منافقون برخصة! بلال فضل
بلال فضل
آخر تحديث: الإثنين 30 ديسمبر 2013
طلب منى قارئ كريم تفسيرا للهجوم الشرس الذى يشنه الكاتب الكبير أستاذى إبراهيم عيسى على من يصفهم فى مقالاته وبرنامجه بالحقوقيين ونشطاء اليسار الممولين من الخارج، قائلا إن حديث ابراهيم عيسى بتاريخه الثورى ضد ظاهرة التمويل الأجنبى فى هذا الوقت بالذات دفعه للتشكك أكثر فى نوايا ووطنية كل من يحصل على تمويل أجنبى من الخارج، وفى الحقيقة لم أجد ردا شافيا على السائل إلا بمقال مهم أحتفظ به يحمل عنوان (منافقون برخصة) وأثق أنه سيشكل إجابة وافية على أسئلة تثار كثيرا عن التمويل الأجنبى الذى تهاجمه أبواق الفضائيات الناعقة ليل نهار.
يقول المقال: «كان إذا أراد أحدهم أن يؤكد أن فلانة عاهرة وصفها بأنها عاهرة برخصة، أى أنها حاصلة بالفعل على رخصة رسمية لمزاولة البغاء، فقد كانت مصر وقتها تسمح رسميا بالبغاء، فكانت هناك بيوت بغاء مفتوحة بموافقة الدولة، وغانيات وعاهرات يحملن رخصا حكومية من مكاتب الصحة، بخلوهن من الأمراض، بما يسمح لهن بممارسة البغاء فى أحياء وأماكن مشهورة ومعلومة، مثل حى كلوت بك مثلا، واندلعت الحرب العالمية وكانت مصر مسرحها الساخن، حيث جنود الإنجليز ومعهم جنسيات من أستراليا والهند وغيرهما كانوا فى معسكرات منتشرة فى أرجاء الوطن، والجنود بشر فى أزمة ومحتاجين إلى «ترفيه» والترفيه يعنى الذهاب إلى دور البغاء. المفاجأة جاءت من هنا، أن الداعرات والعاهرات فى مصر رفضن بكل إباء وشمم وكبرياء وطنى صميم عظيم أن يفتحن سيقانهن للجنود المحتلين والأجانب.. مما دفع قوات الاحتلال الإنجليزى لاستيراد عاهرات أجنبيات مخصوصات إلى مصر بالتعاون مع غانيات أجنبيات مقيمات أصلا فى القاهرة والإسكندرية وقضوها كده. المدهش كذلك (مرجعى فى هذه المعلومات كتب الدكتور عبدالوهاب بكر عن تاريخ العالم السرى والبغاء فى مصر) أن الرجال المصريين من باب الوطنية ورفض الاحتلال والأجانب لم يقتربوا من العاهرات الأجنبيات، ولم يفضلوهن أبدا، فكانت دور البغاء وطنية وصناعة محلية يرفض الزبون والعاهرة أن يدخل بينهما أجنبى محتل غادر، ومن الجائز أن تسمع ساعتها عاهرة تعلن بكل عزم: «إلا المال الحرام بتاع الخواجات، آخد فلوسى وعرق جبينى من رجالة مصر، وحد الله بينا وبين الغرب (الاستعمارى الصليبى)». لماذا تلح على دماغى هذه الأحداث التاريخية عندما أتابع وطنية بعض الموجودين على الساحة السياسية فأجدها أقرب إلى وطنية بيوت البغاء وعاهرات مصر فى الحرب العالمية؟.
هناك شخصيات تجدها زاعقة بالصوت العالى ضد تمويل الغرب جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان فى مصر والزعم أن هذا اختراق للوطن (والعجيب أن هذا الغرب نفسه هو الذى يموِل الجيش المصرى والحكومة ووزاراتها). صناديق التصويت البلاستيك شديدة الأناقة التى شهدناها فى لجان انتخابات مجلس الشورى، وكذلك الحبر الفسفورى، وكذلك الستائر المحيطة بمكان إدلاء الناخب بصوته داخل اللجنة.. كلها بفلوس وتمويل منظمة أمريكية رفيقة وشقيقة للمنظمات الأمريكية التى بدأنا فى محاكمتها أمس!
ما رأيك؟ يعنى الحكومة ذات نفسها أخذت مِنحا وهدايا وتمويلا من منظمة أمريكية حقوقية، بينما إذا حصلت منظمة حقوق إنسان على منحة من بلد هنا ولا هنا نفرت العروق وهات يا اتهامات بالعمالة أو الخيانة للآخرين. هناك وطنية عاهرات ترفض أى لقاء أمريكى أو أوروبى مع شخصيات أو تيارات سياسية فى مصر وكأن أى معارض مصرى هو خائن بالضرورة لو التقى مسئولا أمريكيا أو أوروبيا، أو أن أى سياسى مصرى هو مشروع عميل إذا قعد أو سافر أو قابل أحدا من حكومات الغرب، كأن الوطنية حكر على المسئولين وموزعى أختام الوطنية من الجالسين على مقاعد الحكم والجالسين على حِجر الجالسين على مقاعد الحكم، وكأن لواءات أمن الدولة وجنرالات الجيش هم وحدهم أصحاب الوطنية الغراء والذين يملكون حصانة مواجهة الغرب والأجانب دون أن يتحولوا إلى عملاء أو جواسيس مثلا، بينما المعارضون لنظام مبارك أو لحكم العسكر هم وحدهم مؤهلون لأن يكونوا عملاء للأمريكان!
العجيب أن دفعات بالمئات من ضباط الداخلية وبالذات فى فرع مكافحة الشغب ومواجهة الإرهاب وكذلك من جهاز أمن الدولة كانت تسافر للتدريب فى أمريكا سنويا، كذلك هناك مئتان من ضباط الجيش المصرى يتدربون فى بعثات سنوية تستمر عدة شهور فى الولايات المتحدة بالتعاون مع البنتاجون. لماذا يبدو هؤلاء أشرف من الشرف بينما حين يسافر شباب للتدريب على نشر الوعى السياسى والتنظيم الحزبى وبناء قواعد جماهيرية وتنظيم المظاهرات يبقوا ولاد كلب عملاء؟!
يعنى أمريكى يعلِم الضابط المصرى كيف يضرب قنابل الغاز ويفض بها المظاهرة، وأمريكى يدرب الضابط المصرى على قنص الإرهابى من فوق جبل واستخدام أشعة الليزر فى توجيه الضربات القاتلة، وأمريكى يعلِم الضابط المصرى أساليب الحرب النفسية فى استجواب المعتقلين ونزع الاعترافات منهم، وأمريكى يدرِب الضابط المصرى على التعامل مع حرب العصابات فى المناطق الجغرافية الوعرة، وحكومة أمريكية تستضيف هؤلاء الضباط فى فنادقها ومقراتها وعلى حسابها وتعطيهم دورات سياسية وتنظِم لهم جولات فى المجتمع الأمريكى.. كل هذا من وجهة نظر تيار وطنية العاهرات حلال مصفى ومية مية ولا خوف على هؤلاء أبدا من العمالة والخيانة وهلم جرا!
أما حين يدرِب أمريكى الشاب المصرى على تحديد أهداف الحملة السياسية، وتنظيم مؤتمر ومخاطبة الجمهور واستمالة المتفرجين إلى قضيته وكيفية إعداد الدعاية الناجحة لفكرته والأسلوب الأمثل لكسب ود الناس بخصوص الموضوع الذى يروج له وأفضل طرق تسويق فكرة أو شخص فى المجتمع سياسيا.. هنا يبقى الشاب فى رأى تيار وطنية العاهرات مضحوكا عليه وعميلا يخدم الأهداف الأمريكية ويريد تخريب مصر!
أما آن للعاهرات أن يتُبْن.. وأن يحصل المنافقون على رخصة كلوت بك؟!».
نسيت أن أقول للسائل الكريم ولك أن هذا المقال الذى انتهيت من قراءته للتو كتبه الأستاذ ابراهيم عيسى ذات نفسه، ولم ينشره فى قديم الأزل لنقول إن الواقع تجاوزه، بل نشره فى صحيفة التحرير بتاريخ 27 فبراير 2012، ولعلى ذكرته به الآن ليقرأه على جمهور برنامجه ليرد به على أولئك الذين يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون.
==================
نحن فى زمن اليويو!بلال فضل
بلال فضل
آخر تحديث: الإثنين 9 ديسمبر 2013
صحيح أن الحكاية «اتهرست» مائة مرة فى مائة فترة تاريخية، لكنها لا زالت قادرة على إثارة الأسى والغثيان فى كل مرة:
يبدأ المثقف حياته من الهامش، فيعارض السلطة ويهاجم الشعب الذى ينافقها أو يهادن ظلمها، ويتهمه بالخنوع والمذلة مستخدما أحكاما تعميمية قالها بحق الشعب من قبل مثقفون نافدو الصبر، وحين تتحدث السلطة عن كون معارضيها قلة لا تعبر عن عموم الشعب، يكتب قصائد مديح للقلة المعارضة مستشهدا بكل الآيات والأحاديث والأشعار والوقائع التاريخية التى تمجد صمود القلة المناصرة للمبادئ فى وجه الكثرة المناصرة للباطل باسم الواقعية والمصلحة العامة، مستشهدا ببطولات سيدنا الحسين وباكيا على دمه وممجدا انحيازه للحق حتى وإن وقف الجميع ضده.
يوما بعد يوم يزداد إعجاب الناس بصمود المثقف فى وجه طوفان المنافقين والظلمة والمبرراتية، يزداد الإقبال على صحفه وكتبه وبرامجه وأعماله الفنية، فيكتسب إلى جوار نجاحه المادى نفوذا أدبيا ومعنويا يصعب مهمة قمعه على السلطة، يتأثر المثقف بالتفاف الناس من حوله، فتخفت نبرة هجاء الشعب التى كان يدمنها، لتعلو نبرة التبشير بثورة الشعب على الظلم.
تثور قطاعات من الشعب بعد أن ينفد صبرها على بؤسها المزرى، فيجد المثقف نفسه وسط قرائه فى الميدان، فيشعر أن الدنيا أعطته كل ما كان يحلم به، لكن ضعفه البشرى يجعله يتصور أن الأجيال الشابة التى احتفت به فى الميدان ستعامله بوصفه قائدا مسموع الكلمة، تأخذه الجلالة فينسى كل ما قرأه عن طبيعة الثورة وتقلباتها، وينسى أيضا كيف كان قبل الثورة يفتخر بتحطيم أى قداسة لأى شخص مهما كان عطاؤه ونضاله، كأنه كان يظن أن ما فعله فى رموز الأجيال السابقة لن يصيبه أبدا، لكنه يجد نفسه وقد تحول إلى هدف لانتقاد الشباب الذين طالما احتفى بهم وكال لهم المديح وقام بتخصيص مساحات فى صحفه ومجلاته وبرامجه لعرض ما يكتبونه من تعليقات لاذعة وجارحة على مواقع التواصل الاجتماعى، معتبرا أن ذلك جزء من طبيعتهم الثائرة يجب الاحتفاء به وتفهمه.
يرفض الشباب الثائر ما بات يقوله المثقف عن الواقعية السياسية وأهمية تغيير طريقة اللعب، لأنهم تعلموا منه فى السابق تسخيف كل من يقول ذلك والتشكيك فى نواياه، ومع تصاعد رفضهم لمواقفه، يتهمونه أنه كان مفتونا بدم الحسين، ليس حبا فى الحسين، ولكن لأنه لم تتح له فرصة التعامل مع يزيد، وعندما جاءت الفرصة وجد أن صحبة يزيد أضمن وأأمن من البكاء على دم الحسين وتمجيد صموده.
يصاب المثقف بالإحباط والمرارة لأن جيل الشباب نسى دوره فى مواجهة القمع والفساد، كان يمكن أن يتجاهل آراءهم ويعبر عما يؤمن به ويراه حقا، لكن لأنه انشغل كثيرا بمحاولة إصلاح العالم وأهمل إصلاح ذاته، وتركها تتضخم بفعل النجاح الساحق الذى كفلته له موهبته، فإنه لا يأخذ فرصة لالتقاط أنفاسه وتأمل مواقفه، بل يجعل ذاته الجريحة تقود خطواته، فيندفع فى مهاجمة من كان يتغزل بتضحياتهم، ولأن معركته معهم صارت شخصية، فهو لا يجد أدنى حرج فى أن يؤلمهم كما آلموه، فيبدأ فى وصفهم بالمخنثين والمراهقين والسفهاء والتُفّه والخونة، دون أن يتذكر أن تلك الأوصاف كانت تطلق عليه عندما كان فى موقع الرفض الذى يقف فيه أولئك الشباب الآن، وعندما يشعر أحيانا أنه قد غالى فى شتائمه، وأن أحدا لن يصدقه عندما يتحدث عن تربحهم من الثورة، لأنهم لم يأخذوا منها سوى فقد رفاقهم وأعينهم وسلامهم النفسى، ولم يحصلوا مثله بفضل الثورة على صحيفة أو قناة تليفزيون أو برامج، لذلك يتحدث عنهم بشكل أقل عدائية، لكنه يحرص دائما على تذكير الناس بأنهم قلة ضئيلة لا تشكل أى تأثير مقابل صوت الجماهير الحاشدة الزاحفة لتأييد السلطة الحالية.
يتناسى المثقف كل مقالاته وبرامجه التى كان يمجد فيها الأقلية التى تكافح من أجل مبادئها وإن وقفت ضدها الملايين، يتناسى أن الملايين رأت أن مبارك يستحق فرصة ثانية بعد خطابه العاطفى، ومع ذلك انتصرت إرادة الأقلية التى لم ينطل عليها خداعه، يتناسى أن الملايين من المواطنين الشرفاء وأنصار تيارات الشعارات الإسلامية رأوا أن المجلس العسكرى على الحق وأنه يواجه مؤامرة كونية، ومع ذلك فقد انتصرت إرادة الأقلية التى رفعت فى مواجهة الجميع الصفحة الأولى لصحيفة التحرير التى نشر فيها الأستاذ ابراهيم عيسى صورة ست البنات التى يدوسها الجنود ببياداتهم ونشر إلى جوارها كلمة (كاذبون) ليعلن للجميع أن رفض أخطاء أى قيادة عسكرية والمطالبة بمحاسبتها لتحقيق العدل لا يمكن أبدا أن يكون تآمرا على الجيش المصرى بل حرصا على تطهيره وحمايته، يتناسى المثقف أن تيارات الشعارات الإسلامية لم تستفد بمتاجرتها بأصوات الملايين الممنوحة لها ووصف معارضيها بأنهم قلة مندسة مأجورة، وأخيرا يجهل المثقف أنه بات مثارا للسخرية لأنه يضيع أغلب وقت برامجه وأغلب مساحات مقالاته فى الحديث عن انعدام تأثير الأقلية الثائرة، مع أنهم لو كانوا عديمى الأهمية لما انشغل بهم أبدا، ولشغل نفسه وجماهيره الحاشدة بما هو أجدى.
قراءة المثقف للتاريخ علمته أن مثقفين أهم منه بكثير اتخذوا مواقف أكثر انحطاطا من مواقفه الحالية، لكنهم أفلتوا بفعلتهم لأنهم ضبطوا موجتهم دائما على هوى فئة «المواطنين الشرفاء» التى كانت سابقا تشترى الصحف والآن باتت تجلب الإعلانات اللازمة لرفع سعرك كمقدم برامج، ولذلك يدرك أهمية أن تظل موجودا ومتصدرا للصفوف دائما، وأن يكون صوتك عاليا بدرجة محسوبة، وأن تكون جارحا فى سخريتك لكى لا يظهر توترك الداخلى، فيشعر الناس أنك متماسك قوى الحجة، لأن هذا وحده ما سيؤخر تغييرهم لزرار الريموت، ويطيل بقاءك فى صدارة المشهد لأطول فترة ممكنة.
لكن، يوما ما سيكتشف المثقف أن تبريره لخطايا السلطة لن يؤمنه هو وسلطته إلى الأبد، لأن ما يؤمن أى سلطة فى الدنيا ليس إلا قدرتها على تغيير الواقع بشكل ذكى وفعال يضعف موقف معارضيها دون حاجة إلى مبرراتية ولا مؤيدين، حتى لو كانوا مناضلين سابقين، لأن سكة الاستعانة بأصحاب سوابق النضال «اتهرست فى كذا سلطة» ولم تنفع أصحابها أبدا.
================
من أقوالكم سُلِّط عليكم!
بلال فضل
نشر فى : الأربعاء 15 يناير 2014
هل من حق الكاتب أن يغير مواقفه طبقا لتطورات الأحداث؟ بالطبع نعم، مع مراعاة أننا نتحدث عن المواقف وليس المبادئ ولا أظنك تحتاج لتوضيح الفرق بينهما. هل من حق الكاتب أن يدلى بأقوال تتضمن شهادته على وقائع فى محضر رسمى ثم يدلى بعكسها فى محضر رسمى آخر؟ بالطبع لا، فهذه جريمة يعاقب عليها القانون، إلا إذا قدم الكاتب ما يثبت أنه كان مضللا حين تقديمه الشهادة الأولى واعترف بأنه شهد زورا، واعتذر لكل قرائه ومتابعيه عما قاله خاصة إذا كان قد تربح من ورائه، طيب، لماذا أقول هذا الكلام، تعالوا نشوف:
(س: هل شاهدت مطلقى الأعيرة النارية من أعلى سطح الجامعة الأمريكية؟ ج: لا وعايز أنوه إلى حجم الغاز بالميدان. س: قلت فى تحقيق النيابة العامة بأنك شاهدت الكثير من الإصابات بين الشباب المثقف؟ ج: أريد أن أفرق بين نوعين من المتظاهرين الأول أصيب أو استشهد بميدان التحرير والذين قتلوا أمام قسم الشرطة ولم أشاهد أعمال عنف سوى الواقعتين. س: كيف أصيبوا؟ ج: لو سئلت عن التحليل فإجابتى بأن هناك مثلا من أصيب بسبب الغاز والذين أصيبوا من نتيجة إطلاق خرطوش. س: ذكرت فى شهادتك أن العمليات الخاصة للشرطة هى التى تطلق الأعيرة النارية؟ ج: وكان إطلاق الأعيرة النارية على المتظاهرين بسبب ما سمعته من المتظاهرين وأن ما قلته عن قوات خاصة بسبب زيها فقط. س: هل تعتقد وجود قوات أخرى بميدان التحرير تطلق النار على المتظاهرين؟ ج: ممكن وجود جهات لها ولاء للدولة أو جهات لها عداء مع الدولة ففى الأولى أرداوا أن يفضوا المظاهرة ويهربوا المتظاهرين وفى الأخرى يقومون بإسقاط قتلى حتى يتاجروا بدمائهم». (من نص شهادة الأستاذ ابراهيم عيسى أمام محكمة جنايات القاهرة كما نشرته صحيفة التحرير التى يرأس تحريرها، مع مراعاة أن الصحيفة لم تنشر ما جاء فى بقية الصحف عن قول إبراهيم فى شهادته بالنص أن «مبارك بالقطع لم يصدر الأمر بإطلاق النار على المصريين لأنه رئيس وطنى لن يفعل ذلك»).
• «وشاهدنا إطلاق الرصاص الحى والخرطوش على جموع المتظاهرين، بغرض تشتيتهم وترويعهم وإطلاق المئات من القنابل المسيلة للدموع، وشهدت وقوع مصابين وقتلى وشهداء أمام عينى على مدى من كوبرى الجلاء حتى ميدان التحرير حتى انتهى اليوم. س: ما هو ما بدر من قوات الأمن قِبل المتظاهرين يوم 28 يناير 2011؟ ج: الاعتداء بقنابل الدخان والمسيلة للدموع وخراطيم المياه وإطلاق خرطوش والرصاص الحى، ثم انسحبت الشرطة الساعة 4:30 فى ذلك اليوم العصر. س: مَن الذى أطلق الرصاص الحى على المتظاهرين وفقا لما شاهدته؟ ج: قوات الشرطة التى كانت ترتدى زيا أسود، وعلى صدرها سترة واقية من الرصاص، وغالبا دول عمليات القوات الخاصة بالشرطة. س: أين كانوا متواجدين فى ميدان التحرير؟ ج: فى مدخل كوبرى قصر النيل أمام الأوبرا، ثم انتقلوا إلى نهاية الكوبرى عند اتصاله بمبنى سميراميس ومبنى وزارة الخارجية القديم وجامعة الدول العربية، ثم تحصنوا فى مدخل القصر العينى بجوار الجامعة الأمريكية. س: متى كان الاعتداء على المتظاهرين بالرصاص الحى؟ ج: ما رأيته كشاهد من بداية الساعة الرابعة عصرا على كوبرى الجلاء حتى الثامنة مساء عند مدخل شارع قصر العينى. س: مَن أصيب من جراء تلك الاعتداءات؟ ج: رأيت إصابات لكثير من المتظاهرين من الشباب الواعى المثقف، ولم يقوموا بأى أعمال تخريبية أو اعتداءات على قوات الشرطة. (من نص أقوال ابراهيم عيسى أمام نيابة الاستئناف بتاريخ 2 مارس 2011 والتى نشرها بنفسه فى مقاله بالتحرير بتاريخ 7 يناير 2012).
• «لكن الأمر المدهش أن مزاعم عمر سليمان بتورط الإخوان فى حرق الأقسام وصل إلى حد جلبهم عناصر من حماس وحزب الله (ربما للتقريب بين المذاهب!)، وقد رصدت أجهزة المخابرات الاتصالات التليفونية بين الإخوان وعناصرهم فى الخارج مع هذه المنظمات ودخول هؤلاء إلى الحدود المصرية، وكل هذا كلام مهم وخطير لكن لا يلحق به دليل واحد بعشرة صاغ على ما يقال، وهو ما يجعله محض افتراء وادعاء». (ابراهيم عيسى التحرير 6 فبراير 2012).
• «مبارك يقول هذا الكلام بعد استشهاد مواطنين برصاص الشرطة، ومع ذلك يمتدح حكومته التى نفذت التعليمات، ثم يقرر مبارك أن المظاهرات تحولت إلى أعمال شغب تهدد النظام. والثابت أن مبارك سجل هذا الخطاب فى السادسة مساء الجمعة، وكان مكتوبا قبلها بأكثر من ساعة، وهو توقيت لم يكن فيه أى شىء على الإطلاق يمكن وصمه بالشغب، وكانت قوات شرطة مبارك تضرب وتقتل وتقذف دونما تردد، وكانت المظاهرات بالملايين من المصريين لم تقترب من مبنى، ولم تصل إلى مقر شرطة، فهل كان مبارك فى الخامسة يقرأ الغيب؟ أم أنه كان يعرف أو أعطى تعليماته بخطة انسحاب الشرطة، مما يسمح بالانفلات الأمنى؟ أم أنه كان على علم بأن مجموعات مختارة من مسجلى الخطر والبلطجية مأمورون من الذين يشغلونهم بالتحرك لافتعال الشغب فى مقرات الشرطة وفتح السجون بالتوافق مع مسئولى هذه المقرات والسجون؟ من أين كان مبارك يعرف ليصف المظاهرات بالشغب، وهو الذى توقفت مكالماته مع وزير داخليته عصر الجمعة، بعدما أدرك الثانى عجزه وأدرك الأول سقوط أمنه؟ لكن مبارك يضاعف جرعة التخويف والترويع، خضوعكم وإلا غياب أمنكم الشخصى والعام» (ابراهيم عيسى التحرير 27 أغسطس 2011)
• «يبدو أننا لا بد أن نعيد إلى الرئيس السابق حسنى مبارك حقه ونردّ له اعتباره فعلا، فالرجل حين قتل متظاهرى شعبه وأباح سفك دماء أبناء وطنه كان يفعل ذلك بمبررات قوية وأسباب غاية فى الوجاهة بالنسبة إليه: أولا: كان يحكم منذ ثلاثين عاما فصار هو والحكم والكرسى ملتصقين ومتوحدين لدرجة أنه اعتقد أن وجوده فيه أمر إلهى ومسألة مقدَّرة ومقدَّسة» (إبرهيم عيسى التحرير 24 نوفمبر 2011).
طيب، لماذا غير الأستاذ ابراهيم عيسى أقواله الآن؟، وكل ده كان ليه؟، العلم عند الله، فهو وحده يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق