|
عادل السعدون |
">إعداد حمزة عليان
استكمالاً لكتاب «الأوائل»، يعمل خبير الفلك الاستاذ عادل حسن السعدون على اصدار كتاب جديد يحمل عنوان «أوائل النساخين والمؤلفين وما طبع عن الكويت» منذ عام 1682 ولغاية عام 1961، ويؤرخ لأول نص عربي ظهر فيه اسم فيلكا في مخطوط كتاب «الموطأ» للإمام مالك قام بنسخه مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم العازمي.
يستعرض المؤلف تاريخ الكويت بوصفها «بلد المهاجرين».
فمنذ ان قدمت إليها أسرة آل صباح ومن معهم من العوائل، في أوائل القرن الثامن عشر، ومع وجود أسر قديمة في الكويت وأبرزهم من قبيلة العوازم، ومع ظهور أول عقد مبايعة ما بين أسرة الصباح والشعب الكويتي ليتولوا دفة الحكم، وهو عقد استند الى اساس ديموقراطي كان بمنزلة بؤرة التأسيس فقد توالت بعد ذلك الاطر القانونية والشرعية لتأسيس دولة حديثة، وما صاحب ذلك من وجود الأمان والاطمئنان، ونتج عنه ازدهار اقتصادي بمقياس ذلك الوقت، وقدوم هجرات الى الكويت لاسباب اقتصادية وأمنية من المناطق المحيطة بها، من نجد والاحساء والعراق وايران، وتطلب ذلك الامر تنظيم الحياة اليومية فقدم اليها القضاة وشيوخ الدين، وصانعو السفن (القلاليف)، وظهر فيها الأدباء ورجال العلم، والتجار والطواويش (تجار اللؤلؤ) والنواخذة (ربابنة السفن) والغواصون والبحارة، والصناع.
يضيف المؤلف في مقدمة كتابه ان ما يثير اهتمامه ظهور رجال الدين والأدباء والقضاة.
«فقد كانت هناك حاجة ماسة لتثقيف هذا المجتمع الحديث التكوين بأمور الدين والدنيا، لكي ينظموا عباداتهم، وممارسة شعائرهم الدينية وتوثيق معاملاتهم التجارية والشخصية وحل المسائل الخاصة بالميراث والزواج والطلاق وغيرها من الأمور التي تهم المواطنين فظهر عام 1705م أول قاض في الكويت وهو محمد بن عبدالوهاب بن عبدالله بن محمد بن فيروز بن محمد بن بسام التميمي الاشيقري الذي رافق آل صباح ولمدة أربعة أعوام في تنقلاتهم قبل هجرتهم الى الكويت واستمر يعملكقاض من عام 1705 حتى توفي في الكويت عام 1722».
تسع أسر من القضاة
بعد ذلك خلّد العديد من القضاة من أسر عديدة، مثل أسر العدساني، والعبدالجليل، والشارخ، والدحيان، والقناعي، والحمادة، والأثري، والشملان، والخميس.
وقد لزم الأمر أن يكون لدى هؤلاء القضاة كتب دينية يستعينون بها لأداء مهامهم، فمنهم من أحضر الكتب من الدول المجاورة كالعراق والسعودية، كما أحضرت كتب من بلاد الشام ومصر، فقام بعض منهم بنسخ هذه الكتب لتتوافر تحت أيديهم ولتدريس طلاب العلم بها، كما قام نفر آخر بتأليف كتب دينية بعد أن أصبحت لديهم الخبرة الكافية لوضعها، ولا ننس أنه في ذلك الوقت كانت المعايير لوضع الكتب عالية، بحيث لا يقوم بها إلا من بلغ مرحلة من العلم تمكنه من القيام بهذا الدور الكبير، خصوصاً أن هذه الكتب ذات موضوعات دينية، وما يكتبه يعتبر «فتوى»... تحسب عليه، فعليه تحري الدقة والأمانة والصدق، والمطابقة مع ما سبق أن كتب في الموضوع نفسه.
أول عملية نسخ
ويسرد الكتاب في تسلسل تاريخي، عمليات نسخ الكتب وتأليفها في الكويت، والكتب المطبوعة التي طبعت خارج الكويت قبل ظهور المطابع، وبعد ظهورها، والمؤلفين غير الكويتيين الذين كتبوا عن الكويت، ولا شك في أن هناك العديد من الكتب التي نسخت وفقدت ولم يتم حصرها.
يبدأ الكتاب من أول عملية نسخ تمت عام 1682 قام بها مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم، الذي كان يسكن جزيرة فيلكا، وهو كتاب «الموطأ» لمالك بن أنس، والذي يرجح الكثيرون أنه من قبيلة العوازم التي استوطنت الكويت لقرون قبل مجيء آل صباح إليها، وينتهي سرد هذه الكتب عام 1961.
إن بعض الكتب التي نسخت أو تم تأليفها كان بعضها يتجاوز مئات عدة من الصفحات وبعضها يبلغ صفحات عدة، وفي سبيل التمييز ما بينهما فقد صنّفنا ما دون الخمسين الصفحة على أنها رسالة وما زاد عن ذلك اعتبر كتاباً.
كما أن بعض القضاة والشيوخ قام بنسخ أو تأليف العديد من الفتاوى، ولم تدرج بهذا الكتاب.
أرقام الطبع
يلاحظ أن بعض الأسر مثل العدساني كان لها نصيب كبير في نسخ وتأليف الكتاب والرسائل وقد بلغت 16 كتاباً ورسالة، وجاءت بعدهم أسرة الفارس، حيث بلغت 12 رسالة وكتاباً.
إلا أن الشيخ عبدالله خلف الدحيان كان له نصيب الأسد، حيث نسخ وألّف 23 رسالة وكتاباً، عدى الفتاوى التي لم تدرج، ويستحق أن يطلق عليه لقب «شيخ النساخين».
كما يذكر أن الشيخ عبدالله النوري قد كتب وطبع 20 كتاباً منها 6 كتب من الفترة من عام 1955 حتى عام 1960، و14 كتاباً من عام 1962 حتى عام 1988، أي بعد وفاته التي حصلت عام 1981، حيث طبعت أربعة كتب من تأليفه، ويمكن أن يطلق عليه «شيخ المؤلفين».
وأيضاً، الشيخ يوسف عيسى القناعي الذي ألّف 6 كتب، وأيضاً أسرة الخلف التيلجي فقد كتب أبناؤها العديد من القصص والروايات والأحاديث الأدبية والتراجم.
وأول كويتي طبع ثلاثة كتب هو النواخذة عيسى عبدالوهاب القطامي، الذي طبع عام 1923 كتاب «دليل المحتار في علم البحار»، وفي عام 1924 طبع كتاب «كتاب المختصر الخاص للمسافر والطواش والغواص»، وفي عام 1925 طبع كتاب «الخالص من كل عيب لوضع».
{تاريخ الكويت}.. أول كتاب ممنوع
في ما يلي بعض الاختيارات التي وردت في الكتاب، والذي تضمن صور أغلقة أهم الكتب والوثائق والمخطوطات.
أول نص عربي
1682 أول نص عربي كتب فيه اسم فيلكا: ظهر أقدم نص عربي ظهر إلينا كتبت فيه لفظة فيلكا في اللغة العربية، وذلك في مخطوط كتاب الموطأ للإمام نسخه مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم العازمي.
1682 أول كتاب منسوخ بالكويت: نسخ مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم كتاب «الموطأ» لمالك بن أنس، عندما كان يعيش في جزيرة فيلكا الكويتية، وهي أول عملية نسخ لكتاب في تاريخ الكويت، وذلك في سنة 1094 هجرية.
أول قاض
1705 أول معلم عرفته الكويت: القاضي محمد بن عبدالوهاب بن عبدالله بن محمد بن فيروز بن محمد بن بسام التميمي الأشيقري، وهو أول من تولى القضاء في الكويت من 1705 حتى 1722، وكذلك مارس مهنة التعليم على القراءة والكتابة والحساب. ولد في الأشيقري عام 1661 وتوفي في الكويت 1722. وقد ذكر عبدالعزيز الرشيد في كتابه عن تاريخ الكويت أن وفاته عام 1722، اما كتاب سبائم العسجد في اخبار أحمد نجل رزق الأسعد، لمؤلفه عثمان بن سند البصري، فيذكر أن الشيخ محمد بن فيروز توفي بالبصرة عام 1801، ومن الممكن ان يقصد حفيده محمد عبدالله محمد عبدالوهاب بن فيروز.
ثاني كتاب
1724 ثاني كتاب منسوخ بالكويت: نسخ القاضي محمد بن عبدالرحمن العدساني، المتوفى في عام 1197 هجرية، الموافق 1782م كتاب «الفتح المبين في شرح الأربعين»، لمؤلفه أحمد محمد علي بن حجر الهيتمي، ويقع الكتاب في 518 صفحة، وكان ذلك في سنة 1137 هجرية، وتعد هذه المخطوطة، ثاني كتاب كتب بالكويت، وثاني كتاب منسوخ عن مؤلف غير كويتي، والقاضي محمد عبدالرحمن العدساني هو ثالث قاض في الكويت، الذي تولى القضاء من عام 1756 الى 1782. ويُذكر أن اول كتاب منسوخ بالكويت هو كتاب الموطأ نسخه مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم، عام 1682.
أول من نظم الشعر
1776 أول من نظم الشعر الفصيح: ولد في البصرة عام 1776م الشاعر والأديب والقاضي الكويتي عبدالجليل السيد ياسين السيد ابراهيم الطباطبائي، نزح من البصرة عام 1843 من محسني الكويت، وكان بيته مضيافاً ومحباً لفعل الخير، له ديوان شعر واسمه «روض الخل والخليل في شعر السيد عبدالجليل» ويعد أول من نظم الشعر العربي الفصيح، وعمل بالتجارة، حج إلى بيت الله الحرام في حجة 29 أبريل 1833 (1248 هـ) وكان برفقته ابنه عبدالوهاب وقد زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وألقى قصيدة شعرية انتشرت في كل أرجاء الجزيرة ومصر والشام.
أول كتاب كويتي
1795 أول كتاب من تأليف كويتي: وضع الشيخ عثمان بن سند بن راشد بن عبدالله بن راشد الوائلي الفيلكاوي البصري، المولود في عام 1180هــ 1766م، الذي توفي في شوال 1242 الموافق مايو 1827، كتاب «النظم العشماوية»، وكان أحد أهداف وضع الكتاب تعليم ابنه عبدالله فقه الإمام مالك، وقد قام راشد بن عبداللطيف بن عتبي، بنسخ هذا الكتاب، وتعد هذه المخطوطة، أول كتاب من تأليف مؤلف كويتي، وثالث كتاب كتب بالكويت، ويُذكر أن أول كتاب منسوخ بالكويت هو كتاب الموطأ نسخه مسيعيد بن احمد بن مساعد بن سالم، عام 1682.
كتاب مناسك الحج
7/1/1830 وضع الشيخ محمد بن محمد بن عبدالرحمن العدساني كتاب «عدة الناسك لاداء المناسك» وهو كتاب يشرح مناسك الحج، وقد نسخه مبارك عبدالله الشافعي النقشبندي، وذلك في يوم الخميس 11 رجب 1245، ويقول في أوله «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله جملة وتفضيلا والصلاة على المبعوث بأوضح مقيل وافصح مقيلا سيدنا محمد المنزل عليه في الآيات البينات ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا وعلى آله وأصحابه ما ضبح الحجيج بالتلبية إليه بكرة وأصيلا أما بعد فهذه نبذة جمعتها من كتب الشافعية المعتبرة ليستعين بها من وفقه الله تعالى إلى المواقف في تلك المشاهدة.. في هذه النبذة مصصحات الحج ومفسداته وواجباته..» ويقول ناسخ الكتاب في الصفحة الأخيرة:
«فيا قاريا خطي الذي كتبته
فان فعلت خيرا ستلقى ثوابه
تفكر في يدي وما قد اصابها
وان فعلت شحا تجازي حسابها»
وتقع المخطوطة في 49 صفحة. المصدر عائشة محمد صالح العدساني.
أول كتاب عن تاريخ الكويت
1926 أول كتاب عن تاريخ الكويت، وثاني كتاب يمنع من دخول الكويت: طبع في المطبعة العصرية في بغداد أول كتاب عن تاريخ الكويت «تاريخ الكويت» لمؤلفه عبدالعزيز الرشيد البداح، والكتاب مكون من جزأين، الأول يتكون من 236 صفحة، والثاني يتكون من 264 صفحة، وعن كيفية البدء في كتابة هذا الكتاب، فتقول المصادر: انه في عام 1925 فاتح الرشيد جلساءه عن عزمه لكتابة تاريخ الكويت، وهو أول مشروع لكتابة تاريخ الكويت، وكان المشروع متعباً، وبدأ بنقل وجمع مادته من الافواه ومن ثقات الرواة، وكتب الى الشيخ أحمد الجابر فسمح له بالاطلاع على الوثائق عنده، واوصى رئيس كتاب ديوانه الملا صالح بن محمد الملا ان يمده بكل ما يحتاج اليه من وثائق رسمية، وقد اعطاه 2500 روبية دعما للكتاب، وطبع كل جزء بوقت مختلف، فالأول كما ذكر على غلافه طبع في عام 1344 هجرية الموافق عام 1926، والجزء الثاني طبع في 1345 هجرية الموافق عام 1926، ولقي الكتاب ضجة كبيرة في الكويت وخارجها، وهوجم الرشيد بسبب صراحته في كتابة التاريخ، حتى انه كان ينتقد الحكام مع ان بعض الناقمين هددوه بالقتل والضرب، ويقال ان سبب المنع تهجمه على بعض رجال الدين، وهناك قول آخر بسبب ذكره حادثة قتل الشيخ مبارك لاخويه محمد وجراح الصباح، ومنع الكتاب من التداول وحجز لدى الجمارك حتى توفي الرشيد عام 1938، وبعد وفاته طلب الشيخ يوسف بن عيسى القناعي من حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح ان يفك الحجز عن الكتاب لدى الجمارك، وتم ذلك وتسلم ورثته الكتاب وعند نشره تم بيع النسخ كلها خلال فترة وجيزة، ويقول خالد سليمان العدساني في كتابه «نصف عام من الحكم النيابي في الكويت» ان المجلس التشريعي أصدر قراراً بتاريخ 1938/9/4 موجها الى مدير الجمرك البحري بشأن منع الكتاب، ويعد منع كتاب «تاريخ الكويت» للرشيد ثاني منع للكتب في تاريخ الكويت.
أول قصة كويتية
11/1929 أول قصة كويتية: انتهى الكاتب والاديب خالد محمد الفرج من تأليف قصته «منيرة» في مساء الأول من يناير لعام 1930 (اخر ليلة من رجب وأول يوم من شعبان). وتم نشرها في الجزأين السادس والسابع من المجلد الثاني من مجلة الكويت، التي صدرت بتاريخ نوفمبر وديسمبر 1929، وتعتبر اول قصة كويتية منشورة. ويعتبر اول من نشر قصة بالكويت والخليج العربي. (يلاحظ ان تاريخ تأليف القصة لا يسبق تاريخ نشرها وربما يعود السبب الى تأخر صدور المجلة حين تطبع في خارج الكويت، حيث يطبع عليها شهر نوفمبر وديسمبر 1929، ولكن هي بالحقيقة طبعت في شهر يناير).. ومنذ عام 1930 حتى نهاية عام 1941 لم تنشر اي قصة اخرى بعد قصة «منيرة» حتى قام فهد الدويري بتاريخ 18 ديسمبر 1941 بتأليف قصة «بين العدمين» ونشرها في جريدة خارج الكويت وهي جريدة «البحرين» التي تصدر بالبحرين، وتعد ثاني قصة كويتية. وقد أعد الفرج قصة اخرى هي «المسدس» وانتهى من تأليفها في 10 نوفمبر 1952، وهذه القصة لم تنشر ولم يشر إليها الدارسون. كما ألف الفرج العديد من القصائد ومنها «قصة مبتورة» وقصيدة «اللاشيء» وهي عن جامعة الدول العربية وقصيدة «المهاتما غاندي» و«الشيوعي» وقصيدته عن «الماء..» مرجع 1161.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق