و ادعائه ان من ذكره فقط الاخباري سيف بن عمر الذي نقل عنه الطبري بل الصحيح ان ابن سبأ شخصية حقيقية ذكرها قبل الطبري مثل محمد بن الحسن في كتاب الإرجاء وذكره ابن قتيبة في كتاب المعارف و ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى
لقد رد مشايخ الشيعة على مرتضى العسكري بخصوص وجود ابن سبأ مثل الشيخ جعفر العاملي وغيره مما يدل على سقوط ادعاء مرتضى العسكري لانه معلوم في كتب الشيعة و كذلك في كتب السنة بغير طريق سيف بن عمر
لقد رد مشايخ الشيعة على مرتضى العسكري بخصوص وجود ابن سبأ مثل الشيخ جعفر العاملي وغيره مما يدل على سقوط ادعاء مرتضى العسكري لانه معلوم في كتب الشيعة و كذلك في كتب السنة بغير طريق سيف بن عمر
========
من كتب الشيعة
عبدالله ابن سبأ في رواية يسأل الامام علي وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء وينصب في الدعاء، فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟ فقال: أوما تقرأ ... من لا يحضره الفقيه
عبدالله ابن سبأ في رواية يسأل الامام علي وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء وينصب في الدعاء، فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟ فقال: أوما تقرأ ... من لا يحضره الفقيه
======
الرد على مرتضي العسكري وكتابه
عبدالله بن سبأ وأساطير اخرى
==============
هل عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية فعلا ؟ أم هو وهم
لن أبدأ بمقدمة .. لا وقت لهذا .. أمامنا مقال طويل نوعا .. عبد الله بن سبأ .. رجل يهودي من اليمن أسلم و نزل إلى المدينة وقت خلافة عثمان .. وكان له (دور ما) في أحداث الفتنة التي وقعت بين الصحابة الكرام .. هل هذا صحيح حقا ؟ هل هذا الرجل حقيقي ؟ ولو كان حقيقيا ، لماذا يصر البعض أنه شخصية وهمية ؟ وما الذي فعله بالضبط ؟
في البداية يجب أن أذكر ملاحظة .. إن عبد الله بن سبأ لم ينكر وجوده أحد من المؤرخين و لا المحدثين و لا علماء الجرح و التعديل و لا العلماء المسلمين القدماء السنة منهم و الشيعة ... إنما الذين أنكروا وجوده وقالوا أنه شخصية وهمية هم مجموعة من الباحثين في العصر الحديث .. وإنا في هذا المقال سنفند آراء الجميع و نرى أين سيقودنا الدليل .
قالوا أن عبد الله بن سبأ من اختراع المؤرخ سيف بن عمر شيخ الطبري
-----------------------------------------------
مرتضى العسكري عميد كلية علوم الدين بالنجف في كتابه "عبد الله بن سبأ و أساطير أخرى " قال أن كل المؤرخين الذين تحدثوا عن ابن سبأ إنما أخذوا معلوماتهم من الطبري و الطبري أخذ كل معلوماته من طريق سيف بن عمر .. و سيف بن عمر هذا ضعفه علماء الجرح و التعديل فقال عنه ابن حجر أنه ضعيف الحديث وضعفه ابن معين وقال الدارقطني عنه أنه متروك .
لكن هؤلاء إنما ضعفوه في روايته للحديث فقط ولكنهم هم أنفسهم أشادوا به في روايته للتاريخ .. فالذهبي قال عنه أنه (كان إخباريا عارفا) و ابن حجر قال عنه أنه (ضعيف الحديث عمدة في التاريخ) وروى ابن حجر عن سيف في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة أكثر من 260 رواية .. أما الدارقطني فقد روى عن سيف في كتاب المؤتلف و المختلف أكثر من سبعين رواية تاريخية وفي أحدها مثلا تجده يرجح رواية سيف عن رواية غيره فيقول أن رواية سيف أصح .. فهذا يدل عن أن الدارقطني يأخذ بروايات سيف التاريخية و يترك روايته للحديث . على الرغم أننا نجده يأخذ بروايات أبو مخنف الذي ضعفه علماء الجرح و التعديل محدثا و إخباريا .
فسيف هو مؤرخ من الطراز الأول له كتابين هما كتاب الردة و كتاب الفتوح يتحدثان عن مرحلة تاريخية حساسة جدا في تاريخ الإسلام
وقالوا بل إن علماء الجرح و التعديل لم يقولوا عنه أنه ضعيف الحديث فقط بل قالوا أنه وضاع فكيف نصدق رجل يكذب على رسول الله.. أين جاء ذلك ؟ يقول عنه ابن حبان (اتهم بالزندقة ، يروي الموضوعات عن الأثبات) وقال أيضا نقلا عن ابن نمير (وكان سيف يضع الحديث) وقال الحاكم أبو عبد الله (اتهم بالزندقة) وتابعه على هذا أبو نعيم الأصبهاني و أبو داوود السجستاني .
الآن دعونا نحلل هذا الكلام .. أولا قول ابن حبان (يروي الموضوعات عن الأثبات) ليس معناها أن سيف يضع الحديث .. إنما معناها واضح .. أنه يروي أحاديث موضوعة تنقل إليه من رجال يظنهم أثبات .. فتهمة وضع الحديث حسب رأي ابن حبان هي ليست في سيف .. و إنما في رجل آخر في السند .
لكن ابن حبان ينقل عن ابن نمير قوله (وكان سيف يضع الحديث) .. وهنا تقرير صريح من ابن نمير أن سيف يضع الحديث .. وهنا تعارض بين قول ابن حبان و قول ابن نمير الذي نقله ابن حبان ..
لما نقل ابن الجوزي في كتاب الفضائل و المثالب و المزي في كتاب تهذيب الكمال رواية ابن نمير نفسها جاءت هكذا (و قالوا إنه كان يضع الحديث) .. وفي هذه العبارة يلقي ابن نمير مسؤولية القول عن عاتقه إلى صاحبها المروية عنه .. فيقول قالوا عنه أنه كذا .. وهذه الرواية هي الأصح لأنها ذكرت في مصدرين مختلفين و لأن ابن حبان الذي نقل الرواية الأولى هو نفسه عارضها و ألقى تهمة الوضع عن سيف إلى شخص آخر .. ثم جاء ابن حجر و قال عن سيف (أفحش ابن حبان القول فيه) .. و بهذا أكد صحة الرواية الثانية .
وبعد البحث لن تجد حديثا واحدا وضعه سيف بنفسه .. إنما ستجد حديثين هما أساس المشكلة كلها ...
الحديث الأول نقله سيف عن شيخه سعد الإسكاف حيث يقول في الحديث "كنا عند سعد بن طريف الإسكاف فجاء ابنه يبكي فقال مالك ؟ قال ضربني المعلم فقال أما والله لأخزينهم حدثني عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله معلموا صبيانكم شراركم" .. هذا الحديث موضوع ... والحديث كما نرى يرويه سيف على عهدة سعد الإسكاف .. حيث قال كنت جالسا عند سعد و حدث كذا وكذا ..ولما ذكر ابن حبان هذا الحديث في كتاب "المجروحين" في ترجمته لسعد الإسكاف أورد الحديث عن سعد الإسكاف .. دون ذكر سيف .. وقال صراحة أن سعد الإسكاف طبعه أنه يضع الحديث على الفور .. ولما أورد ابن حبان في نفس الكتاب ترجمة سيف لم يذكر فيها أي أحاديث .. يعني تهمة وضع هذا الحديث هي على عاتق سعد الإسكاف و ليس على عاتق سيف .. إنما سيف ققط نقله و كان يظن سعد الإسكاف ثقة .. لذلك قال عنه ابن حبان أنه يروي الموضوعات عن الأثبات .. ولما أخرج ابن عدي نفس الحديث في كتابه الكامل أيضا جعل العلة في الحديث على سعد و لم يجعلها على سيف .. و مرة أخرى أخرج ابن الجوزي نفس الحديث و جعل تهمة وضع الحديث على سعد مع أن ابن الجوزي عرف بالتساهل في الحكم بالوضع في كتابه الموضوعات .
الحديث الثاني هو "اللهم إنك باركت لأمتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة" قال عنه ابن الجوزي أنه حديث موضوع على رسول الله فيه مجهولون و ضعفاء و أقبحهم حالا سيف .. كما نرى كلمة أقبحهم حالا تعني أقبحهم حالا في الجهل والضعف .. ولم يوجه إليه تهمة الوضع .. ثم جاء السيوطي وتعقبه بأن هذا الحديث له طريق آخر غير طريق سيف فيه محمد بن الوليد بن أبان وهو معروف عند علماء الجرح و التعديل أنه يضع الحديث و كذاب و يقلب الأسانيد و المتون .. فلم يتفرد به سيف حتى يتهم بوضعه .. بل هو مرو من طريق آخر فيه رجل مشهور بالوضع .
هذا بالنسبة لاتهام سيف بأنه وضاع .. وتبين أنه بريء من هذا أما بالنسبة للاتهام بالزندقة فلم يقل أحد على سيف أنه زنديق أبدا إنما قالوا (اتهم بالزندقة) .. فلم يذكر ابن نمير و لا ابن حبان ولا من بعدهما أي دليل على أن سيف زنديق و لا أي يوجد أي دليل على أن أحدا اتهمه بالزندقة .. و كيف يكون زنديقا و أي قاريء لكتابه سيعرف كيف أن هذا رجل يدافع عن صحابة رسول الله .
فالخلاصة أن سيف بن عمر مؤرخ معتبر قوي في رواية التاريخ و إن كان ضعيف في رواية الحديث .. و هذا شيء عادي و ليس غريبا أبدا .. فحتى القرآن الكريم .. سنده من الحفاظ الكرام تجد فيهم من هو ضعيف في رواية الحديث .. لكنه حجة في القرآن و لا يماثله أحد فشروط رواية الحديث تخمتلف عن شروط أي رواية أخرى .. وهذا لا يعني أن كل الروايات التاريخية التي رواها سيف صحيحة .. فقد يروي رواية يكون في رجالها راو ضعيف في رواية التاريخ .. أو يكون في رجالها راو وضاع .. يعني لو أن هناك أي رواية معلولة فعلتها لن تكون في سيف و إنما ستكون في أي رجل آخر في السند .. وهذا رد على من يرد كل الروايات التي ذكرها سيف فقط لأن فيها سيف .. هذا خطأ .. و الصحيح هو أن روايات سيف كلها بعد التحقيق ستخرج منها بروايات قوية تاريخيا و مثبتة كثيرة وستخرج منها أيضا بروايات ضعيفة علتها ليست في سيف .
وبالنسبة لمن قال أن الطبري انفرد وحده بروايات سيف بن عمر فهذا خاطيء فهناك روايات لسيف ليست عند الطبري .. مثل الرواية التي عند ابن عساكر في تاريخه و الرواية التي عند المالقي غي كتابه التمهيد و البيان و الرواية التي عند الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام .
وقالوا أن كل من أورد حكاية ابن سبأ من المؤرخين إنما نقلها عن الطبري
---------------------------------
وهذا ادعاء خاطيء جدا فهناك من تحدث عن بن سبأ و السبئية قبل الطبري وهم كثير .. سأذكرهم جميعا هنا .. أبرزهم هو محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في كتابه "كتاب الإرجاء" وهو يرد فيه على السبئية الذين ادعوا أن النبي و آل بيته كتموا تسعة أعشار الوحي و أن كل ذلك عند علي .. وذكر ذلك الحافظ الجوزجاني أيضا وقال أن عليا قد نهاهم عن ذلك و هم بهم ..
وذكر التابعي عامر الشعبي أن أول من كذب عبد الله بن سبأ و لقبه بابن السوداء لأنه يكذب على الله و رسوله و يقع في أبي بكر و عمر و ذكر أن عليا قال عنه (مالي و هذا الحميت الأسود) ..
و ذكر ابن قتيبة الدينوري المحدث و المؤرخ الثقة في القرن الثالث الهجري في كتابه كتاب المعارف أن السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ ..
ذكر ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى السبأية و أفكار زعيمها ..
وذكر محمد بن حبيب البغدادي وهو علامة في الأنساب في القرن الثالث الهجري عبد الله بن سبأ وقال أنه لم يعرف له أب و أمه حبشية .. ولذا لقب ابن السوداء و من الثابت تاريخيا تزاوج الأحباش باليمنيين ..
وأشار الجاحظ أيضا إلى عبد الله بن سبأ في البيان و التبيين ..
و ذكر البلاذري أن عبد الله بن سبأ كان من جملة من أتى إلى علي يسأله عن رأيه في أبي بكر و عمر فقال له علي أوتفرغتم لهذا .. وقال البلاذري أيضا أن ابن سبأ من قبيلة همذان في اليمن ..
و يقول عبد القادر البغدادي أن عبد الله بن سبأ من يهود الحيرة ..
و كان قتادة يفسر آية "فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة" بأنهم السبئية .. وهجا السبئية الشاعر أعشى همدان وهجاهم أيضا الفرزدق ..
وهناك روايات بعد الطبري تذكر عبد الله بن سبأ و ليس فيها سيف
روى ابن عساكر عن أبو عبد الله بن جعفر الصادق وهو الإمام السادس عند الشيعة رواية ذكر فيها ان عليا كان يخطب فقام عبد الله بن سبأ و قال أنت دابة الأرض فقال له اتق الله ثم قام فقال أنت الملك فقال اتق الله ثم قام فقال أنت خلقت الخلق و بسطت الرزق فأمر بقتله و لكن اجتمع الناس و قالوا لعلي انفه إلى المدائن ففعل .
وابن عساكر أيضا ذكر رواية عن ابن الطفيل عامر بن وائلة الليثي أن ابن سبأ ذكر عند علي و هو على المنبر فقال ما شأنه فقالوا يكذب على الله و رسوله .
وذكر ابن عساكر رواية رجالها ثقات عند أهل الحديث عن أن بن سبأ كان يقع في أبو بكر و عمر و قول علي عنه مالي و هذا الحميت الأسود .
وذكر أبو حاتم الرازي في كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية أن عبد الله بن سبأ كان يزعم أن علي هو الإله .
و أخرى ذكرها ابن حجر و ذكرها الجعفي الكوفي تذكر قصة أن علي بلغه أن عبد الله بن سبأ يذكر أبو بكر و عمر بسوء ويقول هو وجماعته أنك تضمر لهما مثل ذلك فقال مالي و هذا الخبيث الأسود معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل ونفى ابن سبأ إلى المدائن .. وقال لا يبلغني أحد يفضلني عليهما إلا جلدته جلد المفتري .. و رجاله ثقات .
وابن سعد في طبقاته يذكر رواية أخرى مفادها أن إبراهيم بن بن يزيد النخعي أتاه رجل يذكر أبو بكر و عمر فقال له ما أنا بسبئي و لا مرجئي ..
والخوارزمي ذكر في كتابه مفتاح العلوم أن السيئية يرجعون إلى عبد الله ابن سبأ
والذهبي ذكره و قال أنه من غلاة الزنادقة و أنه ضال مضل ..
وابن تيمية أيضا ذكر أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ
والخلاصة أن الروايات قبل الطبري و بعد الطبري قد تضافرت لتثبت وجود عبد الله بن سبأ .. و ليس كما ادعوا أنها شخصية مختلقة لا وجود لها .
قالوا أن عبد الله بن سبأ ليس موجودا في كتب الشيعة و أنه اختراع من السنة ليكيدوا به للشيعة
-----------------------------------
لماذا قالوا أن السنة اخترعوا ابن سبأ ليكيدوا به الشيعة .. لأن بعض السنة ذكروا أن عبد الله بن سبأ هو أصل المذهب الشيعي كاملا و أصل التشيع كاملا .. و هو رجل يهودي تضافرت كتب السنة و الشيعة على إثبات أنه يهودي .. مثل الطبري و ابن عساكر و ابن الأثير و البغدادي و ابن حزم و ابن تيمية و من الشيعة الناشيء الأكبر في كتاب مسائل الإمامة و سعد عبد الله القمي في كتاب المقالات و الفرق .. يعني قالوا أن الشيعة مذهبهم كله يرجع إلى رجل يهودي ملعون .
في البداية قبل أن نبين هذا ، سنذكر كتب الشيعة التي ذكرت عبد الله بن سبأ و التي تدل على أنه ليس من اختراع السنة .
المقصود بابن سبأ هو لقب له ويعني أنه من اليمن .. فكل يماني يقال عنه بن سبأ .. مثل كل مصري يقال له ابن النيل ..
جاء ذكر عبد الله بن سبأ في كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي
وفي كتاب مسائل الإمامة للناشيء الأكبر عن أنه يهودي
وفي كتاب المقالات و الفرق للقمي أنه كان يطعن في أبو بكر و عمر وذكر القمي أيضا حكاية ابن سبأ لما ناقش علي في أمر رفع اليدين إلى السماء بالدعاء فهل الله في السماء ..
وفي كتاب فرق الشيعة للنوبختي أنه أول من طعن في أبو بكر و عمر و أن عليا قتله
وجاء في كتاب الرجال للكشي أن عبد الله بن سبأ ادعى ألوهية علي و ادعى النبوة و تابعه على ذلك المامقاني ولعنه .. وتابعهم الأردبيلي في كتاب جامع الرواة وقال عنه أنه غال ملعون .
وتكلم المجلسي عن السبئية تقول أن علي هو المهدي .. وذكر قصة الحارث الأعور و عبد الله بن سبأ ورجلين آخرين لما أتوا لعلي وهو مغموم وحزين بعد فتح مصر فسألوه عن قوله في أبو بكر و عمر فقال أو فرغتم لهذا شيعتي قد قتلت وسأخرج لكم كتابا أجيبكم فيه وذكر الكتاب ويقول فيه كيف أنه هو أحق بالخلافة ممن قبله .. وهو حديث موضوع طبعا إلا أنه يبين أن هناك شخص سيء يدعى عبد الله ابن سبأ عند الشيعة .. وذكر المجلسي أيضا قصة الرجل الذي أتى يشكو لعي من كذب عبد الله بن سبأ بين الناس .. وقصة الرجل الآخر الذي شكا للإمام الصادق أن رجلا من ولد عبد الله بن سبأ يقول أن الله فوض لمحمد الخلق و الرزق
أيضا نعمة الله الجزائري من كبار رجال الشيعة الموثقين ذكر عبد الله بن سبأ ..
و أيضا ذكر ابن سبأ في كتاب الرجال للطوسي ..
و الخوانساري في روضات الجنات ذكر رواية على لسان الإمام جعفر الصادق أنه لعن ابن سبأ و اتهمه بالكذب و التزوير .
ولعنه أيضا العلامة الحلي وقال أنه زعم أن عليا كان نبيا ..
ويقول ابن المرتضى وهو من أئمة الشيعة الزيدية في كتابه تاج العروس أن أصل التشيع مرجعه إلى ابن سبأ لأنه اول من أحدث القول بالنص في الإمامة .
و الإمام الصدوق ذكر قصة مناقشة بين علي بن أبي طالبو ابن سبأ حيث في موضوع رفع اليد بالدعاء إلى السماء .
و النوري الطبرسي في كتاب مستدرك الوسائل أورد قصة عجيبة لعلي يكلم فيها جمجمة تقول له أنها جمجمة كسرى فأكبره الناس و ذكر بعضهم فيه مثل ما ذكر عبد الله بن سبأ و أصحابه وقال أصحاب علي لعلي أن يحرقهم كما حرق عبد الله بن سبأ و أصحابه ..
و محمد حسين المظفر من فقهاء الشيعة المعاصرين يثبت وجود ابن سبأ و ينفي أي اتصال للشيعة به لأن كل طوائف الشيعة تلعنه بلا استثناء .
ويجب أن نعرف أن الشيعة رغم أنهم يذكرون عبد الله بن سبأ في كتبهم إلا أنهم يذكرونه ملعونا دائما و لم يثن عليه واحد منهم و لم يأخذ عنه أي واحد منهم أي كلمة .. على أن المصادر الموثوقة و الأسانيد الصحيحة تذكر أن أول من وقع في أبو بكر و عمر هو ابن سبأ و أول من غلا في علي هو ابن سبأ .. و لم يفعل أحد قبله ذلك .. وهذا هو سبب قول بعض السنة أنه هو أصل المذهب الشيعي كله .. ولكن هناك طائفة في المذهب الشيعي هي الطائفة الزيدية وهي لا تقع في أبو بكر و عمر و لا تغلو في علي .. إنما هي ترى أن علي كان أحق بالخلافة بعد النبي .. ولذلك من الظلم أن نقول أن كل المذهب الشيعي استلهم أفكاره من ابن سبأ .. ومن الصعب أن يكون شخصا ما ملهما بالنسبة للشيعة ثم تراهم يلعنونه في كل رواية و كل موضع .. هذا لا يستقيم مطلقا .
قالوا أن عبد الله ابن سبأ ما هو إلا عمار ابن ياسر
------------------------
مصطفى كامل الشيبي حاول أن يثبت أن عبد الله بن سبأ ما هو إلا عمار ابن ياسر .. فعمار ابن ياسر كان يلقب بابن السوداء ... وعبد الله تقال على كل مسلم .. وكل الخطابات كانت تبدأ من عبد الله فلان إلى عبد الله فلان ... فعبد الله بن سبأ هي لقب وليست اسم .. واسمه الحقيقي هو عمار ابن ياسر ...ومايؤيد ذلك هو أن عمار كان من أب يماني وهو شديد الحب لعلي ابن أبي طالب وقد ذهب إلى مصر و أخذ يحرض الناس على عثمان فضج الوالي منه وهم بالبطش به وفي واقعة البصرة هو الذي ذهب مع مالك الأشتر إلى الكوفة و أخذ يحرض الناس على جيش علي وكانت قريش تعتبر عمار رأس الثورة على عثمان .. كل هذا يشبه ما يقال عن عبد الله بن سبأ و يبدو أن قريش لم تشأ أن تصرح باسم عمار فكانت تقول ابن السوداء أو ابن سبأ .. لأن عمار من اليمن و كل يمني يقال له ابن سبأ .. مثلما كل مصري يقال له ابن النيل .
وتابع أيضا الدكتور على الوردي هذا الرأي و تبناه .. و لكن هذا الرأي طبعا يرده علماء الجرح و التعديل عند السنة و عند الشيعة .. ويرده جميع المحدثين و المؤرخين .. فعمار بن ياسر صحابي جليل عند السنة و الشيعة وهو عند الشيعة واحد من الأركان الأربعة .. بينما ابن سبأ شخصية ملعونة كذابة عند السنة و الشيعة .. وقال النبي عن عمار أنه تقتله الفئة الباغية وقال إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي و عمار و سلمان وقال له إنك من أهل الجنة .. وقال علي رضي الله عنه لما قتل عمار "رحم الله عمارا يوم أسلم ورحم الله عمارا يوم قتل ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا ومايذكر من أصحاب رسول الله أربعة إلا كان عمار رابعا ولا خمسة إلا كان خامسا فهنيئا لعمار بالجنة ... بينما ابن سبأ ذمه علي رضي الله عنه و نفاه .. ثم نأتي إلى الادعاء العجيب أن عمار بن ياسر عارض سياسة عثمان و سافر إلى مصر و حرض على عثمان .. هذا كله لا يصح منه شيء .. وما صح حقا هو أن عثمان هو الذي أرسل عمار إلى مصر لأنه يثق به و حتي يضبط الأمور هناك .
قالوا أنه لا يعقل أن ينزل رجل يهودي و يؤثر في صحابة رسول الله حتى يجعلهم يتقاتلون
------------------------------------------
أشهر من قال بهذا هو الدكتور طه حسين أيضا في كتابه الفتنة الكبرى قال أن هناك تهويلا من شأن ابن سبأ و تبنى أنه شخصية وهمية ذكرها المتأخرين ولم يرد ذكرها في طبقات ابن سعد أو عند البلاذري في أنساب الأشراف و هما أهم مصدرين لأحداث الفتنة وهذا طبعا كلام غير دقيق بالمرة فالطبري ليس من المتأخرين بل هو معاصر للبلاذري وقد ورد ذكر ابن سبأ قبل الطبري كثيرا كما أثبتنا .. كما أن البلاذري ذكره كثيرا و كذلك بن سعد في الطبقات كما أوردنا بعض الأمثلة .
قال طه حسين "ولكني أقطع بأن خطره إن كان له خطر ليس ذا شأن وماكان المسلمون في عصر عثمان ليعبث بعقولهم و آراءهم سلطان طاريء من أهل الكتاب " ويقول " ولنكبر المسلمين على أن يعبث بدينهم و سياستهم وقولهم و دولتهم رجل أقبل من صنعاء وكان أبوه يهوديا و كانت أمه سوداء"
وعلى أن أغلب كلام الدكتور طه حسين مردود عليه و ليس دقيقا إلا أن هذا المقطع من كلام الدكتور طه حسين هو فقط الصحيح تماما .. هذا ما نتبناه أيضا .. فابن سبأ شخصية حقيقة فعلا وهذا مثبت و لا شك فيه رغم تشكيك المشككين إلا أن تأثير ابن سبأ ليس كما يحاول أن يهول البعض منه .. فابن سبأ لم يؤثر على شيء في أحداث الخلاف بين الصحابة .. فالخلاف بين الصحابة الكرام موجود وله أسباب كلها تعود إلى خدمة الدين الإسلامي .. و هم أكبر و أعظم من أن يؤثر فيهم شخص كهذا .. أو حتى ألف شخص كهذا .. فكل فريق منهم كان يرى أنه يفعل ماهو الأفضل لدين الله .. و إن كان ابن سبأ قد أثر على أحد فقد أثر على حديثي الإسلام .. و هذا التأثير لم يكن ذا بال في أحداث الفتنة .. لأن الصحابة احتووه .
حتى مع سفر ابن سبأ إلى البصرة ثم إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم إلى مصر فهو لم يؤثر على أي صحابي أبدا ولم يثبت أن هناك صحابي واحد تبنى رأي ابن سبأ أو نظر إلى رأي ابن سبأ بعين الاعتبار .. وحاول البعض أن يجعل ابن سبأ هو سبب الخلاف بين أبي ذر و معاوية و لكن الحقيقة أنه لا علاقة لابن سبأ بهذا الخلاف إنما كان أبو ذر ينكر على كل من يقتني مالا من الأغنياء بآية "و الذين يكنزون الذهب و الفضة" وهذا الخلاف ورد في صحيح البخاري وفي البداية و النهاية و لم يرد فيهما أي ذكر من قريب ولا من بعيد لابن سبأ في هذا الخلاف .. وهو شيء متوقع فيهودي خبيث مثل هذا ليست عنده قدرة أن يهيج صحابيا أو يغير من رأيه شيئا .
ويبدو أن سبب الغموض الذي يحيط بشحصية ابن سبأ منبعه أن ابن سبأ نفسه كان يحيط نفسه بشيء من السرية نوعا ما .. مثال ذلك لما سأله عبد الله بن عامر والي البصرة لعثمان بن عفان : ما أنت قال له رجل من أهل الكتاب رغب في الإسلام ورغب في جوارك .
في رواية أنتيخريستوس ظهر ابن سبأ و تأثيره بالضبط أين كان و احتواء الصحابة للفتن التي حاول أن يشعلها .. وعلى الرغم من أن ابن سبأ شخص حقيقي إلا أنه قد ظهر ابن سبأ في الرواية كأنه شيطان تمثل في هيئة بشرية نزل بين الناس ليحاول أن يوسوس لهم و يثيرهم والحقيقة أنه شيطان لكنه ليس من الجن .. إنما من شياطين الإنس ... و لقد انتهى الأمر بهزيمته في النهاية باعترافه بلسانه بأنه لم يقدر و يخسأ أن يقدر على رجال كانوا حول رسول الله .. رباهم رسول الله .. صلى الله عليه و على آله وسلم .
l منقول من صفحة (أنتيخريستوس) على موقع الفيس بوك
================
دفاع الشيخ الشيعي واثق الشمري عن عبدالله بن سبأ مظلوم على لسان مرتضى العسكري
وامثالهم وبيان كرامة الله لمقالة عبد الله بن سبأ
https://youtube.com/watch?v=JoOUKsNckCc
احمد الكاتب
عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية وقد نجح في زرع فكرة خلقت فتنة بين المسلمين لا تزال آثارها حتى اليوم وهي الكراهية للصحابة والعنف الطائفي احمد الكاتب: مختص بالفكر السياسي الاسلامي السني والشيعي
عبد الله بن سبأ في المصادر الشيعية والسنيةhttps://youtube.com/watch?v=
VpObPdN6lI4&feature=youtu.be
=====================
عيدالله بن سبا في كتب الشيعة
ويقول الطوسي في رجاله ص51 : عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر و أظهر الغلو .
و قال ابن طاووس كما في التحرير الطتووسي (234) : عبد الله بن سبأ غال ملعون ، حرقه أمير المؤمنين بالنار ، كان يزعم أن عليا عليه السلام إله و أنه نبي لعنه الله تعالى
عبد الله بن سبأ عند الشيعة
قال السيد هاشم الهاشمي وهو من علماء الشيعة الرجاليين المعاصرين : (( الروايات الموجودة في مصادرنا الشيعية والتي جاء فيها اسم عبدالله بن سبأ صريحا محدودة جدا، وعمدتها ما رواه الكشي في رجاله،
وهي عبارة عن خمسة روايات وهي:
1 ما رواه بسند صحيح عن محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (ع)، فقال (ع)
«إنه لما ادعى ذلك استتابه أمير المؤمنين (ع) فأبى أن يتوب فأحرقه بالنار».
2 – ما رواه بسند صحيح عن محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الأزدي، عن أبان بن عثمان،
================
قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:« لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين (ع)، وكان والله أمير المؤمنين (ع) عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب علينا، وإن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم».
3 – ما رواه بسندين صحيحين إلى محمد بن أبي عمير، ومنه بسند صحيح إلى الإمام زين العابدين (ع)، عن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، قال:
«قال علي بن الحسين (ع): لعن الله من كذب علينا، إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمرا عظيما، ما له لعنه الله، كان علي (ع) والله عبدا لله صالحا، أخو رسول الله، ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله (ص) الكرامة من الله إلا بطاعته».
http://al-meshkah.com/maaref_detail.php?id=4166
وصحح هذه الروايات الثلاث علي آل محسن ص46 في كتابه عن عبد الله بن سبأ
ويقول السيد هاشم الهاشمي مستنكرا على السيد مرتضى العسكري : (( والغريب أن السيد العسكري عندما عرض روايات الكشي المسندة بتر إسنادها ولم يتطرق إلى صحة سندها!! (7)
بينما نجده يتعرض لأسانيد الطبري بتدقيق بالغ!!
بل نجده يدقق في بعض الروايات الشيعية الأخرى التي وردت من غير طريق الكشي والمتضمنة لثغرات في قصة عبد الله ابن سبأ. ))
الرد على مرتضي العسكري وكتابه
عبدالله بن سبأ وأساطير اخرى
==============
هل عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية فعلا ؟ أم هو وهم
لن أبدأ بمقدمة .. لا وقت لهذا .. أمامنا مقال طويل نوعا .. عبد الله بن سبأ .. رجل يهودي من اليمن أسلم و نزل إلى المدينة وقت خلافة عثمان .. وكان له (دور ما) في أحداث الفتنة التي وقعت بين الصحابة الكرام .. هل هذا صحيح حقا ؟ هل هذا الرجل حقيقي ؟ ولو كان حقيقيا ، لماذا يصر البعض أنه شخصية وهمية ؟ وما الذي فعله بالضبط ؟
في البداية يجب أن أذكر ملاحظة .. إن عبد الله بن سبأ لم ينكر وجوده أحد من المؤرخين و لا المحدثين و لا علماء الجرح و التعديل و لا العلماء المسلمين القدماء السنة منهم و الشيعة ... إنما الذين أنكروا وجوده وقالوا أنه شخصية وهمية هم مجموعة من الباحثين في العصر الحديث .. وإنا في هذا المقال سنفند آراء الجميع و نرى أين سيقودنا الدليل .
قالوا أن عبد الله بن سبأ من اختراع المؤرخ سيف بن عمر شيخ الطبري
-----------------------------------------------
مرتضى العسكري عميد كلية علوم الدين بالنجف في كتابه "عبد الله بن سبأ و أساطير أخرى " قال أن كل المؤرخين الذين تحدثوا عن ابن سبأ إنما أخذوا معلوماتهم من الطبري و الطبري أخذ كل معلوماته من طريق سيف بن عمر .. و سيف بن عمر هذا ضعفه علماء الجرح و التعديل فقال عنه ابن حجر أنه ضعيف الحديث وضعفه ابن معين وقال الدارقطني عنه أنه متروك .
لكن هؤلاء إنما ضعفوه في روايته للحديث فقط ولكنهم هم أنفسهم أشادوا به في روايته للتاريخ .. فالذهبي قال عنه أنه (كان إخباريا عارفا) و ابن حجر قال عنه أنه (ضعيف الحديث عمدة في التاريخ) وروى ابن حجر عن سيف في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة أكثر من 260 رواية .. أما الدارقطني فقد روى عن سيف في كتاب المؤتلف و المختلف أكثر من سبعين رواية تاريخية وفي أحدها مثلا تجده يرجح رواية سيف عن رواية غيره فيقول أن رواية سيف أصح .. فهذا يدل عن أن الدارقطني يأخذ بروايات سيف التاريخية و يترك روايته للحديث . على الرغم أننا نجده يأخذ بروايات أبو مخنف الذي ضعفه علماء الجرح و التعديل محدثا و إخباريا .
فسيف هو مؤرخ من الطراز الأول له كتابين هما كتاب الردة و كتاب الفتوح يتحدثان عن مرحلة تاريخية حساسة جدا في تاريخ الإسلام
وقالوا بل إن علماء الجرح و التعديل لم يقولوا عنه أنه ضعيف الحديث فقط بل قالوا أنه وضاع فكيف نصدق رجل يكذب على رسول الله.. أين جاء ذلك ؟ يقول عنه ابن حبان (اتهم بالزندقة ، يروي الموضوعات عن الأثبات) وقال أيضا نقلا عن ابن نمير (وكان سيف يضع الحديث) وقال الحاكم أبو عبد الله (اتهم بالزندقة) وتابعه على هذا أبو نعيم الأصبهاني و أبو داوود السجستاني .
الآن دعونا نحلل هذا الكلام .. أولا قول ابن حبان (يروي الموضوعات عن الأثبات) ليس معناها أن سيف يضع الحديث .. إنما معناها واضح .. أنه يروي أحاديث موضوعة تنقل إليه من رجال يظنهم أثبات .. فتهمة وضع الحديث حسب رأي ابن حبان هي ليست في سيف .. و إنما في رجل آخر في السند .
لكن ابن حبان ينقل عن ابن نمير قوله (وكان سيف يضع الحديث) .. وهنا تقرير صريح من ابن نمير أن سيف يضع الحديث .. وهنا تعارض بين قول ابن حبان و قول ابن نمير الذي نقله ابن حبان ..
لما نقل ابن الجوزي في كتاب الفضائل و المثالب و المزي في كتاب تهذيب الكمال رواية ابن نمير نفسها جاءت هكذا (و قالوا إنه كان يضع الحديث) .. وفي هذه العبارة يلقي ابن نمير مسؤولية القول عن عاتقه إلى صاحبها المروية عنه .. فيقول قالوا عنه أنه كذا .. وهذه الرواية هي الأصح لأنها ذكرت في مصدرين مختلفين و لأن ابن حبان الذي نقل الرواية الأولى هو نفسه عارضها و ألقى تهمة الوضع عن سيف إلى شخص آخر .. ثم جاء ابن حجر و قال عن سيف (أفحش ابن حبان القول فيه) .. و بهذا أكد صحة الرواية الثانية .
وبعد البحث لن تجد حديثا واحدا وضعه سيف بنفسه .. إنما ستجد حديثين هما أساس المشكلة كلها ...
الحديث الأول نقله سيف عن شيخه سعد الإسكاف حيث يقول في الحديث "كنا عند سعد بن طريف الإسكاف فجاء ابنه يبكي فقال مالك ؟ قال ضربني المعلم فقال أما والله لأخزينهم حدثني عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله معلموا صبيانكم شراركم" .. هذا الحديث موضوع ... والحديث كما نرى يرويه سيف على عهدة سعد الإسكاف .. حيث قال كنت جالسا عند سعد و حدث كذا وكذا ..ولما ذكر ابن حبان هذا الحديث في كتاب "المجروحين" في ترجمته لسعد الإسكاف أورد الحديث عن سعد الإسكاف .. دون ذكر سيف .. وقال صراحة أن سعد الإسكاف طبعه أنه يضع الحديث على الفور .. ولما أورد ابن حبان في نفس الكتاب ترجمة سيف لم يذكر فيها أي أحاديث .. يعني تهمة وضع هذا الحديث هي على عاتق سعد الإسكاف و ليس على عاتق سيف .. إنما سيف ققط نقله و كان يظن سعد الإسكاف ثقة .. لذلك قال عنه ابن حبان أنه يروي الموضوعات عن الأثبات .. ولما أخرج ابن عدي نفس الحديث في كتابه الكامل أيضا جعل العلة في الحديث على سعد و لم يجعلها على سيف .. و مرة أخرى أخرج ابن الجوزي نفس الحديث و جعل تهمة وضع الحديث على سعد مع أن ابن الجوزي عرف بالتساهل في الحكم بالوضع في كتابه الموضوعات .
الحديث الثاني هو "اللهم إنك باركت لأمتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة" قال عنه ابن الجوزي أنه حديث موضوع على رسول الله فيه مجهولون و ضعفاء و أقبحهم حالا سيف .. كما نرى كلمة أقبحهم حالا تعني أقبحهم حالا في الجهل والضعف .. ولم يوجه إليه تهمة الوضع .. ثم جاء السيوطي وتعقبه بأن هذا الحديث له طريق آخر غير طريق سيف فيه محمد بن الوليد بن أبان وهو معروف عند علماء الجرح و التعديل أنه يضع الحديث و كذاب و يقلب الأسانيد و المتون .. فلم يتفرد به سيف حتى يتهم بوضعه .. بل هو مرو من طريق آخر فيه رجل مشهور بالوضع .
هذا بالنسبة لاتهام سيف بأنه وضاع .. وتبين أنه بريء من هذا أما بالنسبة للاتهام بالزندقة فلم يقل أحد على سيف أنه زنديق أبدا إنما قالوا (اتهم بالزندقة) .. فلم يذكر ابن نمير و لا ابن حبان ولا من بعدهما أي دليل على أن سيف زنديق و لا أي يوجد أي دليل على أن أحدا اتهمه بالزندقة .. و كيف يكون زنديقا و أي قاريء لكتابه سيعرف كيف أن هذا رجل يدافع عن صحابة رسول الله .
فالخلاصة أن سيف بن عمر مؤرخ معتبر قوي في رواية التاريخ و إن كان ضعيف في رواية الحديث .. و هذا شيء عادي و ليس غريبا أبدا .. فحتى القرآن الكريم .. سنده من الحفاظ الكرام تجد فيهم من هو ضعيف في رواية الحديث .. لكنه حجة في القرآن و لا يماثله أحد فشروط رواية الحديث تخمتلف عن شروط أي رواية أخرى .. وهذا لا يعني أن كل الروايات التاريخية التي رواها سيف صحيحة .. فقد يروي رواية يكون في رجالها راو ضعيف في رواية التاريخ .. أو يكون في رجالها راو وضاع .. يعني لو أن هناك أي رواية معلولة فعلتها لن تكون في سيف و إنما ستكون في أي رجل آخر في السند .. وهذا رد على من يرد كل الروايات التي ذكرها سيف فقط لأن فيها سيف .. هذا خطأ .. و الصحيح هو أن روايات سيف كلها بعد التحقيق ستخرج منها بروايات قوية تاريخيا و مثبتة كثيرة وستخرج منها أيضا بروايات ضعيفة علتها ليست في سيف .
وبالنسبة لمن قال أن الطبري انفرد وحده بروايات سيف بن عمر فهذا خاطيء فهناك روايات لسيف ليست عند الطبري .. مثل الرواية التي عند ابن عساكر في تاريخه و الرواية التي عند المالقي غي كتابه التمهيد و البيان و الرواية التي عند الذهبي في كتاب تاريخ الإسلام .
وقالوا أن كل من أورد حكاية ابن سبأ من المؤرخين إنما نقلها عن الطبري
---------------------------------
وهذا ادعاء خاطيء جدا فهناك من تحدث عن بن سبأ و السبئية قبل الطبري وهم كثير .. سأذكرهم جميعا هنا .. أبرزهم هو محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في كتابه "كتاب الإرجاء" وهو يرد فيه على السبئية الذين ادعوا أن النبي و آل بيته كتموا تسعة أعشار الوحي و أن كل ذلك عند علي .. وذكر ذلك الحافظ الجوزجاني أيضا وقال أن عليا قد نهاهم عن ذلك و هم بهم ..
وذكر التابعي عامر الشعبي أن أول من كذب عبد الله بن سبأ و لقبه بابن السوداء لأنه يكذب على الله و رسوله و يقع في أبي بكر و عمر و ذكر أن عليا قال عنه (مالي و هذا الحميت الأسود) ..
و ذكر ابن قتيبة الدينوري المحدث و المؤرخ الثقة في القرن الثالث الهجري في كتابه كتاب المعارف أن السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ ..
ذكر ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى السبأية و أفكار زعيمها ..
وذكر محمد بن حبيب البغدادي وهو علامة في الأنساب في القرن الثالث الهجري عبد الله بن سبأ وقال أنه لم يعرف له أب و أمه حبشية .. ولذا لقب ابن السوداء و من الثابت تاريخيا تزاوج الأحباش باليمنيين ..
وأشار الجاحظ أيضا إلى عبد الله بن سبأ في البيان و التبيين ..
و ذكر البلاذري أن عبد الله بن سبأ كان من جملة من أتى إلى علي يسأله عن رأيه في أبي بكر و عمر فقال له علي أوتفرغتم لهذا .. وقال البلاذري أيضا أن ابن سبأ من قبيلة همذان في اليمن ..
و يقول عبد القادر البغدادي أن عبد الله بن سبأ من يهود الحيرة ..
و كان قتادة يفسر آية "فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة" بأنهم السبئية .. وهجا السبئية الشاعر أعشى همدان وهجاهم أيضا الفرزدق ..
وهناك روايات بعد الطبري تذكر عبد الله بن سبأ و ليس فيها سيف
روى ابن عساكر عن أبو عبد الله بن جعفر الصادق وهو الإمام السادس عند الشيعة رواية ذكر فيها ان عليا كان يخطب فقام عبد الله بن سبأ و قال أنت دابة الأرض فقال له اتق الله ثم قام فقال أنت الملك فقال اتق الله ثم قام فقال أنت خلقت الخلق و بسطت الرزق فأمر بقتله و لكن اجتمع الناس و قالوا لعلي انفه إلى المدائن ففعل .
وابن عساكر أيضا ذكر رواية عن ابن الطفيل عامر بن وائلة الليثي أن ابن سبأ ذكر عند علي و هو على المنبر فقال ما شأنه فقالوا يكذب على الله و رسوله .
وذكر ابن عساكر رواية رجالها ثقات عند أهل الحديث عن أن بن سبأ كان يقع في أبو بكر و عمر و قول علي عنه مالي و هذا الحميت الأسود .
وذكر أبو حاتم الرازي في كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية أن عبد الله بن سبأ كان يزعم أن علي هو الإله .
و أخرى ذكرها ابن حجر و ذكرها الجعفي الكوفي تذكر قصة أن علي بلغه أن عبد الله بن سبأ يذكر أبو بكر و عمر بسوء ويقول هو وجماعته أنك تضمر لهما مثل ذلك فقال مالي و هذا الخبيث الأسود معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل ونفى ابن سبأ إلى المدائن .. وقال لا يبلغني أحد يفضلني عليهما إلا جلدته جلد المفتري .. و رجاله ثقات .
وابن سعد في طبقاته يذكر رواية أخرى مفادها أن إبراهيم بن بن يزيد النخعي أتاه رجل يذكر أبو بكر و عمر فقال له ما أنا بسبئي و لا مرجئي ..
والخوارزمي ذكر في كتابه مفتاح العلوم أن السيئية يرجعون إلى عبد الله ابن سبأ
والذهبي ذكره و قال أنه من غلاة الزنادقة و أنه ضال مضل ..
وابن تيمية أيضا ذكر أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ
والخلاصة أن الروايات قبل الطبري و بعد الطبري قد تضافرت لتثبت وجود عبد الله بن سبأ .. و ليس كما ادعوا أنها شخصية مختلقة لا وجود لها .
قالوا أن عبد الله بن سبأ ليس موجودا في كتب الشيعة و أنه اختراع من السنة ليكيدوا به للشيعة
-----------------------------------
لماذا قالوا أن السنة اخترعوا ابن سبأ ليكيدوا به الشيعة .. لأن بعض السنة ذكروا أن عبد الله بن سبأ هو أصل المذهب الشيعي كاملا و أصل التشيع كاملا .. و هو رجل يهودي تضافرت كتب السنة و الشيعة على إثبات أنه يهودي .. مثل الطبري و ابن عساكر و ابن الأثير و البغدادي و ابن حزم و ابن تيمية و من الشيعة الناشيء الأكبر في كتاب مسائل الإمامة و سعد عبد الله القمي في كتاب المقالات و الفرق .. يعني قالوا أن الشيعة مذهبهم كله يرجع إلى رجل يهودي ملعون .
في البداية قبل أن نبين هذا ، سنذكر كتب الشيعة التي ذكرت عبد الله بن سبأ و التي تدل على أنه ليس من اختراع السنة .
المقصود بابن سبأ هو لقب له ويعني أنه من اليمن .. فكل يماني يقال عنه بن سبأ .. مثل كل مصري يقال له ابن النيل ..
جاء ذكر عبد الله بن سبأ في كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي
وفي كتاب مسائل الإمامة للناشيء الأكبر عن أنه يهودي
وفي كتاب المقالات و الفرق للقمي أنه كان يطعن في أبو بكر و عمر وذكر القمي أيضا حكاية ابن سبأ لما ناقش علي في أمر رفع اليدين إلى السماء بالدعاء فهل الله في السماء ..
وفي كتاب فرق الشيعة للنوبختي أنه أول من طعن في أبو بكر و عمر و أن عليا قتله
وجاء في كتاب الرجال للكشي أن عبد الله بن سبأ ادعى ألوهية علي و ادعى النبوة و تابعه على ذلك المامقاني ولعنه .. وتابعهم الأردبيلي في كتاب جامع الرواة وقال عنه أنه غال ملعون .
وتكلم المجلسي عن السبئية تقول أن علي هو المهدي .. وذكر قصة الحارث الأعور و عبد الله بن سبأ ورجلين آخرين لما أتوا لعلي وهو مغموم وحزين بعد فتح مصر فسألوه عن قوله في أبو بكر و عمر فقال أو فرغتم لهذا شيعتي قد قتلت وسأخرج لكم كتابا أجيبكم فيه وذكر الكتاب ويقول فيه كيف أنه هو أحق بالخلافة ممن قبله .. وهو حديث موضوع طبعا إلا أنه يبين أن هناك شخص سيء يدعى عبد الله ابن سبأ عند الشيعة .. وذكر المجلسي أيضا قصة الرجل الذي أتى يشكو لعي من كذب عبد الله بن سبأ بين الناس .. وقصة الرجل الآخر الذي شكا للإمام الصادق أن رجلا من ولد عبد الله بن سبأ يقول أن الله فوض لمحمد الخلق و الرزق
أيضا نعمة الله الجزائري من كبار رجال الشيعة الموثقين ذكر عبد الله بن سبأ ..
و أيضا ذكر ابن سبأ في كتاب الرجال للطوسي ..
و الخوانساري في روضات الجنات ذكر رواية على لسان الإمام جعفر الصادق أنه لعن ابن سبأ و اتهمه بالكذب و التزوير .
ولعنه أيضا العلامة الحلي وقال أنه زعم أن عليا كان نبيا ..
ويقول ابن المرتضى وهو من أئمة الشيعة الزيدية في كتابه تاج العروس أن أصل التشيع مرجعه إلى ابن سبأ لأنه اول من أحدث القول بالنص في الإمامة .
و الإمام الصدوق ذكر قصة مناقشة بين علي بن أبي طالبو ابن سبأ حيث في موضوع رفع اليد بالدعاء إلى السماء .
و النوري الطبرسي في كتاب مستدرك الوسائل أورد قصة عجيبة لعلي يكلم فيها جمجمة تقول له أنها جمجمة كسرى فأكبره الناس و ذكر بعضهم فيه مثل ما ذكر عبد الله بن سبأ و أصحابه وقال أصحاب علي لعلي أن يحرقهم كما حرق عبد الله بن سبأ و أصحابه ..
و محمد حسين المظفر من فقهاء الشيعة المعاصرين يثبت وجود ابن سبأ و ينفي أي اتصال للشيعة به لأن كل طوائف الشيعة تلعنه بلا استثناء .
ويجب أن نعرف أن الشيعة رغم أنهم يذكرون عبد الله بن سبأ في كتبهم إلا أنهم يذكرونه ملعونا دائما و لم يثن عليه واحد منهم و لم يأخذ عنه أي واحد منهم أي كلمة .. على أن المصادر الموثوقة و الأسانيد الصحيحة تذكر أن أول من وقع في أبو بكر و عمر هو ابن سبأ و أول من غلا في علي هو ابن سبأ .. و لم يفعل أحد قبله ذلك .. وهذا هو سبب قول بعض السنة أنه هو أصل المذهب الشيعي كله .. ولكن هناك طائفة في المذهب الشيعي هي الطائفة الزيدية وهي لا تقع في أبو بكر و عمر و لا تغلو في علي .. إنما هي ترى أن علي كان أحق بالخلافة بعد النبي .. ولذلك من الظلم أن نقول أن كل المذهب الشيعي استلهم أفكاره من ابن سبأ .. ومن الصعب أن يكون شخصا ما ملهما بالنسبة للشيعة ثم تراهم يلعنونه في كل رواية و كل موضع .. هذا لا يستقيم مطلقا .
قالوا أن عبد الله ابن سبأ ما هو إلا عمار ابن ياسر
------------------------
مصطفى كامل الشيبي حاول أن يثبت أن عبد الله بن سبأ ما هو إلا عمار ابن ياسر .. فعمار ابن ياسر كان يلقب بابن السوداء ... وعبد الله تقال على كل مسلم .. وكل الخطابات كانت تبدأ من عبد الله فلان إلى عبد الله فلان ... فعبد الله بن سبأ هي لقب وليست اسم .. واسمه الحقيقي هو عمار ابن ياسر ...ومايؤيد ذلك هو أن عمار كان من أب يماني وهو شديد الحب لعلي ابن أبي طالب وقد ذهب إلى مصر و أخذ يحرض الناس على عثمان فضج الوالي منه وهم بالبطش به وفي واقعة البصرة هو الذي ذهب مع مالك الأشتر إلى الكوفة و أخذ يحرض الناس على جيش علي وكانت قريش تعتبر عمار رأس الثورة على عثمان .. كل هذا يشبه ما يقال عن عبد الله بن سبأ و يبدو أن قريش لم تشأ أن تصرح باسم عمار فكانت تقول ابن السوداء أو ابن سبأ .. لأن عمار من اليمن و كل يمني يقال له ابن سبأ .. مثلما كل مصري يقال له ابن النيل .
وتابع أيضا الدكتور على الوردي هذا الرأي و تبناه .. و لكن هذا الرأي طبعا يرده علماء الجرح و التعديل عند السنة و عند الشيعة .. ويرده جميع المحدثين و المؤرخين .. فعمار بن ياسر صحابي جليل عند السنة و الشيعة وهو عند الشيعة واحد من الأركان الأربعة .. بينما ابن سبأ شخصية ملعونة كذابة عند السنة و الشيعة .. وقال النبي عن عمار أنه تقتله الفئة الباغية وقال إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي و عمار و سلمان وقال له إنك من أهل الجنة .. وقال علي رضي الله عنه لما قتل عمار "رحم الله عمارا يوم أسلم ورحم الله عمارا يوم قتل ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا ومايذكر من أصحاب رسول الله أربعة إلا كان عمار رابعا ولا خمسة إلا كان خامسا فهنيئا لعمار بالجنة ... بينما ابن سبأ ذمه علي رضي الله عنه و نفاه .. ثم نأتي إلى الادعاء العجيب أن عمار بن ياسر عارض سياسة عثمان و سافر إلى مصر و حرض على عثمان .. هذا كله لا يصح منه شيء .. وما صح حقا هو أن عثمان هو الذي أرسل عمار إلى مصر لأنه يثق به و حتي يضبط الأمور هناك .
قالوا أنه لا يعقل أن ينزل رجل يهودي و يؤثر في صحابة رسول الله حتى يجعلهم يتقاتلون
------------------------------------------
أشهر من قال بهذا هو الدكتور طه حسين أيضا في كتابه الفتنة الكبرى قال أن هناك تهويلا من شأن ابن سبأ و تبنى أنه شخصية وهمية ذكرها المتأخرين ولم يرد ذكرها في طبقات ابن سعد أو عند البلاذري في أنساب الأشراف و هما أهم مصدرين لأحداث الفتنة وهذا طبعا كلام غير دقيق بالمرة فالطبري ليس من المتأخرين بل هو معاصر للبلاذري وقد ورد ذكر ابن سبأ قبل الطبري كثيرا كما أثبتنا .. كما أن البلاذري ذكره كثيرا و كذلك بن سعد في الطبقات كما أوردنا بعض الأمثلة .
قال طه حسين "ولكني أقطع بأن خطره إن كان له خطر ليس ذا شأن وماكان المسلمون في عصر عثمان ليعبث بعقولهم و آراءهم سلطان طاريء من أهل الكتاب " ويقول " ولنكبر المسلمين على أن يعبث بدينهم و سياستهم وقولهم و دولتهم رجل أقبل من صنعاء وكان أبوه يهوديا و كانت أمه سوداء"
وعلى أن أغلب كلام الدكتور طه حسين مردود عليه و ليس دقيقا إلا أن هذا المقطع من كلام الدكتور طه حسين هو فقط الصحيح تماما .. هذا ما نتبناه أيضا .. فابن سبأ شخصية حقيقة فعلا وهذا مثبت و لا شك فيه رغم تشكيك المشككين إلا أن تأثير ابن سبأ ليس كما يحاول أن يهول البعض منه .. فابن سبأ لم يؤثر على شيء في أحداث الخلاف بين الصحابة .. فالخلاف بين الصحابة الكرام موجود وله أسباب كلها تعود إلى خدمة الدين الإسلامي .. و هم أكبر و أعظم من أن يؤثر فيهم شخص كهذا .. أو حتى ألف شخص كهذا .. فكل فريق منهم كان يرى أنه يفعل ماهو الأفضل لدين الله .. و إن كان ابن سبأ قد أثر على أحد فقد أثر على حديثي الإسلام .. و هذا التأثير لم يكن ذا بال في أحداث الفتنة .. لأن الصحابة احتووه .
حتى مع سفر ابن سبأ إلى البصرة ثم إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم إلى مصر فهو لم يؤثر على أي صحابي أبدا ولم يثبت أن هناك صحابي واحد تبنى رأي ابن سبأ أو نظر إلى رأي ابن سبأ بعين الاعتبار .. وحاول البعض أن يجعل ابن سبأ هو سبب الخلاف بين أبي ذر و معاوية و لكن الحقيقة أنه لا علاقة لابن سبأ بهذا الخلاف إنما كان أبو ذر ينكر على كل من يقتني مالا من الأغنياء بآية "و الذين يكنزون الذهب و الفضة" وهذا الخلاف ورد في صحيح البخاري وفي البداية و النهاية و لم يرد فيهما أي ذكر من قريب ولا من بعيد لابن سبأ في هذا الخلاف .. وهو شيء متوقع فيهودي خبيث مثل هذا ليست عنده قدرة أن يهيج صحابيا أو يغير من رأيه شيئا .
ويبدو أن سبب الغموض الذي يحيط بشحصية ابن سبأ منبعه أن ابن سبأ نفسه كان يحيط نفسه بشيء من السرية نوعا ما .. مثال ذلك لما سأله عبد الله بن عامر والي البصرة لعثمان بن عفان : ما أنت قال له رجل من أهل الكتاب رغب في الإسلام ورغب في جوارك .
في رواية أنتيخريستوس ظهر ابن سبأ و تأثيره بالضبط أين كان و احتواء الصحابة للفتن التي حاول أن يشعلها .. وعلى الرغم من أن ابن سبأ شخص حقيقي إلا أنه قد ظهر ابن سبأ في الرواية كأنه شيطان تمثل في هيئة بشرية نزل بين الناس ليحاول أن يوسوس لهم و يثيرهم والحقيقة أنه شيطان لكنه ليس من الجن .. إنما من شياطين الإنس ... و لقد انتهى الأمر بهزيمته في النهاية باعترافه بلسانه بأنه لم يقدر و يخسأ أن يقدر على رجال كانوا حول رسول الله .. رباهم رسول الله .. صلى الله عليه و على آله وسلم .
l منقول من صفحة (أنتيخريستوس) على موقع الفيس بوك
================
دفاع الشيخ الشيعي واثق الشمري عن عبدالله بن سبأ مظلوم على لسان مرتضى العسكري
وامثالهم وبيان كرامة الله لمقالة عبد الله بن سبأ
https://youtube.com/watch?v=JoOUKsNckCc
احمد الكاتب
عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية وقد نجح في زرع فكرة خلقت فتنة بين المسلمين لا تزال آثارها حتى اليوم وهي الكراهية للصحابة والعنف الطائفي احمد الكاتب: مختص بالفكر السياسي الاسلامي السني والشيعي
عبد الله بن سبأ في المصادر الشيعية والسنيةhttps://youtube.com/watch?v=
VpObPdN6lI4&feature=youtu.be
=====================
عيدالله بن سبا في كتب الشيعة
ويقول الطوسي في رجاله ص51 : عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر و أظهر الغلو .
و قال ابن طاووس كما في التحرير الطتووسي (234) : عبد الله بن سبأ غال ملعون ، حرقه أمير المؤمنين بالنار ، كان يزعم أن عليا عليه السلام إله و أنه نبي لعنه الله تعالى
عبد الله بن سبأ عند الشيعة
قال السيد هاشم الهاشمي وهو من علماء الشيعة الرجاليين المعاصرين : (( الروايات الموجودة في مصادرنا الشيعية والتي جاء فيها اسم عبدالله بن سبأ صريحا محدودة جدا، وعمدتها ما رواه الكشي في رجاله،
وهي عبارة عن خمسة روايات وهي:
1 ما رواه بسند صحيح عن محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (ع)، فقال (ع)
«إنه لما ادعى ذلك استتابه أمير المؤمنين (ع) فأبى أن يتوب فأحرقه بالنار».
2 – ما رواه بسند صحيح عن محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الأزدي، عن أبان بن عثمان،
================
قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:« لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين (ع)، وكان والله أمير المؤمنين (ع) عبدا لله طائعا، الويل لمن كذب علينا، وإن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم».
3 – ما رواه بسندين صحيحين إلى محمد بن أبي عمير، ومنه بسند صحيح إلى الإمام زين العابدين (ع)، عن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، قال:
«قال علي بن الحسين (ع): لعن الله من كذب علينا، إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمرا عظيما، ما له لعنه الله، كان علي (ع) والله عبدا لله صالحا، أخو رسول الله، ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله (ص) الكرامة من الله إلا بطاعته».
http://al-meshkah.com/maaref_detail.php?id=4166
وصحح هذه الروايات الثلاث علي آل محسن ص46 في كتابه عن عبد الله بن سبأ
ويقول السيد هاشم الهاشمي مستنكرا على السيد مرتضى العسكري : (( والغريب أن السيد العسكري عندما عرض روايات الكشي المسندة بتر إسنادها ولم يتطرق إلى صحة سندها!! (7)
بينما نجده يتعرض لأسانيد الطبري بتدقيق بالغ!!
بل نجده يدقق في بعض الروايات الشيعية الأخرى التي وردت من غير طريق الكشي والمتضمنة لثغرات في قصة عبد الله ابن سبأ. ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق