السبت، 9 ديسمبر 2017

ملف مقالات تناولت كارثة تدهور و انحدار و سوء الاخلاق في مصر


الحكومة تؤكد تدهور أخلاق المصريين.. وخبراء نفسيون: الظروف الاقتصادية رفعت وتيرة العنف


2 أغسطس , 2017  

الحكومة تؤكد تدهور أخلاق المصريين وخبراء نفسيون الظروف الاقتصادية رفعت وتيرة العنف
جاء تقرير الحكومة المصرية، عن رصدها أزمة أخلاقٍ في المجتمع المصري، وانتشار «السلبية والفهلوة والغش التجاري» بين المواطنين، وتراجع «احترام الرأي الآخر»، ليثير تعليقات الإعلام المصري، فيما علق عدد من خبراء علم النفس عن أسباب تدهور أخلاق المصريين.
وأرجع الخبراء النفسيون تدهور الأخلاق في مصر بشكل كبير إلى الخطاب الإعلامي، وارتفاع معدل الفقر والغلاء، والأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعانيها المجتمع حاليًا.
وتناولت وسائل إعلام النظام أمس تقرير الحكومة بين السخرية والإشادة بزعم أنه اعتراف بالمشكلة لحلها.
عمرو أديب يسخر من تقرير الحكومة
وأثار تقرير الحكومة سخرية الإعلامي عمرو أديب، حيث إن هذا التقرير يخرج من الحكومة وليس أي جهة حقوقية أو بحثية أخرى.
وأبدى أديب اندهاشه خلال برنامجه «كل يوم»، المُذاع عبر فضائية «ON-E»، مساء الإثنين، من نتائج التقرير الصادر عن الحكومة وقال: «فيه مجتمع في الدنيا بيطلع عنه تقرير عامل كدا… دا مش مجتمع.. ده مستشفى مجانين..كل حاجة سلبية» .
وأضاف أن التقرير الصادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء ذكر تراجع واضح في الالتزام بالقوانين: «باقي إيه في البلد تاني.. والأهلي كمان لسه بياخد الدوري. مرصدتوش دا؟».
معتز عبدالفتاح.. اعتراف بالمشكلة لحلها
ومن جانبه أشاد الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، مقدم البرامج وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بتقرير الحكومة، الذي اعتراف بالمشكلة لحلها، مشيرا إلى أن التقرير الصادر عن مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء، يؤكد أنه ما بعد 2011 حدث تغير كبير في سلوكيات المواطن المصري.
ووجه عبد الفتاح خلال برنامج «حلقة وصل»، المذاع على قناة «أون لايف» رسالة إلى حكومة المهندس شريف إسماعيل، قائلًا: «مهمة التربية أحد المهمات التي يجب أن تشارك فيها الدولة لتقوم بوظيفتها الأخلاقية».
واستطرد عبدالفتاح: «هناك 4 أدوات يجب أن تستغل لتحسين الأخلاق لدى المصريين وهي الإعلام والتربية والفن والدين، لو فيه جهة ما تربط بين هذه الأدوات سيكون شيئًا جيدًا، وربما تكون هذه الجهة هي المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب».
وقال، إنه على الحكومة ألا تخشى الاعتراف بهذا النوع من المشاكل لأن الاعتراف بها أول خطوة لحلها لأنه ببساطة لابد أن تعالج بحوار وجهد مجتمعي متكامل.
أسباب تدني مستوى الأخلاق
ومن جانبه أوضح الدكتور حسن فريد، أستاذ الطب النفسي، أن هناك العديد من الأسباب لارتفاع معدلات تدهور الأخلاق، مشيرا إلي أن الظروف الاجتماعية هي السبب الأبرز لتدني مستوى الأخلاق.
وقال فريد إن العامين الماضيين، شهدا حالة من التدهور الأمني والاقتصادي، وهو ما مثل صدمة قوية على المجتمع، وإن التغيرات التي حدثت خلال العامين الماضيين كفيلة بأن تحدث انحدارات أخلاقية قوية.
وأشار أستاذ الطب النفسي، أن قطاعًا كبيرًا من الشعب انتقل من الطبقة الوسطى إلى الفقراء بسبب الظروف الاقتصادية، بخلاف أن الطبقة الفقيرة ازدادت فقرا، مشيرا إلى أن هذا تسبب في زيادة معدلات الجريمة، وانتشار الرشاوى، وفساد الأخلاق.
وقالت الدكتورة ثريا عبدالجواد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية، في تتصريحات صحفية: «دائما ما نربط ثورة يناير 2011 بظهور الفساد والفوضى، وهذا تحليل غير صحيح».
وأكدت عبد الجواد أنه لا توجد علاقة بين اندلاع ثورة 25 يناير وتراجع سلوكيات المواطن المصري، خصوصا وأن كل مجتمع لديه سلوكيات إيجابية، وأخرى سلبية.
وأوضحت الخبيرة الاجتماعية أن الجميع يملك بداخله بذور العنف والسلبية، مشيرة إلى أن السلوكيات السلبية تظهر لدى الفرد عقب الفشل في تحقيق مطالبه والشعور بغياب العدالة الاجتماعية، فتزداد وتيرة العنف والغضب والسلبية في المجتمع.

وأضافت أن هذه السلوكيات تزيد بالتزامن مع شعور المواطن بسوء أحواله الاقتصادية نتيجة غلاء المعيشة، مما يشعل العنف بداخله تجاه الدولة.
============
المخدرات الحشيش والبانجو 10% من سكان مصر
https://www.youtube.com/watch?v=v04IVvjGBFc
 ============



المجتمع يعانى أزمة أخلاق ويحتاج لغسيل مخ

السبت, 16 أبريل 2016

كتبت - دعاء أبوالعزم

يعانى المجتمع المصرى من أزمة أخلاق، تتمثل فى ترسيخ الأخلاق البذيئة، والعادات السيئة، وانهيار منظومة القيم، وسيادة العشوائية فى تصرفاته وسلوكياته، بسبب تدهور الحالة الاقتصادية والبطالة الفقروالإعلام وتقصير وزارة التربية والتعليم وغياب الرقابة والضغوط النفسية، بحسب خبراء علم النفس.

غسل مخ

الشعب المصرى يحتاج إلى التدخل السريع لعمل «غسيل مخ» له، لإنقاذ المجتمع من الحالة المتردية التى يعانى منها، ولعلاج عشوائية الأخلاق، كما يرى الدكتور جمال فرويز، خبير الطب النفسى، الذى أكد أن القيم مترسخة عند المجتمع ولكن تحتاج من ينميها.

هيكلة التعليم

وطالب فرويز، بإعادة هيكلة منظومة التعليم بشكل يضمن إعادة زرع الأخلاق والقيم، وتأهيل المدرسين أخلاقيا قبل تقديمهم للطلاب، متهمًا وزارة التربية والتعليم بأنها المتسبب الرئيسى فى انعدام القيم، لما منحته للأطفال من حرية زائدة، وتسيب.

وأرجع فرويز، السبب فى تدهور الأخلاق إلى الفهم الخاطئ من الشعب لما قاله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إبان فترة حكمه: «الناس سواسية»، مما اعتبره البعض إذنا لهم

باختراق القوانين، وكسر القيود، ومن ثم تفاقم الأمر جيلًا بعد جيل.وذكر فرويز، أنه من المعروف أن الطبقة الوسطى تُحافظ على الأخلاق لكن الظروف الأخيرة خلطت بين الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة مما تسبب فى سيطرة أخلاق الطبقة الفقيرة وبالأخص أخلاق العشوائيات على المجتمع حتى أصبحت هى السائدة.

ضبط السلوك

وصلت حالة التدهور الأخلاقى إلى سيادة الفساد الإدارى فى معظم المؤسسات، وفقًا للدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، مُطالبة بوضع خطة استراتيجية تعمل على ضبط السلوك الاجتماعى لدى الأفراد، من خلال وزارة التربية والتعليم، ومراقبة المضامين الإعلامية، وتأثيرها على الأبعاد النفسية والعصبية على المدى القريب والبعيد.

زرع الصبر

تعليم الشباب والأجيال الصاعدة تحمل الصبر وتحمل الأعباء والضغوط، ومواجهة الصعوبات، أمر أساسى لإعادة غرس القيم داخل المجتمع، كما يرى هاشم بحرى، رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر، لافتًا إلى أن اختلال القيم بسبب الضغوط النفسية والعصبية وغياب التوعية بطرق التعامل معها.

============


أكاديمية مصرية تحذر من تدهور الأخلاق وانتشار العلاقات الجنسية بين طلاب الجامعات


Aug 05, 2015


القاهرة ـ «القدس العربي» حذرت الدكتورة ميسون الفيومي أستاذة العلوم السلوكية في أكاديمية وادي العلوم المصرية من تدهور خطير في الأخلاق وانتشار العلاقات الجنسية بين طلاب الجامعات المصرية، وطالبت الدولة بالتدخل لانقاذ النسيج الاجتماعي.

وقالت الفيومي في برنامج على قناة «الفراعين» مساء الاثنين ان «الشباب لم يعد يعرف معنى احترام الكبير أو قيمة العمل والاجتهاد، وبعضهم لا يعرف شيئا عن المذاكرة والاجتهاد في الدراسة، ويعتمد على وسائل الغش في الامتحانات التي أصبحت متوافرة ويمكن ان تشترى من مكتبات الجامعة».

وأضافت» للأسف الشديد يوجد انحلال خلقي وجنسي كبير من الطلاب، وأصبح عاديا ان تشمل تلك العلاقات كل شيء باستثناء الحفاظ على العذرية. وقد روت لي طالبات كثيرات قصصهن، ولا يخجلن من تلك العلاقات لكن يشكين فقط عندما يحصل هجر في العلاقة».

ووجهت الدكتورة المتخصصة في علم السلوكيات نصيحة للطالبات في الصفوف الاولى من الجامعة، قائلة «لا تصدقي ما سيقوله لك الطالب في السنة النهائية من وعود، فهو يريد منك شيئا واحدا فقط».

وأكدت «ان السبب في هذه الظاهرة الخطيرة هو منظومة التعليم الفاسدة التي نعاني منها في مصر، والتي يجب على الدولة البدء في اصلاحها بأسرع وقت ممكن وإلا علينا ان ننتظر الاسوأ في الأجيال المقبلة».

ومن جانبه، قال الدكتور احمد عبدالله، الخبير النفسي، لـ»القدس العربي» ان «الأخلاقيات والسلوكيات في المجتمع المصري لم تتغير كثيرا عن الفترة السابقة فهي ما زالت في حالة شديدة من التدهور. وإذا أرجعنا السبب إلى العنف فهناك زيادة في معدلات العنف بشكل عام وأسباب العنف عديدة وتتزايد مع الوقت.

والعنف يظهر في شكل عنف لفظي أو بدني مثل التحرش. ومن الممكن ان نرجع تدهور الأخلاقيات على انه فرط طاقة غير مستثمرة، فالشباب والبنات بعد التخرج لا يجدون وظائف بالإضافة إلى عدم وجود برامج سواء رسمية أو مجتمعية لاستثمار الطاقات الخاصة بهم. ولا توجد غير شريحة بسيطة جدا من الشباب هي التي تبحث عن طريقة لاستثمار طاقتها في ممارسة نوع من الرياضة أو هواية معينة أو في التطوع في جمعيات وتتراوح نسبتهم ما بين 5 إلى 7 ٪، ولكن هذا لن يعود عليهم بالمكاسب المادية».

وأكد «لا يوجد في مصر حوار مجتمعي على ماهية القيم والاخلأقيات، وموضوع الاخلاقيات هو الموضوع الأشهر والكل يتحدث عنها، فلابد من تحديد القيم والأخلاقيات التي من المفترض ان تسود في المجتمع والتي من المفترض ان يلتزم بها الجميع».

واوضح «ان الأخلاق ليست فكرا وانما تأتي من مساحة الروح، أي كلما قويت الأخلاق كانت الروحانيات قوية والعكس، ومساحة الروحانيات غامضة وليس بها نشاط في العالم العربي كله، وبالتالي نتوقع انهيار الأخلاق».

وأضاف «ان الحكومة في مصر لا تدري بالوقت الصعب الذي نعيش فيه ولا بإمكانيات الشباب، من المنتظر ان تتيح الحكومة فرص عمل في مساحات معينة وان تربط بين سوق العمل وبين نوعية الدراسة في الجامعات وبين الدراسة والاتفاقيات التي تتم لتسفير الناس في الخارج، وليس من المنتظر منها ان تحثهم على العمل على عربة خضار أو على توك توك».
=========

عمرو أديب يسخر من تقرير الحكومة حول "أخلاق المصريين" - فيديو

  الثلاثاء 01 أغسطس 2017

كتب- حسن مرسي: سخر الإعلامي عمرو أديب من الحكومة بسبب التقرير الصادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء الخاص بآراء المواطنين في بعض سلوكيات المجتمع المصري، ومدى التزامه بالقواعد والقوانين والأخلاق والتي تضمنت "الفهلوة والغش والسلبية واحترام كبار السن ومعدلات تعاطي المخدرات" مقارنة بعام 2011 قائلًا : "بالذمة دي بلد؟".

وقال "أديب"، خلال برنامجه "كل يوم"، المُذاع عبر فضائية "ON-E"، مساء اليوم الإثنين: "فيه مجتمع في الدنيا بيطلع عنه تقرير عامل كدا... دا مش مجتمع.. ده مستشفى مجانين..كل حاجة سلبية" مؤكدًا أن التقرير الصادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء ذكر تراجع واضح في الألتزام بالقوانين: "باقي إيه في البلد تاني.. والأهلي كمان لسه بياخد الدوري. مردصوش دا؟".

==============

من أسباب انهيار منظومة القيم والأخلاق فى مصر


بقلم د. طارق عباس ١٢/ ١٢/ ٢٠١٥

كان المجتمع المصرى حتى وقت قريب مزينا بالقيم النبيلة: «القناعة، الرضا، النخوة، الشرف، العمل الجاد، احترام الكلمة، الحفاظ على القانون، حب الجمال، الإيمان بالمساواة والعدالة الاجتماعية»، وغيرها من الفضائل التى كانت تزيد أبناء المجتمع تماسكا وتراحما وثقة فى الذات والآخر وتغذى فيهم الإحساس بالطمأنينة والأمن والأمان.

كان من الصعب أن يسىء الجار إلى جاره أو يتنكر الصديق لصديقه أو يتجرأ الابن على أبيه أو يهوّن الزوج فى عين زوجته أو يخون المواطن وطنه، كان من الصعب أن تجد ثريا لا يساعد فقيرا، أو كبيرا يستفحل على صغير، أو شيخا يتاجر بالدين، أو لصا يتحرك فى وضح النهار، الكل يعرف ما له وما عليه.

لكن ولأسباب كثيرة يحدث الخلل فى منظومة القيم وتكاد تنهار الأخلاق، خاصة مع منتصف سبعينات القرن الماضى، لعل أبرز هذه الأسباب:

أولا: اتجاه سياسة الدولة من التقييد إلى الانفتاح، ومن التدخل فى شؤون الاقتصاد إلى الانفراج والحرية، ومن الاشتراكية المتحيزة للفقراء إلى الرأسمالية المتوحشة، مما أدى لحدوث صراع مروع بين التمسك بالقيم والتمسك بالمال، بين الحفاظ على اللغة والتراث والتاريخ أو الذوبان فى كل ما هو أجنبى باعتباره المصدر الأعلى للدخل، ولأن المادة باتت هى الغاية ولظهور أثرياء سكنوا الفلل والقصور وركبوا أفخم السيارات ولبسوا أجود أنواع الملابس وأكلوا وشربوا وعاشوا كالملوك - رغم أنهم كانوا صعاليك حتى وقت قريب - فقد حسم الأمر وفتحت شهية الكثيرين لبلوغ الثروة بأى طريقة ومن أى مصدر مشروع أو غير مشروع، فالذى يمتلك الآلاف يريد الملايين والذى يمتلك الملايين يريد المليارات، حتى لو باع الخدمات المجانية وتقاضى الرشوة وبنى أبراج الموت وتاجر فى المخدرات وتهرب من الضرائب وحصل على قروض دون ضمانات واستورد الأغذية الفاسدة ومارس الاحتكار... إلخ.

ثانيا: غياب العدالة بكل أنواعها، فإذا كان الانفتاح قد أدى لقلب الهرم الاجتماعى فإنه أدى كذلك لتغير الأولويات، فالهجرة بحثا عن المال باتت أهم بكثير من الصبر على بناء الوطن، والحرص على بلوغ مرتبة لاعب الكرة أو الممثل أولى من الحصول على أرفع الدرجات العلمية، وعندما تتناقض الأولويات تضيع كل معانى العدالة، وهو ما لوحظ مع بداية ثمانينات القرن الماضى حيث اختفت العدالة الوظيفية بسبب المحسوبية، والعدالة السياسية نتيجة تزوير الانتخابات والعدالة الاقتصادية بسبب الرشوة والفساد، والعدالة الاجتماعية بسبب تلاشى الطبقة الوسطى، ومن ثم باتت قيم النفاق والوصولية والنفعية والتواكل والصعود على أكتاف الآخرين صفات مرغوبة ومقبولة بل مرحبا بها رسميا وشعبيا.

ثالثا: التراجع الحاد فى الكثير من القيم مثل قيمة العلم وقيمة العمل وقيمة التدين وقيمة الجمال وقيمة الأمانة.

رابعا: ظهور الشركات الانفتاحية والبنوك الخاصة ومكاتب التصدير والاستيراد والمكاتب الاستشارية الأجنبية بحيث أصبح العمل فى خدمة كل ما هو أجنبى هدفا متميزا يسعى لبلوغه الصغير والكبير، حتى يضمن لنفسه مكانا مرموقا.

خامسا: غياب دور الأسرة خاصة فى الاهتمام بالقيم الدينية والخلقية وانشغالها بالكسب المادى من أجل تلبية حاجات أفرادها، وكذلك غياب التخطيط الحكومى فى تنمية الشباب خلقيا وفكريا.

سادسا: غياب الرقابة والشفافية والتخطيط والتعليم والإعلام والقدوة والمشروعات القومية وغياب أشياء كثيرة كان من المفترض أن تسهم فى إعادة بناء وجدان الناس وتنمية أذواقهم ومشاعرهم وإحساسهم بأنفسهم وبواقعهم.

أسباب كثيرة هدمت ثوابت المصريين وأفقدتهم الثقة فى بعضهم البعض وجعلتهم يشكون فى أى شىء، أسباب كثيرة كادت تعزل شرائح المجتمع المصرى وتجعل كل شريحة منها وكأنها عالم فى ذاتها وتسىء لسمعة المصريين فى الخارج وتحولهم من شعب كان مسلحا بالنبل والشهامة والانتماء للوطن إلى شعب مادى منفلت متمرد تآكلت منظومته القيمية والأخلاقية، فهل نصبر على هذا الانهيار القيمى حتى تنهار الدولة المصرية؟ يقول أمير الشعراء أحمد شوقى:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

=========

أخلاق المصريين.. استقالة جماعية من «بيت الأدب»

الخميس 31-12-2015

كتب: د. محمود خليل

العدد : 1341

أخلاق المصريين.. استقالة جماعية من «بيت الأدب»


صورة تعبيرية

عندما يضرب التردى الأخلاقى بـ«جرثومته» فى مجتمع، فعلينا أن نتوقع دخوله الوشيك فى دوائر الخطر، فالانهيار يبدأ دائماً من محطة الأخلاق، وبإمكانك أن تستدل على ذلك من تحليل أى أزمة، أياً كان نوعها، والتفتيش عن أسبابها، لأنك ستظفر فى النهاية بسبب أخلاقى يكمن وراءها، هل تشعر بأية صدمة عندما أقول لك إننا أصبحنا مجتمعاً قليل الأدب؟!. عدم الدهشة أمام السؤال يعنى تشخيصاً بسيطاً للحالة، فنحن لا نندهش أمام الأسئلة التى تحمل فى أحشائها إجابة بديهية. نحن كذلك، وكلنا يعترف أن قلة الأخلاق وغياب الأدب سمة أساسية تتمدد بأرجلها فى شتى نواحى حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فى الإعلام، والمدارس، والجامعات، والشوارع، وتحت قباب المجالس الموقرة، وأن عملة الأخلاق الجيدة أصبحت مطاردة ومطرودة أمام عملة الأخلاق الرديئة. الأخلاق الحميدة أساسها وجود القدوة، والقدوة تكاد تكون غائبة فى مجتمعنا، بدءاً من الأسرة وانتهاء بالمجال العام، بأغلب أطيافه وتنويعاته. «الكداب الكبير» يطالب «الصغير» بالصدق، واللص الأفَّاق المتأنق بملابسه وروائحه ينصح البسيط بالتعفف، والمسئول الكسول يطالب المواطن بالاجتهاد والعمل، والواعظ ذو اللحية يعظ بالصراحة، وهو يتكلم وقد نصبت عليه عمامة كالبرج، لكن فوق تل نفاق!. غابت القدوة فتردت الأخلاق. أصبحت الأخلاق الجيدة معدومة القيمة فى سوق الحياة. فالمجتهد لا مكان له، فى حين يصعد المنافق إلى أعلى الدرجات. الصادق فى قوله والمستقيم فى أفعاله يعاتب، فلماذا لا يكون مثله مثل أهل بلده؟. عندما يهمل مجتمع الكفاءة، ويصعد بالمنافقين، أو أفراد الشلة، أو أبناء العم والأهل والعشيرة، يصبح إعلامه مرتعاً للجهلة وأنصاف المتعلمين، وببغاوات الأجهزة، واقتصاده ساحة للغشاشين والفاسدين واللصوص، وأفلامه عراك سكاكين، وملاعبه ساحات للتبارى على السفه والتجاوز، ومدارسه وجامعاته ساحات للتحرش والإدمان واستدعاء أحط الألفاظ من قاموس «قلة الأدب»، والنتيجة التى تترتب على ذلك أن يتحول شارعه إلى ساحة معركة جوهرها الردح والجعجعة. والتراشق بالألسنة مقدمة للتراشق بالأيدى، والتراشق بالأيدى مقدمة لما هو أخطر، نحن الآن نقف على حافة الهاوية، ونعيش لحظة ما قبل السقوط فيما هو أخطر. من حولنا تظهر مجتمعات وقعت فى الفخ الذى نخشى الوقوع فيه، لم يكن السبب فى ذلك ديكتاتورية حاكم، ولا بطش سلطة، لأن المجتمع المتماسك أخلاقياً يستطيع بسهولة أن يقف فى وجه أى حاكم ديكتاتور أو سلطة باطشة، بإمكانه أن يتخلص من كل ذلك بطريقة أخلاقية، لكن عندما يفقد الأخلاق فسرعان ما يقع فى المحظور، ويمزق بعضه بعضاً. السر فى تماسك أى مجتمع لا يرتبط بعطف مؤسسة الحكم عليه، بل يرتبط بثبات أخلاقه. البقية الباقية من أخلاق المصريين هى التى صانت هذا الشعب طيلة السنوات الماضية من السقوط فى المستنقع الذى سقطت فيه الدول المجاورة، وليس أى سبب آخر. المأساة أن هذا القليل الباقى فى مخزوننا الأخلاقى يتآكل بشكل سريع، ليضعنا على منحدر السقوط، ووقتها سوف يخسر الجميع، الكبير والصغير، الغنى والفقير، الحاكم والمحكوم، الظالم والمظلوم. هذا الملف يدق جرس إنذار لتنبيه الغافلين، يشخّص مشكلة التردى الأخلاقى، ويشرح أبعادها فى شتى مناحى الحياة المصرية، ويسلط الضوء على ما وصلت إليه الحالة الأخلاقية للمصريين. يذكّر بالحلول المعروفة للتعامل مع هذه المسألة، ويطرح بعض الحلول المبتكرة لعلاج المشكلة، يستدل برأى المسئولين والخبراء والمواطنين العاديين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه على مستوى هذا الملف. نحن الآن على مسافة ساعات من عام 2016. أى عام جديد فى حياة إنسان يعنى أمرين: الأول مراجعة ما فات، والثانى التفكير فيما هو آتٍ. معاً نراجع حالتنا الأخلاقية خلال ما مضى، ومعاً نحاول وضعها على أعتاب مستقبل جديد.

========


تدهور الأخلاق في المجتمع

الإثنين 29/فبراير/2016 -

سمر فتحي

ما نتحدث عنه اليوم هو أخلاقنا ومفهوم الأخلاق في المجتمع فهي مجموعة من القيم والمبادئ التي تحرك الأشخاص داخل المجتمع ويعتبر الدين هو الأساس الذي نتبعه للارتقاء بأخلاقنا.

ولكن للأسف ما يحدث الآن هو تدهور في الأخلاق بشكل كبير وترتب على ذلك ظهور الفساد والظلم والنفاق والمصلحة وكل هذه نتائج لتدنى الأخلاق.

وما نسأل عنه اليوم ما هو السبب في تدهور الأخلاق في مجتمعنا حيث هناك بعض الآراء التي تقول بسبب الفقر والبطالة وأن الشباب عاطل عن العمل ولا يجد ما يشغله وترتب على ذلك زيادة التحرش.

وأيضا الفقر أحد الأسباب حيث المستوى المادى لطبقة كبيرة من الشعب فأصبح ذلك سبب للجوء بعض الناس إلى السرقة والنصب، ولكن ما أراه أنه مهما كانت الأسباب أو ما يدعون أنها الأسباب فهى ليست مبررا لتدنى الخلق في مجتمعنا بهذا الشكل المفجع فهذا التدنى في الخلق نتيجة للبعد عن الدين وعدم التمسك بتعاليمه واتباعها.

وأيضا عديم وجود تربية سليمة فللأسف الأسرة لم تعد تهتم بتنشئة أبنائها تنشئة دينية سليمة وعدم وجود رقابة بالمنزل على تصرفات الأولاد واتباعهم السلوك الصحيح وذلك نتيجة التفكك الأسرى الموجود الآن، وانشغال الأب والأم فقط بالأمور المادية فقط.

وأيضا من ضمن الأسباب التي أدت إلى تدهور الأخلاق وجود بعض البرامج والمواد الترفيهية كالأفلام والمسلسلات التي لا تعطى أي موعظة وإنما كل ما تبثه هي مجموعة من الألفاظ والسلوكيات الخاطئة التي تدمر أخلاق الشباب.

وحقيقة الأمر أنه توجد الكثير من الأسباب التي تودى إلى تدهور الأخلاق وانه من واجبنا معرفة تلك الأسباب ومحاولة حلها وأن نتحلى بالأخلاق الحميدة كما نتعلم من ديننا.

وإصلاح فساد الأخلاق مسئولية المجتمع كله بدءا من رجال الدين ودورهم في توعية الشباب والمنزل والتربية السليمة ومراقبة السلوك لأولادهم وأيضا الإعلام وكيفية انتقائه ما يقدمه من مواد تعرض للمجتمع.

ويجب أن تكون تلك المواد هي المصدر الذي يبث الموعظة والأخلاق الحميدة للمجتمع.

فالأخلاق هي أساس الشعوب وتاجها وإذا تدهورت تلك الأخلاق أو حدث بها أي خلل تدهور المجتمع كله، فلا ننسى بيت الشعر الشهير لأمير الشعراء أحمد شوقى (وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا) فانتبهوا يا سادة الأخلاق أساس المجتمع ويجب إصلاحها حتى نرتقى بمجتمعنا.

==============

أزمة تدهور الأخلاق المصرية
‏29 أكتوبر، 2013‏،

الأخلاق هي شكل من أشكال الوعي الإنساني، كما تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدل والحرية والمساواة؛ بحيث ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب لتكون سندً قانونيًا تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين، وهي السجايا والطباع والأحوال الباطنة التي تدرك بالبصيرة والغريزة، وبالعكس يمكن اعتبار الخلق الحسن من أعمال القلوب وصفاته. وأعمال القلوب تختص بعمل القلب بينما الخلق يكون قلبياً ويكون في الظاهر.

ويعتبر الدين بشكل عام سندا للأخلاق، والأخلاق هي دراسة، حيث يقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي تضع معايير للسلوك، يضعها الإنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات وواجبات تتم بداخلها أعماله أو هي محاولة لإزالة البعد المعنوي لعلم الأخلاق، وجعله عنصرا مكيفا، أي أن الأخلاق هي محاولة التطبيق العلمي، والواقعي للمعاني التي يديرها علم الأخلاق بصفة نظرية، وتكون الأخلاق طقما من المعتقدات، أو المثاليات الموجهة، والتي تتخلل الفرد أو مجموعة من الناس في المجتمع.

والأخلاق هي عنوان الشعوب, وقد حثت عليها جميع الأديان, ونادى بها المصلحون, فهي أساس الحضارة, ووسيلة للمعاملة بين الناس، وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم، ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي :((وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فـإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا))، وللأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي إلى العادات السيئة ، لذلك قال الرسول " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فبهذه الكلمات حدد الرسول الكريم الغاية من بعثته أنه يريد أن يتمم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والناس أجمعين ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون, إن التحلي بالأخلاق الحسنة, والبعد عن أفعال الشر والآثام يؤديان بالمسلم إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير وأنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم وهي طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، والأخلاق الإسلامية هي الأخلاق والأداب التي حث عليها الإسلام وذكرت في القران الكريم والسنة النبوية إقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أكمل البشر خلقا لقول الله عنه (وانك لعلى خلق عظيم) سورة القلم.
وكلمة أخلاقيات تعني: "وثيقة تحدد المعايير الأخلاقية والسلوكية المهنية المطلوب ان يتبعها أفراد جمعية مهنية، وتعرف بأنها بيان المعايير المثالية لمهنة من المهن تتبناه جماعة مهنية أو مؤسسة لتوجيه أعضائها لتحمل مسؤولياتهم المهنية." ولكل مهنة أخلاقيات وآداب عامة حددتها القوانين واللوائح الخاصة بها، ويقصد بآداب وأخلاقيات المهنة مجموعة من القواعد والأصول المتعارف عليها عند أصحاب المهنة الواحدة، بحيث تكون مراعاتها محافظة على المهنة وشرفها.

وتختلف المسؤولية القانونية على المسؤولية الأخلاقية باختلاف أبعادهما، فالمسؤولية القانونية تتحدد بتشريعات تكون أمام شخص أو قانون، لكن المسؤولية الأخلاقية فهي أوسع واشمل من دائرة القانون لأنها تتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه وبنفسه وبغيره، فهي مسؤولية ذاتية أمام ربه والضمير. أما دائرة القانون فمقصورة على سلوك الإنسان نحو غيره وتتغير حسب القانون المعمول به، وتنفذها سلطة خارجية من قضاة، رجال امن ونيابة، وسجون. أما المسؤولية الأخلاقية فهي ثابتة ولا تتغير، وتمارسها قوة ذاتية تتعلق بضمير الإنسان الذي هو سلطته الأولى. هنا يمكن القول أن الأخلاق بقوتها الذاتية لا تكون بديلا عن القانون ولكن كلا من المسؤولية الأخلاقية والمسؤولية القانونية متكاملتان ولا يمكن الفصل بينهما في أي مهنة مهما كانت.

والمتأمل في واقع العالم الآن لا بد أن تستوليَ عليه الدهشة والحيرة ويتملَّكَه الأسى والحزن، لما يرى من شرور ومفاسد وصراعات ومظالم، تدفع إليها الضغائن والأحقاد، أو المطامع والأهواء، أو الرغبة في التسلُّط والاستعلاء، كما يقف العقلاء والحكماء أمام هذا الواقع المضطَّرب ليحلِّلوا أسبابَه أو يشخِّصوا داءَه، فيصلون في كثير من الأحيان إلى الأسباب المباشرة (وهي ظاهرية سطحية غالبًا) فإذا مدَّ المرءُ بصرَه وعمَّق فكرَه فإنه سيقع على أصل الداء وأساس البلاء المتمثِّل في "أزمة الأخلاق"، ومن ثم فينبغي أن يبدأ منها العلاج.

كما أن البشر قد يختلفون في الجنس والعِرق واللَّون والثقافة واللغة والعقيدة، ولكنهم يتفقون على القيم الخلقية، فالتصرفات والتعاملات التي تنمُّ عن الصدق والصراحة أو الكرم والجود أو الأمانة والعدل، أو الرحمة والرأفة أو الشهامة والمروءة أو الشجاعة والإقدام أو الحلم والأناة.. إلخ، هذه كلها تُثِير- بلا شكٍّ- في نفوس مَن يشاهدها أو يسمعُ عنها الإعجابَ بها والتقديرَ والاحترامَ لأصحابها، وهكذا يكون الحال مع سائر "الأخلاق الإنسانية"، والإيمان بالله جل وعلا كذلك يزيد الأخلاق الإنسانية عمقًا ورسوخًا في الفرد المسلم؛ لأنه إنما يتحلى بها ابتغاءَ وجه الله وطمعًا في مثوبته ورضاه، فلا يتساهل فيها، ولا يتنازل عنها، مهما طال الزمن، ومهما كان الإغراء أو الابتلاء، أما من حُرِمَ هذا الإيمان فإنه يتمسك بالخلق طالما يجني من ورائه ما هو أهمُّ منه في نظره كَكَسْبِ المال أو الشهرة أو الاحترام، فإذا لم يتحقق هذا فإنه لا يتورَّع عن التفريط فيه أو حتى التنكُّر له، وهكذا يظهر الارتباط الوثيق بين الإيمان والأخلاق، وهو ما يؤكده قوله- صلى الله عليه وسلم-: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا".

كما تضافرت النصوص من كتاب الله عز وجل على الأمر بالتخلق بالأخلاق الحسنة، ونصت على الكثير منها، فمن ذلك قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ [النحل: 90].وقوله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199].وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ[الحجرات: 6]، وكذلك نهت عن الأخلاق المذمومة ومن ذلك، قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: 11-12].

ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتثل أمر الله تعالى في كلِّ شأنه قولًا وعملًا، ويأتمر بكلِّ أخلاق حسنة ورد الأمر بها في القرآن، وينتهي عن كلِّ أخلاق سيئة ورد النهي عنها في القرآن؛ لذا كان خلقه القرآن. وأيضًا فإن الالتزام بالأخلاق الحسنة امتثال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فهو الذي يأمر بها ويحض عليها، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)).

ولدينا حقيقة ثابتة لابد من ملاحظتها في مجال كلِّ تكليف رباني: هي أنَّ الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فمسؤولية الإنسان تنحصر في نطاق ما يدخل في وسعه، وما يستطيعه من عمل، أما ما هو خارج عن وسع الإنسان واستطاعته، فليس عليه مسؤولية نحوه، يضاف إلى ذلك أنَّ نسبة المسؤولية تتناسب طردًا وعكسًا مع مقدار الاستطاعة، فما كان من الطباع الفطرية قابلًا للتعديل والتبديل، ولو في حدود نسب جزئية، لدخوله تحت سلطان إدارة الإنسان وقدرته، كان خاضعًا للمسؤولية، وداخلًا في إطارها تجاه التكاليف الربانية، وما لم يكن قابلًا للتعديل والتبديل، لخروجه عن سلطان إرادة الإنسان وقدرته، فهو غير داخل في إطار المسؤولية تجاه التكاليف الربانية، وليس أمر قدرة الإنسان على اكتساب حدٍّ ما من كلِّ فضيلة خلقية بعيدًا عن التصور والفهم، ولكنه بحاجة إلى مقدار مناسب من التأمل والتفكير.

فمثلاً إنَّ أسرع الناس استجابة لانفعال الغضب، يستطيع بوسائل التربية أن يكتسب مقدارًا ما من خلق الحلم، ومتى صمم بإرادته أن يكتسب ذلك فإنه يستطيعه، لذلك فهو مسؤول عن اكتساب ما يستطيعه منه، فإذا هو أهمل تربية نفسه، وتركها من غير تهذيب تنمو نمو أشواك الغاب، فإنَّه سيحاسب على إهماله، وسيجني ثمرات تقصيره، وإن أشد الناس بخلًا وأنانية وحبًّا للتملك، يستطيع بوسائل التربية أن يكتسب مقدارًا ما من خلق حب العطاء، ومتى صمم بإرادته أن يكتسب ذلك فإنه يستطيعه، لذلك فهو مسؤول عن اكتساب القدر الواجب شرعًا منه، فإذا هو أهمل تربية نفسه، وتركها من غير تهذيب فإنَّه سيحاسب على إهماله، وسيجني ثمرات تقصيره.

وتكاد تجمع الآراء علي الرغم من تباين توجهاتها الفكرية والايديولوجية علي أن هناك أزمة من نوع خاص اصابت منظومة القيم الاجتماعية في مصر, بفعل عوامل ومتغيرات عالمية وقومية ومحلية, أزمة يتم توصيفها من قبل رجال الفكر الاجتماعي بأنها محنة أو كارثة اجتماعية تعكس حالة من التدهور الأخلاقي والانحدار الفكري والتردي والضعف حالة من الخلل تتغلغل في الكيان المصري في المرحلة المعاصرة, فلا يخلو حديث عابر أو عبارات مقصودة أو تلميحات متعمدة أو اشارات بارزة إلا وتؤكد وجود مظاهر ومؤشرات لمواقف الأزمة, وتعالي الصرخات المعلنة والمكتومة وتزايد الشكاوي من مرارة الواقع.

وتدهور اخلاقيات الناس في تعاملاتهم اليومية وسلوكياتهم المستهجنة اجتماعيا واخلاقيا؛ فالحوار السائد يتسم بالتشنج في كل وسائل الإعلام والندوات الثقافية والمنتديات الفكرية والعلمية والفوضي تعم جوانب المجتمع والشارع غير منضبط والعنف والتطرف يتزايدان في الحياة اليومية وسلوكيات الناس تبتعد عن مبدأ التسامح وجرائم من نوع خاص تنتشر بصورة غير مسبوقة (انظر جرائم القتل الوحشي والتحرش الجنسي والاغتصاب وغيرها من السلوكيات المستهجنة التي تسود عالمنا الراهن) كما غابت قيم التعاون بين المواطنين واضحت المناكدة الاجتماعية من الأمور المعتاد عليها في المواقف والمعاملات اليومية. مما يشكل حالة استنكار وشعور بالاحباط والقنوط والقلق, واليأس والعجز عن الإصلاح وعدم الرضا عن الحياة والاستغراب مما يحدث ويسود بين الناس مظاهر تدل علي سيادة أنماط مستحدثة من التدهور الأخلاقي والفساد الإداري والوظيفي.

لقد أدرك المواطن البسيط بانطباعاته وخبراته اليومية المحدودة أن ثمة خللا ينتاب منظومة القيم الاجتماعية والمعايير الأخلاقية الايجابية يقود المجتمع نحو الانهيار والتدهور ولا يملك إلا أن يتباكي علي زمن انفرط عقده الأخلاقي وتغيرت منظومته القيمية التي توارثها وألفها علي مر السنين التي كانت تحقق له الأمن والسلام وبات يشعر بأن الزمن الراهن تبدلت فيه اخلاقيات البشر, زمن كان بالأمس يؤكد قيم التماسك والتعاون والتضامن والمحبة والتسامح والأمانة والالتزام والعمل الجاد, زمن كانت فيه القيم الأخلاقية تمثل المعيار الحاكم لاقامة علاقات إنسانية متفاعلة بين البشر قيما ايجابية تدعم الأمن والأمان الاجتماعي زمن تعد فيه القيم الأخلاقية هي الركيزة المحورية في بناء المجتمع والمحرك النشيط في تقدمه ورقيه تتحقق من خلالها طموحات المواطن وتقضي علي ما ينتاب الإنسان من حالات القلق أو العجز عن مسايرة متغيرات الواقع.

يرى د. أحمد عبد الرحمن أن لكل مجتمع قيمه العليا التي يحرص على صيانتها وفي ضوئها يحكم على الأفراد .. ولكننا العالم العربي والإسلامي لدينا ازدواجية قيمية، فالقيم الاجتماعية الكبرى هي الدين والنفس والمال والعقل والعرض وهي المقاصد العليا للشريعة، لكن الفئات العلمانية لا تتفق مع الأغلبية المسلمة على هذه القيم، وما يعد تدهوراً عند إحدى الفئتين قد يعد سمواً وتقدماً في معايير الأخرى؛ فالدين عند الأغلبية المسلمة هو القيمة الكبرى الحارسة لكل القيم الأخرى وأي إهمال أو انتهاك له يعد سلوكاً سلبياً، في حين أن الأقلية العلمانية ترى أن من الضروري لتحقيق التقدم إهمال الشريعة والأخلاق الإسلامية وتعتبر التمسك بهما رجعية وظلامية، وتعاطي الخمر جريمة في الإسلام أما عند العلمانية فهو سلوك راق، والعرض والسمعة الطيبة والطهارة والعفة يحافظ عليها الإسلام، وكل ما من شأنه المساس بالعرض كقذف المحصنات والتشهير والطعن والسب والهجاء والاغتصاب وهتك العرض وكل عمل يبغي مقاومة ذلك هو عمل إيجابي في المنظور الإسلامي؛ إلا أننا نرى أن العلمانيين لا يعترفون أصلاً بقيمة العفة التي هي جزء أساسي من العرض، وهم يؤمنون بحق الأفراد في ممارسة الجنس خارج حدود الزواج وهكذا نعود إلى الهجين الثقافي المسيطر على حياتنا والذي يهدد بكارثة اجتماعية وأمنية.

ويرى د. صلاح عبد المتعال (الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعيَّة والجنائيَّة المصري) فيقول: "إن تدهور السلوك الاجتماعي يتسع إلى معنى أوسع، وهو نوع من عدم الانضباط الفكري أو السلوكي إزاء القيم الحاكمة في المجتمع، ويحدث ذلك عندما يبدأ انحراف الفكر والأخلاق، فالكل لا يعرف المعايير السائدة في المجتمع، ولا يعرف التمييز بين الخطأ والصواب، ومن المؤكد أن للغزو الفكري والثقافي والصهيونية دورًا في تنامي هذه الأنماط المنحرفة من السلوك، إنني قرأت عن حادث سرقة أبطاله طبيب ماهر وموظف في فندق خمس نجوم وشاب حاصل على دبلوم صناعة، سرقوا لأنهم أدمنوا شم الهيروين، وكان مكان الاجتماع والشم هو بار الفندق ذي النجوم الخمسة، الذي هو مرتع خصب لهذه الجرائم، فكيف بنا وقد امتلأت حياتنا بهذه الفنادق وهذه البارات؟".

ويرى المفكر الإسلامي د. محمد عمارة أنَّ تدهور السلوك لدينا ليس ظاهرة معاصرة، وليس فقط مرتبطًا بالاستعمار، ولكننا لدينا تخلف موروث وألوان من التدهور الاجتماعي حتى قبل مجيء، الاستعمار وما جاء به من علمانيَّة، لكن الوافد الغربي أحدث خللا في المعيار، بمعنى أننا قبل الاحتلال كنا متفقين على موقف واحد لتعريف ما هو الخلل، فالحلال والحرام -رغم وجود التدهور في الماضي- كان هناك اتفاق عليهما، وكان هناك اتفاق على تعريف ما هو القويم وغير القويم في السلوك، ولكن الخلل في المعيار جاء مع قدوم المستعمر الأجنبي، فعندما يكون الميزان صحيحًا تعرف أن فلانًا على حق في فعله، وأن الآخر على باطل، فماذا يحدث إذا كان الميزان نفسه فيه خلل؟.

بينما يرى د. محمود العزب الأستاذ بجامعة عين شمس أن هناك منذ فترة طويلة محاولات مستميتة ومنظمة من جانب الغرب ومن جانب الدوائر المرتبطة به في البلاد العربية من المتغربين والعلمانيين لكي يعزلوا القطاعات الشعبية العريضة عن عقيدتها الإسلامية وعن تمسكها بتراثها وتقاليدها التي تتناقلها عبر الأجيال، والإعلام من الوسائل المستخدمة في ذلك من أجل إذابة الصلابة أو التماسك الديني للقطاعات الشعبيَّة العريضة، عبر نشر عادات وتقاليد وأنماط سلوك متغربة على أوسع نطاق من خلال الإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح والفيديو، فالأفلام المستوردة التي تبثُّها هذه الأجهزة يدور مضمونها حول أوضاع وعلاقات أسريَّة وشخصية تخالف تعاليم الإسلام.

ويرى د. محمد يحيى أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة أن التعليم في بلادنا وانهزامه أمام الفكر الغربي قد أدى إلى أننا نتبنى قيمًا ومفاهيم غريبة علينا ومخالفة للإسلام بدعوى التطور والتقدم تم صهرها في عقول أجيالنا، فصعب على هذه الأجيال التمييز بين الحق والباطل، إننا نصطدم بنماذج اجتماعية غريبة وعلاقات مشبوهة لنساء ورجال متزوجين لم نكن نسمع عنها من قبل، فقد طال الطوفان كل المستويات وأصبح هناك استسهال للمحرمات، ومسئوليتنا كأفراد وجماعات أن ندق ناقوس الخطر ونجري دراسات علمية دقيقة على كافة المستويات للتحذير من الطوفان الذي يجتاح مجتمعاتنا في صورة انهيار أخلاقي واسع، ويرى د. أحمد عبد الرحمن أن الخروج من هذا المأزق يتمثل في التربية في البيت والمدرسة والمنزل ومن خلال الإعلام والآداب والفنون وكذلك التخلص من الازدواجية الثقافية والانحياز للإسلام.

وذكر دانتى آلجيرى فى معلقته «الكوميديا الإلهية»- ١٣٠٠ ميلادية- «أن أسوأ المواقع فى الجحيم هى تلك التى يوجد فيها هؤلاء الذين يقفون على الحياد فى زمن الأزمة الأخلاقية». وللحق فإن الغالبية الساحقة من الكتاب والمثقفين المشهود لهم لم تقف على الحياد فكريا وأخلاقيا فى المعركة الدائرة فى مصر اليوم، وإنما جرى الفرز والانحياز بين الأغلبية الساحقة الممثلة للشعب المصرى فى تعبيراته فى أيام ٣٠ يونيو و٣ و٢٦ يوليو؛ وتلك الأقلية التى تمركزت قبل فضها فى اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر التى يخرج منا ما تيسر من مظاهرات واعتصامات وقطع طرق وتعطيل للمصالح العامة بغية تحقيق أكبر قدر من الاضطراب فى الدولة المصرية. فى هذا المعسكر الأخير يقف جماعات الإرهابيين فى سيناء الذين لم يألوا جهدا فى توجيه عمليات العنف والإرهاب ضد المدنيين، والمسيحيين خاصة، والمؤسسات الوطنية، والقوات المسلحة والشرطة، ومن تيسر من الأجانب وتجرأ من السائحين.

وفي الواقع أن المآساة الحقيقية التي وقع فيها الشعب المصري هو التحزب والتقسيم بين علماني وإسلامي، وهذا مايريده المستعمرين منا ان نظل نتناحر ونتنازع ونتبنى القيم الخاطئة البعيدة عن التسامح وقبول الآخر، حتى نصبح اكثر رجعية وتخلفًا وتطرفًا هذا من ناحية المجتمع، أما من ناحية الأسرة فإننا نعاني من إضطراب وخلل في دور الاسرة المصرية في تنشئة وتربية أفضل قائمة على القيمة الدينية، ودور المدرسة في علاج أوجه القصور في الأسرة من خلال إخصائيين إجتماعيين متخصيين، ويجيء دور الإعلام بأنواعه الذي ينبغي عليه أن ينشر القيم الأخلاقية الرفيعة، ودور المؤسسة الدينية متمثلة في الأزهر الشريف والكنائس بأنواعها على الحث المتواصل على تحقيق الود والتماسك والتراحم بين أبناء الوطن، ورجل الأمن ينبغي ان يكون اكثر إستيعابًا وقبولاً لحل مشكلات المواطن في إطار تطبيق روح القانون، وذلك حتى تنطلق قاطرة الوطن قدمًا إلى الأمام وتحقق الرخاء والنماء، الذي لايتم إلا من خلال منظومة أخلاقية معتدلة.

===========

تقرير حكومي مصري تدهور الاخلاق في مصر

غش تجاري

61% شرب الحشيش

تسول شحاذة

https://www.youtube.com/watch?v=5HNbeUMOXHs


مقالات عن تدهور الاخلاق في مصر وبرعاية وسائل الاعلام المصرية

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2017/01/blog-post_140.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق