برنارد لويس: حملاتنا الصليبية ضرورة لوقف انتشار الإسلام في الغرب "ليتذكـّر المسلمون نعمـة الإستعمـار!"
[بقلم: ( صحيفة "وول ستريت جورنال")]
بسم الله الرحمن الرحيم
أكد الكاتب والمحلل السياسي الإنجليزي الأصل الأمريكي الجنسية "برنارد لويس" أن الحملات الصليبية قديماً وحتي بعد أحداث 11 سبتمبر كانت ضرورة ملحة لوقف موجات الإسلام من ان تنتشر في مناطق كثيرة من العالم وبالأخص مناطق اوروبا، ووصف الحملات الصليبية الغربية والأمريكية علي منطقة الشرق الأوسط بالمتأخرة.
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالاً قالت فيه: إن "برنارد لويس"(90 عاماً) المؤرخ البارز للشرق الأوسط قد وفر الكثير من الذخيرة الأيديولوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب، حتى أنه يُعتبر بحق منظرا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.
قالت الصحيفة إن "لويس" وصف هجرة المسلمين إلى أوروبا بأنها هجوم إسلامي على الغرب، ودافع عن الحملات الصليبية معتبرا أنها تقليد متأخر ومحدود و ناجح للقضاء علي الجهاد‘ أدت إلى منع نشر الإسلام في كثير من مناطق العالم.
أضافت الصحيفة: إن لويس قدم تأييدا واضحا للحملات الصليبية الفاشلة وأوضح أن الحملات الصليبية، على بشاعتها، كانت رغم ذلك ردا مفهوما على الهجوم الإسلامي خلال القرون السابقة، وأنه من السخف الاعتذار عنها.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها "لويس" إلى الحملات الصليبية باعتبارها ضرورة، بل محاولة ناجحة للحد من نفوذ الحضارة الإسلامية.
فبعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر كتب "لويس" يقول: إن الحملات الصليبية يمكن وصفها بشكل أكثر دقة باعتبارها ردا محدودا ومتأخرا، وفي التحليل الأخير غير فعال، للرد على الجهاد.
ويؤكد البعض أن تكون كتب لويس المشتبكة مع تاريخ الشرق الأوسط والسياسة قد دعمت السياسة الخارجية الكارثية لإدارة بوش في الشرق الأوسط.
ومن بين التحليلات المهمة للوجود السياسي لبرنارد لويس في فترة ما بعد 11 سبتمبر ما كتبه "إيان بوروما" في مقال بعنوان "فُقد في الترجمة" والذي نُشر في صحيفة "نيو يوركر" في 2004، وقد وصف "بوروما" في مقاله هذا "لويس" بأنه صديق للعديد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين، كما قال "بوروما": إن البعض سعى إليه بعد 11 سبتمبر، حيث دعاه "كارل روف" للحديث في الشرق الأوسط، كما أن ديك تشيني من بين المعجبين به، مضيفا: أن "لويس" ساند صديقه أحمد الجلبي من أجل القيام بدور رئيسي في العراق.
كما انتقد "مايكل هيرش" المحرر الكبير في" نيوزويك" برنارد لويس بحدة في مجلة "واشنطن منثلي" قائلا: إن سوء قراءة أمريكا للعالم العربي –ومصيبتنا في العراق– ربما تكون قد بدأت في 1950".
وطرح لويس في زيارته الي تركيا تصور نصراني غربي مفاده "ديمقراطية عربية مُعلمَنة ترمي بقيود الإسلام التي تعود إلى القرون الوسطى وتدخل المدنية أخيرا".
وأشار هيرش إلى أن المنطق الأساسي للإدارة في احتلالها للعراق، بعد الفشل في العثور على أسلحة دمار شامل، كان هو ما أطلقت عليه وول ستريت جورنال "عقيدة لويس"، ولكن بدلا من أن ينتج عن هذا "حكومة غربية، يتم تشكيلها وفرضها من أعلى مثل تركيا الكمالية، تكون حصنا لأمن أمريكا ونموذجا للمنطقة" أشار هيرش إلى أن ما يُسمى بعقيدة لويس، التي تم تطبيقها في العراق من خلال الاحتلال، "انتقلت من (مجتمع) علماني إلى مجتمع يتزايد تشددا وأسلمةً".
ورغم أن قليلا من المراقبين وثيقي الصلة بالشرق الأوسط يقولون إن فكرة إيجاد شرق أوسط علماني وديمقراطي أمر مرغوب، فإن منتقدين يشيرون إلى أن ظروف تفكك الإمبراطورية العثمانية كانت مثالا فريدا في تركيا، وأن ثمة عوامل أدت إلى تعقيد التطور السياسي للشرق الأوسط بشكل كبير، مثل إنشاء الكيان الصهيوني والاحتلال الأجنبي للشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية (وخاصة فيما يتعلق بالنفط)، وسياسة الحرب الباردة، وسقوط الحكومات المنادية بالقومية في الشرق الأوسط.
ورغم أن مصطلح "صدام الحضارات" يرتبط عادة بالمفكر المحافظ صمويل هنتنجتون، فإن لويس كان هو من قدم التعبير أولا إلى الخطاب العام، ففي كتاب هنتنجتون الصادر في 1996، يشير المؤلف إلى فقرة رئيسية في مقال كتبه لويس في 1990 بعنوان "جذور الغضب الإسلامي" قال فيها: هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية، لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخي على منافس قديم لتراثنا اليهودي المسيحي، وحاصرنا العلماني، والتوسع العالمي لكليهما.
وقد طور لويس روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن العشرين؛ حيث يشير جريشت، من معهد العمل الأمريكي، إلى أن لويس ظل طوال سنوات "رجل الشئون العامة"، كما كان مستشارا لإداراتي بوش الأب والابن.
وفي 1 مايو 2006 ألقى تشيني خطابا يكرم فيه لويس في مجلس الشئون العالمية في فيلادلفيا؛ حيث تذكر تشيني أن لويس كان قد جاء إلى واشنطن ليكون مستشارا لوزير الدفاع في ذلك الوقت بشأن الشرق الأوسط بعد غزو العراق للكويت.
وقال تشيني: "لقد قررت في ذلك اليوم أن هذا رجل أريد أن أكون على اتصال به، وأنه ينبغي أن أتابع عمله بدقة في السنوات القادمة"، وفي 1998 وقع لويس خطابا أرسلته لجنة السلام والأمن في الشرق الأوسط إلى الرئيس بيل كلينتون يطالب بـ"إستراتيجية سياسية وعسكرية شاملة لإسقاط صدام ونظام حكمه".
ومن بين الموقعين على هذا الخطاب صقور البيت الأبيض التي حقتها المقاومة العراقية، منهم ريتشارد بيرل وجون بولتون ودونالد رامسفيلد وفرانك جافني وبول وولفيتز وويليام كريستول وروبرت كاجان وإليوت أبرامز ودوجلاس فيث وزلماي خليل زاد.
يُشار إلى أن لويس، وهو أستاذ متقاعد في جامعة برنستون، ألف 20 كتابا في الشرق الأوسط، من بينها "العرب في التاريخ" و"صعود تركيا الحديثة" و"اكتشاف المسلمين لأمريكا" و"الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث" و"أزمة الإسلام: حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس".
__________________
برنـارد لويـس: بطريـرك الإستشـراق
"ليتذكـّر المسلمون نعمـة الإستعمـار!"
يعتبر برنارد لويس شخصية غير عادية في عالمَي الأكاديميا والإنتليجنسيا الغربية. ولد في إنكلترا عام 1917، لعائلة يهودية أشكينازية. حين اندلعت الحرب العالمية الثانية، ترك التعليم الجامعي، الذي كان قد بدأه لتوّه، ليعمل ضابطاً في الإستخبارات العسكرية البريطانية، ثم عاد، غداة انتهاء الحرب، إلى منصبه كأستاذٍ محاضرٍ في جامعة لندن، رغم أن الكثيرين من معارفه يؤكدون على استمرار صلاته بالمؤسسة الإستخبارية البريطانية حتى يومنا هذا.
في هذه المقالة التي أعددناها عن الرجل، نسعى لنضيء على أهم الأفكار التي أطلقها لويس حيال العرب والمسلمين على مدى أكثر من نصف قرن، ثم ما لبثت أن تحولت اليوم إلى ما يشبه المتكآت النظرية لاستراتيجيات الأمن التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية في العالمين العربي والإسلامي.
بطريرك الإستشراق
ينتمي برنارد لويس إلى نخبة من المفكرين والباحثين التاريخيين وقادة الفكر الإستراتيجي في الولايات المتحدة، أمثال صاموئيل هانتنغتون (Samuel Huntington)، صاحب نظرية "صراع الحضارات" التي استقاها من مقالة للويس بعنوان "عودة الإسلام"(1)، وفرانسيس فوكوياما (Francis Fukuyama)، القائل بـ"نهاية التاريخ"، الذين تبنّت أفكارهم ونظرياتهم الداعية، في جلّها، إلى تكريس النظرة الأحادية إلى العالم من بوابة الإمبراطورية الأميركية المنتصرة، مجموعة من صناع القرار في واشنطن، من المحافظين الجدد، وروّجت لها مؤسسات الأبحاث السياسية والإستراتيجية، وصارت كتبهم على قائمة المبيعات الأكثر رواجاً وتغطية على الصعيد الإعلامي.
نجحت هذه المجموعة ودعاتها والمروّجين لأفكارها ومناهجها الفكرية الإستعلائية في أدلجة التنميط، المستشري أصلاً في المجتمع الأميركي، لصورة العرب والمسلمين السلبية، وفي إعطائه بعداً فلسفياً وفكرياً عميقاً، خاصة بعد أحداث أيلول (سبتمبر) 2001 وارتداداتها الداخلية والخارجية. وعلى خلفية استشراء ثقافة الخوف من الإرهاب التي اجتاحت المجتمعات الأميركية منذ تلك الأحداث، انتشرت على جميع المستويات الثقافية والعقائدية، بما في ذلك تلك التي تعتدّ بليبراليتها، الكثير من التعميمات النمطية التبسيطية والمتعجرفة التي وجدت أرضيةً خصبةً لها في الأوساط الإعلامية الأميركية المعادية أصلاً للعرب والمسلمين. مثالٌ على تلك التعميمات التي أصبحت متداولةً على ألسنة النخب كما العامة: "هذا هو الإسلام"؛ "المسلمون أعداء التغيير"؛ "هم هكذا!"؛ "كان المسلمون وسيظلون على ما هم عليه"؛ "الإسلام نقيض الديموقراطية"؛ "العرب معادون للديموقراطية"؛ "الإسلام ضد الحرية"؛ "إنهم يكرهوننا لأننا نحب الحرية!".. ألخ. وزاد في تفشي هذه الظاهرة وجود "مستشرقين"، من أمثال برنارد لويس، يملكون من الخلفية الثقافية والفكرية والمؤهلات الأكاديمية والبحثية والخبرة في الطرح والنقد والمجادلة وصناعة الرأي ما يسدِّد مراميهم ويؤيِّد طروحاتهم المؤدلجة.
ولقد وقف المفكـِّر العربي-الأميركي الراحل د. إدوارد سعيد- وهو أحد صنـّاع الثقافة الغربية في الربع الأخير من القرن المنصرم والناقد الأهم لحركة "الإستشراق"(2)- نداً عنيداً وناقداً صارماً لتلك الشريحة من المستشرقين الذين "خانوا رسالتهم كبحاثة"(3) وقد كان له رحلة مخصوصة مع "عميد الإستشراق" برنارد لويس، مفنداً مزاعمه وتعميماته، ومبرزاً حجم التناقضات التي وقع فيها في أبحاثه وتحليلاته، وكاشفاً حقيقة مقاصده ومراميه لا سيما لجهة التزامه التصوّر الصهيوني، بشكلٍ سافرٍ ومبطنٍ في آن. لكن سعيد لم يوفق في مساعيه النقدية في التصدي لهؤلاء "المستشرقين الجدد" لأسباب عدة أبرزها أنه عربي الأصل، وبالتالي فهو لم يكن محايداً- من وجهة نظر أميركية- في مواجهة مفكر يهودي مثل لويس، حيث اتهمه بأنه لم يرَ إلى حركة الإستشراق إلا من زاوية مؤامراتية تخدم المصالح الإمبريالية على حساب شعوب المنطقة.
موسوعية وانتقائية وتعميم
أثبت لويس عن قدرة كبيرة، وشبه فريدة بين أترابه من المستشرقين المحدّثين. كما كشف عن موسوعيةٍ هائلة في البحث وجمع مواد التاريخ والإجتماع في العالمين العربي والإسلامي. فلقد اختار المناسب منها للفكرة المطروحة والمعالَجة، ثم قام بتشريحها وتحليلها وتقديمها للقارئ الغربي كمادة ثقافية جذابة- وليس أكاديمية باردة فحسب، وذلك بأسلوبٍ وشكل وإطار من الموضوعية-المثيرة والمنطق-الجذاب واللغة-المبسطة، أو "التبسيطية" كما يتهمه ناقدوه، محاكياً بذلك العقل والغريزة معاً وجامعاً أحداث الحاضر والتاريخ في حزمة واحدة، وهو ما عجز عنه، أو لم يتجرأ على مقاربته، البحاثة الآخرون من قبله. فقد فهِم لويس منذ أن جاء إلى الولايات المتحدة، وربما كان ذلك من أسباب قدومه إليها أيضاً، أن الأفكار والمبادئ التي تنتجها النخب الفكرية، بذهنية ولغة أكاديمية نخبوية صافية، غير قادرة، على الأقل في المجتمعات الديموقراطية الحرة، على التأثير العميق والسريع في الثقافة العامة وصناعة الرأي، وبالتالي في صناعة القرار.
رغم أن المقارنة قد تبدو غريبة بعض الشيء، لكنها لا بد مفيدة في توضيح الأثر الذي تركه برنارد لويس لجهة إعادة إنتاج وتوضيب مواد التاريخ والإجتماع العربية/الإسلامية وتسويقها في العالم الغربي، في ما يشبه الكتب القصصية الجذابة، المتوسطة الحجم نسبياً والمعتمدة في المناهج الأكاديمية. ولن نبالغ في القول إن الكثير مما أنتجه برنارد لويس يصلح لأن يكون ضمن سلسلة كتبية أميركية شهيرة لتبسيط المعارف، وذلك تحت عنوان مثير هو "تاريخ الإسلام للأغبياء!"...(Islamic History for Dummies)
أما أكثر نقاط النقد لأفكار برنارد لويس إثارة للجدل فهي تلك التي تتصل بأسلوب التنميط والتعميم الذي يمارسه لويس في حق العرب والمسلمين. فهو ينتقي مواده بشكلٍ يصعب على النقاد محاججته أو التشكيك بصحتها. وهو يستشهد، إضافة إلى آيات من القرآن الكريم وأحاديث الرسول، بوقائع تاريخية، قديمة وحديثة، تنتمي إلى حقبة معينة وتتصل بفئة أو مجموعة أو مجتمع إسلامي بعينه، ثم يقوم بتحليلها وإسقاط نتائج ذلك ومدلولاته، بشكل تعميمي سافر، على العرب / المسلمين جميعا وعلى امتداد تاريخهم، أو على حقبة كاملة منه.
في مقالة بعنوان "الإسلام من خلال عيون غربية"(4) يقول إدوارد سعيد:
"بدلاً من توضيحها وتهذيبها، ساهمت النخب الثقافية ومواقع صنع القرار في الولايات المتحدة، في تعزيز وتكثيف الصورة النمطية للإسلام كتهديد للغرب. من رؤية زبغنيو برجنسكي في "هلال الأزمات" إلى نظرية برنارد لويس في "عودة الإسلام"، تبدو الصورة المرسومة موحدة: "الإسلام" يعني نهاية الحضارة كما نعرفها "نحن"؛ الإسلام ضد الإنسانية، ومعادٍ للسامية، ولاعقلاني".
وكمثل على نمطية صورة الإسلام وتعميمها على الشخصية الإسلامية على اختلاف تنوعاتها وخلفياتها الثقافية ومخزون تجاربها، يقول برنارد لويس في مقالته الشهيرة، "جذور الغضب الإسلامي"(5)، وذلك في معرض إجابته عن التساؤل: "لماذا يمقت غالبية المسلمين الغرب، ولماذا لن يكون من السهل التخفيف من مرارتهم تجاهنا؟":
"في نظر غالبية الشعوب (العربية والإسلامية) في الشرق الأوسط، لم تجلب الأنماط الإقتصادية الغربية لهم سوى الفقر، والنظم السياسية الغربية لم تنتج لهم سوى الديكتاتورية، وأما أسلحة الغرب فلم تأتِ بغير الهزائم... لقد عانى المسلم من مراحل متتالية من الهزائم. الهزيمة الأولى كانت خسارته لموقع السيادة التاريخي في العالم، في مواجهة روسيا والغرب. الهزيمة الثانية كانت تحجيم سيادته الوطنية الداخلية عبر اجتياح الأفكار والقوانين وسبل العيش الغربية، وأحياناً إلى درجة تنصيب الحكام الغرباء وتوطين المستعمرين من غير المسلمين على أرضه. أما الهزيمة الثالثة، وهي القشة التي قسمت ظهر البعير، فكانت تحدي سيادته على أسرته من خلال تعميم شعارات تحرر امرأته أو تثوير أبنائه على أنماط وأساليب حياته التقليدية".
مستقبل الشرق الأوسط
في كتابه "مستقبل الشرق الأوسط"(6) الصادر عام 1997، كتب برنارد لويس نبؤاته عن مستقبل المنطقة ودولها وشعوبها على أعتاب القرن الواحد والعشرين. وقد عرض الكتاب لمجمل الطروحات الفكرية والسياسية والإستراتيجية التي كانت حينها على قمة أولويات البحث. وازداد الإهتمام بها ليأخذ أبعاداً معولمة بعد أحداث أيلول (سبتمبر) 2001 وانطلاق الحملة الأميركية في سياق "الحرب على الإرهاب".
لعل أبرز هذه الطروحات: مقاربته لفكرة "دمج الحرية والإيمان بشكلٍ لا يستثني أحدهما الآخر" كحلٍ لمشاكل الإسلام السياسي؛ وتعمّقه في تحليل مفهوم الجهاد لدى الحركات الأصولية الإسلامية، ومقارنته بجهاد الصليبيين المسيحيين في القرون الوسطى؛ إلى مقاربته مستقبل الصراع بين تلك الأصولية الإسلامية والديموقراطية الليبيرالية، رغم ميل البعض من تلك الحركات، كما في تركيا وإيران والجزائر، للقبول باللعبة الديموقراطية كوسيلة للوصول إلى السلطة ومن ثم العمل للقضاء على العناصر والأفكار "المعادية لشرع الله". وبعد مقولة تبنّي وتنظيم وانتشار إرهاب الحركات الأصولية، "الإرهاب في موطنها أثناء وجودها في صفوف المعارضة والإرهاب خارج حدود بلادها عندما تصل إلى السلطة"، يصل لويس أخيراً إلى القضية المركزية المتمحورة حول الصراع العربي الإسرائيلي. في هذا المجال، يبيّن لويس أن الحل لن يتأتى إلا عن طريق التغيير الجذري لأنماط التفكير في العالم العربي والإسلامي. ويرى إلى سيرورة التغيير ابتداء من قبول واعتناق مبدأ التعاون في حل النزاعات، ونمو الحد الأدنى من بنية الإحتكاك والتواصل بين إسرائيل وجيرانها وصولاً إلى "التأقلم". بل أبعد من هذا، فقد يتطور التأقلم مع الوقت ليغدو تسامحاً، والتسامح قبولاً، والقبول ثقةً، وقد تتطور الثقة إلى صداقة"...
أزمة الإسلام
"أزمة الاسلام: الحرب المقدّسة والإرهاب المدنـَّس"(7)، هو الكتاب قبل الأخير لبرنارد لويس وقد صدرت طبعته الأولى مطلع عام 2003، أي بالتزامن مع الإحتلال الأميركي للعراق. ويمكن اعتبار هذا الكتاب المتوسط الحجم (190 صفحة) تكملة للكتاب الذي سبقه "أين الخطأ؟"(8).
في مقدمته، يتضمن الكتاب أربع خرائط تاريخية للعالم الإسلامي هي: (1) عصر الخلفاء: تظهر المد الإسلامي منذ انطلاق الدعوة عام 622 م. وحتى عام 750 م. إبان العصر الأموي؛ (2) الإمبراطورية العثمانية: تتضمن الإمتداد الجغرافي للدولة الإسلامية منذ عام 1300 م. وحتى عام 1683 م. (تاريخ فشل الجيش العثماني في دخول فيينا)؛ (3) عصر الإمبريالية: التقسيمات الإستعمارية لتركة الإمبراطورية العثمانية بين الدول الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا وروسيا)؛ (4) الشرق الأوسط الحديث.
أي تاريخ؟
حسب برنارد لويس، بدأ التاريخ عند المسلمين مع انطلاق الدعوة الإسلامية نفسها، وهو السبب في تحديد التقويم بتاريخ هجرة النبي محمد من مكة إلى المدينة المنوّرة. أما ما سبق ذلك، من تاريخ لحضارات الأمم التي سبقت واندثرت، فلم يتعدّ الإهتمام به درجة ارتباط ذلك بما جاء في القرآن من روايات وأمثلة عن تلك الأمم والشعوب التي كانت تقبع في درك "الجاهلية". وأما التاريخ الإسلامي فيمثل، بالنسبة للمسلمين، نتيجة حتمية لمشيئة الله، وهو بذلك ذو شأن ديني وفقهي-قانوني هام، في حين لا يحمل تاريخ غير المسلمين مثل هذا البعد الإلهي.
لهذا ظل الإهتمام بالموروث التاريخي لفترة ما قبل الإسلام، في بلادٍ هي مهد الحضارات الإنسانية التي تنتشر الشواهد عليها في كل مكان، في حدوده الدنيا. فقد انقرضت لغات الأقدمين ودفنت مآثرهم تحت الرمال، حتى جاء البحاثة وعلماء الآثار الغربيين ليعيدوا نبشها ودراستها وفك رموزها.
الإسلام: هوية وانتماء
ظل الإسلام، لأكثر من ألف عام، يمثل المصدر المقبول الوحيد للقوانين والتشريعات الخاصة والعامة في حياة المسلمين. ولم يتغير هذا الواقع حتى في ظل وقوع معظم البلاد والشعوب الإسلامية تحت احتلال الدول الأوروبية لها.
لهذا يبدو الفارق شاسعاً بين عالم الإسلام وبقية دول العالم، حين يتعلق الأمر بالشؤون السياسية، محلية كانت أم دولية. إذ لا يجتمع رؤساء الدول الإسكندنافية من وقت لآخر لمناقشة قضايا البلاد البروتستانتية؛ ولا هي من عادة زعماء اليونان ويوغوسلافيا وبلغاريا والإتحاد السوفياتي أن يتناسوا خلافاتهم الإيديولوجية لعقد اجتماع على خلفية العقيدة الأرثوذوكسية؛ وكذلك لم تحاول الدول الآسيوية التي يعتنق غالبية سكانها البوذية تشكيل تجمع بوذي في الأمم المتحدة. إن مجرد التفكير في تشكيل تجمعات ضمن هذا الإطار في العالم الحديث قد تبدو غريبة وبلا معنى. لكنها ليست كذلك في العالم الإسلامي. ففي خلال مراحل الحرب الباردة جميعها، كان ممثلو أكثر من خمسين دولة إسلامية، من جمهوريات وممالك وإمارات، ومن دول محافظة وثورية، رأسمالية واشتراكية، مدعومة من الشرق والغرب، يشكلون تجمعاً دولياً يلتقي بشكل دوري ليتعاونوا بشأن قضاياً تهم بلادهم وشعوبهم.
أحد أسباب هذا التميّز في الموقف السياسي الإسلامي يعود إلى المستوى العالي من الإيمان والممارسة الدينية لدى المسلمين عامة مقارنة بأتباع الديانات الأخرى. السبب الآخر والأهم هو أن الإسلام ليس طريقة عبادية وحسب، وإنما هو أيضاً هوية وانتماء. فبالنسبة إلى الكثير من المسلمين، يمثل الإسلام الهوية والإنتماء بحيث يتفوقان على أي هوية أو انتماء آخرين.
أما عن الموجة الثورية الحديثة في الإسلام فتقوم على عدة ركائز. أحد هذه الركائز الشعور بالإذلال، وهو شعور مجموعة من الناس اعتادت أن ترى إلى نفسها كحامية وحيدة للحقيقة الإلهية. إنها تؤدي واجباً إلهياً بتبشير الكفار بالدين الحنيف. لكنها لا تلبث أن تجد نفسها واقعة تحت سيطرة هؤلاء الكفار أو هي متأثرة إلى حدٍ كبير بهم، وبشكل أدى إلى تغيير أنماط حياة المجموعة. إضافة إلى الإذلال، هنالك الإحباط المتأتي من فشل جميع الخيارات المستوردة من الغرب لتغيير أحوال الشعوب. وبعد الإذلال والإحباط جاءت الركيزة الثالثة الضرورية للبعث – الثقة بالنفس من جديد والشعور بالقوة. هذا الشعور انطلق وتنامى خلال أزمة النفط عام 1973، حين اتخذت الدول العربية المنتجة للنفط، موقفاً داعماً لمصر في حربها ضد إسرائيل، باستخدام النفط كوسيلة مؤثرة جداً. الثروة الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط، والفخر، والثقة بالنفس، تم تعزيزها بركيزة أخرى هي: إحتقار الغرب وأخلاقياته.
غير أن السؤال الذي يشغل تفكير صناع السياسة الغربيين اليوم هو البحث عما إذا كان الإسلام، أصولياً كان أم تقليدياً، يشكل تهديداً للغرب؟
معنى "الجهـاد"
يشرح برنارد لويس معنى الجهاد كواجبٍ ديني مقدّس، مفاضلاً بين مفهومين للجهاد: جهادٌ أخلاقي غايته تهذيب النفس وترويضها وجهادٌ حربي في سبيل الأمة. وهو يستشهد في ذلك بآيات من القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد. إلى ذلك فهو يربط مفهوم الجهاد بالسياق التاريخي للفتح الإسلامي، غرباً باتجاه إسبانيا والبرتغال وجنوب غرب فرنسا وجنوب إيطاليا، وشرقاً باتجاه وسط آسيا والهند والصين.
إن مفهوم الجهاد الحربي لدى لويس ينطلق من خطين: الجهاد الهجومي، وغايته نشر الدين الإسلامي، وخط الجهاد الدفاعي، وغايته الذود عن بلاد المسلمين. لكن العالم، في نظر المسلمين، مقسوم إلى ثلاث مناطق: "دار السلام"، وهي بلاد المسلمين، و"دار الحرب"، وهي بلاد الكفار، و"دار الصلح"، وهي بلاد أهل الكتاب، أو المشركين، أو الكفار، ممن عقدوا صلحاً مع المسلمين يدفعون بموجبه جزية لقاء عدم احتلال بلادهم أو محاربتها.
ولم يتوقف التزام مبدأ الجهاد الهجومي على زمن الفتوحات الإسلامية الأولى بل امتد حتى السنوات الأخيرة من عمر السلطنة العثمانية. فقد اجتاح الأفغان، عام 1896، منطقة "كوش" الجبلية في شمال الهند، والتي كان يطلق عليها اسم "كافرستان" – أي بلاد الكفار، لتصبح بعد احتلالها "نورستان" – أي بلاد النور. كما أطلق العثمانيون على بلغراد، والتي كانت مركزاً متقدماً في حربهم ضد النمسا في أواخر القرن السابع عشر، إسم "دار الجهاد". وكانت وزارة الحرب التي أنشأها محمد علي باشا في مصر، حسب الهيكلية والتنظيم الفرنسي، تدعى "ديوان الجهادية" والوزير القائم على شؤونها يوصف بـ "ناظر الجهادية".
على الرغم من تعريفه لصفتي الجهاد الفردية والعامة، ينتقد لويس أولئك الذين يجهدون حالياً للتقليل من أهمية صفته الحربية درأً لشبهة العنف والإرهاب التي أُلصقت به. وحسب رأيه، فقد افتقد مفهوم الجهاد في العصور الحديثة "قداسته" بينما حافظ على بعده الحربي البحت، وهو ما يبدو جلياً في أدبيات الحركات الإسلامية الناشطة في كشمير والشيشان وفلسطين.
نعمة الإستعمار والإحتلال!
يقول لويس أنه غداة سيطرة الدول الأوروبية على منطقة الشرق الأوسط، مطلع القرن الماضي، لم تقم بضمّ تلك البلدان إلى سيادتها المطلقة بالشكل التقليدي الذي مارسته في بقية المستعمرات والملحقات الأخرى حول العالم. فقد أوكلت عصبة الأمم حينها إلى كل من فرنسا وبريطانيا انتداب تلك البلدان وإدارتها ضمن مهمة واضحة الأهداف وهي تدريب تلك الشعوب، أو تهيئتها لإدارة شؤونها ذاتياً واستقلالها لاحقاً عن سلطة الإنتداب، وذلك ضمن فترة قصيرة جدا، بين الحربين العالميتين. وقد تم، مع نهاية الحرب العالمية الثانية، إعلان إنتهاء فترة الإنتداب ومُنحت تلك البلدان استقلالها، فيما بقي القسم الأكبر من شبه الجزيرة العربية خارج سيطرة الدول المستعمِرة.
مع ذلك، فقد كان التأثير السلبي لتلك الحقبة كبيراً جداً في نظر شعوب المنطقة. ورغم تأكيد لويس على أن هذا التأثير ومضاعفاته السلبية كانا كبيرين، إلا أنه يعتبره أدنى بكثير، ولأسباب غير أحادية الجانب، وهو على خلاف ما صوّرته الأدبيات الوطنية بعد ذلك. فقد كان لتلك الفترة أيضاً حسناتها، خصوصاً على صعد إنشاء البنية التحتية، والخدمات العامة، ونظم التعليم والتغييرات الإجتماعية التي أدت إليها لدى تلك الشعوب، لا سيما لجهة إنهاء ممارسة "العبودية" والإنخفاض الكبير في انتشار ظاهرة تعدد الزوجات، مع أنه لم يقضِ على هذه الظاهرة بالكامل. ويمكن بوضوحٍ تلمـّس الفارق بين مرحلتي الإستعمار والإستقلال، وذلك بإجراء مقارنة بين البلدان التي وقعت تحت نير الإستعمار، كمصر والجزائر مثلاً، وتلك التي لم تخسر استقلالها، كالسعودية وأفغانستان. فالسعودية مثلاً لم تعرف الجامعات إلا في فترة متأخرة وبأعدادٍ قليلة جداً. وفي حين يبلغ عدد سكان المملكة 21 مليون نسمة، فإن عدد الجامعات فيها لا يتعدى الثماني فقط مقارنة مع سبعة معاهد عليا أنشأها الفلسطينيون منذ الإحتلال الإسرائيلي عام 1967. أما العبودية فلم يتم حظرها في السعودية حتى العام 1962، فيما لا تزال حقوق المرأة مسلوبة حتى اليوم.
فشل الحداثة
يعيد برنارد لويس سبب فشل المسلمين في مواجهة تحديات الحداثة إلى تمسكهم الطوطمي بأمجاد تاريخهم وموروثهم من هذا التاريخ. وهو ما يؤدي إلى انسداد الأفق أمام المحدّثين في نظرتهم الموضوعية إلى ما تعاني مجتمعاتهم من تخلف، وتمسّك الأصوليين بدوغمائية ظالمة للإسلام وللعالم.
وفي سياق اشتغاله على مقولة تخلّف المجتمعات العربية وقصورها عن اللحاق بركب الحداثة، يعود لويس ليستشهد بسيلٍ من إحصائيات التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية، كالأمم المتحدة والبنك الدولي، والتقارير شبه المستقلة الصادرة عن المؤسسات العربية والغربية غير الحكومية، التي تـُبرز وضاعة مركز الدول العربية والإسلامية مقارنة مع بقية دول العالم على كافة الصعد التنموية البشرية، اقتصادية وصحية وتربوية وثقافية وتكنولوجية. مثال ذلك أن لائحة تضم 27 دولة هي الأكثر مبيعاً للكتب في العالم، تبدأ بالولايات المتحدة وتنتهي بفييتنام، ولا تتضمن بلداً إسلامياً واحداً. فيما الأمثلة على صعيد التخلف الإقتصادي لا تعد ولا تحصى، ومنها أن الناتج المحلي الأعلى بين الدول ذات الأغلبية الإسلامية سجلته تركيا، في المركز الـ23، بسكانها البالغ عددهم 64 مليون نسمة، متخلفة بذلك عن الدانمارك التي لا يتجاوز عدد سكانها 5 ملايين نسمة.
يقول لويس إن شعوب الشرق الأوسط على يقين متزايد من حجم الهوة التي تزداد اتساعاً بين الفرص التي يوفرها العالم الحر وبين الوضع المزري من الفقر والإضطهاد الذي يعانون منه. ردة الفعل الطبيعية هي أولاً ضد الحكام وثانياً ضد القوى العظمى، وفي طليعتها الولايات المتحدة، التي تدعم وتحمي هؤلاء الحكام حفاظاً على مصالحها. لهذا، لا يبدو مستغرباً أن يكون جميع المشاركين في هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) في نيويورك وواشنطن هم من المملكة العربية السعودية ومصر، أي من الدول التي يعتبر حكامها من أهم أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة. أما أكثر الزعماء العرب شعبية لدى العامة في السبعينات فقد كان معمر القذافي، في حين تبوأ عرش الزعامة الشعبية في الثمانينات والتسعينات صدام حسين، وهذا بحد ذاته دليل ساطع على عمق المأزق الذي تعاني منه هذه الشعوب.
السيرة الذاتيـة
إنتقل برنارد لويس في منتصف السبعينات إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أصبح بروفسوراً محاضراً في جامعة برِنستون، واحدة من كبريات الجامعات الأميركية الثمانية، المسمّاة "آيفي ليغ" (تضم، إلى جانب برِنستون، جامعات براون، كولومبيا، كورنيل، دارتموث، هارفارد، بنسلفانيا ويال). في العام 1982 حصل على الجنسية الأميركية، وبعد تقاعده الرسمي، عام 1986، حافظ على مقعده الفخري في برِنستون حيث يقوم بأبحاثه التاريخية ويُصدر كتبه ذات الإنتشار الواسع والتأثير الكبير في صناعة الرأي والقرار في الولايات المتحدة والغرب عامةً.
تضم مروحة أصدقائه ومعتنقي أفكاره، إلى الكثيرين، ديك تشيني (نائب الرئيس الأميركي)، كارل روف (مستشار الرئيس)، ريتشارد بيرل (الرئيس السابق للجنة التخطيط الإستراتيجي في البنتاغون)، بول وولفوويتز (نائب وزير الدفاع)، جيمس ووزلي (المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية وعضو مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات)، شمعون بيريز وأحمد الجلبي…أهم مؤلفاته
• "العرب في التاريخ" (The Arabs in History)؛ 256 ص؛ لندن – 1950
• "ظهور تركيا الحديثة" (The Emergence of Modern Turkey)؛ 524 ص؛ نيويورك – 1961
• "الحشاشون: فرقة متطرفة في الإسلام" (The Assassins: A Radical Sect in Islam)؛ 176 ص؛ لندن – 1967
• "المسلمون يكتشفون أوروبا" (The Muslim Discovery of Europe)؛ 352 ص؛ نيويورك – 1982
• "يهود الإسلام" (The Jews of Islam)؛ 280 ص؛ نيويورك - 1987
• "الإسلام: من النبي محمد وحتى فتح القسطنطينية" (Islam: From the Prophet Muhammad to the Capture of Constantinople)؛ 352 ص؛ نيويورك – 1987
• "لغة السياسة في الإسلام" (The Political Language of Islam)؛ 184 ص؛ شيكاغو – 1988
• "العرق والرق في الشرق الأوسط" (Race and Slavery in the Middle East)؛ 224 ص؛ نيويورك – 1990
• "عالم الإسلام: إيمان وشعوب وثقافة" (The World of Islam: Faith, People, Culture)؛ 360 ص؛ نيويورك – 1991
• "الإسلام والغرب" (Islam and the West)؛ 240 ص؛ نيويورك – 1993
• "الإسلام في التاريخ: أفكار وشعوب وأحداث في الشرق الأوسط" (Islam in History: Ideas, People and Events in the Middle East)؛ 496 ص؛ شيكاغو – 1993
• "تشكيل الشرق الأوسط الحديث" (The Shaping of the Modern Middle East)؛ 200 ص؛ نيويورك – 1994
• "ثقافات متناحرة: مسيحيون ومسلمون ويهود في عصر الإكتشاف" (Cultures in Conflict, Christians, Muslims and Jews in the Age of Discovery)؛ 126 ص؛ نيويورك – 1994
• "الشرق الأوسط: تاريخ موجز لألفي عام" (The Middle East: A Brief History of the Last 2,000 Years)؛ نيويورك – 1995
• "كمال أتاتورك: تحويل صورة أمة" (Kemal Atatürk : Transforming the Image of a Nation)؛ 141 ص؛ 1995
• "مستقبل الشرق الأوسط" (The Future of the Middle East)؛ لندن – 1997
• "الهويات المتعددة للشرق الأوسط" (The Multiple Identities of the Middle East)؛ 176 ص؛ لندن – 1998
• "فسيفساء الشرق الأوسط" (A Middle East Mosaic)؛ 496 ص؛ نيويورك – 2000
• "ما الخطأ؟" (What Went Wrong?)؛ 208 ص؛ لندن / نيويورك – 2002
• "أزمة الإسلام: الحرب المقدّسة والإرهاب المدنـَّس" (The Crisis of Islam: Holy War and Unholy Terror)؛ 190 ص؛ نيويورك - 2003
المصـادر
1. Edward Said, “Islam Through Western Eyes,” The Nation, 3 April 1980, available athttp://www.thenation.com/doc.mhtml?i...s=19800426said
2. Edward Said, Orientalism (New York: Vintage Books, 1978).
3. إدوارد سعيد؛ "النزعة الإنسانية السور الأخير في وجه البربرية"؛ لوموند ديبلوماتيك؛ أيلول (سبتمبر) 2003.
4. Edward Said, “Islam Through Western Eyes,” The Nation, 3 April 1980, available athttp://www.thenation.com/doc.mhtml?i...s=19800426said
5. Bernard Lewis, “The Roots of Muslim Rage,” Policy, Vol. 17, No. 4, Summer 2001-2002; available at http://www.cis.org.au/Policy/summer0...olsumm01-3.pdf
6. Bernard Lewis, The Future of the Middle East: Predictions (London, 1997)
7. Bernard Lewis, The Crisis of Islam: Holy War and Unholy Terror (New York: Random House Trade Paperbacks, 2003)
8. Bernard Lewis, What Went Wrong? Western Impact and Middle Eastern Response (Oxford: Oxford University Press, 2002)
http://www.almaqreze.com/munawaat/artcl222.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق