1- قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - : إنه صنف كتابه – كتاب التوحيد – بالبصرة لنفع هؤلاء العامة الجهلة ، وقيل : ألفه في حريملاء بعد ما قدم من البصرة . 1/133
2- انتقال الشيخ من العيينة إلى الدرعية :
بلغت دعوة الشيخ حاكم الأحساء ( سليمان بن محمد بم عرير الحميدي الخالدي ) وعظم عنده القصد منها والخوف من عواقبها على سلطانه كما بلغته مشوهة مزورةً ، فكتب ابن عرير إلى الأمير عثمان بن معمر بإخراج الشيخ من بلده ، وإن لم يفعل فسيقطع عنه مرتباته الشهرية وليغزونه في عقر داره ، فعلم أن لا طاقة له بملك الأحساء ومعاداته ، فطلب من الشيخ مغادرة بلدته ، ولم يصل إلى الشيخ منه أذية ولم يأمر مرافقه إلى الدرعية بقتله ، كما جاء في ذلك في بعض نسخ – عنوان المجد – فإن ابن بشر استدرك ذلك وصححه في النسخة الأخيرة التي اطلعت عليها عند أحفاد المؤرخ بالزبير ، ففيها تكذيب خبر إرادة قتل الشيخ محمد . 1/137
3- في بعض التواريخ المصرية أن إبراهيم باشا لما عاد إلى القاهرة بعد حرب الدرعية جاءه العلماء وشيوخ الأزهر مهنئين ، فلم يلتفت إليهم ولم يهتم بهم ، وحين سئل عن ذلك قال : العلماء الحقيقيون هم في صحاري نجد ، لما رأى من إيمانهم وصدقهم وتمثلهم بحالات السلف الأوائل . 1/177
4- من المصادفات الغريبة أو من تقدير الله تعالى ذلك لعباده أن تكون الحكمة الصادرة في تقويم أم القرى يوم وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله - : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (( إنما الصبر عند الصدمة الأولى)) فلعلها إلهام من الله تعالى ليسلي بها عباده من مصابهم الأليم . 1/261
5- جاء في ترجمة إبراهيم بن سعود السياري : يقول بعض من سافر معه : لقد قام في ليلة بأربعة عشر جزءاً من القرآن ، وكان يكثر من قراءة القرآن ، فكان يختم كل أسبوع ، وفي رمضان كل يوم ختمة . 1/302
6- يذكر في ترجمة الشيخ إبراهيم بن عبد الله الهويش أنه أراد حفظ ألفية بن مالك في النحو أغلق على نفسه في مكان لا يخرج منه إلا للضرورة أو الصلاة حتى أتم الحفظ . 1/259
7- قال الشيخ عبد الله البسام في ترجمة إبراهيم بن محمد بن ضويان – رحمه الله - : من لطف الله تعالى وتدبيره أن تلميذه الشيخ محمد بن عبد العزيز آل الرشيد كان يدرس تلاميذ المترجم عن الموت الفجأة ، ويورد عليهم ماورد فيها من آثار ، فما راعهم إلا خبر وفاة الشيخ ابن ضويان فجأه بدون سابق ، فكان هذا الدرس لمحبيه تمهيداً لقلوبهم ، وعزاء لنفوسهم . 1/409
8- بقي الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى – رحمه الله – بمكة حتى توفي الشريف عون ، فرجع إلى بلده شقراء ، وشرع في التعليق على قصيدة ابن القيم النونية ، وكان له اطلاع تام على المِلل والنحل وأسماء الرجال ، فلم يقدر له إتمامه على مطلوبه لاشتغاله بالقضاء ، فكان ما كتبه عبارة عن مسودة لم تستوف الأبيات ، لكنها تعين الطالب على فهم بعض المباحث ، وكثيراً من ابياتها لم يتكلم عليها ، وكان في عزمه تكميله لكن فاجأه الأجل المحتوم ، وله رحمه الله بعض أوهام فيه علق على بعضها شيخنا عبد الله بن عبد العزيز العنقري ، وبعضها نبهت عليه أنا وقد عرضت ما كتبته على الشيخ سليمان بن سحمان فاستحسنه ، وقال ما معناه : لو لم تنبه عليه لكتبنا عليه . 1/451
9- قال الشيخ أحمد بن مشرف – رحمه الله – فيمن يحجز مكان يوم الجمعة :
هب القول المحق بعقد منة تصاعد مرتقاً أعلا قرنـة
فيا قرماً نشا من فرع قرم لهم في الناس آمـال وسنة
أتيت الجمعة الغرا مريـداً لنحر البدن أو بعض المسنة
فسابقك الجريد إلى المصلى ونـعـلان وأبوابٌ مصنة
فإن كان السباق بذا فعندي عصا ورقدت في بيت مكنة
فإن السبق بالأبدان معنـى حديث المصطفى ما فيه طنة . 1/541
10- جاء في ترجمه الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة أنه كان يفعل كما يفعل يحيى بن معين حين يحضر درس سفيان ، حيث كان يحضر خيطاً وكلما حدَّث سفيان بحديث عقد عقدة ، فإذا رجع إلى بيته كان يثبت حديثاً ويحل عقده .
وكذلك فعل ابن عطوة المترجم ، مع قوة حفظه ، مع شيخه أحمد بن عبد الله العسكري ، فكان يعقد المسائل مسألة مسألة ، ويحلها بعد الدرس ويكتبها ، ثم فعل ذلك الشيخ المنقور عند شيخه عبد الله بن ذهلان . 1/545
11- جاء في ترجمة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ – رحمه الله – وكانت مدة إقامته عند السيد نذير حسين تسعة أشهر ، وفي أثنائها ورد على الشيخ سؤال عن الوليمة من جانب الأب : هل تسن أو تباح أو تكره ؟
قال المترجم : فسألني عن ذلك ، فأجبت بأن الأولى أن تكون من جانب الزوج ، للحديث المعروف .
واتفق أن الشيخ حسين بن محسن الأنصاري قدم تلك الأيام إلى دهلي ، فسأله : هل لإباحتها من جهة الأب مستند ؟ قال : فأجابني بجواب شاف في جملته حديث رواه الحافظ الآجري في إنكاح النبي – صلى الله عليه وسلم – فاطمة بعلي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بلالاً بقصعة من أربعة أمداد أو خمسة ، وبذبح جزورٍ لوليمتها ، فأتيته بذلك فطعن في رأسها ثم أدخل الناس رفقة رفقة يأكلون منها حتى فرغوا وبقيت فيها فضلة فبرك فيها وأمر بحملها إلى أزواجه ، وقال : كلن وأطعمن من شئتن . انتهى . 1/559
12-
13- مسألة : إذا وجد الرجل متاعه عند من اشتراه من غاصبه ، فعند الشيخ إسماعيل بن رميح أنه لا يأخذه ممن هو في يده إلا بثمنه ، فرد عليه العلماء بأنه يأخذه ولا يلزمه ثمنه ، استناداً إلى الحديث الصحيح : (( من وجد عين ماله عند إنسان فهو أحق به من غيره )) . 1/568
14- كان يقال : لا يبلغ طالب العلم كماله – والكمال لله – حتى يتخرج أو يحضر دروساً في سبع مدارس في سبعة بلدان : مدرسة الدويحس في الزبير ، ومدرسة آل أبي بكر في الأحساء ، ومدرسة الآلوسي في بغداد ، والأزهر في مصر ، ومدرسة المرادية في دمشق ، وكان طالب العلم إذا استوفى يؤم الحرمين الشريفين لحضور بعض حلقات شيوخ الحرمين في مكة والمدينة . 1/390
15- كان والد الشيخ إبراهيم بن محمد الضويان أمياً لا يحسن القراءة والكتابة ، مع أنه يوجد في صحيفة 308 من شرح المترجم على ( الدليل ) هذا النص : ( وكذا الميتة حتى الجلد ، ولو قلنا بطهارته في الدباغ ، أفاده والدي أمتع الله به آمين ) . اهـ . 1/403
16- قال محمد بن رشيد في الشيخ إبراهيم الضويان : السبب في قلة تلاميذه والأخرين عنه هو أن الشيخ المترجم ليس من المتحمسين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، والناس ينفرون ممن لا يتحمس لها .على أن هذا ليس قدحاً في اتجاهه وعقيدته ومحبته للشيخ محمد ودعوته ، وإنما الناس منهم من يندفع إلى مايعتقد ، ومنهم من لايكون عنده ذلك الاندفاع ، وإلا فإن شرحه على الدليل غالبه منقول من مختصر الشرح الكبير للشيخ محمد بن عبد الوهاب ومصرح بذلك ، وقد اطلعت على الجزء الأول من كتابه الذي ترجم فيه لعلماء الحنابلة في (( دار الكتب المصرية)) مخطوطاً ، واسم الكتاب (( رفع النقاب عن تراجم الأصحاب )) وآخر ترجمة فيه للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وقد أثنى عليه ووصف الشيخ بصفاته الحميدة . 1/407
17- أخلاقهم : قال الشيخ الوجيه الأفندي محمد حسين نصيف – رحمه الله تعالى – : كان الشيخ أحمد بن عيسى يشتري الأقمشة من الشيخ عبد القادر بن مصطفى التلمساني أحد تجار جدة ، بمبلغ ألف جنيه ذهباً ، فيدفع له منها ( أربع مئة ) ويقسط عليه الباقي ، وآخر قسط يحل يستلمه الشيخ التلمساني إذا جاء إلى مكة للحج من كل عام ، ثم يبتدؤون من أول العام بعقد جديد ، وكان الكفيل للشيخ أحمد بن عيسى هو الشيخ مبارك المساعد من موالي آل بسام ، وكان صاحب تجارة كبيرة في جدة ، ودام التعامل بينهما زمتاً طويلاً ، وكان الشيخ أحمد بن عيسى يأتي بالأقساط في موعدها المحدد لا يتخلف عنه ولا يماطل في أداء الحق ، فقال له الشيخ عبد القادر : إني عاملت الناس أكثر من أربعين عاماً ، فما وجدت أحسن من التعامل معك – يا وهابي – فيظهر أن مايشاع عنكم يا أهل نجد مبالغ فيه من خصومكم السياسيين ، فسأله الشيخ أحمد أن يبين له هذه الشائعات فقال : إنهم يقولون : إنكم لا تصلون على النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا تحبونه ، فأجابه الشيخ أحمد يقوله : سبحانك هذا بهتان عظيم ، إن عقيدتنا ومذهبنا أن من لم يصل على النبي – صلى الله عليه وسلم – في التشهد الأخير ، فصلاته باطلة ، ومن لا يحبه فهو كافر ، وإنما الذي ننكره نحن – أهل نجد – هو الغلو الذي نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عنه ، كما نرفض الإستعانة والاستغاثة بالأموات ، ونصرف ذلك لله وحده .
يقول الشيخ الراوي محمد نصيف عن الشيخ عبد القادر التلمساني : فاستمر النقاش بيني وبينه في توحيد العبادة ثلاثة أيام حتى شرح الله صدري للعقيدة السلفية ، وأما توحيد الأسماء والصفات الذي قرأته في الجامع الأزهر ، فهو عقيدة الأشاعرة وكتب الكلام مثل السنوسية وأم البراهين وشرح الجوهرة وغيرها ، فلهذا دام النقاش فيه بيني وبين الشيخ ابن عيسى خمسة عشر يوماً ، بعدها اعتنقت مذهب السلف ، وصرت آخذ التوحيد من منابعه الأصليه الكتاب والسنة وأتباعها من كتب السلف ، فعلمت أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم بفضل الله تعالى ثم بحكمة وعلم الشيخ أحمد بن عيسى .
ثم أن الشيخ التلمساني أخذ يطبع كتب السلف ، فطبع منها النونية لابن القيم ، والصارم المنكي لابن عبد الهادي ، والاستعاذة من الشيطان الرجيم لابن مفلح ، والمؤمل إلى الأمر الأول لأبي شامة ، وغاية الأماني في الرد على النبهاني للآلوسي وغيرها ، وصار التلمساني من دعاة عقيدة السلف .
قال الشيخ محمد نصيف : فهداني الله إلى عقيدة السلف بواسطة الشيخ عبد القادر التلمساني ، فالحمد لله على توفيقه .1/438
18- كان الشيخ أحمد بن عيسى جالساً ذات يوم عند الشريف عون فمر ذكر أصحاب الطرق وما يفعلونه من الأذكار المبتدعة ، فقبح الشيخ فعلهم ، وقال : إنها أمور مبتدعة لا أصل لها في الشرع ، فإن مجرد ذلك التكرار للفظ الإثبات في قولهم لا إله إلا الله لا يكون ذكراً ، وهم ما اقتصروا على ذلك ، بل كرروا الضمير فقط ، فقالوا : هو هو ، فتعجب الشريف من كلامه ، فقال له : إذا أضرب لك مثلاً لو أن خدامك وحاشيتك وقفوا ببابك وجعلوا ينادون جميعهم بصوت عال ويقولون : عون عون ، يرددون ذلك ، أيسرك هذا ويكون حسناً عندك ؟ قال : لا ، قال : فماذا تصنع بهم ؟ قال : آمر بتأديبهم على فعلهم ، قال : فتأمر بتأديبهم على استهانتهم باسمك ، ولا تؤدبهم على استهانتهم بذكر الله وأسمائه ؟ فمن ذلك الوقت فرق شملهم ولم يترك منهم أحداً يجتمع على شيء من ذلك . 1/450
19- حين محاصرة إبراهيم باشا للدرعية قال ابن حميد : ( وتردد - المترجم – بين آل سعود وبين الوزير إبراهيم باشا في الصلح ، فما تم ، ولامه إبراهيم باشا في الخروج معهم عن المدينة المنورة ، وعرض عليه أن يرده إلى المدينة ، فأبى وقال : لا أفارقهم إلا إذا غلبوا ، فأغضب الباشا ذلك ، ولما أخذ بلادهم أمسكه وعذبه بأنواع العذاب ) . 1هـ كلام ابن حميد في السحب الوابلة . 1/460
20- قال ابن بشر : ( وفي سبع ومائة وألف ظهر بن زيد الشريف ، وقصد نجداً ونزل بلدة أشيقر وحاصر أهلها ، وطلب أن يخرج إليه الشيخ حسن بن عبد الله أبا حسين وأحمد بن محمد القصير ، فخرجا إليه فحبسهما ، وكان ذلك في رمضان فأفتى الشيخ الفقيه أحمد القصير بالفطر في رمضان ويحصدون زروعهم ) . اهـ . 1/512
21- نظم الشيخ إسحاق بن حمد بن عتيق شروط لا إله إلا الله وما يضادها ، فقال :
لسبعة الشروط في الشهادة حتم علينا قبول ذي الإفادة
علم بنافي الجـهل واليقين إذا نفـى للشك يـا فطين
كذا القبول إن نفى للـرد والانقياد رابع فـى العـد
وهو المنافي الشرك إخلاص الفتى إذا نفى للشرك فـافهـم يا فتى
والصدق أيضـاً المنافي للكذب حبة تنفــي لضد فـاحتسب . 1/556
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22- قال البسام في ترجمة الشيخ حسين بن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - : يغلط كثير من المؤرخين فيجعلون المترجم الشيخ حسيناً هو خلفة أبيه في الزعامة الدينية ، وهذا غلط ، والصحيح أن الزعامة في ابنه الآخر الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد ، وقد استدرك هذا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله على الشيخ عبد الله خياط ، والغلط ناشىء من الشيخ عثمان بن بشر صاحب عنوان المجد . 2/64
23- قال البسام في ترجمة الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود :
إلى عدنان ينتهي ثقات الرواة في أنساب العدنانية ، وإذا قيل أن أسرة آل سعود تنتمي إلى عنزة ، فأنه إنتماء صحيح ، ذلك أن أسرة آل سعود ينتهي نسبهم من حنيفة إلى وائل ، وإن عنزة تنتهي في نسبها إلى وائل ، إذاً فوائل هو جد القبيلتين ( خنيفة ) و ( عنزة ) ، إلا أن حنيفة تركوا النسبة إلى وائل ، وأخذوا بالانتساب إلى ( حنيفة ) .
وأول من قصر نسب آل سعود إلى حنيفة – فيما نعلم – هو الشيخ راشد بن خنين أحد علماء الخرج ، والشيخ محمد بن سلوم الفرضي الشهير .
وآل سعود يقرون هذه النسبة ، لا سيما عالم الأسرة الكريمة الأمير الكبير عبد الله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود فإنه قال لي في عدة جلسات : نحن من بني حنيفة .
والوادي الكبير الذي يخترق مدينة الرياض لا يزال ينسب إلى هذه القبيلة .
وهناك آباء مجهولون ما بين ( مانع بن ربيعة المريدي ) وما بين جد القبيلة ، وهذا شيء عليه جميع الأسر النجدية ، فكل أسرة من قبيلة نجدية تعرف أنها من هذه القبيلة ، فإنه يلحق فرعها بأصلها .
كان مانع بن ربيعة المريدي جد آل سعود يقيم هو وأسرته في بلدة يقال لها ( الدرعية ) مكانها الآن في الشمال الشرقي من مدينة بقيق وجنوب ( أبا الدفوف ) غرب مطار الظهران.
قال ابن بشر في عنوان المجد : وفي عام 850هـ قدم مانع بن ربيعة من بلدهم القديمة المسماة ( الدرعية ) عند القطيف ، قدم منها على ابن عمه ابن درع صاحب حجر والجزعة المعروفين قرب بلد الرياض ، وكان من عشيرته ، فأعطاه ابن درع ( المليبيد ) و ( غصيبة ) المعروفين في الدرعية فنزلها وعمرها ، وزاد عمارتها ذريته من بعده
وذكر أيضاً غير ابن بشر أن مانعاً المذكور كان مسكنه بلد الدروع من نواحي القطيف ، ثم إنه تراسل هو ورئيس دروع حجر اليمامة بنو عم دروع القطيف لما بينهم من القرابة ، فاستخرج مانعاً من القطيف ، فأتى إليه في حجر ، فأعطاه المليبيد وغصيبة المذكورين ، فاستقر فيهما هو وبنوه . وولد لمانع ربيعة ، وصار له شهرة ، ثم ظهر ابنه موسى وصار له شهرة أعظم من أبيه ، وكثر جيرانه ، ثم تولى من بعده موسى ابنه إبراهيم ، ثم صار بعده ابنه مرخان ، فخلف مرخان ابنه مقرن ، وخلف مقرناً ابنه محمد ، وخلف محمداً ابنه سعود ، وخلف سعوداً ابنه محمد .ومحمد هذا هو الإمام الذي تعاهد هو والشيخ محمد بن عبد الوهاب على لاقيام بالدعوة ، ومحمد هذا خلفه على الإمامة ابنه الإمام عبد العزيز بن محمد ، والإمام عبد العزيز هو الذي صار بعده بالإمامة المترجم .ولا زالت الولاية باقية في ذرية الإمام ( محمد بن سعود ) رحمه الله تعالى ، فالولاية في هذا البيت السعودي منذ النصف الثاني من القرن التاسع الهجري ولكن اتساعه هو منذ قيام الإمام محمد بن سعود بمؤازرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته ، وذلك في النصف الأخير من القرن الثاني عشر ، فرحمه الله تعالى عليهم أجمعين . 2/242
24- بنو حنيفة هم أهل مقاطعة ( وادي حنيفة ) ، الذي قاعدته حجر اليمامة ، المسماة الآن الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية . وكان الملك فيهم على بلدان اليمامة من العهد الجاهلي ، وأشهر ملوكهم السابقين الملك ( هوذة بن علي الحنفي ) ، الذي كتب إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – يدعوه للإسلام ، كما كتب إلى سائر ملوك الأرض ، ورغم فترات تاريخية انقطع فيها حكم البلاد عنهم ، إلا أن حكم البلاد لا يزال باقياً فيهم حتى الآن ، فملوكنا ( آل سعود ) هم من بني حنيفة القبيلة الشهيرة ، كما يوجد من بقايا هذه القبيلة بعض الأسر التي لاتزال في مواطنها ، مثل آل زرعة وآل دغيثر والجلاليل وآل سحيم ، والجلاليل يرى بعضهم أنهم من مطير ، ويوجد منهم الآن أفراد قليلون ، وهم غير آل سحيم الذين من قبيلة عنزة ، فهو من سكان بلدة المجمعة . 2/197
25- قبيلة ( ربيعة ) عدنانية ، كانت هي سيدة هذا الوادي المسمى ( وادي حنيفة ) ، وكانت صاحبة الحول والطول فيه ، وأشهر ملوكهم ( هوذة بن علي بن ثمامة الحنفي ) ممدوح الأعشى ، وأحد الملوك الذين كتب إليهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – يدعوهم إلى الإسلام ، وصاحب التاج الذي لم ينضم لزعيم من العرب غيره ، وعاصمة حكمه بلدة ( جو ) ، ولا تزال معروفة وعامرة بمزارعها ، فكانت ديار بني حنيفة على ضفتي هذا الوادي الكبير ، الذي هو وادي حنيفة ، ولا زال يحمل هذا الاسم ، إلا أن بني حنيفة قلوا شيئاً فشيئاً ، حتى لم يبق منهم إلا أسر معدودة ، والذين نعرفهم من هذه القبيلة في هذه الديار :
1- آل مقرن ، ومنهم الأسرة السعودية الكريمة ، وهم حكامنا الكرام .
2- آل وطبان ، الذين منهم آل ثاقب وآل ربيعة .
3- آل دغيثر ، وهم وهم من آل يزيد .
4- الجلاليل ، الذي منهم أمير الرياض زمن قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وهو دهام بن دواس .
5- آل سحيم أهل الرياض ، وليس منهم أهل المجمعة فإنهم من عنزة .
6- آل زرعة ، وبعضهم في الإحساء .
7- الموالفة .
8- آل مديرس ، وكانوا رؤساء الرياض في السابق .
9- آل عبد الرحمن ، شيوخ ضرمى سابقاً .
10- آل يحيى ، أهل بلد أبا الكباش . 2/200
26- إذا جزت باب السيف تلقاه فـارساً وإن جزت باب العلـم تلقـاه عـالمـاً
وإن جزت باب الخوف تلقـى مخافة وإن جزت باب السـلم تلقـى مسالماً
وإن جزت باب الدين تلقى ديانة وإن جزت باب الحكم تلقـاه حاكماً . 2/246
27- بحلم وعلم ساد في قومه الفتى وكونـك إيــاه عليك يسير . 2/334
28-علم: خرج الشيخ سليمان بن عبد الله مع بعض أصحابه إلى إحدى بساتين الدرعية ، فامتحنوه في تمييز شجرة البطيخ من شجرة الدباء ، فلم يميز بينهما ، وحدث الثقات عنه أنه كان يقول : معرفتي برجال الحديث أكثر من معرفتي برجال الدرعية . 2/342
29- قال ابن بسام في ترجمة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ – رحمه الله - :-
حاشيته النفسية المفيدة على المقنع ، طبعت عدة مرات مع المقنع ، وطبعت لأول مرة مع المقنع في مطبعة المنار عام 1322هـ فلم تنسب لأحد لجهل الناشر بمؤلفها ، فإن المترجم لم يضع اسمه عليها ، ثم أعيد طبعها في مطبعة الفتح . يقول الناشر : ( الظاهر أنها للشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) .
ودفعاً لبقية هذا اللبس أحرر هنا تأكيد نسبتها إلى الشيخ سليمان بلا شك من عدة وجوه :
أولاً : أنها وجدت على نسختين من المقنع في نجد على خطه الذي لا يشك أحد في معرفته ، لتميزه على غيره من الخطوط ، ولم توجد في خط غيره إطلاقاً ، ولم تعرف في غير نجد قبل طبعها .
ثانياً : جاء في خطاب من الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف للشيخ محمد بن مانع قال فيه ابن مانع : ( وقد كتب إلى الشيخ الإمام عبد الله بن عبد اللطيف لما سألته عن حاشية المقنع ، وأخبرني أن مؤلفها هو الشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) .
ثالثاً : أنا كاتب هذه الأسطر سألت سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله عن مؤلف هذه الحاشية ، فقال لي: لا نشك أنها للشيخ سليمان بن عبد الله .
ومما ينبغي معرفته أن الحاشية في طبعة المنار غير الحاشية في الطبعة السلفية ، فبينهما اختلاف كثير من حيث الزيادة والنقص ، فتجد في واحدة ما لم تجده في الأخرى ، فلو سهل الله وقوبلتا ، وأضيفت زيادة واحدة على الأخرى ، لجاءت كاملة مفيدة مغنية عن كثير من الشروح الطويلة ، على أن الذي ينبغي أن نقوله إن هذه الحاشية من أنفس الحواشي ، ولولاها لكانت الفائدة من المقنع قليلة ، ولكنها كملته وأوضحته .
ومما ينبغي معرفته كثيراً من الناس نسب كتاب ( التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق ) المطبوع بالمطبعة العامرة الشرقية بمصر عام 1319هـ إلى المترجم . والحق أن الكتاب ليس له وإنما مؤلفه الشيخ محمد بن علي بن غريب أحد قضاة وعلماء الدرعية زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ووجد في العراق عند بدوي يقال له ( الملا دليم ) وليس عليه اسم مؤلفه ، فنشر جار الله الدخيل القصيمي وكيل إمارة ابن رشيد في بغداد ، ونسبه إلى الشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ محمد ، كما أن فيه كثيراً من العبارات التي لا تليق بتحقيق الشيخ سليمان اعتقادها أو الجهل بها من مثل قوله : ( إن الله على ماكان من قبل أن يخلق المكان ) ، يريدون بذلك نفى استواء الله تعالى على عرشه استواءً حقيقياً يليق بجلاله) . 2/345
30- شرح الشيخ سليمان بن علي بن مشرف – رحمه الله – الإقناع ، فلما حج عام 1049هـ وجد الشيخ منصور البهوتي حاجاً ذلك العام ، فاجتمعا ، وتباحثا وأطلعه الشيخ منصور على شرحه على الإقناع ، وكان الشيخ منصور لم ينته من شرحه إلا ذلك العام ، فتأمله الشيخ سليمان ثم قال : وجدته مطابقاً لما عندي إلا مواضع يسيرة ، وأتلف شرحه عليه وصنف منسكه المشهور ، فصار عمدة الحنابلة في مناسكهم ، وقد طبع هذا المنسك في مطبعة أم القرى على نفقة الشيخ محمد بن عبد اللطيف منذ أكثر من ستين سنة .
وسئل المترجم عن مسائل عديدة ، فأجاب عنها بأجوبة محررة سديدة ، فقد بلغ المحفوظ منها الآن أكثر من أربعمائة جواب مفرقة في بعض المطبوعات ، وأكثرها لا يزال مخطوطاً .
وقد اطلعت على كراسة تحتوي على واحد وثلاثين سؤالاً والجواب عليها ، فالسؤال من تلميذه الشيخ محمد بن عبد الله بن إسماعيل ، والجواب من المترجم ، وقد طبعت ضمن الرسائل والمسائل النجدية ، وكان تلميذه ابن إسماعيل حفيداً لشيخه العلامة الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل ، فكان يذكره بفتاوي جده ، فقد جاء في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية صحيفة 517 قول الشيخ سليمان لتلميذه المذكور : ( وجدك رحمه الله تعالى يقول : إمام ونحوه يملك الثمرة بالظهور ) . اهـ . يعني بذلك إمام المسجد الموقوف عليه ثمرة النخل . 2/370
31- غضب الشيخ عبد الله أبا بطين على أهل عنيزة ، حينما كان عندهم قاضياً ، لإخراجهم أميرهم جلوي بن تركي من البلد ، وخرج عنهم ، فصادف خروج الشيخ أبا بطين من عنيزة بحاشيته في آخر شعبان 1269هـ ، فأقام في بريدة لينظر ماذا يتم بين الإمام فيصل وأهل عنيزة في عصيانهم عليه وطردهم لأميره عندهم ، فدخل شهر رمضان والشيخ أبا بطين في بريدة ، فوافق إقامته دخول ليلة الثلاثين من شعبان وكان هناك غيم في الأفق ، فأمر قاضي البلد الشيخ سليمان بن مقبل بالصيام كما هو الواجب في المشهور من المذهب ، فصام الناس وصام معهم الشيخ عبد الله أبا بطين ومن معه ، فقال له بعض طلابه : كيف تصوم وأنت في تقريراتك وفتاويك تفتي بكراهية صيام مثل هذا اليوم ؟ فقال : ما دام قاضي البلد يرى هذا فنحن نتبعه ، والخلاف شر . اهـ . مع أن هذا القاضي كان أحد تلاميذه . 2/376
32- مدح الشيخ صالح بن سيف العتيقي – رحمه الله – " دليل الطالب " بهذين البيتين:
يا من يرى كتاب فقه جامع كل المسـائل سـاقها للطالب
ارجع إلى ما قلته يـاصاحبي واقطف ثماراً من " دليل الطالب " . 2/476
33- جمع الشيخ صالح بن عبد الرحمن آل عيسى يوماً بين صلاتي الظهر والعصر لعذر المطر ، وهو رواية في المذهب ، ولكن المشهور عدم الجمع نهاراً لعذر المطر ، وكان الشيخ عبد الله أبا بطين مريضاً في منزله ، فلما عاده جماعة المسجد أخبروه بالجمع فقال لهم أبا بطين : ( لا تعيدوا ولا تعودوا ) . 2/481
34- قال البسام في ترجمة الشيخ حمد بن محمد بن لعبون – رحمه الله - : قال المترجم في تاريخه المخطوط إن سبب تسميته بـ( لعبون ) أن بندق ابن عمه ( حمد بن حسين ) ثارت عليه فنظمت شدقية وبرىء لكنه صار يسيل لعابه ، فلقب بـ(لعبون ) وصارت ذريته يسمون ( آل لعبون ) وهم من بني وهب من الحسنه أحد البطون الكبار للقبيلة الشهيرة عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان . 2/109
35- قال الشيخ عبد الرحمن التويجري : ليست القبائل المشهورة اليوم باسم ( عنزة ) في نجد والحجاز والعراق والشام كلها من قبيلة عنزة بن أسد ، كما قد توهم كثير من الناس ، وإنما هي قبائل : بكر وتغلب ابني وائل غلب عليهم هذا الاسم أي عنزة ، وعنزة ليس من أبناء وائل ، وإنما وائل من ذرية جديلة بن أسد أخي عنزة بن أسد ، فنسبة هذه القبائل النجدية الحجازية الشامية العراقية إلى عنزة إنما هي نسبة إلى عمهم عنزة بن أسد ، وإلا فهم ذرية وائل بن فاسط بن هنب بن أفص بن دقمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة .اهـ . 2/ 109
36-قال الشيخ ابن عيسى : ( إن تاريخ عثمان بن بشر منقول من تاريخ ابن لعبون ، بل هو بعينه أعطاه إياه زامل بن حمد بن لعبون خفية من والده ) . اهـ . 2/111
37- ذكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، وقد ولي القضاء مدة طويلة في بلدان الخرج بأن وثائقهم بالوصايا والأوقاف وأحكام قضاتهم كانت على وفق المذهب الحنفي . 2/183
37- لما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته السلفية لم يرتح الشيخ راشد بن محمد بن خنين – رحمه الله – لها ، ورأى أن ما يطبق فيها من النصوص الكريمة على جهال ذلك الزمن لا ينطبق عليهم ، وإنما تطبق في حق من لا يدين بالرسالة المحمدية إطلاقاً ، أما هؤلاء الذين يعترفون بأصل الرسالة ، فعملهم إما سائغ شرعاً ، وإنما لا يصل إلى درجة الخروج من الملة المحمدية ، أو أنهم يعذرون لجهلهم ، وبسبب هذا الخلاف منه جرى ترحيله من بلده إلى الأحساء الذي لم يدخل في ذلك الزمن تحت الحكم السعودي ، ولم تصل إليه الدعوة السلفية .
ولما وصل إلى الأحساء استقبله علماؤها بالحفاوة وأكرموه وعظموه ، ورأوه غنيمة كبرى سيقت إليهم ، فباحثه علماؤها واستفاد منه طلابها .
38- قال البسام في ترجمة الشيخ راشد بن محمد بن خنين : سألت فضيلة الشيخ راشد بن صالح بن خنين عضو هيئة كبار العلماء ، والمستشار بالديوان الملكي – حفظه الله - ، ويكون المترجم عم جد فضيلة الشيخ راشد الحالي ، لقد سألته عما كتبه الشيخ حمد الجاسر من أن الشيخ راشداً تميمي مالكي ، وأنه شرَّق بالدعوة ، فكتب الشيخ راشد مانصه : لقد غلط الأستاذ حمد الجاسر في نسب الشيخ راشد ومذهبه ، فهو عائذي قحطاني ، ومذهبه حنفي ، والقصيدة ليست في الرد على الدعوة ، ولم يذكر فيها اسم الشيخ محمد رحمه الله .... إلخ ، في 10/7/1406هـ .
وقد رأيت عند فضيلة الشيخ راشد كتاباً من كتب الحنفية قديماً جداً ، وغلافه متمزق ، وأظنه كنز الدقائق في فقه الحنفية مكتوباً عليه : ( وقف هذا الكتاب عتيق بن إبراهيم بن معيقل ، ونظر عليه الفقير علي بن عبد الله بن خنين ، ثم من يصلح من طلبة العلم الحنفية ، وفي الصفحة الأخرى وجدت مكتوباً : ( انتقل في ملك الفقير راشد بن محمد بن خنين بالابتياع الشرعي سنة 1143هـ . ) . 2/188
39- كان الشيخ سعد بن محمد بن سعدان شغوفاً بكتاب البداية والنهاية لابن كثير ، ويقول : إنه قرأه أكثر من سبع مرات . 2/238
40- قال البسام في ترجمة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - : قال ابن بشر : ( فأما الشيخ سليمان فكان عالماً فقيهاً قاضياً في بلدة حريملاء ، وله معرفة ودارية ) . اهـ .
والشيخ سليمان مخالف لأخيه الشيخ محمد ولدعوته ، ومعادٍ لها ورادٌ عليها ، وكان حين ولاية الإمام محمد بن سعود عليها هو القاضي في حريملاء .
ولذا قال ابن بشر ( وفيها 1165هـ قام ناس من رؤساء بلدة حريملاء وقاضيهم ( سليمان بن عبد الوهاب ) على نقض عهد المسلمين ومحاربتهم ، وأجمعوا على ذلك ، وعزلوا أميرهم محمد بن عبد الله بن مبارك ، وأخرجوه من البلد ، وكان الشيخ رحمه الله قد أحس من أخيه سليمان إلقاء الشبه على الناس ، فكتب إليه الشيخ ونصحه وحذره شؤم العاقبة ، فأجاب الشيخ وتعذر له ، وأنه ما وقع منه مكروه ، وأنه وإن وقع من أهل حريملاء مخالفة لا يقيم فيها ، ولا يدخل فيما دخلوا فيه ) . اهـ .
وقال ابن بشر في حوادث 1167هـ : ( إن سليمان بن عبد الوهاب كتب مع سليمان بن خويطر كتاباً إلى أهل العيينة ، وذكر فيه شبهاً على الناس في الدين ، فتحقق عند الشيخ أن ابن خويطر قدم العيينة بذلك ، فأمر بقتله فقتل ، وأرسل الشيخ رحمه الله إلى أهل العيينة رسالة عظيمة طويلة في إبطال ما لبس به سليمان بن عبد الوهاب على العوام ، وأطال فيها الكلام من كتاب الله وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم ) .
وقال ابن بشر في عنوان المجد في حوادث عام 1186هـ : ( إن الإمام عبد العزيز بن محمد سار لفتح حريملاء ، فلما قرب من البلد بعث محمد بن عبد الله أمير ضرما بسرية ، فدخلوا البلد واستولوا عليه ، ونادوا بالأمان في البلد ، وبعثوا إلى الإمام عبد العزيز من يبشره بالفتح ، فهرب الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ماشياً ووصل إلى سدير ) . اهـ .
قلت : فأقام في سدير حتى امتدت الدعوة السلفية إلى سدير ، ثم قدم على أخيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدرعية ، فقد قال ابن لعبون في تاريخه المخطوط : ( وفي سنة تسعين بعد المائة والألف وفد أهل الزلفي ومنيخ على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعبد العزيز بن محمد ومعهم سليمان بن عبد الوهاب ، وقد استقدمه أخوه محمد وعبد العزيز كرهاً ، وألزموه السكن في الدرعية ، وقاموا بما ينوبه من النفقة حتى توفاه الله فيها ) . اهـ .
وقال محمد بن حميد في السحب الوابلة : ( وكذلك سليمان أخو الشيخ محمد كان منافياً لأخيه في دعوته ورد عليه ) . اهـ .
وقال المؤرخ الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ في تعليقه على عنوان المجد : ( وكان سليمان في بادىء الأمر مناوئاً لأخيه الشيخ محمد ومعارضاً لدعوة التوحيد حسداً وعداء وظلماً ) . اهـ .
قلت : وقد اطلعت على كتاب له رد فيه على الشيخ محمد رأيته مطبوعاً بعنوان :
( الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ) ولا شك أن هذا اسم من الناشر لا من المؤلف ، لأن تسمية أهل هذه الدعوة السلفية بالوهابية ما صارت إلا بعد ذلك .
ورأيته مخطوطاً بعنوان ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) وقد ابتدأ الكتاب بقوله : ( من سليمان بن عبد الوهاب إلى حسن بن عيدان . سلام على من اتبع الهدى ... الخ ) ويورد فيه الآيات والأحاديث ، وبعض كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ويصدرها بقوله : ( ومما يدل على بطلان مذهبكم ) ويحاول بإيراد النصوص الاستدلال بها على أن الذبح والنذر لغير الله ونحوهما ليس من الشرك الأكبر المخرج من الملة الإسلامية ، ما دام أن صاحب هذه الأعمال يقر بالشهادتين .ووهمه في هذا ظاهر جلي ، فإن من ذبح أو نذر لغير الله فقد ناقض شهادة لا إله إلا الله ، وليس هذا الكتاب مقام مناقشة ، وقد كفينا – ولله الحمد – هذه المناقشات بمن فندوا رأيه وأمثاله . وقد قال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن : ( وقد رأيت له – أي سليمان – رسالة يعترض فيها على الشيخ وتأملتها ، فإذا هي رسالة جاهل بالعلم والصناعة ، مزجي التحصيل والبضاعة ) .
وقد قدم المترجم الدرعية عام 1190هـ وبقي فيها حتى توفي 1208هـ وهذه الفترة هي قمة عز الدعوة ، والحاجة إلى الدفاع عنها ، ومع هذا لم نسمع له نشاطاً ولا صوتاً فيها ، فدلتنا هذه الحال منه ، وتلك النصوص المتقدمة عن المؤرخين الذين بعضهم عاصر هذه الأحداث أن الشيخ سليمان بقي مصراً على مباينة الدعوة السلفية وصاحبها ، إلا أنه رضخ لسلطتها وقوتها .
أما العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله فذكر أنه اطلع على رسالة تدل على رجوع الشيخ سليمان إلى دعوة التوحيد وانقياده مع أخيه ، وقد نقلها الشيخ عبد اللطيف في بعض كتبه ، وجاء في هذه الرسالة :
( من سليمان بن عبد الوهاب إلى الإخوان أحمد بن محمد التويجري وأحمد ومحمد أبناء عثمان بن شبانة ...
أذكركم ما من الله به علينا وعليكم من معرفة دينه ، وأنقذنا به من الضلال ، ولكن معلومكم ما جرى منا من مخالفة الحق ... ) . اهـ .
ومع ما هو معلوم من سعة اطلاع الشيخ عبد اللطيف والثقة بما يراه ، ومع أن الأولى هو حسن الظن بالمترجم ، إلا أننا ونحن نكتب للتاريخ فإني أرجح أنه لم يرجع عن معتقده الذي يراه وأن هذه الرسالة التي اطلع عليها الشيخ عبد اللطيف ، وهي عندي أيضاً بخط مفروغ منها : ( ضحوة يوم السبت بعد انسلاخ عشرين يوماً من ذي الحجة عام اثني عشر وثلاثمائة وألف بقلم محمد بن عبد الله بن سليمان عياف ) . ليست نسبتها إليه صحيحة ، فقد نسبت إليه إما لغرض حسن الظن به وإبعاد المسبة عن أبنائه العلماء الصالحين أو لغرض الرد على أعداء الدعوة الذي نفروا عنها بحجة أن أقرب الناس إلى ساحبها باينه فيها أو لغير ذلك من المقاصد .
أولاً : أنه قام وقعد بمحاربة الدعوة السلفية مع علماء وقته ، ولم نر أحداً من هؤلاء رجع ، وكل أتباعها ما هم إلا تلاميذ الشيخ محمد رحمه الله .
ثانياً : أنه لم ينزل الدرعية إلا كرهاً ، كما ذكر ابن لعبون في تاريخه المخطوط ، وابن لعبون معاصر له .
ثالثاً : أننا لم نر له نشاطاً في الدعوة ، فإنه لن يكتفي بهذه الرسالة لو كان راجعاً إلى الحق .
رابعاً : أنني اطلعت على رسالة من أحمد التويجري وأحمد ومحمد ابني عثمان بن شبانة يذكر كاتبها أنها من هؤلاء الثلاثة جواباً لسليمان على رسالته ، إلا أن فيها ما يدل على أنها كتبت بعد وفاة الشيخ محمد رحمه الله مع أن وفاة سليمان كانت بعد وفاة الشيخ بسنتين فقط ، فإنه من البعيد جداً أن يبقى في الدرعية ثمانية عشر عاماً ساكتاً على معتقده الأول ، وأخوه موجود ، ثم بعد وفاة أخيه يعلن رجوعه وموافقته لأخيه ، فلعلها كتبت لنفس الغرض الذي متبت من أجله الرسالة المنسوبة إلى الشيخ سليمان ، وإليكم نبذة من هذه الرسالة :
( من كاتبه الفقير أحمد التويجري وأحمد بن عثمان وأخيه محمد إلى من منَّ الله علينا وعليه باتباع دينه ، واقتفى هدي نبيه الأخ سليمان بن عبد الوهاب نسأله تعالى أن يتوب علينا وعليكم ، ويزيدنا من الإيمان ، فلقد خضنا في ما مضى بالعدول عن الحق ، وارتكبنا الباطل ونصرناه جهلاً منا ، وتقليداً لمن قبلنا ، فحق علينا أن نقوم مع الحق قيام صدق أكثر مما قمنا مع الباطل ، وأن نتمسك بما اتضح في نور الإسلام ، وما بين الشيخ محمد رحمه الله ) إلى آخر الرسالة الطويلة ، فالمترحم على الشيخ محمد في عهد الشيخ لا بعده ، ونسأل الله تعالى أن يتجاوز عنه وأن يحسن لنا الختام ، إنه جواد كريم . 2/351
41- رحل الشيخ سليمان بن مقبل إلى دمشق لطلب العلم ، واتصل بالعلامة الفقيه الشيخ حسن بن عمر الشطي ، وكان حين ذاك أشهر علماء دمشق ، ومرجعاً للخاص والعام ، فلما علم الشيخ حسن الشطي من المترجم الحرص على العلم والجد فيه والصلاح والتقى ، أكرمه وعطف عليه ، وجعل له خلوة خاصة في الجامع الأموي ، وصارت ضيافته عنده في بيته مدة إقامته لطلب العلم ، فلازم المترجم الشيخ حسن ، واستفاد منه ، لا سيما في الفقه ، فقد أوفى فيه على الغاية .
ثم عاد إلى قريته ، ووالده يظن أنه سافر لكسب المال ، فلما نزل عن راحلته المثقلة بحملها ، ظن أبوه أن هذه هدايا وكسوة ونفقة ، فلم يفاجأ إلا بفك الحمل عن كتب علمية ، فقال : يا ابني ، كنت أظن أن هذا مال ، وإذا به هذه القراطيس . فقال الابن : يا أبي ، في هذه القراطيس خير الدنيا والآخرة . 2/374
42- كان الشيخ سليمان بن مقبل مع أعماله القضائية قائماً بفلاحة بستانهم في قريتهم ( المنسى ) فدخل القرية ذات ليلة لصوص ليسرقوا ما يجدونه من إبل أو بقر أو غنم أو تمر أو غير ذلك ، فرأوا إبل الشيخ التي يسقي عليها نخله وزرعه – يعني نواضحه – رأوها في مراحها قبل أن يصلوا إليها ، فلما قربوا منها عموا عنها ، وصاروا لا يبصرونها ، فلما بعدوا عنها رأوها ، ولما قربوا منها لم يروها ، وهكذا حتى مضى هزيع من الليل ، فلما يئسوا من سرقتها دخلوا مسجد القرية ، وناموا حتى جاءت صلاة الصبح ، وصلوا مع الناس ودخلوا البستان الذي فيه الإبل التي حاولوا سرقتها ، فعلموا أنها إبل الشيخ سليمان وبستانه ، فجاءوا إليه وأخبروه بقصتهم ، فقال : إني قد قرأت وردي على نفسي وأهلي ومالي ، فتابوا على يديه . 2/378
43- قال البسام في ترجمة الشيخ سليمان بن محمد بن سليم :كان الشيخ سليمان بن محمد بن عمر بن سليم ذا ذاكرة وحفظ فليس من أهل عصره له مشابه ، إذا سمع الشيء وعاه وحفظه ، وإذا تكلم استدل بآية أو حديث أو حكمة مأثورة ، فكل ذلك في حافظته ، وقد أدركته وحضرت مجالسه بضع سنين .
وقيل كان يحفظ : ( الهدي النبوي ) . 2/398
44- قال البسام في ترجمة الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله - : حدثني ابنه الشيخ صالح رحمهم الله جميعاً قال : هو سليمان بن سحمان بن مصلح بن حمدان بن مسفر بن محمد بن مالك بن عامر الفزعي الخثعمي ، وقد وجه أحد أبناء آل الشيخ سؤالاً إلى سماحة الشيخ سليمان يسأله عن نسبه فقال :
سليمان سحمان وسحمان مصلح ومصلح حمدان وحمدان مسـفر
أولئك أجدادي سلالـة عــامر إلى خثعم يـعزى وبالخير يذكر . 2/407
45- كان الشيخ صالح بن سليمان بن سحمان – رحمه الله - يقول الشعر ، وكان خطاطاً ورساماً ، إلا أنه لا يحب الرسم ولا يمارسه ، ولهذا فقد كان جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل رحمه الله يستدعيه لكتابة الرسائل المهمة والكتب الدينية ، ومن ذلك كتاب (( الورد المصفى المختار )) من اختيار الملك عبد العزيز رحمه الله ، وقد طبع أكثر من ثلاثين مرة . 2/469
46-قال الشيخ صالح بن سيف العتيقي في حاشية الزاد : ( قوله " وإن أكره على وزن مال فباع ملكه " .... إلخ . الوزن : الدفع . قاله في الصحاح ، فحينئذٍ يكون معنى وزن المال : دفعه ) . 2/476
47- كان الشيخ عبد الجبار بن علي البصري يحتاج في بعض الأوقات ، حتى لا يوجد في بيته إلا التمر ، فيهون على أهل بيته ، ويقول : كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يمضي عليه الشهران لا يوقد في بيته نار ، وما لهم طعام إلا الأسودان التمر والماء ، ونحن نجزع إذا مضى لنا يوم واحد .وإذا فتح عليه بشيء بعد ذلك لا يدخره ، بل ينفق منه ، ويتصدق إلى أن ينفد .
وهكذا حتى إن زوجته لما عرفت عادته هذه ، صارت تلبس ثيابها ، وتقف عند باب المسجد بعد صلاة العشاء إلى أن يخرج ، فتسأله كأنها من الفقراء فيعطيها وهو لا يعرفها ، ثم تسبقه إلى طرف السوق ، فتسأله فيعطيها ، وهكذا إلى أن يصل إلى البيت ، وتجمع ذلك إلى أن ينفد ما عنده ، ويقول : كلوا اليوم تمراً ، فيقولون : ليس عندنا ولا تمر فيقول : نصبر وسيأتي الله برزق ، فيقولون : عندنا دراهم أمانة لأمرأة أذنت لنا في اقتراضها فيقول : هاتوها ، فيأخذها ، وينفق منها ، ويتصدق فتقف له امرأته عند باب المسجد على العادة وهكذا . 3/14
48- ( مرات ) مدينة قديمة سكنت قبل الإسلام ، ولا تزال مسكونة من ذلك الحين . وتنسب إلى بيت امرىء القيس التميمي ، ومنهم امرؤ القيس بن زيد مناة بن تميم ، والشاعر التميمي عدي بن زيد . 3/34
49- قال البسام في ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن مبارك الاحسائي هو ابن الشيخ
( مبارك ) ، الذي تنسب إليه هذه الأسرة . لم نقف على تاريخ ولادته ، وقد ولد في بغداد حينما كان والده مستقراً فيها ، وبعد وفاة والده عاد هو وأخواه إلى الأحساء ، فنشأ فيها وأخذ العلم عن علمائها ، ومن أشهر مشايخه تلميذ أبيه الشيخ عثمان بن سند البصري الذي أجاز المترجم ، وقال في إجازته له :( هذه بضاعتكم ردت إليكم ) : يعني أن العلم والإجازة اللذين حصلت عليهما من أبيك أردهما إليك . 3/147
50- لما دخل الجيش السعودي مكة في عام 1343هـ ، كان الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن داود – رحمه الله – هو أول خطيب يخطب في المسجد الحرام يوم الجمعة في الحكم السعودي . 3/159
51- سئل الشيخ عبد الرحمن بن حسن هل يسوغ الإفتاء بأن الطلاق الثلاث واحدة ؟ فقال : لا ينبغي الإفتاء بذلك ، وذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن أنه رأى في مصر رجلاً يفتي بهذا ، ويزعم أنه مذهب الحنابلة ، فكان من طلق امرأته في مصر ثلاثاً ذهب إليه ليبيحها له ، فنهاه عن ذلك . اهـ . 3/186
52- عبد الرحمن السعدي رحمه الله هو أول من أدخل واستعمل مكبر الصوت في عنيزة . 3/246
53- لم يكن للشيخ عبد العزيز بن أحمد بن حسن رحمه الله عمل سوى العبادة ويأتيه رزقه كفافاً بإذن الله ، وفي ذات مرة قرب عيد الفطر ، وليس عنده كسوة لأولاده ولا طعام ليوم العيد ، وألحت عليه امرأته تقول له : ليس عندنا عيد – أي طعام للعيد ولا كسوة – فقال لها : يأتي الله برزق ، فقالت : ياشيخ ، الرزق يحتاج إلى سبب . فقال لها : قد تسببنا ، وهي تعرف صدق الرجل ، فاقتنعت تظن أنه قد أوصى أحداً بذلك ، وهو يقصد السبب مع الله بدعائه ، وذهب لصلاة القيام آخر ليلة من رمضان ، وكان أغنى رجلين في القصيم محمد الربدي في بريدة ، ومحمد بن بسام في جامع عنيزة أخذ كل واحد منهما مايشبه النعاس ، فسمع كل منهما هاتفاً يقول له : أخوك الشيخ عبد العزيز بن حسن ليس عنده كسوة له ولا لأولاده ولا طعام ليوم العيد ، فتكلم كل من الرجلين ، وهو في الصلاة يقول : صحيح !! فلما سلما ، قال لهما من بجوارهما : يا عم إنك تكلمت ، وأنت في الصلاة ، فكتما الأمر تلك الساعة ، وذهب كل منهما إلى منزله مسرعاً ، وأحضر ما يلزم للشيخ من كسوة وطعام ونقود ، وبعث كل منهما خادماً على دابة لإيصال ذلك للشيخ ، فوصلا جميعاً في وقت واحد عند بابه ، حيث إن المسافة بين بريدة والقصيعة وبين عنيزة والقصيعة واحدة أو متقاربة ، وأخبر كل منهما صاحبه بما حصل مع سيده . 3/302
54- قال البسام في ترجمة الشيخ عبد العزيز بن حمد بن عتيق – رحمه الله - : أما والدته هي ( سارة بنت الشيخ ابن كسران ) الحافظة لكتاب الله عن ظهر قلب ، حتى قيل إنها في أول ليلة من زفافها قرأت على زوجها الشيخ حمد المذكور سورة البقرة من أولها إلى آخرها حفظاً عن ظهر قلب ، وكانت معروفة بالانقطاع للعبادة ومطالعة الكتب ، وتربية الأطفال التربية الإسلامية . 3/330
55- لما حضرت الشيخ عبد العزيز بن زامل آل سليم – رحمه الله – الوفاة ، أوصى من لديه بخمس وصايا :
1- أن يصلي عليه الشيخ صالح العثمان ، وكان يقيم في مكة لطلب العلم ، وهو من زملائه في الطلب .
2- أن وصيه على ثلثه محمد السليمان البسام .
3- أن يشري له قبر لا ينبش .
4- أن راحلته لخادمه محمد المحمد المرزوقي .
5- أن يقرأ عليه حين النزع سورة يس .
ونفذت وصاياه كلها . رحمه الله تعالى . 3/352
56- من المكاشفات الغربية أن الشيخ عبد العزيز بن بشر قد تفرس شراً بتلميذه القصيمي من حين كان يأخذ عنه في الأحساء ، فصدق حدسه فيه . 3/423
57- لما جرى الصلح بين الباشا وأهل البلد (شقراء ) وشى بهم رجل عند الباشا بأنهم يريدون نقض العهد ، وأنهم يتسربون من شقراء إلى الدرعية لينضموا إلى صفوف أهلها ، فأفزع ذلك الباشا وغضب ، فدخل
إلى بلدة شقراء ، ومعه عدد كثير من عساكره ، وجعل العسكر في المسجد ، ودخل الباشا بيت إبراهيم السدحان المعروف جنوب المسجد ، وأرسل إلى الأمير حمد بن يحيى بن غيهب ، فجيء به إليه جريحاً من المقاومة التي كانت بين جيش الباشا وأهل البلد قبل الصلح ، فتكلم معه بكلام غليظ ، ثم أرسل إلى الشيخ عبد العزيز الحصين ، وكان قد كبر وثقل فجيء به محمولاً على دابة ، فأكرمه وعظمه ، فذكر لهما ماحصل من أهل البلد ، وكان قصده أن يفتك بهما فقال له الشيخ عبدالعزيز : يا إبراهيم من عفا وأصلح فأجره على الله ، فاستنكر أن يخاطبه باسمه المجرد من ألقاب التعظيم والتفخيم ، فأخذ يقلد لهجة الشيخ بلفظ – إبراهيم – فرد عليه الشيخ الحصين بأن الله تعالى يخاطب أنبياءه بأسمائهم المجردة . فبفضل الله تعالى ثم ببركة هذا الرجل الصالح المخلص رق قلبه وقال بلهجته المصرية : ( عفونا ياعجوز عفونا ياعجوز ) . 3/462
58- كتب الشيخ عبدالكريم الخراساني إلى أمير الكويت ابن صباح ينصحه ، حيث إنه سمع عنه ما يخالف عقيدة السلف الصالح ، فألزق أمير الكويت ورقة بيضاء على كتاب الموطأ للإمام مالك وكتب على هذه الورقة : ( ما في هذا الكتاب هو عقيدتي ومذهبي ) . وبعث النسخة . 3/539
59- الشيخ عبداللطيف بن محمد بن عبدالرحمن بن عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وتمام هذا النسب معروف من تراجم علماء أسرته .
واشتهر هو وأسرته القريبة ( بآل المصري ) ، ذلك أن جدهم الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو كبير آل الشيخ الذين نقلهم إبراهيم باشا من الدرعية إلى القاهرة ، ومعه ابنه جد المترجم ، فجده الأعلى الشيخ عبد الله توفي في مصر عام 1244هـ .
ويظهر أنه أسن وضعف هناك ولم يكن فيه القوة على العودة إلى نجد ، وإلا فتحديد الإقامة في القاهرة للمنقولين قد خفت عنهم ، والإمام تركي قد استعاد الحكم بعد طرد بقية الغزاة ، فتوفي في القاهرة .
وكذلك جد المترجم ( الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله ) نقل وهو شاب ، وشغل نفسه بطلب العلم على علماء الأزهر ، ووجد هناك من العلوم ما لم يجده لو عاد إلى نجد ، فاستقر هناك ، ويقال إن جماعة السبكية تلقوا عقيدتهم في توحيد العبادة عنه ، فهم من سلالة تلاميذه ، لأنه صار عالماً كبيراً ، وصار له دروس برواق المغاربة في الأزهر ، ذكر ذلك ابن بشرٍ في كتابه ( عنوان المجد ) ، كما ذكره الحلواني في كتابه ( مختصر مطالع السعود ) لعثمان بن سند .
أما والد المترجم ( محمد ) ، فقد ولد في القاهرة ، ونشأ فيها ، ولكنه عاد إلى نجد ، واستقر في الرياض عام 1288هـ ، وعودته بعد وفاة أبيه الشيخ عبد الرحمن ، وصار يلقب ( المصري ) ، وذريته يعرفون بأنهم ( آل المصري ) . ولمحمد المصري – كما يلقب – أخوان اثنان بقيا في القاهرة :
أحدهما : عبد الله ، وصار كاتباً في قلعة ( محمد علي ) في القاهرة ، وتوفي في القاهرة ، وله عقب هناك ، ولكن غير معروفين .
الثاني : أحمد ، ويلقب في مصر بالآجري ، أي صاحب الصيدلة ، ولأحمد هذا ذرية في القاهرة لا يزالون معروفين بأعمال كبيرة ، وهم الآن رعية مصرية في جنسياتهم وعاداتهم وأعمالهم ، ويعرفون أنفسهم ونسبهم ، ويعرفهم آل الشيخ هنا في المملكة إلا أنه لا تواصل بينهم .وقد توفي ( عبد الرحمن حقي ) بن أحمد ( الآجري ) في مصر عام 1378هـ ، ونعته جريدة الأهرام ، وعزت بوفاته كبار علماء آل الشيخ ، ووصفته بأنه ابن عم آل الشيخ في السعودية . 3/572
60- قال عثمان بن سند في كتابه مطالع السعود : ( واعلم أنه بقي للوهابية بقية في مصر ، ظلوا فيه برغبتهم ، لأنه صار لهم فيها أولاد وأملاك ، مثل الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الوهاب النجدي ، وله أولاد منهم أحمد زجي ( صيدلي ) وعبد الله كاتب في قلعة الوجه ) . اهـ .
وقال الحلواني في مختصر مطالع السعود : ( وأما الشيخ عبد الرحمن المذكور فقد أدركته في الجامع الأزهر يدرس مذهب الحنابلة سنة 1273هـ برواق الحنابلة ، وكان عالماً فقيهاً ذا سمة حسنة ، يظهر عليه التقى والصلاح ) . اهـ .3/ 115
61- في آخر عام 1369هـ حدث شغب في عنيزة بمناسبة تقرير بعض الأساتذة المصريين في مسجد السويطي ، وذلك أن أحد الطلبة نقد المقرر ووشى به إلى القاضي ابن عودان رحمه الله ، وكانت بسيطة لو عولجت بحكمة ، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ، فبعث المترجم عما حدث للمعارف ، فعزل المصري عن وظيفته ، فقام بالمطالبة وتفرق الناس إلى صنفين ، فصنف أيده وقال : لا محظور فيما قاله ، وقالوا : قد سبقه السيوطي فيما قاله في "الإتقان" ، ومنهم شيخنا عبد الرحمن بن سعدي وثلة من الطلبة . وصنف نقدوه وشدوا أزر الشيخ العودان ، وطال النزاع وكثرت الوشايات والمقالات المغرضة ، فحاول ابن عودان عزله عن إمامة وخطابة الجامع ، وقال لشيخنا محمد العبد العزيز المطوع نصبناك إماماً في الجامع فقال رحمه الله : ماكان ينبغي لمثلي أن يحل محل شيخنا ، فضج الناس ، وأبرقوا للملك يطلبون تأييد شيخنا ابن سعدي ، فأجابهم الملك لتأييده مدة حياته ، فعند ذلك تنكر الناس عليه ، وتعكر صفو الحياة ، وتحزب الناس ، فلما رأى ذلك ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وطلب الإعفاء من منصبه فأعفي .ثم وردت برقية بأن يكرموه الإكرام التام ، ويكون الختام ختام مسك ، ولا يمس بسوء ، فامتثلوا ذلك ، وأكرموه ثم ودعوه . 3/136
62- في عام 1347هـ صارت معركة السبلة بين الملك عبد العزيز بن سعود وبين البادية من بعض قبائل عتيبة وبعض قبائل مطير المسمون الإخوان وانتصر فيها الملك عبد العزيز ، ومعه الحاضرة الموالون له من البادية ، فحقد قبائل البدو المعادون لابن سعود على عموم الحاضرة لقيامهم معه ، وحصول مقتلة كبيرة منهم في السبلة ، وصاروا ينتقمون من الحاضرة مهما أمكنهم الأمر ، فمر غزو من قبيلة الدلابحة من عتيبة على إبل أهل البدائع في طرف العبلة الغربي الواقعة غرب عنيزة بمسافة ثلاثين كيلاً ، وكانت من مفلاها ترعى ، ليس معها إلا الرعاة ، فأخذوها ليس طمعاً في الإبل ، ولكن إرادة قتل أهلها .
وكان معهم سلاح جديد من الموازر وأمهات خمس وأمهات أحد عشر رصاصة ، وهو سلاح حديث الصنعة ، لا يملكه أهل البدائع ، فمن سوء تصرف أهل البدائع رحمهم الله ، أنهم نفروا لهؤلاء البادية الطاغية وحدهم بسلاح قديم فاسد ، فلما وصلوا إلى مرعى الإبل ، وإذا بالبدو على الأهبة لهم ، فنشب القتال بينهم ، فانتصر عليهم البدو بالكثرة ، وجودة السلاح وجدته ، فقتلوا منهم أكثر من عشرين رجلاً ، ثم أطلقوا لإبلهم العنان ، وهربوا إلى محل إقامة قبيلة الدلابحة في منطقة النير .ثم إن البقية من أهل البدائع بعثوا إلى عنيزة والخبراء من يستنفرهم للانتقام من هؤلاء البغاة ، فلما جاء الخبر إلى أهل عنيزة ، نفروا إلى مكان المعركة ، وإذا بالبدو قد وصلوا إلى مضاربهم في النير .وبهذه المناسبة قال شاعر أهل البدائع ( النجاشي ) قصيدة نبطية تناول فيها أهل عنيزة متهماً إياهم بالتقصير بالطلب ورماهم بالجبن ، وعدم الشجاعة ، فتبارى شعراء عنيزة يردون عليه .وكان تراجع شاعراً جيداً ، ولكنه من أهل العلم الذين لا يميلون إلى هذا اللون من الشعر ، إلا أن شاعر أهل البدائع بسبه أهل عنيزة أثار حفيظة ، وهيج حماسه من بقية شعراء عنيزة ، فأراد أن يرد على شاعر البدائع بقصيدة نبطية ، فلما سلم من إحدى الصلوات بجماعته ، أعلن لهم أن يبحثوا لهم عن إمام لمسجدهم ، أما هو فقال لهم : إني أريد أن أجيب شاعر البدائع ، ولا يتناسب هذا مع إمامة المسجد والوعظ فيه ، فمن ذلك التاريخ ترك إمامة جامع الروغاني . والذين سمعوا قصيدته ذكروا أنها جيدة في معانيها وأسلوبها . 3/143
63- أئمة مسجد الجامع والمدرسون فيه :
كان من العادة أن من تولى قضاء عنيزة يكون هو إمام الجامع وخطيبه ، ونحن لا نعرف من الذين سبقوا الشيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب ، أما من عهد الشيخ عبد الله بن عضيب الذي أبتدأ عام 1110هـ ، فأئمة المسجد وخطباؤه هم قضاة عنيزة ترتيبهم الذي سيأتي إن شاء الله تعالى .
ولما كان عام 1361هـ تعين الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان قاضياً في عنيزة ، فعين الشيخ عبد الرحمن السعدي إماماً للجامع وخطيباً فيه ، وذلك في أول يوم من رمضان عام 1361هـ ، وفرح المواطنون بهذه المبادرة من القاضي واعتبروها من كبرى حسناته .
واستمر الشيخ عبد الرحمن حتى وفاته ، ومن ذلك التاريخ انفصلت الإمامة والخطابة عن القضاة ، وصار الإمام والخطيب غير القاضي ، ثم صارت الولاية عليه لدائرة الأوقاف التي تأسست حديثاً .
المؤذنون في الجامع :
لا نعلم عن المؤذنين في الجامع قبل أسرة ( آل فياض ) أما ابتداء الأذان في أسرة آل فياض ، فقد سمع المهتمون بأحوال عنيزة أنه يوجد في بلدهم رجل يقال له : محمد بن فياض من قبيلة بني خالد من فخذ آل مقدام مشهور بحسن الصوت وجمال الأداء ، فطلبه أعيان البلدة ليكون مؤذناً في الجامع ، فقبل وقام بالأذان ، وذلك في حوالي سنة 1200هـ ، فلما توفي خلفه على الأذان ابنه عبد الله بن محمد بن فياض ، فصار غير ملتزم بأوقات الأذان ، ولا يرتب الأوقات ، وكثير التخلف ، وهذا في عهد إمامة الشيخ عبد الله أبا بطين للجامع عام 1250هـ ، فاتفق الشيخ مع أعيان جماعة المسجد أن يستبدلوه بغيره ، فذكر للشيخ أن له أخاً صيتاً ، ولكنه لا زال في عهد المراهقة اسمه سليمان ، فجاء به الشيخ عبد الله أبا بطين ، وصار يلقنه الأذان في خلوة الجامع ، حتى أتقنه ، فقام بوظيفة الأذان أحسن قيام وأتمة ، واستمر مؤذناً خمساً وستين سنة بصوت عال ، وأداء جميل ، ومواظبة على الوقت واستقامة ، وفي آخر سني قيامه بالأذان كان إمام الجامع الشيخ عبد الله بن غافقي المشهور بجودة القراءة وحسن الصوت فكان المواطنون يقولون أزهى عصور المسجد الجامع هو إمامة عبد الله بن غافقي وأذان سليمان الفياض .
فلما توفي خلفه ابنه محمد ، وهو أقل من أبيه في مواهبه ، فلما ضعف عن صعود المنارة صار الذي يقوم بالأذان ابنه إبراهيم بن محمد وذلك من عام 1328هـ كما أخبرني بذلك في مقابلة معه في الجامع تاريخ 17/12/1408هـ ، واستمر مساعداً لأبيه حتى توفي أبوه عام 1343هـ فاستقل بالأذان إبراهيم ، وبقي مؤذناً حتى وفاته عام 1411هـ حيث توفي في 18/2/1411هـ ، بعنيزة .
وبهذا صار مؤذناً بالنيابة والأصالة ( 81 سنة ) ، ولا يوجد من أقام في هذا العمل مثل هذه المدة فيما نعلم ، والمؤذن الآن هو حفيده عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان ( المؤذن الأول ) في هذه السلسلة النسبية ، فصار المؤذنون من آل فياض كما يلي :
1- محمد بن فياض .
2- عبد الله بن محمد بن فياض .
أذانهما من 1200هـ إلى حوالي 1250هـ .
3- سليمان بن محمد بن فياض . أذن من 1250هـ إلى 1316هـ ، وهي سنة وفاته .
4- محمد بن سليمان بن فياض . صار مؤذناً من 1316هـ إلى 1343هـ ، سنة وفاته .
5- إبراهيم بن محمد بن فياض . صار مؤذناً نائباً وأصيلاً من 1328هـ بالنيابة والأصالة إلى وفاته في 28/2/1411هـ فصار مؤذناً ( 81 ) سنة .
6- عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الفياض . هو المؤذن الحالي الآن ، فيكون لهم الآن في وظيفة أذان جامع عنيزة مئتا سنة ( 200 ) ، بارك الله فيهم . 3/258-262
64- قال البسام في ترجمة الشيخ عبد الرزاق بن محمد بن سلوم – رحمه الله - : ( كان المترجم شريكاً في الدرس مع الأستاذ محمود الآلوسي عند الشيخ علاء الدين الموصلي ، وولي منصب القضاء في سوق الشيوخ ، وأخبرني الأستاذ الحاج محمد العسافي أنه كان يخبر عن المطر قبل وقوعه بثماني عشر ساعة ، وعن تبدل الرياح قبل أربع وعشرين ساعة ، ولا يخطىء . 3/282
65- كان للشيخ محمد بن حمد بن عتيق ورد يقوم به من الليل ، يطيل في الصلاة القراءة والركوع والسجود ، فكان إذا أتى مضجعه للنوم بعد العشاء الآخرة بدأ بالصلاة ، فصلى بعض ورده ، ثم نام ، فإذا بقي ثلث الليل قام وشرع في الصلاة حتى يكمل ورده ، لا يترك ورده لا في الحضر ولا في السفر ، حتى إنه بعدما كبر سنه كان في سفره إلى الحج وغيره من الأسفار ، إذا أدلجوا من الليل وعرسوا في أثناء الليل ، وقت كسل وعجز الأقوياء ، ورغبتهم في النوم ، فلا يكاد رفقاؤه يتمكنون من الاضطجاع للنوم ، إلا وقد انصت هذا الشيخ قائماً في الصلاة ، وأقبل على تلاوة القرآن والتهجد كأنه في وقت الراحة والاطمئنان ، حتى يكمل ورده المعتاد ، ثم عندما يبقى ثلث الليل ، إذا هو قد قام إلى صلاته . 3/331
66- ألف الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن خلف كتباً منها : ( المفيد لكل مستطرف جديد ) وتعسف في معاني بعض آيات القرآن الكريم ، لتدل على ما اخترع واكتشف من الأمور الحديثة ، فانتقده سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاة على ذلك ، وأمره بأن لا يروج هذا الكتاب . 3/439
67- في إحدى زيارات الملك عبد العزيز رحمه الله الدرعية في آخر حياة الشيخ عبد العزيز بن علي آل عليان أخذ الملك عبد العزيز يتكلم في أناس إلى أن قال : ( الله يعاملنا وإياهم بعدله ) فنبهه الشيخ أن يقول بدل ( عدله ) : ( بفضله وعفوه) ، فشكره الملك عبد العزيز على ذلك . 3/493
68- الشيخ عبد الله بن عضيب معاصر للشيخ عبد الوهاب بن سليمان والد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وصار بينهما مباحثات ومجادلات في العلم وكانا يرتضيان في حل ما يتجادلان فيه مفتي الحنابلة في دمشق الشيخ محمد أبا عبد الوهاب . كما أن المترجم أدرك دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكاتبه الشيخ وشرح له دعوته في بعض رسائله المنشورة في تاريخ ابن غنام ، إلا أننا لم نجد اتفاقاً ولا منافرة بينهما ، ولعل ذلك راجع إلى أن المترجم توفي في أوائل الدعوة السلفية قبل انتشارها ، أما ابن عضيب الذي تكرر ذكره في رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب فهو غير صاحب الترجمة . 4/46
69- كان سبب وفاة الشيخ عبد الله بن سليمان آل صقر أنه سافر إلى الرياض ، وفي الطريق أصاب مرافقوه ( ضباً ) ، وهو حيوان معروف ، فصلوه على النار وأكل منه ، فما زال يشتكي من تلك الأكلة إلى أن توفي عام 1353هـ عن عمر يناهز الثمانين . رحمه الله . 4/165
70- قال الشيخ إبراهيم المبيض : كان أصل نسبنا ( آل سليمان ) ثم لما غلب على جدنا ( المبيض ) نسي النسب الأول ، وصرنا ندعى ( آل مبيض ) وقالوا : إن هذا اللقب اكتسبوه من كثرة ما يقول جدهم لمحدثه ( بيض الله وجهك ) . اهـ . 4/174
71- قال الشيخ صالح القاضي : ( كنت أتعلم الخط بتقليدي لخط الشيخ ابن عائض ، فجئته يوماً أطلب منه أن يكتب لي شيئاً أقلده وهو جالس في دكان أخي محمد العثمان ، وعند أخي جزار يحاسبه وفي يده قصابة فكتب لي أبياتاً ، منها :
تعـلمت الكتـابة مـن قـديـم وفـزت اليــوم منها بـالإصـابة
وقـد قرمت لأكـل اللحم نفسي فـوا لهفي علـى أكـل القصــابة
ومنها هذان البيتان :
رزقـت معـارفاً سـددت فيهـا عليـك تلـوح أعـلام النجـابـة
لأنـك صـالـح والاسـم فـأل هديـت الرشد جـاءتـك الإجابـة . 4/186
72- كان الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن تميم عالماً فاضلاً ، ورعاً تقياً ، متواضعاً لا يحب المظاهر ولا المناصب ، فقد كلف بقضاء وادي الدواسر في عام 1374هـ ، ولم تكن فيه رغبة ، لخوفه من عدم استطاعته ذلك ، فعندما أبلغ بتكليفه لقضاء وادي الدواسر اختبأ في خلوة المسجد ، فعندما عثر عليه حمل إلى وادي الدواسر ، ولكنه كان راغباً عنه ، فتركه بعد أربعة أشهر فقط . ولم بنظر في هذه الفترة في أي قضية ، وعاد إلى أهله في الدلم ، ثم انتقل إلى الرياض ، وبقي فيه إلى أن توفي إثر سقوطه في حفرة ، حيث كان كفيف البصر وذلك في عام 1378هـ . رحمه الله تعالى . 4/288
73- في أول الدعوة كتب الشيخ محمد رسالة إلى كل من عبد الله المويسي وابن إسماعيل وابن عبيد ، ولا طفهم ولا ينهم ، وشرح لهم دعوته وأيدها بالنصوص ، إلا أنهم لم يستجيبوا له مما أثار الجدال بينهم بعد ذلك ، حتى قال الشيخ محمد : إني صبرت من المويسي على أشياء كثيرة . ولذا فإن الشيخ محمداً قابل المثل بالمثل مع المويسي ، فإنه أخذ يحذر الناس منه ويبين لهم أعماله ، وأن كل فائدته التي حصلها من ذهابه إلى الشام هو مجيئه بحمل كتب بطريق غير مشروعة ، وقد أيد كلام الشيخ محمد ما قاله العلامة الشيخ عبد القادر بن محمد بدران في كتابه ( منادمة الأطلال ) حينما ذكر مقر الحنابلة بصالحية دمشق مدرسة ابن أبي عمر فقال : ( وقد كان بها خزانة كتب لا نظير لها ، فلعبت بها أيدي المختلسين إلى أن أتى بعض الطلبة النجديين فسرق منها خمسة أحمال جمل من الكتب وبر بها ) . اهـ . كلام ابن بدران . وأما الصلاة فقد اطلعت على رسالة جليلة لأحد تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وهو الشيخ أحمد بن مانع يذكر أن المترجم المويسي يثبط عن الصلاة جماعة ، ويخفف من شأنها ، وقد رد عليه الشيخ أحمد المانع رداً جميلاً ، وقد أوردنا جملة منها في ترجمة الشيخ أحمد المانع . 4/365
74- كانت معكال قرية مستقلة ، ويقابلها بالأهمية قرية ( مقرن ) وكان بين القريتين عداء وقتال ، وكان شاعر إحدى القريتين يقول متمنياً الفتنة :
يا ما حلا والشمس باد شعقها ضرب الهنادي بين مقرن ومعكال
وقد توحدت القريتان – الآن – باسم ( الرياض ) فأما مقرن فلم يبق لها ذكر ، ولا يعرف أين موقعها ، وأما معكال ، فلا يزال اسمها باقياً على حي من أحياء الرياض . 4/434
75- جاء إلى الشيخ عبد الله بن محمد بن دخيل نفر من الجن ، وطلبوا منه أن يخصهم بوقت يدرسهم فيه ، فامتنع أن يخلو بهم ، وقال : احضروا واستمعوا مع تلاميذي ، فقالوا : إذا لم تخصنا بوقت ، فمر تلاميذك ومستمعي درسك أن لا يلقوا عصيهم عند الجلوس لدرس إلقاء ، وإنما يضعونها على الأرض برفق ، فإنها تؤذينا ، فوافقهم على ذلك ، ونبه تلاميذه ومستمعي درسه إلى ذلك . 4/495
76- لا شك أن بني خالد من القبائل العدنانية ، ويترجح أنهما قبيلتان إحداهما قرشية مخزومية ، وهي التي بالشام ونواحيه . قال الهمداني : ( وهم يدعون النسب إلى خالد بن الوليد ، وقد أجمع أهل العلم بالنسب على انقراض عقبه ولكنهم من ذوي قرابته ) والقبيلة الثانية من بني عامر بن صعصعة من هوزان من قيس عيلان ، وهذه هي التي تسكن الأحساء ، ورحل منها عشائر وأسر سكنت في مدن نجد وقراها ، ولكن كثيراً من أهل النسب يخلطون هذه بتلك . 4/500
77- من حديث طريف لعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن البابطين ، عن قصة تركه نجد :
كان عبد الرحمن يسكن الروضة من سدير من أرض نجد ، ليس له غير ولديه الشابين إبراهيم وعبد العزيز اللذين انحدرا إلى الكويت على صغر سنهما من أثر مزاح وقع بينهما .
هو أن والدهما هبط عليه ضيوف وقت الغداء ، فدعا ولديه الصغيرين أن يذهبا إلى البستان ليأتيا برطب يكون مع غداء الضيفان ، فارتقى الأخ الأصغر ( عبد العزيز ) النخلة ، وقص عنقاً من الرطب ونزل فقال له أخوه : (( احمله )) . فقال : " بل عليك حمله .. رقيت النخلة ، وقصصت العذق وأحمل .. لا والله " وعلى هذا اختلفا ، ودار بينهما جدال ، الأمر الذي دعاهما لترك عذق الرطب بمكانه ، والذي أغضب الوالد وخشيا عقابه بعد خروج الضيوف ، أما هما فقد عزما أمراً في أنفسهما ، واتفق أن كانت قافلة تيمم وجهها إلى الكويت فارتحلا معها .
أما الأب فقد أهمه أمرهما كثيراً ، وقرر السير وراءهما حين علم أنهما توجها إلى الكويت ، وبعد فترة التقى بولديه وارتبط الجميع ، ثم نزح سعود بن عبد العزيز إلى الزبير في بداية القرن الحالي ، أما عبد الرحمن فهو الجد الثاني لعبد العزيز سعود البابطين ، وإخوته عبد الرحمن ومحمد وعبد اللطيف وعبد الوهاب وخالد وعبد الكريم وإبراهيم .
وأخوه الثاني إبراهيم هو والد الشيخ عبد المحسن قاضي الزبير والكويت سابقاً .
وأما عبد الرحمن والد الشابين فهو ابن عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن – الذي كان مدير بيت المال لآل سعود – أحد الفروع الخمسة الذين يجمعون فروع آل البابطين . 4/228
78- ( عبد الله الشمري ) هو الذي أنشأ بلدة المجمعة عام عشرين وثمانمائة هجري ، وسكنها وسكنته ذريته من بعده ، فقد كان أبناء ( عبد الله الشمري ) ثلاثة : سيف جد المترجم ، ودهيش ، وحمد . فأما حمد فذريته في الشقة من قرى القصيم الشمالية ، وأما سيف ودهيش فصار لكل منهما عقب يعرف بآل سيف وآل دهيش ، فلما كثروا تنازعوا على الإمارة فصارت الغلبة لآل سيف ، وارتحل آل دهيش إلى بلدة حرمة المجاورة للمجمعة ، وانقطع عقب آل دهيش الآن ، وأما آل سيف فبقيت فيهم الإمارة حتى غلبهم عليها آل عسكر . 4/6
79-قال الشيخ يوسف ياسين عن الشيخ عبد الله بن أحمد العجيري : كان آية في الرواية ، ومن أعجب ما رويناه أنه رافق جلالة الملك ( عبدالعزيز ) في رحلته الأولى يوم فتح الحجاز ، وكان جلالته يسير على الإبل وكان يتلو على جلالته كل ليلة ونحن على ظهور المطايا من كلام الله وحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكلام العرب الأولين وبعض المتأخرين بين الساعة والساعتين ، وداوم على ذلك ما يقرب من ست وعشرين ليلة ، لم يعد علينا في ليلة ما ذكره في سابقتها ، وكان يتخذ لمحاضرته موضوعاً من المواضيع الخاصة يبدأها بقوله مثلاً : ( فصل في مكارم الأخلاق ) ، فيتلو ما ورد عن ذلك من كتاب الله ثم يروي ما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم ما ذكرته العرب في أشعارها وما تناقلته في مجالسها من منثور ومنظوم ، كل ذلك عن ظهر قلب بغير أن يتبع في ذلك كتاباً معيناً .
وكان حاضر البديهة قوي الذاكرة ، فقد يسأل في المجلس عن أحسن ما قالته العرب في أي موضوع من المواضيع ، فيجيب في غير تلعثم ، فيقول : أحسن ما قالته العرب في هذا كذا ، وأحسن منه قول فلان ، وأحسن من هذا ما ورد في حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، إن كان في الموضوع حديث أورده . وإن كان فيه آية أوردها .
وخلاصة القول أنه كان راوية حافظاً حسن الصوت والإلقاء ، فاهماً لما يحفظ ، عالماً بأسرار معاني الحكم ، خبيراً بدقائق فنون البلاغة وبدقائق النكت النحوية مما لا يفطن له إلا عالم خبير .
ذكر لنا أن أكثر تحصيله كان بسبب عكوفة على الدرس والمطالعة بنفسه ، وقد آتاه الله تعالى من قوتي الحافظة والذاكرة ما ساعده على النبوغ في فنه الذي لم نر له نداً فيه بين الذين عرفناهم من الحفاظ والرواة . وكان يحفظ القرآن الكريم وكتب الحديث بالسند ، لا سيما مسند الإمام أحمد ، وكان يحفظ من كتب الأدب :
أدب الكاتب والأغاني والأمالي والبيان والتبيين ، والآداب الشرعية ودواوين شعر مختلفة لا يحصى عددها ، يحفظ هذه الكتب بروايتها وسندها ، وهناك كتب أخرى دينية وتاريخية وأدبية يروي الكثير منها .
وجماع القول أن الأمة العربية فقدت بفقده نابغة من نوابغ الرواة ) . اهـ . 4/23
80- كان الإمام عبد العزيز آل سعود في ذلك الحين في أول استيلائه على القصيم ، وفي طور تثبيت ملكه ، فصار للشيخ عبد الله آل رواف مداخلة واتصال مع بعض شاقي عصا الطاعة على الإمام ، وعلى إثر ذلك غادر الشيخ عبد الله بريدة ، وليس ذلك لسوء معتقد فحاشاه ، وإنما هي أمور سياسية ، فسافر إلى المدينة المنورة ، وكانت تحت حكم الأشراف ، فأقام بها سنتين أفاد واستفاد في الحرم النبوي الشريف .
ثم توجه إلى بلاد عسير ، وهي في ذلك الوقت تحت حكم الأدارسة ، فرأى فيها ما لا يعجبه من مخالفة الأمور الشرعية من دعوى الولاية والطرق والتصوف ، ولم يقدر على إزالته ، فسافر إلى حضرموت وأقام بالمكلا في سلطنة القعيطي في عهد السلطان عمر بن عوض القعيطي ، فأكرمه السلطان وعرف له حقه في العلم والفضل ، ثم ولاه قضاء المكلا فكان يقضي بالمذهب الشافعي حسب مذهب الدولة ، وما خوله الحكم به الوالي ، مع أن دراسته في المذهب الحنبلي . 4/29
81- قال الشيخ عبد الله بن عضيب مقطوعة يوصي فيها تلميذين هما من أخص تلامذته ، وهما الشيخ حمدان بن تركي والشيخ محمد بن إبراهيم أبا الخيل :
أقيما على قبري إذا مـا دفنتما وسويتمـا بالمـاء تراباً مسنما
وناديا على رأسي بتلقين حجتي ولا تنسيا ذكري إذا ما دعوتما
وعند فراق الروق للجسم لقنـا شهادة أن لا ، لا تلحا فأسأما
وبالكفن المسنـون لا تتركـانه ولا تجعلا غسلي لأحدٍ سواكما
وفي الليلة الغراء اقـرآ لي فإننـي أفاخر جيراني بـما قـد قرأتما . 4/49
82- لما فتح المعهد العلمي يعنيزة عين الشيخ عبد الله البريكان فيه مدرساً ، فأفاد الطلاب ، وارتاحوا في دروسه وحسن تعليمه ، وكان من المقررات – علم العروض والقوافي - ، ولم يكن من المدرسين الوطنيين ولا القادمين من له إلمام به ، فعرضوا عليه تدريسه ، فقبل وهو لم يسبق له به دراسة ، فصار يراجعه ثم يلقيه على الطلاب بأحسن شرح وأفضل بيان . 4/68
83- كان الشيخ عبد الله بن بليهد بارعاً ماهراً في الدلالة ، وله معرفة واسعة في الأماكن والبلدان والجبال والوديان ، ولعل أول سيارة تجولت في صحاري نجد وفيافيها سيارته ، فقد قالت مجلة الفتح : ( في عام 1345هـ قام الأستاذ الشيخ عبد الله بن بليهد رئيس القضاة في الحجاز برحلة في جزيرة العرب بسيارته – وهي من طراز فورد – من مكة إلى جدة فالمدينة المنورة ثم حائل ثم القصيم ، وعاد من تلك الطريق حتى بلغ مكة وقد استطاع للمرة الأولى في التاريخ أن يقطع المفاوز والوديان وقد قطع من المدينة إلى جدة في اثني عشر ساعة ، والذي ساعده على ذلك خبرته الشخصية بالطرق ومعرفته بالمسالك الصالحة لسير السيارة فيها ، فتمكن من عدم إضاعة الوقت بقدر الإمكان ) . اهـ . من العدد 50 من ذي الحجة 1345هـ . 4/145
84- قال ابن حميد في السحب الوابلة في ترجمة الشيخ عبد الله بن جامع : ترجم له الشرواني في كتابه "نزهة الأفراح" فقال : جليل القدر سارت بدائعه في سائر الأقطار سير المثل ، فضله يقطف من خمائله نور البراعة ، نظمه الغزير الفائق أرق من فؤاد العاشق ، تشرفت بلقياه عام 1225هـ في كلكته من بلدان الهند بعد أن فاز بالنجاة من فوادح اليم ، فأطلعني على قصيدة من كلامه عما نابه ، وقد أورد ابن حميد القصيدة ، ونور بعض أبياتها التي تصف رحلته ، وكيف أشرف على الهلاك ثم أنجاه الله قال :
تيممـت أرض الهنـد أبغـي تجـارة وأرتــاح إنجـاح الأمـانـي الخـوالــب
وخلفـت أصحــاباً وأهلاً ببلـدة سقاهـا من الوسمى صــوب السواكب
هـي البصـرة الفيحاء لازال ربعـها خصيـبـاً وأهـلوهـا بـأعـلا المـراتــب
فلمـا علـوت اليم في الفلك وارتمت تسـيــر بـنـا فــي لـجـــة كـالغيـاهــب
أحاطت بنا الأمواج من كل وجهة وكشـرن عــن أنـيــاب أســـد وسالــب
وأقبل ريح صرصر ثـم قـاصف تــرى الــبـرق في أرجائه كالقواضب
فلما رأينا مـا رأينا تطـأيــرت قلوب لنا نحو المليـك المــراقب
نعج إلــى المولى بإنجـا نفوسنـا ونسـأله كشـف الملم المـواثب
فلم يـك إلا كــالفواق إذا بنـا ومركبنا مـثل النجوم الغـوارب
فأمسكـت لوحاً طافيـاً فركبتـه وصحبتي صرعى بين طاف وراسب
أقمت ثلاثـاً مع ثـلاث بلجــة تسير بي الأمـواج في كل جـانب
فأنجاني الـرحمن من كـل شــدة تجـرعتها والله مـولى الـرغـائب
فأنشدت بيتاً قاله بعض من مضـى أصيب كمثلي والأساطـير صـاحب
نجوت وقد بـل المرادي (1) سيفه من ابن أبي شيخ الأبــاطح طالـب
فلله حـمد دائـم مـا ترنمــت نفور الأقــاصي عند لقيا الحـبائب .
قلت : اخترنا بعض هذه القصيدة البليغة التي تصف هذه الشدة حينما أصابتهم هذه الرياح الهوج ، واشتد تلاطم البحر وأرغت وأزبدت أمواجه ثم خارت قوى مركبهم فتكسر وهبط إلى أعماق البحار بمن فيه من الأنفس والأموال ، ثم يركب المترجم على هذا اللوح الخشبي ويقيم فيه على البحر ستة أيام ، ثم ينجيه الله تعالى من هذه الأهوال . 4/306
85- قال عبد العزيز المحمد البسام : ( قال لي الشيخ إبراهيم بن ضويان : إن الشيخ عبد الله بن عمرو كان علامة وصاحب اطلاع ، وأكثر استفادته من قراءته على الشيخ عبد اللطيف ، ولولا سلاطة لسانه لانتفع به خلق كثير ) .
فلما قام الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بإعادة ملكهم وتوحيد الجزيرة العربية صار المترجم من المعارضين له ، وأخذ يجاهز بذلك ويحذر من اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب حكومة وأفراداً ، ويصف دعوته بالشدة والعنف .
حدثني الشيخ محمد نصيف – رحمه الله – قال : اجتمعت به في مكة المكرمة عام 1324هـ ن وكان قد سمع عن معتقدي السلفي ، فصار يحذرني من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويصفها بالعنف والشدة .
وحدثني الشيخ محمد بن مانع – رحمه الله – قال : كنت في القاهرة في مطبعة الحلبي فعرض عليها كتاب المترجم واسمه : ( الرد المنيف على آل عبد اللطيف ) لطباعته ونشره ، فلم توافق المطبعة على نشره خوفاً من عدم رواجه وانتشاره ، وزاد الشيخ محمد بن مانع بقوله : إنني اجتمعت بالشيخ ابن عمرو ببغداد قبل مقتله بأشهر ، فوجدته ناقماً على علماء عصره ، خصوصاً علماء الرياض ، وبحثت معه ، فوجدته عالماً جدلياً إلا أنه سليم العقيدة .
وقد انبرى للرد عليه وتوهين شائعاته وأخطائه الشيخ سليمان بن سحمان .
وحدثني الجليل الصالح المعمر ابن عمه راشد آل عمرو أحد رجال الحسبة في مكة المكرمة قال : إن الشيخ سافر إلى حلب ، وإن الله هدى به خلقاً كثيراً ، وأن معاداته للدعوة والقائمين عليها إنما هي من نزعات سياسية وأهواء فردية كان محمولاً عليها من أعداء الحكومة الناشئة ، أما عقيدته الدينية فليس عليها انتقاد ، وإنما كان جريئاً ، ومما يؤكد صحة معتقده قراءته على الشيخ عبد اللطيف.
وأخبرني الوجيه إبراهيم بن محمد البسام أنه لا ينتقد على عقيدة المترجم ، فإنه أكثر من مجالسته هو ووالده حين مجاورته بمكة عام 1323هـ و 1325هـ حين كان يدرس بالمسجد الحرام . وقد جاور المترجم في مكة المكرمة قبيل وفاته ، ودرس بالحرم المكي الشريف ، وكان درسه في " منتهى الإرادات " ، وممن قرأ عليه فيه : الشيخ محمد بن علي التركي والشيخ عبد الله بن علي بن حميد وغيرهما .
وصفه قتله :
أروي ذلك عن الشيخ محمد بن صالح بن سليم رئيس محكمة التمييز بالمنطقة الغربية قال : كان الناس يحذرون المترجم من تمكين نفسه من الإمام عبد العزيز بن سعود ، وأنه بعد أن شنع عليه وشوه دعوته نصحوه ان يختبىء عنه ، ولكن الشيخ كان معتزاً بقبيلته وجماعته وأتباعه ، وأن الإمام لا يجرؤ عليه مراعاة لهم ، وكان قد سافر إلى بغداد ، ولما عاد منها إلى بريدة وفيها الإمام عبد العزيز بن سعود ، وقبل أن يصل إلى بريدة وعند وصوله بلدة العكيريشة قرب بريدة أرسل إليه الوجيه إبراهيم بن علي الرشودي يحذره من القدوم على ابن سعود ، ولكنه عاند ، ولما علم ابن سعود بقربه أرسل في إثره عبد الكريم القني ، فأدركه في قرية الشماسية قد اختفى في أحد منازل القرية في مزرعة لآل فوزان ، فجاء به إلى الإمام فطلب منه العفو والمسامحة ، فذكره الإمام ببعض ما بدر منه ، ثم أمر به إلى الرياض وأودع بالسجن المسمى : ( المصمك ) وبعد دعوة الإمام إلى الرياض أمر به فأخرج إلى المقبرة المسماة : ( شلقى ) المجاورة للمصمك من الشمال والواقعة قرب شارع الوزير ، فحفر له هذه المقبرة حفرة ، فقتل عندها ، وأهيل عليه التراب ، وكان ذلك سنة 1326هـ .
عـقـبه :
خلف المترجم ذرية في مدينة حماة من مدن سورية ، ويوجد هناك أحفادهم وأسباطهم إلا أن أخبارهم عن أقاربهم في نجد منقطعة .
وأما زوجته القصيمية ، فله منها ابنان : علي ومحمد ، فأما علي فتوفي شاباً قبل الزواج ، وأما محمد فصار عنده خوف على نفسه ، فنزح عن نجد إلى بلدة ( القحمة ) إحدى البلدان الساحلية التابعة لجيزان ، وتزوج هناك وتوفي ببلده القحمة ، وله ابن اسمه عبد الله ، جامعي تخرج من كلية اللغة العربية ، وهو مدرس هناك . 4/224- 333
86- آل أبا الخيل نسبة إلى جدهم ( محمد بن حمد بن نجيد ) ، الذي كان مزارعاً في قرية النبهانية في غربي القصيم ، ففر منها في قصة معروفة على خيل أعدائه ، ودخل عنيزة راكباً واحدة من الخيل ، والباقي في أثره ، فسمي أبا الخيل ، ويبقى اللقب في ذريته إلى اليوم . 4/370
87- كان الشيخ عبد الله بن محمد الدويش واسع الأفق ، جيد الفهم والحفظ لما يقرأ ويلقى عليه ، وشاهد ذلك بروزه في وقت قصير ، فقد قيل إنه يحفظ الأمهات الست وغيرها من كتب الحديث . 4/387
ما اسمه
88- ألف شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب بجزئين ، وسمى شرحه . ( فتح الحميد شرح كتاب التوحيد ) . ويوجد هذا الشرح مخطوطاً في بعض المكتبات الخاصة ، والآن صور عن هذه النسخة ، وكثرت صوره ، وعندي منه صورة ، وبلغني أنه شرحه بإشارة من الإمام فيصل بن تركي . رحمه الله .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله : ( نظرت في هذا الشرح فرأيته شرحاً حسناً ، قد أجاد فيه مؤلفه وأفاد ، كان الله في عونه ، ولكنه ذكر فيه شيخه محمد بن سلوم ، وحاله في الاعتقاد معلوم ، فلو أعرض عن ذكره رأساً لحسن هذا الشرح عندنا ، وفاق عند أمثالنا . قاله كاتبه عبد الرحمن بن حسن . عفا الله عنه ) . اهـ .
وقال الشيخ إبراهيم بن عيسى : ( وقف على شرح التوحيد لعثمان بن منصور في المجمعة عند الأخ عثمان بن أحمد في مجلد كبير سمّاه : (( فتح الحميد في شرح التوحيد )) .
أما الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن فيقول عن هذا الشرح في إحدى رسائله : ( والرجل فيه رعونة ... حتى في كتابه الذي زعم أنه شرح على التوحيد رأيت فيه الدواهي والمنكرات ما لا يحصيه إلا الله ... إلخ ) . 5/91
89- كان علي بن سالم آل جليدان – رحمه الله – يجابه أمير عنيزة زامل آل عبد الله آل سليم ، وكانوا لا يأخذون عليه تهجمه عليهم ، لما يعلمون من صدقه في نصحه .
وقد نهى أحد أقارب الأمير زامل عن شرب الدخان ، فرد عليه المنهي بقوله : ياشيخ علي ، التقوى ها هنا يكررها ثلاثاً ويشير إلى صدره ، فأجابه الشيخ علي بقوله : والله ما يوجد ها هنا إلا الشيطان وأولاده .
كان غيوراً جسوراً لا تأخذه في الله لومة لائم ، بلغني أنه لما حج ودخل المسجد الحرام رأى حلق الذكر المقامة هناك ، وإذا هم يرددون لفظ الجلالة ، ثم الضمير وحده ( هو هو ) ، فلم يتمالك نفسه إلا أن أخذ ينكر عليهم بيده ويضربهم بعصاه ، فقبض عليه وذهبوا به إلى الشريف أمير مكة في ذلك الوقت ، فقال : ما حملك على ذلك ؟ فقال : فعلت هذا العمل كي أصل إليك ، والقصد من وصولي إليك إخبارك بأن هذا العمل بدعة منكرة ، وأنه لا يسعك تركهم يتلاعبون باسم الله ، وإني على أتم استعداد لمناظرتهم بحضرتك ، فخلى الشريف سبيله وتركهم هم على عملهم . 5/190-191
90- قال الأستاذ صالح العمري عن الشيخ علي المحمد المطلق : كان منزله منذ أن كانت أحواله المادية متوسطة مرتاداً لطلبة العلم والغرباء والضعفة والمساكين ، لا يستأثر بشيء من طيب الطعام دونهم ، ولما وسع الله عليه زقه صار في بيته أمكنة للغرباء ، وكنت أجد عنده كلما زرت منزله العشرات من الفقراء المساكين والمعوزين ، وكان يقربهم ويتواضع لهم ويعطيهم ، ويبقى بعضهم عنده الأيام الطويلة بل الأشهر ، وربما بقي عنده بعضهم السنة والسنتين ، وقد يخصص لبعضهم مرتبات شهرية ، واستمر على ذلك حتى توفي ، وإذا سافر من بلد إلى بلد كالمدينة ومكة والشام ومصر يصحب معه بعض هؤلاء الفقراء ، ولم أر في زمننا مثله في التواضع للفقراء والمساكين والعطف عليهم .
قال له مرة أحد خواصه : ياشيخ علي : إنك تدعو بعض الكبراء ، فلماذا لا تضع طعاماً وسفرة خاصة لهؤلاء الفقراء ؟ فقال : إن هذه عادة لا يمكن أن نغيرها ، وعلى الذي لا يرغب الأكل معهم عدم إجابة دعوتنا . وقال له مرة أحد أبنائه عندما زاد عليه السكّر : يا والدي ألا نضع لك طعاماً خاصاً خالٍ من النشويات التي لا تتلاءم مع مرض السكر ؟ فقال : يا بني لا يمكن أن أنفرد بطعام خاص عن هؤلاء ، فتنكسر خواطرهم ، ويظنوا أن في طعامي ميزة عن الذي يأكلون . وكان جواداً كريماً يعطي من المال ما لا يتصوره إلا من يجالسه ، فلا تمضي ساعة من ليل أو نهار هو فيها جالس إلا ويأتيه من يسأل فيعطيه على قدر حاله ، وكان يعطي بعض المستحقين عشرات الألوف من الريالات .
وقد دخل علي مرة رجل معه شيك ، فقال لي : هذه وريقة أعطانيها الشيخ علي المطلق ، لا أدري ما فيها ، ولم أطلع عليها أحداً غيرك . فقرأت الشيك ، فإذا فيه حوالة بمائة ألف ريال على أحد البنوك . لما أخبرت الرجل كاد أن يغمى عليه من الفرح ، لأنه لم يصدق ولم يتصور ما في هذه الورقة ، وقال : إنني ذكرت له أنني قد اشتريت بيتاً ، فأعطاني هذه الورقة ، ولم أعلم ما فيها حتى أخبرتني . 5/278
91- جاء في ترجمة الشيخة فاطمة بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – يقول الرواة : إنها في ذهابها مع ابن أخيها إلى عمان مراَّ على بوابة خشبية عند ضريح ولي لهم لا يتجاوزه أحد حتى يقرب لصاحب الضريح شيئاً ، فطلب منهما سادن الضريح ذلك ، فقال ابن أخيها : ما نقرب له إلا تراباً في وجهه فقالت هي : لا ما نقرب له تراب وكل منهما هي وابن أخيها له مقصد شريف . 265
92- قال الأستاذ خير الدين الزركلي عن الشيخ فوزان بن سابق الفوزان : ( صحبته اثني عشر عاماً وهو قائم بأعمال المفوضية بمصر ، وأنا مستشار لها ، وكان الملك عبد العزيز يرى وجوده في العمل وقد طعن في السن إنما هو للبركة ، ورزق بابن وهو في نحو الثمانين ، فأبرق إليه الملك عبد العزيز : ( سبحان من يحيي العظام وهي رميم ) . 5/379
93- لما أذن لآل البسام بالرحيل من الرياض إلى حيث شاؤوا ، كان الشيخ قاسم رحمه الله قد قدم لهم الدعوة ليزوروه في قطر فساروا إليه . فأكرمهم غاية الإكرام ، وكان زعيم هؤلاء الأعيان من البسام هو العم عبد الله العبد الرحمن البسام ، فلما فرغوا من تناول العشاء عنده صار الشيخ قاسم هو الذي يصب الماء على يديه ليغسلهما ، وكان العم عبد الله قد ضعف بصره ، فأخبره قائده بأن الذي يصب عليه هو الشيخ قاسم ، فكف يديه ، فقال له الشيخ قاسم : الذي فوق رأسي ستون عبداً رقيقاً بارك الله فيك ، ولكني أريد أن أتشرف بخدمتك ، وصب الماء على يديك . 5/408
94- قال الشيخ محمد نصيف رحمه الله : كان العلامة الشيخ علي باصابرين يدرس لطلابه ما بين المغرب والعشاء في جامع الشافعي بجدة ، ففي إحدى الليالي جاء البحث في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعها ، فنال الشيخ باصابرين منها نيلاً فاحشاً ، وكان من الطلبة الشيخ صالح العبد الله البسام ، والشيخ مبارك آل مساعد ، فلما فرغ الدرس قاما إليه ، وقالا له : هل اطلعت ياشيخ على كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب حينما نلت منه ومن دعوته ؟ فقال لهما : لا ، إنني لم أطلع عليها ، ولكني قلت هذا نقلاً من مشايخي ، فقالا له : ألا ترغب في الاطلاع على كتبه ؟ فقال : بلى ، فأتياه بنسخ من كتبه ، فدرسها نحو أسبوع ، وهو لا يأتي للشيخ محمد بذكر لا بمدح ولا قدح . وبعد ذلك قال للطلبة : إنني في إحدى الليالي السابقة نلت من الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته ، والحق أن كلامي لم يكن عن اطلاع على كتبه ، وإنما هو تقليد وحسن ظن في مشايخنا ، وقد أطلعني بعض إخواننا النجديين على بعض كتبه ورسائله ، فرأيت فيها الحق والصواب ، وأنا أستغفر الله تعالى عما قلت ، ثم صنف رسالة سماها : ( هداية كمل العبيد خالص التوحيد ) . 5/343
95- قال البسام في ترجمة الشيخ محمد بن إبراهيم البواردي : إن جده إبراهيم كان في جماعة معه ، قد خرجوا لأخذ العشب لإبلهم من إحدى الضواحي القريبة من شقراء ، فاعترضهم قطاع الطريق للفتك بهم ، ونهب ما كان معهم ، وكان الوقت آنذاك ظلمة من الليل ، وكان إبراهيم يحمل عصاً تشبه البندقية لأنها كانت محراثاً للنار ، فأثرت فيها بالسواد ، أو هكذا خيل لعدوهم ، فبرز إبراهيم للعدو معتزاً ومبدياً الشجاعة ، وقال : إن تعدى أحدكم على قومي قتلته بهذه البندقية فقالوا : أعطنا الأمان على أنفسنا أيها البواردي ، ونترك السبيل لك ولجماعتك ، ففعل . وكان أصحابه يعرفون حقيقة الأمر ، وأنه ليس معه ( بندقية ) ، فلقبه جماعته بهذا اللقب ، على وجه المزاح ، فغلب هذا اللقب عليه ، وعلى أسرته . 5/438
96- قال البسام في ترجمة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عجلان : لما قامت الفتنة بين الإمام عبد الله الفيصل وأخيه سعود الفيصل وصارت الغلبة لسعود احتاج عبد الله الفيصل إلى الاستعانة على قتال أخيه ، فكتب للدولة العثمانية ، وبعث عبدالله الفيصل المترجم مع مستشاره الخاص عبد العزيز أبا بطين إلى باشا بغداد وباشا البصرة والنقيب محمد ولاة العراق من قبل الدولة العثمانية ، ليستعين بها على قتال أخيه سعود ، فأمدوه بعساكر بقيادة فريق نافذ باشا ، يرافقهم عبد العزيز أبا بطين الذي بقي في بغداد من عام 1287هـ وحتى صحب العساكر في ربيع الأول من عام 1288هـ .
فطمعت تلك الجيوش في الحكم ، فاستولوا على الأحساء ، فصاروا شراً على المستعين والمعان عليه . فكان ممن أجاز الاستعانة بالجنود العثمانية – على ما هم عليه من مخالفة لخالص التوحيد – المترجم ، حيث ألف رسالة أجاز فيها الاستعانة بهم ، فرد عليه العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رداً بليغاً ، وحذر من رسالته وسماها ( حبالة الشيطان ) . وكان فيما قال : إن الغلبة إذا كانت للجهال وأهل الأهواء كان الشر والفساد ، كما أن الصولة إذا كانت لأهل الشر ، وأستندت الأمور إليهم حصلت الفتنة على الدين والافتتان بالدنيا ) .
والقصد أن رسالة الشيخ محمد بن عجلان سببت ضجة كبيرة بين أهل العلم في زمنه ، فالشيخ عبد اللطيف رد عليه وشنع على رسالته .
أما الشيخ حمد بن عتيق ، فأشار إلى ردة ابن عجلان من أجل هذه الرسالة ، فوجد أعداء ابن عتيق عليه طريقاً للنيل منه ، ولكن الشيخ عبد اللطيف لم يصوب حمد بن عتيق على مجازفته ، ولم يجعل زلته توجب العن عليه . 5/469
97- قال البسام في ترجمة الشيخ عبد المحسن البابطين : في عام 1345هـ إلى 1347هـ اختارته وزارة المعارف العراقية للقيام بتدريس اللغة العربية في مدارسها الأميرية في الزبير ولما عممت حكومة العراق إبدال الزي الفرنجي للمدرسين بدلاً من الزي المعتاد استقال وترك التدريس في المدارس الأميرية . 5/12
98- قال البسام في ترجمة الشيخ عبد المحسن بن محمد الفريح : لما عاد إلى بلده البكيرية وجد هو وبعض طلبة العلم الذين منهم الشيخ عبد الرحمن العقلا من بلدة الهلالية والشيخ محمد بن عيسى من عنيزة أن البادية في مضاربهم ومواردهم ومراعي مواشيهم بعيدون عن العلم ، وأنهم في جهل وعدم معرفة للأحكام الشرعية ، فصاروا يخرجون إليهم لوعظهم وإرشادهم وتعليمهم ، إلا أن تلك البوادي زاد ذلك الأمر إلى أن خرجوا على ولاة الأمور فأغضب هذا الغلو منهم الإمام عبد العزيز آل سعود ، فأما زعماء البادية وغلاتهم فأدبهم حتى عادوا إلى الصواب ، وأما هؤلاء الدعاة ، فحبسوا في الرياض ، فمحمد بن عيسى مات في حبسه ، وأما الآخران فعفي عنهما وعادا إلى بلديهما ، وذلك في عام 1348هـ .
ثم إن المترجم اعتزل الناس ، وانصرف إلى العبادة والعلم والإفتاء والتدريس ، ولما عرف عنه من الزهد والعبادة وسعة العلم ، فقد كان له محبة ومودة عند علماء الرياض وعلماء القصيم ، فكان الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ يقصده في بلدته للأنس به والجلوس معه ، وكانوا يرغبون منه الحضور إليهم في الرياض ، إلا أنه بعد استقراره الأخير في بلده صار لا يرغب الاختلاط والاجتماع ، وإنما أنسه تلاوة القرآن ومطالعة الكتب والعبادة . 5/32
99- كان الشيخ علي بن مقبل العلي يطلب إنساناً ديناً قد تأخر عن تسديده ، وكان للمدين ابن خارج بريدة ، فأرسل ابنه له بمبلغ ، ومن التقادير أن الشيخ علي قابل المدين في اليوم الذي وصل إليه المبلغ من ابنه ، فطلب منه الشيخ علي أن يذهب معه إلى منزله ، فظن الرجل أنه قد علم بالمبلغ ، وأنه يريد أن يطالبه بدفع ما وصله من ابنه ، ولما دخل معه للمنزل ظل الرجل خائفاً والشيخ علي لم يشعر بذلك ، فقدم له الشيخ علي طعاماً طيباً ، فأكل منه الرجل ، ثم ناوله الشيخ علي بعض النقود ، وقال له : إنما دعوتك لأخبرك أنني قد شطبت دينك ووضعته عنك ، فبكى الرجل من شدة الفرح ، ودعا للشيخ وقال : أوفيك دينك علي ، ثم دعا له وانصرف ن وهذه قصة واحدة من قصص عديدة من أعمال الرجل .
وكان من عادته عندما يبلغ رأس ماله مبلغاً قيل إنه خمسة آلاف ريال فرانسة ( وهي تعادل املايين الآن ) كان من عادته إذا حال الحول أحصى ماله ، ثم أخرج الزكاة الشرعية ، ثم تصدق بما زاد من رأس المال ، وهكذا دأبه .5/ 303
100- جاء في ترجمة الشيخ علي بن مقبل العلي : قال ابنه عبد الله : ذهبت مع والدي مرة نريد البدائع ، فلما خرجنا من بريدة بعد صلاة الصبح أخرج لي تمرات من جيبه ، وقال : كلها ، فأكلتها ، ثم أخرج لنفسه مثلها فأكلها .
وكان رحمه الله سيمر ببعض من يتعامل معهم بالدين أو القرض ، ولا يريد أن يطعم عندهم ، ويتحاشى الكذب بأن يقول : قد طعمنا ، وهو لم يطعم ، فطعم هذه التمرات ، وأطعم ابنه مثلها بعداً عن الكذب عندما يعتذر من أكل طعام الناس ، وقصده بذلك رحمه الله الورع والتعفف والبعد عن شبهة جر المنفعة في الدين والقرض لعملائه .
قال ابنه عبد الله : فمررنا بأحد المزارعين وطلب من الوالد أن يطعم عنده فرفض ، وقال : قد أكلنا ، ثم مررنا بقرية أخرى ، فطلب منه صاحبها مثل الأول ، فقال : قد أكلنا .5/ 304
101- الرباب – بكسر الراء – سميت قبائلهم بذلك لأنهم تحالفوا على التناصر بينهم ، فغمسوا أيديهم في ( رب السمن ) ، يريدون بذلك تأكيد حلفهم ضد عدوهم .
وقبائل الرباب هم : تيم وعدي وثور وعكل ومزينة وعوف وأشيب ، ثم إن العرينات وثوراً تحالفوا مع قبيلة ( سبيع ) بضم السين وتصغير سبع ، فعدوا سبيع بالحلف . 358
102- قال البسام في ترجمة فاطمة بنت محمد الفضيلية : وقد ذكر بعض من ترجم لها من علماء الزبير أنها شرحت صحيح مسلم وأكملته . 5/361
103- جمع الشيخ محمد بن حمد العسافي – رحمه الله – مكتبة ضخمة كثيرة المخطوطات والنوادر أهداها في آخر أيامه إلى مكتبة الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد .
ومن نوادر المخطوطات في مكتبته : كتاب بقلم الإمام أحمد بن حنبل أصابه بلل حينما ألقت التتر تراث المسلمين في نهر دجلة . 5/515
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
104- قال البسام في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن عفالق : أخذ عنه طائفة ممن صاروا أكبر علماء الأحساء وأشهرهم :
1- العلامة الشيخ محمد بن فيروز ، وكان يجله ويحترمه ويتفرس فيه النبوغ ، وقد مر في مدينة عنيزة حاجاً ومعه تلميذه المذكور فرأوا منه تقديماً له وتعظيماً ، فسألوا الشيخ ابن عفالق عن سبب ذلك فقال : تفرست فيه شيئاً عظيماً ، وأطنب في مدحه . ولما حضرته الوفاة قال المترجم للشيخ ابن فيروز : في صدري أربعة عشر علماً لم أسأل عن مسألة منها قبلك . 6/41
105- كان الشيخ ناصر السعدي والد العلامة الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي يخطب في جامع عنيزة نيابة عن أحد قضاتها ، فجاء في معرض خطبته وصف النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله : ( كاشف الغمة ) ، فقام الشيخ محمد بن صالح بن عيسى في المسجد ورفع صوته بقوله : ( أشرك خطيبكم ) .
فلما انتهت الصلاة سأل أمير البلد وهو يومئذ زامل آل سليم عن هذه الجملة فيها شرك ؟ فأفاده أهل العلم بأنه لا شرك ، ولا غلو فيها ، وإنما الشرك والضلال غمة ، فكشفها النبي – صلى الله عليه وسلم – بما أنزل عليه الرحمن من الكتاب والحكمة ، عند ذلك أمره الأمير زامل بمغادرة مدينة عنيزة .
ولما قامت حركة الإخوان في البادية ، تلك الحركة الدينية ، كان المترجم من المحرضين لهم ، والداعين إلى ذلك الهيجان .
وبعد قمعهم حدد الإمام عبد العزيز بن سعود بقاءه في الرياض مدة من الزمن . 6/173
106- قال البسام في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد : أنه باع كتاب بدائع الفوائد لابن القيم لأجل شراء ما تحتاج إليه الفلاحة حينما كان سقيها بواسطة السواني ، وقد رأيت هذه النسخة من بدائع الفوائد التي يشير إليها مخطوطة بخط جميل جداً ومكتوب عليها بأن الذي اشتراها منه عم والدي : عبد الله الحمد البسام ، وجعلها وقفاً ، وجعل النظر عليها للبائع صاحب الترجمة ، وفي هذا عزاء له عن بيعها . اهـ. 6/190
107- قال البسام في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الله بن السبيل : لعل سبب مرضه أن أحد العلماء الذي درس عليهم رأى معه آداب المشي إلى الصلاة بخطه ، فأخذه العجب من جمال الكتاب فحسده من غير قصد ، فأصاب المترجم اكتئاب ، زاد معه حتى صار سبب وفاته والله أعلم . رحمه الله تعالى . 6/224
108- قال البسام في ترجمة الشيخ محمد بن علي بن غريب المتوفي سنة 1209اهـ : كان للمترجم نشاط في سبيل الدفاع عن هذه الدعوة السلفية ، ومن ذلك أن أحد علماء العراق بعث إلى علماء الدرعية بأسئلة في العقيدة ، فأجابه المترجم إجابة طويلة جاءت في كتاب طبع عام 1319هـ بالمطبعة الشرقية بمصر باسم (( التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق )) . إلا أنه نسب إلى الشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهو ليس له ، وإنما هو لشيخه الشيخ محمد بن غريب صاحب هذه الترجمة ، وذلك أن الكتاب وجد مخطوطاً في بغداد عند رجل يقال له ( الملا دليم ) ليس عليه عنوان ، وليس عليه اسم مؤلفه ، فجعل له هذا العنوان ، ونسبه إلى الشيخ سليمان بن عبد الله . والكتاب فيه مسائل ليست على طريق السلف في العقيدة ، ويبعد أن تصدر من الشيخ سليمان في علمه وتحقيقه وذلك مثل قوله : " إن الله على ما كان من قبل أن يخلق المكان " .
وهذه العبارة يقصد بها المعطلة ، نفي استواء الرب تبارك وتعالى عن عرشه استواء حقيقياً يليق بجلاله . وسبب تأليفه هذا الكتاب أن الشيخ عبد الله أفندي الراوي البغدادي خطيب جامع الوزير سليمان باشا ببغداد أرسل إلى علماء الدرعية شبهاً في العقيدة يتحداهم بها ، فأجابه المترجم وفندها مسألة بعد أخرى في هذا الكتاب ، وبعث الكتاب إلى بغداد ليس عليه اسم مؤلفه ، ليكون الرد عاماً من علماء الدرعية ، فمكث في بغداد ، وهو النسخة الوحيدة هناك .
ويوجد نسخة خطية في المكتبة السعودية بالرياض ناقصة من الآخر قليلاً بخط حسن ، وعليها تملك الشيخ عبد الله بن عبداللطيف آل الشيخ عام 1319هـ ، ثم انتقلت منه إلى أخيه الشيخ محمد بن عبد اللطيف . وأما نسخة بغداد فبقيت حتى طبعت عام 1319هـ منسوباً تأليفها إلى الشيخ سليمان بن عبد الله بلا تحقيق . ويرى الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الصنيع أن الكتاب هو من تأليف كل من الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ حمد بن ناصر بن معمر والشيخ محمد بن علي بن غريب ، وأن نسبته للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب غلط ، ولعل النسخة التي طبع عنها الكتاب كانت بخط الشيخ سليمان ، فنسبت إليه . 6/313
109- قال كثير من أصحاب القلوب السليمة ينفون صحة الرجوع عن الشيخ الصنعاني ، وينسبون تزوير الرجوع والقصيدة الناقصة إلى ابنه ، ولكنني تحققت من عدد من الثقات ، ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس القضاء بأن رجوع الأمير الصنعاني حقيقة ، وأن القصيدة الناقضة له وليست لابنه . وقد قرأت في هذه السنة 1399هـ بعض كتب الصنعاني ، ومنها حاشيته على شرح ابن دقيق العيد ، فترجع عندي رجوعه عن معتقده في الشيخ محمد رحمه الله ، كما أرجح صدور القصيدة الناقضة منه ، فهو زيدي ، وله قصيدة في سب معاوية رضي الله عنه ، ولا يرتاح لذكر وآراء شيخ الغسلام بن تيمية وابن القيم ن بينما بمجد غيرهما . وله مسلك في الذات يخالف السلف ، وله كلمة بشعة في أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يحسن عشرة = عائشة رضي الله عنها بما يشبه أنه يجيب رغباتها حتى التشريع ، وهذا أمر خطير جداً ، كما أنه يطعن في سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه بشكل خفي ، ففي سبل السلام عند شرح حديث قيام رمضان ، وقول عمر رضي الله عنه : ( نعمت البدعة ) قال الصنعاني : وأما قوله " نعمت البدعة " فليس في البدعة ما يمدح ، بل كل بدعة ضلالة . عفا الله عنه وسامحه ، آمين . 6/418
110- عبد الرحمن بن مقبل الذكير ، من أعيان مدينة عنيزة ، وصاحب أوليات في بلده : فهو أول من جاء بالكهرباء فأنار بيته والمساجد القريبة منه ، وأول من أتى بالراديو إلى عنيزة ، وأول من أتى بالدراجات ( باي سكل ) ، وأول من استعمل الآلة الكاتبة فيها .
فالآلات المخترعة الحديثة هو أول من جلبها واستعملها في بيته . وكان بيته مفتوحاً دائماً ، وكثيراً ما يجتمع عنده الرجال وقت إذاعة الأخبار في الحرب العالمية الثانية ، حيث لا يوجد راديو إلا عنده .وكان هو أمير حاج عنيزة الرجالي المسمى ( الرويكب ) . 6/428
111- قال الشيخ عبد الله البسام في ترجمة الشيخ محمد بن صالح المطوع – رحمه الله - : كان يلهج بذكر مشايخه ، ويدعو لهم ، ويخص الشيخ عمر بن سليم ، حتى إن من حوله في المسجد ليسمع دعاءه لشيخه عمر في كل يوم صباحاً ومساءً ، وكان يقول : إن للشيخ عمر علي فضلاً كبيراً ، فبسببه وصلت إلى ما وصلت إليه . وله في هذا قصة نسوقها مختصرة ، وهي أن والده صالح المطوع كان من تجار الإبل ، ولم يكن له معرفة بالعلم واهله ولا يقدر ذلك ، وكان قد طلق والدة الشيخ محمد ، وبقي الشيخ محمد عند والدته ، فلم يلتفت إليه والده بشيء ، ووالده من تجار الإبل الذين يسافرون بالإبل إلى الشام ومصر ، وذات يوم بعد أن كبر الشيخ محمد استدعاه أبوه ، وأمره بأن يسافر معه للشام ومصر مع الإبل ، فما استطاع الولد الامتناع ، وذهب مع والده مرغماً على ذلك وسافر ، فلما انقطع عن الدرس ، ولم يكن من عادته ، استغرب الشيخ عمر عدم حضوره للدرس ، فسأل عنه ، فقيل : استصحبه والده للشام ، فقام الشيخ على الفور إلى الأمير عبد الله بن جلوي أمير القصيم آنذاك ، فأخبره بالأمر وطلب منه إعادته ، وقال للأمير : إن والده قد تركه كل هذه المدة بدون نفقة أو رعاية ، ولما اتجه إلى العلم أراد أن يستفيد منه في تجارته ، ويضيع مستقبله في العلم ، فما كان من الأمير عبد الله بن جلوي إلا أن لبى طلب الشيخ ، وبعث إليه فارساً لحق به عندما تجاوز الطرفية أي مسافة خمسين كيلاً تقريباً ، فأعاده إلى شيخه وأمه ، واستمر على ذلك ، فكان في ذلك تخليص له من الضياع ، ولذلك كان رحمه الله كلما ذكر هذه القصة دعا لشيخه وكان يقول : أنقذني الله بالشيخ عمر من الجهل . فرحمهما الله تعالى وعفا عنهما . 6/17
112- قال أبو بكر الصديق لخليفته عمر رضي الله عنهما : ( لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد ) . 6/27
113- قال الشيخ محمد بن عبد العزيز الربدي من علماء القرن الثالث عشر الهجري : ( الوقت الذي ينبغي أن تأتي به بالإذكار : إن أحسن الأوقات لأذكار الصباح هو قبيل الفجر ، وبعد الصبح إلى الإشراق ، وأما أول أوقات الصباح فيدخل من نحو ثلث الليل ويبقى إلى نحو ربع النهار . وأحسن أوقات أذكار المساء قبل الاصفرار ، وبعد المغرب ، ويتم الذاكر ما بقي من أوراده قبل النوم ، وأما أول وقت المساء فيدخل من وقت العصر ) . 6/115
علماء نجد خلال ثمانية قرون
http://aathar.org/botonshow-30.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق