"سوريا ولبنان عبر التاريخ بلد واحد, وشعب واحد وهذا الامر يجب ان يدركه الجميع ...
ومن اجل هذا قدمنا السلاح والذخائر, وقررنا ان ندخل تحت عنوان جيش التحرير الفلسطيني, وبدأ هذا الجيش بالدخول الى لبنان ولا احد يعرف هذا ابدا, لم نأخذ رأي الاحزاب الوطنية ولا غيرها ولم نأخذ أذنا من أحد ...".
من الخطاب الذي القاه الرئيس السوري السابق حافظ الاسد على مدرج جامعة دمشق في 20 تموز 1976 مبررا اجتياح قواته للبنان
في السابع من نيسان سنة 1995 كشف ديبلوماسي أسرائيلي سابق ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين اعطى سوريا موافقته الخطية عام 1976 على دخول قواتها الى لبنان .
وقال جدعون رافايل الذي كان سفيرا لأسرائيل في بريطانيا أنذاك في مقابلة نشرتها صحيفة "هآرتس" ان اسحق رابين الذي كان رئيسا للوزراء تبلغ خطط سوريا لدخول لبنان من الملك الاردني حسين.
واوضح السفير انه التقى العاهل الاردني بطلب من الاخير في 11 نيسان 1976 في لندن. وقال : "وعدنا الملك حسين باسم الرئيس السوري حافظ الاسد ان الجيش السوري لن ينتشر في جنوب لبنان ولن يقترب من الحدود مع اسرائيل وانه سيعمل على ضبط كل الجماعات الفلسطينية المسلحة التي قد تفكر بشن عمليات على شمال اسرائيل".
واضاف رافايل :"ان الرئيس السوري حافظ الاسد تعهد لرئيس وزراء اسرائيل ان العملية السورية كانت فقط ضد منظمة التحرير الفلسطينية وانه سينسحب فور عودة الهدوء ...".
ونقلت الصحيفة حرفيا عن سفير اسرائيل السابق في بريطانيا جدعون رافايل : "ان رابين وافق على دخول القوات السورية في رسالة وجهها الى العاهل الاردني في 28 نيسان 1976 ولا تزال محفوظة في ارشيف رئاسة الوزراء في اسرائيل (...)".
بعض وقائع الجريمة :
26-8-1973 : استعدادا لأشعال الحرب, اعلن الرئيس السوري حافظ الاسد ان لبنان وسوريا بلد واحد وشعب واحد وحكومتان...
10-9-1975 : اقتحمت قوات "الصاعقة" السورية قرية دير عشاش في شمال لبنان وهجرت اهاليها وذبحت ثلاث رهبان...
11-9-1975 : هاجمت "الصاعقة السورية وقوات البعث بلدة بيت ملات وقتلت سبعة من ابنائها وخطفت عشرة...
26-9-1975 : اتهمت صحيفة "الاهرام" المصرية, سوريا بالتدخل في لبنان ومحاولة فرض زعامة حزب البعث السوري على لبنان بالقوة ...
9-10-1975 : هاجمت قوات "الصاعقة" السورية القادمة عبر الحدود السورية بلدة تل عباس في عكار وقتلت 15 من ابنائها وجرحت العشرات واخرقت الكنيسة في محاولة لأشعال نيران الحروب الطائفية بين اللبنانيين...
2-11-1975 : دخل لواء سوري كامل من القوات الخاصة السورية الى لبنان عبر البقاع...
7-1-1976 : اعلن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في تصريح الى صحيفة "الرأي العام" الكويتية ان "لبنان جزء من سوريا وسوف نعيده وينبغي ان يكون ذلك واضحا ..."
15-1-1976 : دخل لواء من جيش التحرير الفلسطيني – قوات اليرموك التابعة لقيادة الجيش السوري الى منطقة البقاع واشتبكت مع بعض مواقع الجيش اللبناني التي كانت موجودة في المنطقة ...
19-1-1976 : دخل المزيد من قوات لواء اليرموك التابع لسوريا مع عناصر مسلحة اخرى تابعة لمنظمة "الصاعقة" الى منطقة الشمال وشرعت في مهاجمة مخافر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الموجودة في المنطقة بالتعاون مع المنظمات الفلسطينية المسلحة ...
21-1-1976 : اجتاح لواء اليرموك وقوات "الصاعقة" التابعين للقيادة السورية بلدة الدامور المسيحية في ساحل الشوف وهجرت اهاليها بالكامل وقتلت العشرات منهم ودمرت البلدة تماما, وعبثا حاول الزعيم الدرزي كمال جنبلاط وقف الهجوم ومنع المذبحة, لكن محاولاته ذهبت سدى امام اصرار القيادة السورية على الفرز الطائفي واشعال نيران الحرب الاهلية بين اللبنانيين...
5-3-1976 : طوقت قوات "الصاعقة" السورية مدينتي القبيات وعندقت في عكار – شمال لبنان, وقصفتها بالمدفعية الثقيلة والهاون ... في الوقت الذي كانت توزع فيه بيانات وهمية عن نداءات استغاثة صادرة عن اهالي البلدتين تطلب تدخل القوات السورية للمساعدة ...
4-4-1976 : اعلن الزعيم كمال جنبلاط ذهوله لأجتياح الجيش السوري بعض المناطق اللبنانية دون ان تكون لوجوده أي طابع شرعي...
5-4-1976 : اعلن قائد القوات اللبنانية بشير الجميل ان "الاطراف المتنازعة في لبنان كانت على وشك التوصل الى اتفاق لحل المشكلة اللبنانية, عندما تدخلت القوات السورية واضاعت الفرصة وقلبت الاوضاع رأسا على عقب ...".
31-5-1976 : دخلت مدرعات سورية تابعة للجيش السوري النظامي وللمرة الاولى منطقة عكار في شمال لبنان...
1-6-1976 : تقدمت القوات السورية النظامية في سهل البقاع واخذت تسيطر على كل المراكز الاستراتيجية والحيوية...
20-7-1976 : القى الرئيس السوري حافظ الاسد على مدرج جامعة دمشق خطابه الشهير واعلن فيه أنه لم يطلب اذنا من أحد لأدخال قواته الى لبنان...
11-11-1976 : حاولت "الصاعقة" السورية اغتيال عميد حزب الكتلة الوطنية اللبنانية النائب ريمون اده...
15-12-1976 : دهمت القوات السورية النظامية والاستخبارات مكاتب صحف "المحرر" و "بيروت" و "الدستور" واخرجت المحررين والعمال واعتدت على بعضهم واحتلت المكاتب والمطابع...
17-12-1976 : دهمت القوات السورية مكاتب صحيفة "السفير" واحتلتها ...
19-12-1976 : احتلت القوات السورية مكاتب صحيفتي "النهار" و "الاوريون لوجور"...
20-12-1976 : برر نائب وزير الدفاع السوري اللواء ناجي جميل احتلال مكاتب الصحف اللبنانية بأن هذه الصحف "تروج لدعاية صهيونية معادية...".
5-11-1977 : هاجمت قوات "الصاعقة" السورية بلدة العيشية في الجنوب وقتلت 41 من اهاليها وهجرت البلدة...
4-2-1978 : حاول الجيش السوري دخول ثكنة الفياضية التابعة للجيش اللبناني فتصدى له العسكريون اللبنانيون واستشهد النقيب اللبناني عبدالله الحدشيتي وسقط للجيش السوري المعتدي 30 قتيلا ...
14-6-1978 : قصفت القوات السورية بلدة دير الاحمر في البقاع بالمدفعية الثقيلة...
28-6-1978 : هاجمت مجموعات مسلحة تابعة للأستخبارات السورية بلدات القاع وراس بعلبك وجديدة الفاكهة وخطفت عددا كبيرا من اهاليها وجدوا قتلى فيما بقي عدد كبير منهم مفقودا ...
30-6-1978 : هاجمت القوات السورية المدرعة والطيران السوري شمال لبنان, واحتلت اقضية بشري واعالي البترون بعد معارك مع الاهالي والقوات اللبنانية...
30-9-1978 : وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والاهالي في مناطق بيروت الشرقية اثر محاولة السوريين اقتحام هذه المناطق, وردت القوات السورية بقصف عنيف اوقع مئات القتلى والجرحى بين المدنيين الابرياء...
16-3-1977 : اغتالت الاستخبارات السورية الزعيم كمال جنبلاط في منطقة الشوف على بعد امتار من حاجز للقوات السورية, ثم عمدت الى التحريض على ارتكاب مجازر انتقامية دامية ضد مسيحيي الشوف ذهب ضحيتها 250 مدنيا بريئا...
10-2-1980 : هاجمت القوات السورية الخاصة بلدة قنات في شمال لبنان فتصدى لها الاهالي على مدى ستة ايام تمكن الجيش السوري بعدها من اجتياح البلدة بعد قصفها بالمدفعية الثقيلة والدبابات...
23-2-1980 : اغتال عملاء سوريا ابنة رئيس الجمهورية اللبنانية الطفلة مايا بشير الجميل ...
24-2-1980 : وجد الصحافي اللبناني سليم اللوزي مقتولا في احراج عرمون (جنوب بيروت) قرب مواقع للقوات الخاصة السورية بعد تسعة ايام على اختطافه على طريق مطار بيروت الدولي بسبب مقالاته ضد السلطة السورية...
13-3-1980 : حاول العميل السوري حسين مصطفى طليس اغتيال رئيس الجمهورية السابق كميل شمعون بسيارة مفخخة...
22-7-1980 : اغتالت الاستخبارات السورية نقيب الصحافة اللبنانية رياض طه...
27-8-1980 : حاول عملاء الاستخبارات السورية اغتيال السفير الاميركي جون غونتر دين...
10-11-1980 : فجر عملاء سوريا سيارتين مفخختين في الاشرفية ( بيروت ) وسقط عشرات القتلى والجرحى...
23-12-1980 : قصفت المدفعية والراجمات السورية مدينة زحلة (سهل البقاع) ليلة عيد الميلاد مما ادى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى...
20-2-1981 : حاول السوريون اغتيال بطريرك الروم الكاثوليك مكسيموس الخامس حكيم في بلدة بحمدون (قضاء عالية) على ابعاد امتار من حاجز للجيش السوري من اجل اشعال نيران الفتنة الطائفية في المنطقة...
2-4-1981 : قصفت مرابض المدفعية السورية المتمركزة في عرمون المناطق الشرقية من بيروت في شكل عنيف وفجائي , اثناء خروج التلاميذ من مدارسهم مما ادى الى سقوط مئات القتلى والجرحى...
3-4-1981 : شن الجيش السوري وعملائه هجوما عنيفا بالمدرعات على مدينة زحلة في سهل البقاع للسيطرة عليها, واوردت المعلومات ان عشرة الاف جندي من القوات الخاصة السورية شاركوا في الهجوم فتصدى لهم الاهالي وقاتلوهم طوال اربعة أشهر...
3-9-1981 : اغتال عملاء سوريا , السفير الفرنسي في بيروت لوي دو لامار...
15-12-1981 : اتهم العراق الاستخبارات السورية بتفجير مبنى السفارة العراقية في بيروت مما ادى الى سقوط 30 قتيلا واكثر من 120 جريحا...
27-4-1982 : اغتال عملاء سوريا الشيخ احمد عساف بسبب مواقفه ...
1-5-1982 : اغتيل الاب فيليب ابو سليمان , كاهن رعية عالية على يد عملاء سوريا, من اجل اشاعة الفرقة الطائفية بين اللبنانيين ...
24-5-1982 : ادى تفجير في باحة السفارة الفرنسية في بيروت الى مقتل 9 اشخاص وجرح 26 اخرين , نفذ العملية العميل السوري حسين طليس...
25-5-1982 : اتهمت صحيفة "لوماتان" الفرنسية صراحة الاستخبارات السورية بتفجير مقر السفارة في بيروت وقدمت تقريرا كاملا عن المنفذين واسباب العملية الارهابية ...
11-7-1982 : قصفت المدفعية السورية الثقيلة في شكل عشوائي المناطق الشرقية واوقعت عشرات القتلى والجرحى...
14-9-1982 : اغتال عملاء سوريا رئيس الجمهورية اللبناني المنتخب بشير الجميل...
19-4-1983 : فجر عملاء سوريا مقر السفارة الاميركية في بيروت مما ادى الى سقوط عشرات القتلى والجرحى...
20-4-1983 : اعلنت الصحف ووسائل الاعلام المصرية والاردنية والأميركية والاسرائيلية ان "منظمة الجهاد الاسلامي" التي اعلنت مسؤوليتها عن تفجير السفارة الاميركية في بيروت ليست سوى غطاء للاستخبارات السورية ...
2-9-1983 : هاجمت قوات المنظمات الفلسطينية الخاضعة لسوريا مثل "الجبهة الشعبية" و "فتح – الانتفاضة" و "الصاعقة" و "كتيبة الاسد" مواقع الجيش اللبناني في سوق الغرب بهدف اجتياحها والوصول الى قصر بعبدا الرئاسي...
6-9-1983 : ابلغت الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس المرحوم شفيق الوزان الادارة الاميركية والحكومات الاوروبية عن مشاركة فلسطينية وسورية في حرب الجبل لأسقاط الشرعية اللبنانية ...
8-9-1983 : اكدت سوريا على لسان ناطق بأسمها استعدادها للتدخل في حرب الجبل اذا طلب منها حلفاؤها ذلك...
8-9-1983 : اعلن الناطق بأسم وزارة الخارجية الاميركية الن رومبرغ "ان سوريا تتحمل مسؤولية كبيرة بالنسبة الى الوضع في لبنان وانها المصدر الرئيسي للسلاح الذي تستعمله الميليشيات المتحالفة معها, فضلا عن الدور الذي يقوم به 40 الفا من الجنود السوريين الموجودين في لبنان...".
9-9-1983 : اعلن مصدر فرنسي رفيع المستوى "ان دمشق تعمل بفاعلية على تقويض النتائج الايجابية التي اسفرت عنها المفاوضات اللبنانية – اللبنانية المباشرة" واكد ان قصف السفارة الفرنسية كان من مواقع تحت السيطرة السورية...
27-12-1985 : حاولت سوريا فرض ما سمي "الاتفاق الثلاثي" على اللبنانيين لكن انتفاضة مسلحة في المناطق الشرقية اسقطت الاتفاق – المؤامرة الذي كان يهدف الى تشريع السيطرة السورية على لبنان كما "اتفاق الطائف" لاحقا...
18-9-1986 : اغتال حسين مصطفى طليس (المقيم حاليا في سوريا في حي ابو رمانة) الملحق العسكري في السفارة الفرنسية كريستيان غوتيير بواسطة مسدس كاتم للصوت امام مقر السفارة...
7-10-1986 : اغتال عملاء سوريا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى في لبنان الشيخ صبحي الصالح بالرصاص في وضح النهار...
22-11-1986 : خطف الجيش السوري المئات من مدينة طرابلس (شمال لبنان) ردا على عمليات عسكرية استهدفت مراكزه العسكرية والاستخباراتية, ووجدت لاحقا جثث العشرات من المخطوفين ملقاة في احياء طرابلس وضواحيها...
31-11-1986 : عمدت القوات الخاصة السورية الى تصفية 34 مواطنا من طرابلس بتهمة مقاومة السوريين...
2-8-1987 : قتل عملاء سوريا مستشار الرئيس امين الجميل الدكتور محمد شقير داخل منزله في بيروت الغربية...
14-3-1989 : قصفت المدفعية السورية الثقيلة وتحديدا الفوج 52 التابع للقوات الخاصة السورية والمزود مدافع 240 و 160 ميلليمتر والمتمركزة في تلال عرمون المناطق الشرقية والغربية معا , وخصوصا منطقة الاونيسكو وقتلت العشرات من اللبنانيين, ثم حاصرت سوريا وبالتنسيق الكامل مع اسرائيل المناطق الخاضعة للشرعية اللبنانية بواسطة القوات البحرية السورية وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة البعيدة المدى...
9-5-1989 : اغتالت الاستخبارات السورية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد بسبب ابلاغه سفير الكويت ان المدفعية السورية مسؤولة عن قصف المنطقتين الشرقية والغربية معا والتسبب بمجزرة الاونيسكو من مرابضها في تلال عرمون...
22-11-1989 : اغتال السوريون رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب رينيه معوض بسبب خلافه مع القيادة السورية ورفضه تنفيذ اوامرهم ...
1-8-1990 : حاصرت القوات السورية وعملائها المناطق الشرعية من اجل اسقاط الحكومة الانتقالية...
12-10-1990 : حاول العميل السوري فرنسوا حلال اغتيال العماد ميشال عون في القصر الرئاسي وتبنى الامين العام لحزب البعث السوري في لبنان عبدالله الامين العملية ...
13-10-1990 : اجتاحت القوات السورية المناطق الشرقية المؤيدة للجيش اللبناني تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي, فتصدى لهم الجيش اللبناني والاهالي, وبعد مقاومة دخل الاحتلال السوري ونفذ مجزرة كبيرة في مناطق ضهر الوحش, سوق الغرب, بسوس, الحدث, وبيت مري ذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى, بينما جرى اعتقال العشرات من ضباط وجنود الجيش اللبناني والمدنيين ونقلوا الى المعتقلات السورية حيث لا يزالون معتقلين هناك... وعمد السوريون ايضا وطوال ثلاثة ايام الى سرقة محتويات وزارة الدفاع الوطني اللبناني كاملة من ارشيف ومعدات كومبيوتر وخرائط ومعلومات تاريخية استراتيجية ونقلوها الى سوريا بالتنسيق مع العميل اميل لحود وعصابته...
· لقد احتل السوريون لبنان في 13 تشرين الاول 1990 ونفذوا رغبتهم بالتواطؤ مع اميركا , وتمكنوا اخيرا من دخول المنطقة التي كانت عاصية على احلام حزب البعث السوري وقائده حافظ الاسد في ابتلاع لبنان, وقيام الوحدة السورية بالقوة وذلك على طريقة المجرم صدام حسين الذي اراد ابتلاع جارته الصغيرة الكويت...
· لكن لبنان الصغير بلد الثقافة والمعرفة والتعددية الثقافية والحضارية ليس امارة الكويت الغنية بالنفط لذلك لم تهب أي دولة الى نجدته او لمساعدة شعبه على تحرير ارضه واستعادة السيادة والاستقلال: اسرائيل تريد ان تعطي لبنان الى سوريا مقابل احتفاظها بالجولان, واميركا تريد من سوريا ان تبقى دائما الحارس الامين للمصالح الأميركية والغربية في المنطقة والمنفذ الامين لسياستها تحت ستار الدفاع عن العروبة ومواجهة الامبريالية, اما فرنسا واوروبا فقد باعوا لبنان من اجل حفنة من المال ومن اجل بعض الاستثمارات في سوريا...
· ان اللبنانيين يواجهون منذ 25 سنة اكبر ديكتاتورية عرفها الشرق الاوسط في تاريخه , والتي لم تتورع عن قتل 30 الف مواطن سوري في مدينة حماه من اجل حماية النظام السوري ومصالحه, كما لم تتورع عن تدمير لبنان وقتل 200 الف من مواطنيه وتهجير مليون ونصف من اللبنانيين من اجل تنفيذ حلم سوريا الكبرى الوهمي بالقوة, عداك عن قتل الزعماء اللبنانيين بالتدريج وتهديد كل الصروح الثقافية والفكرية والعلمية والدينية كما جرى في الجامعة اللبنانية والاميركية وكنيسة سيدة النجاة وغيرها الكثير من الامثلة...
· لقد نصبت سوريا نظاما دمية على لبنان وجرى تعيين العميل الياس "الهراوة" ومن بعده العميل اميل لحود "رؤساء" اسوة بحكومة فيشي المتعاملة مع الاحتلال النازي في فرنسا, وقام الهراوي والعميل رفيق الحريري بالتوقيع على ما سمي "معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق" بين لبنان وسوريا الامر الذي اتاح للسوريين التدخل وتحت غطاء قانوني بكل شؤون لبنان السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والدينية والتربوية والثقافية... وهكذا اخذ الوضع ينهار في لبنان من سيء الى اسوأ الى درجة تجويع الشعب اللبناني وافقاره من اجل اذلاله وهي سياسة كل محتل ومستعمر. وتمكن تحالف العصابات السورية مع العملاء في بيروت من تدمير مقومات الاقتصاد اللبناني ومصادرته لصالح حفنة من المستفيدين الذين باعوا شرفهم وكرامتهم الوطنية والدينية ويتكلمون بوجهين ولسانين مثل رفيق الحريري ويوسف مونس وطلال ارسلان ونبيه بري وغيرهم من السياسيين العملاء...
· لقد نفت سوريا العماد ميشال عون الى خارج لبنان وعملت ماكينتها الاعلامية على تشويه صورته والصاق التهم به. اما قائد القوات اللبنانية سمير جعجع فقد اعتقل وزج به في السجن بعدما قام عملاء جميل السيد والحزب القومي السوري بتفجير كنيسة سيدة النجاة ثم قاموا بالصاق كل تهم الحرب به من اجل ضرب أي محاولة لمقاومة الاحتلال السوري...
· لم يكتف الاحتلال السوري بذلك بل عمد الى ادخال مليون ونصف مليون عامل سوري الى لبنان تطبيقا لسياسة الاستيطان المعروفة وتغيير وجه لبنان الديموغرافي وتأمين غلبة السوريين على اللبنانيين جميعا, وقام العملاء ميشال المر وبشارة مرهج والياس الهراوة بأصدار قرار تجنيس تم بموجبه منح الجنسية اللبنانية عشوائيا الى عشرات الالاف من السوريين المقيمين في لبنان وتحديدا الى الالاف من الضباط والجنود السوريين وعائلاتهم...
ورغم كل ذلك, ورغم هذه الصورة السوداء الا ان المقاومة الوطنية اللبنانية منتصرة لا محالة, والاحتلال الى الهزيمة والاندحار فهذه حتمية التاريخ مهما طال الزمن.....
=============
ثقل الحرب الأهلية اللبنانية: مصير آلاف المفقودين يبقى غامضاً
حسن عباس
13.04.2015
ثقل الحرب الأهلية اللبنانية: مصير آلاف المفقودين يبقى غامضاً
بعد أكثر من 20 عاماً على انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، لا يزال مصير آلاف المفقودين غامضاً. وبرغم أن حل هذه القضية هو شرط أساسي لبناء سلم أهلي متين في لبنان، فإن الدولة تتعاطى معها بخفّة.
ليست الدولة وحدها مَن يتعاطى بخفة مع هذا الملف. عمل الجمعيات "المتخصصة" به لا يخلو أيضاً من الخفّة. وليس أدل على ذلك من أن اللبنانيين حتى الآن لا يمتلكون تقديراً معقولاً لعدد المفقودين خلال حربهم الأهلية. فالرقم المتداول هو 17 ألف. ولكن لا يوجد أي معطى جدّي يمكن الانطلاق منه للحديث حتى عن ثلث هذا العدد.
مفقودون ومصير مجهول
بُعيد انتهاء الحرب الأهلية، كان فهم السلطة اللبنانية لبناء السلم في مرحلة ما بعد الحرب قصير النظر، واقتصر على إعادة الإعمار وإعادة المهجرين إلى قراهم. قضايا كثيرة بقيت عالقة لتمنع اللبنانيين من تجاوز إرث الحرب الثقيل، ومنها قضية مصير آلاف المفقودين.
أقوال جاهزة
شارك غردكشف مصير المفقودين في حرب لبنان ضروري لتعزيز المصالحة الوطنية ولكن السلطة لا تضع القضية ضمن أولوياتها
في ظل التقصير الفاضح، يمكن تجميع ملامح سياسة رسمية (أو لا سياسة) من خلال تصريحات المسؤولين اللبنانيين، سياسة تقوم على ثلاثة مرتكزات:
أولاً، رفض الاعتراف بوجود محتجزين لدى الميليشيات اللبنانية التي تقاتلت خلال الحرب. فبعد إنجاز آخر عملية تبادل مخطوفين في لبنان، في 18 يوليو 1991، بين القوات اللبنانية وحزب الله، قال وزير الدفاع ميشال المر إنه "لم يعد هناك أي محتجز لدى أي حزب، والذين سلموا اليوم هم آخر المحتجزين".
ثانياً، رفض الاعتراف بإمكان وجود مفقودين أحياء داخل لبنان. ففي 31 ديسمبر 1995 قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لأهالي المخطوفين في الداخل: "كل شيء يتعلق بالخطف الداخلي في لبنان، إذا لم يظهر المخطوف، فمعنى ذلك أنه استشهد". وفي العام نفسه أصدر مجلس النواب القانون رقم 434/ 95 تحت عنوان "الأصول الواجب اتباعها لإثبات وفاة المفقودين" الذي يتوفّى المفقودين دون ربط الوفاة بوجوب قيام الدولة بالتحقّق منها.
ثالثاً، اعتبار الحديث عن مخفيين قسراً في سوريا محاولة لإعادة لبنان إلى الحرب الأهلية. فعلى سبيل المثال، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري، في 11 يناير 2000، "أن الادعاء بوجود عدد كبير من المسجونين في سوريا سيفتح دفاتر الحرب الأهلية كلها".
ويمكن اعتبار أن أول خطوة رسمية شبه جدية للتعاطي مع قضية المفقودين كانت إصدار مجلس الوزراء اللبناني، في 21 يناير 2000، قراراً رقمه 10/2000 تشكلت بموجبه "لجنة التحقيق للاستقصاء عن مصير جميع المخطوفين والمفقودين".
اللجنة جمعت إفادات ذوي مفقودين وأصدرت تقريرها في 25 يوليو من العام نفسه، وجاء فيه أن عدد المخطوفين والمفقودين هو 2046 شخصاً. وخلصت اللجنة إلى "أن جميع المفقودين والمخطوفين الذين مر على ظروف اختفائهم مدة أربع سنوات وما فوق ولم يعثر على جثثهم، هم في حكم المتوفين".
لم تُرضِ خلاصة التقرير المهتمين بالقضية. لذلك، عاد مجلس الوزراء، في 20 ديسمبر 2000، ليشكل هيئة لتلقي مراجعات ذوي المفقودين والمخطوفين. أنهت الهيئة عملها في 7 يونيو 2002، وإلى الآن لم يصدر تقريرها. لكنها تلقت معلومات مكنتها من تسجيل 702 حالة فقدان. وبعد مقارنة الأسماء التي سجلتها اللجنتان الرسميتان، تبيّن أن عدد المفقودين المسجلين في كلتيهما بلغ 2312 موزعين بين سوريا وإسرائيل والداخل اللبناني.
تحرّك الملف بعد الانسحاب السوري
بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، تحرك ملف المفقودين في شقه المرتبط بسوريا، أي المعتقلين داخل السجون السورية. وفي مايو، بعد حوالى شهر من الانسحاب، تشكلت لجنة لبنانية سورية مشتركة لم تحقق أي نجاح. وأفاد الوزير السابق جان أوغاسابيان، أواخر العام 2011، أن لبنان سلّم إلى السوريين لائحة بأسماء 615 شخصاً يُعتقد أنهم في سوريا، وأن السوريين نفوا احتجاز أي منهم. ولكن النفي السوري تصدّع بعد نجاح يعقوب شمعون، وهو معتقل لبناني منذ 27 عاماً، برشوة بعض المسؤولين عن السجن الموجود فيه والفرار إلى لبنان في منتصف العام 2012.
ثم، في 16 مارس 2014، نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" بالتنسيق مع موقع "وثائق دمشق" التابع لمركز مسارات، وثائق قيل إنها مراسلات سرية مسرّبة من دوائر النظام الرسمية.
مدير مركز مسارات، لؤي المقداد، لفت إلى أن هذه الوثائق تؤكد وجود معتقلين في سجون الأسد لم تعترف دمشق باعتقالهم لديها، ولم ترد أسماؤهم على اللوائح اللبنانية - السورية المشتركة.
الصحيفة نشرت أربع وثائق تشير إلى مصير 4 معتقلين لبنانيين في السجون السورية (سليم سلامة، وقزحيا شهوان، وعبد الناصر المصري، ورائف فرج) نفّذت بحق ثلاثة منهم أحكام إعدام فيما قضى الرابع تحت التعذيب. كذلك، نشرت ملخصاً لمذكرة شاملة حول ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، أعدها مكتب الأمن القومي السوري، يظهر فيها تعمّد المكتب التهرب من كشف أي حقائق حول مئات المعتقلين اللبنانيين في سجونه. وبرغم ذلك لم يُحرّك الملف بشكل جدي.
محاولات مدنية ورسمية
أمام تهرب السلطة من التصدّي للملف، جرت محاولات عدّة من المجتمع المدني لحث السلطة على تغيير نهجها السلبي. هكذا، توصل بعض الناشطين إلى صياغة مسودة "قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسراً"، في فبراير 2012. في أسبابها الموجبة اعتبرت المسودّة أن حقوق ذوي المفقودين، وعلى رأسها حقهم في المعرفة، "يتم على أساس مبادئ العدالة الترميمية"، وطالبت بإنشاء مؤسسة مستقلة تعنى بتحديد مصير المفقودين والمخفيين قسراً.
مفقودي الحرب اللبنانية .. بعد 26 سنة لايزال مصير الآلاف غامضاً لافتة ضمن حملة تقوم بها لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في الذكرى الـ40 لانطلاقة الحرب
هذا النشاط دفع وزير العدل السابق شكيب قرطباوي إلى التحرك، في محاولة اعتبر البعض أن هدفها الالتفاف على تشريع قانون شامل، وإعداد مشروع مرسوم إنشاء "الهيئة الوطنية المستقلة للمخفيين قسراً". ولكن هذا المرسوم تعاطى مع الملف كملف تقني ولم يعر اهتماماً للمفاهيم الحديثة حول بناء السلم الأهلي بعد الحروب الأهلية.
وبعد الانتهاء من وضعه أحال الوزير المرسوم إلى مجلس شورى الدولة، فكان رأي الأخير أن إنشاء هيئة كتلك المقترحة "يستوجب تدخل السلطة التشريعية" لأنها "تتعلق بموضوع وطني يرتبط بتحقيق العدالة الاجتماعية والسلم الأهلي من خلال طي صفحة الماضي، وله انعكاسات وتداعيات على الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي".
بعد مطالعة مجلس الشورى، فرّغ وزير العدل المشروع من مضمونه (ألغى منه إنشاء بنك البصمات الجينية لأن تجميع معلومات خاصة عن المواطنين يستوجب قانوناً) واكتفى بالمطالبة بإنشاء هيئة "تخضع لوصاية وزارة العدل"، وهي معايير لا توافق عليها المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ثم في 3 أكتوبر 2012 عرض المرسوم على مجلس الوزراء وأُقرّ مبدأ تشكيل الهيئة مع تكليف لجنة وزارية ببلورة صيغة يمكن الاتفاق عليها، لكن من دون تحديد مهلة إلزامية.
وأخيراً في 16 أبريل 2014، عقد النائبان غسان مخيبر وزياد القادري مؤتمراً صحافياً مشتركاً، وأعلنا تقديمهما اقتراح قانون عن المفقودين والمخفيين قسراً وهو ليس سوى مسودة "قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسراً".
وفي ظل عدم تبني خطوات رسمية، وحدها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مَن يقوم بخطوات جدية. فقد أنشأت عام 2012 فريقاً لجمع معلومات عن المفقودين من خلال التواصل مع عائلاتهم. كما تسعى حالياً للتوصل إلى تفاهم مع السلطات اللبنانية من أجل جمع عينات من الحمض النووي لأقارب المفقودين للمساعدة في تحديد هويات أي رفات قد يتم العثور عليه لاحقاً.
المشكلة في لبنان حالياً هي أنه إذا تم نبش مقبرة جماعية ما، لن يمكن تحديد هوية الرفات الموجود فيها وقد حصل ذلك في إحدى الحالات. هذا يعني أن هناك ضرورة لوضع خطة متكاملة والعمل وفق منهجية علمية لتحقيق تقدّم. وهذا لن يتم من دون إنشاء مؤسسة مستقلة تتابع هذا الملف بالتعاون مع المنظمات الدولية الخبيرة وتقوم بأنشطة موازية ضرورية لتنقية الذاكرة، وتعزيز المصالحة الوطنية. فمسألة المفقودين ليست مسألة تقنية.
=============
ثقل الحرب الأهلية اللبنانية: مصير آلاف المفقودين يبقى غامضاً
حسن عباس
13.04.2015
ثقل الحرب الأهلية اللبنانية: مصير آلاف المفقودين يبقى غامضاً
بعد أكثر من 20 عاماً على انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، لا يزال مصير آلاف المفقودين غامضاً. وبرغم أن حل هذه القضية هو شرط أساسي لبناء سلم أهلي متين في لبنان، فإن الدولة تتعاطى معها بخفّة.
ليست الدولة وحدها مَن يتعاطى بخفة مع هذا الملف. عمل الجمعيات "المتخصصة" به لا يخلو أيضاً من الخفّة. وليس أدل على ذلك من أن اللبنانيين حتى الآن لا يمتلكون تقديراً معقولاً لعدد المفقودين خلال حربهم الأهلية. فالرقم المتداول هو 17 ألف. ولكن لا يوجد أي معطى جدّي يمكن الانطلاق منه للحديث حتى عن ثلث هذا العدد.
مفقودون ومصير مجهول
بُعيد انتهاء الحرب الأهلية، كان فهم السلطة اللبنانية لبناء السلم في مرحلة ما بعد الحرب قصير النظر، واقتصر على إعادة الإعمار وإعادة المهجرين إلى قراهم. قضايا كثيرة بقيت عالقة لتمنع اللبنانيين من تجاوز إرث الحرب الثقيل، ومنها قضية مصير آلاف المفقودين.
أقوال جاهزة
شارك غردكشف مصير المفقودين في حرب لبنان ضروري لتعزيز المصالحة الوطنية ولكن السلطة لا تضع القضية ضمن أولوياتها
في ظل التقصير الفاضح، يمكن تجميع ملامح سياسة رسمية (أو لا سياسة) من خلال تصريحات المسؤولين اللبنانيين، سياسة تقوم على ثلاثة مرتكزات:
أولاً، رفض الاعتراف بوجود محتجزين لدى الميليشيات اللبنانية التي تقاتلت خلال الحرب. فبعد إنجاز آخر عملية تبادل مخطوفين في لبنان، في 18 يوليو 1991، بين القوات اللبنانية وحزب الله، قال وزير الدفاع ميشال المر إنه "لم يعد هناك أي محتجز لدى أي حزب، والذين سلموا اليوم هم آخر المحتجزين".
ثانياً، رفض الاعتراف بإمكان وجود مفقودين أحياء داخل لبنان. ففي 31 ديسمبر 1995 قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لأهالي المخطوفين في الداخل: "كل شيء يتعلق بالخطف الداخلي في لبنان، إذا لم يظهر المخطوف، فمعنى ذلك أنه استشهد". وفي العام نفسه أصدر مجلس النواب القانون رقم 434/ 95 تحت عنوان "الأصول الواجب اتباعها لإثبات وفاة المفقودين" الذي يتوفّى المفقودين دون ربط الوفاة بوجوب قيام الدولة بالتحقّق منها.
ثالثاً، اعتبار الحديث عن مخفيين قسراً في سوريا محاولة لإعادة لبنان إلى الحرب الأهلية. فعلى سبيل المثال، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري، في 11 يناير 2000، "أن الادعاء بوجود عدد كبير من المسجونين في سوريا سيفتح دفاتر الحرب الأهلية كلها".
ويمكن اعتبار أن أول خطوة رسمية شبه جدية للتعاطي مع قضية المفقودين كانت إصدار مجلس الوزراء اللبناني، في 21 يناير 2000، قراراً رقمه 10/2000 تشكلت بموجبه "لجنة التحقيق للاستقصاء عن مصير جميع المخطوفين والمفقودين".
اللجنة جمعت إفادات ذوي مفقودين وأصدرت تقريرها في 25 يوليو من العام نفسه، وجاء فيه أن عدد المخطوفين والمفقودين هو 2046 شخصاً. وخلصت اللجنة إلى "أن جميع المفقودين والمخطوفين الذين مر على ظروف اختفائهم مدة أربع سنوات وما فوق ولم يعثر على جثثهم، هم في حكم المتوفين".
لم تُرضِ خلاصة التقرير المهتمين بالقضية. لذلك، عاد مجلس الوزراء، في 20 ديسمبر 2000، ليشكل هيئة لتلقي مراجعات ذوي المفقودين والمخطوفين. أنهت الهيئة عملها في 7 يونيو 2002، وإلى الآن لم يصدر تقريرها. لكنها تلقت معلومات مكنتها من تسجيل 702 حالة فقدان. وبعد مقارنة الأسماء التي سجلتها اللجنتان الرسميتان، تبيّن أن عدد المفقودين المسجلين في كلتيهما بلغ 2312 موزعين بين سوريا وإسرائيل والداخل اللبناني.
تحرّك الملف بعد الانسحاب السوري
بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، تحرك ملف المفقودين في شقه المرتبط بسوريا، أي المعتقلين داخل السجون السورية. وفي مايو، بعد حوالى شهر من الانسحاب، تشكلت لجنة لبنانية سورية مشتركة لم تحقق أي نجاح. وأفاد الوزير السابق جان أوغاسابيان، أواخر العام 2011، أن لبنان سلّم إلى السوريين لائحة بأسماء 615 شخصاً يُعتقد أنهم في سوريا، وأن السوريين نفوا احتجاز أي منهم. ولكن النفي السوري تصدّع بعد نجاح يعقوب شمعون، وهو معتقل لبناني منذ 27 عاماً، برشوة بعض المسؤولين عن السجن الموجود فيه والفرار إلى لبنان في منتصف العام 2012.
ثم، في 16 مارس 2014، نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" بالتنسيق مع موقع "وثائق دمشق" التابع لمركز مسارات، وثائق قيل إنها مراسلات سرية مسرّبة من دوائر النظام الرسمية.
مدير مركز مسارات، لؤي المقداد، لفت إلى أن هذه الوثائق تؤكد وجود معتقلين في سجون الأسد لم تعترف دمشق باعتقالهم لديها، ولم ترد أسماؤهم على اللوائح اللبنانية - السورية المشتركة.
الصحيفة نشرت أربع وثائق تشير إلى مصير 4 معتقلين لبنانيين في السجون السورية (سليم سلامة، وقزحيا شهوان، وعبد الناصر المصري، ورائف فرج) نفّذت بحق ثلاثة منهم أحكام إعدام فيما قضى الرابع تحت التعذيب. كذلك، نشرت ملخصاً لمذكرة شاملة حول ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، أعدها مكتب الأمن القومي السوري، يظهر فيها تعمّد المكتب التهرب من كشف أي حقائق حول مئات المعتقلين اللبنانيين في سجونه. وبرغم ذلك لم يُحرّك الملف بشكل جدي.
محاولات مدنية ورسمية
أمام تهرب السلطة من التصدّي للملف، جرت محاولات عدّة من المجتمع المدني لحث السلطة على تغيير نهجها السلبي. هكذا، توصل بعض الناشطين إلى صياغة مسودة "قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسراً"، في فبراير 2012. في أسبابها الموجبة اعتبرت المسودّة أن حقوق ذوي المفقودين، وعلى رأسها حقهم في المعرفة، "يتم على أساس مبادئ العدالة الترميمية"، وطالبت بإنشاء مؤسسة مستقلة تعنى بتحديد مصير المفقودين والمخفيين قسراً.
مفقودي الحرب اللبنانية .. بعد 26 سنة لايزال مصير الآلاف غامضاً لافتة ضمن حملة تقوم بها لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في الذكرى الـ40 لانطلاقة الحرب
هذا النشاط دفع وزير العدل السابق شكيب قرطباوي إلى التحرك، في محاولة اعتبر البعض أن هدفها الالتفاف على تشريع قانون شامل، وإعداد مشروع مرسوم إنشاء "الهيئة الوطنية المستقلة للمخفيين قسراً". ولكن هذا المرسوم تعاطى مع الملف كملف تقني ولم يعر اهتماماً للمفاهيم الحديثة حول بناء السلم الأهلي بعد الحروب الأهلية.
وبعد الانتهاء من وضعه أحال الوزير المرسوم إلى مجلس شورى الدولة، فكان رأي الأخير أن إنشاء هيئة كتلك المقترحة "يستوجب تدخل السلطة التشريعية" لأنها "تتعلق بموضوع وطني يرتبط بتحقيق العدالة الاجتماعية والسلم الأهلي من خلال طي صفحة الماضي، وله انعكاسات وتداعيات على الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي".
بعد مطالعة مجلس الشورى، فرّغ وزير العدل المشروع من مضمونه (ألغى منه إنشاء بنك البصمات الجينية لأن تجميع معلومات خاصة عن المواطنين يستوجب قانوناً) واكتفى بالمطالبة بإنشاء هيئة "تخضع لوصاية وزارة العدل"، وهي معايير لا توافق عليها المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ثم في 3 أكتوبر 2012 عرض المرسوم على مجلس الوزراء وأُقرّ مبدأ تشكيل الهيئة مع تكليف لجنة وزارية ببلورة صيغة يمكن الاتفاق عليها، لكن من دون تحديد مهلة إلزامية.
وأخيراً في 16 أبريل 2014، عقد النائبان غسان مخيبر وزياد القادري مؤتمراً صحافياً مشتركاً، وأعلنا تقديمهما اقتراح قانون عن المفقودين والمخفيين قسراً وهو ليس سوى مسودة "قانون الأشخاص المفقودين والمخفيين قسراً".
وفي ظل عدم تبني خطوات رسمية، وحدها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مَن يقوم بخطوات جدية. فقد أنشأت عام 2012 فريقاً لجمع معلومات عن المفقودين من خلال التواصل مع عائلاتهم. كما تسعى حالياً للتوصل إلى تفاهم مع السلطات اللبنانية من أجل جمع عينات من الحمض النووي لأقارب المفقودين للمساعدة في تحديد هويات أي رفات قد يتم العثور عليه لاحقاً.
المشكلة في لبنان حالياً هي أنه إذا تم نبش مقبرة جماعية ما، لن يمكن تحديد هوية الرفات الموجود فيها وقد حصل ذلك في إحدى الحالات. هذا يعني أن هناك ضرورة لوضع خطة متكاملة والعمل وفق منهجية علمية لتحقيق تقدّم. وهذا لن يتم من دون إنشاء مؤسسة مستقلة تتابع هذا الملف بالتعاون مع المنظمات الدولية الخبيرة وتقوم بأنشطة موازية ضرورية لتنقية الذاكرة، وتعزيز المصالحة الوطنية. فمسألة المفقودين ليست مسألة تقنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق