رض: أسامة شحادة – كاتب أردني
خاص بالراصد
تبرر إيران والقوى الشيعية ما تقوم به من جرائم وعدوان في عدة بلاد عربية بأنها محاربة للقوى التكفيرية المتطرفة، وذلك حتى تستقطب الدعم والتعاطف أو الحياد من قبل بعض القوى السياسية المحلية والأنظمة العربية والقوى الإقليمية والدولية.
وهذا يدل على مقدار خبث السياسة الإيرانية، فهي التي تدعم وتؤسس لوجود التطرف والتكفير في المنطقة بدايةً - وقد أصبح هذا أمرا مفروغا منه - ومن ثم تدّعي أنها تحارب التكفير والتطرف، لكن على الواقع تحتل إيران ووكلاؤها البلاد ويبقى التطرف والتكفير يتصاعد في المناطق السنية المتمردة على الاحتلال الإيراني.
هذا من جانب التوظيف السياسي الإيراني لقوى التكفير والتطرف، ومن جهة أخرى فإن العقيدة الشيعية هي بذاتها عقيدة تكفيرية متطرفة لكنها أكثر خبثاً فلا تظهر ذلك علناً، وتمارس كل مقتضياته من إقصاء ونهب وخطف وقتل وتفجير وعدوان، ويساعدها في إخفاء جرائمها جهاز إعلامي ضخم يجيد الكذب والتزوير بل يتعبد إلهه بالكذب باسم "التقية".
لفضح عقيدة التكفير الشيعية سنستعرض كتاب "الفكر التكفيري عند الشيعة حقيقة أم افتراء؟" من تأليف المهتدي من التشيع الأستاذ عبد الملك الشافعي.
صدرت الطبعة الثانية من هذا الكتاب في القاهرة سنة 2014م، في 250 صفحة، وفي ثلاثة أبواب، وبتقديم د. محمد عبد المنعم البري، عميد مركز الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر والرئيس الأسبق لجبهة علماء الأزهر، والذي سبق أن أصدر كتاب "الجذور اليهودية للشيعة في كتاب علل الشرائع للصدوق".
والكتاب جزء من كتاب أكبر للمؤلف بعنوان "موقف الشيعة الإمامية من باقي فرق المسلمين"، والمنهج الذي سار عليه المؤلف هو تجنب الاعتماد على الروايات الشيعية، لأن الشيعة من السهل عليهم رمي هذه الروايات بالضعف والوضع –برغم أنهم يعتمدون عليها، ولا قيمة لأحكامهم على الروايات فعلياً- للتخلص من الحرج.
ولذلك اعتمد المؤلف على تقريرات علماء الشيعة لمضمون الروايات من كتبهم وشروحهم الفقهية للروايات وكتب فتاواهم، وهو الأمر الذي لا يمكن رميه بالضعف والوضع!! وهي منهجية محكمة من المؤلف وتكشف عن إدراكه للعقلية الشيعية التضليلية، كما يرى المؤلف أن بث هذا الفكر التكفيري في الكتب الفقهية للشيعة يراد به أن ينعكس على سلوك الشيعة مع المسلمين ليصبح سلوكا عدوانيا ضد المسلمين يتعبدون به، وهو الذي يفسر اليوم بشاعة الجرائم التي يقوم بها الشيعة في كل مكان ضد المسلمين كما شاهدنا في إيران والعراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن والسعودية والكويت.
الباب الأول جاء بعنوان: إثبات كون الفكر التكفيري عقيدة راسخة عند الشيعة نصت عليها مروياتهم وصرحت بها أقوال علمائهم، وهو في ثلاثة فصول، الأول (تنصيص الأئمة على عقيدة التكفير)، حيث ذكر بعض النماذج المقررة لتكفير المسلمين بناء على روايات الأئمة، مثل قول محدثهم البحراني: "وأما الأخبار الدالة على كفر المخالفين عدا المستضعفين فمنها ما رواه الكافي ...."، وقول الخميني: " فقد تمسك لنجاستهم بأمور، منها: روايات مستفيضة دلت على كفرهم، كموثقة الفضيل بن يسار.."، فهنا يستشهد المؤلف بتقرير الفقيه الشيعي بكفر المسلمين تبعاً للروايات الشيعية، ولا مجال للشيعة للاعتذار بكونها روايات ضعيفة أو موضوعة.
والفصل الثاني (تبني أعلام المذهب وأعمدته للفكر التكفيري واعتقادهم الصريح به)، حيث نقل عن علماء الشيعة قبولهم وتأييدهم لتكفير المسلمين بما لا يمكن تأويله أو تضعيفه، فمثلاً:
قال المفيد في كتاب المسائل: "اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة، فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار".
ومن المعاصرين قول آيتهم عبد الحسين الموسوي صاحب كتاب المراجعات: "في أصول الكافي وغيره -روايات- تعلن بالبشائر لأهل الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر لكنها تخصص ما سمعته من تلك العمومات المتكاثرة بولاية آل رسول الله وعترته الطاهرة ... ولا غرو فإن ولايتهم من أصول الدين".
والفصل الثالث (الفكر التكفيري نتيجة حتمية لعدّهم الإمامة من أصول الدين)، حيث بيّن المؤلف أن اعتبار الشيعة الإمامة ركنا في الإيمان يقتضى زوال الإيمان عمن يفقد هذا الركن، وهي قضية في غاية الوضوح، وصرح بها الشيعة قديما وحديثاً، فمثلاً جعفر سبحاني داعية التقريب والوحدة بين السنة والشيعة يقول: "الشيعة على بكرة أبيهم اتفقوا على كونها أصلاً من أصول الدين وقد برهنوا على ذلك في كتبهم، ولأجل ذلك يُعد الاعتقاد بإمامة الأئمة من لوازم الإيمان الصحيح عندهم، وأما أهل السنة فقد صرحوا في كتبهم الكلامية أنها ليست من الأصول"، وقال الخميني: "الإمامة إحدى أصول الدين الإسلامي".
وجاء الباب الثاني بعنوان (أثر الفكر التكفيري على واقع الشيعة العملي (التقييمي والسلوكي) تجاه باقي فرق المسلمين)، وبعد أن أثبت المؤلف تبني الشيعة لتكفير كل المسلمين، كشف عن التطبيق العملي لهذه العقيدة عند الشيعة تجاه المسلمين من خلال عدة فصول تناولت القضايا التالية:
- العداء الشديد والتكفير الصريح للصحابة والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، ومن أمثلة العداء ما صدر عن محمد مهدي الخالصي، والذي يعتبر من عقلاء الشيعة!! حيث يقول: "وإن قالوا إن أبا بكر وعمر من أهل بيعة الرضوان الذين نصّ الله على الرضا عنهم في القرآن "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة"، قلنا: لو قال: "لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة" أو "عن الذين بايعوك" لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايعه، ولكن لما قال "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك" فلا دلالة فيه على الرضا إلا عمّن محض الإيمان". وهذا تشكيك صريح في إيمان الصدّيق والفاروق ونتيجة حتمية لاعتقادهم كفر المسلمين الذين لا يؤمنون بالإمامة الشيعية، عموما هذا موقف العاقل والمعتدل في الشيعة: التشكيك بإيمان الصديق والفاروق، فماذا بقي للمجانين والمتطرفين؟ لكن الحقيقة أنهم كلهم مجانين ومتطرفون ولكن يتفاوتون في الوقاحة والكذب والتقية!
- تكفير جميع مذاهب وفرق أهل السنة، ومن ذلك ما فعله الصفويون حين احتلوا بغداد، حيث أمر الشاه عباس الأول بتحويل قبر الإمام أبي حنيفة إلى حمام عام!! لعنه الله.
- بيّن المؤلف تلاعب الشيعة ببعض المصطلحات مثل: الإيمان، المؤمن، المخالف، لكفر المقابل للإيمان، وكيف أنهم يقصدون بها تكفير المسلمين.
- الشيعة يبطلون عبادات جميع المسلمين وأنهم لا يثابون عليها، وهذا تكفير مبطن.
- تحريم إعطاء الشيعي الزكاة للمسلمين، وهو تكفير مبطن.
- اعتبار المسلمين أعداء، يقول فقيههم علي الطبطبائي: "ودعوى الإيمان والأخوة للمخالف مما يقطع بفساده والنصوص المستفيضة بل المتواترة ظاهر في رده"، وهو يفسر لنا شدة العداء للمسلمين ورفض التصالح والتنازل للمسلمين من قِبل بشار الأسد أو الحوثيين والذين لولا الدعم من إيران لسقطوا مبكراً!!
- تجويز لعن وسب واستغابة المسلمين وعدّها من الطاعات.
- اعتقادهم نجاسة المسلمين.
- استباحة أموال ودماء المسلمين، والواقع أكبر دليل على ذلك، وذكر المؤلف عددا من الجرائم الشيعية البشعة بحق المسلمين قديماً وحديثاً.
أما الباب الثالث (التبعات المعيبة والشاذة المترتبة على تبني المذهب لعقيدة التكفير)، فهو لبيان فصيل من علماء الشيعة حاول أن ينفي هذه العقيدة التكفيرية عن الشيعة فلم يجد إلا الكذب منهجا له في ذلك، وهو ما فنده الفصل الأول، ومن هنا رفض المسلمون فكر الخوارج لصدقهم وصراحتهم في تكفير المسلمين، بعكس الشيعة الذين يعدّون الكذب/ التقية دينا لهم، ومن هنا اشتبه أمر الشيعة على بعض المسلمين.
والذين مارسوا الكذب في نفي التكفير عن الشيعة هم أعلام وفقهاء ومراجع كبار، والمؤلف قام بتعرية كذب عدد منهم نفوا التكفير عن الشيعة وبعضهم يكفر المسلمين، مثل:
عبد الحسين الموسوي، ومحمد سعيد الحكيم، وجعفر سبحاني، وعبد الجبار شرارة.
وختم المؤلف كتابه بفصل عقد فيه مقارنة بين السنة والشيعة من أقوال الشيعة أنفسهم حول قضيتين: ما هو سبب النجاة يوم القيامة؟، وما هو الموقف من الخلافة والتنوع المذهبي؟، وقد فضح الشيعة أنفسهم بأنفسهم في هاتين القضيتين.
وبهذا يتضح لنا أن العقيدة الشيعية عقيدة تكفيرية بامتياز، وأنها تحولت لسلوك دائم عند الفقهاء، وعادة دائمة عند أفراد الشيعة، وسياسة دموية إجرامية للقادة والدول الشيعية كلما سنحت لهم الفرصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق