جورج حسواني: لعبة الأسد وسفيره لدى داعش
تم إدراج أحد "رجال الأعمال" السوريين "جورج حسواني"، الذي وصف بأنه “وسيط” صفقات النفط بين تنظيم داعش ونظام بشار الأسد، على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي يوم أول من أمس السبت. ويأتي ادراج اسم الحسواني، ليظهر عمق الروابط المالية بين النظام وداعش، وتبرز من جديد طبيعة المصالح المتبادلة بين الطرفين، وحقيقة أن النظام هوأحد أهم موارد تمويل تنظيم داعش.
وقال وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند" أن جورج حسواني هو "الوسيط في عمليات شراء النفط من داعش نيابة عن النظام" وأضاف هاموند "إن ذلك يعطي مؤشرا آخر على أن "حرب" الأسد على داعش هي مجرد خدعة وأنه يدعمها ماليا".
ساعي بريد
وكان اسم "جورج حسواني" برز للعلن مع انتهاء قضية "راهبات معلولا" واتمام صفقة التبادل مع النظام، حيث قامت قناة "الاخبارية السورية" في خطوة نادرة باجراء لقاء معه، وتحدث فيه عن دوره كوسيط للتفاوض بين النظام وجبهة النصرة، قبل فشل مساعيه وتولي دولة قطر مهمة الوساطة.
تقول صحيفة السفير المقربة من النظام عن دور حسواني في قضية الراهبات أنه لعب دورا بارزا في المفاوضات " لم يكن وسيطا بالمعنى الدقيق للكلمة، فحسواني القريب من "الحكومة السورية"، كان يقوم بنقل العروض المتبادلة احيانا والاجوبة عليها، بالتنسيق مع اللواء ابراهيم*" واستقرت الراهبات في بيت حسواني بيبرود، كما يقول في لقائه مع "الإخبارية".
ويبدو أن انتقال الراهبات إلى بيت حسواني كان لضمان أمنهم، وهو يقر بذلك في لقائه باسلوب غير مباشر، حيث أن النظام سيعجز عن استهدافهم بعد أن أصبح مكان تواجدهم معلوماً له وللبطركية.
طابور خامس
علاقة حسواني مع النظام ومع أبناء مدينة يبرود كان يكتنفها الغموض منذ انطلاق الثورة، وقد لعب حسواني دور الوسيط بين المدينة والنظام، ويذكر له أنه توسط عدة مرات للافراج عن عدد من أبناء المدينة، ولكن من جهة أخرى ثمة اتهامات جدية بأنه ساهم بخلق "طابور خامس" في يبرود كان له دور في تمكن النظام وميلشيا حزب الله من اعادة الاستيلاء على يبرود في آذار 2014 كما قالت أكثر من جهة ثورية في يبرود.
شغل حسواني منصب معاون مدير عام مصفاة البترول في بانياس ، قبل أن يسافر إلى موسكو حيث استطاع هناك التأسيس لشركة "هيسكو HESCO" الهندسية التي تخصصت في منشآت النفط والغاز وتمكن من نسج علاقات مهمة مع الروس ليتحول لوسيط تجاري هام بين روسيا والنظام السوري وأدى هذا لتبوئه مكاناً مهماً لدى النظام السوري، وفي هذا الاطار ينقل موقع "سيريان ديز Syrian days" عن "سيرغي غيراشينكو" مدير عام ستروي ترانس غاز الروسية عن أمله وتفاؤله بإقلاع قريب لمشروع ري غرب جبلة الذي ستنفذه الشركة بالتعاون مع شريكها في سورية شركة "هسكو" ونوه مدير عام ستروي ترانس غاز بالعلاقة المتميزة مع شركائهم في سورية شركة هيسكو ممثلة بالدكتور جورج حسواني و الدكتور يوسف عربش.
حسواني الداعشي !
وبالعودة لدوره في صفقات النفط والغاز بين النظام وداعش، تقول صحيفة "بيزنس انسايدر Business Insider" بأن الروابط بين الطرفين أصبحت أكثر وضوحا؛ مما كان يعتقد في السابق. فالنظام لا يمثل مجرد عميل يشتري النفط من داعش، بل إنه يدير بعض منشآت النفط والغاز بالاشتراك مع داعش.
كان تنظيم داعش قد استولوا على حقول للنفط في شرق سوريا في عام 2013. ومنذ ذلك الحين، يعتقد أن النظام قد مول الجهاديين من خلال شراء النفط من داعش. حيث تدير شركة حسواني محطة للنفط في مدينة الطبقة، التي استولت عليها داعش في شهر آب 2014. ويعتقد مسؤولون أن تشغيل تلك المحطة يتم بشكل مشترك من قبل داعش وأفراد من النظام. كما لا تزال منشأة الغاز تلك تقوم بتزويد المناطق السورية التي يسيطر عليها الأسد بالغاز.
كما يعتقد أن حقول النفط والغاز الأخرى التي استولت عليها داعش يتم تشغيلها من قبل موظفين لا يزالون مدرجين على جدول الرواتب في وزارة النفط التابعة للنظام. ثم يباع النفط للأسد، الذي يقوم بتوزيعه في المناطق التي يسيطر عليها بأسعار منخفضة نسبيا؛ مما يساعده في كسب ولاء السكان. وفي بعض الأحيان، قد يدفع النظام ثمن النفط عبر تزويد المدن التي استولت عليها داعش بالكهرباء.
مع انطلاقة الثورة في سوريا ظهرت عدة شخصيات مارست لعبة الخداع بدعم من النظام حيث حاولت الظهور كوسيط بين السوريين والنظام، ولكن هذه الشخصيات سرعان ما تكشفت حقيقتها وتبعيتها، ويعتبر حسواني أطولها عمراً وأشدها نفوذاً بسبب علاقاته مع روسيا.
وما كشفه الاتحاد الاوروربي مؤخراً، عن حقيقة تمويل النظام لداعش عبر حسواني، يعتبر الاقرار الرسمي الأكثر وضوحاً للكثير من التقارير الصحفية التي تحدثت عن صفقات النفط والغاز بين النظام وداعش، ويبقى السؤال عن موقف مؤيدي النظام حين يعلمون أن الخناجر التي قطعت رؤوس أبنائهم في الاصدار الأشهر لداعش، انما دفع ثمنها النظام وسمسر لها جورج حسواني؟
9/3/2015
تم إدراج أحد "رجال الأعمال" السوريين "جورج حسواني"، الذي وصف بأنه “وسيط” صفقات النفط بين تنظيم داعش ونظام بشار الأسد، على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي يوم أول من أمس السبت. ويأتي ادراج اسم الحسواني، ليظهر عمق الروابط المالية بين النظام وداعش، وتبرز من جديد طبيعة المصالح المتبادلة بين الطرفين، وحقيقة أن النظام هوأحد أهم موارد تمويل تنظيم داعش.
وقال وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند" أن جورج حسواني هو "الوسيط في عمليات شراء النفط من داعش نيابة عن النظام" وأضاف هاموند "إن ذلك يعطي مؤشرا آخر على أن "حرب" الأسد على داعش هي مجرد خدعة وأنه يدعمها ماليا".
ساعي بريد
وكان اسم "جورج حسواني" برز للعلن مع انتهاء قضية "راهبات معلولا" واتمام صفقة التبادل مع النظام، حيث قامت قناة "الاخبارية السورية" في خطوة نادرة باجراء لقاء معه، وتحدث فيه عن دوره كوسيط للتفاوض بين النظام وجبهة النصرة، قبل فشل مساعيه وتولي دولة قطر مهمة الوساطة.
تقول صحيفة السفير المقربة من النظام عن دور حسواني في قضية الراهبات أنه لعب دورا بارزا في المفاوضات " لم يكن وسيطا بالمعنى الدقيق للكلمة، فحسواني القريب من "الحكومة السورية"، كان يقوم بنقل العروض المتبادلة احيانا والاجوبة عليها، بالتنسيق مع اللواء ابراهيم*" واستقرت الراهبات في بيت حسواني بيبرود، كما يقول في لقائه مع "الإخبارية".
ويبدو أن انتقال الراهبات إلى بيت حسواني كان لضمان أمنهم، وهو يقر بذلك في لقائه باسلوب غير مباشر، حيث أن النظام سيعجز عن استهدافهم بعد أن أصبح مكان تواجدهم معلوماً له وللبطركية.
طابور خامس
علاقة حسواني مع النظام ومع أبناء مدينة يبرود كان يكتنفها الغموض منذ انطلاق الثورة، وقد لعب حسواني دور الوسيط بين المدينة والنظام، ويذكر له أنه توسط عدة مرات للافراج عن عدد من أبناء المدينة، ولكن من جهة أخرى ثمة اتهامات جدية بأنه ساهم بخلق "طابور خامس" في يبرود كان له دور في تمكن النظام وميلشيا حزب الله من اعادة الاستيلاء على يبرود في آذار 2014 كما قالت أكثر من جهة ثورية في يبرود.
شغل حسواني منصب معاون مدير عام مصفاة البترول في بانياس ، قبل أن يسافر إلى موسكو حيث استطاع هناك التأسيس لشركة "هيسكو HESCO" الهندسية التي تخصصت في منشآت النفط والغاز وتمكن من نسج علاقات مهمة مع الروس ليتحول لوسيط تجاري هام بين روسيا والنظام السوري وأدى هذا لتبوئه مكاناً مهماً لدى النظام السوري، وفي هذا الاطار ينقل موقع "سيريان ديز Syrian days" عن "سيرغي غيراشينكو" مدير عام ستروي ترانس غاز الروسية عن أمله وتفاؤله بإقلاع قريب لمشروع ري غرب جبلة الذي ستنفذه الشركة بالتعاون مع شريكها في سورية شركة "هسكو" ونوه مدير عام ستروي ترانس غاز بالعلاقة المتميزة مع شركائهم في سورية شركة هيسكو ممثلة بالدكتور جورج حسواني و الدكتور يوسف عربش.
حسواني الداعشي !
وبالعودة لدوره في صفقات النفط والغاز بين النظام وداعش، تقول صحيفة "بيزنس انسايدر Business Insider" بأن الروابط بين الطرفين أصبحت أكثر وضوحا؛ مما كان يعتقد في السابق. فالنظام لا يمثل مجرد عميل يشتري النفط من داعش، بل إنه يدير بعض منشآت النفط والغاز بالاشتراك مع داعش.
كان تنظيم داعش قد استولوا على حقول للنفط في شرق سوريا في عام 2013. ومنذ ذلك الحين، يعتقد أن النظام قد مول الجهاديين من خلال شراء النفط من داعش. حيث تدير شركة حسواني محطة للنفط في مدينة الطبقة، التي استولت عليها داعش في شهر آب 2014. ويعتقد مسؤولون أن تشغيل تلك المحطة يتم بشكل مشترك من قبل داعش وأفراد من النظام. كما لا تزال منشأة الغاز تلك تقوم بتزويد المناطق السورية التي يسيطر عليها الأسد بالغاز.
كما يعتقد أن حقول النفط والغاز الأخرى التي استولت عليها داعش يتم تشغيلها من قبل موظفين لا يزالون مدرجين على جدول الرواتب في وزارة النفط التابعة للنظام. ثم يباع النفط للأسد، الذي يقوم بتوزيعه في المناطق التي يسيطر عليها بأسعار منخفضة نسبيا؛ مما يساعده في كسب ولاء السكان. وفي بعض الأحيان، قد يدفع النظام ثمن النفط عبر تزويد المدن التي استولت عليها داعش بالكهرباء.
مع انطلاقة الثورة في سوريا ظهرت عدة شخصيات مارست لعبة الخداع بدعم من النظام حيث حاولت الظهور كوسيط بين السوريين والنظام، ولكن هذه الشخصيات سرعان ما تكشفت حقيقتها وتبعيتها، ويعتبر حسواني أطولها عمراً وأشدها نفوذاً بسبب علاقاته مع روسيا.
وما كشفه الاتحاد الاوروربي مؤخراً، عن حقيقة تمويل النظام لداعش عبر حسواني، يعتبر الاقرار الرسمي الأكثر وضوحاً للكثير من التقارير الصحفية التي تحدثت عن صفقات النفط والغاز بين النظام وداعش، ويبقى السؤال عن موقف مؤيدي النظام حين يعلمون أن الخناجر التي قطعت رؤوس أبنائهم في الاصدار الأشهر لداعش، انما دفع ثمنها النظام وسمسر لها جورج حسواني؟
9/3/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق