موقف الخوئي هذا وطعنه أبلغ في تمزيق قلوب أهل السنة من كل ما تقدم من المطاعن، لأنه لم يظهر فيه الحقد واللعن تجاه الأحياء منهم، وإنما أظهره تجاه الأموات ـ في صلاة الجنازة ـ الذين هم أحوج ما يكونون فيها إلى الدعاء بالرحمة والمغفرة لأنهم قد أفضوا إلى لقاء الله تعالى والحساب([58]).
فقد روى الإمامية بأن العلة من الصلاة على الميت هي كي يشفعوا له ويطلبوا له الرحمة والمغفرة لأنه يكون بأمسِّ الحاجة لذلك، فقد روى الحر العاملي:(وفي (عيون الأخبار) و (العلل) …… عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام قال: إنما امروا بالصلاة على الميت ليشفعوا له وليدعوا له بالمغفرة لأنه لم يكن في وقت من الأوقات أحوج إلى الشفاعة فيه والطلبة والاستغفار من تلك الساعة)([59]).
ولكن قَلْبَ الخوئي القاسي([60]) - الذي لا يعرف الرحمة والرأفة تجاه المخالفين له من المسلمين- لم يَرِقّ لهم حتى في هذه اللحظات التي غادروا فيها الدنيا إلى لقاء الله تعالى، فبدل أن يستغفر لهم ويدعو لهم بالرحمة راح يلعنهم ويدعو عليهم بالبعد عن رحمة الله في صلاة الجنازة، واليك أقواله القاسية بحق الأموات من أهل السنة وكما يلي:
ذكر موقفه من الميت المخالف وكيفية الصلاة عليه بعدة فقرات([61]) إليك بيانها:
أ- قارن بين كيفية صلاة الجنازة على كل من المؤمن –الإمامي- والمخـالف -أهل السنة- من حيث التشابه والاختلاف، فقرر بأن وجه الشبه هو بالتكبير على كل منهما خمس تكبيرات، وأما وجه الخلاف فهو بأن يُدْعى للميت الإمامي فيها، واما المخالف فلا يدعو له الخوئي فيها، بل يدعو عليه، فقال: [فالمتحصل ان الصلاة على المخالف كالصلاة على المؤمن من حيث وجوب التكبير خمسا، (حكم الصلاة على المخالف من حيت الدعاء): وأما من حيث الدعاء فيختلفان حيث يدعى على الميت المخالف ويدعى له في المؤمن].
ب-أشار إلى الرواية التي ورد فيها صيغة الدعاء على الميت المخالف، فقال:
[وقد ورد في صحيحة الحلبي الامر بالدعاء على الميت….والمخالف… فتشمله الصحيحة كما عرفت].
ج- أشار إلى المصدر والمرجع الذي وردت فيه الرواية -صحيحة الحلبي كما أسماها- فقال: [الوسائل: ج2 باب4 من أبواب صلاة الجنازة ح1].
د- ولعل القارئ متلهف لمعرفة صيغة الدعاء الذي يقرؤونه على الميت من أهل السنة، وهذا ما فعلته ، إذ رجعت إلى المصدر المشار إليه وهو كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي بنفس عنوان الباب ورقم الرواية كي أقف عليها بيقين وبصورة قطعية، فإليك نصها: [محمد بن على بن الحسين بإسناده عن عبيدالله بن علي الحلبي([62]).
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا صليت على عدو الله فقل: اللهم إنا لا نعلم منه إلا أنه عدو لك ولرسولك، اللهم فاحش قبره نارا، واحش جوفه نارا، وعجل به إلى النار، فإنه كان يوالي أعداءك، ويعادي أوليائك، ويبغض أهل بيت نبيك، اللهم ضيق عليه قبره، فإذا رفع فقل: اللهم لا ترفعه ولا تزكه. ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي مثله]([63]).
هـ بما أن الرواية لم يُذْكَر فيها لفظ (المخالف)، وإنما ذكر فيها لفظ (عدو الله)، فهناك احتمال عدم شمولها للمخالف لعدم التصريح بذلك، إلا ان الخوئي حاول أن يثبت شمولها للمخالفين([64]) .
ليسلم له معتقده ـ بلعن الأموات من أهل السنة ـ وهذا مما جعله يقسو عليهم مرةً اخرى، وذلك حين صرح بأن المخالف عدوٌ لله، فقال: [وقد ورد في صحيحة الحلبي الأمر بالدعاء على الميت إذا كان عدو الله والمخالف لو لم يكن مبغضا لأهل البيت (ع) إلا أنه بالاخرة يبغض عدو عدو أهل البيت فهو عدو الله([65]) فتشمله الصحيحة كما عرفت].
و- حاول أن يثبت لعن أموات أهل السنة بدليل آخر وهو الرواية المتضمنة للعن جاحد الحق، فراح يصرح بكل قسوة بأن المخالف ـ عالماً أو جاهلاً ـ هو جاحدٌ للحق، فقال: [على أنه ورد الدعاء على الميت إذا كان جاحدا للحق ولا إشكال في صدق هذا العنوان على المخالف إذ لا يعتبر في الجحد إلا إنكار الحق -علم به أم لم يعلم-].
ولعل القـارئ في شـوق أيضاً لمعرفة صيغـة الدعـاء هذه على أموات المخالفين كما يدَّعيها الخـوئي، فاليك بيانها: [وعنـه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن محمـد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: إن كان جاحدا للحق فقل: اللهم املا جوفـه نارا وقبـره نارا، وسلّـط عليه الحيات والعقارب، وذلك قاله أبو جعفر عليه السلام لامرأة سوء من بني امية صلى عليها أبي، وقال: هذه المقالة: واجعل الشيطان لها قرينا([66]). الحديث]([67]).
هكذا يُعَبِّر الخوئي عن مؤاخآته ومحبته لأهل السنة بأبشع صور الحقد والعداء، وإني لأدعو القارئ أن يتصور معي الميت من أهل السنة مُكَفَّنٌ في تابوته وموضوع باتجاه القبلة عند المحراب -وأهله من حوله يذرفون الدموع الحارة الممزوجة بالدعاء على فراقه وعلى مصيره إما الى الجنة أو النار- فيأتي الخوئي ليصلي عليه فيقول في الدعاء الذي ورد في الروايتين بلفظه وهـو: [اللهم احشُ جوفه ناراً، اللهم املأ قبره ناراً، اللهم عَجِّل به الى النار، اللهم سَلِّطْ عليه الحيات والعقارب، اللهم اجعل الشيطان له قرينا].
بهذا الدعاء يُوَدِّع أموات أهل السنة إلى قبورهم للقاء الله تعالى([68]).
فهل بقي هناك أمل للتقارب والإخاء، بعد أن قطع الخوئي جميع الآمال بحقده ولعنه لأهل السنة أحياءً وأمواتاً ؟!!!!!!!!!!.
============
الشيعة يحيزون الصلاة على السني صلاة الجنازة في حالة الضرورة من جهة التقية وعلي الشيعي ان يلعن ويدعوا على السني الميت
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2016/05/blog-post_17.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق