حكم الابناء في التشريع اليهودي. الابن على دين أمه.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
اقتباس
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
اقتباس
اليهود عرفوا منذ زمن مبكر تأثير الأم على الطفل ومن هنا فإنهم قاموا بسنّ التشريعات الغريبة التي تجعل الطفل يهوديا حتى لو كان يعيش في امم أخرى او مع أب على غير دين امه. فكتبوا في التوراة نصوص تحث الطفل على التمسك بشريعة امه دون أبيه ، وتحث الشعب اليهودي ان يعتبر الطفل ابن امه لا أبن أبيه في حال زواجها من شخص من غير دين اليهود وهذا ما نراه واضحا في نصوص كثيرة نذكر منها ما جاء في سفر الأمثال 1: 8 (( اسمع يا ابني تأديب أبيك ، ولا ترفض شريعة أمك)) .
ثم شدد في نصٍ آخر على شريعة الأم ووضح اكثر المراد منها كما نرى ذلك في سفر الأمثال 6: 20 (( يا ابني ... لا تترك شريعة أمك اربطها على قلبك دائما. قلّد بها عُنقك. إذا ذهبت تهديك . إذا نمت تحرسك ، وإذا استيقظت فهي تُحدثك)).
من هذه النصوص نفهم أن الطفل حسب التشريع اليهودي يكون يهوديا على دين امه على رغم انف دين أبيه الذي لربما يكون من دين آخر ومن اجل التخفيف من وقع هذا النص وتطرفه وعنصريته جعلوا للأب تأديب الطفل ، وليس هذا فقط بل أن اليهود فهموا من هذا النص ان الطفل لأمه وليس لأبيه ولذلك فهم يحرصون على شيئين .
الأول : ان تقوم الأم وبناءا على توصيات من طبقة الكهنة أن تقوم بتربية الطفل تربية يهودية خالصة تنقل له العادات والتقاليد والاخلاق والدين اليهودي وتزرع في روحه مقت غير اليهود حتى لو كان ابوه .
الثاني : إذا فشلت الأم في تحويل ولاء الطفل إلى دينها ، فإن اليهود يتدخلون شخصيا لانتزاع الطفل من أبيه قبل ان يشتد عوده ويأخذ دين الأب.
ويتم تعطيل هذا الحكم في حال أن اليهودي تزوج من امرأة ليست على دينه ، عندها سوف يقوم اليهودي بتكليف مربية يهودية لتربية اطفاله ، أو الاشراف شخصيا على تربيتهم وزرع القيم اليهودية في نفس الطفل ومراقبة الام مراقبة صارمة.
========
ثم شدد في نصٍ آخر على شريعة الأم ووضح اكثر المراد منها كما نرى ذلك في سفر الأمثال 6: 20 (( يا ابني ... لا تترك شريعة أمك اربطها على قلبك دائما. قلّد بها عُنقك. إذا ذهبت تهديك . إذا نمت تحرسك ، وإذا استيقظت فهي تُحدثك)).
من هذه النصوص نفهم أن الطفل حسب التشريع اليهودي يكون يهوديا على دين امه على رغم انف دين أبيه الذي لربما يكون من دين آخر ومن اجل التخفيف من وقع هذا النص وتطرفه وعنصريته جعلوا للأب تأديب الطفل ، وليس هذا فقط بل أن اليهود فهموا من هذا النص ان الطفل لأمه وليس لأبيه ولذلك فهم يحرصون على شيئين .
الأول : ان تقوم الأم وبناءا على توصيات من طبقة الكهنة أن تقوم بتربية الطفل تربية يهودية خالصة تنقل له العادات والتقاليد والاخلاق والدين اليهودي وتزرع في روحه مقت غير اليهود حتى لو كان ابوه .
الثاني : إذا فشلت الأم في تحويل ولاء الطفل إلى دينها ، فإن اليهود يتدخلون شخصيا لانتزاع الطفل من أبيه قبل ان يشتد عوده ويأخذ دين الأب.
ويتم تعطيل هذا الحكم في حال أن اليهودي تزوج من امرأة ليست على دينه ، عندها سوف يقوم اليهودي بتكليف مربية يهودية لتربية اطفاله ، أو الاشراف شخصيا على تربيتهم وزرع القيم اليهودية في نفس الطفل ومراقبة الام مراقبة صارمة.
========
لماذا لا يكون المولود يهوديا الا ا ذا ولد من أم يهودية، وأخطار الاعتراف باسرائيل دولة يهودية؟
ميشيل حنا الحاج
ليس في "التوراة" نص واضح وحاسم على هذا النهج اليهودي، رغم وجود نصوص قليلة ومتفرقة تفيد أن الولد من أم يهودية هو يهودي. اما الابن من رجل يهودي وزوجة غير يهودية، لا يكون يهوديا الا اذا تهود.
فاليهودي في عرفهم هو فقط من يولد من أم يهودية حتى لو كان الأب غير يهودي. فالولد ينتمي دينيا الى أمه وليس لأبيه. والطفل الذي يولد لأب يهودي من أم غير يهودية، ليس يهوديا، الا اذا تهود بصفة رسمية، وتم تطهيره على الطريقة اليهودية، علما أن "الطهور" لدى اليهود، شبيه بالطهور لدى المسلمين.
وفي مرحلة ما، جرى التشكيك بيهودية "الملك داود"، ملك اسرائيل، استنادا الى أن واحدة من أسلافه (واسمها روث) لم تكن يهودية. ولكن بعد البحث والتدقيق من قبل كهنة اليهود، تبين أن "روث" قد تهودت، وبذا أصبح "دافيد" يهوديا، كما قال اليهود.
ومنذ عام 1983 ظهر توجه جديد بين بعض اليهود المحدثين المقيمين في الولايات المتحدة. اذ باتوا يعتبرون الطفل المولود من أب يهودي، يهوديا، ولو لم تكن أمه يهودية، شريطة أن تجري تربيته على أسس الديانة اليهودية، بما يعني أنه قد جرى تطهيره على الطريقة اليهودية، وعلم الذهاب الى "السينيجوج" وهو "الكنيس"، أي المعبد اليهودي.
ولا أحد يعلم السبب الأساسي لهذا الموقف من الطفل المولود من أم غير يهودية . وما هو مرد هذا الاعتقاد وجذوره رغم وروده في "التوراة"، مع وجود بعض الخلاف حوله في "التناك"، وهو "انجيل اليهود" الذي اعتبر لمرحلة ما، الابن ليهودي من زوجة غير يهودية، يهوديا طالما أنه قد "تهود". وهو ما يتعارض مع المفهوم الوارد في الثقافة اليهودية "ميشناه"، وهو المفهوم الذي أكد أيضا في "التلمود"، ( بما للتلمود من مكانة خاصة لدى اليهود) ومفاده أن اليهودي هو فقط ابن اليهودية، مرجحين أن هذا الاعتقاد قد نشأ منذ نزول "التوراة" على "النبي موسى" في صحراء "سيناء"، كما ذكر في "الوكيبيديا".
ونسبة الولد الى أمه دون أبيه، عرفت أيضا في الزمن القديم لدى بعض المجتمعات البدائية، باعتبار أن الأم مؤكدة أمومتها للطفل، دون وسيلة للتأكد ممن هو الأب، وخصوصا في زمن ساد فيه الغزو وأخذ النساء سبايا. وكانت تلك قضية مفهومة في الغابر من الزمان. ولكنها لم تكن مفهومة أو مبررة في المجتمع اليهودي القديم لعدم وجود حالات الغزو والسبي. والمبررالوحيد لها هو ورودها في التوراة، وفي التلمود، وفي المعتقدات اليهودية.
ولكن ما هو مرد هذه العقيدة اليهودية، وما هي جذورها؟ هل من المحتمل أن يكون مردها الرغبة في ترجيح أن أبناء النبي "ابراهيم" من زوجته "سارة" اليهودية، أي "اسحق" وذريته، هم اليهود فحسب؟ أما أبناء "ابراهيم" من زوجته "هاجر"، أي "اسماعيل" وذريته، ليسوا يهودا؟
فالغرض الأساسي اذن، قد يكون حصر السلالة اليهودية بسلالة "ابراهيم" من "سارة" دون سلالته من الزوجة الأخرى، مع أن "ابراهيم" هو الأب للوليدين. وقياسا على ذلك، أكد كهنة اليهود وجوب نسبة الولد الى أمه دون أبيه، لأنه لو نسب الى أبيه، لكان أبناء "اسماعيل" من العرب يهودا أيضا، ولكانوا هم الأحق بأرض الميعاد، لو وجد وعد الهي بأرض الميعاد، وخصوصا أنهم (أي سلالة اسماعيل) السكان الأصليين في "أرض الميعاد".
وهذا الطرح أو الاحتمال، سواء كان صحيحا أم لا، قد لا يهمنا كثيرا. فما يهمنا حقا هو الطلب الاسرائيلي من منظمة التحرير الفلسطينية، الاعتراف باسرائيل دولة يهودية، شرطا لتحقيق السلام.
فدولة كهذه، وبهذه الدرجة من التفكير والتعصب الديني الذي يميز بين ابن وابن آخر ل"ابراهيم"، مؤهلة بعد بضع سنوات من السلام المقترن بالاعتراف بها دولة يهودية نقية، وحصولها على اعترافات الدول العربية بها، لأن تفاجئنا بطلب آخر في وقت لاحق، وهو وجوب مغادرة "عرب اسرائيل"، والبالغ عددهم مليونا وربع المليون، أراضي "اسرائيل" التي تم الاعتراف بها دولة يهودية نقية صرفة. فعرب فلسطين ليسوا يهودا، وهذا يتناقض مع مضمون الاعتراف بها دولة يهودية. وهنا نصبح بصدد هجرة فلسطينية ثالثة، تضاف الى هجرتين فلسطينيتين سابقتين، في عامي 1948، ثم 1967.
ومن هنا ينبغي التوقف طويلا، وطويلا جدا، أمام هذا المقترح الصهيوني الذي يخفي ويبيت الكثير للعرب، ولعرب فلسطين بالذات الذين يسمون ب "عرب اسرائيل".
فالتعصب اليهودي ليهوديتهم أمر بالغ الوضوح. وهو يتجلى في أمورعديدة أكثرها وضوحا تتمثل في معتقداتهم الغريبة، والتي لم تعد سائدة في العالم المتحضر كله، ومفادها عدم اعتبار اليهودي يهوديا ما لم يكن مولودا من أم يهودية. ورغم نزوع بعض الفئات الأكثر تحضرا في المجتمع الأميركي اليهودي منذ نهايات القرن الماضي، الى التخلي عن هذا المعتقد، فان الغالبية العظمى من اليهود وخصوصا الأورثوذوكس منهم (أي اليهود الكلاسيكيين والتقليديين)، ما زالوا يتمسكون بمفاهيمهم القديمة التقليدية، علما بأنهم يشكلون نسبة عالية بين اليهود.
فشعب لديه هذه الدرجة من التعصب ليهوديته، ويطالب بالاعتراف به دولة يهودية نقية في يهوديتها، يرجح أنه يبيت الغدر، ولديه نوايا كثيرة غادرة لا يكشف عنها، ولن يكتشفها العرب الا بعد فوات الأوان.
ولو لم تكن اسرائيل بهذه الدرجة من التعصب ليهوديتها، لقبلت بطرح المرحوم "ياسر عرفات" بتأسيس دولة ديمقراطية على أرض فلسطين، تضم الشعبين اليهودي والفلسطيني، في اتحاد وحدوي أو فدرالي. ولكنهم لم يقبلوا بهذا الطرح الفلسطيني، وها هم الآن لا يقبلون الا بسلام يعترف باسرائيل دولة يهودية نقية، وهو الأمر المناقض لطرح الراحل "عرفات".
فحلمهم منذ الفي عام، عندما كانوا يرفعون كؤؤسهم مرددين نخبا واحدا: "العام القادم في أورشليم"، لم يكن مجرد حلم بالعودة الى "القدس"، الى "أورشليم"، الى ما سموه أرض الميعاد، الى "الهيكل"، بل كان حلمهم الاستحواذ على كل الأرض الفلسطينية، وانشاء الدولة اليهودية النقية على أراضيها. والدولة اليهودية النقية، لن تكون نقية بتواجد مليون وربع مليون عربي فلسطيني على أراضيها، غلما أنه عدد مرشح للتزايد عاما بعد عام.
ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين.
عضو في جمعية الكتاب الأليكترونيين الأردنيين.
عضو في اتحاد دول المقاومة: ايران، العراق، سوريا ولبنان.
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون(
عضو في مشاهير مصر - عضو في منتدى العروبة
عضو في "اتحاد العرب" (صفحة عراقية(
عضو في شام بوك - عضو في نصرة المظلوم (ص. سورية(
عضو في مجموعات أخرى عديدة.
===========
===========
السؤال: هل كان يسوع يهودياً؟
الجواب: عندما نتصفح الإنترنت اليوم نرى أنه يوجد تضارب وجدل كبيرين حول السؤال ما إذا كان يسوع الناصري يهودي بالفعل. قبل أن نجيب على هذا السؤال بطريقة وافية، علينا أن نطرح سؤالاً آخر: من (أو ما) هو اليهودي؟ حتى هذا السؤال له عناصر مثيرة للجدل، وإجابته تعتمد على من يجيبه. ولكن أحد التعريفات التي يتفق عليها كل الطوائف اليهودية الرئيسية؛ سواء الأرثوذكسية، أو المحافظة، أوالمصلحة: "اليهودي هو أي شخص من أم يهودية أو أي شخص إجتاز المراسم الرسمية للتحول إلى اليهودية."
رغم أن الكتاب المقدس العبري لا يؤكد في أي موضع ضرورة إستخدام نسب الأم، إلا أن اليهودية الحديثة تؤمن أن هناك عدة مقاطع في التوراة يفهم منها هذا المبدأ مثل تثنية 7: 1-5؛ لاويين 24: 10؛ عزرا 10: 2-3. كما توجد عدة أمثلة في الكتاب المقدس لتحول الأمم إلى اليهودية (مثال: راعوث الموآبية؛ أنظر راعوث 1: 16 حيث تعبر راعوث عن رغبتها في أن تصير يهودية) ومن ثم يعتبرون يهوداً تماماً مثل اليهود الأصليين.
لهذا دعونا نتأمل في هذه الأسئلة الثلاثة: هل كان يسوع يهودي الأصل؟ هل كان يسوع يمارس العبادة اليهودية؟ ثم أخيراً، إذا كان يسوع يهودي، لماذا لا يتبع المسيحيين الديانة اليهودية؟
هل كان يسوع يهودي الأصل، أم هل كانت أمه يهودية؟ كان يسوع بالتأكيد مماثلاً لليهود في أيامه، شعبه بالجسد والسبط الذي ينتمي إليه وديانتهم (رغم أنه كان يصحح أخطاؤهم). لقد قصد الله أن يرسله إلى يهوذا: " إِلَى خَاصَّتِهِ (يهوذا) جَاءَ وَخَاصَّتُهُ (يهوذا) لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ (اليهود) الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ... (يوحنا 1: 11-12)، وقال بوضوح: "أَنْتُمْ (الأمم) تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ (اليهود) فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ." (يوحنا 4: 22).
إن أول آية في العهد الجديد تعلن بوضوح الأصل العرقي ليسوع. "كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ" (متى 1: 1). يتضح من مقاطع مثل عبرانيين 7: 14 الذي يقول: "فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا"، أن المسيح من نسل سبط يهوذا الذي منه تشتق التسمية "يهودي". وماذا عن مريم أم يسوع؟ في سلسلة الأنساب الموجودة في لوقا الإصحاح الثالث نرى بوضوح أن مريم كانت من سلالة الملك داود مباشرة، مما أعطى يسوع الحق القانوني لإعتلاء عرش اليهود كما يؤكد أن يسوع كان بالفعل من أصل يهودي.
هل كان يسوع يمارس الديانة اليهودية؟ إن أبوي يسوع "أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ" (لوقا 2: 39). كان أقرباؤه، زكريا وأليصابات، أيضاً يهوديان يعيشان حسب الناموس (لوقا 1: 6)، لهذا يمكننا أن نرى أن العائلة كلها في الغالب كانت تأخذ ديانتها اليهودية بجدية.
في الموعظة على الجبل (متى 5-7)، أكَّد يسوع مراراً سلطان التوراة والأنبياء (متى 5: 17)، حتى في ملكوت السموات (متى 5: 19-20). كان يذهب إلى المجمع بإنتظام (لوقا 4: 16) وكان اليهود في يومه يحترمون تعليمه (لوقا 4: 15). كان يعلّم في هيكل اليهود في أورشليم (لوقا 21: 37) ولو لم يكن يهودياً لكان دخوله إلى ذلك الجزء من الهيكل غير مسموحاً بالمرة (أعمال الرسل 21: 28-30).
أظهر يسوع علامات خارجية أيضاً على إلتزامه كيهودي. لقد وضع هدباً لثوبه (لوقا 8: 43؛ متى 14: 36) كتذكار للوصايا (عدد 15: 37-39). لقد إحتفل بالفصح (يوحنا 2: 13) وصعد إلى أورشليم (تثنية 16: 16) في هذا العيد اليهودي المهم. وإحتفل بعيد المظال (يوحنا 7: 2، 10) وصعد إلى أورشليم (يوحنا 10: 22) كما هو مطلوب في التوراة. كما حفظ عيد التجديد (يوحنا 10: 22) وفي الغالب أيضاً عيد رأس السنة، أي عيد الأبواق (يوحنا 5: 1)، وصعد إلى أورشليم في كلتا المناسبتين رغم أن هذا لم يكن مطلوباً حسب التوراة. من الواضح أن يسوع كان يرى نفسه كيهودي (يوحنا 4: 22) وكملك لليهود (مرقس 15: 2). من وقت ميلاده وحتى عشاء الفصح الأخير (لوقا 22: 14-15) عاش يسوع كيهودي ملتزم.
إذاً، لو كان يسوع يهودياً، لماذا لا يتبع المسيحيين اليهودية؟ إن ناموس اليهودية أعطي لموسى من أجل شعب إسرائيل في عهد مقدس وخاص جداً على جبل سيناء، مسجل في سفر الخروج. في هذا العهد كتب الله وصاياه على لوحين من الحجر، وأمر إسرائيل أن يطيعوا كل ما أعلنه لهم. ولكن هذا العهد الرائع كان صورة فقط لعهد جديد وأفضل سيعطيه الله في يوم من الأيام لشعبه من اليهود والأمم.
هذا العهد الجديد مسجل في إرميا 31: 31-34 "هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلِينَ: [اعْرِفُوا الرَّبَّ] لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ."
إن المسيحيين لا يتبعون اليهودية اليوم لأن ناموس موسى قد أكمل في يسوع المسيح. قال يسوع: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ" (متى 5: 17). وكاتب العبرانيين يقول: "فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ" (عبرانيين 8: 13).
كمؤمنين ليس علينا أن نتبع العهد القديم فيما بعد لأن ذلك العهد القديم قد إستبدل. نحن الآن لدينا عهد أفضل، وذبيحة أفضل، يقدمها رئيس كهنة أفضل! "فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ" (عبرانيين 10: 19-23).
ميشيل حنا الحاج
ليس في "التوراة" نص واضح وحاسم على هذا النهج اليهودي، رغم وجود نصوص قليلة ومتفرقة تفيد أن الولد من أم يهودية هو يهودي. اما الابن من رجل يهودي وزوجة غير يهودية، لا يكون يهوديا الا اذا تهود.
فاليهودي في عرفهم هو فقط من يولد من أم يهودية حتى لو كان الأب غير يهودي. فالولد ينتمي دينيا الى أمه وليس لأبيه. والطفل الذي يولد لأب يهودي من أم غير يهودية، ليس يهوديا، الا اذا تهود بصفة رسمية، وتم تطهيره على الطريقة اليهودية، علما أن "الطهور" لدى اليهود، شبيه بالطهور لدى المسلمين.
وفي مرحلة ما، جرى التشكيك بيهودية "الملك داود"، ملك اسرائيل، استنادا الى أن واحدة من أسلافه (واسمها روث) لم تكن يهودية. ولكن بعد البحث والتدقيق من قبل كهنة اليهود، تبين أن "روث" قد تهودت، وبذا أصبح "دافيد" يهوديا، كما قال اليهود.
ومنذ عام 1983 ظهر توجه جديد بين بعض اليهود المحدثين المقيمين في الولايات المتحدة. اذ باتوا يعتبرون الطفل المولود من أب يهودي، يهوديا، ولو لم تكن أمه يهودية، شريطة أن تجري تربيته على أسس الديانة اليهودية، بما يعني أنه قد جرى تطهيره على الطريقة اليهودية، وعلم الذهاب الى "السينيجوج" وهو "الكنيس"، أي المعبد اليهودي.
ولا أحد يعلم السبب الأساسي لهذا الموقف من الطفل المولود من أم غير يهودية . وما هو مرد هذا الاعتقاد وجذوره رغم وروده في "التوراة"، مع وجود بعض الخلاف حوله في "التناك"، وهو "انجيل اليهود" الذي اعتبر لمرحلة ما، الابن ليهودي من زوجة غير يهودية، يهوديا طالما أنه قد "تهود". وهو ما يتعارض مع المفهوم الوارد في الثقافة اليهودية "ميشناه"، وهو المفهوم الذي أكد أيضا في "التلمود"، ( بما للتلمود من مكانة خاصة لدى اليهود) ومفاده أن اليهودي هو فقط ابن اليهودية، مرجحين أن هذا الاعتقاد قد نشأ منذ نزول "التوراة" على "النبي موسى" في صحراء "سيناء"، كما ذكر في "الوكيبيديا".
ونسبة الولد الى أمه دون أبيه، عرفت أيضا في الزمن القديم لدى بعض المجتمعات البدائية، باعتبار أن الأم مؤكدة أمومتها للطفل، دون وسيلة للتأكد ممن هو الأب، وخصوصا في زمن ساد فيه الغزو وأخذ النساء سبايا. وكانت تلك قضية مفهومة في الغابر من الزمان. ولكنها لم تكن مفهومة أو مبررة في المجتمع اليهودي القديم لعدم وجود حالات الغزو والسبي. والمبررالوحيد لها هو ورودها في التوراة، وفي التلمود، وفي المعتقدات اليهودية.
ولكن ما هو مرد هذه العقيدة اليهودية، وما هي جذورها؟ هل من المحتمل أن يكون مردها الرغبة في ترجيح أن أبناء النبي "ابراهيم" من زوجته "سارة" اليهودية، أي "اسحق" وذريته، هم اليهود فحسب؟ أما أبناء "ابراهيم" من زوجته "هاجر"، أي "اسماعيل" وذريته، ليسوا يهودا؟
فالغرض الأساسي اذن، قد يكون حصر السلالة اليهودية بسلالة "ابراهيم" من "سارة" دون سلالته من الزوجة الأخرى، مع أن "ابراهيم" هو الأب للوليدين. وقياسا على ذلك، أكد كهنة اليهود وجوب نسبة الولد الى أمه دون أبيه، لأنه لو نسب الى أبيه، لكان أبناء "اسماعيل" من العرب يهودا أيضا، ولكانوا هم الأحق بأرض الميعاد، لو وجد وعد الهي بأرض الميعاد، وخصوصا أنهم (أي سلالة اسماعيل) السكان الأصليين في "أرض الميعاد".
وهذا الطرح أو الاحتمال، سواء كان صحيحا أم لا، قد لا يهمنا كثيرا. فما يهمنا حقا هو الطلب الاسرائيلي من منظمة التحرير الفلسطينية، الاعتراف باسرائيل دولة يهودية، شرطا لتحقيق السلام.
فدولة كهذه، وبهذه الدرجة من التفكير والتعصب الديني الذي يميز بين ابن وابن آخر ل"ابراهيم"، مؤهلة بعد بضع سنوات من السلام المقترن بالاعتراف بها دولة يهودية نقية، وحصولها على اعترافات الدول العربية بها، لأن تفاجئنا بطلب آخر في وقت لاحق، وهو وجوب مغادرة "عرب اسرائيل"، والبالغ عددهم مليونا وربع المليون، أراضي "اسرائيل" التي تم الاعتراف بها دولة يهودية نقية صرفة. فعرب فلسطين ليسوا يهودا، وهذا يتناقض مع مضمون الاعتراف بها دولة يهودية. وهنا نصبح بصدد هجرة فلسطينية ثالثة، تضاف الى هجرتين فلسطينيتين سابقتين، في عامي 1948، ثم 1967.
ومن هنا ينبغي التوقف طويلا، وطويلا جدا، أمام هذا المقترح الصهيوني الذي يخفي ويبيت الكثير للعرب، ولعرب فلسطين بالذات الذين يسمون ب "عرب اسرائيل".
فالتعصب اليهودي ليهوديتهم أمر بالغ الوضوح. وهو يتجلى في أمورعديدة أكثرها وضوحا تتمثل في معتقداتهم الغريبة، والتي لم تعد سائدة في العالم المتحضر كله، ومفادها عدم اعتبار اليهودي يهوديا ما لم يكن مولودا من أم يهودية. ورغم نزوع بعض الفئات الأكثر تحضرا في المجتمع الأميركي اليهودي منذ نهايات القرن الماضي، الى التخلي عن هذا المعتقد، فان الغالبية العظمى من اليهود وخصوصا الأورثوذوكس منهم (أي اليهود الكلاسيكيين والتقليديين)، ما زالوا يتمسكون بمفاهيمهم القديمة التقليدية، علما بأنهم يشكلون نسبة عالية بين اليهود.
فشعب لديه هذه الدرجة من التعصب ليهوديته، ويطالب بالاعتراف به دولة يهودية نقية في يهوديتها، يرجح أنه يبيت الغدر، ولديه نوايا كثيرة غادرة لا يكشف عنها، ولن يكتشفها العرب الا بعد فوات الأوان.
ولو لم تكن اسرائيل بهذه الدرجة من التعصب ليهوديتها، لقبلت بطرح المرحوم "ياسر عرفات" بتأسيس دولة ديمقراطية على أرض فلسطين، تضم الشعبين اليهودي والفلسطيني، في اتحاد وحدوي أو فدرالي. ولكنهم لم يقبلوا بهذا الطرح الفلسطيني، وها هم الآن لا يقبلون الا بسلام يعترف باسرائيل دولة يهودية نقية، وهو الأمر المناقض لطرح الراحل "عرفات".
فحلمهم منذ الفي عام، عندما كانوا يرفعون كؤؤسهم مرددين نخبا واحدا: "العام القادم في أورشليم"، لم يكن مجرد حلم بالعودة الى "القدس"، الى "أورشليم"، الى ما سموه أرض الميعاد، الى "الهيكل"، بل كان حلمهم الاستحواذ على كل الأرض الفلسطينية، وانشاء الدولة اليهودية النقية على أراضيها. والدولة اليهودية النقية، لن تكون نقية بتواجد مليون وربع مليون عربي فلسطيني على أراضيها، غلما أنه عدد مرشح للتزايد عاما بعد عام.
ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين.
عضو في جمعية الكتاب الأليكترونيين الأردنيين.
عضو في اتحاد دول المقاومة: ايران، العراق، سوريا ولبنان.
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون(
عضو في مشاهير مصر - عضو في منتدى العروبة
عضو في "اتحاد العرب" (صفحة عراقية(
عضو في شام بوك - عضو في نصرة المظلوم (ص. سورية(
عضو في مجموعات أخرى عديدة.
===========
===========
السؤال: هل كان يسوع يهودياً؟
الجواب: عندما نتصفح الإنترنت اليوم نرى أنه يوجد تضارب وجدل كبيرين حول السؤال ما إذا كان يسوع الناصري يهودي بالفعل. قبل أن نجيب على هذا السؤال بطريقة وافية، علينا أن نطرح سؤالاً آخر: من (أو ما) هو اليهودي؟ حتى هذا السؤال له عناصر مثيرة للجدل، وإجابته تعتمد على من يجيبه. ولكن أحد التعريفات التي يتفق عليها كل الطوائف اليهودية الرئيسية؛ سواء الأرثوذكسية، أو المحافظة، أوالمصلحة: "اليهودي هو أي شخص من أم يهودية أو أي شخص إجتاز المراسم الرسمية للتحول إلى اليهودية."
رغم أن الكتاب المقدس العبري لا يؤكد في أي موضع ضرورة إستخدام نسب الأم، إلا أن اليهودية الحديثة تؤمن أن هناك عدة مقاطع في التوراة يفهم منها هذا المبدأ مثل تثنية 7: 1-5؛ لاويين 24: 10؛ عزرا 10: 2-3. كما توجد عدة أمثلة في الكتاب المقدس لتحول الأمم إلى اليهودية (مثال: راعوث الموآبية؛ أنظر راعوث 1: 16 حيث تعبر راعوث عن رغبتها في أن تصير يهودية) ومن ثم يعتبرون يهوداً تماماً مثل اليهود الأصليين.
لهذا دعونا نتأمل في هذه الأسئلة الثلاثة: هل كان يسوع يهودي الأصل؟ هل كان يسوع يمارس العبادة اليهودية؟ ثم أخيراً، إذا كان يسوع يهودي، لماذا لا يتبع المسيحيين الديانة اليهودية؟
هل كان يسوع يهودي الأصل، أم هل كانت أمه يهودية؟ كان يسوع بالتأكيد مماثلاً لليهود في أيامه، شعبه بالجسد والسبط الذي ينتمي إليه وديانتهم (رغم أنه كان يصحح أخطاؤهم). لقد قصد الله أن يرسله إلى يهوذا: " إِلَى خَاصَّتِهِ (يهوذا) جَاءَ وَخَاصَّتُهُ (يهوذا) لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ (اليهود) الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ... (يوحنا 1: 11-12)، وقال بوضوح: "أَنْتُمْ (الأمم) تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَمَّا نَحْنُ (اليهود) فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ - لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ." (يوحنا 4: 22).
إن أول آية في العهد الجديد تعلن بوضوح الأصل العرقي ليسوع. "كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ" (متى 1: 1). يتضح من مقاطع مثل عبرانيين 7: 14 الذي يقول: "فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا"، أن المسيح من نسل سبط يهوذا الذي منه تشتق التسمية "يهودي". وماذا عن مريم أم يسوع؟ في سلسلة الأنساب الموجودة في لوقا الإصحاح الثالث نرى بوضوح أن مريم كانت من سلالة الملك داود مباشرة، مما أعطى يسوع الحق القانوني لإعتلاء عرش اليهود كما يؤكد أن يسوع كان بالفعل من أصل يهودي.
هل كان يسوع يمارس الديانة اليهودية؟ إن أبوي يسوع "أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ" (لوقا 2: 39). كان أقرباؤه، زكريا وأليصابات، أيضاً يهوديان يعيشان حسب الناموس (لوقا 1: 6)، لهذا يمكننا أن نرى أن العائلة كلها في الغالب كانت تأخذ ديانتها اليهودية بجدية.
في الموعظة على الجبل (متى 5-7)، أكَّد يسوع مراراً سلطان التوراة والأنبياء (متى 5: 17)، حتى في ملكوت السموات (متى 5: 19-20). كان يذهب إلى المجمع بإنتظام (لوقا 4: 16) وكان اليهود في يومه يحترمون تعليمه (لوقا 4: 15). كان يعلّم في هيكل اليهود في أورشليم (لوقا 21: 37) ولو لم يكن يهودياً لكان دخوله إلى ذلك الجزء من الهيكل غير مسموحاً بالمرة (أعمال الرسل 21: 28-30).
أظهر يسوع علامات خارجية أيضاً على إلتزامه كيهودي. لقد وضع هدباً لثوبه (لوقا 8: 43؛ متى 14: 36) كتذكار للوصايا (عدد 15: 37-39). لقد إحتفل بالفصح (يوحنا 2: 13) وصعد إلى أورشليم (تثنية 16: 16) في هذا العيد اليهودي المهم. وإحتفل بعيد المظال (يوحنا 7: 2، 10) وصعد إلى أورشليم (يوحنا 10: 22) كما هو مطلوب في التوراة. كما حفظ عيد التجديد (يوحنا 10: 22) وفي الغالب أيضاً عيد رأس السنة، أي عيد الأبواق (يوحنا 5: 1)، وصعد إلى أورشليم في كلتا المناسبتين رغم أن هذا لم يكن مطلوباً حسب التوراة. من الواضح أن يسوع كان يرى نفسه كيهودي (يوحنا 4: 22) وكملك لليهود (مرقس 15: 2). من وقت ميلاده وحتى عشاء الفصح الأخير (لوقا 22: 14-15) عاش يسوع كيهودي ملتزم.
إذاً، لو كان يسوع يهودياً، لماذا لا يتبع المسيحيين اليهودية؟ إن ناموس اليهودية أعطي لموسى من أجل شعب إسرائيل في عهد مقدس وخاص جداً على جبل سيناء، مسجل في سفر الخروج. في هذا العهد كتب الله وصاياه على لوحين من الحجر، وأمر إسرائيل أن يطيعوا كل ما أعلنه لهم. ولكن هذا العهد الرائع كان صورة فقط لعهد جديد وأفضل سيعطيه الله في يوم من الأيام لشعبه من اليهود والأمم.
هذا العهد الجديد مسجل في إرميا 31: 31-34 "هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلِينَ: [اعْرِفُوا الرَّبَّ] لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ."
إن المسيحيين لا يتبعون اليهودية اليوم لأن ناموس موسى قد أكمل في يسوع المسيح. قال يسوع: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ" (متى 5: 17). وكاتب العبرانيين يقول: "فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ" (عبرانيين 8: 13).
كمؤمنين ليس علينا أن نتبع العهد القديم فيما بعد لأن ذلك العهد القديم قد إستبدل. نحن الآن لدينا عهد أفضل، وذبيحة أفضل، يقدمها رئيس كهنة أفضل! "فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ" (عبرانيين 10: 19-23).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق