"وكم ذا بمصر من المضحكات "
"وكم ذا بمصر من المضحكات ***ولكنه ضحك كالبكا " هذا بيت من الشعر قاله أبو الطيب المتنبي بعد أن وفد إلي مصر، ثم تركها ضجرا منها وضيقا بها منذ أكثر من ألف عام. وأصبحت هذه المقولة كأنها قانون كوني طبيعي ينطبق علي أحوال مصر الاجتماعية والسياسية ، ولا يكاد يسقط حتى لحظاتنا هذه . في مصر أمراض أخلاقية متوطنة منها الأنانية والتحاسد ، والنفاق الذي يسوقونه علي أنه "ذكاء اجتماعي". وهذا ما حدا بالكاتب الراحل يوسف السباعي أن يكتب رواية "أرض النفاق" يروي كيف أن النفاق أصاب كل شيء في مصر حتى الجمادات . وسوف تلاحظ هذه الأخلاق الممقوتة في المصريين دون غيرهم عندما تسافر إلي الخارج للعمل فتجد أن الترابط والتعاون الوثيق شائع بين أفراد الجنسيات المختلفة سواءً كانت عربية أم باكستانية أم هندية أم بنجالية أو .... إلا المصريين . فتجد أن المصريين يتربص بعضهم ببعض ، ويشي بعضهم ببعض عند صاحب العمل ويضايق بعضهم بعضا طلبا لإرضاء صاحب العمل علي حساب إخوانهم ، أو لإفشال الوافد الجديد وإرجاعه لمصر خائبا منكسرا . وهذا أمر يثير الدهشة والتقزز. وللإنصاف فإني استثني بعض المصريين بالخارج من هذه الأخلاق المعيبة . فبعضهم من أولي الشهامة والمروءة والإخلاص . لكن الأغلبية تطغي علي هذه الأقلية .
قامت ثورة25 يناير علي أيدي شباب صغير ، وكهول وشيوخ أوصلهم الظلم إلي طريق مسدود . كانت مطالبهم واضحة ومحددة وهي العيش الكريم ، والعدالة في كل مجال ، والقضاء علي الفساد ، والعلاج المجاني ، وإصلاح المؤسسات .لكن هذه المطالب سرعان ما تبخرت علي أيدي قراصنة الثورة بمختلف فئاتهم ومواقعهم الذين استجابوا لرغبة القوي الخارجية وانحرفوا بالثورة إلى دوامات الفتن والمشاكل الدستورية والسياسية ،وأنشأوا حالة من عدم الاستقرار المزمن الذي أصاب المواطن البسيط بالحيرة والتشنج .
ومن المضحكات الباكيات أن يحاكم رؤوس النظام فقط علي جريمة واحدة ارتكبوها في حق الوطن وهي قتل المتظاهرين . أما الأدهي والأشنع فهو أن يحصلوا علي البراءة من القتل ، ليخرجوا بعد ذلك ألسنتهم للشعب المظلوم في مهزلة من مهازل التاريخ المصري التي لن تنسي ، بعد أن شاهد العالم كله إطلاق الرصاص علي الثوار ودهسهم بسيارات الشرطة وبالخيول والجمال والسيارات الدبلوماسية . هل هذا هو العدل ؟ وبأي منطق وفي أي قانون يحدث هذا؟ وإذا كان أركان النظام وأعوانهم أبرياء من دماء الثوار فمن قتلهم يا تري ؟ هل نزلت ملائكة من السماء قتلتهم دفاعا عن مبارك وأعوانه ؟ اللهم ارحمنا وثبت عقولنا وديننا .
د/ ربيع علي محمد
قامت ثورة25 يناير علي أيدي شباب صغير ، وكهول وشيوخ أوصلهم الظلم إلي طريق مسدود . كانت مطالبهم واضحة ومحددة وهي العيش الكريم ، والعدالة في كل مجال ، والقضاء علي الفساد ، والعلاج المجاني ، وإصلاح المؤسسات .لكن هذه المطالب سرعان ما تبخرت علي أيدي قراصنة الثورة بمختلف فئاتهم ومواقعهم الذين استجابوا لرغبة القوي الخارجية وانحرفوا بالثورة إلى دوامات الفتن والمشاكل الدستورية والسياسية ،وأنشأوا حالة من عدم الاستقرار المزمن الذي أصاب المواطن البسيط بالحيرة والتشنج .
ومن المضحكات الباكيات أن يحاكم رؤوس النظام فقط علي جريمة واحدة ارتكبوها في حق الوطن وهي قتل المتظاهرين . أما الأدهي والأشنع فهو أن يحصلوا علي البراءة من القتل ، ليخرجوا بعد ذلك ألسنتهم للشعب المظلوم في مهزلة من مهازل التاريخ المصري التي لن تنسي ، بعد أن شاهد العالم كله إطلاق الرصاص علي الثوار ودهسهم بسيارات الشرطة وبالخيول والجمال والسيارات الدبلوماسية . هل هذا هو العدل ؟ وبأي منطق وفي أي قانون يحدث هذا؟ وإذا كان أركان النظام وأعوانهم أبرياء من دماء الثوار فمن قتلهم يا تري ؟ هل نزلت ملائكة من السماء قتلتهم دفاعا عن مبارك وأعوانه ؟ اللهم ارحمنا وثبت عقولنا وديننا .
د/ ربيع علي محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق