الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020
هل لقاح كورونا الذي طورته شركة فايزر الأميركية، بالتعاون مع شركة بيونتيك الألمانية،
معجزة طبية ستهزم «كوفيد 19»، كما أكد والتر إيزاكسون في «الواشنطن بوست»؟
أم انه تم القفز على حقائق وثوابت البحث العلمي وأخلاقياته، كما جاء في مقال
الباحث جهاد الزويري، الذي نشره موقع «الجزيرة» الإلكتروني؟ هل خضعت التقنية الحيوية
التي اعتمدت للتمحيص العلمي الكافي؟ هل تعكس نسبة النجاح المعلنة (%90) الحقيقة
من الناحية العلمية الاكلينيكية؟ يرى إيزاكسون، الأستاذ في جامعة تولين، ومؤلف كتاب
سيصدر في مارس المقبل عن تعديل الجينات ومستقبل الجنس البشري، ان نجاح اللقاح المذكور
يعني أن عام 2020 سيُذكر في التاريخ باعتباره العام، الذي بدأت فيه اللقاحات الجينية تحل
محل اللقاحات التقليدية. ويشير الى ان اللقاحات الجينية تقدم جزءًا من الترميز الجيني، الذي
سيوجه الخلايا البشرية لتنتج مكونات الفيروس المستهدف، التي تحفز جهاز المناعة لدى المريض
. ويؤكد ان هذه إحدى معجزات ثورة التكنولوجيا الحيوية، حيث تصبح معرفة الترميز الجيني في
أهمية الترميز الرقمي، وتصبح الجزيئات بمنزلة الرقائق الدقيقة الجديدة. برمجة وإعادة برمجة
بحسب ما جاء في مقاله المعنون «كنت مشاركاً في تجربة فايزر..»، فإن اللقاح الذي طورته
الشركتان يستفيد من الوظائف الأساسية التي يؤديها الحمض النووي الريبوزي، اذ يحمل التعليمات
في شأن نوع البروتين المطلوب صنعه، من الحمض النووي الموجود في نواة الخلية، إلى
منطقة التصنيع في الخلية. وفي حالة لقاح «كوفيد 19»، فإن المطلوب صنعه يكون نسخة
من البروتين الشائك الموجود على سطح الفيروس. ويمكن أن يحفز هذا البروتين الشوكي
جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة تحمي من الفيروس. ويزف إيزاكسون البشرى بإمكانية
إعادة برمجة لقاحات الحمض النووي الريبوزي بسهولة، مشيرا الى ان فيروسات جديدة
ستظهر بعد هزيمة «كوفيد 19»، وعندما يحدث ذلك، لن يستغرق الأمر اكثر من أيام لترميز
تسلسل جديد من الحمض النووي الريبوزي، لصنع لقاح مضاد للتهديد الجديد. وسوف تتيح
الأدوات المصنوعة من الحمض النووي الريبوزي امكانية تعديل المادة الجينية، وابتكار لقاحات
قابلة لإعادة البرمجة بسهولة بالغة. سرية وغموض في الجهة المقابلة، ينبه المحاضر
والباحث في مجال مناعة الأمراض المعدية والسرطانية في جامعة ليفربول جهاد الزويري،
الى ان تقنية ناقل الرسائل الجيني، التي يعتمد عليها لقاح «فايزر» و«بيونتك»، لا تزال
قيد البحث، ولم تؤت أكلها لكي تستخدم عمليا على الإنسان، فهي لم تتعد الاستخدام على
الحيوانات المخبرية، ولم تكن نتائجها مشجعة كي تصل الى التجارب الإكلينيكية البشرية
، في غضون أشهر قليلة. والزويري، الذي سبق له ان استخدم في أبحاثه طريقة «الجينات
الانتحارية» لإحداث تحفيز مناعي ضد الخلايا السرطانية، يرفض الادعاء بأن اللقاح
ناجح بنسبة %90، محذراً من خطر السرية والغموض المحيطين بجانب كبير من الدراسة،
مشيرا الى ان تأثير اللقاح على جهاز المناعة غير معروف، ويسأل: «ماذا لو كانت نوعية
وكفاءة المناعة التي تكونت عند المجموعة، التي لم تلقح، مشابهة أو أفضل من المجموعة
التي لقحت؟ حينئذ ستنقلب النتيجة، ويكون اللقاح فاشلا بنسبة %90، وهذا ليس مستبعدا
ً ولو نظرياً على الأقل». عواقب محتملة يحذر الزويري من الآثار الجانبية المتوسطة والبعيدة
المدى للقاح المذكور، التي تظهر خلال سنوات، إذ «يحتمل أن تحدث أمور نتوقعها وأمور
خارج سياق التوقعات». ويذكر من العواقب المحتملة حدوث رد فعل مناعي غير حميد معروف
بالاستجابة المناعية المصاحبة لإفراز الإنترفيرون من النوع الأول، يؤدي إلى حدوث التهابات
وتفاعل مناعي ذاتي ضد أعضاء وأنسجة الجسم، كما ينبه الى ان وصول اللقاح الى الغدة
الصنوبرية قد يؤدي الى حدوث حالة «القبول لانعدام رد الفعل المناعي». ويتوقع نظريا
حدوث تنافس بين الشيفرة الوراثية، التي يحملها اللقاح وبين الشيفرات الوراثية القادمة م
ن نواة الخلية. ويقول: سيمرر اللقاح قريبا لتبدأ حملة تطعيم عالمية ستكشف مصير
اللقاح الحقيقي على ملايين البشر، وستظهر محدودية الفعالية خلافا لما ظهر إعلاميا
(%90)؛ بل أقل بكثير وستكون لفترة قصيرة جدا (أشهر)، فالفيروس يتغير باستمرار
متقدماً على اللقاح بخطوات، والأعراض الجانبية ستبدو أكثر وضوحاً على فئات
عمرية مختلفة، ومرد ذلك كله القفز على حقائق وثوابت البحث العلمي وأخلاقياته
. ويختم الباحث بالإشارة إلى «أن اقتناع الناس من الناحيتين العلمية والأخلاقية
بلقاح جديد (لفيروس جديد، متحور ومرض لم تعرفه البشرية من قبل)،
ومصنع بتقنية حيوية جديدة لم تجرب من قبل على الإنسان لهو أمر صعب
من دون توفر دليل يبدد تلك المخاوف؛ ولكن لا ندري لعل الله يحدث بعد ذلك
أمرا، فهناك محاولات أخرى كثيرة بعضها في مراحلها النهائية، وأخرى ستلحق
بها خلال أشهر عسى أن يكون من بينها لقاح أو أكثر يساعد في التخفيف
من حدة هذا الوباء العالمي». Volume 0% لقاح فايزر
للمزيد: https://alqabas.com/article/5823731
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق