المملكة «خاط قِرِمِز بُزركَـ»
بدر خالد البحر
نشر في : 04/10/2015
ربما لم يتوقع العراق أن من يصادف يوم طرده منها، بعد يومين، في السادس من اكتوبر من عام 1978، متزامنا مع حرب 6 اكتوبر، الخميني الذي استقر بعدها في باريس، من أنه سيتزعم ثورة في طهران، بعد عدة أشهر فقط، وستعود ثورته بعد خمسة وثلاثين عاما لتحتل العراق. ثورة لم تستثن دول الخليج العربي من أهداف تصديرها، والاحداث الارهابية التي تجاوز عددها في الكويت وحدها ما يقارب سبعين عملا ارهابيا في الثمانينات، والتي امتدت في دول الخليج الى يومنا هذا، هي خير شاهد.
لقد أعجبتنا جدا تصريحات وزير خارجية المملكة الجبير في معرض رده على القيادة الإيرانية بشأن أحداث الحج، فكيف لمن تلطخت أيديهم بأعمال ارهابية متكررة في البيت الحرام، خاصة في احداث 1978، موثقة بالادلة والاعترافات، أن يتحدثوا عن سلامة الحجيج في أطهر بقعة شرفها الله سبحانه، فإنه لا يشكك في أمانة المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبا أصيلا، وقدرتها وبذلها في رعاية المناسك والحجيج إلا جاحد شاذ عن الشريعة الاسلامية السمحة.
وربما يتساءل المرء، لماذا الآن هذه الهجمة المنظمة على المملكة؟ فلا رعايتها للحج والحجيج جديدة ولا الأحداث الارهابية في موسم الحج جديدة أيضا؟! إلا أن المراقب للساحة يجد تزامنا لعدة أحداث ترتبط خيوطها لتخدم تغيرا ملحوظا في سياسة الدول العظمى نحو إعادة تقسيم النفوذ في الخليج العربي، فحرب اليمن، التي بدأت تخرج عن سيطرة إيران، والاتفاق النووي الايراني مع الغرب وهرولتهم لإقامة علاقات قوية مع إيران، وتراجع الدور الأميركي لمصلحة البارجات والطائرات الروسية التي دخلت حرب سوريا وكسرت حاجز الحرب الباردة لأول مرة منذ أزمة الصواريخ في كوبا إبان حكم الرئيس كنيدي، دخلت الحرب مباشرة من غير أن تستأذن من أميركا بقدر ما استأذنت من إسرائيل حسب تصريح صحيفة هآرتز الاسرائيلية، إسرائيل صاحبة النفوذ الأقوى بالمنطقة والأقل تآلفا مع إدارة أوباما، لينكشف تحالف روسي-ايراني-اسرائيلي بمباركة أميركا العجوزة التي صارت تبدو وكأنها تشبه وزير خارجيتها الطاعن بالسن.
فهل أميركا بكل هذا الدهاء لتنسحب وتدع الروس يغوصون في الوحل السوري، أم هي بهذا الضعف؟ إن الإجابة عن هذا السؤال لم تعد ضرورية، فالأهم أن تفهم روسيا وإيران وحلفاؤهما أنهما قد وقعا في الوحل الشبيه بافغانستان، وأن الدفاع عن بلد المقدسات، المملكة العربية السعودية إذا ما تعرضت للخطر، هو واجب ديني جهادي ستنبري له كل الدول الاسلامية، فالمملكة العربية السعودية خط أحمر كبير وبالفارسي كي يفهمها العجم «خاط قرمز بُزركَـ»
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
لقد أعجبتنا جدا تصريحات وزير خارجية المملكة الجبير في معرض رده على القيادة الإيرانية بشأن أحداث الحج، فكيف لمن تلطخت أيديهم بأعمال ارهابية متكررة في البيت الحرام، خاصة في احداث 1978، موثقة بالادلة والاعترافات، أن يتحدثوا عن سلامة الحجيج في أطهر بقعة شرفها الله سبحانه، فإنه لا يشكك في أمانة المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبا أصيلا، وقدرتها وبذلها في رعاية المناسك والحجيج إلا جاحد شاذ عن الشريعة الاسلامية السمحة.
وربما يتساءل المرء، لماذا الآن هذه الهجمة المنظمة على المملكة؟ فلا رعايتها للحج والحجيج جديدة ولا الأحداث الارهابية في موسم الحج جديدة أيضا؟! إلا أن المراقب للساحة يجد تزامنا لعدة أحداث ترتبط خيوطها لتخدم تغيرا ملحوظا في سياسة الدول العظمى نحو إعادة تقسيم النفوذ في الخليج العربي، فحرب اليمن، التي بدأت تخرج عن سيطرة إيران، والاتفاق النووي الايراني مع الغرب وهرولتهم لإقامة علاقات قوية مع إيران، وتراجع الدور الأميركي لمصلحة البارجات والطائرات الروسية التي دخلت حرب سوريا وكسرت حاجز الحرب الباردة لأول مرة منذ أزمة الصواريخ في كوبا إبان حكم الرئيس كنيدي، دخلت الحرب مباشرة من غير أن تستأذن من أميركا بقدر ما استأذنت من إسرائيل حسب تصريح صحيفة هآرتز الاسرائيلية، إسرائيل صاحبة النفوذ الأقوى بالمنطقة والأقل تآلفا مع إدارة أوباما، لينكشف تحالف روسي-ايراني-اسرائيلي بمباركة أميركا العجوزة التي صارت تبدو وكأنها تشبه وزير خارجيتها الطاعن بالسن.
فهل أميركا بكل هذا الدهاء لتنسحب وتدع الروس يغوصون في الوحل السوري، أم هي بهذا الضعف؟ إن الإجابة عن هذا السؤال لم تعد ضرورية، فالأهم أن تفهم روسيا وإيران وحلفاؤهما أنهما قد وقعا في الوحل الشبيه بافغانستان، وأن الدفاع عن بلد المقدسات، المملكة العربية السعودية إذا ما تعرضت للخطر، هو واجب ديني جهادي ستنبري له كل الدول الاسلامية، فالمملكة العربية السعودية خط أحمر كبير وبالفارسي كي يفهمها العجم «خاط قرمز بُزركَـ»
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق