم، في كتبه أو رسائله فأين وجدها هؤلاء المتأخرون؟
رأي الذهبي في شيخ الإسلام (بعد وفاته) :
========================
قال ابن عبدالهادي في كتابه الماتع: العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وقرأت على آخر هذا الكتاب" يعني رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
" بخط الذهبي" والذهبي في طبقة شيوخ الناقل، والناقل في عداد تلامذته العارفين به.
"يقول فيها سمع جميع هذا الكتاب على مؤلفه شيخنا الإمام العالم العلامة الأوحد شيخ الإسلام مفتي الفرق قدوة الأمة أعجوبة الزمان بحر العلوم حبر القرآن تقي الدين سيد العباد أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني رضي الله عنه"
فانظر إلى ترضي الذهبي على شيخه تعرف مكانه عنده.
وحسبك بهذه النقول:
قال في العقود الدرية: "وقال الشيخ علم الدين رأيت في إجازة لابن الشهرزوري الموصلي خط الشيخ تقي الدين بن تيمية وقد كتب تحته الشيخ شمس الدين الذهبي هذا خط شيخنا الإمام شيخ الإسلام فرد الزمان بحر العلوم تقي الدين مولده عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة وقرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهو دون البلوغ وبرع في العلم والتفسير وأفتى ودرس وله نحو العشرين سنة وصنف التصانيف وصار من كبار العلماء في حياة شيوخه وله من المصنفات الكبار التي سارت بها الركبان ولعل تصانيفه في هذا الوقت تكون أربعة آلاف كراس وأكثر وفسر كتاب الله تعالى مدة سنتين من صدره أيام الجمع وكان يتوقد ذكاء وسماعاته من الحديث كثيرة وشيوخه أكثر من مائتي شيخ ومعرفته بالتفسير إليها المنتهى وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه فما يلحق فيه وأما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير وأما معرفته بالملل والنحل والأصول والكلام فلا أعلم له فيه نظيرا ويدري جملة صالحة من اللغة وعربيته قوية جدا ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب وأما شجاعته وجهاده وإقدامه فأمر يتجاوز الوصف ويفوق النعت وهو أحد الأجواد الأسخياء الذين يضرب بهم المثل وفيه زهد وقناعة باليسير في المأكل والملبس وقال الذهبي في موضع آخر وقد ذكر الشيخ رحمه الله كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأسا في معرفة الكتاب والسنة والاختلاف بحرا في النقليات هو في زمانه فريد عصره علما وزهدا وشجاعة وسخاء وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وكثرة تصانيف وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها سوى علم القراءات فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم وإليه مرجعهم وإن لاح ابن سينا يقدم الفلاسفة فلهم وتيسهم وهتك أستارهم وكشف عوارهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن توضع في مجلدين وهو بشر من البشر له ذنوب فالله تعالى يغفر له ويسكنه أعلى جنته فإنه كان رباني الأمة وفريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين وكان رأسا في العلم يبالغ في أمر قيامه في الحق والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد ولا لحظتها من فقيه".
وأقتصر على هذا خشية الإملال وإلاّ فكلام الذهبي في شيخه أكثر من ذلك.
قصيدة الذهبي في رثاء شيخه:
=================
ثم بعد موته كان الذهبي من أول من رثوه بقصيدة مشهورة نقلها العلامة ابن عبدالهادي في العقود الدرية يقول فيها:
يامـوت خذ من أردت أو فدع = مـحوت رسم العلوم والورع
أخذت شيخ الإسلام وانفصمت= عرى التقى واشتفى أولو البدع
غـيبت بحراً مفسـراً جـبلاً = حـبراً تقـياً مجانب الشبع
فـإن يحدث فمسـلم ثقـة = وإن يـناظر فصاحب اللمع
وإن يـخض نحو سييوبه يفه = بكـل مـعنى في الفن مخترع
وصار عالي الإسـناد حافظة = كشعـبة أو سعيـد الضبعي
والفقـه فيـه فكان مجتهداً = وذا جـهاد عـار من الجزع
وجـوده الحاتـمي مشـتهر = وزهـده القـادري في الطبع
أسكـنه الله في الجنـان ولا= زال عليـنا في أجمـل الخلع
وفي الختام هذه وقفات سريعة عابرة مع النصيحة المزعومة، وأسأل الله أن ييسر بسط كلام أهل العلم فيها، على أنه فيما سبق بيان لمريد الحق، أما من أبى إلاّ التعنت والتقليد، والحطيطة ممن رفع شأنهم الأعلام، فلن تملك له شيئاً، والله المستعان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق