الاثنين، 6 أكتوبر 2014

جواب الدكتور محمد الهاشمي الحامدي على بيان سماحة السيد السيستاني بخصوص مناقشات برنامج "الحوار الصريح

جواب الدكتور محمد الهاشمي الحامدي على بيان سماحة السيد السيستاني بخصوص مناقشات برنامج "الحوار الصريحطباعةأرسل إلى صديق
السبت, 28 آب/أغسطس 2010 14:15


جواب الدكتور محمد الهاشمي الحامدي على بيان
مكتب سماحة السيد آية الله العظمى السيد علي السيستاني بخصوص
مناقشات برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" في قناة المستقلة


لندن في 17 رمضان 1431
الموافق 27 أغسطس 2010


1 ـ يرحب برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" بقوة ببيان مكتب سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني الصادر بتاريخ 12 رمضان 1431 هجرية، الموافق 22 أغسطس 2010 ميلادية، المتضمن توضيحات وتعليقات بخصوص مناقشات برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح"، الذي تبثه قناة المستقلة يوميا خلال شهر رمضان المبارك، تحت عنوان: حوار حول التعريف بالإسلام والتقريب بين المذاهب الإسلامية.

جاء في البيان بوجه خاص: "نظرا إلى أن عموم إخواننا من أهل السنة والجماعة الذين ينكرون إمامة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام ويعتقدون بأن الإمامة ليست مما جاء به النبي (ص) فلا يكون انكارهم مضرا بإسلامهم وفق نظر سماحة السيد دام ظله".

وأضاف البيان "إن كل مطلع على فتاوى سماحة السيد يعلم أنه يرى عامة أهل السنة والجماعة هم من المسلمين الذين تحقن دماؤهم وتحترم أموالهم ويثبت لهم سائر الأحكام المختصة بالمسلمين".

وجاء فيه أيضا: "أما موقع (مركز الأبحاث العقائدية) فهو وإن أنشأ برعاية مكتب سماحة السيد دام ظله إلا أنه يشتمل على آراء مختلف العلماء والفضلاء، ولا يمثل رأي سماحة السيد إلا ما هو موثق بختمه أو ختم مكتبه".

إن بيان مكتب سماحة السيد السيستاني يعبر عن تفاعل واضح مع مناقشات برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح"، وهذا السلوك، أي التفاعل مع ما يطرح في وسائل الإعلام، والرد والتعليق، أمر يحمد لأهل العلم والفضل.

وبصفتي معدا ومقدما للبرنامج، فإني أؤكد أنني أقدر لمكتب سماحة السيد السيستاني هذا السلوك، أقدره تقديرا عاليا.

2 ـ لقد بينت ضمن هذه المناقشات أن السيد السيستاني يعتبر منكر الإمامة مسلما، وبذلك يقول كثير من علماء الشيعة الإثني عشرية. وقد قرأت نصا من نصوص مركز الأبحاث العقائدية يتحدث عن "الإسلام العام الذي عليه بقية فرق المسلمين والداخلين تحت حكمه من حرمة الدم وحلية التزوج والذبائح والطهارة وغيرها من الأحكام".

كما نقلت هذا الرأي ضمن حوار أجريته مع العلامة السيد علي الأمين يوم 30 أبريل 2009 ونشر في كتيب للعلامة الأمين بعنوان "زبدة التفكير في رفض السب والتكفير". في هذا الكتاب، في الصفحة21 يجد القارئ تأكيدي بأن السيد السيستاني لا يرى أن الإمامة شرط من شروط الإسلام.

3 ـ من جهة ثانية أضيف أن البيان الصادر عن مكتب سماحة السيد السيستاني لا يتطرق الى الموضوع الأساسي الذي ناقشه الضيوف في برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" والذي تركز  على ما قال به عدد من العلماء الشيعة قديما وحديثا من نزع صفة الإيمان عن منكر الإمامة والقول بخلوده في النار على أساس أن ولاية الأئمة المعصومين شرط لقبول الأعمال في الآخرة.

النقاش جرى حول رأي سماحة السيد السيستاني الذي يفيد بأن من أنكر أصلا من أصول الدين خرج عن الدين، علما بأنه يعتبر الإمامة أصلا من خمسة أصول للدين.

وجرى النقاش حول الأجوبة العقائدية المنشورة في موقع مركز الأبحاث العقائدية، الذي يرعاه السيد السيستاني، وقد ورد ضمن هذه الأجوبة أن "من لم يؤمن بالإمامة خرج عن الإيمان، أي عن الدين الواقعي الذي أراده الله (المذهب الحق)".

كما ورد فيها أن "الذي لا يعتقد بإمامة أحدهم (أي الأئمة المعصومون عند الإثني عشرية) على حد الشرك بالله، وأن من يموت ولا يعرف إمام زمانه يموت ميتة جاهلية، ويكون من الهالكين الخالدين في جهنم". وورد فيها أيضا: "كما أن من لم يؤمن بالله أو النبي (ص) ليس مؤمنا كذلك من لا يؤمن بالإمام".

هذا هو جوهر الموضوع الذي دار النقاش حوله في برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" في رمضان 1431 هجرية 2010 ميلادية، وهو الذي نأمل ونرجو من سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني أن يوضح موقفه منه بلغة شفافة صريحة لا تحتمل التأويل، خدمة للحقيقة والتجديد.

4 ـ إن موقف سماحة السيد السيستاني، والنصوص الواردة في الأجوبة العقائدية المنشورة ضمن موقع مركز الأبحاث العقائدية،  متفقة مع آراء مشهورة في التراث الشيعي القديم والمعاصر. ومن أشهرها قول العلامة المجلسي في بحار الأنوار : "اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام وفضلعليهم غيرهم يدل أنهم مخلدون في النار".

ومنها قول الشيخ المفيد في حق الخلفاء الراشدين المتقدمين على الإمام علي رضي الله عنهم: "اتفقت الإمامية وكثير من الزيدية على أن المتقديمن على أمير المؤمنين عليه السلام ضلال فاسقون، وأنهم بتأخير أمير المؤمنين عليه السلام عن مقام رسول الله صلوات الله عليه وآله عصاة ظالمون وفي النار بظلمهم مخلدون".

ومنها قول المحقق الجعفري العلامة عبد الله شبر: "وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب فالذي عليه جملة من الإمامية كالسيد المرتضى أنهم كفار في الدنيا والآخرة، والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في الآخرة".

ولأننا نقر بالمكانة العلمية الرفيعة لسماحة السيد السيستاني كأشهر مراجع تقليد لدى المسلمين الشيعة في هذا العصر، فإننا نرجو منه التكرم بإبداء رأيه في هذه النصوص: هل يؤيدها أم يعارضها، أم له رأي خاص بشأنها؟

5 ـ أخيرا، وإذ نسجل ما جاء في البيان من أن موقع مركز الأبحاث العقائدية أنشأ برعاية مكتب سماحة السيد دام ظله، فإننا لا نظن أن منصفا يقبل اعفاء سماحته من المسؤولية عما ينشر فيه.

فهناك أولا وصف البيان لمن يكتب في الموقع بالعلماء والفضلاء وهذه تزكية مهمة لهم من السيد السيستاني.

وثانيا: إن سماحة السيد السيستاني ما كان ليرعى هذا الموقع أبدا، لو كان، على سبيل المثال فقط، ينشر آراء ونصوصا وكتبا معادية لأئمة أهل البيت عليهم السلام، أو لو كان، على سبيل المثال فقط، ينشر آراء معادية للحكومة الإيرانية.

ثم ثالثا: إن النصوص التي نوقشت في البرنامج هي في أكثرها واردة ضمن الأجوبة العقائدية للمركز، وليس صادرة باسم عالم أو باحث محدد، أي أنها تمثل المركز ككل.

ومن حق البعض أن يقول: لو كان السيد السيستاني غير راض عن توجهات المركز وأجوبته العقائدية لما منحه رعايته أصلا، أو لسحبها عنه بعد أن عرضت هذه الأجوبة والآراء في وسائل الإعلام وسمع بها ملايين الناس.

ومن حق البعض أن يقول: طالما بقي المركز تحت رعاية سماحة السيد السيستاني فإن الأجوبة العقائدية المنشورة فيه بوجه خاص، والرسالة الدينية والثقافية التي يروج لها بشكل عام، تظل محسوبة على سماحة السيد السيستاني.

لذلك نرجو من سماحة السيد السيستاني التكرم بتوضيح شفاف حول هذا الموضوع، موضوع علاقته بمركز الأبحاث العقائدية، وهل سيبقى راعيا له في المستقبل، كما نرجو منه التكرم بتوضيح موقفه من الأجوبة العقائدية المنشورة فيه باسم المركز وليس باسم عالم محدد.

6 ـ في الختام، أجدد الإعراب عن تقديري الكبير لتفاعل سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني مع مناقشات برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح" لرمضان 1431 هـ 2010 م، وأرجو من سماحته التكرم بتوضيح الأمور التي أشرت اليها في هذا التعليق.

كما أهنئ ضيوف البرنامج هذا العام، وفي مقدمتهم العلامة المجتهد السيد علي الأمين، والسيد حسن الحسيني والدكتور سعد الرفيعي، أهنئهم بالأصداء الضخمة التي أحدثتها مناقشاتهم.

وآمل أن تسهم هذه المناقشات بقوة في نشر ثقافة التجديد، والتسامح، والقبول بالتعددية وحق الإختلاف داخل المجتمعات العربية والإسلامية.

كما آمل أن تسهم هذه المناقشات بقوة في عزل وكشف ومحاصرة خطاب الكراهية والتعصب والتطرف ضمن هذه المجتمعات. (انتهى الجواب)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق