الأحد، 19 أكتوبر 2014

جواب كتبت عائشة ( {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } وصلاة العصر )









جواب كتبت عائشة ( {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } وصلاة العصر )
صحيح مسلم 






يتهم الرافضة أهل السنة بالقول بالتحريف ويدندنون بحديث عائشة المنسوخ {الصلاة الوسطى وصلاة العصر} وهو ايضا في كتبهم



=================   

تعليقات على ( سنن أبي داود )

الدرس السابع والثلاثون

من حديث  410- 411

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
أما بعد :
فقد قال المصنف رحمه الله :

باب في وقت صلاة العصر

حديث رقم -410-
( صحيح ) حدثنا القعنبي عن مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنها أنه قال : أمرتني عائشة أن اكتب لها مصحفا ، وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى }البقرة238 ، فلما بلغتها آذنتها فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ثم قالت عائشة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
ومن الفوائد :
هذا الحديث وهو حديث عائشة رضي الله عنها من أنها كتبت في المصحف ( {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } وصلاة العصر ) يقتضي أن الصلاة الوسطى المذكورة هنا في هذه الآية ليست صلاة العصر ، لأنها نصت على ذكر صلاة العصر ، ومعلوم أن الصلاة الوسطى لو كانت صلاة العصر ما قالت ( وصلاة العصر )
وهذا يخالف ما جاء في الحديث السابق وهو حديث صحيح صريح ( حبسونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ) لو قالت عائشة رضي الله عنها ( {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } صلاة العصر ) لكان قولها هذا تبيينا من أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ، لكنها أتت بالواو ، والواو في اللغة تقتضي المغايرة ، فدل على أن الصلاة الوسطى غير صلاة العصر ، فكيف يجاب عن هذا الأثر منها رضي الله عنها ؟
قال بعض العلماء : إن الواو هنا زائدة ، ومن ثم فيستقيم ما جاء هنا وما صرح به النبي صلى الله عليه وسلم من أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر .
وقال بعض العلماء : إن الواو هنا تفسيرية ، لأن من بين معاني الواو التفسير  ، ففسرت أن الصلاة الوسطى صلاة العصر .
وقال بعض العلماء : إن عائشة رضي الله عنها لما رأت تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة العصر ظنت أنها قرآن ، فذكرت صلاة العصر ، وإلا فهي في الأصل ليست قرآنا .
وقال بعض العلماء : إن هذا الحديث شاذ ، ومكمن شذوذه أن القرآن لا يثبت بالآحاد ، وإنما يثبت بالتواتر .
والمتواتر : ما رواه جماعة عن جماعة يستحيل في العادة أن يتواطئوا على الكذب على أمر محسوس .
وهنا روت رضي الله عنها أن هذا قرآن ، والذاكر لهذه الجملة من أنها قرآن هي وحدها رضي الله عنها ، إذاً ليس بمتواتر ، فدل على شذوذ ما ذكرته رضي الله عنه .
وقال بعض العلماء : يمكن أن تكون قرآنا لكنها نسخت حكما ورسما ، فظنت عائشة رضي الله عنها أنها ما نسخت فذكرتها .
فخلاصة القول ما ذكر من أقوال ، فلا يكون هذا الحديث حجة على أن الصلاة الوسطى ليست بصلاة العصر ، لأن عندنا حديثا صحيحا صريحا من الرسول عليه الصلاة والسلام .
فإن قلنا إنه شاذ   فلا إشكال في ذلك ، وإن قلنا إن ليس بشاذ وإنما هو ثابت فأقرب ما يكون إما أن تكون الواو زائدة أو تفسيرية .
ومن الفوائد :
أن تتمة الآية { وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ }
قال بعض العلماء : مطيعين .
وقال بعض العلماء : ساكتين عن الكلام إلا ما أباحه الشرع في الصلاة ، ولذلك نزلت الآية لما كان الصحابة رضي الله عنهم في أول الأمر يكلم بعضهم بعضا في الصلاة فنزلت هذه الآية { وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ } فقال ( أمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام ) وليس مطلق السكوت ، لأن السكوت في الصلاة إن كان لعذر فلا إشكال فيه ، وإن كان بغير عذر وطال ، فإن العلماء يبطلون الصلاة ، فليس في الصلاة سكوت .
حديث رقم -411-
( صحيح ) حدثنا محمد بن المثنى حدثني محمد بن جعفر ثنا شعبة حدثني عمرو بن أبي حكيم قال سمعت الزبرقان يحدث عن عروة بن الزبير عن زيد بن ثابت قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، فنزلت {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى البقرة 238 ، وقال إن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين )
من الفوائد :
أن ظاهر هذا الحديث يدل على أن الصلاة الوسطى هي صلاة الظهر ، وقد ذكرت فيما مضى أن الصلاة الوسطى اختلف العلماء في تعيينها ، فمنهم من قال إنها صلاة الصبح ، وهو قول قوي ، لأنها في الوسط ، وقبلها صلاتان ليلية وبعدها صلاتان نهارية ، فاستحقت بهذا الوصف أن تكون الصلاة الوسطى .
وبعضهم قال إنها صلاة الظهر ، ودليلهم هذا الحديث ، وبعضهم قال إنها صلاة العصر ، ودليلهم ما سبق ( حبسونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ) .
ومنهم من قال إنها صلاة المغرب ، ولا دليل واضح على ما ذكروه .
ومنهم من قال إنها صلاة العشاء ، ومنهم من قال إنها صلاة الضحى ، ومنهم من قال إنها صلاة الأوابين ، ومنهم من قال إنها صلاة التهجد ، ومنهم من قال إنها صلاة الجنازة ، ومنهم من قال إنها صلاة العيد ، ومنهم من قال إنها صلاة الجمعة ، ولا أدلة واضحة على ما ذكروه ، ومنهم من قال إن الله عز وجل أخفاها كما أخفى ساعة الإجابة  في يوم الجمعة ، وكما أخفى ليلة القدر من أجل أن يحرص الناس على الاعتناء بجميع الصلوات ، وإن كان في هذا تأكيد للمسلم على الاهتمام بجميع الصلوات إلا أن الدليل الذي مر معنا ينقض هذا القول وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( حبسونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ) .
أما من قال بأنها صلاة الظهر ، فاستدلوا بهذا الحديث لأن نزول الآية لما اشتد على الصحابة رضي الله عنهم صلاة الظهر بالهاجرة ، وقال بعدها – وهو محل الشاهد – قال ( إن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين ) فقوله ( إن قبلها صلاتين ) أي ليلية ونهارية ( وبعدها صلاتين ) أي ليلية ونهارية ، وهذا لا يصدق إلا على صلاة الظهر ، لأن قبلها صلاة نهارية وليلية الفجر والعشاء ، وبعدها صلاة نهارية وليلية وهي صلاة العصر والمغرب ، فاستحقت أن تكون بهذا التعيين أن تكون هي الصلاة الوسطى ، وهذا مبناه على أن قوله ( إن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين ) هي من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، والصواب أنه ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من قول زيد بن ثابت رضي الله عنه ، كما جاء مصرحا في رواية أخرى ، فيكون هذا القول منسوبا إلى زيد بن ثابت ، وقول زيد بن ثابت رضي الله عنه لا يعارض ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم .
لو قال قائل : لما ذكرت صلاة الظهر وشدتها على الصحابة نزلت هذه الآية {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى }البقرة238، ألا يكون نزول الآية مدعما لقول من يقول إنها صلاة الظهر ؟
الجواب / أنها لا تكون داعمة ، لم ؟ أن الله عز وجل أمر بالمحافظة على الصلوات جميعها ومن بينها صلاة الظهر ، فقوله تعالى {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى }البقرة238، لم ينص على أن صلاة الظهر هي الصلاة الوسطى ، كما لو جاءك إنسان وشق عليه مثلا أن يصلي صلاة الفجر في وقتها ، فتستدل له على الأمر بالمحافظة على صلاة الفجر بهذه الآية {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى }البقرة238، ولا يعني أنها الفجر .
فخلاصة ما سبق : أن القول الصواب الصحيح أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ، وسميت بالوسطى لا لزمنها وإنما لفضلها ، فـ { الصَّلاَةِ الْوُسْطَى  } يعني الفضلى ، كما قال عز وجل { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } البقرة143، يعني خيارا عدولا ، فالوسطية هنا الخيار والفضل .
ونكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق