نشر موقع الانتسيبت الامريكي وثائق تؤكد ضلوع الامارات العربية في التآمر ضد قطر وتشويه صورتها امام المجتمع الدولي وربطها بالارهاب والجماعات الارهابية وفي سبيل ذلك قامت بدفع ملايين الدولارات لصحفيين امريكيين يعملون في صحف مرموقة في الولايات المتحدة من اجل تنفيذ الاجندة الاماراتية المعادية لـ قطر وذلك من خلال التعاقد مع شركة يعتبر مؤسيسيها من موظفي الدرجة العليا السابقين في الخزانة الامريكية في ادارتي بوش واوباما .
وقد اعتبر الموقع ان اسرائيل والامارات يتفقوا على اعتبار قطر موطناً للارهاب ويتشاركوا العداء لها مع تاثير مهم على الولايات المتحدة في هذا الجانب , فمن جانب اسرائيل غاضبةً من دعم قطر للفلسطينيين في غزة ( حماس ) و بانها الداعم للارهابيين هناك , ومن جانب اخر تشاطر الامارات اسرائيل بهذا العداء وتعتبر قطر من الداعمين للاخوان المسلمين ومعارضتها للانقلاب العسكري في مصر وكذلك ايضاً بسبب دعمها للثوار في ليبيا .
وبالرغم من هذا العداء المشترك , الا ان كلاً منهما اختار طريقة مغايرة عن الاخر في التعبير عن الغضب , ففي حين ان اسرائيل بشكل علني تعلن ان قطر داعمةً للارهاب , الا ان نظيرتها الامارات لجأت الى سياسة سرية لمحاربة قطر على سياستها والتي تتضمن دفع ملايين الدولارات لشركة امريكية مؤلفةً من موظفين رسميين من الفئة العليا في وزارة الخزانة الامريكية من كلا الحزبين لخلق قصص ضد قطر بواسطة صُحفيون امريكيون , وهذا التكتيك الاكثر غموضاً بشكل ملحوظ كان ناجحاً ويسلط الضوء على انه كيف من السهولة حكايات سياسية وروايات على الاعلام الامريكي من الممكن ان تشترى .
الحملة المظلمة ضد قطر اول ما تم الاشارة اليها كان في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية قبا اسبوعين بواسطة David Kirkpatrick والذي اكد فيها على انه خلافاً للدول التي تلتقي معنا في الاهتمامات كالسعوديو والامارات واسرائيل ومصر , فان قطر تعتبر الاب الجيد لكل ارهابي اينما وُجد وواحد من عناصر الحملة ذُكر بشكل عابر :
قامت الامارات بتوكيل شركة امريكية تدعى Camstoll Group وهي مسجلة كشركة اجنبية مدارة من قبل موظفون من الدرجة العليا في وزارة المالية الامريكية ومن كلا الحزبين وقد اظهرت نمط من المحادثات مع صحفيين ممن انتقدوا بكتاباتهم قطر ودورها في جمع الاموال للجماعات الارهابية .
والشركة سالفة الذكر تأسست في 26 نوفمبر 2012 من موظفين في اداراتي بوش واوباما ممن عُهد اليهم تنظيم العلاقات مع دول الخليج العربي واسرائيل , بالاضافة الى تنظيم السياسات التي تتعلق بتمويل الجماعات الارهابية واغلبهم لديه خلفيات كنشطاء محافظين جدد واثنان منهم عمل قبل عملة في وزارة المالية الامريكية مع شخص من اشد العداء للنشطاء الاسلاميين ويدعى Steve Emerson .
ويعتبر Matthew Epstein الرئيس والمؤسس الوحيد للشركة وقد تولى منصباً في وزارة الخزانه الامريكية من 2003 الى عام 2010 بالاضافة الى منصبه كملحق مالي في السعودية والامارات , حيث التقى مع مثلين من الدرجة العليا في الامارات من اجل قطع معاملات ايران البنكية . وقد وردت في وثائق وكيليكس هذا الامر حيث قامت الامارات بدفع ملايين الدولارات له من اجل ان يعمل لدى الولايات المتحده كوكيل لها .
وقبل عمله في الخزانه الامريكية كان من نشطاء المحافظين الجدد ويعمل مع Emerson مشروع المعادي للمسلمين فعلى سبيل المثال في عام 2003 اخبر مجلس الشيوخ بان العدد الاكبر من القادة المسلمين في اميركا لا يؤيدوا دعم الولايات المتحدةفي محاربة الارهاب . وان الاسلام الراديكالي في اميركا تطور بالموازة مع تطور الراديكالية الاسلامية في العالم , مؤكداً ان وجهة النظر الروحية المتعلقة بالاسلام تبرر العنف , وان بروز الاسلام المتطرف عند القادة المسلمين يتطلب عناية خاصة اذا اردنا ان نحارب التطرف .
و كذلك المدير المباشر للشركة Howard Mendelsohn والذي كان يعمل مستشاراً في الخزانة الامريكية وقد التقى بممثلين عن حكومة الامارات من من اجل التعاون في قطع التمويل عن طالبان ومدير اخر يدعى Benjamin Schmidt والذي عمل مع Epstein في مشروعه السالف الذكر قبل ان يتم تعيينه في الخزانة الامريكية والذي اكدت وثائق ويكيليكس انه كان يعمل باسم الشركة Camstoll Group مع اسرائيل لقطع الامدادات المالية عن الفلسطينيين , وكذلك هنالك موظف اخر في الشركة يدعى Benjamin Davis ملحق مالي في القدس .
وبعد اسبوع من التعاقد مع هيئة مملوكة للامارات بشكل كامل في عام 2012 / 2 ديسمبر تشرف على الاستثمارات في الطاقة سُجلت الشركة Camstoll Group كشركة اجنية وكيلة للامارات وباجر استشاري شهري يقدر بـ 400 الف دولار ينقل الى حسابها مباشرة وبعد اسبوعين تلقت 4 مليون دولار ونصف كرسوم توكيل و3 مليون و 200 الف في عام 2013 وكل ذلك بصيحح العبارة من اجل ان تمارس الشركة سلطتها ونفوذها لتحقيق فوائد للامارات داخل الولايات المتحدة وبذلك تكون الامارات اكثر قد دفعت في العالم من اجل التأثير على السياسة الامريكية ولحمل اجندتها داخل الحكومة الامريكية .
اما المطلوب من الشركة لقاء هذه المبالغ الضخمة هو زرع قصص ضد قطر من خلال تقاريرها وعلى الاغلب نجحت التقارير , وقد كانت الاستراتيجية واضحة وهي توظيف كتاب اسرائيليين من المحافظين الجدد زمن الامثلة على الكتاب مع اماكن عملهم :
the Daily Beast‘s Eli Lake
Free Beacon‘s Alana Goodman
Iran-contra convict Elliott Abrams
The Washington Post‘s Jennifer Rubin
American Enterprise Institute’s Michael Rubin
ومن هنا تظهر اهمية الجهات التي يعمل لديها الكتاب مثل صحيفة الواشنطن بوست الامريكية والديلي بيست ومعهد اميركان انتبرايس كل ذلك من اجل ربط قطر بالارهاب وانها تمول الارهابيين .
وكذلك فان الهدف كان انشاء وتأسيس اعلامين من اجل تحقيق ذلك الغرض كـ :
CNN’s Erin Burnett
Reuters’ Mark Hosenball
and The Washington Post‘s Joby Warrick .
ففي نهاية عام 2013 صدر 15 تقريراً ضد قطر بواسطة Lake بناءاً على الاجندة الاماراتية , في شهر ديسمبر كان هنالك 10 تقارير منفصلة بواسطة Goodman , وكذلك تحدثوا مع Warrick لصالح الامارات وزملائهم الذين مازالوا يعملون في الخزانة الامريكية ممن يتولون مناصب عليه كـ : Kate Bauer و McGlynn .
طالع التقرير يمثل الاتصالات التي اجريت لصالح الامارات للتأجيج ضد قطر :
في عام 2014 اشتدت الهجمة ضد قطر وتم التحدث من قبل الشركة مع Lake, Hosenball, and Erin Burnett’s CNN , Goodman and the NYT‘s David Kirkpatrick . واستمروا بمقابلة موظفي الدرجة العليا في الخزانة الامريكية مثل Daniel Glaser .
طالع :
ففي سبيل ذلك عندما قرر اوباما اغلاق غوانتناموا اصدر الصحفي Lake مقالاً في ديلي بيست واصفاً قطر بصديق الارهابيين وان العديد من الاغنياء في قطر يجمعون اموالاً لصالح المجموعات الجهادية الارهابية في سوريا وارسلت معتقلين لهم وقد انقطع التواصل بينهم وبين الاجهزة الامنية في قطر .
ونفس الشخص ذهب الى فوكس نيوز واكد في مقابلة له ان قطر حاضنة للارهاب وتجمع الاموال للقاعدة وحماس وغيرها من المجموعات الارهابية .
وفي هذه الاثناء ارسلت الـ CNN مقالة بان قطر السماء لتمويل الارهاب و تتعاون مع اشخاص لتمويل القاعدة والدولة الاسلامية واكدت في نهاية التقرير ان مسئول الخزانه الامريكية Juan C. Zarate يؤكد ان قطر تقوم بدعم الارهابيين والقاعدة و المجموعات المرتبطة بها .
وقامت الشركة بالتحدث الى Warrick الذي نشر مقالتين فيما بعد يربط قطر بالارهاب في 17/ و 23 ديسمبر 2013 في الواشنطن بوست .
وكذلك تم التعامل مع العديد من الكتاب لتحقيق الاجندة الاماراتية مثل الكاتب Kirkpatrick , وقد قام بنشر مقال ضد قطر والتي كانت بعنوان Qatar’s Support of Islamists Alienates Allies Near and Far . مؤكدأ ان ذلك لاينسجم مع القوة في المنطقة من اسرائيل والسعودية والامارات ومصر والذين يتفقوا جميعاً على اعتبارها الاب الجيد للارهاب .
ومن هنا وانطلاقاً مما سبق يظهر جلياً حجم التآمر على قطر من قبل الامارات العربية المتحدة موظفةً امكانياتها المادية من اجل تشويه صورة قطر و اعتبارها الحاظنة الدافئة للارهاب لاسباب تتعلق بموقفها من الانقلاب المصري العسكري ودعمها للاخوان المسلمين والثوار في ليبيا .
وبحسب موقع الانتسيبت الامريكي والذي يؤكد ان مؤسس الشركة Epstein والذي وجه الاتهام لقطر , هو نفسه من وجه الاتهام للسعودية بالسابق بانها راعيةً للارهاب حيث اكد ان الواهبيين السعوديين في اميركا يريدون ان يجهضوا سياسة الولايات المتحدة المناهضة للارهاب . وانهم يقومون بتمويل الجماعات التي تعتنق افكار القاعدة من جماعة الاخوان المسلمين وحماس والجهاد الاسلامي .
تقرير و ترجمة خاصة بموقع :
تسريبات الشرق الاوسط
لندن
رائد سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق