كيفية الرقية التصويرية
القراءة التصويرية : وهي استحضار معاني الايات وتصويرها أثناء القراءة علي المريض فلا يكفي مجرد القراءة فقط . كطريقة شيخ الإسلام ابن تيمية كيف تصور تصوراً علاجياً لمريض النزيف في اية ” وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ ” 44 هود
حيث شبه الأرض بالإنسان والنزيف بالماء وصور بلع الارض للماء بتوقف النزيف ، وأن هذا النزيف بلعته تلك الأرض ، وأن مصدر النزيف أقلع وأن النزيف غاض وأن الأمر انتهى . بتصرف من كتاب : زاد المعاد – ج 4 – 358
فبعد ان عرفنا القراءة التصويرية نذكر امثلة للقراءة التصويرية على كل حالة من الحالات الثلاث السابق ذكرهاولاكن قبل ان نبداء بالقراءة التصويرية يجب ان نحدد النية والنية بالنسبة لأي عمل هي المفتاح والأساس التي بوضعها في محلها يصيب المرء مراده .
وليست النية خاصة بعمل دون آخر بل لابد منها في سائر الأعمال أياً كانت سواء الأعمال القلبية أو الفعلية ، ولهذا جاءت الوصية النبوية بالحرص على النية والتنبيه على حضورها الدائم في القلب؛ قال صلى الله عليه وسلم:” إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى ” فيلزم المريض استحضار النية المناسبة لحالته أثناء الرقية بالقراءة التصويرية فتكون النية لفك السحر / علاج العين / علاج الحسد / علاج المس / اوتحصين النفس / اوتحصين المكان / او تثبيت الحمل / اوحفظ الجنين / اوالحرق / اوالإخراج اوتطهيرالجسد / اوالسكينة / اوالاطمئنان / او غيرها
القراءة التصويرية لعلاج المراض الروحية
نعلم ان القران كلة شفاء ولاكن ثبت بالتجربة ان بعض الايات لها تاثير ملاحظ في بعض الحالات مثال:
تجد ان المسحور يتاثر بالايات التي ياتي فيها ذكر السحر مثل ( فلما القوا قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين ) هنا يتم تصوير سحر سحرة فرعون بالسحرالمصاب بة المسحور وان الله سيبطلة كما ابطل سحر سحرة فرعون- والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى- هنا يتم تصوير الرقية بعصا موسى وانها ستقضي على السحر كما قضت عصا موسى على سحر السحرة
(فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) هنا يتم تصوير العارض بانة يلبس ثياب من نار ثم
يصب من فوق راسة الحميم من شدة حرارة الحميم ينصهر ما في بطنة وجلدة
هذا مثال عن ايات رقية السحر فتجد انها تشترك بذكر كلمة ( سحر ) وكذالك ايات رقية العين تشترك بكلمة (عين) والحسد بكلمة ( حسد ) وايات الحرق تشترك بكلمة
نار او (جهنم ) وايات القتل تشترك بكلمة ( قتل ) و ايات القتال تشترك بكلمة ( قتال ) ولو بحثت في الايات الخاصة بالرقية تجد انها فيها تصوير وتشترك في كلمة
خاصة بالمرض الروحي ولاكن كثير من الناس يقراء بدون ان يستخدم القراءة التصويرية وهذا مما يقلل من قوه الرقية
القراءة التصويرية لعالج الامراض العضوية
يذكر ابن القيم في ( الطب النبوي ) كان أحمد بن حنبل – يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين
( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها )
( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ )
هنا صور الامام احمد المولود في بطن امة بالموتي في بطن الارض { كأنهم يوم يرونها } يوم يرون يوم الحشر كانهم لم يلبثو في قبورهم : لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها
عشية يوم أو بكرته إذ هما طرفا النهار . اي تقليل مدة بقائهم في بطن الارض وهنا تصوير لتقليل مدة بقاء المولود في بطن امة واستعجال خروجه
من ايات الرقية التصويرية عند تاخرالدوره الشهريه او توقفها عن النزول
*قال تعالى “وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء ” فهنا تصوير للجسم بالحجارة وتصوير لخروج الدورة بتفجرالأنهار
قال تعالى ” فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ 11 وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ – هنا تصوير للجسم بالسماء وخروج الدورة بانهمار الماء منها
والاية الثانية فيها تصوير للجسم بالارض وخروج الدورة بتفجر العيون منها
من ايات الرقية التصويرية للمرأة الحامل التي تُعاني من اسقاطاتٍ متكررة ومن تحمِل وحملها يكون ضعيف ومن تُعاني من نزول الجَنين أو النّزيف أثناء الحمل
[رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ]
هنا تصوير لتثبيت الحمل بتثبيت الاقدام عند القتال
[إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ]
هنا تصوير بتثبيت الحمل بتثبيت الملائكة للمؤمنين
[قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ]
هنا تصوير بتثبيت الحمل بتثبيت المؤمنين
[إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا ]
هنا تصوير بتثبيت الحمل بمسك السموات والارض
القراءة التصويرية في الاستخدامات اليومية
قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو موسى الهروي إسحاق بن إبراهيم حدثنا سفيان عن الوليد بن كثير عن يزيد بن تدرس عن أسماء بنت أبي بكرالصديق
رضي الله عنها ، قالت لما نزلت تبت يدا أبي لهب وتب سورة المسدجاءت العوراء أم جميل ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول مدمما أتينا أو أبينا ، قال أبو موسى الشك مني ودينه قلينا وأمره عصينا ورسول الله جالس وأبو بكر إلى جنبه أو قال معه قال : فقال أبو بكر لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك فقال إنها لن تراني وقرأ قرآنا اعتصم به منها وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا . قال فجاءت حتى قامت على أبي بكر فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا أبا بكر بلغني أن صاحبك هجاني فقال أبو بكر لا ورب هذا البيت ما هجاك قال فانصرفت وهي تقول لقد علمت قريش أني بنت سيدها
قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي قال لما اجتمعوا له و فيهم أبو جهل قال وهم على بابه : إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب و العجم ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن و إن لم تفعلوا كان فيكم ذبح ثم بعثتم بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها
قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال : نعم أنا أقول ذلك أنت أحدهم و أخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رءوسهم و هو يتلو هذه الآيات : { يس و القرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم } إلى
قوله : { و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون } و لم يبق منهم رجل إلا و قد وضع على رأسه ترابا ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب
فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال : ما تنتظرون ههنا ؟ قالوا : محمدا فقال خيبكم الله ! قد والله خرج عليكم محمد ثم ما ترك منكم رجلا إلا و قد وضع على رأسه ترابا وانطلق لحاجته أفما ترون ما بكم ؟ ! قال : فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولون : و الله إن هذا لمحمد نائما عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي عن الفراش فقالوا : و الله لقد كان صدقنا الذي كان حدثنا
قال القرطبي في تفسيره : وقال كعب رضي الله عنه في هذه الآية : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستتر من المشركين بِثلاث آيات : الآية التي في الكهف
إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا﴿الكهف: ١٠٨﴾
أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ﴿النحل: ١٠٨﴾
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّـهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً ﴿الجاثية: ٢٣﴾
فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قَرَأهن يَسْتَتِر مِن المشركين
قال كعب رضي الله تعالى عنه : فَحَدَّثْتُ بهن رجلا مِن أهل الشام ، فأتى أرض الروم فأقام بها زمانا ، ثم خرج هاربا ، فَخَرَجُوا
في طَلَبِه ، فقرأ بهن ، فصاروا يَكُونون معه على طَرِيقه ولا يُبْصِرُونه قال الثعلبي : وهذا الذي يروونه عن كعب حَدَّثْتُ به
رجلا مِن أهل الري ، فأُسِر بِالدَّيْلَم ، فَمَكَث زمانا ثم خَرَج هاربا ، فَخَرَجُوا في طَلَبِه ، فقرأ بهن حتى جَعَلَتْ ثيابهم
لَتَلْمَس ثيابه فما يُبْصِرُونه
قال القرطبي : ولقد اتَّفَقَ لي ببلادنا الأندلس بِحِصن منثور مِن أعمال قرطبة مثل هذا وذلك أنى هربت أمام العدو وانْحَزْت إلى ناحية عنه ، فلم ألْبَث أن خَرَج في طلبي فارِسَان وأنا في فَضاء من الأرض قاعد ليس يسترني عنهما شيء ، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن ، فَعَبَرَا عليّ ثم رَجَعا مِن حيث جاءا ، وأحدهما يقول للآخر: هذا ديبله! يعنون شيطانا وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يَروني والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك
قال ابن القيم – رحمه الله – وقد ذكر عن أبي عبد الله الساجي ، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو على ناقة فارهة ، وكان في الرفقة رجل عائن ، فما نظر إلى شيء إلا أتلفه ، فقيل لأبي عبد الله : احفظ ناقتك من العائن ، فقال : ليس له إلى ناقتي سبيل ، فأخبر العائن بقوله ، فتحين غيبة أبي عبد الله ، فجاء إلى رحله ، فنظر إلى الناقة ، فاضطربت وسقطت ، فجاءأبو عبد الله ، فأخبر أن العائن قد عانها ، وهي كما ترى ، فقال : دلوني عليه ، فدل ، فوقف عليه ، وقال : بسم الله ، حبس حابس ، وحجر يابس ، وشهاب قابس ، رددت عين العائن عليه ، فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ- فخرجت حدقتا العائن ، وقامت الناقة لا بأس به
Advertisements