الاثنين، 21 أبريل 2014

يا لثارات الحسين (ع ) فلنثأر لمقتل سبط الرسول لكن ممّن..! - دراسة وتحليل مستفيض

اليكم بكل تواضع مقالي من شيعي جعفري عربي وللعراق ... يا لثارات الحسين (ع ) فلنثأر لمقتل سبط الرسول لكن ممّن..! - دراسة وتحليل مستفيض





 مضت 1373 سنة على إستشهاد أبي الأحرار الحسين عليه السلام على أرض كربلاء بعد تعرضه للخيانة والخذلان من قبل أهل الكوفة وقتها .
وتحل الذكرى السنوية لهذه المأساة التي نعد لها ويهتم بها أهلنا الشيعة في العراق. ومع حلولها أضع بين أيديكم هذه المقالة والتي هي خطاب مفتوح للعقول والقلوب كذلك لكي تبين وتكشف الكثير من الأخطاء التاريخية والمنطقية والتي نشأنا عليها نتيجة زرعها وتكريسها بيننا نحن شيعة العراق خصوصا ومن قبل أعداء هذا البلد المتعصبين لقوميتهم وتقاليدهم وتراثهم الفارسي قبل كل شيئ ولا أظن أن لهم شغل في حقيقة الأمر بالمذهبية الدينية الجعفرية النقية والسمحاء التي أتى بها الإمام جعفر الصادق عليه السلام .

 هو خداع الناس البسطاء والعامة منهم ثم مؤخراً تثقيف قوى الأمن بترهات تدعو الى السخرية والعجب من أجل إذكاء الطائفية المقيتة . مثال ذلك أن يزيد هو من دليم الأنبار بينما كما هو معروف إبن معاوية بن أبي سفيان من بني أمية من قبيلة قريش في مكة.

فأين ذلك من الدليم والأنبار؟ ومثال ذلك أيضا أن شمْر ذي الجوشن هو من جميل اللطيفية ! وعمر بن سعد من جبور الدورة ! ولاحظوا كلمة الدورة وهي ضاحية من ضواحي بغداد وبغداد لم تبنى إلا بعد أكثر من مائتي عام على معركة الطف وهكذا..
الثأر للحسين
كنت ومنذ الصغر أسمع الرادود الحسيني عندما كنا نجتمع حول قدور الطبخ وبعد أن ينهي محاضرته أو ينهي النعي الذي تعودنا سماعه والبكاء من خلاله على مصيبة الحسين (ع) وكان هذا الرادود يصيح بصوتٍ عالٍ ومن خلال شريط كاسيت مسجل نستمع له في ذكرى عاشوراء ( يا لثارات الحسين ) ويكررها مرارا ويكررها من يسمعه لكن ببكاء وعويل ! كنت أتمنى أن أكون من المشاركين بالثأر لأبي الأحرار لكن أين أجدهم وهم قُتلوا أو ماتوا قبل أكثر من 1350 سنة مضت،
والسؤال الذي كنت أطرحه على نفسي لأني لا أتجرأ أن اطرحه على أمي التي كانت تجهش بالبكاء حينما تستمع إلى الرادود ولا يمكن إسكاتها إلا بعد أن تتعب هي،كنت أقول: إذا كان هؤلاء المجرمين القتلة الذين شاركوا بإزهاق أطهر الأرواح آنذاك قد ماتوا قبل قرون ولم يتبق منهم حتى قبرٌ فلماذا يردد القارئ ويصرّ على الثأر من قتلة الحسين؟ في حين أن الله قد ثأر له،وقبل ذلك وحسب ما قرأت في قصص الأولين فإنّ رجلاً ثائراً إسمه المختار الثقفي ومعه التوابين من أهل الكوفة الذين قاتلوا الحسين وندموا على ذلك وقبلها أيضا كانوا قد ندموا على طعنهم الحسن بن علي، وأيضا قبلها ندموا على استشهاد الإمام علي فيما بينهم وعلى يد خائن فارسي كان قريباً من الإمام بل ويقال أنه ربيبه ..
هؤلاء وبعد توبتهم وندمهم أوغلوا بقتل هؤلاء المجرمين من جماعة يزيد وعبيد الله بن زياد وزبانيتهم ممن شاركوا بقتل الحسين (ع) وأبادوهم عن بكرة أبيهم والآن نشاهد مسلسلاً إيرانياً من ثلاثين حلقة يسرد لنا القصة بالكامل كيف أنّ المختار لم يستثنِ منهم أحداً !
إذاً فالسؤال هو: هل بقي منهم من عاش دهرا كعمر الخضر (ع) كي نقوم بملاحقته وقتله وأين هو ومن أي البلاد، ولماذا ننادي بالثأر من مجهول؟ لماذا لا يقول لنا علماؤنا أنّ القاتل هو فلان ومن الجنسية الفلانية؟
لماذا يكون القاتل غير معرف أو مجهول وهل فعلا أنه مجهول أم أنّ هناك شريحة بعينها هي من يريد هذا الرادود ومَن ورائه أن نتهمهم بقتل الحسين و نثأر له منهم ؟
نقاط التفتيش والبحث عن قاتل الحسين .
عندما نتجول في شوارع بغداد والعراق بشكل عام نجد انه لا تخلو نقطة تفتيش أو سيارة شرطة أو دبابة جيش أو سطح وزارة دائرة أمنية أو سياسية من لافتة أو علم كتبت عليه بالخط العريض عبارة ( يا لثارات الحسين ) أو عبارة أخرى ( مَنْ لثارات الحسين ).
مؤكدٌ أني لم ولن أتجرأ لأسأل عنصر الأمن أو الجيش الذي يمتطي هذه العربة وتلك الدبابة أو لا يمكن أن ادخل إلى وزارات الدولة وأسأل وزيرها السؤال الذي يحيّرني ويحيّر كل من يقرأ هذه العبارة: ممن نأخذ ثأر الحسين ومتى ؟ لأنه مؤكد لا يعرف أو هو يعرف فقط ما تريده إيران له أن يعرف، لغاية في قلب الولي الفقيه ؟
البحث عن هوية القتلة .
عودة إلى العام 61 هـ.
كل هذه التساؤلات كنت ولا زلت أطرحها ويطرحها كلّ محبّي أبا عبد الله فنحن ننتظر وبشغف اليوم الذي يوجهنا به مراجعنا ويعطوننا الضوء الأخضر للهجوم على قتلة الحسين والثأر منهم وقبلها مؤكد أننا يجب أن نعرف مكانهم ونستدل على أسمائهم ومناصبهم، ولأني لم أجد الإجابة الوافية ولان العمر يمر سريعا والفضول يقتلني فكيف أموت وأنا برقبتي دين لم أوفه وهو الثأر من قاتل أبي عبد الله؟
لذا قررت أن أبحث بنفسي عن القاتل وان استطعت أن اثأر منه فعلت وان لم أستطع فيكفيني أنني سأقوم باكتشاف إسمه ومكانه،ربما سيأتي من بعدي أناس لديهم القدرة على الثأر لكن المهم يجب أن يكون القاتل معروف الاسم والهوية،سأبدأ بالبحث عن القاتل الحقيقي من أين هو وأين يسكن ومن أي المذاهب والأديان هو. هل هو عراقي أم سعودي أم مصري أم ياباني أو أمريكي أم هو يسكن المريخ ولا نستطيع إليه وصولاً ؟
سأبحث وإن وجدته أقسم أني سأثار لابن الزهراء وهل هناك شرف أكثر من أن تثأر لسبط الرسول الأعظم (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)؟ إذاً سأبحث وعندما أبحث يجب أن أعود لنقطة الصفر أو يوم العاشر من محرم عام 61 للهجرة الذي نسميه يوم عاشوراء لأني لم أجد قتلة الحسين في هذا الزمن ولم يدلني عليهم أحد،سأبحث في كتبنا نحن الشيعة عن العشائر والأشخاص الذين قاتلوا الحسين وقتلوه
ومنها سأعود تدريجيا إلى الأحفاد وأطالبهم بدم الحسين حتى وإن كان على الورق، المهم أن أبحث ولا انتظر أن يملي عليّ أحدٌ من الخارج. إذاً سأرفع لواء يا لثارات الحسين وأعود بالتاريخ إلى الوراء ولننظر إلى جيش يزيد،من هم قادته ؟ ومن أي القبائل والمذاهب هم ؟ ومن هم الذي ساهموا مساهمة مباشرة بقتل أبي الأحرار (ع) .
أنا الآن أرى جبهتين: واحدة للحق وعلى رأسها الحسين
وأخوه العباس (ع) وثلة خيرة من أصحابه وآل بيته وفي الطرف الثاني أرى جيشاً جراراً من المجرمين الذين يريدون استباحة دم إبن بنت الرسول (ص) ! لأترك جيش الحسين لأننا نعرفهم ونعرف أن مثواهم الجنة خالدين فيها ولنتعرف على المجرمين القتلة في الضفة الثانية كي نصل إلى القرن الحادي والعشرين لنحاسب أحفادهم ونثأر لشهيدنا السبط،نبدأ من حيث يبدأ القارئ أو الرادود حيث يقول
"أن عبيد الله بن زياد الملقب بإبن مرجانة (وكانت أمه من بغايا الفرس وولد من حرام حسب أغلب الروايات)، قدم هذا اللعين على الكوفة والتي بايعت الإمام الحسين بأكثر من 40الف رسالة وكانوا يؤدون الصلاة وراء رسوله مسلم بن عقيل وبسبب كثرتهم كانت الصلاة تقام خارج أسوار الكوفة لان شوارعها لا تستوعب هذا الكم الهائل من البشر ( أعيان الشيعة 34:1 ).،تقول كتبنا ومنها كتاب (الحسين شهيداً) أنّ عبيد الله بن زياد كان قد أرسله يزيد بن معاوية ليأخذ البيعة من الحسين (ع) ومن بعده عبد الله بن الزبير (رض) وقدم عبيد الله إلى الكوفة والتي كانت تسكنها عشائر كلها موالية للحسين وقبله لأبيه وقد قدم عليها هذا المجرم بجيش جرار من الشام أرعب الكوفيين والموالين.
كان هذا الجيش قوامه ثلاثة عشر رجلاً وامرأتان و100 كيس مملوءة بالذهب والفضة !!! وتقول روايتنا أن حرس الباب كانوا يضنونه الحسين لأنه كان ملثماً وأوهمهم بمكره الفارسي المعروف أنه الحسين ففتحوا له الأبواب ودخل قصر الامارة محتمياً بحاميته التي تتكون من 20 مقاتلا ولاؤهم ليزيد وبدأ بن مرجانة باستمالة الرجال وشيوخ القبائل وكان يهب العطايا والأموال لهم ولمن بايع الحسين عن طريق ابن عمه مسلم بن عقيل وبعد خمسة أيام من مكوث المجرم عبيد الله بن زياد في الكوفة أصبح عنده جيش من خمسة آلاف مقاتل وعلى رأس الجيش مجموعة كبيرة من أعيان الكوفة وفرسانها ممن كانوا يطلقون على أنفسهم لقب الموالين لآل علي !
وبدأت أعداد المصلين وراء رسول الحسين إلى الكوفة مسلم بن عقيل لا تغص بهم حارة من حواري الكوفة لا بل لا يمتلئ بهم مسجد صغير من مساجد الكوفة. وكان عبيد الله قد أطلق شعاره المشهور ( مع يزيد والذهب في جيوبكم أم مع الحسين والسيف في صدوركم ) وكان حسب رواية الشيعة يهددهم بأن جيش الشام مرابط على تخوم مدينة الكوفة وسوف يدخلها ويقتل رجالها ويستحيي نسائها فخاف القوم على أنفسهم ومن كثرة كسلهم لم يرسلوا شخصاً ليستطلع الوضع ويرى هل صحيح أن هناك جيشاً جراراً أم أنّ عبيد الله يكذب ويراوغ كما معروف عنه !
بعد 13 يوم من دخول ابن مرجانه وجيشه الجرار إلى مدينة الكوفة تخاذل كل من بايع الحسين حتى أنّ مسلم بن عقيل كان يصلي ووراءه ما يقارب الخمسين رجل من خاصة خاصة رجاله وبعد انتهاء الصلاة والتسليم التفت يمينا وشمالا فلم يجد غير ثلاث رجال من بينهم الصحابي هاني بن عروة (رض) ومولى له ورجل كبير قال له مسلم بن عقيل ما الذي يقعدك يا رجل ألا تخاف عبيد الله؟ فقال له وهو مطأطئ الرأس: أخافه يا مولاي لكن خادمي تركني وهرب وأنا رجل مقعد !!
خيانة الموالين لابن عقيل بعد مبايعتهم له ؟
هنا يجب أن نشير إلى أنّ من خذل مسلم بن عقيل هو ليس من محافظتَي الموصل والأنبار بل من مدينة الكوفة والقبائل التي حولها وسنشير إلى أسمائها لاحقا وهي تنتشر في مدن الحيرة والبادية الجنوبية والتي تضم الآن كلاً من محافظات كربلاء والحلة والديوانية والسماوه . نعود إلى قصر عبيد الله بن زياد الذي بدأ يعجّ برؤساء القبائل وأعيان الكوفة والذين كانوا بالأمس يطلق عليهم لقب أعيان الشيعة
وبدأ ابن مرجانه بتوزيع الأموال وأعطى جائزة ثمينة قدرها 100 دينار ذهباً لمن يسلم له مسلم بن عقيل حياً أو ميتاً ! وبدأ مناصرو الأمس ومطاردو اليوم بالبحث عن بن عقيل الذي لم يجد من يعصمه منهم ويلوذ به إلا امرأة اسمها طوعة فبعد أن كان يئِمّ المصلين والذين كانت أعدادهم بالآلاف لم يجد له نصيراً يخرجه من الكوفة سالماً سوى سيدة أدخلته بيتها وهي تقول: ويلاه ابن رسول الله لا يجد له من يجيره ويحميه من القوم الكافرين؟
جثة بن عقيل تسحب في شوارع الكوفة .
بعد أن ضاقت السبل بمسلم بن عقيل طلبت منه امرأة حرة أن يدخل لبيتها ليتقي شر مناصريه السابقين وفعلا بين أخذ و ردّ دخل بيتها وقام ابنها بغدره وتسليم مستجيره إلى بن زياد الذي قال له: قبحك الله! والله لو استجار بي لأجرته. مؤكدٌ أن ابن مرجانة كان يكذب لكنه دهاء الفرس ومحاولة منهم لجعل أنفسهم أهل كرم وشهامة على عكس العرب الذين سيبدون كمن يُسلمون إلى القتل من استجار بهم،الشيء الأهم في قصة مسلم بن عقيل أن من قطع رأسه هو محمد بن الأشعث الذي كان يلازمه منذ دخوله الكوفة وسحبت جثته على يد أنصاره الذين أرسلوا للحسين رسائل البيعة وقيل أن بن عقيل قبل قطع رأسه طلب من قاتله إبن الأشعث أن يسمح له بالصلاة فقد حان وقتها إلا أنّ هذا المجرم رفض طلبه قائلا باستهزاء: "انتم بالجنة ولا
تحتاجون إلى الصلاة يا ابن عقيل". نترك جثة الإمام مسلم بن عقيل عليه من الله السلام وهي تُسحب في أسواق الكوفة والتي تبعد أكثر من 210 كيلومترا عن الفلوجة وفي تلك الأيام كان المسافر يحتاج إلى ثلاثة أيام للوصول إليها !!!!
قادة جيش عمر بن سعد .
نترك الكوفة وما جرى بها من جريمة يندى لها جبين الإنسانية ونعرج إلى تشكيل الجيش الذي سيقاتل الإمام الحسين (ع) ونختصر الكثير من الأمور وندخل بالأهم وهو يوم العاشر من محرم الذي قتل به الإمام وصحبه وآل بيته الأطهار ونتعرف على هوية القتلة ومذاهبهم كان الوالي في الكوفة والذي أمر بقتل الحسين وتشكيل الجيش العرمرم لملاقاته على تخوم مدينة كربلاء هو عبيد الله بن زياد الملقب بإبن مرجانة وهو فارسي الجنسية والمولد والولاء أمه كما تقول كتبنا نحن الشيعة من غواني الفرس وبغاياها وقد ولدته من غير أن يَعرف أباه وكان نصف الجيش الذي قاتل الحسين عليه السلام هم من الفرس وسنعطيكم الأدلة .
الإمام علي (ع) وجلب الخوارج إلى الكوفة .
نترك أرض المعركة ونعود ثمانية عشر عاماً إلى الوراء لأهمية العودة حيث الإمام علي (عليه السلام) كان يقاتل الخوارج وأهم معركتين لقتالهم كانتا المدائن والنهروان. كان كل سكنة هاتين المدينتين هم من برجوازية الفرس حيث كانت المدائن عاصمة الفرس الشتوية والنهروان كانت عبارة عن أراضٍ استقطعت لكل فارسي يسكن هذه المدينة فهي على ضفاف نهر دجلة وفيها من الأراضي الخصبة ما لا يوجد في أرض فارس نفسها لذا كان الفرس الخوارج وبكل قوتهم يريدون أن يستولوا على هاتين المدينتين المهمتين في العراق حتى أن معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص رض
لم تستطيع إبادتهم كون سعداً وجيشه لاحقوا فلول الفرس الداخلين إلى ارض فارس ولم تسنح له الفرصة لتنظيف المدن العراقية المحتلة من قبل الفرس حتى لا يتشتت جهد الجيش ومن مبدأ قتل الأفعى من رأسها وكان هذا القائد لا يعلم حقيقة مرة عرفناها الآن انه في ذلك الزمن كانت الأفعى ذات رأسين ولم يكن لها ذنب ! فبعد انتصار المسلمين وهزيمة كسرى وجيشه وبدهائهم المعروف أرسل ساكنو المدائن من الفرس وفداً منهم للخليفة عمر بن الخطاب (رض) يطلبون الأمان وأن يجيرهم فأجارهم الخليفة رغم بغضه
المعروف للفرس لكنه وكما كان يملك الشدة فهو يملك اللين والقلب الطيب وجذوره العربية لا تسمح له إلا أن يجير من استجاره حتى لو كان قاتله وفعلا فإن قاتل عمر بن الخطاب (رض) هو من استجار به وسكن المدينة وسمح له الخليفة أن يصلي وراءه حتى غدره المجرم الفارسي فيروز بن لؤلؤة لعنه الله،لذا فعندما قاتل الإمام علي (ع) الخوارج الفرس ومن معهم من العرب الذين لم يدخل الإسلام بيوتهم ولا دخل الإيمان قلوبهم وعندما دارت رحى الحرب وانتصر الإمام علي (ع) عليهم دخل معظمهم الإسلام ليس عن قناعة بل مرغمين خوفا من سيف ذي الفقار وبنصيحة من صاحبه عثمان بن مضعون (رض)
قام الإمام علي بنقل أغلب الأسرى ومن رفع السيف بوجه الإسلام من هذه المناطق الحساسة وأسكنهم وعوائلهم في الكوفة وجوارها ليأمن شرهم من جهة ويتعلموا الدين الإسلامي من جهة أخرى،وكان ما فعله علي بن أبي طالب هو ما أدى إلى مقتله على يد اللعين بن ملجم الفارسي أيضا ! وبعد أن استوطن الفرس الكوفة بدءوا يوهمون الناس من عربها بتقواهم لكن من الداخل كانوا يحملون غلا وحقدا على علي بن أبي طالب وأبنائه خاصة وعلى الإسلام والمسلمين والعرب عامة،
إذن فسكنة الكوفة كانوا خليط من العرب والعجم لكن العجم كانوا من أغنى أغنياء المدينة بسبب أموالهم الكثيرة وتجارتهم الكبيرة مقارنة بأهل الكوفة الأصليين الذين هم إما مزارعين أو مقاتلين حيث أن الإمام علي وكعادته مع أسراه أكرمهم ولم يصادر حتى أموالهم بل نقلهم من مكان لآخر علهم يتقون الله بالإسلام وينسون ماضيهم الوثني ويذوبون بالمجتمع العربي المسلم الكريم وليته لم يفعل ولم يستمع إلى نصيحة صاحبه لكن كما نقول دائما: إنها مشيئة الله سبحانه وتعالى .
العودة إلى معركة الطف .
نعود إذن إلى معركة الطف والآن نتحدث عن أغلب قادة المعركة ضد الإمام الحسين فقد كان أمير الجيش هو المجرم عمر بن سعد بن أبي وقاص ويعتبر من أقرب أقرباء الإمام الحسين وأبوه هو خال الرسول إذاً هو ليس من عشيرة الدليم أو الزوابع ولم يكن من سكنة أبي غريب ! وبعدها نمعن النظر إلى قادة الجيش وكبار القوم والفرسان الأشداء في جيش بن سعد وهم بغالبيتهم من أعيان الكوفة ومن أصحاب الإمام علي عليه السلام وممن كان يطلق عليهم إسم الموالين و شيعة بن أبي طالب وأهمهم ( شمر بن ذي الجوشن ومحمد بن الأشعث وشبث بن ربعي، والقعقاع بن شَور الذهلي
وحجار بن أبجر وخولي بن يزيد الأصبحي وعمرو بن جريث وسنان بن انس وزيد بن ورقاء وحكيم بن الطفيل وحرملة بن كاهل الأسدي وإسحاق بن حيوه الحضرمي وابن حوزة ) .أغلب هؤلاء قاتلوا مع الإمام علي عليه السلام وناصروه ضد معاوية بن أبي سفيان في معركة صفين وكانوا من المقربين منه وهؤلاء باستثناء عبيد الله بن زياد وخدمه لم يأتوا من الشام
ولم يكن بينهم أمويٌ واحد وهذا ليس دفاع عن يزيد بن معاوية فهو رأس الإجرام بقتل الحسين لأنه يعتبر القائد العام للجند والمكلف من أبيه لإدارة الدولة بعد وفاته لكن للتاريخ نقول انه ليس فيهم من هو من الشام أو من الحجاز أو مصر وليس فيهم من جاء من بوادي العراق كالأنبار والموصل وغيرها بل كل القادة الذين اشتركوا بقتل الحسين هم من أعيان الشيعة وموالي الإمام علي (ع) ليس هذا فقط بل هم من أوغل بقتل سبط الرسول من دون خوف أو وجل واليكم ما فعل هؤلاء .
من أين جاء قتلة الحسين ؟
قتلة الحسين هم من القبائل العربية التي سكنت الكوفة والتي لا زال أحفادها يسكنون ومعهم الفرس الذين جاءوا من المدائن بعد أن خسروا الحرب مع الخليفة علي بن أبي طالب وسنقوم باستعراض وبإيجاز أهم الأسماء التي شاركت بقتل الحسين (ع) وهم من قادة الجيش ولهم عشائر ومذاهب معروفة وهم ممن كان يطلق عليهم لقب (موالي) علي بن أبي طالب كرم الله وجهه الشريف والشيء الغريب في الأمر أن من حاصر الإمام الحسين (ع)
وجاء به لأرض المعركة مرغماً هو الحرّ بن يزيد الرياحي أيضا من صحابة الإمام علي ع ومواليه وقد ندم وتاب أثناء المعركة واستشهد وهو يدافع عن الحسين وعياله وله مزار في كربلاء يتوجه إليه الشيعة من كل حدب وصوب ولا يحمّله أحد مسؤولية مقتل الحسين كونه تاب بعد أن رأى أنّ القوم فعلاً قاتليه لكنه يعتبر تاريخيا الجزء الأساسي لهذه الإبادة التي حصلت للحسين و75 رجل من أهله وأصحابه حيث انه قام بجر الحسين إلى هذا المكان مرغما وهو مكان صحراوي لا زرع فيه ولا ضرع
وقد فرق بينه وبين الماء الذي ينساب من نهر الفرات ! وسيتبين لنا الآن ممن سنأخذ ثأر الحسين ومن هم القتلة والأداة التي نفذت هذه الجريمة النكراء وبأوامر مباشرة من بن مرجانة عبيد الله بن زياد والتي لم تكن أوامراً شرعية أو قانونية بل هم نفذوها طمعا بالمال والسلطان وليس مرغمين خوفا من القتل أو السجن .
أسماء القتلة المنفذين للجريمة .
1. شمر بن ذي الجوشن احد القادة المجرمين القساة في جيش الكوفة وهو من قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن وكان قائد المشاة في حرب صفين مع الإمام علي عليه السلام وقد جلس على صدر الحسين (ع) وحز رأسه الشريف ورفعه إلى السماء وقال: أين من أنزل القرآن على صدر جدك لينقذك مني؟" ! ولازال أحفاده ومن جاء من نسله ونسل عشيرته يسكنون الكوفة وجوارها .
2. حرملة بن كاهل الأسدي الذي كان من أبرع الرماة الذين عرفتهم الكوفة وهو من قتل الطفل الرضيع عبد الله بن الحسين بسهم اخترق رقبته ولهذا اللعين قصة مع الإمام علي عليه السلام فقد وصل لمسامع الإمام علي أن هناك شرذمه في جيشه خططت للإجهاز على أي رسول يأتي من معاوية لإثارة الفتنة وتشويه صورة الإمام علي كقاتل للرسل فأرسل بطلب حرملة وقال له: أو تستطيع أن ترمي برسالتي هذه إلى جيش معاوية؟
فقال: ومن غيري يستطيع يا أمير المؤمنين؟، وكانت الرسالة عبارة عن تحذير لمعاوية بعدم إرسال الرسل والاكتفاء برمي الرسالة من خلال سهم . وفعلا كان هذا المجرم من صحابة الإمام علي والمقربين منه حتى استشهاد الإمام وبعدها كان على رأس الجيش الذي سار به الحسن بن علي عليه السلام وكان من المعارضين لتنازل الحسن عن الخلافة لصالح معاوية وأضمرها في نفسه وانتقم بعدها من الحسين،
والشعب العراقي يعرف جيدا من هم بنو أسد وأين يسكنون وقطعاً فإن هذه القبيلة العربية الأصيلة ليس عليها وزر ما فعل ابنها العاق لكن الطريف بالأمر أن اغلب السياسيين المتصدرين للمشهد العراقي الآن هم من هذه العشيرة وممن يرفعون لواء الثأر لأبي الأحرار !! .
3. بن حوزة الكوفي والذي قال للحسين: والله لن تشرب الماء حتى ترد النار عطشاناً. كان بن حوزة من حفظة القرآن وممن ساروا مع الحسن بن علي (ع) لقتال معاوية وهو الذي اشتهر بترديده دائما هذا الكلام ( إن الحسن خير من معاوية و أبوه خير من أبي سفيان وأمه خير من آكلة الكبود )، وقد كان هو أحد الأشقياء في جيش الكوفة ممن قتلوا الحسين وسبوا نساءه، وبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام كان بن حوزة من جملة من تطوع بأمر -عمر بن سعد- لرضّ جسد الحسين بالخيل .
4. إسحاق بن حيوه الخضرمي من أعيان الشيعة ومن جهز جيش الحسن بن علي بخمسة من الإبل وعشرة من الخيل وسار معه لقتال معاوية وهو أيضا من أوائل من بايعوا مسلم بن عقيل على أن يكون الخليفة للمسلمين هو الحسين بن علي بن أبي طالب لكن وبعد استشهاد الحسين سلبه ثوبه و رضّ جسده بالخيل وعندما سُئل عن سبب ذلك قال : أما الثوب فهو للتبرك فهذا ثوب إبن بنت رسول الله وأما رضّ جسده الطاهر فهي نشوة النصر والعصبية الجاهلية قد عادت إليّ !
5. حكيم بن الطفيل وهو الذي كمن للعباس بن أبي طالب وقطع يده اليمنى وكان من أهل الكوفة ومن شيعة الإمام علي (ع) ومن قاتل تحت رايته وهو من قام بقطع إصبع أبي عبد الله ليسرق خاتمه بعد أن استعصى عليه نزعه !
6. خولي بن يزيد الأصبحي: من أعيان الكوفة وعندما حزّ بن ذي الجوشن رأس الحسين قال له :لقد نلت جائزتك فأعطنا الرأس لنبشر بن زياد وننال جائزتنا منه . وفعلا ذهب هو وحميد بن مسلم الأزدي أيضا من أعيان الكوفة وكان بيته ملاصقاً لبيت علي بن أبي طالب (ع)، ذهبا بالرأس إلى ابن زياد ونالا 100 قطعة من الذهب لكل منهما .
7. سنان بن أنس وكان من القلة القليلة التي عادت مع الحسن وأيدته بعد تنازله عن الخلافة لصالح معاوية وكان يقول له:
أنت إبن علي وسبط الرسول ما تقوله حق وما يقال غير ذلك باطل. وهذا الرجل قام بضرب الحسين (ع) برمح طويل وأسقطه من حصانه ثم طالب بن زياد بجائزة لفعلته الشنيعة هذه .
8. شبث بن ربعي: كان أمين سر الإمام علي عليه السلام وهو شيخ قبيلة بني تميم في الكوفة وممن كتب للحسين (ع) يدعوه للقدوم إلى الكوفة وكان من وجهاء الكوفة المعروفين وموالياً لعلي والحسن وقد أرسله الإمام علي (ع) هو والصحابي عدي بن حاتم الطائي إلى معاوية ليعيداه لطاعة خليفة المؤمنين الشرعي وقد قاتل بين يدي علي بن أبي طالب في صفين والنهروان ضد الخوارج وأثناء المعركة خاطبه الحسين عليه السلام قائلاً:
( يا شبث بن ربعي ألم تكتب لي أنْ قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مُجندة)، راجع (كتاب أنساب الأشراف وبحار الأنوار وجاء فيه أن اسمه هو قيس بن أشعث ) وقد اشترك قيس هذا بقتل الحسين وبعدها قام ببناء مسجد صغير بالكوفة شكراً لله وسروراً بمقتل الحسين ثم خرج بعد ذلك مع المختار طالبا بثأر الحسين ع وصار رئيساً لشرطة المختار الذي أصبح
والياً على الكوفة ثم شارك مع من خرج ضد المختار وكان مشاركاً أساسياً بقتله بحجة أن المختار بغى وتجبر وأوغل بقتل كل من يعارضه بحجة الثأر للحسين .
سبي النساء وخطبة السيدة زينب في الكوفة .
عرفنا الآن من هم القتلة ومن أين ينحدرون ومن أي المدن هم فكلّهم من رؤساء القبائل من سكنة الكوفة وما حولها من المناطق المحيطة وممن جاء بهم الإمام علي (ع) من المدائن والنهروان وأسكنهم الكوفة من العجم الذين خسروا الحرب ولم يكن بينهم أحد من قبائل الدليم أو النعيم ولم يكونوا من سكنة أية منطقة من مناطق العراق التي يطلق عليها اليوم تسمية المناطق السنية ! فلمن نرفع الرايات الموسومة بعبارة الثأر؟
والثأر ممّن إذا ما عرفنا أنّ من خان وقتل الحسين (ع) وسبى نسائه وروّع أطفاله هم من مواليه وشيعة أبيه وبشهادة كتبنا التاريخية نحن الشيعة،ولنتحدث عن السبايا بعد المعركة . كان هناك في تلك الأيام طريقان يصلان الكوفة بالشاموكان لزاماً على القتلة أخذ الأسرى أو من بقي منهم وعلى رأسهم علي بن الحسين (وكان عليلاً) والسيدة زينب بنت علي (ع) وثلاثون أسيراً بين امرأة وطفل صغير، أخذهم إلى دمشق لتسليمهم إلى يزيد ليرى ما يفعل بشأنهم وفي الكوفة وبعد أن نظرت السيدة زينب بنت علي إلى الجمع الذي أحاط بهم (وكانت تعرف أغلبهم لأنهم من صحب أبيها وهي قد سكنت الكوفة مع أبيها كل مدة خلافته) فنهضت وكانت معروفة بقوة شخصيتها وصلابة موقفها فخطبت بالناس قائلةً:
ولقد أتيتم بها خرقاء، شوهاء كطلاع الأرض، وملء السماء، أفعجبتم إن مطرت السماء دماً، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون، فلا يستخفنّكم المهل، فانه لا يحفزه البدار، ولا يخاف فوت الثار، وان ربكم لبالمرصاد
الحمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله -
أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر، والخذل ! ! ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنما مَثلكم كمَثل التي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دَخلاً بينكم،هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب، وملق الإماء وغمز الأعداء أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة ألا بئس ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخِط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون أخي؟ !
أجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فقد أبليتم
بِعارِها، ومُنيتم بشَنارها ولن ترحضوا أبداً وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم ومقر سلمكم، وأسى كلمكم ومفزع نازلتكم، والمرجع إليه عند مقاتلتكم ومدرّة حججكم ومنار محجتكم، ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم، وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعساً تعساً ! ونكساً نكساً ! لقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفة، و بُؤتُم بغضبٍ من الله، وضُربت عليكم الذلة والمسكنة، أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد صلى الله عليه وآله فرثتم؟ ! وأيّ عهد نكثتم؟ ! وأيّ كريمة له أبرزتم؟ ! وأيّ حرمة له هتكتم؟ ! وأيّ دم له سفكتم؟ ! لقد جئتم شيئا ًإدّاً تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّاً ! لقد جئتم بها شوهاء صلعاء، عنقاء، سوداء، فقماء خرقاء كطلاع الأرض، أو ملء السماء.
مسير السبايا ومحاولة تحريرهن من قبل أهل نينوى
نزلت السبايا ثلاث ليالي في الكوفة وقد أمر بن زياد أن تُهيّأ قافلة مع حرس من نصف الجيش المشارك بالمجزرة للخروج للشام ليسلّموا إلى يزيد بن معاوية وكانت رأس الحسين ومعه رؤوس أهله وصحبه معلقة على الرماح حيث لم يعترض على هذا المنظر البشع وغير الإنساني كل مشايخ وأعيان الكوفة بالأخص الذين بقوا في المدينة ولم يشاركوا بالقتال وكانت السبايا في سجن الكوفة وكان أهل الكوفة يرقصون للصباح للنصر العظيم الذي حققوه على آل بيت النبوة ! وبعد أن سارت القافلة بالسبايا وكان على رأسهم الشمر وعمر بن سعد ومجموعة من القتلة اتفقوا على أن لا يمروا في طريق الأنبار وهو الأقرب للشام والسبب الذي دعاهم لهذه الفكرة هو أنّ القبائل المتواجدة هناك هم ممن نصر علي بن أبي طالب في معركة صفين فإذا ما سمعوا بأمر السبايا سيتعرضون لجيش يزيد ويحررونهنّ ويقتلون كل من يحمل السيف في القافلة !
والجميع يعرف من هي تلك القبائل التي كانت تسكن تلك الأراضي والتي رفض القتلة المرور منها إلى الشام واختاروا الطريق الأطول والآمن كما كانوا يظنون. إن سكنة تلك الأرض سادتي مؤكد أنهم ليسوا من بني أسد ولا من بني مالك بل هم قبائل لا زالت تسكن هذه الأرض وتسمى الدليم وزوبع وجبور والجنابات وجميله وغيرهم من القبائل العربية الأصيلة !! إذاً إتفق المجرمون على المسير بحرم الحسين (السبايا) عن طريق تكريت نينوى مروراً بما تسمى الآن بناحية ربيعة (وكما مبين بالخريطة التوضيحية المرفقة ) ولو طال بهم السفر عدة أيام فأنه أسلم لهم،وفعلا توجهوا بهذا
الطريق الطويل وبعد مسير خمسة أيام وصلوا نينوى وهناك سمعت القبائل العربية البعيدة جدا عن الحادثة (والتي لم تعاشر الإمام علي ولم تقاتل مع الحسن بن علي) بأمر السبايا وعرفوا أنهم من آل الرسول وحرم سبطه الحسينفأغارت هذه القبائل رغم قلة عددها وعدتها مقارنة بجيش بن سعد المجهز بكل أنواع الأسلحة والمؤن والخيل المدرّب والمقاتلين المتمرّسين ودارت معركة استمرت ساعات تكبد الطرفان خسائراً كبيرة وأرغمت هذه العشائر جيش بن سعد على التقهقر والاستمرار بالمسير إلى بلاد الترك ومنها دخلوا إلى سورية وهذه ليست حكاية من قصص ألف ليلة وليلة بل هي حادثة تاريخية رواها الثقات وموجودة في كتب الأوّلين وقد استمر مسير السبايا 29 يوماً حتى وصلوا إلى الشام .
الخلاصة :
نود أن نبيّن للقارئ الكريم وخصوصا أهلنا الجعفرية العرب ممن خُدِعوا بكلام بعض المشايخ الذين صوروا لهم بأن ثأر الحسين يجب أن يؤخذ من المسلمين السنّة والحقيقة المرة والتاريخية التي يجب أن لا ينكرها أحد هي أنّ من خذل الحسين وخانه وقتله هم أهل الكوفة وليس أهل الأنبار !
إذاً على جميع نقاط التفتيش والدوريات العسكرية والأمنية أن تتوجه إلى الكوفة وتأخذ ثأرها من قاتلي أبي عبد الله (ع) إن بقي أحدٌ منهم على قيد الحياة وعلى كل المراجع العربية الأصيلة أن تنبّه الناس إلى أنّ هذه الراية التي ترفع فوق السيارات العسكرية وسيارات الشرطة هي حق يراد به باطل
وأداة للفتنة الطائفية التي ينبذها مجتمعنا فالتاريخ يشهد وقد كتب بكل حرف منه مَن هم الذين قتلوا الحسين أو شاركوا بقتله أو حتى خذلوه ونكثوا بعهودهم معه،فيا عُقال الشيعة ومراجعهم العرب إنكم تعرفون أنّ إيران لا تريد لنا الخير وهذه المصطلحات التي تطلقها هي فتنة يراد بها تخريب البلاد والعباد فنحن نعلم أنها عندما تذكر مقتل الحسين فهي تقول (لعن الله أمّةً قتلتك) وتقصد بها أمة محمد بخيرها وشرّها وهي لا تخصص القتلة فقط وحينما يؤتي ذكر قاتل الإمام علي بن أبي طالب (ع) فهي تقول (لعن الله من قتلك يا أبا الحسنين) هذا لأنه (القاتل) فارسي وهي لا تريد أن تلعن نفسها !!!!
الحمد لله والصلاة على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار، أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر، أتبكون فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم، ألا وهل فيكم اإا الصلف(43) والنطف(44)، والعجب والكذب والشنف(45)، وملق الإماء(46)، وغمز الأعداء(47)، أو كمرعى على دمنة، أو كقصة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب انتم خالدون.
أتبكون وتنتحبون، إي والله فابكوا كثيراً، واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة ومدرة حجتكم، ومنار محجتكم، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم. وسيد شباب أهل الجنة ألا ساء ما تزرون.
فتعساً ونكساً وبعداً لكم وسحقاً، فلقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، و بؤتم بغضب من الله ورسوله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
ويلكم يا أهل الكوفة، أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟
وأي كريمة له أبرزتم؟
وأي دم له سفكتم؟
وأي حرمة له انتهكتم؟
لقد جئتم شيئاً إدّاً، تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هدّاً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق