الخميس، 20 نوفمبر 2014

كذب ادعاء مراجع الشيعة انهم اخذوا الامر من المهدي


دعوة لإعادة النظر في شرعية المرجعية الدينية

الأستاذ أحمد الكاتب

بالرغم من تطور نظرية (المرجعية الدينية) إلى مستوى نظرية دولة تحت ظل (ولاية الفقيه) وتقنين عملية انتخاب (الإمام) أو المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر مجلس من الخبراء (الفقهاء) إلا ان عملية انتخاب (المرجع الأعلى) من بين عدد كبير من المجتهدين ، خارج إطار الدولة الإيرانية ظلت عملية عشوائية وغير مقننة ، إذ يتنافس عادة بعد وفاة كل مرجع عدد من المرشحين هنا وهناك من دون ان يملك أحدهم وسيلة فورية للحسم، مما يؤدي بعملية الانتخاب إلى الامتداد إلى سنوات.
في هذه الأثناء تحتدم المعركة بين المرشحين الذين قد يتبادلون الاتهامات الجارحة بعدم العلم أو بلوغ مرتبة الاجتهاد (كما فعل السيستاني مع السيد فضل الله) أو الجمود والتحجر ، وحتى الفسق والانحراف والتنسيق مع الدوائر السلطوية الظالمة والأجنبية. وهو ما أدى ويؤدي إلى تمزق الساحة الشيعية وتبعثر القوى والجهود الخيرة.
وما يساهم في تعقيد المشكلة اكثر هو عدم وجود قواعد ثابتة لتعريف المجتهد أو الأعلم بين المجتهدين في الأوساط المرجعية ، وذلك لعدم وجود منهج دراسي واضح أو قانون علمي للحصول على مرتبة الاجتهاد في الحوزات الدينية ، إذ يقوم أساتذة الحوزة بمنح صفت الاجتهاد لتلاميذهم بناء على اختبارات شفوية أو معرفة شخصية بدلا من الاعتماد على امتحانات رسمية ، أو تقديم دراسات علمية او التحقيق في مسائل معينة ، الأمر الذي فتح الباب فعلا امام قيام كثير من الناس بادعاء الاجتهاد من دون وجه حق. وساعد هؤلاء المدعين المزيفين انتشار عادة استنساخ الكتب الفقهية السابقة المعروفة ب: (الرسائل العملية) وأجراء بعض التعديلات البسيطة جدا والتي لا تتعدى القول بالاحتياط أو الاحتياط الوجوبي أو الاستحبابي بعد كل فتوى.
وشملت عملية الادعاء للاجتهاد أو (الاجتهاد المزيف) بعض المرشحين الكبار للمرجعية الذين لم يقدموا أية إنجازات علمية حقيقية على أي صعيد،سوى ترديد الفتاوى السابقة ، لكنهم فازوا بمقام المرجعية عن طريق الدعاية والاعلام وانفاق الأموال الطائلة على المحازيب والأنصار واطلاق أيدي الوكلاء في التصرف في الأموال العامة.
وهذا ما دفع ويدفع الكثير من الحريصين على المصلحة العامة إلى الدعوة إلى ترشيد المرجعية الدينية ، وتشكيل مجلس فقهي لانتخاب(المرجع الأعلى) . لكن هذه الدعوة لم تنفذ حتى الآن ، لأنها اصطدمت بعقبة الصراع بين التيارات المختلفة في الحوزة التي يحاول كل منها ان يشكل المجلس من أعضائه فقط ويرفض الآخرين كما حدث في مجلس الخبراء الإيراني الذي تألف من أنصار الثورة الإسلامية والمؤمنين بولاية الفقيه وخط الإمام الخميني.
إلى مشكلة تعريف المجتهد وتمييزه عن المدعي للاجتهاد ، ظلت طريقة انتخاب أو تعيين المجلس الفقهي مشكلة مستعصية على الحل ، إذ يصر كل تيار تمثل في المجلس الفقهي أو لم يتمثل على كسب المعركة الانتخابية واحتكارها لنفسه ، وقد لا يحظى انتخابه لشخص معين بموافقة بقية الأطراف الذين قد يظلون يشككون في سلامة العملية الانتخابية أو كفاءة المرشح ، كما حدث ان رفض الكثير من التيارات الشيعية الاعتراف باجتهاد أو اعلمية السيد علي الخامنائي الذي انتخبه مجلس الخبراء الإيراني كخليفة للإمام الخميني ، ولم ينجح حتى الآن في كسب قاعدة عريضة من المقلدين في داخل إيران أو خارجها.
تلقى الدعوة إلى إنشاء مجلس للفقهاء لانتخاب المرجع الأعلى معرضة قوية من بعض العلماء الذين يرون فيها محاولة لإنشاء مؤسسة بابوية شيعية شبيهة ببابوية الفاتيكان ، وهو ما يعتبرونه بعيدا عن روح الإسلام الذي يفتح باب الاجتهاد للجميع ويرفض الكنسية أو الوصاية على الدين ويقول: ( ان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا) .
لكن الداعين لمأسسة الاجتهاد وتنصيب مرجع أعلى للطائفة الشيعية في العالم كبابا الفاتيكان يبررون ذلك بوجود نوع من القداسة والهالة الدينية للفقيه باعتباره نائبا عاما عن الإمام المهدي الغائب ، كما ينوب البابا عن السيد المسيح . 
إلا ان المعارضين يردون عليهم برفض تأطير الفقهاء بهالة من القدسية ترفعهم عن مستوى النقد والمراقبة الشعبية والمحاسبة ، لعدم ثبوت نظرية (النيابة العامة عن الإمام المهدي) وحدوثها في العصور المتأخرة ، وعدم تمتع الفقهاء بأية ولاية على الأمة إلا بقدر ما تسمح لهم الأمة بها ، إضافة إلى خطورة انشاء " بابوية جديدة" في ظل الإسلام.
وهناك دعوات جادة في صفوف جماهير الشيعة للتحرر من المركزية الفقهية والدينية واطلاق العنان لحركة ثقافية واسعة ترفض التقليد وتمارس الاجتهاد بشكل حر ، وتقوم بادارة الاخماس والزكوات بصورة شعبية من خلال جمعيات اهلية تقوم بجباية الأموال وتوزيعها إلى مستحقيها من دون المرور بالمراجع أو وكلائهم الفاسدين الذين يلتهمون الأموال العامة ويورثونها إلى ابنائهم من دون ان يقدموا كشوفات بحساباتهم السنوية إلى الأمة. ويعتمدون في ذلك على الموقف الشيعي القديم (أيام الشيخ المفيد والشيخ الطوسي) الذي يؤكد عدم وجود أي نص شرعي يحتم تسليم الأموال إلى الفقهاء.
ويتساءل الكثير من مثقفي الشيعة عن شرعية احتكار المرجعية الفقهية والثقافية والسياسية والمالية بيد شخص أو اشخاص معدودين بحجة (الاجتهاد) علما ان الاجتهاد لم يكن معروفا عند الشيعة الامامية ولم يفتح بابه إلا في القرن الخامس الهجري ، وكان التقليد في بداية نشوء الاجتهاد محرما عند الشيعة ، كما يقول الشيخ الطوسي في كتاب (تلخيص الشافي) ان العامي لا يجوز ان يقلد غيره ، بل يلزمه ان يطلب العلم من الجهة التي تؤدي إلى العلم) وكما يقول السيد ابن زهرة في (الغنية) لا يجوز للمستفتي ان يقلد المفتي ، لأن التقليد قبيح ولأن الطائفة الشيعية مجمعة على انه لا يجوز العمل إلا بعلم ، وإنما أمر أهل البيت برجوع العامي إلى المفتي فقط ، فأما العمل بقوله تقليدا فلا . والفائدة في ذلك ان يصير له بفتياه وفتيا غيره من علماء الامامية سبيل إلى العلم بإجماعهم فيعمل بالحكم على يقين) ويقول الفتال النيسابوري في (روضة الواعظين) باب الكلام في فساد التقليد : ( اعلم ان حد التقليد هو قبول قول الغير بلا دليل وحجة ، فإذا ثبت حده فهو باطل ، لأنه قبل النظر لا يعلم المحق من المبطل , وقد قال الله تعالى : ( لئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم انك إذا لمن الظالمين) وقال أمير المؤمنين : (من أخذ دينه منن أفواه الرجال أزالته الرجال ومن اخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الرجال ولم يزل)). فكيف يطالب الفقهاء المعاصرون عامة الشيعة بالتقليد والطاعة والتبعية والاستسلام؟ ويحاولون مصادرة حق الأمة في الاجتهاد والحرية الفطرية والسيادة علة نفسها باسم (النيابة العامة عن الإمام المهدي)؟ ان ما يخيف أوساط المثقفين في الشيعة هو محاولة بعض المحافظين انشاء مؤسسة تحتكر تفسير الدين وتأويله والنطق باسمه ، تماما كما فعل ويفعل الباباوات في الدين المسيحي. ويربط المثقفون بين محاولة المحافظين للهيمنة على الحياة الفكرية والسياسية داخل الطائفة وقيام الباباوات في القرون الوسطى الأوربية بالهيمنة على الحياة الفكرية والسياسية وتنصيب الملوك وإلغاء دور الأمة السياسي . وكما كان الباباوات ولا يزالون يدعون التحدث باسمه تعالى فان مثقفي الشيعة يخشون تصدي بعض الفقهاء غير المعصومين والمعرضين للفسق والخطيئة ان يتبوأوا منصب ولاية الفقيه وادعاء العصمة ، وهو ما يحمل معه اسوأ أخطار الديكتاتورية الدينية.
ان نظرة تحليلية لتاريخ المرجعية الشيعية تكشف عن انها كانت في بداية نشوئها نظرية بسيطة جدا تقوم على مبدأ ضرورة استشارة الجاهل للعالم في أمور الدين والحياة ، ولكنها تطورت لاحقا لتنحصر في (تقليد) مرجع معين ، أو تصبح قيادة سياسية ، ثم سياسية كاملة ذات ولاية مطلقة ، كما هو الحال في إيران اليوم ، وتضخمت لتصبح شبه بابوية تحاول احتكار كل شيء من السياسة إلى الفقه والفكر والثقافة ، كما طالب أخيرا رئيس القضاء في إيران الشيخ محمد يزدي ، وهذا ما يستدعي الوقوف واعادة النظر في شرعية (المرجعية الدينية) وصحة انتمائها لخط أهل البيت أو النيابة عن (الإمام المهدي).
يؤسف ان كثيرا من أدعياء الاجتهاد الذين يتصدون للمرجعية يقتصرون في دراساتهم على الفقه والأصول ويهملون دراسة التاريخ الإسلامي والشيعي خصوصا ، ويبنون عقائدهم " التاريخية " على التقليد للسابقين ، أو يتعاملون مع قضايا كقضية (النيابة العامة) بروح أخبارية بعيدة عن منطق الاجتهاد والتحقيق ، فضلا عن بحث موضوع أساسي كموضوع وجود (الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري) الذي كان محل خلاف بين الشيعة الامامية في القرن الثالث الهجري . وهو ما يفسر حالة الصمت والتهرب من الحوار حول الموضوع ورفض الدعوة التي وجهتها قبل عامين إلى علماء الحوزة العلمية لدراسة موضوع وجود الإمام الثاني عشر وولادته.
وإذا لم يكن الداعون للبابوية الشيعية مستعدين لمناقشة موضوع وجود الإمام الثاني عشر لأنهم يستندون في فرض هيمنتهم على الشيعة على أساس ذلك الادعاء ، فان من مصلحة الجماهير المؤمنة ان تعيد النظر في هذه القضية كمقدمة للتحرر من سلطة " الباباوات الجدد".
الأستاذ أحمد الكاتب

موقع المفكر المعروف أحمد الكاتب
http://www.alkatib.co.uk/
==============
التقليد والإستحمار الدينى



نبيل الحيدرى

لقد استوحيت العنوان من كتاب جميل للمفكر الإجتماعى الإيرانى على شريعتى (النباهة والإستحمار) وبالخصوص فصله المعنون (الإستحمار الدينى) حيث يعتبر هذا الإستحمار من جهة الدين هو الأكبر والأقوى والأعظم منذ العصور القديمة وحتى المعاصرة، وما سماه (الإستخدام الدينى لاستحمار العقول) والذى تروجه باصطلاحه (طبقة رجال الدين) وهى طبقة متميزة فى تشويه كل مفاهيم الوعى والعقل والإدراك وسلب الإرادة والتفكير، والتجهيل والغفلة والتخدير، ويعتبرها نسخة كاملة مطابقة لحكم الكنيسة فى القرون الوسطى وأخذها صكوك الغفران والتخلف آنذاك ضد العقل والعلم والفكر، كما يقسم الإستحمار إلى فردى واجتماعى، فيعتبر السلطات الحاكمة المتحالفة ثلاث وهى السياسية والملوكية ومثالها القرآنى فرعون، والإقتصادية الإرستقراطية ومثالها القرآنى قارون، والدينية ومثالها القرآنى هو بلعم بن باعورة العالم الفقيه والذى عبر عنه الله (فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث)، فيقوم الفقهاء بالإستعباد والإستحمار والتجهيل وأمر الناس المقلدين لهم، بالطاعة العمياء واستغفال العقول مدعين تمثيلهم الوحيد والحصري لله تعالى كأنهم معصومون حتى يقوموا بتوزيع الجنة وتسليم مفاتيحها لمن يشاؤون ممن يخدم مصالحهم ويتحالف معهم ويمنعونها عمن يشاؤون من مخالفيهم، رغم تهافت خطاباتهم وتناقض تصرفاتهم وحرب بعضهم بعضا وتكفير بعضهم بعضا. ويلخص شريعتى الإستحمار بأنه (أى قضية فردية أو إجتماعية، أدبية أو أخلاقية أو فلسفية، دينية أو غيرها، تبتعد عن النباهة الإنسانية والإجتماعية). داعيا إلى التفكر واستعمال العقل
ولعل البعض يستغرب من استعمال شريعتى كلمة الإستحمار، فإنه يؤكد أنها جاءت بهذا المعنى فى القرآن عن الفقهاء الأحبار (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) لأنهم لم يحملوا الأمانة كمسؤولية تصدوا لها فى تناقض أقوالهم مع أعمالهم بل يضيف شريعتى أن القرآن قد شبه الفقيه بلعم بن باعورة الحامل لاسم الله الأعظم والبالغ بعبادته مستوى عالى بالكلب لأنه استغل الدين لمصالحه الشخصية وتحول إلى واعظ لفرعون وسلطانه. وعلى مر العصور كان من الفقهاء فى خدمة البلاط والفتاوى الجاهزة فى خدمة السلطان فى تحالف استراتيجى بين الفقيه والسلطان والبرجوازية وشرحتها فى مقالى (وعاظ السلاطين) وهكذا جاء فى الحديث النبوى المشهور بين المسلمين (العالم الفاسد فى قعر جهنم فيشكو من رائحته أهل جهنم) (إذا رأيتم العلماء على أبواب الأمراء فبئس العلماء والأمراء) (العالم الفاسد لعنه الله وملائكته والناس أجمعين) لذلك حورب على شريعتى واتهم بشتى الإتهامات من قبل رجال الدين مثل مرتضى العسكرى زعيم حزب الدعوة والذى يتهم شريعتى باتهامات باطلة كثيرة مرارا وتكرارا، ذكرها شريعتى فى كتابه (التشيع العلوى والتشيع الصفوى) معتبرا العسكرى هو زعيم التشيع الفارسى الصفوى الدخيل على التشيع العلوى الأصيل، كذلك حورب شريعتى من الفقهاء والمجتهدين والمراجع المعروفين حتى بعد وفاة شريعتى فى تكفيره وزندقته ومنع فكره وكتبه وآرائه خوفا من هذا الفكر ووعي الناس وتأثرهم به فضلا عن الشاه الذى منع حتى جثمانه بعد وفاته فى لندن وبطريقة غامضة ثم دفن أخيرا غريبا فى سوريا فى حى السيدة زينب من ريف دمشق
ومن أهم ما يثيره الإستحمار فى الواقع المعاصر هو ثقافة التقليد الأعمى دون أى وعى أو تفكر أو تعقل، فإن القرآن يرفضها وينهى عنه مرارا وتكراراا كعادة سيئة بعيدة عن العقل والفكر مثل (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولوا كان آباؤهم لايعلمون شيئا ولا يهتدون)، ولكنه نتيجة لظروف ومصالح وتحالفات شيطانية، تكونت طبقة ارستقراطية متميزة وهى توجب التقليد حتى فيما ليس من اختصاصاتها وكأن الفقيه يعرف كل شئ فى العالم وكل العلوم، لذلك أفتوا بما لم ينزل الله به من سلطان وحرموا كل جديد واكتشاف وعلم حديث والكل يعرف فتاوى تحريم التلفزيون والطائرة والسيارة وغيرها عند اكتشافها حتى قال بعضهم (أتتركون حمير الله وتركبون حمير الشيطان) متوهمين أنها مكائد من الغرب الكافر لضرب الإسلام والمسلمين، إضافة إلى فتاوى فى التكفير والكراهية والعنف ضد أقوام متعددين لدرجة تحليل دمائهم وأموالهم وأعراضهم بل لازالوا إلى يومنا هذا يؤمنون بالإماء والعبيد وهو ما موجود فى فقههم المعاصر ومهازل ما سمى بالرسالة العملية مثل (منهاج الصالحين) للحكيم والخوئى والسيستانى وتحرير الوسيلة للخمينى وهداية العباد للكلبيكانى ووسيلة النجاة للأصفهانى وذخيرة العباد للخراسانى والشاهرودى والشيرازى ومجمع الأحكام للحائرى وتوضيح المسائل للبروجردى والميلانى والأراكى، والعروة الوثقى لمحمد كاظم الطباطبائى اليزدى مع تعليقات عشرات الفقهاء الشيعة، وقد تجاوزهم العالم المتمدن والمتحضر إذ يرفض القانون الدولى وحقوق الإنسان والقوانين العالمية مبدأ الإماء والعبيد والرقيق، بينما هم لازالوا يقسمون الناس إلى عبيد وأحرار ثم يعتبرون العبد القن لايملك من أمره شيئا وكل ما يحصل عليه من كد وتعب وعناء وجهد فهو لسيده ومالكه وليس له فيها شئ (العبد وما يملك لمولاه)، وغيرها كثير يترك لمحله

ولعلنا إذا رجعنا إلى حياة النبى الكريم، فسوف نجد انفتاحا وحوارا مع الصحابة وغيرهم فى الكثير من المواقف والأحكام والآراء حتى اعتبر البعض أن عصمة النبى مقتصرة على الجانب التشريعى دون غيره، مع اعتقاد البعض اجتهاده لروايات وقصص منها تأبير النخيل حيث قال (إنما أنا بشر مثلكم إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوا به، وإذا كان من دنياكم فأنتم أعلم به) وقد استدل بعضهم على اجتهاده بالقرآن (وشاورهم فى الأمر) (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين)، بل فى التشريع أيضا كقصة سهوه فى الصلاة التى رواها الفريقان سنة وشيعة وغيرها
وقد ابتدأ الإجتهاد فى الفقه السنى قبل الشيعى بفترة طويلة رغم ميل الأوائل إلى رفض الإجتهاد والتقليد بعكس المتأخرين، رغم نهى أصحاب المذاهب الأولى عن تقليدهم فقد قال المالكى (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا فى رأيى ماوافق الكتاب والسنة فخذوا به وما لم يوافق فاتركوه) وقول أبى حنيفة وأبى يوسف (لا يحل لأحد أن يقول قولنا حتى يعلم من أين قلناه) وابن حنبل (لاتقلد فى دينك أحدا، فلاتقلدنى ولاتقلد مالكا ولا الثورى ولا الأوزاعى... ومن قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال) وعن عبد الله بن المعتمر (لا فرق بين بهيمة تنقاد وإنسان يقلد)، لكنهم قدسوا وقلدوا بعد وفاتهم وتكونت مدارس ومذاهب لأتباعهم واقتصرت على أربع بعد أن كانت تتجاوز أربع عشرة مذهبا كالظاهرى والطبرى والثورى والأوزاعى والبصرى بسبب قرار سياسى من الملك الظاهر بيبرس فى مصر عام665 فى اقتصار الفتيا والقضاء على المذاهب الأربع حصرا كما يذكر ذلك ابن كثير والذهبى والمقريزى وأبو زرقة والبلقينى والغزالى وغيرهم، حتى قال المقريزى (فلم يبق فى مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف غير المذاهب الأربع وعملت لأجلها المدارس والخوانك والزوايا والربط فى سائر ممالك الإسلام وعودى من تمذهب بغيرها وأنكر عليه ولم يول قاض ولم تقبل شهادة أحد ولا قدم للخطابة أو الإمامة أو التدريس أحد غير مقلد للمذاهب الأربعة وأفتى فقهاء الأمصار فى طول هذه المدة بوجوب اتباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها). من أهم مدارس الإجتهاد كانت مدرسة الرأى لأبى حنيفة النعمان فى بغداد ومدرسة الشافعى وتغيير فتاواه بين مصر وبغداد وكتابه (الأم) وما خصه نصر حامد أبو زيد فى كتابه عن الشافعى، ثم تجاوز زمانهم وتطور الواقع والظروف والمستجدات وانسداد الإجتهاد واقتصاره على فتاوى قديمة لأربع دون سواهم بل جعل المقلد ينظر إلى فقيهه تحديدا وحصرا دون غيره من الأربع كما قال محمد الغزالى وهو يتحدث بمرارة عن شروط المناظر (أن يكون المناظر مجتهدا يفتى برأيه لا بمذهب الشافعى وأبى حنيفة وغيرهما حتى إذا ظهر له الحق من مذهب أبى حنيفة ترك ما يوافق الشافعى فأفتى بما ظهر له، فأما من لم يبلغ درجة الإجتهاد فأى فائدة له فى المناظرة). ومن المتأخرين من يرى تحريم التقليد كابن حزم وابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشوكانى، فيقول ابن حزم (من ادعى وجوب تقليد العامى للمفتى فقد ادعى الباطل وقال قولا لم يأت به قط نص قرآن ولا سنة ولا إجماع ولا قياس فالتقليد باطل لأنه بلا دليل والتقليد كله حرام فى جميع الشرائع من أولها إلى آخرها وفى جميع الأحكام والعبادات... وليعلم أن كل من قلد من مالك وأبى حنيفة والشافعى وسفيان والأوزاعى وابن حنبل وداود … إنهم متبرؤون منهم فى الدنيا والآخرة) ويقول (لم يكن للتقليد أثر لا فى عصر الصحابة ولا التابعين ولا تابعى التابعين أصلا) ثم يناقش ابن حزم من يتمسك بالتقليد (ما الفرق بينك وبين من قلد غير الذى قلدت أنت بل كفر من قلدته أنت أو جهله، فإن أخذ يستدل فى فضل من قلده، كان قد ترك التقليد وسلك فى طريق الإستدلال من غير التقليد). وفى صراع الأشعرية والمعتزلة يظهر قول أبو الحسن الأشعرى (ليس للمستفتى أن يقلد وعليه أن ينظر ويسأل عن الدليل والعلة حتى يستدل بالدليل ويتضح له الحق) ومن الجانب الآخر كان جملة من معتزلة بغداد يرون أن العامى لايجوز له التقليد أو يأخذ بقول أحد مهما كان من فقيه حتى يبين له حجته، وهكذا
أما الشيعة الإثنا عشرية فقد كان التقليد والإجتهاد عندهم حراما لفترة طويلة، فقد كان الناس إخباريين يعتمدون على مجرد نقل الأحاديث والروايات لا الإجتهاد والتقليد فقد وردت عشرات الأحاديث فى ذم الإجتهاد والتقليد مثلا قول جعفر الصادق (من قلد فى دينه هلك) وقد شبه الصادق المجتهدين مرار بإبليس وقياسه، ولعنهم كما لعن إبليس، كذلك فى حواراته مع أبى حنيفة لرفضه القياس والرأى والإجتهاد وأن الدين لايقاس بالعقول، هذا وقد ألفت كتب كثيرة جدا ضد الإجتهاد والتقليد مثل (الإستفادة فى الطعون على الأوائل والرد على أصحاب الإجتهاد والقياس) لعبد الله بن عبد الرحمن الزبيرى، وكتاب (الرد على من رد آثار الرسول واعتمد على نتائج العقول) لهلال بن إبراهيم بن أبى الفتح المدنى، وألف اسماعيل بن على بن اسماعيل النوبختى فى الغيبة الصغرى كتابا فى الرد على عيسى بن أبان فى الإجتهاد كما ذكره النجاشى فى رجاله، ثم كان الفقيه الكبير الصدوق القمى صاحب أحد أهم الكتب الشيعية الأربعة المعتمدة عند الفقهاء وهو (من لايحضره الفقيه) فى أواسط القرن الرابع حملته الشديدة ضد الإجتهاد والتقليد ويقول تهكما (فإذا لم يجز لأنبياء الله ورسله القياس والإستدلال فكيف يصلح غيرهم لاستنباط الأحكام الشرعية واستخراجها بعقولهم الناقصة وآرائهم المتفاوتة) علما أن الصدوق قد آمن بسهو النبى حتى فى التشريع كالصلاة وغيرها وعقيدته بمن لايؤمن بسهو النبى فإنه مغال بالنبوة ولايؤمن ببشرية النبى (قل إنما أنا بشر مثلكم)، وألف كتابا خاصا فى سهو النبى وذكر أحاديث عديدة، وهو أكبر فقهاء عصره علما أن الروايات موجودة فى المصادر الرئيسية الأخرى كالكافى للكلينى. وما أن ألف ابن الجنيد كتابا بسيطا ومتواضعا فى قبول الإجتهاد متأثرا بالمدارس السنية الأصولية كما أقر محمد باقر الصدر، رد عليه الكثير من العلماء كالمفيد فى القرن الرابع بكتاب ضد الإجتهاد وأسمى المفيد كتابه (النقض على ابن الجنيد فى اجتهاد الرأى) كذلك هاجم الشريف المرتضى ابن الجنيد فى كتابه (الإنتصار) (عول ابن الجنيد على ضرب من الرأى والإجتهاد فخطؤه ظاهر) كما ألف المرتضى ضد الإجتهاد فى ذريعته قائلا (إن الإجتهاد باطل وإن الإمامية لايجوز عندهم العمل بالظن ولا الرأى ولا الإجتهاد) كما قال فى كتابه الإنتصار (إنا لانرى الإجتهاد ولانقول به) ويقول الشيخ الطوسى فى أواسط القرن الخامس فى كتابه العدة (أما القياس والإجتهاد فعندنا أنهما ليسا دليلين بل محضور فى الشريعة استعمالهما) وفى أواخر القرن السادس يقول ابن ادريس (القياس والإجتهاد والإستحسان عندنا باطل)، وحتى أمهات الكتب ومصادر الفقهاء الحديثية وهى الكتب الأربعة الشيعية ما يعادل صحاح السنة فهى مجموعة من الأحاديث فى منهج إخبارى واضح جلى، وألفت مؤلفات إخبارية ضخمة حتى فترات متأخرة فقد إتسعت الحركة الإخبارية فى ىأواخر القرن الحادى عشر والثانى عشر فى تأليف مجاميع للأحاديث وموسوعات كبيرة فقد كتب الحر العاملى موسوعته (وسائل الشيعة)، ومحسن الكاشانى كتابه الوافى، ومحمد باقر المجلسى لبحار الأنوار، وهاشم البحرانى للبرهان وهو الأحاديث فى تفسير القرآن وغيرها
يقول محمد باقر الصدر (تدل النصوص بتعاقبها التاريخى المتتابع على أن كلمة الإجتهاد كانت تعبيرا عن ذلك المبدأ الفقهى إلى أوائل القرن السابع وعلى هذا الأساس فقد اكتسب كلمة الإجتهاد لونا مقيتا وطابعا من الكراهية والإشمئزاز فى الذهنية الفقهية الإمامية نتيجة لمعارضة ذلك المبدأ والإيمان ببطلانه، وهنالك الآن من يثقل عليه من وصف الفقهاء بالمجتهدين ويثقل عليه أن يسمى فقهاء الإمامية مجتهدين) وقد مرت الإصطلاحات كالإجتهاد والفتيا والقياس والرأى والفقه والفقيه بمراحل تطور استعمالها كما شرحته سابقا، وقد أقر بعض المتأخرين جدا من المدرسة الأصولية نفسها مثل محمد مهدى شمس الدين ومحمد الحسنى على عدم وجود أى أصل فى الدين أو القرآن للتقليد. ومن هنا وبمرور الزمان تكون تياران عند الشيعة الإثنى عشرية تيار الإخباريين والمحدثين الذى يؤمن بالأحاديث والروايات كمصدر أساس وأكثرها من قبل الأئمة الإثنى عشر بعد النبى خصوصا الباقر وابنه الصادق، وهؤلاء الإخباريون هم الأغلبية العظمى قديما ومنهم متأخرون أيضا كابن زهرة القائل (لايجوز للمستفتى تقليد المفتى لأن التقليد قبيح ولأن الطائفة مجمعة على أنه لايجوز العمل إلا بعلم مع جواز الخطأ عليه وليس علما) وتيار آخر يؤمن بالإجتهاد والرأى وهم الأصوليون لإيمانهم بعلم الأصول المتأسس سنيا ثم دخوله شيعيا ردا على السنة أولا ثم تأثرا به، وحصل بين المدرستين الإخبارية والأصولية خصوصا فى كربلاء زمن محمد باقر البهبهانى فقال محمد باقر الصدر (حصلت معارك ضارية يقودها البهبهانى ضد الحركة الإخبارية... وقد نصبت هذه المدرسة الجديدة -للبهبهانى- نفسها لمقاومة الحركة الإخبارية والإنتصار لعلم الأصول حتى تضاءل الإتجاه الإخبارى ومنى بالهزيمة) فعلا بدأ اضمحلاله ونمو الأصولية لكنها لم تنته ولازالت لها فروع عديدة فى العراق وإيران والخليج العربى كالإحقاقية والحجتية وغيرهما
من الضرورى التأكيد أن التقليد الذى كان محرما لفترة طويلة بدأ يقول البعض باستحياء جوازه ثم لاحقا وجوبه بشكل جزئى ثم تطوربشكل رهيبواسع ليكون سلطة جبارة فى الإستحمار والتجهيل والتخلف والإستغلال والتخدير والإستعباد والفساد كما شبهها شريعتى بحكم الكنيسة فى القرون الوسطى واستعبادها واستغلالها واصطلاحه (الإستحمار الدينى)، وطبقة تنتسب إلى الدين وتخالفه كليا كما تخالف رسوله بتواضعه ورحمته وإنسانيته وانفتاحه وخدماته للفقراء والمساكين والمحتاجين (كان فينا كأحدنا) يدور على الناس ملبيا حاجة المحتاجين مانعا ظلم الظالمين وسرقة السارقين، وهو يعمل بكد يمينه وعرق جبينه من الزراعة والرعى والتجارة لا من حقوق الناس وأموالهم كالخمس أبدا، حتى إذا جاء الغريب قال (أيكم محمد) لاندماجه فى الناس وعدم تمايزه بشئ عليهم بل كان يأخذ أشد الأمور وأصعبها وأكثرها مشقة وعناءا بعكس واقعنا المرير تماما فى طبقة سلطة متمايزة تجعل لها شأنا عاليا ومتحالفا مع ظلم السلطان واستغلال الإقطاعيين والأرستقراطيين، فينعم أولادها وأحفادها وأحفاد أحفادها بالملايين والمليارات من المال العام وحقوق الناس الشرعية حتى إذا مرض أحدهم بشئ بسيط فإنه يعالج بأوربا وبطيارة خاصة مع حاشية فى شهر ترفيهى على حساب الفقراء والمحرومين المعدمين من كل شئ. ومن مهازل العصر أيضا فتاواهم فى وجوب انتخاب قائمة 555 الشيعية فى العراق وإلا تحرم زوجاتهم عليهم بل تأسيس القائمة فى بيته ومن ابنه بإضافة قائمة ما سماه المستقلين التابعين له بالأسماء، وما أدت إليه من وصول الفاسدين وطغيانهم واستيلائهم على المال العام، وكذلك فتوى تحريم المظاهرات ضد السلطات فى بغداد وطهران ودمشق بينما تحليلها فى البحرين، فى معايير مزدوجة مكشوفة وتدخل سافر هزيل وفتاوى جاهزة بالجملة من أجل السلطان الظالم. قال تعالى (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) والمقصود بأولى الألباب هم أصحاب العقول الذين يفكرون بعقولهم، وقوله تعالى (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون)، علما أن القرآن يؤكد على العقل والفكر والتدبر والتأمل فى أكثر من سبعين آية

===========

لقاء مع المهدي المنتظر

بقلم (الحوزوي) والاستاذ الجامعي - نبيل الحيدري



إعتمد الفقهاء الشيعة الإمامية على قصة المهدى المنتظر فى شرعيتهم ونفوذهم وسيطرتهم فهم نواب الإمام الذى بدوره خليفة الرسول بناء على نظرية الإمامة وتأويل البعض. هذا التيار يصور الفقهاء نوابا للمهدى لكنهم ليسوا نوابا خاصين عينهم المهدى نفسه بالإسم والشخص كما يقال فى الغيبة الصغرى، لأنها انتهت عام 328 هجرية بوفاة على بن محمد السمرى على رأى، لكنهم بشكل غير مباشر وغير معين فالمهدى غائب ولم يعينهم أبدا لاتصريحا ولا تلميحا فى غيبة كبرى طويلة لما يقرب من ألف عام بناء على زعمهم. وفيه ادعاء لقاء الفقهاء بالمهدى لأنه الزخم الكبير فى سلطة جبارة أمام البسطاء وعامة مقلديهم وكأنهم معصومون فوق الخطأ والخطايا حيث تمنع عن رقابتهم أو محاسبتهم عن فسادهم وأولادهم وأصهرتهم وطغيانهم وانجرارهم مع الدنيا أو السلطان أو التجار الفجار ومصالحهم الكثيرة المختلطة مع مصادر القرار بمختلف ألوانه ومشاربه وعلى مر التاريخ.
حاول الفقهاء تأصيل هذه الفكرة فقد جمع صادق الشيرازى مائة وخمس آيات من القرآن فى كتابه (المهدى فى القرآن) بتأويل آيات لاعلاقة لها بالمهدى أصلا مثل (فاستبقوا الخيرات) (هدى للمتقين) (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل) (ولنبلونكم بشئ من الخوف) (آمن الرسول بما أنزل عليه) (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات)، كذلك المرجع لطف الله الصافى الكلبيكانى فى جمع آلاف الروايات فى متابه (الإمام المنتظر فى منتخب الأثر) والكثير منها لاعلاقة له بالمهدى فضلا عن ضعف أكثرها سندا أو دلالة ناسيا أو متناسيا أحاديث أجمعوا عليه مثل (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) فكيف بمن يأتى بالبدع ويخدر بها الناس ويستجهلهم ويأخذ أموالهم وأتعابهم بحجة الخمس وغيره.
الفقيه محمد باقر المجلسى رائد التشيع الصفوى الدخيل زمن الدولة الصفوية التى حرفت التشيع وأدخلت البدع الكثيرة عليه وحولت القيم إلى طقوس تستغرق بها الأمة عن واجباتها وأهدافها (كما ذكره على شريعتى فى كتابه التشيع العلوى والتشيع الصفوى). كان يدعى المجلسى فى موسوعته الكبيرة (بحار الأنوار) لقاؤه بالمهدى المنتظر واتصل به مرارا وأخبره بأن ظهوره سيكون قريبا جدا وسيكون المجلسى نفسه هو المرجعية الأخيرة الموثوق بها لتسليم الراية له ليطهر الأرض من الرجس والكفر والإلحاد فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا حسب قوله. كان قوله وادعاؤه يسرى بين الناس كأنه كلام الله فى تقديس المجلسى وعدم نقده أصلا حتى وهو يسير خلف الشاه الصفوى فى كل مجازره وظلمه وقتله ودجله. وعلى مر التاريخ استعمل العديد من مراجع الفرس من قصة المهدى وعلاقتهم به أساسا لسلطتهم على مقلديهم وتخديرهم واستغفالهم واستغلالهم وحرف توجيههم وحركاتهم وحياتهم فيما أشبه بالقرون الوسطى وحكم الكنيسة.
فى عصرنا الراهن ظهرت ادعاءات علاقة ولى الفقيه الخمينى بالمهدى أساسا لزعامته وسلطته خصوصا فى الحرب العراقية الإيرانية ولقائه بالمهدى الذى كان يزوره مرارا ونقل الحرس الثورى وحمايته الخاصة للقصص العجيبة والغريبة حتى فى خطب الخمينى وهو يحشد الملايين مداعبا عواطفهم (الحرب يقودها المهدى المنتظر وهو لن يفشل وهى حرب الإسلام ضد الكفر بقيادة الإمام، وصدام زائل فى نهاية الحرب وإقامة الإسلام وتحرير كربلاء الحسين فلا معنى للصلح معه ولا يقبل المهدى بذلك وسنحررالقدس عن طريق كربلاء) ودعايات أئمة الجمعة والجماعة والخطباء ومؤسسات الإعلام الضخمة حتى قادت الملايين فى حرب ضروس سقط فيها الملايين من الأبرياء بين قتيل ومعوق وجريح وأسير من الطرفين فضلا عن عوائلهم ومتعلقيهم. الشعوب الإيرانية الطيبة بشكل عام هى عاطفية تأثرت بعضها بالدعاية الضخمة والمشاعر المهدوية وهى تتوهم صورة الخمينى والمهدى فى القمر وصدور كتب ومقالات وتحليلات ومنابر كثيرة عن ملاقاة الخمينى بالمهدى بل كرامات ومعجزات الخمينى مثل كتاب (كرامات الخمينى) (الخمينى توطئة للمهدى المنتظر).
انتشرت هذه الحكايات عن مرجعيات كثيرة مثل شهاب الدين المرعشى النجفى إمام الصحن القمى ونقلت ثلاث قصص لقاءاته بالمهدى وطبعت فى كتاب تلميذه العلوى عن حياته ومنها قصة لقائه بعد ما يقرب من أربعين أربعاء متتالية فى مسجد السهلة الذى أعطاه المهدى قوة البصر والذاكرة ودعى له دعوة خاصة.
وعن المرعشى قصة رسالة بعثها له المهدى عن طريق رجل بسيط يسكن مدينة مشهد بإيران، إذ رأى أعرابيا بدويا لايعرفه وجاءه وقال له (سلم هذه الرسالة الى المرعشى فى قم) قال (لا أعرفه) أجابه الأعرابى (فى قم وصلاة الجماعة الجامعة تجده هناك) واختفى مسلِّم الرسالة، وهنا طبعا ظنه هو المهدى الغائب المنتظر. فتح الرسالة فوجدها فارغة، وسافر إلى قم امتثالا لما توهمه من المهدى. وصل الصحن الفاطمى فى قم فوجد المرعشى إماما لأكبر جماعة فى صحن فاطمة بنت موسى الكاظم، فجاءه بين صلاتى المغرب والعشاء خلسة وسلمه الرسالة مسرعا ومراقبا عن كثب. فتح المرعشى الورقة وبدأ يقرأ فيها متأملا ثم باكيا لفترة لاتغادر عيناه الرسالة والمئات ينتظرون صلاة الجماعة بعد أن كمل الأذان وفراغ لم يعتد عليه مرجعهم ذى الصلاة السريعة وبلا تأخير. أخيرا رفع المرعشى عينيه محدقا فى حامل الرسالة ثم موبخا مؤنبا لا شاكرا ولا جازيا (يا ولدى إذا أعطاك أحد أمانة أو رسالة، فائتمنها ولاتفتح الرسالة فتخون الأمانة)... وهكذا كانت هذه القصص حديث المقلدين بلا وعى ولا إدراك سببا لجلب المقلدين ودفع الأخماس ورواج مرجعيته بعد أن كانت من أضعف المرجعيات وأفقرها لأنه الوحيد القادم إلى الصلاة من خلال التاكسى والذى يوزع على الطلاب كوبونات الخبز البسيطة.
أبو القاسم الخوئى المرجع الأعلى والأشهر فى النجف والقادم من مدينة خوء الإيرانية، أيضا حصلت الإدعاءات بلقائه المهدى وحين وصوله المرجعية نشرت لاحقا تأييد المهدى لمرجعيته مذ كان صغيرا يدرس مقدمات الحوزة الدينية حيث تنبأ المهدى بتقلده المرجعية العليا ثم يسلمها للمهدى نفسه فيعلن المهدى ظهوره وخروجه علنا ولن توجد مرجعية بعد الخوئى أصلا حسب رؤية تلميذه الأفغانى وكما كتبها تلميذ الخوئى، محمد مهدى زين العابدين فى كتابه (بيان الأئمة) والحاصل على بيت كبير مجانى فى مدينة العلم للخوئى بقم. كذلك قصص مشابهة لمراجع مشهورين مثل الكلبيكانى والأراكى والشيرازى والبروجردى والتبريزى والسيستانى وغيرهم. وقد تبين للعاقل اللبيب حقيقة هذه القصص واستغلالها بعد اتضاح عدم مصداقيتها بعد موته، فقد ماتت المرجعيات منذ المجلسى والعهد الصفوى وجاءت مرجعيات بعدهم وظهر بطلان تلك الإدعاءات فى كونه آخر الأزمنة وظهور الإمام فى تلك الأعوام المنصرمة منذ مئات السنين
ولازالت قصة المهدى تحرك عواطف كثير من البسطاء فقد ظهرت كتب عديدة مثل (ملاقاة الإمام المهدى) (أنوار صاحب الزمان) لحسن الأبطحى و (الجزيرة الخضراء) لناجى النجار عندما ربط مثلث برمودا بالجزيرة الخضراء بادعاء وجود المهدى فيها وكأنها ينتقم من المارين بمنطقته وإخفائهم، وكثير من الثقافات التى تصوره ذباحا للملايين بلا رحمة أوشفقة ثم إحياؤه للخلفاء وإحراقهم وقتله آلاف العلماء بظهر الكوفة حتى يشك البعض بنسله من رسول الرحمة حسب بعض المأثورات العجيبة.
وكتب فى ملاقاته كثيرون مثل حسين النورى ومحمد رضا الأصفهانى وعلى الكورانى وعبد الرحمن باقر زادة، وصدرت كتب كثيرة مثل (عنايات المهدى بالعلماء والطلاب) (جنة المأوى) (إلزام الناصب) (حول رؤية الإمام) (كيف ترى المهدى) (لقاء مع الإمام) مما تجعل المرء يعيش الأوهام والأحلام التى قادت البعض إلى الهوس والضلال ومنهم إلى الجنون.
وذكروا من علائم خروجه إسلامية إيران وتحول الحوزة من الكوفة إلى قم، وسيخلو أى شيطان أو شر من قم، وتأويل أن الحسنى هو خامنئى وأن شعيب بن صالح هو رفسنجانى وصاحب الراية هو أحمدى نجاد... وقصص فى ملاقاة هؤلاء مع المهدى...

ومن الجانب الآخر توجد روايات تنهى عن رؤيته أو تكذيب ادعاء رؤيته فضلا عن 40 رواية فى أن كل راية قبل ظهوره هى راية ضلال وتكون وبالاً وتفسد أكثر من صلاحها، وحاملوها باسم الدين هم طغاة جبابرة مفسدون.. وهو ما يؤمن به كثير من الفقهاء. كما ورد أن المهدى تقتله إمرأة إيرانية من أصفهان وعندها لن يملأ الأرض عدلا بعد قتله بهذه الطريقة.
وقد نقلت رؤى وأحلام ومنامات كثيرة بنيت عليها الكثير من الأفكار والثقافات والعقائد، ومن المنامات أنشئت مساجد كثيرة كبيرة كمسجد جمكران قرب قم فى مناسك وطقوس وزيارات وصلوات لأربعين أسبوعا متتاليا حتى يلاقى المهدى المنتظر، ويقصد مسجد جمكران الملايين وتبرع له أحمدى نجاد ملايين أخيرا وهو يروج لعلاقته الخاصة وملاقاته مع المهدى.
وفى العراق الجريح والمنكوب اليوم دخلت الكثير من الأفكار الغريبة والعجيبة حولها ومنها يعتقد مجئ أمريكا للعراق من أجل قتل المهدى قبل ظهوره.
ولقد حولت المرجعية قضية المهدى لمصالحها ودنياها وسلطتها فترتفع على الأنبياء فى سيرتهم وديدنهم وتواضعهم وزهدهم وعملهم اليومى للحصول على قوتهم من عرق جبينهم وكد يمينهم
 فاشتغل آدم بالزراعة ونوح بالنجارة وإدريس بالخياطة وإبراهيم بالتجارة والبزازة وداود بالحدادة وإسحق ويعقوب وشعيب وموسى بالزراعة ولقمان بالخياطة ومحمد بالرعى والتجارة عند خديجة، بينما تحصل المرجعيات على مليارات من الخمس وحقوق الفقراء والمحرومين المسحوقين حتى يخلفوا لأولادهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم المليارات من أموال الناس وجهودهم وعرق جبينهم دون صرفها فى موارد حقيقية خدمة للناس والمحتاجين حتى قال الفقيه (لو ثبتت أدلة استلام الفقهاء للحقوق الشرعية فهم واسطة فقط لاغير فى إيصالها إلى مستحقيها من المحتاجين والفقراء والمساكين والموارد العامة الهامة...).
إن الحيرة قد عاشها شيعة الإمام الحادى عشر الحسن العسكرى بعد موته وغياب البديل وعندها إنقسموا إلى أربعة عشر فرقة واحدة منها فقط آمنت بمولود اسمه محمد عمره 5 سنوات فقط لم يره إلا النادر كحكيمة والخادم وغاب فى السرداب خوفا من المعتمد العباسى (راجع بحثى السابق (ثقافة الناجية) وكذلك كتابى (فرق الشيعة) للفقيه الحسن بن موسى النوبختى أو تلميذه الفقيه سعد بن عبد الله القمى مع مقدمة هبة الدين الشهرستانى)
(الملاحظ أن فكرة الأئمة الأثنى عشر هى فكرة متأخرة لم تؤمن بها أكثر الفرق بل حتى فى عصر الأئمة الإثنى عشر لم يسمعوا بها فاقتصروا على أئمة آنذاك دون وصولها إلى إثنى عشر بسبب عدم ارتكازها فى ذهنهم العرفى والشرعى آنذاك فلذلك توقفت فرق عديدة على الإمام آنذاك ولم تنتقل إلى إمام بعده كالناووسية التى وقفت على جعفر الصادق والواقفية على موسى الكاظم وغيرها، ومنها من قالت بإمامة أرحام الأئمة كالسميطية المؤمنة بمحمد بن جعفر الصادق والإسماعيلية لإسماعيل بن الصادق والفطحية لعبد الله بن الصادق والأحمدية لأحمد بن موسى الكاظم ومن قال بإمامة جعفر بن على الهادى وكلها لم تؤمن بمحمد المهدى... ومنها من قال بإمامة أصحاب الأئمة مثل الخطابية أصحاب أبى الخطاب والمغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد وهو من أصحاب الصادق) من مقالى السابق (ثقافة الفرقة الناجية)

أخبرنى أحدهم مدعيا علاقته بالمهدى وملاقاته، ثم بدأ يصرح أنه النائب الحقيقى والوحيد، وأما غيره فيمثل (نعال الوجود) وكتب فى ذلك كتبا وله مريدون كثر، وادعى الظهور قريب جدا. إستمعت إليه ثم نهرته نهرا شديدا موضحا مغالطاته وأخطائه عسى أن يكون رادعا للدجل والكذب والإستغفال والإٍستحمار الدينى من تجار الدين



============


الأدلة الشيعية والعقلية على أن تقليد المراجع من الأمور البدعية


قال الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي الملقب بشيخالطائفة في كتابه الاقتصاد قائلاً : 


( التقليد إن أريد به قبول قولالغير من غير حجة - وهو حقيقة التقليد - فذلك قبيح في
العقول ، لأن فيه إقداما علىما لا يأمن كون ما يعتقده عند التقليد 
جهلا لتعريه من الدليل ، والإقدام على ذلكقبيح في العقول .

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=165807



متى بدأ التقليد لدى الشيعة


السوال للشيعة 
1-متى بداء التقليد لدى الشيعة
2- هل هناك نص من معصوم بوجوب التقليد للمجتهد


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=97214

==============

ملف المصلحون في الفكر الشيعي / الاصلاح


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=135438


رابط أقضى مضاجع العلماء والمراجع الشيعه يثبت عدد من العلماء والمراجع الذين ,, إتبعوا الحق وتركوا الباطل عند الشيعه
http://www.ijtehadat.com/

تناقض السيد كمال الحيدري في قضية تدخل الإمام الحجة في تعيين المرجعية العامة للشيعة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=165406



كمال الحيدري يبين انحراف المراجع و تلاعبهم بدين عوام الشيعة
http://safeshare.tv/w/KRoktiIMxX


تسجيل صوتي لكمال حيدري يسقط فيه مراجع الاماميه وعلماءهم المتقدمين والمعاصرين _ وغيرها

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=133528

بشائر لبداية سقوط بدعة التقليد في العراق مقال قوي للدكتورة زينب الموسوي جامعة بغداد


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=153201


مراجع الشيعة لايعرفون اذا كانت اية من القرآن 


http://www.youtube.com/watch?v=AwZR5WKmbGI

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق