كتب : عمر عيسى السبت، 30 أبريل 2016
وسيم يوسف
زعمت مصادر خليجية أن جهاز أمن الدولة الإماراتي في أبوظبي بدأ حملة تحقيقات واسعة طالت كبار الضباط في الجهاز وفي وزارة الداخلية وذلك بعد افتضاح أمر واحد من أهم وأبرز عملاء الجهاز، وهو الأردني «وسيم يوسف» الذي منحه الأمن الإماراتي الجنسية في أواخر عام 2014 وطلب منه مهاجمة السعودية وكبار العلماء فيها.
وكشفت وثيقة سرية مسربة من مكتب وزير الداخلية الإماراتي سيف بن زايد آل نهيان، أن جهاز أمن الدولة الإماراتي أخضع اثنين من كبار المسؤولين في الإمارات للتحقيق من أجل معرفة من يسرب المعلومات، حيث تم استجواب العميد سعيد راكان مدير عام الجنسية حول كيفية تسرب معلومات عن وسيم يوسف، ومن بينها صورة عن جواز سفره.
كما قام جهاز أمن الدولة الإماراتي –بحسب الوثيقة- باستجواب اللواء خليفة حارب الخيبلي وهو الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والإقامة والمنافذ، وتم سؤال كل منهما عن كيفية تسرب خبر حصول الأردني يوسف على الجنسية الإماراتية وكذلك تسرب صورة عن جواز سفره الإماراتي، وهو ما كشف واحداً من أهم عملاء جهاز أمن الدولة الإماراتي، خاصة وأنه شخصية مثيرة للجدل ولطالما هاجم علماء ومشايخ السعودية واتهمهم بأنهم أصحاب فكر متطرف.
ووسيم يوسف هو شاب أردني يقول عن نفسه إنه حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة من جامعة البلقاء التطبيقية، لكنه لم يتتلمذ على أي من العلماء المسلمين المعروفين، ولد في مدينة إربد شمالي الأردن سنة 1981، وعمل لاحقا مع جهاز المخابرات الأردنية بعد أن تبين أنه خطيب مفوه يجيد الكلام ويتقن اللغة العربية، وبعد ذلك انتقل إلى الإمارات حيث تم تعيينه كخطيب وإمام لمسجد الشيخ زايد في أبوظبي وهناك بنى علاقته مع جهاز أمن الدولة الإماراتي الذي سرعان ما خصص له برنامجاً على قناة أبوظبي الحكومية قبل أن يمنحه جهاز أمن الدولة الإماراتي الجنسية لتسهيل عمله وتنقلاته، وكمكافأة له على الخدمات التي قام بها للجهاز.
وكشف موقع "أسرار عربية " الذي نشر الوثيقة التفاصيل الكاملة لحصول يوسف على الجنسية الإماراتية، فبحسب الوثيقة الرسمية المسربة فقد اتصل ضابط من جهاز أمن الدولة الإماراتي يوم 5 نوفمبر2014 بالعميد سعيد راكان يطلب منه إصدار جواز سفر بصورة عاجلة لشخصية هامة.
وبعد الاتصال الهاتفي بساعة أو ساعتين على الأكثر، اكتشف راكان أن الشخصية هي وسيم يوسف، وهو أردني الجنسية يعمل إماماً وخطيباً لجامع الشيخ زايد في أبوظبي، حيث حضر ضابط أمن إلى مكتب العميد راكان حاملاً ورقة تتضمن المعلومات الشخصية ليوسف وصورتين شخصيتين له، فقط لا غير، وطلب منح حامل هذه البيانات الجنسية وجواز السفر.
وخلال ساعتين فقط كان جواز السفر الإماراتي الجديد قد صدر لوسيم يوسف، دون أية معاملات ودون وجود خلاصة قيد، على أنه في اليوم التالي، أي في يوم 6 نوفمبر 2014، حصل العميد راكان على كتاب رسمي من جهاز أمن الدولة لتغطية الإجراء الذي تم في اليوم السابق، وبعد ذلك بأسبوع قام جهاز أمن الدولة الإماراتي بموافاة الإدارة العامة للجنسية بجواز السفر الأردني الخاص بالشيخ وسيم يوسف، ومن ثم تم فتح ملف له على أنه مواطن إماراتي.
ويقول مصدر مطلع إن وسيم يوسف لم يُراجع إدارة الجنسية ولا مكتب الجوازات ولا أي من الدوائر الحكومية في أبوظبي عندما حصل على الجنسية الإماراتية، في الوقت الذي استغرق حصوله على الجنسية مدة لا تزيد عن الساعتين، واتصال هاتفي واحد فقط، في حالة فريدة من نوعها في العالم ولم يسمع بها أحد.
وبحسب المصدر، فإن يوسف يعتبر واحداً من أهم عملاء أمن الدولة في الإمارات حالياً، إن لم يكن هو الأهم على الإطلاق، ويمثل انكشاف أمره ضربة لجهاز الأمن الإماراتي حيث كان يتم التعويل عليه في العديد من المهام، ابتداءا من تشويه جماعة الإخوان المسلمين وادعاء تفنيد أفكارها –على أساس أنه شيخ- ووصولاً إلى مهاجمة مشايخ وكبار علماء السعودية الذين يتهمهم يوسف عبر شاشات قنوات أبوظبي الحكومية بأنهم متطرفون وإرهابيون.
وفي الوقت الذي يُهاجم فيه يوسف علماء السعودية ويُطبل لحكام الإمارات، فإنه يُهمل إيران بينما تزعم دولة الإمارات أنها متحالفة مع السعودية في حربها ضد حلفاء إيران بالمنطقة.
أما الظاهرة الأهم في هذا الرجل فهو أنه يتم استضافته من قبل التيار الليبرالي السعودي الذي يناهض الإسلاميين في المملكة، حيث تم استضافة يوسف على قناة الإخبارية السعودية، كما تم استضافته أكثر من مرة على قنوات أم بي سي السعودية التي تبث من دبي.