السبت، 22 سبتمبر 2012

الملك عبدالعزيز أول من استخدم السلاح الاقتصادي لدعم فلسطين


الملك عبدالعزيز أول من استخدم السلاح الاقتصادي لدعم فلسطين

 كتب:غازي ابوكشك_وكالات دنيا الوطن

يجمع عدد من القادة السياسين الفلسطينين على ان الدرو السعودي له ثقل كبير اتجاه القضية الفلسطينية ومن اهم مايعزز الدور السعودي هي العلاقة التاريخية التي تربط السعودية بالقضية الفلسطينية وان السعودية كانت نصيرا دائما للشعب الفلسطيني.

 في هذا الاطار نظمت المؤسسة الفلسطينية للاعلام جلسات حوارية مع عددمن السياسين والمثقفين والاكاديمين وتابع الحوار الاعلامي غازي ابوكشك وقال ابوكشك في بداية الجلسات الحوارية

إن ا

 ان ا لواضح - - للقضية كان له الأثر الكبير في قرار الرئيس روزفلت بعدم اتخاذ أي موقف في القضية الفلسطينية دون الرجوع إلى العرب وذلك خلال لقائه مع الملك عبدالعزيز على السفينة (كوينس) بالبحيرات المرة في مصر في أعقاب مؤتمر (يالطا) لدى نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945/2/14م.. وتم التأكيد على هذا الوعد في رسالته الجوابية التي بعث بها إلى الملك عبدالعزيز آل سعود - - في 1945/4/5م.

وواصل الملك عبدالعزيز تأكيد ذلك في رسالته إلى الرئيس الأمريكي ترومان، وتذكيره بموقف الرئيس الأمريكي السابق من القضية الفلسطينية وشدد على أهمية عدم انحياز الولايات المتحدة الأمريكية لليهود.

وقد لجأ الملك عبدالعزيز آل سعود - - إلى السلاح الاقتصادي، لدعم القضية الفلسطينية من خلال الاستعانة بشركة أرامكو وإغرائها بالمزيد من الامتيازات والفرص في السعودية وخارجها إذا استطاعت إقناع الإدارة الأمريكية بعدالة القضية الفلسطينية.

وفي الوقت الذي كانت المملكة العربية السعودية تعاني اقتصادياً، نجد أن الملك عبدالعزيز - - يوجه بإرسال مساعدات إغاثة عاجلة لإخوانه في فلسطين بعد تعرضهم لزلزال عام 1927م، ما دفع المفوض السامي البريطاني في فلسطين اللورد بلومر إلى إرسال خطاب شكر إليه على مساهمته في التبرع ل (صندوق إغاثة الزلزال)

د.كمال الشرافي مستشار الرئيس محمود عباس لحقوق الإنسان: مما لا شك فيه أن الجهد الكبير الذي يبذله خادم الحرمين الشريفين، وتحركه القادم باتجاه أوروبا ، من أجل حشد المزيد من التأييد العالمي لقضية الأمة ، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية , ومحاولات القضاء على السلطة الفلسطينية وقيادتها الشرعية ، للقضاء على عملية السلام .

 وهنا نذكر بالمواقف الشجاعة لخادم الحرمين الشريفين، فإن الملك عبد الله رأى أنه لا بد من وضع المجتمع الدولي وأوروبا أمام مسؤولياتها ،ووضع النقاط على الحروف ، خاصة أن إسرائيل تجاوزت كافة الخطوط ، وضربت عرض الحائط بمبادرة السلام الشجاعة التي تم تبنيها عربيا ، والتي ستكون أحدى النقاط الهامة في المباحثات التي سيجريها في جولته الأوروبية من اجل الحشد العالمي لوقف الاستهتار الإسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية .

 كما قال إبراهيم أبو النجا نائب رئيس المجلس التشريعي السابق، عضو المجلس الثوري لحركة فتح نحن لدينا القناعة التامة بأن انعكاسات أي حركة أو أي جولة ، أو تأثير سياسة أية دولة تأتي من حجم التأثير ، وهذا نتيجة لثقة وحجم الجهود المتحركة التي تقوم بهذا التحرك . وليقيننا أن للأشقاء في المملكة العربية السعودية دورا مؤثرا وبارزا في السياسة الخارجية ، وتستطيع أن تلعب دورا كبيرا انطلاقا من إيمانهم بان عليهم واجبا تجاه أشقائهم وأن عليهم دورا لحماية المقدسات في فلسطين ،وما وصلت إليه قناعاتهم من أن هناك جرماً وإجراماً ومجازر ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية ، وأن عليهم دورا عربيا وإسلاميا أخلاقياً وسياسياً تجاه القضية الفلسطينية .

من هذا الفهم تأتي حركة خادم الحرمين الشريفين لعدد من الدول الأوروبية، في ظرف عصيب تمر به القضية الفلسطينية في ظل الأحداث الجارية في غز

 ة ، ليحمل هذه الأمانة وهذه الرسالة ، ونحن متأكدون أنه سيكون لها آثار إيجابية على كل الأصعدة ، خاصة أننا بحاجة في هذه الظروف الصعبة الى من يحمل هذه الرسالة ليشكل قوة ودورا ، وتسمع له الكلمة ، لأنه في موقع القرار ، وخاصة أنه لازال يحمل مبادرة السلام . ونأمل ان يكون دور المملكة الكبير من خلال حركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على الصعيد الدولي مكللاً بالنجاح ، ونحن لنا كبير الثقة بالمسؤولية والثقل الملقى على عاتقه ، لتنعكس نتائج هذه الجولة إيجابيا على قضية شعبنا ، وإيقاف ما يتعرض له شعبنا من مجازر وتدمير واحتلال بات يهدد المنطقة بأكملها من خلال محاولات إسرائيل الالتفاف على مبادرة السلام العربية .

 ومن جهته قال صالح عبدالعال عضو المجلس الوطني الفلسطيني ،الأمين العام للجبهة الإسلامية الفلسطينية إننا نعتبر أن هذا التحرك لخادم الحرمين الشريفين يأتي في ظل أخطار تهدد القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، ويأتي منسجما مع السياسة الخارجية للمملكة تجاه قضية فلسطين وقضيته القدس ، ونحن ندرك من خلال الوعي لدور المملكة وارتباطها بقضية الأمة الأولى ، أن هذا التحرك لخادم الحرمين الشريفين منسجم تماما مع دور المملكة الخارجي كأرقى انسجام ، وتأتي هذه الجولة استكمالا لجولات سابقة قام بها الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد ، كما أنها تأتي بعد موقف شجاع ومتميز تجاه استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي، وأنه لا بد من اتخاذ موقف حاسم إزاء العدوان الإسرائيلي وما ترتكبه إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، وأن المبادرة السلمية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين هي الفرصة الأخيرة لإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي ، وبأنه لا بد من الانسحاب الإسرائيلي الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف .

وأوضح عبد العال أنه ونتيجة لمعرفتنا بمواقف الوطنية والصريحة وخاصة الدور الكبير الذي قام به لوقف الاقتتال الفلسطيني، ومؤتمر مكة , الذي للأسف انهار أمام استهتار البعض بالدم الفلسطيني، وإيصال القضية الفلسطينية الى هذا المأزق، ونحن متأكدون من الموقف المبدئي وغير الخاضع للحسابات اللحظية ، فإن نتائج هذه الجولة ستكون إيجابية بلا شك ، وذلك بعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين على عاتقه خدمة قضية فلسطين والقدس . إن تحرك خادم الحرمين الشريفين بالغ الأهمية ، ونعتقد أنه أصبح ناطقاً باسم العرب جميعاً ، وأن على أوروبا الإصغاء له ، ونحن نتطلع الى هذا التحرك بثقة وجدية ، خاصة بعد تراخي الموقف الدولي إزاء ما يجري ، ولذلك فنحن نعول كثيرا على هذا التحرك لخادم الحرمين الشريفين . فيما اوضح الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى أن جولة خادم الحرمين الشريفين لعدد من الدول الأوربية ، جهد سعودي مشكور ومتواصل من أجل جلب الدعم الدولي لقضية فلسطين والقدس ، وهي مهمة في هذا الظرف بالذات الذي تتعرض فيه الأراضي الفلسطينية لأخطار لم يسبق أن تعرضت لها بسبب الصراع الداخلي، الذي حاول خادم الحرمين الشريفين تفاديه من خلال عقد مؤتمر مكة، الذي لم يصمد للأسف، وبات الوضع مهددا بإنهاء القضية الفلسطينية بشكل عام، ولذلك يجيء تحرك خادم الحرمين الشريفين مهما في ظل هذه الظروف .

 وقال سلامة إن الدعم السعودي المتواصل للقضية الفلسطينية , والذي يتجسد اليوم بجولة خادم الحرمين الشريفين من أجل دعم القضية الفلسطينية ، لأن القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها كانت دائما في عقل وقلب خادم الحرمين الشريفين , وهذا تجسيد للسياسة التي دأبت المملكة العربية السعودية على انتهاجها منذ فترة طويلة ، كما تأتي هذه الجولة وما زالت مبادرة السلام , والتي نعتبرها المخرج الحقيقي للصراع العربي الإسرائيلي والتي وضعت إسرائيل على المحك ،وما زالت تهرب من استحقاقات المبادرة التي لقيت ترحيبا دوليا وتمت الإشادة بها داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة ، لتتحول الى مبادرة دولية .

 واضاف سلامة ، إننا واثقون من أن خادم الحرمين الشريفين سيطرح بكل قوة ووضوح مطالب الشعب الفلسطيني والأمة العربية ، ومن اجل وضع حد للغطرسة الإسرائيلية التي باتت تتحدى كل المجتمع الدولي ، رافضة كل القرارات الدولية والمبادرات السلمية . وقال : إن مواقف خادم الحرمين الشريفين السابقة تؤكد للجميع أن مواقفه ثابتة ولا تغيرها المصاعب، ونعتقد أن الملك عبد الله هو الوحيد القادر على إسماع الصوت العربي للمجتمع الدولي، ونقل الخطر الذي يهدد المنطقة، إذا لم يتم حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، وهو أيضا نفس الموقف الذي يجب أن تفهمه دول الاتحاد الأوروبي ، التي رغم تقدم موقفها لا تزال مترددة وغير حاسمة تجاه ما يجري بحق أبناء شعبنا وقيادتنا وسلطتنا الوطنية .

 من جانب اخر قال الكاتب والمحلل السياسي ماهر الفارس

 لقد حظيت القضية الفلسطينية بالدعم المادي والمعنوي والتأييد المطلق من المملكة العربية السعودية انطلاقاً من ثقلها الديني والسياسي والاقتصادي. وشكلت قضية القدس بالنسبة لها محوراً مركزياً في سياساتها الخارجية وعلاقاتها الدولية، لاحتضانها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأحد المساجد الثلاثة التي يُشدُّ إليها الرحال، ووقوفاً مع إخوة العقيدة والأرومة.

وقد سيطرت قضية فلسطين على لبِّ تفكير الملك عبدالعزيز آل سعود - ويتضح ذلك من مواقفه الشجاعة والمشهورة عنه في المحافل الدولية ومراسلاته مع قادة العالم العربي والغربي على حد سواء بشأنها. ويتلخص موقفه - رحمه الله - في أن قضية فلسطين هي وقف على الفلسطينيين وحدهم وعلى جميع الدول العربية والشعوب العربية أن تقف إلى جانبهم وتمدهم بالمال والسلاح والرجال والرأي والمشورة والدعم الدولي والإقليمي.

وسار على نهجه - أبناؤه الكرام البررة على مدار العقود الماضية جنباً إلى جنب وقفاتهم المخلصة الصادقة مع قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ودعمها بدون حدود، وعلى رأسها قضية القدس والأقصى الأسير.

ولعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - - بالدعوة إلى الحوار بين الفصائل الفلسطينية في مكة المكرمة لم تكن الأخيرة بل سبقتها مبادرته الكريمة للسلام حينما كان ولياً للعهد والتي تبنتها قمة بيروت العربية في محرم 1423ه لتوفير السلام العادل مقابل الانسحاب الكامل، تأتي في سلسلة المبادرات الداعمة للقضية الفلسطينية تأييداً ومناصرة.

وانطلاقاً من هذا الاهتمام الكريم، سعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة إلى اقتناء الوثائق الخاصة بالقدس والقضية الفلسطينية

تشكل في مجملها حوالي (5000) وثيقة تاريخية نادرة، تمثل (20%) من مجموع الوثائق التي تقتنيها المكتبة، كما نجحت في اقتناء مجموعة نادرة من وثائق السيد لوك ( 1925- 1928م)، أحد الحكام المنتدبين البريطانيين لفلسطين، تواصلاً من المكتبة مع اهتمامات مؤسسها وراعيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وتحقيقاً لتوجيهاته السامية في المساهمة في حفظ تاريخ مدينة القدس بتاريخها الإسلامي العريق، وتوثيقاً لجهود المملكة العربية السعودية قادة وشعباً في خدمة القضية الفلسطينية.

وتبيّن هذه الوثائق اهتمام القيادة السعودية بقضية فلسطين بداية من الملك عبدالعزيز آل سعود - الذي تركز اهتمامه على توحيد الصف الفلسطيني ورأب الصف العربي عند الحديث عن القضية الفلسطينية، ويتجلى ذلك في برقية أرسلها إلى السيد عبدالرحمن عزّام الأمين العام لجامعة الدول العربية في حينه، خلال اجتماع الوزراء العرب في الاسكندرية يقول فيها: "إن أهم واجب على مندوبي العرب أن يجتمعوا على رأي واحد قبل وصولهم إلى لندن حتى يكونوا جبهة واحدة صلبة، لأن المنفذ الوحيد لليهود هو تفرقة العرب واختلاف رأيكم..".

إن إيمانه بأهمية الوحدة الفلسطينية والعربية لم يقلل من جهوده الدبلوماسية مع القوى الكبرى، فقد سعى إلى وقف الهجرة اليهودية ومصادرة الأراضي العربية ووضع حل شامل لفلسطين، يرتكز على إحقاق الحق، وإعادة الأرض إلى أصحابها وهذا يتضح بشكل كبير في مذكرته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في 1938/11/19م، التي لخص فيها الحقوق العربية والاعتداءات اليهودية في فلسطين.


القيادي لؤي عبدة المفوض السياسي الفلسطيني

 لقد سار الملك فهد على نهج والده الملك عبدالعزيز في رسم السياسة الخارجية للمملكة، القائم على ركيزتي العروبة والإسلام. ففي الكلمة التي وجهها إلى الشعب السعودي بمناسبة صدور النظام الأساسي للحكم(1)، ونظام الشورى(2)، ونظام المناطق(3)، قال: "إن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية يهمها ما يهم العرب والمسلمين وتحرص على تضامنهم وجمع كلمتهم وتسهم بكل طاقاتها فيما يعود عليهم بالخير، وقد أثبتت الأحداث والوقائع صدق مواقفها ووفاءها بالتزاماتها تجاه أمتها العربية والإسلامية والتزاماتها الدولية الأخرى" (معهد الدراسات الدبلوماسية، 1412ه، ص 6).

 ومن خلال هذا النهج، تبنى الملك فهد، كما فعل من سبقه من ملوك آل سعود، قضية فلسطين، وجعلها قضية الأمتين العربية والإسلامية، وأولاها اهتمامه، وساهم في دعمها بقوة وفعالية في جميع المحافل الدولية.

 منطلقات الملك فهد في دعم القضية الفلسطينية

 ويؤكد لؤي عبدة لقد تبنَّى الملك عبدالعزيز وأبناؤه الدفاع عن قضية فلسطين، لأنها قضية الأمتين العربية والإسلامية، فأرسى الملك عبدالعزيز ثوابت سياسة المملكة، وجعل التضامن العربي الإسلامي ركيزة أساسية فيها. وقاد الملك فيصل مسيرة التضامن العربي الإسلامي ورفع لواءها، وأرست جهوده وإنجازاته دعائم التضامن العربي الإسلامي في النظرية والتطبيق؛ وأخذ الملك فهد على عاتقه رعاية هذه المسيرة ودعم مؤسساتها معنوياً ومادياً.

 وانطلق الملك فهد في سعيه لنصرة القضية الفلسطينية من خلال إيمانه العميق بخصوصية العلاقة الروحية والجغرافية والتاريخية بين أرض الحرمين الشريفين، وأرض ثالث الحرمين الشريفين القدس الشريف، وأن هذه الخصوصية تفرض على المملكة التزامات ومسؤوليات جسام.

 كما تشكّل الفكر السياسي للملك فهد من خلال الأحداث التاريخية الصعبة التي عاصرها ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، وبلورت توجهه نحو اتخاذ موقف قوي في دعم القضية الفلسطينية. فقد عاصر نكسة يونيو عام 1967م، وسقوط المسجد الأقصى، وشهد أعمال القمع والاضطهاد الوحشية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، واحتلالها للمقدسات والأراضي العربية، وعاش خلال الانتفاضات الفلسطينية المتعددة، وشهد ما خلفته من ضحايا وآثار تدميرية عميقة من جوع وتشرّد ولجوء ومرض لآلاف الفلسطينيين تحت الاحتلال الصهيوني.

 مظاهر دعم الملك فهد للقضية الفلسطينية


 الدعم على الصعيد السياسي:

 يُعدُّ سعي المملكة لحصار وعزل إسرائيل دبلوماسياً وسياسياً على المستوى الدولي، من أبرز مظاهر دعم الملك فهد الدبلوماسي والسياسي للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية؛ في مقابل الدفع بالقضية الفلسطينية إلى المجالات الدولية، والتعريف بها، وانتزاع اعتراف الدول بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وقد ركّزت سياسة المملكة في عهده على:

 l الدعوة لعقد المؤتمرات العربية والإسلامية، والحرص على حضورها، والعمل على أن تتمخض عن قرارات وتوصيات تدعم القضية الفلسطينية.

 l تأييد مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وقراراتها، ونبذ كل الخلافات والمشاحنات بين الدول العربية والدول الإسلامية، في سبيل توحيد الصف العربي والإسلامي لمواجهة المخططات الصهيونية، واسترداد المقدسات الإسلامية.

 l دعم دول المواجهة لإسرائيل سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

 l استخدام كل الوسائل السياسية والدبلوماسية للتعريف بالقضية الفلسطينية وعدالة قضية الشعب الفلسطيني، والوقوف بكل ثقلها السياسي خلف القضية، ومدِّ دول المواجهة بكل الأسباب المساعدة للاستمرار في المعركة على كل المستويات.

 l أخذ موقف واحد ومحدد بالنسبة لعلاقات المملكة مع الدول الأجنبية، تنطلق من ضمان حقوق شعب فلسطين، واسترداد الأماكن المقدسة، والسعي لعزل إسرائيل دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً، وفضح مخططاتها التوسعية ومطامعها الاستعمارية وسياسات الهيمنة التي تتبناها في المنطقة.

 l إزالة التوترات بين الفصائل والمجموعات الفلسطينية المتناحرة.

 l إزالة التوتر بين الفصائل والمجموعات الفلسطينية المختلفة والدول العربية بسبب التباين في وجهات النظر أو السياسات.

 l استغلال موسم الحج كمنبر للقاء ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية والصديقة وعلماء المسلمين ووفود بيت الله الحرام، لتذكير الأمتين العربية والإسلامية بقضية فلسطين ومحنة الشعب الفلسطيني، واستنهاضهم لنصرة إخوانهم في فلسطين.

 وقد عُرف عن خادم الحرمين الشريفين أنه لا يترك فرصة على الصعيد الدولي أو العربي أو الإسلامي أو الخليجي إلاّ ويؤكد على دعم الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه المشروعة، خصوصاً حقه في تقرير مصيره، والعودة، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 وكانت المملكة من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية التي أعلن عنها في 15 نوفمبر 1988م، وقدّم الملك فهد أرضاً ومبنى لسفارة دولة فلسطين بالرياض، هدية من الشعب السعودي لشعب فلسطين.

 وسعت المملكة في سياستها الخارجية، بعد مجيء "شارون" للسلطة إلى:

 l محاولة إقناع الدول العربية بعدم السعي نحو إقامة أي علاقات مع إسرائيل في ظل الظروف الراهنة، نتيجة لمواقف إسرائيل المتنكرة لعملية السلام.

 l استمرار الدعم المالي من قبل الدول العربية لصندوقي القدس والانتفاضة، وذلك لمساعدة الشعب الفلسطيني في محنته.

 l عدم المشاركة في المفاوضات المتعددة الأطراف، ما لم يتم إحراز تقدم ملموس على صعيد المفاوضات الثنائية، والتي تعتبر الركيزة الأساسية في مسيرة السلام في الشرق الأوسط.

 l دراسة إمكانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي تنقل سفاراتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

 l حث الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي على القيام بدور أكثر فعالية في عملية السلام بما يضمن عودة الحقوق العربية على أساس قرارات الشرعية الدولية.

 l الضغط على إسرائيل للانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. (سعود الكبير، ص 22).

 ويعد مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط من أبرز محطات الدعم السياسي للقضية الفلسطينية؛ فقد أعلن الملك فهد عنه في عام 1981م عندما كان ولياً للعهد، وقدمه لمؤتمر القمة العربي الثاني عشر الذي عقد في فاس خلال دورته الأولى في 25 نوفمبر 1981م؛ وتم تبنيه باسم "مشروع السلام العربي" في الدورة الثانية لمؤتمر القمة العربي الثاني عشر الذي عقد في فاس خلال الفترة 6 9 سبتمبر 1982م.

 واعتمد المشروع على المبادئ التالية:

 أولاً: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام (1967م) بما فيها القدس العربية.

 ثانياً: إزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي العربية بعد (1967م).

 ثالثاً: ضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان بالأماكن المقدسة.

 رابعاً: تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وممارسة حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة الشرعي والوحيد، وتعويض من لا يرغب في العودة.

 خامساً: إخضاع الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة ولمدة لا تزيد عن بضعة أشهر.

 سادساً: قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 سابعاً: يضع مجلس الأمن الدولي ضمانات السلام بين جميع دول المنطقة بما فيها الدولة الفلسطينية المستقلة.

 ثامناً: يقوم مجلس الأمن الدولي بضمان تنفيذ تلك المبادئ.

 وقد شكّل مشروع السلام نقطة تحول جذرية حينذاك في التصور العربي والإسلامي للصراع العربي الإسرائيلي وكيفية تسويته، في وقت كانت تمر فيه الأمة العربية بمرحلة صعبة من عدم وضوح الرؤية بالنسبة إلى كيفية الوصول إلى حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي. وشكّل مشروع السلام نواة مطروحات التسوية اللاحقة للصراع العربي الإسرائيلي. وقد أظهر مشروع السلام سعة أفق الملك فهد وحنكته السياسية ومعرفته الواسعة بحقيقة وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي. (القاسمي، 1995م، ص 216).

 وقد قال سفير دولة فلسطين بالمملكة عن مشروع السلام: "... الذي لو نُفِّذ لكان أفضل مليون مرة من أوسلو" (ديب، 1422ه، ص 8).

 وتعتبر مشاركة المملكة العربية السعودية في مؤتمر مدريد لعام 1995م من أبرز مظاهر الدعم السياسي للقضية الفلسطينية، فقد اضطلعت المملكة بدور مهم وبارز في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط منذ انطلاقتها، وما نتج عنها من اتفاقيات، واعتبرتها المملكة آلية مهمة يمكن الاستفادة منها في تأمين الحقوق العربية والفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية خصوصاً قراري مجلس الأمن رقم 242 و 338، ومبدأ الأرض مقابل السلام.

 شاركت المملكة في لقاء مدريد، وفي جميع فرق العمل المنبثقة عن المحادثات المتعددة الأطراف: اللاجئين، المياه، الرقابة على التسلّح والأمن الإقليمي، البيئة، التنمية الاقتصادية. ودعمت دول المواجهة العربية في مفاوضاتها الثنائية مع إسرائيل لمساعدتها في الوصول إلى حل عادل وفق قرارات الشرعية الدولية وبما يكفل عودة الحقوق العربية والإسلامية. (سعود الكبير، 1422ه، ص 20).

 وللمملكة دور سياسي داعم للقضية الفلسطينية يتمثل في حرصها على حل الخلافات التي كانت تظهر بين الفلسطينيين وإخوانهم العرب، كما حصل في لبنان والأردن وسوريا. وكان هذا الجهد ينبع دائماً من حرص الملك فهد على وحدة الصف العربي ولم شمل الأمة ووضع طاقاتها لتحقيق هدفها السامي بتحرير مقدساتها ودحر المحتلين.

 ص 11).

 الدعم على الصعيد الإنساني


 اما على صعيد الانسان الفلسطيني يضيف الدكتور غسان حمدان مقرراللجنة الشعبية لفك الحصار عن فلسطين االتزمت المملكة بناء عل قرارات قمة بغداد عام 1978م بتقديم دعم سنوي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولمدة عشر سنوات عن طريق أقساط ثلث سنوية بواقع 28.371 مليون، كما التزمت بتقديم دعم شهري للانتفاضة الأولى بواقع ستة ملايين وعشرين ألف دولار. وعلى المستوى الشعبي واصلت اللجان الشعبية عملها في جمع التبرعات لدعم الجهاد والانتفاضة الفلسطينية. (ديب، 1422ه، ص 9).

 كما ".. تجاوزت حتى الآن المساعدات المالية من المملكة مبلغ (8.900) ثمانية مليار وتسعمائة مليون ريال، كان منها مبلغ يصل إلى (2.197.084.631) مليارين ومائة وسبعة وتسعين مليون وأربعة وثمانين ألف وستمائة وواحد وثلاثين ريالاً يمثل المساعدات التي تقرر تقديمها بعد مؤتمر مدريد، ومن أبرزها (1.125.000.000) مليار ومائة وخمسة وعشرون مليون ريال، تمثل تبرعات المملكة المعلنة في المؤتمرات الدولية لدعم السلطة الفلسطينية، ويتم صرفها بواسطة الصندوق السعودي للتنمية على مشاريع إنمائية تنفذ بواسطة هيئات دولية مثل البنك الإسلامي للتنمية، وكذلك صرف جزء منها لدعم الموازنة الفلسطينية" (سعود الكبير، 1422ه، ص 12).

 ورغبة من المملكة العربية السعودية في حشد التأييد السياسي والمادي للسلطة الفلسطينية، خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في واشنطن عام 1994م، فقد تبرعت بمبلغ ثلاثمائة مليون دولار أمريكي على مدى ثلاثة أعوام لدعم برنامج البنك الدولي لتلبية المتطلبات العاجلة لتنمية الاقتصاد الفلسطيني. (سعود الكبير، 1422ه، ص 7).

 وتبرعت المملكة العربية السعودية بربع إجمالي المبالغ التي قررت لصندوقي "الأقصى" و "انتفاضة القدس" في القمة العربية الطارئة التي عقدت بالقاهرة في 22 - 21 أكتوبر 2000م لدعم انتفاضة القدس. (سعود الكبير، 1422ه، ص 8).

 وكانت المملكة قد اقترحت إنشاء الصندوقين برأسمال يبلغ بليون دولار أمريكي يخصص الصندوق الأول للقدس برأسمال يبلغ (800 مليون دولار) والآخر برأسمال يبلغ (200 مليون دولار) يخصص لدعم الانتفاضة. (سعود الكبير، 1422ه، ص 8).

 وقد خصص تبرع المملكة العربية السعودية لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس ولتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدراته وفك الارتباط بالاقتصاد الإسرائيلي. (سعود الكبير، 1422ه، ص 8).

 وأرسلت المملكة للشعب الفلسطيني، في محنته الأخيرة مساعدات مباشرة للسلطة الفلسطينية، شملت التالي (سعود الكبير، ص 9):

 @ تحويل ثلاثين مليون دولار للسلطة الفلسطينية.

 @ تحويل عشرة ملايين دولار للسلطة الفلسطينية في شهر فبراير 2001م.

 @ التبرع بعشرين سيارة إسعاف.

 @ إرسال مواد طبية وإسعافات أولية وأجهزة طبية وأدوية بقيمة (13.50) مليون ريال.

 @ إرسال أدوية بقيمة (11.25) مليون ريال.

 @ إرسال طائرة طبية كاملة التجهيز لنقل 105 حالات من المصابين الفلسطينيين ومعالجتهم في مستشفيات المملكة العربية السعودية.

 وعلى صعيد الدعم الشعبي، فقد وجّه الملك فهد بفتح باب التبرعات الشعبية التي بلغت نحو (240) مليون ريال، إضافة إلى التبرعات العينية مثل السيارات وسيارات الإسعاف والعقارات والمجوهرات والمواد الطبية. (سعود الكبير، 1422ه، ص 9).

 الدعم من خلال اللجان الشعبية


 تجسّد "اللجان الشعبية لمساعدة أسر شهداء وأسرى مجاهدي فلسطين"، التي أمر الملك فيصل بتشكيلها في جميع مناطق المملكة في شعبان 1387ه الموافق نوفمبر 1967م، موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية ودعمها للشعب الفلسطيني في كفاحه العادل. وقد دعم الملك فهد دور هذه اللجان عندما وجه بإطلاق عدد من حملات التبرع الشعبية لمواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي صاحبت عدد من الأحداث الجسام، مثل:

 @ الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في صيف عام 1982م، وكانت حصيلة الحملة أكثر من مائة وثمانية ملايين ريال. (جاموس، 1422ه، ص 48م).

 @ الانتفاضة الأولى، 1987م، وكانت حصيلة الحملة أكثر من مائة وثمانية عشر مليون ريال. (جاموس، 1422ه، ص 49م).

 @ حملة إنقاذ القدس، 1994م: بلغت إيراداتها نحو ستة ملايين ريال.

 @ انتفاضة القدس، التي اندلعت في 28 سبتمبر 2000م.

 وقد سعت اللجان الشعبية إلى توفير الدعم المادي الضروري لاستمرار الكفاح الفلسطيني، فجمعت اللجان الشعبية نحو (1.710.677.086) مليار وسبعمائة وعشرة ملايين وستمائة وسبعة وسبعين ألف وستة وثمانين ريالاً في الفترة منذ إنشائها في 5 ربيع الأول 1387ه، الموافق 13 يوليه 1967م إلى 30 ذو الحجة 1421ه، الموافق 25 مارس 2001م. (جاموس، 1422ه، ص 67م).

 وقد بلغ إجمالي تحويلات اللجان الشعبية إلى منظمة التحرير الفلسطينية من عام 1387 حتى نهاية 1421/10ه نحو (1708867252) ألف وسبعمائة وثمانية ملايين وثمانمائة وسبعة وستين ألفاً ومائتين واثنين وخمسين ريالاً . (جاموس، 1422ه، ص 67م).

 الدعم من خلال اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس


 عندما اندلعت انتفاضة "القدس" في 28 سبتمبر 2000م، وجه الملك فهد في 10 أكتوبر 2000م، الموافق 13 رجب 1421ه الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بتشكيل لجنة سعودية للإشراف على وضع الضوابط لجمع التبرعات الشعبية في المملكة لدعم انتفاضة القدس؛ فنظّمت حملة إعلامية افتتحها الملك فهد بتبرع بلغ ثلاثين مليون ريال، كما تبرع بعشرين سيارة إسعاف؛ وتبرع ولي العهد الأمير عبدالله بمبلغ عشرة ملايين ريال. وقد تعدّى إجمالي ما تلقته لجنة دعم انتفاضة القدس حتى تاريخ 1421/12/1ه الموافق 2001/3/6م من تبرعات شعبية لدعم انتفاضة القدس مبلغ مائتين وخمسين مليون ريال. (جاموس، 1422ه، ص 48-83م).

 الدعم لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين


 تقدم المملكة مساعداتها الإنسانية للاجئين مباشرة أو عبر الوكالات والمنظمات الدولية التي تعنى بشؤون اللاجئين، حيث تنتظم في دفع حصتها االمقررة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأنروا (UNRWA) المتمثلة في مساهمتها السنوية البالغة 1.200.000 دولار أمريكي لميزانية الوكالة. كما قدمت لها تبرعات استثنائية في مناسبات مختلفة بلغت جملتها حوالي 60.400.000 دولار لتغطية العجز في ميزانيتها وتنفيذ برامجها وتقديم الخدمات التعليمية ومواد الإغاثة الغذائية والطبية. (البازعي، 1422ه، ص 7).

 وخصصت المملكة للأنروا مبلغ (34) مليون دولار ضمن منحة المملكة العربية السعودية للفلسطينيين، والبالغ مجموعها (300) مليون دولار التي أعلنت عنها خلال مؤتمرات الدول المانحة. (البازعي، 1422ه، ص 7).

 وقد قامت الأنروا، بالتنسيق مع الصندوق السعودي للتنمية، بتنفيذ عدد من المشاريع الإنمائية في قطاعات التعليم والصحة والخدمة الاجتماعية. (البازعي، 1422ه، ص 7).

 الدعم للانتفاضات الشعبية

 وقف الملك فهد مع الانتفاضات الشعبية الفلسطينية لإيمانه بدورها الكبير في مسيرة الكفاح الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، وللمعاناة الإنسانية القاسية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني خلال هذه الانتفاضات، ففي انتفاضة عام 1987م، تبرعت المملكة لصندوق الانتفاضة الفلسطيني بمبلغ 1.433.000 دولار، وتبرعت للصليب الأحمر الدولي بمبلغ 2.000.000 دولار لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. (البازعي، 1422ه، ص 4).

 وقررت المملكة في قمة الجزائر الطارئة التي عقدت في شوال عام 1408ه الموافق 1988م تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره 6.020.000 دولار أمريكي، تم صرفها ابتداء من يناير 1989م. وبلغ ما قدمته المملكة اثني عشر قسطاً شهرياً يمثل مجموعها 72.240.000 دولار. (البازعي، 1422ه، ص 5).

 وفي انتفاضة الأقصى لعام 2000م، وقفت المملكة العربية السعودية مع الشعب الفلسطيني وقدمت له الدعم المالي والمعنوي، واستمرت في تحمل مسؤولياتها العربية والإسلامية في نصرة نضال الشعب الفلسطيني العادل. فبادرت حكومة المملكة في مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد في القاهرة خلال الفترة من 24 - 23 رجب 1421ه باقتراح لإنشاء صندوقين باسم "الأقصى" و "انتفاضة الأقصى" لنصرة انتفاضة الأقصى، برأسمال قدرة مليار دولار. (البازعي، 1422ه، ص 5).

 وتبرعت المملكة العربية السعودية بمبلغ (50) مليون دولار أمريكي لصندوق "انتفاضة الأقصى" الذي بلغ رأسماله مائتي مليون دولار. وقد خصص هذا الصندوق للإنفاق على أسر شهداء الانتفاضة، وتعليم أبنائهم، وتأهيل الجرحى. (البازعي، 1422ه، ص 5).

 وأعلنت المملكة العربية السعودية عن تبرعها، أيضاً، بمبلغ (200) مليون دولار لصندوق "الأقصى" الذي يبلغ رأسماله (800) مليون دولار. وقد خصص هذا الصندوق لتمويل مشاريع تهدف إلى المحافظة على الهوية العربية والإسلامية للقدس، وتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدراته، وفك ارتباطه بالاقتصاد الإسرائيلي. (البازعي، 1422ه، ص 5).

 وبسبب وقوع عدد كبير من الجرحى، ورغبة المملكة العربية السعودية في تخفيف معاناتهم، فقد تبرعت بعشرين سيارة إسعاف، وأرسلت 30 طناً من الأدوية لوزارة الصحة الفلسطينية، وزودتها بأجهزة ومعدات طبية وإسعافات أولية.

 وأمر الملك فهد بنقل الجرحى لعلاجهم في مشافي المملكة العربية السعودية، ووضع كافة إمكانات المملكة بتصرف القيادة الفلسطينية وشعب فلسطين. فأرسلت طائرات طبية مع طاقم طبي إلى كل من عمان والعريش لنقل 105 حالات من المصابين الفلسطينيين إلى مستشفيات المملكة العربية السعودية وعلاجهم على نفقة الدولة. (البازعي، 1422ه، ص 6).

 الدعم على الصعيد التربوي


 داعس ابوكشك خبير في الشئون التربوية الفلسطينية لقد سهلت ووفرت المملكة للشباب الفلسطيني فرص التعليم في مدارسها وجامعاتها، وعاملت الطلبة الفلسطينيين معاملة الطلبة السعوديين، سواء داخل المملكة العربية السعودية أو الذين ابتعثوا على حسابها في الخارج.

 وقد تنوعت أوجه المساهمة التي قدمتها المملكة للمشاريع التربوية والتعليمية للشعب الفلسطيني من خلال اليونسكو، فشملت المجالات التالية: (الشدي، ص 19):

 @ تسديد نسبتها المقررة في المساهمة العادية في ميزانية الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأنروا (UNRWA)، التي بلغ مجموع المبالغ التي ساهمت بها المملكة العربية السعودية حتى عام 2000م نحو 126.655.522 دولاراً أمريكياً، وكانت اليونسكو قد عقدت اتفاقاً مع الأنروا تتولى بموجبه الأنروا تنفيذ البرامج التعليمية لأبناء الشعب الفلسطيني. (ص 20).

 @ مساهمة المملكة في إنشاء صندوق تمويل الدراسات العليا للطلبة الفلسطينيين، حيث صدرت الموافقة السامية في شوال عام 1411ه على تبرّع المملكة العربية السعودية للصندوق بمبلغ ثلاثمائة ألف دولار أمريكي. وقد استفاد من منحة المملكة العربية السعودية لهذا الصندوق خمسة وثمانون طالباً فلسطينياً أنهوا برامجهم التعليمية في دول العالم في تخصصات مختلفة. (ص 21).

 @ المساهمة في دعم البرامج والمشروعات التربوية والتعليمية والثقافية التي وضعتها اليونسكو بناء على طلب السلطة الفلسطينية للنهوض بالمؤسسات التربوية والتعليمية في فلسطين، وللاستجابة للاحتياجات المتعددة التي كانت تواجه السلطة الفلسطينية، فعلى سبيل المثال:

 1 في 29 جمادى الثاني 1414ه صدر توجيه المقام السامي بالتبرع بمبلغ مليونين وخسمائة ألف دولار أمريكي لترميم وتجهيز عدد من المدارس لتكون قادرة على استقبال واستيعاب الطلبة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. (ص 22).

 2 في 15 محرم 1416ه صدرت موافقة المقام السامي على التبرع بمبلغ آخر قدره مليونان وخمسمائة ألف دولار أمريكي لتنفيذ مشروعات تربوية وتعليمية أخرى في فلسطين تقوم بموجبها اليونسكو بترميم وتجهيز عدد آخر من المدارس والمؤسسات التعليمية في الأراضي التي تشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية. (ص 24).

وتتابع المؤسسة الفلسطينية للاعلام وتقول تحظى المقدسات والآثار الإسلامية في فلسطين باهتمام الملك فهد وحكومة المملكة العربية السعوية ضمن اهتمامها الشامل بالقضية الفلسطينية، فشاركت المملكة في جهود اليونسكو لحماية وصون الآثار والمقدسات الإسلامية في فلسطين، ففي 11 رجب 1410ه صدر أمر المقام السامي بالمساهمة بمبلغ خمسمائة ألف دولار أمريكي لمشروع صون التراث العربي الإسلامي في القدس. (الشدي، 1422ه، ص 12).

 وعندما دعا مدير عام اليونسكو في 28 أبريل 1992م دول العالم إلى إنقاذ المسجد الأقصى وقبة الصخرة من التداعي والتصدع، استجاب الملك فهد لنداء اليونسكو، وأبدى استعداد المملكة العربية السعودية للالتزام بتحمّل تكاليف جميع إصلاحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومسجد الخليفة عمر بن الخطاب. (الشدي، 1422ه، ص 14).

 وأودعت المملكة لدى المنظمة مبلغ مليوناً وثمانمائة ألف دولار أمريكي على شكل تبرّع عاجل، خصص لإنجاز الدراسات الأولية لمشروع الترميم والإعمار، على أن تتحمل المملكة تكاليف تنفيذ المشروع. (الشدي، 1422ه، ص 15).

 كما شملت رعاية المملكة العربية السعودية للمقدسات والآثار الإسلامية في فلسطين، دعم المشاريع المساندة لبرامج الصيانة والترميم، مثل (الشدي، ص 19-17):

 أ الموافقة على طلب اليونسكو لتمويل إنشاء مختبر علمي لصون وترميم المخطوطات القديمة للقرآن الكريم في المسجد الأقصى، وقد صدرت في 19 جمادى الثاني 1421ه موافقة المقام السامي على تمويل ميزانية المشروع الإجمالية وقدرها خمسمائة وستة وخمسون ألفاً وأربعمائة دولار. (ص 17).

 ب الموافقة على طلب اليونسكو لتمويل برنامج تدريبي لخمسة من المختصين الفلسطينيين لمدة سنتين في معهد الفنون والصور بإيطاليا، ليتولى عملية ترميم وصيانة المخطوطات الإسلامية القديمة، بتكلفة تبلغ خلال عامي 2001/2000م، ما يقارب ثلاثمائة ألف دولار أمريكي. (ص 17).

 ج موافقة المقام السامي في 21 ربيع الثاني 1421ه على طلب اليونسكو لتمويل مشروع وضع نظام مراقبة بالكمبيوتر لتسجيل تغير الحرارة، وقياس توسع الفتحات واهتزاز الجدران للمسجد الأقصى، نتيجة للأضرار التي لحقت بالأساس والمباني بسبب قيام الحكومة الإسرائيلية بفتح نفق تحت الحائط الغربي للمسجد. وقد قدّر لهذا المشروع مبلغ خمسين ألف دولار أمريكي. (الشدي 1422ه، ص 18).

 د قيام المملكة العربية السعودية بتمويل عدد من المشاريع التي تقوم بها اليونسكو، مثل (الشدي، ص 19):

 1 ترميم سوق القطانين، وحمام العين، وحمام الشفاء، وبعض المواقع الأثرية في القدس. (ص 18).

 2 طلب إضاءة قبة الصخرة والحرم الشريف. (ص 18).

 3 استقدام عمال مهرة في العمران الإسلامي من المغرب، وتدريب فنيين فلسطينيين، وإيفاد بعضهم للتدريب بالمغرب، بهدف القيام بترميم المواقع الإسلامية في القدس. (ص 19).

 ه تمويل تكاليف عدد من المهمات والدراسات التي قام بها بعض خبراء اليونسكو للتحري عن الأضرار التي تتعرض لها الآثار والمقدسات الإسلامية. (ص 19).

 و تغطية العديد من المصروفات الإدارية التي قامت بها اليونسكو لإعداد تقارير الخبراء، التي ساعدت في إصدار العديد من القرارات من منظمة اليونسكو لإنقاذ وصيانة وحماية الآثار والمقدسات الإسلامية في فلسطين. (ص 19).

 القيادي النائب الاسير جمال الطيراوي الملك عبد الله بن عبد العزيز قائد المواجهة مع المحتل الإسرائيلي لم يفعل ذلك بل أعلن عن نصرة الفلسطيني ظالماً ومظلوماً.

 في القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في الفترة من 21-22 أكتوبر 2000م والتي أطلق عليها (قمة الأقصى) أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية تحمل في طياتها الكثير من النذر التي تهدد باحتمالات التفجير والانزلاق في دوامة العنف وعدم الاستقرار.

 وقال - - (إن الخيار أمامنا هو خيار صعب ودقيق وهو خيار الوقوف بثبات وصمود متمسكين بمبادئنا وحقوقنا المشروعة.. إنه خيار الذي يرفض الرضوخ لأي ضغوط سياسية كانت أو عسكرية.. إنه خيار الاستقلالية في العمل).

 وحدد الملك عبد الله بن عبد العزيز جوانب الموقف الذي يجب الخروج من المؤتمر، وهي الا تنحصر مناصرة الشعب الفلسطيني في إطار الدعم المعنوي والسياسي بل يجب أن تكون المساندة لهم بكل الوسائل.

 ويتابع القيادي الطيراوي لقد اقترح الملك عبد الله بن عبد العزيز إنشاء صندوق يحمل اسم (صندوق انتفاضة القدس) برأس مال قدره مئتا مليون دولار ويخصص للأنفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة وتهيئة السبل لرعاية وتعليم أبنائهم، كما اقترح سموه إنشاء صندوق يحمل اسم صندوق الأقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها وتمكين الأخوة الفلسطينيين من الفكاك من التبعية للاقتصاد الإسرائيلي.

 وقد أعلن - - باسم خادم الحرمين الشريفين وباسم الشعب السعودي بأن المملكة العربية السعودية ستسهم بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين، كما أعلن أن شعب المملكة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين سيتكفل بدعم ألف أسرة فلسطينية من أسر شهداء وجرحى انتفاضة الأقصى.

 وفي موقف ليس بغريب على المملكة العربية السعودية التي وقفت بكل صلابة في مواجهة المؤامرات الصهيونية ضد مدينة القدس ومقدساتها ومحاولات طمس تاريخها الإسلامي واغتصاب أرضها وتهجير أهلها وصولاً إلى إحداث تغيير ديمغرافي يرجح الكفة اليهودية.

 أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة أن (القدس الشرقية قضية عربية غير قابلة للتنازل والمساومة ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنها ونعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة التي تسري عليها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأن المسؤولية في الحفاظ على القدس وتحرير الأراضي المحتلة تقع علينا جميعاً وليس هناك من أمل للاضطلاع بهذا الدور ما لم نقف صفاً واحداً ونتجاوز الخلافات ونقف في وجه من يحاول أن يضعف تضامننا وينشر بذور الفتنة بيننا).

 ودعا إلى التوقف عن إقامة أية علاقات مع إسرائيل وإلغاء أي نوع من العلاقات والصلات التي نشأت في ظل عملية السلام التي استهانت إسرائيل بكل متطلباتها وأكد على ضرورة ربط أي استئناف لهذه العلاقات بإحراز إنجاز حقيقي ليس فقط على المسار الفلسطيني بل كافة مسارات هذه العملية.

 وقد اختتمت القمة العربية بإقرار مقترح المملكة العربية السعودية في دعم الانتفاضة والحفاظ على الهوية العربية للقدس.

 وفي مؤتمر القمة الإسلامية التاسع الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 12 - 13 نوفمبر 2000م أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز أن إسرائيل ماضية في تحويل عملية السلام إلى حرب ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وقمعه داخل أرضه.

 وأكد أن مصير مدينة القدس والأراضي المحتلة أمانة في أعناق القادة والزعماء العرب والمسلمين، وينتظر الفلسطينيون أن يخرج هذا المؤتمر بالأفعال قبل الأقوال.

 وأكد - على ضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، وتوفير كل وسائل الدعم للاخوة الفلسطينيين وتعبئة الإمكانات وتهيئة المؤسسات المالية والاقتصادية لتمويل مشاريع يكون هدفها الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للقدس والحيلولة دون طمسها.

 وطلب من الدول الإسلامية التي تربطها علاقات أو صلات بإسرائيل أن تتخذ موقفاً يرتفع إلى مستوى التحدي الكبير المفروض علينا جميعاً من إسرائيل التي أدارت ظهرها لعملية السلام، وإن أقل ما نتوقعه من هذه الدول هو تقليص علاقاتها مع إسرائيل إلى أدنى حد ممكن وتجميدها تماماً وربط أي تعامل مستقبلي مع إسرائيل بإحراز تقدم فعلي ملموس في عملية السلام ليس فقط على المسار الفلسطيني بل وكافة مسارات هذه العملية.

 خلاصة القول تؤكد المؤسسة الفلسطينية للاعلام ممثلة بمديرها العام الاعلامي غازي ابوكشك جاءت جولة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والباكستان في عام 2004م لدعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية وبخاصة القضية الفلسطينية والقدس الشريف، حيث أكد في لقائه مع قادة هذه الدول على رفض المملكة العربية السعودية التام لأي إجراءات أو سياسات أو أعمال تمس مدينة القدس وتغيير هويتها العربية وأن ما تقوم به إسرائيل في مدينة القدس من أعمال لتهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها وتوسيع حدودها وتوسيع سلطات بلديتها بالاستيلاء على مزيد من الأراضي بالقهر هو امتداد للعمل الإجرامي والمشين المتمثل بالمحاولة الصهيونية بحرق المسجد الأقصى، ومؤكداً في الوقت نفسه على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب فلسطين أرضاً وشعباً لاسترداد كامل حقوقها وفي طليعتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.

 وموقفه - - في واشنطن يؤكد من جديد أن الخطاب السياسي والإسلامي للمملكة تجاه فلسطين والقضية والمقدسات الإسلامية في القدس ثابت لا يتغير، حيث شدد الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد اطلاعه على صيغة البيان السعودي - الأمريكي المشترك وخلوه من ذكر القدس وعودتها للفلسطينيين أجاب بحزم بأنه لا يوقع بياناً لا يذكر فيه القدس، وبالفعل تم وضع اسم القدس في البيان.

 وفي قمة الألفية الثالثة التي نظمتها هيئة الأمم المتحدة بمقرها في نيويورك في شهر سبتمبر عام 2000م أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز أن القدس الشريف جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م وينطبق عليها قرار مجلس الأمن رقم 242، وهو ما أكده - حفظه الله - خلال لقائه مع رؤساء الجمعيات العربية والإسلامية وكبار المفكرين من أصل عربي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أكد أن القدس موضوع ليس فيه أخذ ولا عطاء فهو شيء واجب ومفروض على كل عربي وكل مسلم وكل إنسان فيه إنسانية لابد أن يكون مع القدس، لأن القدس تاريخ وأصل ولا يمكن التخلي عنها أبداً أبداً مهما كان.

 وفي انتفاضة الأقصى المباركة والتي انطلقت في 28-9-2000م وإزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات وحشية من العدو الإسرائيلي أدت إلى سقوط آلاف من الشهداء وعشرات الآلاف الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - طيب الله ثراه - توجيهاته بإرسال طائرات الإخلاء الطبي إلى مدينتي عمان والعريش لنقل خمسين من المصابين الفلسطينيين لعلاجهم في مستشفيات المملكة، وأمر كذلك بإرسال فريق طبي سعودي متخصص إلى الضفة الغربية وقطاع غزة للمساهمة في علاج المصابين وتقديم المساعدة الطبية لهم.

 وقد وصل أكثر من مائة من جرحى الانتفاضة الفلسطينية إلى مستشفيات المملكة للعلاج على طائرات الإخلاء الطبي من العريش وعمان، وقام الملك عبد الله بن عبد العزيز - وكان ولياً للعهد آنذاك - بتفقد الجرحى وقلدهم وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة تقديراً لمواقفهم النضالية البطولية.

 وقدم الملك عبد الله بن عبد العزيز التعازي الحارة من حكومة وشعب المملكة في شهداء القدس وقال: (إن ما تحملونه من جراح لا يعد إصابة بل وسام كريم حصلتم عليه بشجاعتكم ونضالكم، فكل قطرة دم عربية أريقت على ارض فلسطين هي سقيا لنبوت الكبرياء والمروءة وبطولة لن تنضب بحول الله وقوته).

 وناشد (كل انسان سعودي وعربي ومسلم ومحب للسلام والعدل على أرض المملكة العربية السعودية ان يبادر في لحظته هذه بمساندة اشقائنا في فلسطين العروبة والاسلام من خلال التبرع مادياً وهو ابسط ما يمكن ان يقدم عملاً لا قولاً أو شعاراً دعماً لهم ولقضيتنا المشتركة).

 وأضاف (أن الوطن العربي والإسلامي تمثله فلسطين في لحظاتها هذه والإرادة العربية الإسلامية تنطق بكل وضوح في انتفاضة أشقائنا في الأراضي العربية المحتلة ولا ابلغ ولا اعظم من تعبير رافض ساخط أدواته حجر في كف طفل وصرخة من قبل امرأة وصدور تستقبل حتفها بكل إيمان واقتدار وعزة سعياً إلى الفوز بالشهادة أو النصر ولن يضيع حق وراءه مطالب ونحن أصحاب حق تاريخي شرعي وقضية عادلة مشروعة..

 ولقد آن الآوان للطرف الإسرائيلي ولك من تعنيه عملية السلام أن يدرك ما يعنيه الأقصى بالنسبة لنا عرباً ومسلمين تاريخاً وانتماء ودلالة G722408@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق