منقول من موقع شيعي
حول نظافة الأساليب في الدعوة إلى الله تعالى، كتب الشيخ حسين الخشن في كتابه (الشريعة تواكب الحياة) ص227، يقول: إنّ الإسلام يدعونا إلى اعتماد الأساليب النظيفة في عملية الدعوة، وإنّ مجرّد نبل الغاية لا يبرّر إطلاقاً اعتماد الأساليب الواهية غير النظيفة، فلا بدّ أن تكون الوسيلة كالغاية نظيفة. ومن هنا وجدنا أنّ رسول الله (ص) عندما قال الناس عند وفاة ولده إبراهيم- واتفق يومها كسوف الشمس- كسفت الشمس حزناً على إبراهيم، وجدناه يرفض استغلال هذه القضية لتثبيت موقعه ورسالته في النفوس والواقع، بل بادر للصعود إلى المنبر ليقول: "إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله تجريان بأمره مطيعان له لا تنكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته" (الكافي: ج3، ص426)، وهكذا وجدنا الإمام الصادق(ع) يقول لبعض أصحابه وقد استمع إليه يحاور بعض أهل الشام إنّك "تمزج الحق بالباطل، وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل"(الكافي، ج1، ص173). وممّا يؤسف له، أنّ واقع المسلمين شهد الكثير من حالات اختلاق الأحاديث والقصص لهدف نبيل وغاية شريفة، كجذب الناس نحو القرآن أو إبكائهم على الحسين(ع)(راجع اللؤلؤ والمرجان، ص147)، يقول الشهيد الثاني وهو يتحدّث عن أصناف وضّاع الحديث: ".. ومنهم قوم من السُّؤَّال يضعون على رسول الله(ص) أحاديث يرتزقون بها.. وأعظمهم ضرراً من انتسب إلى الزهد والصلاح بغير علم، فاحتسب بوضعه حسبةً لله وتقرّباً إليه، ليجذب بها قلوب الناس إلى الله بالترغيب والترهيب، فقبل الناس موضوعاتهم ثقة بهم وركوناً إليهم، لظاهر حالهم بالصلاح والزهد.. ومن ذلك ما رُوي عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي أنّه قيل له: من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس من فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ فقال: "إنّي رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمّد بن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة". (الرعاية في علم الدراية، ص154).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق