الحقيقة المطلقة موجودة في نصوص القرآن والسنة النبوية و المعرفة تاتي بعد دراسة و العلم بحر يبذل فيه العالم وقته ونفسه حتى يجاز في العلم الذي درسه وفق مراحل يمر بها ويجتازها
=============
من هم العلماء؟!
رد على منكر للسنة انه يعتمد على نفسه و ليس بحاجة الي احد يفسر له الدين
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/12/blog-post_3.html
=============
من هم العلماء؟!
العلماء هم : العارفون بشرع الله , المتفقهون في دينه , العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة , الذين وهبهم الله الحكمة (ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً)
والعلماء هم : الذين جعل الله عز وجل عماد الناس عليهم في الفقه والعلم , وأمور الدين الدنيا
والعلماء هم : (فقهاء الإسلام , ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام الذين خصوا باستنباط الأحكام . وعُنوا بضبط قواعد الحلال والحرام)
والعلماء هم : أئمة الدين , نالوا هذه المنزلة العظيمة بالاجتهاد والصبر , وكمال الدين (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لَّما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)
والعلماء هم : ورثة الأنبياء , ورثوا عنهم العلم , فهم يحملونه في صدورهم , وينطبع - في الجملة – على أعمالهم , ويدعون إليه الناس .
والعلماء هم : الفرقة التي نَفَرَت من هذه الأمة لتتفقه في دين الله , ثم تقوم بواجب الدعوة , ومهمة الإنذار(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين , لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)
والعلماء هم : هداة الناس الذين لا يخلو زمان منهم حتى يأتي أمر الله فهم رأس الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم - :
(لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم , أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)
قال الإمام النووي – رحمه الله –
(وأما هذه الطائفة فقال البخاري : (هم أهل العلم) وقال احمد بن حنبل (إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم) وقال القاضي عياض : (إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث) , قلت - القائل النووي -: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقةٌ بين أنواع المؤمنين , منهم محدثون , ومنهم زهاد , وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر , ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير , فلا يلزم
أن يكونوا مجتمعين , بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض )
وأيّاً ما كان القول في هذه الطائفة , فإن من المتفق عليه أن العلماء هم رؤوسها المقدمون فيها , وغيرهم من الناس تبع لهم .
إن العلماء وإن غابت شخوصهم فآثارهم موجودة , قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –
(العلماء باقون ما بقي الدهر , أعيانهم مفقودهم , وآثارهم في القلوب موجودة)
والعلماء هم : رأس الجماعة التي أُمرنا بلزومها , وحُذّرِنا من مفارقتها :
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
(لا يحل دمُ امرىءٍ مسلم يشد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني , والنفس بالنفس ,
والتارك لدينه المفارق للجماعة)
وعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
(من فارق الجماعة قيد , شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)
وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال :
(عليكم بالجماعة , وإياكم والفُرقة , فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد , ومن أراد بحبوحة الجنة
فليلزم الجماعة , من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن)
والمحصَّل من أقوال أهل العلم في معنى الجماعة قولان :
القول الأول : أن الجماعة هي : جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على الإمام الشرعي .
القول الثاني : أن الجماعة هي : المنهج والطريقة , فمن كان على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –
وصحبه والسلف الصالح فهو مع الجماعة.
وعلى القولين فإن رأس كيان هذه الجماعة هم العلماء , فهم الذين يعقدون للإمام البيعة , وطاعته تبع لطاعتهم ,
وهم الأدلاء على المنهج والطريقة , لعلمهم بهدي النبي – صلي الله عليه وسلم – وصحبه , والسلف الصالح ,
ولذلك يسوق الإمام الآجري في باب لزوم الجماعة جملة من الآيات والأحاديث , ثم يقول :
(علامة من أراد الله – عز وجل – به خيراً سلوك هذا الطريق : كتاب الله – عز وجل - , وسنن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وسنن أصحابه – رضي الله عنهم - , ومن تبعهم بإحسان – رحمة الله تعالى عليهم - , وما كان عليه أئمة المسلمين في كلِ بلدٍ إلى آخر ما كان من العلماء , مثل الأوزاعي , وسفيان الثوري , ومالك بن أنس ،والشافعي , وأحمد بن حنبل , والقاسم ابن سلام , ومن كان على مثل طريقهم , ومجانبة كل مذهبٍ لا يذهب إليه هؤلاء العلماء)
بل لما سئل عبد الله بن المبارك – رحمه الله -:
(من الجماعة الذين ينبغي أن يُقتدى بهم؟ قال: أبو بكر وعمر..فلم يزل يحسب حتى انتهى إلى محمد بن ثابت , والحسن بن واقد . فقيل : هؤلاء ماتوا , فمن الأحياء؟ قال: أبو حمزة السكري).
فجعل العلماء هم الجماعة التي يجب لزومها .
إن (مقتضى الأمر بلزوم الجماعة أنه يلزم المكلف متابعة ما أجمع عليه المجتهدون , وهم المراد بقوله – أي البخاري - : وهم أهل العلم)
المرجع: قواعد في التعامل مع العلماء
تأليف الشيخ: عبد الرحمن بن معلا اللويحق
===========================
كيف يعرف العلماء؟
إن العلماء يُعرَفون بعلمهم , فالعلم هو : الميزة التي تميزهم عن غيرهم , فهم إن جهل الناس نطقوا بالعلم الموروث عن إمام المرسلين صلى الله عليه وسلم
ويُعرَفُونَ برسوخ أقدامهم في مواطن الشُبهِ , حيث تَزيغُ الافهام فلا يَسْلَمُ إلا من آتاه الله العلم , أو من اتبع أهل العلم .
فالعلماء أطواد ثابتة لأنهم أهل اليقين الراسخ الذي اكتسبوه بالعلم ,
يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله
(إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه , ولا قدحت فيه شكاً , لأنه قد رسخ في العلم فلا تَسْتَفِزه الشبهات , بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم وجيشُه مغلولةً مغلوبة)
إن العلماء يُعرفون أيضاً بجهادهم ودعوتهم إلى الله عز وجل وبذلهم الأوقات , والجهود في سبيل الله .
ويُعْرفونَ بنسكهم وخشيتهم لله . لأنهم أعرف الناس بالله , يقول الله عز وجل ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفورٌ )
ويُعْرفونَ باستعلائهم على الدنيا وحظوظها .
إن العلماء بهذه الصفات وغيرها يعرفهم الناس , فأيما رجلٍ رأيت المعتبرين في الأمة وجمهورها من أهل الحق قد اعتبروه عالماً , ورأوا له ريادته , وعلمه فهو عالم .
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(ومن له في الأمة لسانُ صدقٍ عام بحيث يثُنى عليه ويُحمد في جماهير أجناس الأمة , فهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجى)
وهذا حق , فالمسلمون شهداء الله في أرضه :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
مَروا بجنازة فأثنوا عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم (وجبت) , ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً , فقال (وجبت) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت؟ قال (هذا أثنيتم عليه خيراً , فوجبت له الجنة , وهذا أثنيتم عليه شراً , فوجبت له النار . أنتم شهداء الله في الأرض) وفي رواية (المؤمنون شهداء الله في الأرض)
ومما يُعرف به العالم شهادة مشايخه له بالعلم , فقد دأب علماء المسلمين من سلف هذه الأمة ومن تبعهم بإحسان على توريث علومهم لتلامذتهم , الذين يتبوؤون من بعدهم منازلهم وتصبح لهم الريادة , والإمامة في الأمة , ولا يتصدر هؤلاء التلاميذ حتى يروا إقرار
مشايخهم لهم بالعلم , وإذنهم لهم بالتصدر , والإفتاء , والتدريس .
قال الإمام مالك رحمه الله :
(لا ينبغي لرجل يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من كان أعلم منه , وما أفتيت حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك , ولو نهياني لانتهيت)
وقال : ( ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للتحديث والفتيا جلس , حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل , وأهل الجهة من المسجد , فإن رأوه أهلاً لذلك جلس , وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضع ذلك)
ومما يدل على علم العالم وفضله : دروسه وفتاويه , ومؤلفاته .
قال الإمام أبو طاهر السلفي عن الإمام الخطابي :
(وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود , فإذا وقف مُنصف على مصنفاته , واطّلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته , تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته , وكان قد رحل في الحديث , وقراءة العلوم , وطوَّف , ثم ألَّف في الفنون من العلم وصنف)
هذه بعض الدلائل الدالة على علم العالم وفضله , أما المناصب ونحوها فهي ليست الدليل على العلم .
إن العلماء لا يحددون ويختارون عن طريق الانتخاب ,ولا عن طريق التعيين الوظيفي ,
فكأيٍّ من عالمٍ في تاريخ الأمة تصدر وعلا ذكره , وأصبح إماماً للأمة كلها , وهو لم يعرف المناصب , وما الإمام أحمد , وشيخ الإسلام ابن تيمية إلا مثلان من هذا التاريخ الطويل للأمة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(المنصب والولاية لا يجعلان من ليس عالماً مجتهداً , ولو كان الكلام في العلم والدين بالولايات والمنصب لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام
في العلم والدين , وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم
والدين , فإذا كان الخليفة والسلطان لا يدعي ذلك لنفسه , ولا يلزم الرعية حكمه
في ذلك بقولٍ دون قول إلا بكتاب الله , وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فمن هو دون السلطان في الولاية أولى , بأن لا يتعدى طوره ...)
وهذا لا يعني أن كل من عين في منصب علمي ليس بعالم بل المراد :
أن المنصب ليس دليلاً على العلم , وإلا فإن الشأن عندما يكون الحاكم خَيّراً ,
أن يكون الولاة , والقضاة , والمفتون كذلك , بل قد يوجد في عهد ظالم قضاة عادلون ومفتون ثقات .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المرجع :
قواعد في التعامل مع العلماء
تأليف فضيلة الشيخ عبد الرحمن اللويحق
===========
والعلماء هم : الذين جعل الله عز وجل عماد الناس عليهم في الفقه والعلم , وأمور الدين الدنيا
والعلماء هم : (فقهاء الإسلام , ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام الذين خصوا باستنباط الأحكام . وعُنوا بضبط قواعد الحلال والحرام)
والعلماء هم : أئمة الدين , نالوا هذه المنزلة العظيمة بالاجتهاد والصبر , وكمال الدين (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لَّما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)
والعلماء هم : ورثة الأنبياء , ورثوا عنهم العلم , فهم يحملونه في صدورهم , وينطبع - في الجملة – على أعمالهم , ويدعون إليه الناس .
والعلماء هم : الفرقة التي نَفَرَت من هذه الأمة لتتفقه في دين الله , ثم تقوم بواجب الدعوة , ومهمة الإنذار(وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين , لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)
والعلماء هم : هداة الناس الذين لا يخلو زمان منهم حتى يأتي أمر الله فهم رأس الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم - :
(لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم , أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)
قال الإمام النووي – رحمه الله –
(وأما هذه الطائفة فقال البخاري : (هم أهل العلم) وقال احمد بن حنبل (إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم) وقال القاضي عياض : (إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث) , قلت - القائل النووي -: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقةٌ بين أنواع المؤمنين , منهم محدثون , ومنهم زهاد , وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر , ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير , فلا يلزم
أن يكونوا مجتمعين , بل قد يكونوا متفرقين في أقطار الأرض )
وأيّاً ما كان القول في هذه الطائفة , فإن من المتفق عليه أن العلماء هم رؤوسها المقدمون فيها , وغيرهم من الناس تبع لهم .
إن العلماء وإن غابت شخوصهم فآثارهم موجودة , قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –
(العلماء باقون ما بقي الدهر , أعيانهم مفقودهم , وآثارهم في القلوب موجودة)
والعلماء هم : رأس الجماعة التي أُمرنا بلزومها , وحُذّرِنا من مفارقتها :
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
(لا يحل دمُ امرىءٍ مسلم يشد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني , والنفس بالنفس ,
والتارك لدينه المفارق للجماعة)
وعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
(من فارق الجماعة قيد , شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)
وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال :
(عليكم بالجماعة , وإياكم والفُرقة , فإن الشيطان مع الواحد , وهو من الاثنين أبعد , ومن أراد بحبوحة الجنة
فليلزم الجماعة , من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن)
والمحصَّل من أقوال أهل العلم في معنى الجماعة قولان :
القول الأول : أن الجماعة هي : جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على الإمام الشرعي .
القول الثاني : أن الجماعة هي : المنهج والطريقة , فمن كان على هدي النبي – صلى الله عليه وسلم –
وصحبه والسلف الصالح فهو مع الجماعة.
وعلى القولين فإن رأس كيان هذه الجماعة هم العلماء , فهم الذين يعقدون للإمام البيعة , وطاعته تبع لطاعتهم ,
وهم الأدلاء على المنهج والطريقة , لعلمهم بهدي النبي – صلي الله عليه وسلم – وصحبه , والسلف الصالح ,
ولذلك يسوق الإمام الآجري في باب لزوم الجماعة جملة من الآيات والأحاديث , ثم يقول :
(علامة من أراد الله – عز وجل – به خيراً سلوك هذا الطريق : كتاب الله – عز وجل - , وسنن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وسنن أصحابه – رضي الله عنهم - , ومن تبعهم بإحسان – رحمة الله تعالى عليهم - , وما كان عليه أئمة المسلمين في كلِ بلدٍ إلى آخر ما كان من العلماء , مثل الأوزاعي , وسفيان الثوري , ومالك بن أنس ،والشافعي , وأحمد بن حنبل , والقاسم ابن سلام , ومن كان على مثل طريقهم , ومجانبة كل مذهبٍ لا يذهب إليه هؤلاء العلماء)
بل لما سئل عبد الله بن المبارك – رحمه الله -:
(من الجماعة الذين ينبغي أن يُقتدى بهم؟ قال: أبو بكر وعمر..فلم يزل يحسب حتى انتهى إلى محمد بن ثابت , والحسن بن واقد . فقيل : هؤلاء ماتوا , فمن الأحياء؟ قال: أبو حمزة السكري).
فجعل العلماء هم الجماعة التي يجب لزومها .
إن (مقتضى الأمر بلزوم الجماعة أنه يلزم المكلف متابعة ما أجمع عليه المجتهدون , وهم المراد بقوله – أي البخاري - : وهم أهل العلم)
المرجع: قواعد في التعامل مع العلماء
تأليف الشيخ: عبد الرحمن بن معلا اللويحق
===========================
كيف يعرف العلماء؟
إن العلماء يُعرَفون بعلمهم , فالعلم هو : الميزة التي تميزهم عن غيرهم , فهم إن جهل الناس نطقوا بالعلم الموروث عن إمام المرسلين صلى الله عليه وسلم
ويُعرَفُونَ برسوخ أقدامهم في مواطن الشُبهِ , حيث تَزيغُ الافهام فلا يَسْلَمُ إلا من آتاه الله العلم , أو من اتبع أهل العلم .
فالعلماء أطواد ثابتة لأنهم أهل اليقين الراسخ الذي اكتسبوه بالعلم ,
يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله
(إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه , ولا قدحت فيه شكاً , لأنه قد رسخ في العلم فلا تَسْتَفِزه الشبهات , بل إذا وردت عليه ردها حرسُ العلم وجيشُه مغلولةً مغلوبة)
إن العلماء يُعرفون أيضاً بجهادهم ودعوتهم إلى الله عز وجل وبذلهم الأوقات , والجهود في سبيل الله .
ويُعْرفونَ بنسكهم وخشيتهم لله . لأنهم أعرف الناس بالله , يقول الله عز وجل ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفورٌ )
ويُعْرفونَ باستعلائهم على الدنيا وحظوظها .
إن العلماء بهذه الصفات وغيرها يعرفهم الناس , فأيما رجلٍ رأيت المعتبرين في الأمة وجمهورها من أهل الحق قد اعتبروه عالماً , ورأوا له ريادته , وعلمه فهو عالم .
قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(ومن له في الأمة لسانُ صدقٍ عام بحيث يثُنى عليه ويُحمد في جماهير أجناس الأمة , فهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجى)
وهذا حق , فالمسلمون شهداء الله في أرضه :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
مَروا بجنازة فأثنوا عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم (وجبت) , ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً , فقال (وجبت) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت؟ قال (هذا أثنيتم عليه خيراً , فوجبت له الجنة , وهذا أثنيتم عليه شراً , فوجبت له النار . أنتم شهداء الله في الأرض) وفي رواية (المؤمنون شهداء الله في الأرض)
ومما يُعرف به العالم شهادة مشايخه له بالعلم , فقد دأب علماء المسلمين من سلف هذه الأمة ومن تبعهم بإحسان على توريث علومهم لتلامذتهم , الذين يتبوؤون من بعدهم منازلهم وتصبح لهم الريادة , والإمامة في الأمة , ولا يتصدر هؤلاء التلاميذ حتى يروا إقرار
مشايخهم لهم بالعلم , وإذنهم لهم بالتصدر , والإفتاء , والتدريس .
قال الإمام مالك رحمه الله :
(لا ينبغي لرجل يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من كان أعلم منه , وما أفتيت حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك , ولو نهياني لانتهيت)
وقال : ( ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للتحديث والفتيا جلس , حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل , وأهل الجهة من المسجد , فإن رأوه أهلاً لذلك جلس , وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخاً من أهل العلم أني موضع ذلك)
ومما يدل على علم العالم وفضله : دروسه وفتاويه , ومؤلفاته .
قال الإمام أبو طاهر السلفي عن الإمام الخطابي :
(وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود , فإذا وقف مُنصف على مصنفاته , واطّلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته , تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته , وكان قد رحل في الحديث , وقراءة العلوم , وطوَّف , ثم ألَّف في الفنون من العلم وصنف)
هذه بعض الدلائل الدالة على علم العالم وفضله , أما المناصب ونحوها فهي ليست الدليل على العلم .
إن العلماء لا يحددون ويختارون عن طريق الانتخاب ,ولا عن طريق التعيين الوظيفي ,
فكأيٍّ من عالمٍ في تاريخ الأمة تصدر وعلا ذكره , وأصبح إماماً للأمة كلها , وهو لم يعرف المناصب , وما الإمام أحمد , وشيخ الإسلام ابن تيمية إلا مثلان من هذا التاريخ الطويل للأمة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(المنصب والولاية لا يجعلان من ليس عالماً مجتهداً , ولو كان الكلام في العلم والدين بالولايات والمنصب لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام
في العلم والدين , وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم
والدين , فإذا كان الخليفة والسلطان لا يدعي ذلك لنفسه , ولا يلزم الرعية حكمه
في ذلك بقولٍ دون قول إلا بكتاب الله , وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فمن هو دون السلطان في الولاية أولى , بأن لا يتعدى طوره ...)
وهذا لا يعني أن كل من عين في منصب علمي ليس بعالم بل المراد :
أن المنصب ليس دليلاً على العلم , وإلا فإن الشأن عندما يكون الحاكم خَيّراً ,
أن يكون الولاة , والقضاة , والمفتون كذلك , بل قد يوجد في عهد ظالم قضاة عادلون ومفتون ثقات .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المرجع :
قواعد في التعامل مع العلماء
تأليف فضيلة الشيخ عبد الرحمن اللويحق
===========
ذكر أهل الأصول شروط المجتهد، فأطالوا الكلام بذلك، ولكننا نذكرها هنا مختصرة لضيق المقام:
الشرط الأول: الإسلام، وهو واضح.
الشرط الثاني: العقل، وهو واضح أيضًا.
الشرط الثالث: البلوغ؛ لأن الصبي لا يعتمد على خبره وشهادته، فمن باب أولى اجتهاده.
الشرط الرابع: إشرافه على نصوص القرآن، أي ما يتعلق منها بالأحكام، وقد ذكر بعض أهل الأصول أنها خمسمائة آية، ومنهم من قال: إن ذلك إنما يعني الآيات الدالة على الأحكام، بدلالة المطابقة فحسب، لا ما دل على الأحكام بالتضمن والالتزام.
الشرط الخامس: معرفة ما يحتاج إليه من السنن المتعلقة بالأحكام.
الشرط السادس: معرفة مواقع الإجماع والخلاف، حتى لا يفتي بما يخالف الإجماع أو يدعي الإجماع على ما ليس بإجماع، أو يحدث قولاً جديدًا لم يسبق إليه.
الشرط السابع: معرفة القياس، فإنه مناط الاجتهاد وأصل الرأي ومنه يتشعب الفقه، فمن لا يعرفه لا يمكنه استنباط الأحكام.
الشرط الثامن: أن يكون عارفًا بلسان العرب وموضوع خطابهم، وذلك حتى يميز بين الأحكام التي مرجعها إلى اللغة، كصريح الكلام وظاهره ومجمله ومبينه وعامه وخاصه، وحقيقته ومجازه. وغير ذلك.
الشرط التاسع: معرفة الناسح والمنسوخ، حتى لا يفتي بالحكم المنسوخ، قال علي رضي الله عنه لأحد القضاة: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت.
الشرط العاشر: معرفة حال الرواة في القوة والضعف، وتمييز الصحيح من الفاسد، والمقبول من المردود.
الشرط الحادي عشر: أن يكون ذا ملكة يستطيع أن يستنبط بها الأحكام، ولا تتأتى هذه الملكة إلا بالدربة في فروع الأحكام.
الشرط الثاني عشر: العدالة، فلا يقبل اجتهاد الفاسق، ويجوز أن يعمل هو باجتهاده.
واشترط بعضهم: العلم بالمنطق والكلام، ولم يشترط ذلك الأكثرون. ولا يلزم في هذه الشروط أن يبلغ فيها الشخص المنتهى والغاية، بل يكفيه أن يكون ضابطًا لكل فن منها، وهو ما يعبرون عنه بذي الدرجة الوسطى في هذه العلوم.
ومن أراد الاستزادة في تفاصيل شروط الاجتهاد فليرجع إلى كتب الأصول، ومن الكتب التي اعتمدنا عليها في هذه الفتوى الكتب التالية:
- البحر المحيط للزركشي (شافعي).
- المستصطفى للغزالي (شافعي).
- جمع الجوامع للسبكي، بشرح المحلى وحاشية العطار (شافعي).
- الفصول في الأصول للجصاص. (حنفي).
- كشف الأسرار لعبد العزيز البخاري (حنفي).
- التوضيح للتفتازاني (شافعي)
- تبصرة الحكام لابن فرحون (مالكي).
- التقرير والتحبير لابن أمير الحاج (حنفي)
- الإنصاف للمرداوي (حنبلي).
- شرح الكوكب المنير للفتوحي (حنبلي).
ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 2673، 17519، 20023.
والله أعلم.
==================
الشرط الأول: الإسلام، وهو واضح.
الشرط الثاني: العقل، وهو واضح أيضًا.
الشرط الثالث: البلوغ؛ لأن الصبي لا يعتمد على خبره وشهادته، فمن باب أولى اجتهاده.
الشرط الرابع: إشرافه على نصوص القرآن، أي ما يتعلق منها بالأحكام، وقد ذكر بعض أهل الأصول أنها خمسمائة آية، ومنهم من قال: إن ذلك إنما يعني الآيات الدالة على الأحكام، بدلالة المطابقة فحسب، لا ما دل على الأحكام بالتضمن والالتزام.
الشرط الخامس: معرفة ما يحتاج إليه من السنن المتعلقة بالأحكام.
الشرط السادس: معرفة مواقع الإجماع والخلاف، حتى لا يفتي بما يخالف الإجماع أو يدعي الإجماع على ما ليس بإجماع، أو يحدث قولاً جديدًا لم يسبق إليه.
الشرط السابع: معرفة القياس، فإنه مناط الاجتهاد وأصل الرأي ومنه يتشعب الفقه، فمن لا يعرفه لا يمكنه استنباط الأحكام.
الشرط الثامن: أن يكون عارفًا بلسان العرب وموضوع خطابهم، وذلك حتى يميز بين الأحكام التي مرجعها إلى اللغة، كصريح الكلام وظاهره ومجمله ومبينه وعامه وخاصه، وحقيقته ومجازه. وغير ذلك.
الشرط التاسع: معرفة الناسح والمنسوخ، حتى لا يفتي بالحكم المنسوخ، قال علي رضي الله عنه لأحد القضاة: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت.
الشرط العاشر: معرفة حال الرواة في القوة والضعف، وتمييز الصحيح من الفاسد، والمقبول من المردود.
الشرط الحادي عشر: أن يكون ذا ملكة يستطيع أن يستنبط بها الأحكام، ولا تتأتى هذه الملكة إلا بالدربة في فروع الأحكام.
الشرط الثاني عشر: العدالة، فلا يقبل اجتهاد الفاسق، ويجوز أن يعمل هو باجتهاده.
واشترط بعضهم: العلم بالمنطق والكلام، ولم يشترط ذلك الأكثرون. ولا يلزم في هذه الشروط أن يبلغ فيها الشخص المنتهى والغاية، بل يكفيه أن يكون ضابطًا لكل فن منها، وهو ما يعبرون عنه بذي الدرجة الوسطى في هذه العلوم.
ومن أراد الاستزادة في تفاصيل شروط الاجتهاد فليرجع إلى كتب الأصول، ومن الكتب التي اعتمدنا عليها في هذه الفتوى الكتب التالية:
- البحر المحيط للزركشي (شافعي).
- المستصطفى للغزالي (شافعي).
- جمع الجوامع للسبكي، بشرح المحلى وحاشية العطار (شافعي).
- الفصول في الأصول للجصاص. (حنفي).
- كشف الأسرار لعبد العزيز البخاري (حنفي).
- التوضيح للتفتازاني (شافعي)
- تبصرة الحكام لابن فرحون (مالكي).
- التقرير والتحبير لابن أمير الحاج (حنفي)
- الإنصاف للمرداوي (حنبلي).
- شرح الكوكب المنير للفتوحي (حنبلي).
ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 2673، 17519، 20023.
والله أعلم.
==================
تعريف علوم الدين الاسلامي و تخصصاته والعلوم التي يحتاجها طالب العلم
دفـــــاعــــاً عن أهـــل العلـــــم (2)
شهادة عالم التاريخ النصراني أسد رستم الذي استخدم منهج علم الحديث في مجال بحثه
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=137440&highlight=%C7%E1%DA%E1%E3%C7%C1
منزلة العلماء ومكانتهم في الإسلام
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/12/blog-post_50.html
حض القرآن على سؤال العلماء اهل العلم و الذكر الراسخون في العلم
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/12/blog-post_76.html
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=137440&highlight=%C7%E1%DA%E1%E3%C7%C1
منزلة العلماء ومكانتهم في الإسلام
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/12/blog-post_50.html
حض القرآن على سؤال العلماء اهل العلم و الذكر الراسخون في العلم
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/12/blog-post_76.html
رد على منكر للسنة انه يعتمد على نفسه و ليس بحاجة الي احد يفسر له الدين
http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/12/blog-post_3.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق