انتشار الشرك في الفترة المعاصرة للشيخ محمد بن عبدالوهاب وننقل مثال من قول احد علماء الهند اسماعيل الدهلوي
===========
كتاب رسالة التوحيد
اسماعيل الدهلوي
اعلم أن الشرك قد شاع في الناس في هذا الزمان وانتشر وأصبح التوحيد الخالص غريبا ولكن معظم الناس لا يعرفون معنى الشرك ويدعون الإيمان مع أنهم قد تورطوا في الشرك وتلوثوا به فمن المهم قبل كل شئ أن يفقه الناس معنى الشرك والتوحيد ويعرفوا حكمهما في القرآن والحديث
مظاهر الشركية
وصدق الله العظيم إذ قال في سورة يوسف وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فإذا عارضهم معارض وقال أنتم تدعون الإيمان وتباشرون أعمال الشرك فكيف تجمعون بين الماء والنار وتؤلفون بين الضب والنون قالوا نحن لا نأتي بشيء من الشرك إنما نبدي ما نعتقده في الأنبياء والأولياء من الحب والتقدير أما إذا عدلناهم بالله واعتقدنا أنهم والله جل وعلا بمنزلة سواء كان ذلك شركا لا شك فيه ولكننا لا نقول بذلك بل نعتقد بالعكس إنهم خلق الله وعبيده أما ما نعتقده فيهم من القدرة والتصرف في العالم فهما مما أكرمهم الله وخصهم به فلا يتصرفون في العالم إلا بإذن منه ورضاه فما كان نداؤنا لهم واستعانتنا بهم إلا نداء لله واستعانة به ولهم عند الله دالة ومكانة ليست لغيرهم قد أطلق أيديهم في ملكه وحكمهم في خلقه يفعلون ما يشاءون وينقضون ويبرمون وهم شفعاؤنا عند الله و وكلاؤنا عنده فمن حظي عندهم و وقع عندهم بمكان كانت له حظوة ومنزلة عند الله وكلما اشتدت معرفته بهم اشتدت معرفته بالله إلى غير ذلك من التأويلات الكاسدة والحجج الداحضة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
والسر في ذلك أن القوم قد نبذوا كلام الله وحديث رسوله وراءهم وسمحوا لعقولهم القاصرة أن تتدخل فيما ليس لها مجال فيه وتشبثوا بالأساطير والروايات الشائعة التي لا تستند إلى تاريخ ونقل صحيح واحتجوا بتقاليد خرافية وعادات جاهلية وإن كانوا عولوا على كلام الله ورسوله وعنوا بتحقيقه عرفوا أنها نفس التأويلات والحجج التي كان كفار العرب يتمسكون بها
في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم ويحاجونه بها ولم يقبلها الله منهم بل كذبهم فيها فقال في سورة يونس: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس: 18].
وقد علمنا من هذه الآية أنه لا يوجد في سماء ولا أرض من يشفع لأحد وتنفع شفاعته من استشفع به وما شفاعة الأنبياء والأولياء إلا بإذن ربهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون فسواء ناداهم أحد أو صرخ باسمهم أو لم ينادهم ولم يصرخ باسمهم فلا يتحقق إلا ما يريده الله ويأمر به وقد تبين من هذه الآية أن من عبد أحدا من الخلق اعتقادا بأنه شفيعه كان مشركا بالله وقد قال الله تعالى في سورة الزمر: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3].
وقد نكب هؤلاء الجهال عن طريق الحق وأعرضوا عن الله الذي كان أقرب إليهم من كل أحد وأقبلوا على غير الله واتخذوه ظهيرا ونصيرا و وليا من دون الله وحرموا نفوسهم النعمة الكبيرة التي أنعم الله بها عليهم فإنه يحقق جميع المطالب ويرد جميع الآفات من غير واسطة فلم يشكروا هذه النعمة ولم يقدروها قدرها وأقبلوا على خلقه يطلبون منهم قضاء الحاجات ورفع الآفات فعسروا الميسور وفضلوا ملتوى الطريق وجاهدوا في غير جهاد وبدلوا نعمة الله كفرا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويبتغون في ذلك عند الله بل بالعكس من ذلك كلما أمعنوا في هذا الطريق واستمروا في هذا الطريق ازدادوا من الله بعدا و قد وضح من ذلك أن من اتخذ وليا من دون الله كان مشركا بالله كاذبا كافرا بنعمة الله.
===========
كتاب رسالة التوحيد
اسماعيل الدهلوي
اعلم أن الشرك قد شاع في الناس في هذا الزمان وانتشر وأصبح التوحيد الخالص غريبا ولكن معظم الناس لا يعرفون معنى الشرك ويدعون الإيمان مع أنهم قد تورطوا في الشرك وتلوثوا به فمن المهم قبل كل شئ أن يفقه الناس معنى الشرك والتوحيد ويعرفوا حكمهما في القرآن والحديث
مظاهر الشركية
وصدق الله العظيم إذ قال في سورة يوسف وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فإذا عارضهم معارض وقال أنتم تدعون الإيمان وتباشرون أعمال الشرك فكيف تجمعون بين الماء والنار وتؤلفون بين الضب والنون قالوا نحن لا نأتي بشيء من الشرك إنما نبدي ما نعتقده في الأنبياء والأولياء من الحب والتقدير أما إذا عدلناهم بالله واعتقدنا أنهم والله جل وعلا بمنزلة سواء كان ذلك شركا لا شك فيه ولكننا لا نقول بذلك بل نعتقد بالعكس إنهم خلق الله وعبيده أما ما نعتقده فيهم من القدرة والتصرف في العالم فهما مما أكرمهم الله وخصهم به فلا يتصرفون في العالم إلا بإذن منه ورضاه فما كان نداؤنا لهم واستعانتنا بهم إلا نداء لله واستعانة به ولهم عند الله دالة ومكانة ليست لغيرهم قد أطلق أيديهم في ملكه وحكمهم في خلقه يفعلون ما يشاءون وينقضون ويبرمون وهم شفعاؤنا عند الله و وكلاؤنا عنده فمن حظي عندهم و وقع عندهم بمكان كانت له حظوة ومنزلة عند الله وكلما اشتدت معرفته بهم اشتدت معرفته بالله إلى غير ذلك من التأويلات الكاسدة والحجج الداحضة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
والسر في ذلك أن القوم قد نبذوا كلام الله وحديث رسوله وراءهم وسمحوا لعقولهم القاصرة أن تتدخل فيما ليس لها مجال فيه وتشبثوا بالأساطير والروايات الشائعة التي لا تستند إلى تاريخ ونقل صحيح واحتجوا بتقاليد خرافية وعادات جاهلية وإن كانوا عولوا على كلام الله ورسوله وعنوا بتحقيقه عرفوا أنها نفس التأويلات والحجج التي كان كفار العرب يتمسكون بها
في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم ويحاجونه بها ولم يقبلها الله منهم بل كذبهم فيها فقال في سورة يونس: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس: 18].
وقد علمنا من هذه الآية أنه لا يوجد في سماء ولا أرض من يشفع لأحد وتنفع شفاعته من استشفع به وما شفاعة الأنبياء والأولياء إلا بإذن ربهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون فسواء ناداهم أحد أو صرخ باسمهم أو لم ينادهم ولم يصرخ باسمهم فلا يتحقق إلا ما يريده الله ويأمر به وقد تبين من هذه الآية أن من عبد أحدا من الخلق اعتقادا بأنه شفيعه كان مشركا بالله وقد قال الله تعالى في سورة الزمر: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3].
وقد نكب هؤلاء الجهال عن طريق الحق وأعرضوا عن الله الذي كان أقرب إليهم من كل أحد وأقبلوا على غير الله واتخذوه ظهيرا ونصيرا و وليا من دون الله وحرموا نفوسهم النعمة الكبيرة التي أنعم الله بها عليهم فإنه يحقق جميع المطالب ويرد جميع الآفات من غير واسطة فلم يشكروا هذه النعمة ولم يقدروها قدرها وأقبلوا على خلقه يطلبون منهم قضاء الحاجات ورفع الآفات فعسروا الميسور وفضلوا ملتوى الطريق وجاهدوا في غير جهاد وبدلوا نعمة الله كفرا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويبتغون في ذلك عند الله بل بالعكس من ذلك كلما أمعنوا في هذا الطريق واستمروا في هذا الطريق ازدادوا من الله بعدا و قد وضح من ذلك أن من اتخذ وليا من دون الله كان مشركا بالله كاذبا كافرا بنعمة الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق