خواطر قلم
لم يكن عنوان المقال من إنشائي، وإنما من عند جون بي آلترمان John. B. Alterman مدير برامج الشرق الأوسط في معهد الدراسات الدولية الاستيراتيجية الأميركية، إذ كتب مقالاً تحت عنوان «الليبراليون الجدد عمالة تحت الطلب» تحدث فيه عن تنامي الدعم الغربي لليبراليين العرب.
وقال: «يعتبر اتخاذ السياسة الغربية لليبراليين العرب قاعدة انطلاق لتنفيذ سياساتها في المنطقة أمراً منطقياً، بالنظر إلى التجانس الموجود بين الطرفين، فالليبراليون العرب يتمتعون بمستوى تعليمي جيد، ويتحدثون الإنكليزية بطلاقة وأحياناً يتحدثون الفرنسية أيضاً.
فالساسة الغربيون يجدون الراحة في التعامل معهم وهم كذلك يحبون التعامل مع الغرب.
يجب ألا نتخلى عن الليبراليين العرب، فكثير منهم يقاتل بشجاعة في سبيل تحقيق أفكار ندعمها.
إننا نريد أن نروج للفكر التحرري بين جماهير العالم العربي الموجود في القاهرة وبغداد وبيروت، وليس في واشنطن ولندن وباريس، لذلك يجب أن يأتي الدعم المقدم إليهم من حكومات تلك الدول وليس من الحكومات العربية».
الدكتورة مضاوي البسام، في كتابها الذي أصدره مركز باحثات بعنوان «قضايا المرأة في الفكر الليبرالي العربي المعاصر»، نقلت لنا هذا النص لجون بي آلترمان وأدرجته تحت عنوان «تصاعد التمويل الأجنبي للتيار الليبرالي».
ماذا يستنتج القارئ من التقرير الذي نقلته لنا الدكتورة مضاوي؟
إن توصية واعتناء ساسة الغرب واستراتيجياتهم في استثمار الليبراليين العرب الجدد لا يحتاج تأملاً طويلاً ليقرر المتابع بوضوح أنهم مجموعة عملاء تحت الطلب كما وصفتهم الدراسة.
ولعل أهم صفات العملاء مع سادتهم «التجانس الفكري» و«الحب» في التعاون لتكون النتيجة عملاء بامتياز وعلامة جودة عمالتهم أنهم - كما وصفهم - جون ألترمان، يقاتلون بشجاعة في سبيل تحقيق أفكار من يخدمونه!
والسؤال: ما هي الأفكار التي يريد الغرب فرضها على المسلمين باسم الحرية؟ وهل هو إلى هذه الدرجة من الشفقة والحزن على حالتنا الفكرية الرثة؟
وكم هي درجة الحنية التي تتدفق من مساماته تجاه تطوير المرأة الشرقية والمسلمة؟
وهل تغيير الأفكار وتجاوز الهوية والاندماج في الفكر العولمي صدقة غربية جارية لسواد عيون شعوبنا؟!
من جهة أخرى، من هم السماسرة العرب الذين يمتطيهم الغرب لينفذ استعماره الفكري من أجل تحقيق التبعية والالتحاق به؟
ما سماتهم؟ وهل هم من قطاع واحد؟ أم ينتمون إلى اتجاهات متعددة تسعى إلى تذويب هويتنا ومسح ملامح ثقافتنا؟
أظن أن المسلم المعاصر عليه أن ينتبه إلى علاقة التحالف والتزاوج بين الفكري والسياسي في استراتيجية ترويض الأمة.
والأهم أن التوصيات تتوالى في أن يكون الدعم لليبراليين العرب وكل ذيول الغرب من ميزانيات الحكومات والدول المسلمة ذاتها، بدلاً من التمويل الخارجي.
وبقليل من التحديق في الأفق الثقافي والمشهد السياسي يتجلى أمام الناس الحشد الليبرالي الجديد.
لذا، كان لا بد من تجديد خطابات المدارس النقدية المنطلقة من أصالتنا أن تجمع في نقدها بين بيان زيف الفكر الليبرالي الذي يستهدف الهوية العامة للأمة، ومن جهة أخرى كشف الولاءات السياسة لأعداء الأمة والإنسانية.
ولعل كتاب الدكتورة مضاوي يفي بالغرض من زاوية استهداف المرأة تفصيلياً مع المقدمات المهمة والنتائج المستخلصة.
وكتاب «الليبراليون الجدد» لأحمد عبدالعزيز القايدي الذي أصدره مركز التأصيل للدراسات والبحوث من أهم ما اطلعت عليه في هذا الباب لتكتمل صورة جريمة الليبراليين الجدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق