كتب منكر للسنة انه يعتمد على عقله و نفسه و ليس بحاجة الي احد يفسر له الدين علما انه في واقع الحياة اننا نرجع الي المتخصصين في شؤن حياتنا فلنجا الي الطبيب عند المرض و الي المهندس حينما نريد ان نبني بيتا كذلك الدين نلجا الي علماء الدين فالله سبحانه حض على سؤال اهل الذكر من العلماء اما من يدعي انه يعتمد على نفسه نقول له ما هى أدواتك العلمية لفهم الذكر ليحدثنا عن أدواته العلمية التى يعتمد عليها فى فهمه للقرآن الكريم ، ما هى أدواته العلمية التى مكنته من ادعاء تلك المنزلة والخوض فى كتاب الله تعالى .. ============ ما هى أدواتك العلمية لفهم القرآن الكريم والتى مكنتك من الخوض فيه والدعوة إلى ذلك : هل أنت مثلا هل أنت ملم بعلوم القرآن واللغة ؟ هل انت طبعا ملم بالعلوم العقلية ؟ طبعا أنت تنكر السنة فلن أسألك عن إلمامك بها لكن إذا تعرضت إليها وطعنت فيها فلا بد وأن تكون ملما بما تنتقده فهل أنت ملم بعلم المصطلح والحديث رواية ودراية ؟ ============== كيف عرفت أن هذا القرآن أنزله الله وكيف وصل إليك لا تناقش بالقرآن قبل أن تخبرنا بالمصدر الذى وصل القرآن منه إليك والطريق الذى وصل القرآن به إليك هل هناك سند وصل عن طريقه إليك أم طار عبر القرون حتى وصل إليك بدون سند ======== كيف يمكن تجاهل اللغة؟ غالبية المسلمين ليسوا عرباً ، كيف لهم أن يفهموا القرآن من غير معرفة باللغة؟ ======= أمر الله باتباع نبيك وتدعى أنك تعمل بالقرآن ============ ما هي ادواتك يا حلمي التي عرفت ان كتب الحديث غير صحيحة . وانا متأكد انه بالنسبة لك وصول القران عندك كوصول اي كتاب اخر ينشر . اما ان تعطينا كيف فهمت ان هذا القران من عند الله وان الحديث ليس من عند لله بقطعي . اما ان تبين لنا كيف عرفت ان هذه الاحاديث موضوعة ؟ بطريقة علمية لا بفهم سقيم . لا أعرف لماذا تغفلوا العقل الذي كلفتم به . وبالطبع من لم يقنع بخمس صلوات وبصيام رمضان وبحج البيت وايتاء الزكاة وقبل كل شيء بالشهدتين التي رفع الله قدر النبي بها."ورفعنا لك ذكرك " كل من يخالف ذلك ليس مسلما ليس لاننا نحب ان نكفره بل نحن نكره الكفر لك ولغيرك ولكن ان ارتكبت الكفر معتقا فانت عندنا كافر والا فلا أحد يستطع ذلك . يريد احدكم ان يأخذ كلام الله ويعبد هواه فيفسر القران على ما يهوى تعسفا بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير يجادل ليجعل للناس دين على هواه : دين شحرور ودين احمد صبحي ودين البهاء ودين اهل الذكر ودين الدروز ودين العلوين .. كلهم هؤلاء حتى لو امنوا بالقران فانهم كفروا به بعدم اتباع القران بل أولوه وضلوا . فلذلك تجد ان كل من يترك جزء من سنة النبي يبتعد عن الاسلام حتى يفارقه. الا ترا ان اصحاب انكار السنة لم يتفقوا على شيء ؟ مقادير الزكاة ... الميراث !!! كل شيء واضح ومتفق علية بين المسلمين هو عندهم امر مختلف فيه .اي ان اختلافهم في اصول الدين لا فروعه . ومن سيئة القوم انهم يطعنوا بمن نقلوا كتاب الله وهو طعن بالكتاب الذي نقلوه برواياته المتواترة . وشهد الله لهم بالايمان والعلم الصحيح: "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ" فالطعن بمن نقل القران هو طعن بالقران . نعوذ بالله من اانفاق والشقاق . ======= القرآن فيه آياتٌ كثيرة تأمرنا باتباع الرسول وطاعته بل وتأمر الرسول باتباع هدي الأنبياء قبله!! وهل إذا مات الرسول تموت الرسالة؟!! السنة من الدين فحفظها حفظ الدين و تضييعها تضيع لخاتم الشرائع والله وعد بحفظ دينه! في القرآن أيضاً ان الله عصم رسوله وأنه يثبته هو والمؤمنين بالقول الثابت. ك لم أرسل الله رسوله وأمر بطاعته؟ ولم فهم الجيل الأول أنه يجب طاعته واتباع سنته؟ والاختلاف ليس في التوحيد فقط ولكن في الدين فقد بين الله ذلك . فالناس امة واحدة والله بعث النبين فيهم ولكن الناس اختلفوا حتى في كتاب الله ظلما وعدوانا الا المتقين : ======= (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ?156? الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبآئث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ?157? قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ?158?) ============== الاختلاف لا يكون الا في مكان عدم ورود النص فاذا اتى النص زال الخلاف والا فان اختلاف من لا يتبع السنة هو اعظم من اختلاف من يتبع السنة فهم علوين عبدوا عليا وسموا نصيرية ولهم دين ليس الاسلام اذا اردت ان تعرف عنهم فسأل عنهم في تركيا مثلا. ومنهم من زعم انه نبي كالبهائين والقاديانين وليس ذلك الا بانحرافهم عن شرع الله . فالاسلام هو الدين كما علمنا الرسول الذي امرنا باتباعه . اتحدى ان تضع مسألة خلافية الا وستجد رأي من لا يؤمن بالسنة من الشذوذ بمكانة لا توصف . فهذا جعل اليهود والنصارى مسلمين . وجعل اهل الاسلام ضلال . وذاك سيخرج كتاب عن قريب يغير مفاهيم الحج . وذاك يصلي ثلاث صلوات وذاك يزعم انه رسول وذاك ينكر الحديث ويقبل التوراة والانجيل هذا الامر ليس كاختلافنا على المسح على الجوربين ولا بصيام يوم السبت . ============= قال محمد ابن سيرين : يا معشر الشباب ان هذا العلم دين :فانظروا عمن تأخذوا دينكم او بعبارة نحوها وقال أخر ان رجل يحدث بكل ما سمع لهو رجل مجنون لانه لم يميز بين ما يثبت وما لا يثبت . فليس كل الحديث هو كلام الرسول =========== وجود أحاديث ضعيفة وموضوعة لا يعني عدم وجود احاديث صحيحة وكل من يتبع الحديث ولا يتبع القران فهو ضال . القران هو المتعبد بتلاوته وهو الذي نقرأه في الصلاة وليس الاحاديث . ولكن التفقه بالدين هذا امر امر الله به في كتابه . ========= حض القرآن الكريم سؤال اهل الذكر من العلماء قال تعالى فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ / النحل43 قال تعالى أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ / الشعراء 197 هل من وضع هذه الضوابط (ضوابط صحة الحديث ) هو رسول الله او شخص معصوم http://alturl.com/d4awx مقتبس من حوار منقول للفائدة |
من هم العلماء و صفاتهم قال ابن قيم الجوزية رحمه الله : العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ ============= العالم عرفه ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تعريف جامع فقال: العلم معرفة الهدى بدليله ** ما ذاك والتقليد يستويان =============== السؤال إذا كنت أريد معرفة هل هذا الشيخ جيدا أم لا، ماذا أفعل؟ إذا تتوفر فيه كل الشروط، ولكن أحيانا يختلف مع شيوخ السعودية، ماذا أفعل؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الأصل في طلاب العلم أنهم محمولون على العدالة ما لم يظهر منهم ما يؤدي لجرحهم من التعصب للبدع، أو مقارفة المعاصي، ولا ينبغي التنقيب عن المستور من أحوال الناس، وعلى من اطلع على شيء من ذلك أن يستره ما لم يكن في هتكه مصلحة شرعية معتبرة، قال ابن عبد البر في التمهيد: وكل حامل علم معروف العناية به فهو عدل محمول في أمره أبداً على العدالة حتى تتبين جرحته في حاله أو في كثرة غلطه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله. هذا.. وميزة أهل العلم الربانيين هي قيامهم بالعمل بما علموا وتعليمهم ودعوتهم الناس إليه، ومن فرط في علم أو عمل أو تعليم للناس يخاف عليه من الخسارة، كما قال الله تعالى: وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {العصر}، فعلى من أراد الاستفادة من أهل العلم أن يختار للأخذ منه أعلمهم وأشدهم تمسكاً والتزاماً بالعمل بالعلم وأحرصهم على نشر الخير وهداية الناس، قال ابن القيم في طريق الهجرتين في بيان فضل العلماء: قال بعض السلف: من علم وعمل وعلم فذلك يدعى عظيماً في ملكوت السماء.... ثم قال ابن القيم: وهؤلاء هم العدول حقاً بتعديل رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم إذ يقول فيما يروى عنه من وجوه شد بعضها بعضا: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. وراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 31129، 30036، 61916، 33346، 29139، 31871. والله أعلم. =================== السؤال السلام عليكم أما بعد: لا يخفى عليكم مايتعرض له المسلمون وبخاصة الشباب من فتن عقائدية وأكاذيب تشوش على من لم يحصنوا أنفسهم بالعلم الكافي لدرء هذه الفتن حيث أن شيخ الاسلام ابن تيمية كان يضع يديه على أذنيه خشية الفتن فما هي المراجع أو الركائز الأساسية التي يرجع إليها المسلمون الغير متحصنين بالعلم الشرعي لدرء هذه الفتن؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فطلب العلم فريضة على كل مسلم، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله. ولطلب العلم أصوله التي يجب على طالبيه السير عليها والاهتمام بها، ومن أهمها وأولاها بالاهتمام تقوى الله عز وجل والخوف منه، ويتحقق ذلك بالإكثار من التعبد بفعل الطاعات، والإقلاع عن المعاصي والمحرمات. ولابد من السير على المنهج الصحيح لطلب العلم باختيار عالم رباني يرشد الطالب ويوجهه ويؤدبه، فقد قيل قديماً: من كان شيخه كتابه غلب خطؤه صوابه. وقيل: من دخل في العلم وحده خرج وحده. أي: من طلبه بلا شيخ خرج بلا علم، وقد نظم أحد العلماء في ذلك شعراً فقال: يظن الغمر أن الكتب تهدي ===== أخـا فهم لإدراك العـلوم وما يدري الجهول بأن فيها ==== غوامض حيرت عقل الفهيم إذا رمت العلوم بغير شيـخ ===== ضللت عن الصراط المستقيم وتلتبس الأمور عليك حتى ===== تصير أضل من توما الحكيم ومن الصفات التي ينبغي أن تتوفر في الشيخ ما نقله الإمام الذهبي عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال: لا يؤخذ العلم عن أربعةٍ: سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يُحدث به. ا.هـ من سير أعلام النبلاء. فإذا كان طالب العلم يريد العصمة لنفسه من الزلل والخطأ، فعليه أن يلزم شيخاً تقيا عالماً، أما من لم يكن للتوسع في طلب العلم أهلاً أو كان عنه منشغلاً، فلا أقل من أن يعرف أحكام دينه التي لا يسعه جهلها كمعرفة توحيد الله تعالى، ومعرفة أحكام الطهارة والصلاة والزكاة والحج، فما لا يدرك كله لا يترك كله، ولا يلزمه معرفة ذلك بدليله، بل يكفيه أن يسأل أهل العلم الموثوقين، فقد قال تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل:43]. لأنه يتعذر أن يكون كل واحدٍ مجتهداً في الدين، فكان لابد أن يوجد مفتٍ ومستفتٍ، ولكي تحصل العصمة لهذا الذي لا يقوى على طلب العلم، فيجب عليه أن يحسن اختيار من يفتيه، لاسيما إذا كثرت الفتن وتشعبت الأهواء وكثر الأدعياء، وقد بيَّن العلماء يرحمهم الله الشروط التي يجب أن يتصف بها المفتي، وهي ثلاثة: الأول: الدين، وهو أن يمتثل الأوامر ويجتنب النواهي. الثاني: العلم. الثالث: الورع، وهو أن يترك الشبهات وبعض المباحات خوفاً من الوقوع في المحرمات، ومنه الخروج من الخلاف. إذ لا ثقة بمن عدمت فيه واحدة منها، ويعرف حصولها بالإخبار عنه بذلك من الثقات، وانتصابه واشتهاره في الفتوى، والناس راضون بذلك، وقد نظمها صاحب مراقي السعود في قوله: وليس في فتواه مفتٍ يتبع ===== إن لم يضف للدين والعلم الورع من لم يكن بالعلم والعدل اشتهر ===== أو حصل القطع فالاستفتا انحظر وراجع الفتوى رقم: 4174، والفتوى رقم: 4378، والفتوى رقم: 7677، والفتوى رقم: 8563. والخلاصة: أن تقوى الله تعالى والتسلح بالعلم الشرعي هما أقوى ركن يأوى إليه المسلم، ويتهيأ به لمقاومة أمواج الفتن. نسأل الله عز وجل أن يقينا وجميع المسلمين شرها. والله أعلم. ================ السؤال سؤالي عن العلماء: من هم العلماء الذين يمكن أن نسألهم ونأخذ العلم منهم والفتوى؟ فقد كثر الحديث عن العلماء حتى إنه لا يكاد يوجد عالم إلا وقد طعن فيه، وهل يشترط في العالم أن يكون معروفا ومشهورا وأن تتم تزكيته من العلماء الآخرين؟ ومن هم؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فيحسن بنا أن ننقل لك جواب العلامة ابن عثيمين ـ رحمة الله ـ فقد قيل له: حصل لبس وخلط عند بعض الشباب في تحديد من هو العالم، فنتج عن ذلك أن وضع من ليس بعالم مثل زاهد أو عابد أو واعظ في مصافِّ العلماء، فجعلوه مصدراً للتلقي والتوجيه والتعليم وما إلى ذلك، فنريد من فضيلتكم تحديد من هو العالم وصفته وجزاكم الله خيراً؟ فأجاب: العالم عرفه ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تعريف جامع فقال: العلم معرفة الهدى بدليله ** ما ذاك والتقليد يستويان ـ فالعالم هو الذي يعرف العلم الحق بالدليل، والعلم قد يكون علماً واسعاً يعرف الإنسان غالب المسائل، وما لا يعرفه منها فعنده قدرة على معرفتها، وقد يكون الإنسان عالماً في مسألة واحدة، يأخذ الكتب ويبحث فيها وينظر أدلة العلماء، فيصير عالماً بها فقط، ومن هذا ما جاء به الحديث: بلغوا عني ولو آية ـ لكن غالب الوعاظ يأتون بأدلة لا زمام لها، أدلة ضعيفة يريدون بذلك تقوية الناس في الأمور المطلوبة، وتحذيرهم من الأمور المرهوبة ويتساهلون في باب الترغيب والترهيب، وهؤلاء فيهم نفع لا شك، لكن ليسوا أهلاً لأن يتلقى عنهم العلم الشرعي، بحيث يعتمد على ما يقولون، إلا إذا قالوا: نحن نقول كذا لقوله تعالى كذا وكذا، ونقول كذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم كذا، ويأتون بحديث صحيح، فمعلوم أن من أتى بعلم وحجة فهو مقبول، لكن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ حذر من القرَّاء بلا فقه، والمراد بالفقه أن يكون عند الإنسان حكمة فيضع الأشياء مواضعها، وأن يكون عند الإنسان دليل يكون حجة له عند الله عز وجل، وأظن أنه لا يخفى على عامة الناس العالم من طالب العلم. اهـ. ومن هنا يتبين أن الحصول على تزكية أهل العلم ليست شرطا لجواز تعليم الناس أو إفتائهم، لمن عرف الحق بدليله وكان أهلاً لذلك، وإن كانت مثل هذه التزكية مما يعرف به العالم ويوثق فيه، وتطمئن إليه النفوس، وقد سبق لنا بيان أن الذي يميز العلماء الربانيين عن غيرهم هو المنهج الذي يتبعونه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 29581. وراجع في بيان صفة أهل العلم الربانيين الفتوى رقم: 64980. وراجع الفتوى رقم: 18328، في صفات من يؤخذ عنهم العلم وتقبل منهم الفتوى. وكذلك مسألة الطعن في أهل العلم، وكثرة من يتكلمون في أمور الدين عن علم وعن غير علم ـ سبق لنا بيان المنهج الحق في هذه الظاهرة، ووجهة نظرنا في التعامل مع هذه الحالة، فراجع الفتوى رقم: 6506. والله أعلم. |
القرآن فيه آياتٌ كثيرة تأمرنا باتباع الرسول وطاعته بل وتأمر الرسول باتباع هدي الأنبياء قبله!! وهل إذا مات الرسول تموت الرسالة؟!! السنة من الدين فحفظها حفظ الدين و تضييعها تضيع لخاتم الشرائع والله وعد بحفظ دينه! في القرآن أيضاً ان الله عصم رسوله وأنه يثبته هو والمؤمنين بالقول الثابت. ك لم أرسل الله رسوله وأمر بطاعته؟ ولم فهم الجيل الأول أنه يجب طاعته واتباع سنته؟ ============= عناية الله وحفظه للسنة لقد حفظ الله تعالى السنة مع القرآن فالذي نقل لنا القرآن هم الصحابة الذين نقلوا لنا الحديث الشريف و قد استدل أئمة المحدثين و الاصوليين كالشافعي و الصنعاني و غيرهما قد استدلوا على حفظ الله تعالى لحديث نبيه صلى الله عليه وسلم من الضياع بقوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون) الحجر 9 ووجه الإستدلال في هذه الآية أن الذكر لفظ عام يشمل نوعين من الوحي و هما الوحي المتلو و هو القرآن الكريم و الوحي غير المتلو و هو الحديث النبوي كما قال تعالى ( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) النجم 3-4 و كما قال صلى الله عليه وسلم ( أوتيت القرآن و مثله معه ) يعني السنة و الحق أن الله تعالى حفظ حديث نبيه صلى الله عيه وسلم كما حفظ كلامه سبحانه حفظه بأن سخر علماء الإسلام الذين عملوا وبذلوا الجهد و افنوا اعمارهم في حفظ الحديث و تمحيصه فوضعوا علم مصطلح الحديث الذي يمثل أدق منهج علمي عرف في تاريخ العلوم الإنسانية على الإطلاق وبقواعده سبروا منهج روايات السنن أسانيد ومتونا و ميزوا الصحيح من السقيم كما عرفوا الأحفظ فالأحفظ من الرواة فكانت الراواية و الدراية تسيران جنبا الي جنب وكما يقال الحق ما شهد به الأعداء وهذا ما شهد به أهل الإنصاف من غير المسلمين حتى قال " مرجليوث " : " ليفتخر المسلمون ما شاؤوا بعلم حديثهم " وعليك ان تطالع كتب علوم الحديث وتعرف مثلا أصل الجرح والتعديل إنما هو التثبت الذي هو خلق إسلامي حض عليه الدين وندب إليه المؤمنون ، فقال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " . وقد توافرت آيات عديدة في التحذير من الخرص والظن والقول بغير علم ، قال الله تعالى : (قتل الخراصون ) ، وقال تعالى : ( وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) ، وقال تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) . وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتباع الظن فقال : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " ومن التعديل قوله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم في تزكية القرون الثلاثة : " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " ، وقوله صلى الله عليه وسلم في تزكية أويس القرني : " إن خير التابعين رجل يقال لـه أويـس " ويشترط في العدالة 1) الإسلام ، لقول الله تعالى : ( ممن ترضون من الشهداء ) ، وغير المسلم ليس من أهل الرضا قطعا الجرح والتعديل عند المحدثين ... للشيخ رضا أحمد صمدي http://alturl.com/ftv7n شهادة عالم التاريخ النصراني أسد رستم الذي استخدم منهج علم الحديث في مجال بحثه http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=11960 للمزيد السهام النقدية على فرقتي الشحرورية والعقلانية القرآنية http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=11746 |
وهذه الفتوى في من ينكر السنة النبوية اترككم معها .. رقم الفتوى : 25570 عنوان الفتوى :إنكار السنة كفر مخرج من الملة تاريخ الفتوى :05 شوال 1423 السؤال ما الفرقة الضالة التي تكتفي بالقرآن دون السنة؟ الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الفرقة التي لا تحتج إلا بالقرآن هي الخوارج، هذا في القديم أما في زماننا هذا فقد وجدت طائفة يطلق عليها اسم "القرآنيين" يعتقدون نفس العقيدة، ولهم تواجد ضعيف في بعض البلدان، وقد دخلت عليهم هذه العقيدة من قبل المستشرقين والمنهزمين من العقلانيين. وإنكار السنة يعد كفراً مخرجاً من الملة لأن السنة هي المبينة للقرآن والشارحة له، بل وفيها أحكام تشريعية ليست في القرآن. ومن كان يؤمن بالقرآن فلا بد من أن يؤمن بالسنة لأن الله تعالى يقول: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]. ويقول سبحانه وتعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80]. ويقول عز وجل: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل:44]. والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً. والله أعلم. مركز الفتوى بإشراف عبدالله الفقيه |
شهادة عالم التاريخ النصراني أسد رستم الذي استخدم منهج علم الحديث في مجال بحثه http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=137440 |
تعريف علوم الدين الاسلامي و تخصصاته والعلوم التي يحتاجها طالب العلم
http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...31#post1669631 |
قال تعالى
122 وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ . قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [سورة آل عمران: آية 7] أم أن علم التأويل مقتصر على الله وحده، وقوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [سورة آل عمران: آية 7] بداية كلام جديد؟ قال تعالى فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ / النحل43 قال تعالى أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ / الشعراء 197 ============= السؤال: ما معنى قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [سورة آل عمران: آية 7] أم أن علم التأويل مقتصر على الله وحده، وقوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [سورة آل عمران: آية 7] بداية كلام جديد؟ الإجابة: هذا محل خلاف بين أهل العلم في موضع الوقوف هل هو على لفظ الجلالة {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} [سورة آل عمران: آية 7]. {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [سورة آل عمران: آية 7] جملة مستأنفة، أو أن الراسخين في العلم معطوفون على لفظ الجلالة ولا يتعين الوقف على لفظ الجلالة وهذا يرجع إلى معنى التأويل والمراد به، فإن كان المراد بالتأويل التفسير ومعرفة المعنى فإنه يصح العطف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [سورة آل عمران: آية 7] بمعنى أن الراسخين في العلم يعرفون معاني المتشابه ويفسرونه بأن يحملوه على المحكم ويردوه إلى المحكم. وإن أريد بالتأويل هنا مآل الشي وكيفيته وما يؤول إليه الشيء من الأمور التي أخبر الله عنها من المغيبات فهذا لا يعلمه إلا الله ويتعين الوقف على لفظ الجلالة فتقرأ الآية: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} [سورة آل عمران: آية 7] ويوقف على لفظ الجلالة يعني أن الحقيقة التي يؤول إليها والكيفية التي هو عليها مما أخبر الله عنه في كتابه من الأمور المغيبة كذاته سبحانه وتعالى وكيفية صفاته وما في الدار الآخرة من النعيم والعذاب وغير ذلك فهذا لا يعلمه إلا الله. ومن هذا قوله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [سورة الأعراف: آية 53] فالمراد بتأويله هنا حقيقته التي يؤول إليها وكيفيته لا تفسيره ومعناه. http://ar.islamway.net/fatwa/5280 =============== {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ(122)} هذه الآية جاءت عقب آيات المتخلفين عن الغزو مع رسول الله، وجاءت بعد أن بيّن الله سبحانه مزايا المجاهدين وما يثيبهم الله به جزاء هذا الجهاد في قوله سبحانه: {مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ الأعراب أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ الله وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذلك بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ الله وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الكفار وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحسنين وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [التوبة: 120-121]. كانت تلك الحيثيات التي ترغِّب الناس في الجهاد ترغيباً يخرجهم عما ألفوا من العيش في أوطانهم وبين أهليهم وأموالهم؛ لأن الثمن الذي يتلقونه مقابل ذلك ثمن كبير، ثم جاءت هذه الآية. وحينما استقبل العلماء هذه الآية قالوا: إنها تتمة لآيات الجهاد، وما دام الله قد رغَّب في الجهاد هذا الترغيب، فإن الناس أقسموا بعده ألا يتركوا غزوة من الغزوات ولا سرية من السرايا إلا ذهبوا إليها، فنشأ عن ذلك أن المدينة كادت تخلو على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسقبل وحي الله. واستقبال وحي الله يقتضي وجود سامعين ليبلغوه، فلما انصرف الناس إلى مسألة الجهاد أراد الله أن يعدل هذه الموجة من الرغبة في الجهاد، فبيّن أن الإسلام مُنزَّل من الله على رسوله ليبلغه للناس؛ لأن دين الله يحتاج إلى أمرين: أمر يحمله إلى الناس، وأمر يثبت صدقه في الناس، وحين يرى الناس إنساناً يضحى بنفسه ويدخل معركة، وآخر يضحي بماله، حينئذ يعلم الناس أن من يفعل ذلك لابد أنه متيقن تمام التيقن من العقيدة التي يبذل في سبيلها الغالي والرخيص. لكن يبقى أمر آخر، هو ضرورة وجود من يحملون العلم بالإسلام، فإذا كان المناضلون المضحّون بالنفس، والمنفقون المضحّون بالمال هم دليل صدق الإيمان، فهذا لا يعني الاستغناء عن هؤلاء الذين عليهم أن يسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوحي به الله. إذن: فهناك منهج من الله، وهناك استقبال لهذا المنهج من رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً، ومن السامعين لرسول الله ثانياً؛ ليسيحوا به في البلاد، سياحة إعلام بدين الله لنشر الإسلام، وهكذا كانت الإقامة مع رسول الله هي استقبال لذلك الإعلام، وإلا فماذا يُعْلِمون؟ إذن: فلابد أن يحافظ المسلمون على أمرين: أمر بقاء الاستقبال من السماء، وأمر الإعلام بما استقبلوه إلى البلاد. فإن كنتم قد انصرفتم إلى الجهاد في سبيل الله فقد حقّقتم أمراً واحداً، ولكنكم لم تحققوا الأمر الآخر وهو أن تظلوا؛ لتستقبلوا من رسول الله. فأراد الله سبحانه أن يقسم الأمرين بين مجاهدين يجاهدون للإعلام، وباقين مع رسول الله ليستقبلوا إرسال السماء لهذه الأرض، فقال: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً}. وساعة تسمع (كَانَ) منفيةً فاعلم أنها جحود لهذه المسألة، أي: ما كان يصح أن ينفر المسلمون كافة، أي: جميعاً، بدون أن يبقى منهم أحد. و{كَآفَّةً} مأخوذة من كف الشيء، وأنت تسمع خائط الثياب يقول: (أريد أن أكفّف الثوب) معنى هذا أن الخائط حين يقص القماش، فهناك بعض من الخيوط تخرج منه؛ فيكففها حتى لا يتفكك نسيج الثوب، إذن: فمعنى كلمة {كَآفَّةً}: جميعاً. ولنا أن نتساءل: لماذا لا ينفر المسلمون إلى الجهاد جميعاً، أليس الجهاد إعلاماً بمنهج الله؟ نقول: نعم هو إعلام وسياحة بمنهج الله في الأرض، ولكن الذي يسيح للإعلام بمنهج الله لابد أن تكون عنده حصيلة يُعْلم بها، وهذه الحصيلة كانت تأتي في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من منهج السماء حين ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذن: فلابد من أناس يسمعون وحتى السماء ثم يعلمون به ويرسلونه لأهل الأرض جميعاً، ولو انصرف كل هؤلاء المؤمنين إلى الجهاد لما تحقق أمر حمل الدعوة للإسلام؛ لذلك قال الحق: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً} وفي هذا نفي أمر فيه انبغاء أي: لهم قدرة عليه، ويستطيعون تنفيذ ما يطلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم. ونحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نشأ في أمة عربية لها فصاحة وبلاغة، أمة بيان وأداء قويّ يسحر، وكان في هذه الأمة كثيرون يتمتعون بموهبة الشعر والقول، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشتهر بهذا، وحاول بعضهم أن يقلل من فصاحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنها فصاحة دون من خطب، ودون من قال، ودون من شعر، فجاء الرد عليهم من الحق: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشعر وَمَا يَنبَغِي لَهُ...} [يس: 69]. أي: أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يستطيع أن يتفوق في ذلك، لكن الحق سبحانه لم يُعلِّمه الشعر؛ لأنه لا ينبغي له أن يتعلَّمه، لماذا؟ لأن العرب يعلمون أن أعذب الشعر أكذبه، وما دام أعذبه أكذبه، فالحق سبحانه لا يريد أن يعلم الناس أن محمداً صلى الله عليه وسلم مُرْتاض على صناعة البيان أساليب الأدب، وبعد ذلك يُفاجئ الدنيا بالبيان الأعلى في القرآن، ويعلن صلى الله عليه وسلم أن هذا البيان ليس من عنده. وقد عاش الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم مدة طويلة، ولم يسمعوا منه شعراً، فكل ما جاء به بلاغاً عن الله لا يُنسب لمحمد، ولكنه منسوب إلى رب محمد. وقوله الحق: {وَمَا يَنبَغِي لَهُ} [يس: 69]. أي: لا يصح أن يكون الأمر، رغم استعداد محمد صلى الله عليه وسلم ذلك، وكان من الممكن أن يعلِّمه ربه الشعر وفنون القول؛ ولذلك حينما قال أناس: إن القرآن من عند محمد، جاء القول الحق مبلِّغاً محمداً: {فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يونس: 16]. وقد عاش بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين عاماً ولم يقل قصيدة أو مقالة. ومن الذي يستطيع أن يؤخر عبقريته إلى الأربعين؟ نحن نعلم أن ميعاد بَدْء العبقرية إنما يظهر من قبل العشرين، أي: في العقد الثاني من العمر، ولا أحد يؤخر عبقريته. إذن: فرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نزل عليه القرآن بالترغيب في الجهاد كادت المدينة تخلو من المسلمين؛ فجاء قوله الحق: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدين وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رجعوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]. وفي هذا القول الكريم محافظة على أمرين؛ أمر استقبال وحي الله، وأمر الإعلام به، وبذلك يتنوع الجهاد، طائفة تستقبل، وطائفة تعلِّم وترسل؛ لأنهم لو تركوا الرسول صلى الله عليه وسلم جميعاً، فكيف يصل الوحي من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المؤمنين؟ ولو أنهم جلسوا جميعاً في المدينة فمن الذي يسيح في الأرض معلِّماً الناس؟ أما إذا بقي الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه، في فترة لا قتال فيها، فهذا أمر مختلف؛ لأنها ستكون فترة استقبال فقط. وكذلك إن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القتال فعلى المؤمنين القادرين على القتال أن يصحبوه؛ لأن الرسول القادر على استقبال الوحي من الله موجود معهم، وكذلك الإعلام بالرسالة موجود. إذن: فالمشكلة كانت في حالة عدم وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الخارجين للجهاد، فإذا ما خرج المقاتلون للجهاد، وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، فعليهم أن ينقسموا قسمين: قسماً يبقى مع رسول الله ليتعلم منهج الله، وقسماً يخرج إلى القتال. حين كان الرسول يخرج إلى اقلتال فالمهمة تسمى غزوة، وإذا لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرسل جماعة للقتال سُمِّيت العملية ب (السَّرِية). ولم يخرج عن التسمية بالسرية إلا عملية واحدة سُمِّيت غزوة ولم يخرج فيها رسول الله، وكان المفروض أن تُسمى سرية ولكنها سميت غزوة. وقد خرجت المهمة عن اصطلاح السرية إلى اصطلاح الغزوة، رغم أن رسول الله لم يحضرها؛ لأن المعركة حدث فيها أشياء كالتي تحدث في الغزوات، فقد كانت معركة حاسمة وقُتل فيها عدد من المسلمين، وحمل الراية مقاتل واستشهد فحملها غيره وقتل، فحملها ثالث، وكانت المعركة حامية الوطيس فقالوا: لا يمكن أن نسمي تلك المعركة ب (السَّرية) بل هي غزوة؛ لأن فيها عنفاً شديداً. لم يلحظوا شيئاً واحداً وهو أن التسمية بالغزوة انطبقت تمام الانطباق على مؤتة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المدينة والمسلمون خارجون للغزو وأرسل إلى القوات: إن مات فلان في القتال فيليه فلان، وإن مات فلان ففلان يخلفه، أي: أنه صلى الله عليه وسلم قد سلسل أمور الغزوة قبل أن تبدأ. وهي الحملة القتالية الوحيدة التي خرجت بهذه التعليمات، من بين مثيلاتها، من الحملات المحددة التي لم يخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المقاتلين، وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يعلم مُقدّماً بمن سيموت من هؤلاء الخارجين إلى القتال. ثم وصلت الحملة إلى موقعها فسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم؛ قال: أخذ الراية فلان فقُتل، ثم أخذها بعده فلان فقُتِل. ثم قال: وأخذها بعده فلان، وكان صلى الله عليه وسلم يقصّ المعركة وهو في المدينة فقالوا: لم يقل ذلك إلا لأنه شهد. وحينما عاد المقاتلون عرف الصحابة منهم أن الأمر قد دار كما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المدينة، وقد حدث مطابقاً غاية التطابق، فقالوا: شهدها رسول الله؛ وما دام قد شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي غزوة. ونعود إلى الآية التي يقول فيها الحق: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدين...} [التوبة: 122]. وساعة تسمع كلمة (لولا) فلك أن تعرف أن في اللغة ألفاظاً قريبة من بعضها، ف (لو) و(لولا) و(لوما) و(هلاَّ)، هي- إذن- ألفاظ واردة في اللغة، وإذا سمعت كلمة (لو) فهذا يعني أن هناك حكماً بامتناع شيئين. شيء امتنع لامتناع شيء، مثل قولك: (لو كان عندك زيد لجئتك) وهنا يمتنع مجيئك لامتناع مجيء زيد، فكلمة (لو) حرف امتناع لامتناع، وتقول: لو جئتني في بيتي لأكرمتك. إذن: فأنا لم أكرمك لأنك لم تأت. وتقول: (لولا زيد عندك لجئتك) أي: أنه قد امتنع مجيئي لك لوجود زيد. إذن: ف (لولا) حرف امتناع لوجود. ونلحظ أن (لولا) هنا جاء بعدها اسم هو (زيد)، فماذا إن جاء بعدها فعل، مثل قولك: (لولا فعلت كذا)؟ هنا يكون في القول حضٌّ على الفعل، مثل قوله الحق: {لولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المؤمنون والمؤمنات بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً...} [النور: 12]. ومثل قوله: {لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ...} [النور: 13]. ومثلها أيضاً (لوما) مثل قوله الحق: {لَّوْ مَا تَأْتِينَا بالملائكة إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} [الحجر: 7]. وأيضاً قولك: (هَلَّ). فهي أيضاً تحضيض مثل قولنا: (هلا ذاكرت دروسك)؟ وأنت بذلك تستفهم ب(هل)، وجئت بالمد لتصبح(هلاَّ)؛ لتحثه على المذاكرة. أو قولك: (هلا أكرمت فلاناً؟) وفي هذا حَثٌّ على أن تكرم فلاناً. والأسلوب هنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها يجمع المؤمنين ويقول لهم: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً} ثم يأتي الحث على أن ينقسموا إلى قسمين في قوله: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ}، والقسمان يذهب أحدهما للإعلام وللجهاد. والقسم الثاني يظل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستقبل منهج السماء. وقوله الحق: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ} فيه كلمة {نَفَرَ} وهي من النفور. لكنها استعملت دائماً في مسألة الخروج للحرب، مثل قول الحق: {ياأيها الذين آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفروا فِي سَبِيلِ الله اثاقلتم إِلَى الأرض أَرَضِيتُمْ بالحياوة الدنيا مِنَ الآخرة فَمَا مَتَاعُ الحياوة الدنيا فِي الآخرة إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُواْ...} [التوبة: 38-39]. ولماذا يجيء الحق بالنفرة في الجهاد؟ نقول: لأن الذي يعوق الإنسان عن الجهاد حبه لدَعَته، ولراحته، ولسعادته بمكانه، وبأهله، وبماله، فإذا ما خرج للقتال شَق ذلك على نفسه، ولذلك يقول الحق: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ القتال وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ...} [البقرة: 216]. وفي ذكر أمر الكُرْه إنصاف لهم، فصحيح أن القتال أمر صعب ويكرهه الإنسان، لكن الحق قد كتبه، والمسلم إذا استحضر الجزاء عليه فهو يحتقر ما يتركه؛ لأنه قليل بالنسبة لعطاء الله؛ لذلك ينفر المؤمن الحق من الذي يملكه، ويذهب للثواب الأعلى، وهذا هو معنى التحديد في أنهم سمّوا الجهاد نفرة، فحين يقارن المؤمن بين حصيلة ما يأخذه من الجهاد وما يمسكه عن الجهاد لتساءل: ما الذي يجعلني أتمسك بالأقل ما دام هناك عطاء أكثر؟ فلما جاءت {فَلَوْلاَ نَفَرَ} فهموا أن هذه الآية من تتمة الكلام عن الجهاد، ولتبقى طائفة من المؤمنين؛ لتسمع من رسول الله الوحي، وقد يتساءل المسلم حين يقرأ الآية ويجد قوله الحق: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدين}، هنا يقول المسلم لنفسه: وهل تنفر الطائفة التي تتفقه في الدين، إنها الفرقة الباقية والمستقرة مع رسول الله في المدينة؟ ونجيب: إن قول الحق: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} نجد فيه كلمة {فِرْقَةٍ} وهي الجماعة، والجماعة إنما تنقسم إلى طوائف. مثلما نسمي في الجيوش (الفرقة الأولى) و(الفرقة الثانية) و(الفرقة الثالثة)، ثم تنقسم الفرقة الواحدة إلى: (جماعة الاستطلاع) و(جماعة التموين) و(الشئون المعنوية)، ونجد كلمة {طَآئِفَةٌ} وهي تعني (بعض الكثرة). وما دام الحق قد قال: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} فهذا يعني أنه سبحانه قسمهم إلى طائفتين، إحداهما تنفر، والأخرى تبقى لتتفقه في الدين. إذن: فكأن أسلوب القرآن أسلوب أدائي كل ينفر لمهمته. {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} يبين أن طائفة منهم تكون قتالية والأخرى إعلامية مهمتها {لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدين وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رجعوا إِلَيْهِمْ} فمن يجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستمع إليه، فهو يجهز للمقاتل حيثيات ما يجاهد على مقتضاه، وحين يرجع المقاتلون يُبلِّغهم من جلس مع الرسول ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم من وحي، ويتناوب المسلمون الجلوس مع الرسول في المدينة، والقتال، وكل طائفة تؤدي مهمتها. وهناك من العلماء من رأي رأياً آخر، وأخذ المسألة كلها مكتملة على بعضها، وقال: إن من بقي مع رسول الله له لون آخر من المجاهدة، ولأنه يأخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم علْماً جديداً، يتبادله مع المقاتلين في ساحة القتال بعد أن يعودوا، فالمقاتلون في ساحة الجهاد يعودون بما يؤكد نصرة الله للقلة على الكثرة، وإمداد الله سبحانه للمؤمنين بالملائكة، وتهدم العدو، والمعجزات التي رأوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم كنبوع الماء من بين أصابعه في حال قلة المياه عند العطش. ثم إنهم يسمعون من المجاهدين الجالسين لتلقي العلم أخبار الوحي والفقه، وهكذا يتكافأ المؤمنون في المهامن وكأنهم البنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً. وما تقدم فهو فهم للآية إذا كانت خاصة بالجهاد، فماذا إذا كان للآية موضوع آخر غير الجهاد؟ نقول: إن الجهاد إعلام بمنهج الله في الأرض، والإعلام بمنهج الله في الأرض يقتضي المنهج المعلوم من السماء الذي يوضح مصير المجاهدين، ومصير المتخلفين. وهو هنا سبحانه يوضح أمر استقبال ما نجاهد من أجله. {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ} أي: يذهب بعض المسلمين إلى البلاد التي حول المدينة؛ ليقولوا للناس حقيقة الإسلام، وأيضاً أن يأتي آخرون من البلاد الأخرى لِيَعْلَمُوا أمر الدين، ويعلموه لأهاليهم. ويكون قول الحق: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} مقصود به هؤلاء الذين يأتون من الأماكن البعيدة عن المدينة؛ليجلسوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمعوا، ويتفقهوا في الدين؛ ليرجعوا إلى مجتمعاتهم، ويعلموهم أمور الإيمان. إذن: فالآية إما أن تكون من تتمة آيات الجهاد، وإما أن تكون أمراً مستقلاً للذين يبعد بهم المكان عن منبع المنهج، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو صلى الله عليه وسلم يعلِّم من يأتون إليه من أي مجتمع؛ ليرجعوا بعد ذلك لقومهم، ويبلغوهم مطلوبات المنهج، وهذه مسألة بعيدة عن القتال. إذن: تكون النفرة للتفقه في الدين على أي معنى، ليس هناك فرق بين الطائفة الباقية التي تتفقه؛ لتعلِّم الطائفة التي تجاهد، أو الطائفة التي تجاهد تتفقه بالمعجزات وبالأحداث التي حدثت أثناء قتالهم وتعلمها للطائفة التي لم تخرج للقتال. أو أن المعنى هو الأمر الثاني الذي لا قتال فيه، بل يتناول أمر استقبال الرسول صلى الله عليه وسلم لطائفة من كل بلد ليسمعوا منه صلى الله عليه وسلم، وقد سماها الحق (نفرة)؛ لأنها جهاد في البحث في المنهج وتعلمه، وهي نفرة النفرة؛ لأن النفرة للجهاد بالقتال تتطلب فهماً لحيثيات الدفاع عن هذا المنهج المنزَّل من الله. وقوله الحق: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ} علمنا منه أن الفرقة هي الجماعة، والجماعة إما أن تنقسم إلى أفراد وإما إلى طوائف، والفرقة أقلها ثلاثة؛ لأنها جمع. وحينما يذهب اثنان من هذه الفرقة للتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعودان للبلاغ عنه صلى الله عليه وسلم نكون أمام خبر من شاهدين اثنين بأن النبي قال كذا وأبلغ بكذا، وكذلك قد يصح أن يكون المبلِّغ عن الرسول شاهداً واحداً، واختلف العلماء المسلمون فيما بينهم، هل يأخذون الخبر عن واحد فقط مبلِّغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لابد من الأخذ بالخبر من شاهدين اثنين؟ وقد جاءت الآية صريحة في أنه {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} والفرقة أقلها ثلاثة، والطائفة إما أن تكون اثنين وإما أن تكون شخصاً واحداً يرجع إلى قومه؛ ليفقههم في الدين، ويؤدي البلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتحفَّظ البعض على ذلك بأن قالوا: إن الذي نفر ليس فرداً من الفرقة، بل طائفة من الفرقة، ومفردات الفرقة طوائف ولا واحد، وكلمة طائفة مقصود بها الجماعة. والنفرة لها علة محددة يذكرها الحق: {لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدين} فالتفقُّه إذن هو سبب النفرة، مثلما نبعث بعثة في أي بلد متقدم؛ لنأخذ بعلوم الحضارة، فإن خرج واحد عن حدود البعثة؛ ليلعب، ويلهو، فهو لم يحقق النفرة. لابد إذن من ان يستوعب كل واحد في البعثة أنه قد جاء للتفقه. والفقه في اللغة: هو الفهم، ويقال عن أي أمر تفهمه: فقهتُ الأمر الفلاني. فإن فهمت في الهندسة فهذا فقه، وإن فهمت في العلوم فهذا فقه، ولكن المعنى الذي غلب هو الفقه لأحكام الله؛ لأن هذا الأمر هو أهم أمور الحياة، فالفقيه في الدين هو من يبيّن للناس حدود المنهج ب (افعل) و(لا تفعل). إذن: الفقه مطلقاً هو الفهم، لكنه أصبح مصطلحاً يعني فهم أحكام الله؛ لأنه هو الذي يحدد الصواب والخطأ. ولا يقال: (الفقيه) إلا لمن فَقُه. وهناك فرق بين فَقه وفَقُه. فَقُهَ في دين الله، أي: أصبح الفقه عنده ملكه، وساعة تسأله في أي موضوع لا يتردد، بل يجيب؛ لأن الفقه صار ملكه عنده، والملكة: الصفة التي ترسخ في النفس من مزاولة أي عمل؛ فيسهل أداء هذا العمل. وكذلك الفقه. وهكذا نعرف أن معنى فَقِهَ: (فهم شيئاً). أما فَقُهَ فمعناها: صار الفقه عند مَلَكَة. وقوله الحق: {لِّيَتَفَقَّهُواْ} أي: ليعلموا أحكام الله، ويصير هذا العلم: من بعد ذلك مَلَكَة عندهم. ولكنْ ماذا إن نفروا لشيء آخر مثلما ينفر واحد من البدو ليسأل جماعته: إلى أين تذهبون؟ فيجيبون: نذهب إلى رسول الله لنسمع منه، فيذهب معهم. لكنه لا يسمع بل يذهب هنا أو هناك، ولا يجلس لتفقُّه العلم، على الرغم من أن علّة نفوره مع غيره هي التفقّه في الدين؛ وليعلم حقائق هذا الدين؛ لينذر به قومه حين يعود إليهم، فالفقيه لا يطلب جاهاً، أو رئاسة، أو وظيفة، بل هو يبين للناس متطلبات الحركة على هذا المنهج الحق، ولينذرهم {لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} أي: يتجنَّبون ما يضرُّهم. وحين ندقق في هذا الأمر نجده عدة مراحل: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ} هذه هي المرحلة الأولى، ثم {لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدين} هذه هي المرحلة الثانية وهي التفقه، أما الثالثة {وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رجعوا إِلَيْهِمْ}، ومن تفقه لغير هذا؛ ليشار إليه بالبنان مثلا؛ نقول له: أنت من الذين قال الله فيهم: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بالأخسرين أَعْمَالاً الذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحياوة الدنيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 103-104]. إذن: فالتفقه يكون للدعوة تبشيراً وإنذاراً؛ حتى يتجنب القوم ما يضرهم. ويقول سبحانه بعد ذلك: {ياأيها الذين آمَنُواْ قَاتِلُواْ...}. ====== قال تعالى 122 وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ . يقول تعالى: -منبها لعباده المؤمنين على ما ينبغي لهم- وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً أي: جميعا لقتال عدوهم، فإنه يحصل عليهم المشقة بذلك، وتفوت به كثير من المصالح الأخرى، فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ أي: من البلدان، والقبائل، والأفخاذ طَائِفَةٌ تحصل بها الكفاية والمقصود لكان أولى. ثم نبه على أن في إقامة المقيمين منهم وعدم خروجهم مصالح لو خرجوا لفاتتهم، فقال: لِيَتَفَقَّهُوا أي: القاعدون فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ أي. ليتعلموا العلم الشرعي، ويعلموا معانيه، ويفقهوا أسراره، وليعلموا غيرهم، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم. ففي هذا فضيلة العلم، وخصوصا الفقه في الدين، وأنه أهم الأمور، وأن من تعلم علما، فعليه نشره وبثه في العباد، ونصيحتهم فيه فإن انتشار العلم عن العالم، من بركته وأجره، الذي ينمى له. وأما اقتصار العالم على نفسه، وعدم دعوته إلى سبيل اللّه بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون، فأي منفعة حصلت للمسلمين منه؟ وأي نتيجة نتجت من علمه؟ وغايته أن يموت، فيموت علمه وثمرته، وهذا غاية الحرمان، لمن آتاه اللّه علما ومنحه فهما. وفي هذه الآية أيضا دليل وإرشاد وتنبيه لطيف، لفائدة مهمة، وهي: أن المسلمين ينبغي لهم أن يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة من يقوم بها، ويوفر وقته عليها، ويجتهد فيها، ولا يلتفت إلى غيرها، لتقوم مصالحهم، وتتم منافعهم، ولتكون وجهة جميعهم، ونهاية ما يقصدون قصدا واحدا، وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم، ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب، فالأعمال متباينة، والقصد واحد، وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع الأمور. (1/355) تفسير السعدي المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir16251/#ixzz2MLLWevyx |
لسؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد: فما هي شروط الاجتهاد وأرجوالفتوى بدليل؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فللاجتهاد شروط لا يجوز لمن لم تتوافر فيه أن يجتهد، وقد ذكر أهل الأصول شروط المجتهد، فأطالوا الكلام بذلك، ولكننا نذكرها هنا مختصرة لضيق المقام: الشرط الأول: الإسلام، وهو واضح. الشرط الثاني: العقل، وهو واضح أيضًا. الشرط الثالث: البلوغ؛ لأن الصبي لا يعتمد على خبره وشهادته، فمن باب أولى اجتهاده. الشرط الرابع: إشرافه على نصوص القرآن، أي ما يتعلق منها بالأحكام، وقد ذكر بعض أهل الأصول أنها خمسمائة آية، ومنهم من قال: إن ذلك إنما يعني الآيات الدالة على الأحكام، بدلالة المطابقة فحسب، لا ما دل على الأحكام بالتضمن والالتزام. الشرط الخامس: معرفة ما يحتاج إليه من السنن المتعلقة بالأحكام. الشرط السادس: معرفة مواقع الإجماع والخلاف، حتى لا يفتي بما يخالف الإجماع أو يدعي الإجماع على ما ليس بإجماع، أو يحدث قولاً جديدًا لم يسبق إليه. الشرط السابع: معرفة القياس، فإنه مناط الاجتهاد وأصل الرأي ومنه يتشعب الفقه، فمن لا يعرفه لا يمكنه استنباط الأحكام. الشرط الثامن: أن يكون عارفًا بلسان العرب وموضوع خطابهم، وذلك حتى يميز بين الأحكام التي مرجعها إلى اللغة، كصريح الكلام وظاهره ومجمله ومبينه وعامه وخاصه، وحقيقته ومجازه. وغير ذلك. الشرط التاسع: معرفة الناسح والمنسوخ، حتى لا يفتي بالحكم المنسوخ، قال علي رضي الله عنه لأحد القضاة: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت. الشرط العاشر: معرفة حال الرواة في القوة والضعف، وتمييز الصحيح من الفاسد، والمقبول من المردود. الشرط الحادي عشر: أن يكون ذا ملكة يستطيع أن يستنبط بها الأحكام، ولا تتأتى هذه الملكة إلا بالدربة في فروع الأحكام. الشرط الثاني عشر: العدالة، فلا يقبل اجتهاد الفاسق، ويجوز أن يعمل هو باجتهاده. واشترط بعضهم: العلم بالمنطق والكلام، ولم يشترط ذلك الأكثرون. ولا يلزم في هذه الشروط أن يبلغ فيها الشخص المنتهى والغاية، بل يكفيه أن يكون ضابطًا لكل فن منها، وهو ما يعبرون عنه بذي الدرجة الوسطى في هذه العلوم. ومن أراد الاستزادة في تفاصيل شروط الاجتهاد فليرجع إلى كتب الأصول، ومن الكتب التي اعتمدنا عليها في هذه الفتوى الكتب التالية: - البحر المحيط للزركشي (شافعي). - المستصطفى للغزالي (شافعي). - جمع الجوامع للسبكي، بشرح المحلى وحاشية العطار (شافعي). - الفصول في الأصول للجصاص. (حنفي). - كشف الأسرار لعبد العزيز البخاري (حنفي). - التوضيح للتفتازاني (شافعي) - تبصرة الحكام لابن فرحون (مالكي). - التقرير والتحبير لابن أمير الحاج (حنفي) - الإنصاف للمرداوي (حنبلي). - شرح الكوكب المنير للفتوحي (حنبلي). ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 2673، 17519، 20023. والله أعلم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق