19/08/2015
د. عبدالله النفيسى
الجو وحده ﻻ يكفي وإن كانت العاصفتان قد حققتا الكثير من ضرب السلاح الثقيل بمختلف أشكاله ، لكن اﻹشكالية ان دولتان خليجيتان تقومان بدور سلبي لصالح ايران هما عمان واﻹمارات ، والحقيقة أن إيران استطاعت أن تشكل من خلال هاتين الدولتين اختراقا استراتيجيا كبيرا للأمن الخليجي العربي ،كما أديتا الى ما يمكن تسميته انشقاقا غير مباشر في مجلس التعاون الخليجي ووحدته اﻻستراتيجية.
لم تؤخذ اليمن بعين اﻻعتبار لدى دول المجلس لتكون النتيجة هي هذا التهديد الوجودي لعرب الجزيرة ، السعودية أكثر دول التعاون إدراكا لهذا التهديد الخطير وهي المستهدف اﻻول إيرانيا وأميركيا، وعبر خلطة داعش المنتجة أمريكيا وإيرانيا يمكن ان يتحقق هذا اﻻستهداف، مشروع الشرق اﻷوسط الجديد يجب ان يجهض ﻻنه مشروع أميركي يستهدف تفكيك المفكك من اجل حماية أمن اسرائيل وتحقيق طموحها اﻹمبراطوري ” من الفرات الى النيل” فالمنطلق اﻷميركي لفعل ذلك له محركان ديني وبراجماتي،
وقد استطاعت أميركا استغلال الطموح اﻹيراني للهيمنة في توظيفها من اجل ذلك، إذ ان ايران استخدمت الشيعة ونشر التشيع كورقة لتفكيك النسيج اﻻجتماعي لبعض دول المنطقة العربية، وإثارة صراعات طائفية وكان لهذا العمل دورا حاسما في إجهاض ثورتي سوريا واليمن، ففي سوريا جرى توظيف النظام لقمع الثورة من خلال القوة ،والطائفة ” اﻷقلية العلوية الشيعية ” وإنتاج حرب أهلية وفي اليمن تم توظيف مليشيات الحوثي ﻹسقاط الدولة وشرعيتها الوطنية التي كانت جزء من التواطأ مع اﻻنقلاب وبالتالي استغلال صالح لطموح الحوثيين في السيطرة واستغلالهم لنزعة اﻻنتقام لديه من الثورة ورموزها وقواها السياسية واﻻجتماعية الوطنية وكذا طموحه للعودة من جديد وتمكين نجله من الحكم ليتم توظيف الجيش العائلي “الحرس الجمهوري” الذي يتكون من النزعتين الطائفية والمناطقية في عملية اﻻنقلاب على الثورة والشرعية وتدمير الدولة،
من ناحية طائفية الجيش العائلي فقد وجد الحوثيين من قبله تجاوبا ﻻتفاقهم من هذه الناحية، فهو مصمم بشكل مناطقي مركز وطائفي منتقى بعناية ليكون حرس العائلة المختزنة للوعي الطائفي وهذا يقودنا لقراءة صورة عفاش ونجله احمد الذي كان يهيئه للحكم الصورة القديمة التي تناقلتها وسائل التواصل اﻻجتماعي بسخرية وهما يصليان فعلي عفاش كان ضاما واحمد الفتى الصغير كان الى جوار والده مسربلآ ، فالضم تشير الى قدرته على احتواء اﻷغلبية
الشافعية السنية من خلال شراء مشائخها ووجهاءها ومثقفيها المرتزقة الذين يتوزعون ما بين ناصري واشتراكي قاعدي سلفي ومؤتمري من الدرجة المتدنية،
إذ ان كل مؤتمري ﻻ ينتمي الى نطاقه الجغرافي الطائفي هو مجرد مرتزق مهمته ترويض أبناء منطقته وتدجينهم، والسربلة تشير الى أن مضامينه ” زيدية ” يرثها أحمد وهي إشارة للطائفة الزيدية، ولكي تبقى الطائفة هي الحاكمة بشكل غير مباشر عليها ان تحمي سلطتها و ذاتها في ” العائلة الحاكمة ” متمثلة بأحمد كصيغة زائفة ﻻستقطاب سذج الشوافع ومرتزقتهم المشائخ الشوافع باسم الوطنية ،
وصيغة حاكمة فعلية غير مباشرة تمارسها الطائفية الموجودة في حيز جغرافي محدود وصغير، والحقيقة انه لم يكن هناك استغلال متبادل بين عفاش والحوثيين بل تكامل وتعاون مخطط منذ مسلسل الحروب الستة التي استهدفا من خلالها استنزاف الفرقة اﻻولى مدرع كجيش وطني حقيقي ،والقضاء على القائد العسكري الوطني الجنرال علي محسن صالح اﻷحمر، كتحد حقيقي يحول دون توريث الحكم وانفراد الطائفة بصيغتها العائلية به باﻻضافة الى انتماءه اﻻسلامي السني، وﻻن احمد كان قد تم تهيئته أميركيا كونه درس في جامعاتها ويحمل القيم الليبرالية اﻻمريكية بحسب المحلل السياسي اﻷكاديمي اليمني نجيب غلاب في مقال له عام 2009م كان أيضاً بحسب معلومات صحفية لم تنشر عام 2009 م على اتصال بالمرجعيات اﻹيرانية ولذلك تجسد التحالف اﻷميريكي اﻹيراني بشكل مباشر وواضح بتاريخ 21سبتمبر 2014م .
لم تكن تدرك دول الخليج ربما هذا وخصوصا المملكة العربية السعودية ولذلك ركزت على مسالة إضعاف اﻻخوان في اليمن من خلال محاولة ضربهم بالحوثيين باعتبارهم خطرا جرى اختراعه وتهويلة ليشغلهم عن المؤامرة والخطر الحقيقي فاﻻخوان كما بينت اﻷحداث هم مؤسسي قاعدة السلم اﻻجتماعي وثقله اﻷكبر بدليل أن الثورات التي كان لهم الدور اﻷكبر في تحريكها كانت سلمية، كما أن المؤامرة على اﻻخوان أدت بالضرورة الى تهديد وجودي للعرب .
وهو مالم يتحقق فقد انسحب اﻻخوان من المواجهة ليحققوا ثلاثة أهداف :
اﻻول : الحفاظ على تنظيمهم الحزبي السياسي والمدني ذو الثقل اﻻجتماعي الوطني الكبير، ﻻنه كان المستهدف أساسا محلياً وإقليميا ودوليا، في سياق المؤامرة الدولية على الربيع العربي وقواه التي صنعته .
الثاني: تجنيب البﻼد حرب أهلية طاحنة
الثالث: كشف المؤامرة المتمثلة بالتحالف اﻹيراني اﻷميركي.
- See more at: http://al3asemanews.net/news/show/141020#sthash.qLKgkydi.dpuf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق