تعاني امارة ابوظبي من فوبيا الاخوان فهي ترى في الاسلاميين عدو و النصارى واليهود صديق مثل تعاونها مع صربيا و المشاركة في الحملات التي تقوم بها اميركا في افغانستان و فرنسا في مالي و افريقيا الوسطى ودعم الكنيسة القبطية لنشر بناء الكنائس والتبشير في افريقيا
فبعد ظهور نية السعودية تنظيم لقاءات للتنسيق بين اطراف المعارضة السورية
ولقاء اخر للاطراف الليبية في السعودية
تدفع الامارات الي ابعاد مساعي السعودية في حل الازمة السورية والليبية بدعم مصر لاقامة لقاءات للمعارضة السورية في مصر
والقبائل الليبية الصغيرة مما يؤثر على ضعف مخرجات تلك اللقاءات
في موضوع سوريا تكشف لنا تغريدات مستشار محمد بن زايد عبدالخالق عبدالله
============
معارضة سورية في ضيافة السيسي
30.05.2015
غازي دحمان
العربي الجديد
الخميس 28/5/2015
يصر بعض من المعارضة السورية على ارتكاب الأخطاء والوقوع في فخ دوائر الاستخبارات الإقليمية والدولية، على الرغم من وضوح الأجندات وطبيعة الاستهداف، الذي تمارسه بعض تلك الدوائر ورهاناتها، التي لا تخفيها ضد ثورة الشعب السوري وتضحياته وآماله في التخلص من حكم نظامٍ بات أقرب إلى منطق العصابة، ولا يخفي تبعيته لمشروع معاد للسوريين والعرب عموماً. ماذا يفعل بعض أطياف المعارضة السورية في القاهرة، وما الذي ستضيفه للثورة السورية، ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ الإجابة عن هذه الأسئلة حق مشروع للشعب السوري، وواجب على الأطراف التي تتقاطر إلى القاهرة لحضور مؤتمرها، وتحت خيمة النظام المصري.
الجواب لدى هذه المعارضة، هو تشكيل هيئة سياسية للمعارضة السورية. حسناً، قد يبدو هذا الأمر مطلباً طبيعياً، بهدف تحسين أداء المعارضة، ورفع نسبة تمثيل مختلف أطياف الشعب السوري وتياراته، بل إن تصويب الأداء وتوسيع القاعدة التمثيلية للمعارضة أمر صحي، من شأنه إعطاء شرعية أكبر للجسم المعارض في مواجهة النظام الذي طالما ادعى عدم وجود بديل مناسب له، يكون قادراً على قيادة البلاد، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ويمنع البلاد من الوقوع في لجّة الفوضى، حينما تحل ساعة رحيله، ولا شك أن هذا الأمر يبعث رسالة إلى القوى الكبرى، وخصوصاً الحليفة منها للنظام، بوجود معارضة جدية وقادرة على إدارة البلاد في اليوم التالي من سقوط النظام، وأن تصدر هذه المعارضة عن رؤية واضحة، تحدد موقفها من الأوضاع الداخلية وطبيعة الحكم وعلاقتها بالقوى الدولية المختلفة.
"لا يخفي نظام السيسي محاولاته توظيف الحدث السوري، في إطار صراع جيواستراتيجي أكبر ضمن صراعه مع تركيا"
لكن الإشكالية التي تقف في مواجهة كل ما سبق، أن هذا المؤتمر، في ظروف انعقاده وطبيعة القوى المشاركة فيه، والجهة التي يعقد تحت رعايتها، لن ينتج تلك المزايا المشار إليها، ولا هو أصلاً في وارد البحث عن قيم مضافة للعمل السوري المعارض، لا لعيبٍ في الأطراف المشاركة فيه، التي لا تعوزها الخبرة والدراية الكافية في الشأن السوري، بل لأن كل ما ستأتي عليها بياناتها وتفاهماتها وخلاصة مقارباتها كان قد ورد، سابقاً، في المواثيق المؤسسة لعمل المعارضة واتفاقاتها، وجزء كبير من القوى المشاركة، في مؤتمر القاهرة، اليوم، كان ضمن أطر الثورة وشارك، بدرجة أو أخرى، في مختلف الترتيبات والأعمال في الفترة السابقة.
ومن ناحية أخرى، لا تعاني المعارضة من إشكالية عدم وجود الأطر لديها، وهي موجودة وتحظى باعتراف عربي ودولي، ولديها رؤية واضحة لإدارة الحكم وموقف صريح من مختلف مكونات الشعب السوري، الممثلة بدرجة معينة ضمن هذه الأطر، كما أنها تمتلك أدوات تنفيذية لتسيير الأمور والإشراف عليها، وتشكلت، في هذا الصدد، هيئات متابعة، ورصدت ميزانيات، فضلاً عن التنسيق مع القوة الفاعلة على الأرض، من قوى عسكرية وهيئات مدنية، وكل ذلك يدفع إلى التساؤل عن حاجة الثورة والقوى السياسية الممثلة لها عن هيئات وأطر جديدة، فيما الوضع الطبيعي أن ينخرط الجميع في العمل على تحسين شروط الثورة وعملها، مما هو متوفر وعامل على الأرض.
ويثير موعد انعقاد هذا المؤتمر علامات استفهام كثيرة، في الوقت الذي تتغير فيه المعادلات على الأرض لصالح الثوار، إلى درجة تذهب معها تقديرات، حتى حلفاء نظام الأسد أن الأمور وصلت إلى مرحلة مفصلية، لم يعد معها ممكناً الحديث عن استمرار النظام الحاكم، على الأقل في مستوى التوقعات التي كان يتم البناء عليها، قبل شهور من هذا التاريخ، الأمر الذي يحتم على الثورة وقواها الفاعلة التوحد والتماسك وتوحيد الرؤى والمقاربات، في ظل حالة مثالية للمعارضة السياسية، حيث يميل ميزان القوى لصالحها، وتحتاج، في هذه الفترة، إلى تثمير هذا المنجز في الواقع السياسي، واستثماره بوصفه معطى إضافياً جديداً يدعم من موقعها، قوة بديلة، لا أن تذهب، بدل ذلك، إلى إظهار حالة من الانقسام والتشتت، ذلك أن مؤتمر القاهرة لن يفعل سوى إبراز الطابع اللاجدي والسلوك الفوضوي لدى المعارضة السورية، ويصب في مصلحة نظام الأسد والقوى الإقليمية والدولية الداعمة له، فضلاً عن تحطيمه سردية الثورة السورية، بوصفها ثورة شعب في سبيل الحرية والكرامة، وتحويلها إلى مجرد صراعات سياسية نخبوية، لا همّ لها سوى البحث عن الحصص والمزايا، وتفتقد للقيادة الفاعلة والقادرة على إدارة المرحلة، وإخراج سورية من دائرة العنف والصراع، ذلك أن العالم يتطلع، في هذه اللحظة بالدرجة الأولى، إلى وجود مثل هذه القيادة، ليبني على الشيء مقتضاه.
وتتمثل الإشكالية الأكثر خطورة في مؤتمر القاهرة في مكان انعقاد المؤتمر، واختيار مصر تحديداً، ولعل في استبسال نظام السيسي ودوائره وحماستها لانعقاد المؤتمر، وتقديم كل التسهيلات لحصوله، ما يؤكد المخاوف والشكوك في أهدافه والنتائج المتوخاة منه، ذلك أن نظام السيسي لم يخف، يوماً، عداءه الصريح للثورة السورية، وانحيازه إلى نظام الأسد، بقضه وقضيضه، وهو لم يخجل من مأساة الشعب السوري، وموقفه صريح ومعلن، سواء عبر إعلامه الذي يعتبر الثوار السوريين إرهابيين، أو من خلال دبلوماسيته التي سعت، عبر نشاطاتها، إلى إعادة تأهيل الأسد، أو حتى من خلال المساعدات العملانية التي تقدمها أجهزته الاستخبارية من استشارات ومساعدات تقنية، من دون أي وجل، وهو لا يختلف عن موقف إيران من الحدث السوري، إلا اللهم مراعاةً لبعض دول الخليج التي تكفلت دعم نظام السيسي.
حسناً، ما يهمنا، في هذا السياق، فهم اختيار مصر التي يحكمها السيسي، ومعرفة ماهية التقاطعات بينه وبين معارضة القاهرة، وماهي المخاطر المتأتية عنها:
أولاً: الذريعة التي تتبناها المعارضة، والتي يتغنى بها نظام السيسي، أن مصر تقدم المكان، ولا دور لها غير التنسيق والاستشارة، هي نوع من التلاعب على العقول، فمن أين لهم أن يتهموا المعارضة السورية الأخرى بأنها رهينة لأجندات الدول التي تستضيفهم، وفي الوقت نفسه، يسبغون صفة النزاهة على مضيفهم المصري؟
ثانياً: يفاخر نظام السيسي بحياديته تجاه الحدث السوري، ويعتبر تلك ميزةً يتمتع بها مقابل الأطراف الإقليمية، وهذه حالة لو افترضنا صدقها، فهي خطيئة كبرى وانحراف عن الدور الذي يجب أن تلعبه مصر، تجاه مأساة الشعب السوري، ذلك أن الحياد يعني وضع النظام والشعب في الكفة نفسها، ويحملهما تالياً نتائج المأساة، وهذا وضع يصعب تصوره في تاريخ الثورات، إذ لم يحصل أن جرى تحميل الشعب مسؤولية قهره وتشريده وموت أبنائه، هذه بدعة سيساوية، مع العلم أنه، في الممارسة العملية، لا يقف نظام السيسي على الحياد، بل يحاول بقدر ما تتيح له الظروف والإمكانات الوقوف مع نظام الأسد، والسؤال: هل معارضة القاهرة حيادية، أيضاً، بين الشعب السوري والنظام؟ هل تملك المقاربة نفسها، وتتبنى نتائجها التي لن تكون سوى القبول ببقاء نظام الأسد، طالما أن الجميع على الدرجة نفسها من الخطأ؟
"لم يخف نظام السيسي، يوماً، عداءه الصريح للثورة السورية، وانحيازه إلى نظام الأسد، بقضه وقضيضه، وهو لم يخجل من مأساة الشعب السوري"
ثالثاً: يحاجج نظام السيسي بأن بقاء الأوضاع في سورية على ما كانت عليه أيام استقرار نظام الأسد يشكل الوضعية المثالية للأمن القومي المصري، ويعلن صراحة أن تغيير النظام ووصول قوى جديدة للحكم من شأنه التأثير على الأمن المصري، لاعتقاده بوجود قنوات تغذية بين القوى الثورية السورية، أو بعض مكوناتها، والمعارضة الإسلامية المصرية، ولا يثق النظام المصري في القوى المدنية السورية، ويعتبرها مجرد واجهات للإخوان المسلمين، فهل معارضة القاهرة تملك التصورات نفسها عن القوى الثورية في سورية، ولديها المواقف نفسها؟
رابعاً: لا يخفي نظام السيسي محاولاته توظيف الحدث السوري، في إطار صراع جيواستراتيجي أكبر ضمن صراعه مع تركيا التي يعتقد أنه بصدد تطويقها بالأعداء، من جهة قبرص واليونان وأرمينيا، وأنه لم يبق سوى القوس السوري، ليطبق عليها بشكل كامل!، وبالتالي، هو يسعى إلى إفشال الثورة السورية، وطيها تحت جناح نظام الأسد، لاستثمار جهود سورية في معاداة تركيا. ومن جهة أخرى، لتفريغ الزخم الذي تقوده تركيا والسعودية وقطر على جبهات المعارك ضد نظام الأسد، فهل توافق معارضة مؤتمر القاهرة على السير في ركب الأحلام "الأحقاد" الجيواستراتيجية لنظام السيسي، والأهم هل تدرك أنها تساهم في ضعضة الزخم الثوري السوري بالفعل؟
كان من فائدة التسريبات التي جرى بثها لكواليس نظام السيسي، أنها كشفت سلوك هذا النظام، وأظهرته نظاماً مافياوياً لا يملك استراتيجية ولا رؤية واضحة، وليس لديه منطق سياسي، وأيضاً بينت مدى اعتماده نمطية التفكير المؤامراتي تجاه خصومه المحليين، وحتى حلفائه الإقليميين، وإذا تراكب ذلك مع عدائه للثورة السورية وانحيازه لنظام الأسد تحت حجج وذرائع واهية، عندها، يحق التساؤل بتعجب: عن أي دبس تبحث المعارضة السورية من حضن السيسي؟، ذلك فضلاً عن سؤال ذي طبيعة أخلاقية، عن ماذا يجمع معارضة تدّعي تمثيل ثورة مع طاغيةٍ، يحكم بالحديد والنار، ويحاول قتل ثورة شقيقة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق