تقرير إخباري: الاعتراف سيد أدلة المشروع الصفوي
أضيف في :16 - 12 - 2014يكاد لا يختلف في الآونة الأخيرة اثنان على حقيقة وجود المشروع الصفوي الإيراني في المنطقة , والذي لا يقل خطرا عن المشروع الصهيوني الذي يجعل من حدود دولته الوهمية المزعومة "من الفرات إلى النيل" , ومع ذلك فإن بعض حكومات الدول السنية تحاول إنكار هذه الحقيقة , أو على الأقل التغافل عنها في ظل الوهن والضعف العربي الراهن .
وعلى الرغم من الاعترافات المتتالية من مسؤولين وسياسيين إيرانيين بتدخل الحرس الثوري في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن وغيرها من البلاد العربية المجاورة , وهو ما يعتبر دليلا دامغا على وجود المشروع الصفوي والأطماع الرافضية في الدول العربية السنية , إلا أن عدم التعليق على هذه الاعترافات والتصريحات المستفزة تارة , والتغافل عنها تارة أخرى , هو سيد الموقف في بعض الدول العربية السنية .
فإذا كان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد اعترف مؤخرا بأن "المستشارين العسكريين الإيرانيين متواجدون في العراق وسوريا، وذلك بطلب من الحكومتين السورية والعراقية لمساعدة البلدين، على حد وصفه .
فإن نائب رئيس البرلمان الإيراني "محمد حسن أبو ترابي" يعترف اليوم بأن "من يمسك بزمام الأمور اليوم في لبنان، ومن يدير سياسة هذه الدولة من رجالات ، هم من خريجي مدرسة مؤسس الثورة الإيرانية "علي الخميني" وهذا يعني بأن هناك دولاً عربية أصبحت تسير وفق منهج وسياسية إيران في المنطقة"، على حد قوله .
وأضاف: "إننا نواجه اليوم تحولات استراتيجية كبيرة في المنطقة، وعلينا أن نستعد لهذه المرحلة السياسية الجديدة، التي سوف تكون فيها إيران لاعباً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا".
جاء ذلك في كلمة ألقاها بين قيادات شبابية من قوات "البسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني، ونشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، كشف فيها عن وجود قوات "البسيج" في بغداد، وانتشارهم على أسوار المدينة .
وتكمن خطورة هذا الاعتراف في كونه لا يقتصر على هيمنة ملالي طهران على لبنان من خلال حزب الله , بل يمتد ليشمل دولا وعواصم عربية كبرى كدمشق وبغداد وصنعاء , والتي أضحت تدار وتساس من قبل ساسة طهران , بعد تدخلها السافر بشؤون تلك الدول العربية الإسلامية السنية .
وإذا كان الاعتراف بالمشروع الصفوي من قبل رجال السياسة الإيرانية دبلوماسيا بعض الشيء , فإن اعترافات بعض علماء الرافضة في طهران تجاوزت حدود السياسة واحتياطاتها , وأعلنت صراحة سيطرة طهران على كثير من المدن والعواصم العربية بدعم مباشر من الحرس الثوري والقوات الإيرانية .
وإذا كان الاعتراف كما يقولون "سيد الأدلة" في العلم الجنائي , فإنه كذلك وأكثر في علم السياسة , لأن الدول لا تلجأ عادة إلى الاعتراف بمرادها وأهدافها البعيدة والاستراتيجية , إلا إذا كانت قد أضحت حقيقة و واقعا وليست مجرد أهداف وآمال .
لقد استخدمت طهران مع الدول السنية المجاورة عقيدة "التقية" طوال فترة العقود الأخيرة من القرن الماضي للوصول إلى أهدافها التوسعية , وأظهرت لها دعوات التقارب والتعايش , بينما تحالفت في الخفاء مع أمريكا لتسهل لها مهمة غزو أفغانستان والعراق , و منذ ذلك الوقت والوجه الحقيقي للرافضة يظهر شيئا فشيئا , حتى اندلعت الثورة السورية التي كانت الفاضحة للمشروع الصفوي في المنطقة .
وخلال تلك الفترة الطويلة ظهرت الكثير من الإشارات التي تؤكد وجود مشروع صفوي في المنطقة , إلا أن الكثير من الدول العربية السنية لم تعر هذه الإشارات أي اهتمام , ولم تقم بأي خطوة مدروسة لمواجهة ذلك المشروع بمشروع سني مكافئ أو مواز .
والحقيقة أن سكوت معظم الدول العربية السنية على المشروع الصفوي رغم الاعتراف به علانية مؤخرا ينذر بخطر محدق على الأمة الإسلامية , فالمشروع لن يتوقف عند حدود ما احتله واستولى عليه من مدن وعواصم عربية , بل سيستمر حتى يصل إلى نهايته المرسومة له .
المصدر: المسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق