صحيفة إماراتية تهاجم أمير الكويت لتعيينه وزيرًا جديدًا ضد انقلاب السيسي
2015-05-25
الوزير الكويتي الجديد يوسف العلي
شؤون خليجية - يسري المصري
لا يزال قرار أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي صدر السبت الماضي، بتعيين الدكتور "يوسف العلي" وزيرًا للتجارة والصناعة، خلفًا للدكتور عبد المحسن المدعج، يثير استغرابًا كبيرًا في أوساط الكويتيين والمصريين والخليجيين؛ خاصة أن الوزير الجديد معروف بأنه من أشد المعارضين للانقلاب العسكري في مصر، وسبق أن هاجمه بشدة على مدار الأشهر التي تلته في يوليو 2013، على الرغم من موقف أمير الكويت الداعم للانقلاب ماديًا وسياسيًا.
وعلى المستوى المحلي في مصر، فتح قرار تعيين "يوسف العلي" وزيرًا للتجارة والصناعة بالكويت، بابًا من التساؤلات، حول ما إذا كان يعني تحولًا في سياسة الكويت تجاه مصر، ومن ثم تأثر حجم المساعدات المقدمة لـ"السيسي" والانقلاب العسكري، أم أن ذلك يعد تهويلًا للأمر، وأن الوزير الجديد سيلتزم بسياسة بلاده الداعمة للنظام المصري منذ مدة ليست بالقليلة، وأن اختياره جاء لكفاءته بعيدًا عن ميوله وآرائه السياسية المناهضة للانقلاب العسكري في مصر.
صحيفة إماراتية: الوزير الجديد إخواني
وفي تبعات القرار، هاجمت جريدة "خلف الكواليس" الإماراتية، تعيين الوزير العلي في الحكومة الكويتية، معتبرة ذلك خطًأ من أمير دولة الكويت.
وتداولت الصحيفة - التي يديرها "ليبراليون إماراتيون" - خبرًا تحت عنوان "وزير تجارة الكويت الجديد إخواني ضد حكم السيسي"، ووصفت الصحيفة "الوزير الجديد" بأنه عنصري دافع عن تجمع "رابعة"، وقال عن أفراد الشرطة والجيش في مصر إنهم "نصارى"، بحسب زعم الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة، أن تعيين وزير كويتي متمسك بالشرعية الدستورية، خطأ ارتكبه حضرة صاحب السمو الأمير، فجردته من لقبه الدستوري في خبرها".
الدويلة: انقلابيو الخليج يمارسون الوقاحة
وعلى المستوى الكويتي والخليجي، اعتبر المحامي ناصر الدويلة، النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي، أن هجوم جريدة "خلف الكواليس" التي تديرها شبكة ليبرالية من الإمارات العربية المتحدة، للوزير الكويتي الجديد، وتطاولها عليه لمعارضته النظام الانقلابي المصري، تدخلًا في شؤون الكويت، وفي طريقة اختيار المسئولين بها، وإهانة لأميرها.
وأضاف "الدويلة" -عبر سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"-: "جريدة (خلف الكواليس) التي تديرها شبكة ليبرالية من الإمارات والكويت تستهجن تعيين وزير كويتي يعارض الانقلابات وتقل آدابها مع مقام حضرة صاحب السمو".
وتابع: "اعتبرت جريدة (خلف الكواليس)، أن تعيين وزير كويتي متمسك بالشرعية الدستورية خطأ ارتكبه حضرة صاحب السمو الأمير فجردته من لقبه الدستوري في خبرها".
وواصل تغريداته: "(خلف الكواليس) جريدة متعددة الولاءات، وهي جزء من إعلام الانقلاب الأسود، فكما هاجم إعلام مصر خادم الحرمين، فها هي (خلف الكواليس) تلمز مقام سمو الأمير".
واستطرد: "لم أتصور أن تصل وقاحة الانقلابيين في الخليج لمهاجمة خادم الحرمين وحضرة صاحب السمو الأمير حفظه الله، لكنه الحقد والكراهية لدين الله العظيم".
الوزير الجديد في سطور
وشغل الوزير يوسف العلي، سابقًا، منصب مفوض هيئة أسواق المال، في الفترة من سبتمبر 2010 حتى فبراير 2012، ومديرًا للإدارة القانونية في غرفة تجارة وصناعة الكويت، من نوفمبر 1997 حتى فبراير 2007، كما شغل عضوية مجلس التظلمات الاستئنافي في سوق الكويت للأوراق المالية، من أكتوبر 2005 حتى سبتمبر 2010.
وكان "العلي" قد علق على أحداث الانقلاب العسكري وما تبعها من مجازر دموية في "رابعة العدوية" و"النهضة".
وقال "العلي" -في تغريدات له عبر "تويتر"، بتاريخ 16 أغسطس 2013، بعد يومين من مجزرة "رابعة"-: "علقت تغريدات كثيرة على أن أفراد الجيش والشرطة الذين شاركوا في فض الاعتصامات في أغلبهم من النصارى، وإن كنت فيما أظنه صحيحًا، إلا أن الأهم عندي هو كيف تجرد هؤلاء من كل معاني الإنسانية ليقتلوا إخوانهم بدمٍ بارد، ويصطادونهم اصطياد الفرائس"، مضيفا "فأيما كان دين هذا، فإنّا نتبرأ منه مسلمًا كان أم مسيحيًا أو غير ذلك؛ فهؤلاء لا يصح أن يعدوا من البشر، وواجب على أي حاكم يحكم مصر بعد هذه الفتنة، أن يحقق؛ حتى يطهر مصر من هذه الوحوش"، بحسب تعبيره.
وفي تغريدات أخرى، قال "العلي": "أما حول الانقلاب العسكري في مصر وما تلاه من مجازر، فمن الحق القول إن كثيرًا ممن يشار إليهم في التحليل السياسي، ومن زمر المثقفين الذين يتحدثون في كل فن وفي كل حدث، أعتقد أنهم شغلتهم التفاصيل عن الصورة الكاملة، فليس يخفى على من قرأ أو من يقرأ في تاريخ مصر وتاريخ الوطن العربي، أن يفهم ما جرى ويجري في مصر، ولكن شدة الاستقطاب السياسي والتعصب للرأي أصاب هؤلاء أو بعضهم بالحول أحيانًا وبضيق الأفق أحيانًا أخرى"، حسب قوله.
كما عبر "العلي" عن كرهه وبغضه لأي حكم عسكري، قائلا: "شخصيًا ومنذ أن قرأت تاريخنا المعاصر، أكنّ بغضًا لحكم العسكر، وأعتقد أنهم لا يفلحون في إدارة أي مرفق مدني".
كما حمَّل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر "وزر كل من أفسد في بلاد العرب من العسكر بانقلابات عسكرية على شاكلته"، مضيفا أنه "شجع القذافي وهو الذي أطلق على جحش سوريا لقب الأسد، وعلى منواله حكم صدام، وبالمنافسة معه قاد أبو مدين الجزائر".
وأضاف "أنظر إلى حال أمتنا بعد أن كانت كيف أصبحت، ثم يأتي بعد أن كشف المستور ونشرت التقارير، من يدعي أن ما حصل في مصر لم يكن انقلابًا عسكريًا، يأتي من يدعي الثقافة والعلم ليفوض العسكر بقتل من يختلف معهم في الرأي، ويضع يده في يدهم، ويبارك لهم ما سفكوا من دماء طاهرة".
وتساءل الوزير الجديد -في تغريدات سابقة-: "ألا ترون رموز عهد العسكر قد رجعوا إلى واجهة الأحداث وقيادتها؟ هل يحتاج العقل لجهد كبير ليرى الأمور على حقيقتها، لا كما يزيفها الإعلام المرتزق؟ هل تظنون بعد كل ما قرأنا وسمعنا أن العقل العربي لا يزال حاضرًا؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق