لقاء بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد (الأوروبية)
بناء مدرسة روحية باسم زعيم شيعي بموريتانيا والحديث عن مساعٍ لتشييد حسينية في عاصمتها يثير الجدل حول الاختراق الإيراني. ومع أن أعراض التشيع باتت ماثلة للعيان هناك فإن بعض المتابعين يرون أن الموضوع لا يخلو من مبالغة وتهويل.
نشر التشيع في موريتانيا على مدار السنوات القليلة الأخيرة، بات يطرح نفسه بين الفينة والأخرى في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع المحلية والعربية.
وعاد الحديث مجددا عن هذا الموضوع قبل أيام، على خلفية زيارة قام بها رجل الدين الشيعي اللبناني محمد قانصو لموريتانيا، حيث صاحبها الكثير من اللغط في الأوساط الدينية والإعلامية.
فقد اعتبر مراقبون أن زيارة قانصو تمثل مؤشرا على تطور المد الشيعي بموريتانيا، ودعا كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي السلطات لاتخاذ إجرءات حازمة ضد الزائر اللبناني.
واقتصرت زيارة قانصو على لقاءات مع مسؤولي أحزاب سياسية صغيرة معروفة بعلاقتها بالنظام السوري، مثل رئيس حزب الوحدوي الديمقراطي محفوظ ولد اعزيزي.
غير أن إشراف قانصو على تدشين مدرسة قرآنية صغيرة باسم الزعيم الروحي لشيعة غرب أفريقيا عبد المنعم الزين، فجر غضبا كبيرا لدى الأوساط الدينية، ما دفع السلطات الأمنية لإجراء تحقيقات مع بعض مستقبلي الشيخ الشيعي وفق ما تناقلته مصادر إعلام محلية.
"ولد باب: الزيارة ذات طابع "استكشافي" للتعرف على المنافذ التي قد تساهم في اختراق الشيعة لموريتانيا"
زيارة استكشافية
ووفق الإعلامي سيدي أحمد ولد باب، فإن زيارة قانصو تعتبر ذات طابع "استكشافي" للتعرف على المنافذ التي قد تساهم في اختراق الشيعة لموريتانيا.
واتهم ولد باب أطرافا لم يسمها بانتهاج "سياسة فبركة الوجود الشيعي" بالبلاد للحصول على مكاسب مادية من قبل الحوزات الإيرانية.
وفي ذات السياق، اعتبر ولد باب أن هناك أئمة مقربين من دول الخليج يحاولون تهويل موضوع التشيع لدفعها للاهتمام بموريتانيا في المجالات التنموية كالعمل الخيري والاجتماعي.
وقال إن الحديث عن الوجود الشيعي في موريتانيا "بمثابة فقاعة إعلامية، حيث لا توجد معطيات على الأرض تسند هذا الأمر".
وأضاف ولد باب أنه لا توجد بموريتانيا حسينيات ولا أنشطة دينية وتعليمية للشيعة، ولا حتى استثمارات اقتصادية تابعة لهم، على خلاف الحال في الدول التي يوجد فيها نشاط للتشيع".
وفي الوقت الذي تتحدث بعض المصادر الإعلامية عن وجود حوالي ثلاثين ألف شيعي بموريتانيا، تنفي وزارة التوجيه الإسلامي وجود هذا الرقم.
وتعتبر الوزارة أن معتنقي المذهب الشيعي بالبلاد "لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة".
وفي مقابلة مع وكالة أنباء "الأخبار المستقلة" أثناء زيارته لموريتانيا مؤخرا، قال قانصو إن عدد أتباع مذهبه بموريتانيا لا يتجاوز العشرات.
واعتبر أن الحديث عن وجود عشرات الآلاف من الشيعة في موريتانيا "كلام يراد منه التخويف والتهويل".
"التشيع في موريتانيا بدأ قبل عشر سنوات عندما أعلن بكار ولد بكار اعتناق المذهب الشيعي وبات يروج لكتبه ومناهجه"
مخاطر التشيع
بدوره، دعا إمام مسجد شجرة الأنبياء عمر الفتح ولد سيدي عبد القادر إلى تكثيف الجهود للتصدي لما يسميه مخاطر التشيع بالبلاد.
وأضاف أن ذلك يجب أن يتم من خلال العمل على "وضع برنامج دعوي متكامل يتم فيه التركيز على خطاب يحذر من مخاطر التشيع ويركز على وجوب الوحدة الإسلامية ويحذر من التفرق المذموم" وفق قوله.
وطالب ولد سيدي عبد القادر بعمل إعلامي قوي ومؤثر يهدف إلى "كشف المخطط الشيعي، وتعريته وفضح أهدافه الآنية والمستقبلية".
أما تاريخ التشيع في موريتانيا، فيعود إلى ما يزيد على عقد من الزمن حين أعلن مواطن يدعى بكار ولد بكار عن اعتناقه للمذهب الشيعي.
ويقوم هذا الرجل بنشاط كبير في مجال نشر المذهب الشيعي وكتبه ومناهجه. ويتزايد الحديث في الأوساط العلمية الموريتانية عن محاولته إقامة حسينية في منطقة عرفات بالعاصمة نواكشوط.
وفي السنوات الأخيرة، كثرت زيارة العديد من أئمة موريتانيا إلي إيران، كما أبدت طهران اهتماما كبيرا بعلاقاتها مع نواكشوط.
وكانت علاقات البلدين شهدت تطورا ملحوظا منذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسلطة عام 2008، حيث تبادل الجانبان الكثير من الزيارات الرسمية ووقّعا العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية.
لكن هذه العلاقات تراجعت في السنتين الأخيرتين بسبب التقارب الملحوظ لنواكشوط مع السعودية، وفق مراقبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق