تاليف الدكتور  السيد محمد  السيد  نوح
 الناشر دار اليقين 
===
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه والسالكين سبيله والداعين بدعوته إلى يوم الدين .
أما بعد ،،،،،،
فقد لقيت السنة النبوية ولا زالت عناية خاصة من المسلمين منذ عصر الصحابة حتى يومنا هذا بحيث نفت عنها تحريف الغاليين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين .
وتجلت هذه العناية في صور شتى من بينها وضع مصنفات قطب رحاها ومركزها خدمة الحديث النبوي وكانت هذه المصنفات من الكثرة والسعة والضخامة أن شكلت كل مجموعة منها علما مستقلا قائما بذاته .
ولعل من أبرز هذه العلوم ( علوم طبقات الرواة ) لما له من ثمرات ليس على الحديث وحده وإنما على علوم أخرى كعلم الاجتماع ، وأما ما يسميه علماؤنا قديما علم العمران البشرى ، كعلم التاريخ  العام وكعلم الحضارة ونحوها .
بيد أن مما يؤسف له أنه لم ينبر أحد من المعاصرين لا سيما  المهتمون والمشتغلون بالحديث النبوي إلى تجلية هذا الأمر وإبرازه لينتفع أهله به مستغنين عن استيراد ما عساه يكون مخالفا لقيمنا وأخلاقنا نحن المسلمين .
من هذا المنطلق كانت هذه الدراسة تحت عنوان :
” علم الطبقات حقيقته وقيمته العلمية والحضارية ”
مرتبة على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة على النحو التالي :
المقدمة : وتشمل : أ –أهمية الموضوع .
  ب-سبب اختياره
الفصل الأول: حقيقة علم الطبقات وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: تعريف علم الطبقات
المبحث الثاني: نشأة علم الطبقات وتطوره حتى يومنا هذا .
المبحث الثالث: أشهر المصنفات في علم الطبقات مرتبة على الموضوع .
الفصل الثاني: القيمة العلمية والحضارية لعلم الطبقات “وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : فوائد وثمرات علم الطبقات .
المبحث الثاني : منهج العلماء في تحديد الطبقات وترتيبها والصياغة
المبحث الثالث : المأخذ الواردة على علم الطبقات : سببا وعلاجا .
الفصل الثالث : تعريف بأنفع كتابين في طبقات الرواة :
( المعين الذهبي ) ، و ( وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي ) وفيه مبحثان :
المبحث الأول : تعريف بكتاب المعين في طبقات المحدثين للذهبي ت : 748 هـــ .
المبحث الثاني : تعريف بكتاب طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي 744 هـ
الخاتمة في : نتائج الدراسة ، ومقترحات وتوصيات .
جريدة المراجع . الفهرس .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الفصل الأول
حقيقة علم الطبقات
يمكن التعرف على حقيقة علم الطبقات من خلال هذه المباحث :
المبحث الأول
تعريف علم الطبقات وعلاقته بعلم التاريخ
علم الطبقات مركب إضافي مؤلف من كلمتين هما :
” علم ” ، و ( طبقات ) والأمر يقتضى معرفة ماهية كل منهما على انفراد قبل التركيب ، ثم معرفة ما هيتهما معا بعد التركيب على هذا النحو :
أولا : ما هية العلم لغة واصطلاحا :
العلم لغة :
العلم لغة: له معان أهمها :
1-الملكة التي تدرك المعلومات وهي العقل : فيقال الفهم الذكي النبيه من الناس هذا لديه علم أي ملكة تؤهله أن يكون عالما لو استخدمها وأحسن استغلالها .
2-المعلومات : أي المسائل سواء أكانت ذات موضوع واحد أم موضوعات متناثرة لا رابط بينها .
3-الفهم أو التصور : فيقال لمن يتصور مسألة أو أكثر من مسائل العلم ، وهذا لديه علم أي فهم أو تصور وإدراك ذلك .
4-التصديق: أي التطبيق النابع من الفهم والتفاعل معه ولا تعارض بين هذه المعاني جميعا إذ العلم في حقيقته المعلومات المتوقفة في فهمها وتصورها ، بل والتصديق بها وتطبيقها على الآلة أو الملكة وهي العقل .
العلم اصطلاحا :
والعلم اصطلاحا له مدلول عند المسلمين وآخر عند غير المسلمين:
أ-عند المسلمين: هو الإدراك أو التصور لكل ما من شأنه أن يجعل الإنسان سيدا في الأرض عبدا الله –   عز وجل فالعلم إذن عندهم: سيادة وتقوي، إذ يقول الله عز وجل :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الآية 56 الذاريات ”
( َإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} ) الآية 30 البقرة ”
( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ) الآية 13 الزمر
ب-عند غير المسلمين هو الإدراك أو التصور لكل ما من شأنه أن يجعل الإنسان سيدا في الأرض فالعلم عندهم : سيادة فقط عارية من التقوى من واقع تصورهم عن الدين أنه يصادم العلم ويعاديه .
ثانيا : ماهية الطبقات لغة واصطلاحا :
الطبقات لغة :
جمع طبقة ، وتأتي الطبقة في اللغة على معان منها :
1-ما يغطى الشئ ويعشيه : تقول : أطبق الشيء وضع طبقة منه على طبقة وأطبق الشيء : غطاه .
2-الشيء وتوافقا ، أ, القوم المتشابهون  أو الجماعة من الناس يعدلون جماعة مثلهم .
3-المرتبة أو المنزلة : تقول الناس طبقات مراتب ومنازل .
ولا تعارض بين هذه المعاني جميعا إذ مآلها الشيء المساوي والموافق غيره في الرتبة والمنزلة بحيث يكون كل منهما كأنما هو غطاء وغشاء للآخر .
الطبقة اصطلاحا :
أما الطبقة اصطلاحا فلها تعار يف منها :
1-القوم المتشابهون أو المتقاربون في الإسناد أو لقاء المشايخ .
2-الجيل بعد الجيل : كجيل الصحابة وجيل التابعين ، وجيل أتباع التابعين أو جيل الكبار منهم أو المتوسطين أو الصغار …. وهكذا
والاختلاف في الألفاظ والمؤدي واحد وهو مطلق التشابه والتماثل في السن ولقاء المشايخ أو الفضل في الدين أو الجهاد أو الحفظ ، أو الأدب ، أو اللغة أو الفقه أو التصوف أو نحو ذلك .
فمثلا أنس بن مالك –رضي الله عنه – مع باقي الصحابة إذا نظرنا إلى قربه منهم في السن ولقاء صلى الله عليه وسلم عنه فهو من طبقة الصحابة ، إذا نظرنا إلى السبق في الإسلام والجهاد والنصرة وشهود المشاهد ونحوها فهو من طبقة السابقين وطبقة البدريين وطبقة أهل بيعة الرضوان ….وهكذا ز
ثالثا : ماهية علم الطبقات بعد التركيب والإضافة هو :
وعلم الطبقات بعد التركيب والإضافة هو :
العلم الذي يجمع المسائل المتعلقة بالقوم المتشابهين في صفة ما أو أكثر نسبا ومولدا وعطاء بصورة تميزهم عن غيرهم ممن لا يشابهونهم .
رابعا : علاقة علم الطبقات بعلم التاريخ :
بين علم الطبقات وعلم التاريخ علاقة هي العموم والخصوص الوجهي يجتمعان في التعريف بالرواة وينفرد علم الطبقات بما إذا كان في البدرين مثلا من تأخرت وفاته عمن لم يشهدها لاستلزامه تقدم المتأخر الوفاة وينفرد علم التاريخ بالحوادث .
قال السخاوى : وقد فرق بينهما بعض المتأخرين بأن التاريخ ينظر فيه بالذات إلى المواليد والوفيات وبالعرض إلى الأحوال والطبقات ينظر فيها بالذات إلى الأحوال  وبالعرض إلى المواليد والوفيات ولكن الأول أشبه .
المبحث الثاني
نشأة علم الطبقات وتطوره حتى يومنا هذا
أما نشأة علم الطبقات كعلم له مقدماته ، ,أصوله ، ومعالمه فهي متأخرة لم تظهر في الأفق إلا بعد فصل علوم الحديث عن العلوم الأخرى في القرن الرابع الهجري على يد أبي محمد :
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد المعروف بالرامهرمزى ت 360هـــــ في كتابه : ” المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ”
وإن كان التأليف على الطبقات قديم يعود تاريخه إلى ظهور تاريخ التدوين والتصنيف مثل طبقات ابن سعد محمد بن منيع كاتب الواقدي ت 230 هـــ وطبقات خليفة بن خياط ت 240هـــ وغيرهما الأمر الذي حدا واحدا من المستشرقين هو فرانزر ورنثال إسلامية هذا العلم حيث يقول :
وتقسيم الطبقات إسلامي أصيل وقد يبدو أنه أقدم تقسيم زمني وجد في التفكير التاريخي الإسلامي ، وليست له أية علاقة في الأصل بطريقة الترتيب تبعا للسنين التي كانت مألوفة في تقاليد التراجم الإغريقية ودخلت الأدب العربي في زمن متأخر مع التراجم الإغريقية .
وظاهر الحال أن الكلام على هذا العلم من ناحية توصيف وتقييمه نشأ متأخرا وظل ينمو بيقد الأسانيد كما يظهر في كتب الخطيب البغدادي 463هـــ وعلوم الحديث لابن الصلاح ت 643هـــــ المعروف بالمقدمة والكتب التي دارت حولها كتقريب النووي ت 676هـــــ وألفية العراقي ت 806هــــــــ ، ولعل أوسع من وقفت عليه ممن تكلم في هذا العلم من الناحية النظرية هو شمس الدين محمد بن عبد الرحمن المعروف بالسخاوي ت 902هـــ إذ كتب فصلا كاملا في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي حول علم الطبقات تناول فيه مكانته وفوائده وتعريفه وعلاقته بعلم التاريخ ومنهج العلماء في التقسيم على الطبقات والمآخذ الواردة على هذا العلم وأنواع كتب الطبقات مرتبة على الموضوع إلى غير ذلك من المباحث .
وكذلك العلامة الشيخ مصطفى بن عبد الله الكاتب ألجلبي المعروف بالحاج خليفة ت 1067هــــ في كتابه : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون حيث سرد كتب الطبقات على الموضوع مبينا خصائص كل كتاب ومضمونه ومحاسنه ومثالبه في إيجاز شديد وإسماعيل باشا البغدادي ت 1339هـــــ -1920م في إيضاح المكنون ذيل كشف الظنون .
أما في الحديث فما أكثر الكتب التي تناولت هذا العلم ولكن ضمن علوم أخرى مثلما جاء في الكتب المختصر في علم رجال الأثر للشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف وما جاء في محاضرات في علوم الحديث ” للشيخ مصطفى التازي ، وما جاء في الوسيط للشيخ محمد أبو شهبه وما جاء في بحوث تاريخ السنة المشرفة للدكتور أكرم ضياء العمري وما جاء في السنة قبل التدوين للدكتور محمد عجاج الخطيب وغيرها ولكن أوسعها في نظري ما جاء شبه دارسة مستقلة مفصلة ذكرها الدكتور أكرم ضياء العمري في تقديمه لكتاب الطبقات عمل خليفة بن خياط “.
المبحث الثالث
أشهر المصنفات في الطبقات على الموضوع
وضع العلماء كتبا كثيرة في علم الطبقات ودونك أشهر هذه الكتب حسب الموضوع :
أولا : كتب طبقات الرواة عامة :
1-الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد كابت الواقدي ت 230هـــــــ .
2-الطبقات لخليفة بن خياط ت 240هــــــــ
3-طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي ت 744هـــــ ، والمعين في طبقات المحدثين للذهبي ت 748هـــــــــــــ .
4-طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث لأبي بكر البرديجي ت 301هـــــــ .
5-إنجاز الوعد المنتقى من طبقات ابن سعد للسيوطي .
ثانيا : كتب طبقات الرواة على المدن :
1-طبقات الجذريين : لأبي عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحراني ت 318هــ.
2-مشاهير علماء الأمصار لأبي حاتم  محمد حبان المعروف بالبستي ت 354هــــــ
3-طبقات المحدثين بأصبهان :لأبي محمد عبد الله بن محمد بن حبان المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني ت 369هـــــــ .
4-طبقات الهمذانيين : لأبي الفضل صالح بن أحمد التميمي الهمذانى ، ت 384هـــــ .
5-المشهور من علماء مالقة : لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الأنصاري مرتب على الطبقات .
6-العقد الفاخر الحسن في طبقات أكابر اليمن:  لأبي الحسن على بن الحسن الخزرجى .
7-طبقات القيروانيين : لأبي العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني .
……..وغيرها
ثالثا: كتب طبقات المفسرين
1-طبقات المفسرين : لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، ت 911هـــ
2-طبقات المفسرين : لأبي سعيد صنع الله الكوزة الكناني ت 980هـــــــ
3-طبقات المفسرين : لمحمد بن على بن أحمد المعروف بالداوودي ت 945هـــــ
4-طبقات المفسرين : لأحمد بن محمد الأدنه وي من علماء القرن الحادي عشر الهجري وقد طبع بتحقيق سليمان بن صالح الخزي بالمدينة المنورة –مكتبة العلوم والحكم ، الأولى 1417هــــ-1997م .
رابعا : كتب طبقات الفقهاء عامة أو بالنسبة لمذهب معين :
1-طبقات الفقهاء لأبي إسحاق : إبراهيم بن على بن يوسف المعروف بالشيرازي ت 476هــــــ.
2-الديباج المذهب في أعين علماء المذهب : لإبراهيم بن على المعروف بابن فرحون ت 799 هـــــ  .
3-شجرة النور الزكية : لمحمد بن محمد بن مخلوف
4-الجواهر المضية في طبقات الخنفية : للشيخ عبد القادر بن محمد المعروف بالقرشي ت 775 هــ .
5-تاج التراجم : لزين الدين قاسم المعروف بقطلوبغات 879 هـــــــ
6-الطبقات السنية في تراجم الحنفية : لتقي الدين بن عبد القادر ت 1005هـــ
7-طبقات الشافعية الكبرى ، والوسطى ، والصغرى ، لتاج الدين عبد الوهاب بن السبكي ت : 771 هــــ
8-طبقات الشافعية : لجمال الدين عبد الرحيم المعروف بالأسنوي ت 772هـــــ .
9-طبقات الشافعية : لأبي بكر ببن هداية الله الحسيني ت 1014هــــ .
10-طبقات الحنابلة : لمحمد بن محمد المعروف بأبي يعلى الفراء ت 526هـــ
11-ذيل طبقات الحنابلة : لزين الدين عبد الرحمن المعروف بابن رجب الحنبلي ت 795هـــ.
خامسا : كتب طبقات المتكلمين عامة أو بالنسبة لمذهب معين :
1-أخبار المتكلمين : لأبي عبد الله محمد بن عمران بن موسى البغدادي ت 384هـــ
2-طبقات المتكلمين : لأبي بكر محمد بن فورك ت 406 هـــ
3-طبقات المعتزلة : لأبي القاسم عبد الله بن أحمد المعروف بالبلخي ت 415هــ
4-طبقات المعتزلة : للقاضي عبد الجبار بن أحمد الإسترابادي ت 415هـــ
5-تبين كذب المفترى على أبى الحسن الأشعري : لأبي القاسم بن عساكر ت 517هـــ
6-رواة الشيعة لابن أبي طي يحي بن حميدة الحلبي ت 630هــــ
سادسا : كتب طبقات الأصوليين والمجتهدين :
1-طبقات الأصوليين : لجلال الدين السيوطي ت 911هــــ .
2-الفتح المبين في طبقات الأصولي : للشيخ عبد الله مصطفى المراغي
3-طبقات المجتهدين في مذهب الحنفية :لأحمد بن سليمان بن كمال باشا ت 940هـــ
سابعا : كتب طبقات النحاة ، واللغويين والبلغاء والأدباء والمغنين :
1-طبقات النحويين : لأبى بكر محمد بن حسن الزبيدي ت 379هــــ
2-بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة لجلال الدين السيوطي ت 911هـــ
3-طبقات البلغاء لأحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني ..
4-نزهة الألباء في طبقات الأدباء : لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد ابن الأنباري ت 577هـــ .
5-إرشاد الأريب المسمى معجم  الأدباء : لياقوت الحموي ت 626هـــ
6-طبقات المغنين : لسليمان بن أيوب المديني .
ثامنا كتب طبقات الكتاب والخطاطين والخطباء والشعراء
1-طبقات الكتاب لمحمد بن موسى القرطبي ت 307هــــ .
2-طبقات الكتاب لجلال الدين السيوطي ت 911 هـــــ
3-طبقات الخطاطين لأبي على القالي .
4-طبقات الخطاطين : لجلال الدين السيوطي ت 911هـــ
5-طبقات الخطباء لسليمان بن أيوب المديني .
6-طبقات فحول الشعراء : لمحمد بن سلام الجمحي ت 231هـــ
7-طبقات الشعراء لأبي محمد عبد الله بن مسلم المعروف بابن قتيبة ت 276هـــ
تاسعا: كتب طبقات القراء والمعبرين :
1-معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار لأبي محمد بن أحمد المعروف بالذهبي ت 748هـــــ
2-غاية النهاية في طبقات القراء : لشمس الدين المعروف بابن الجزري ت 833هـــ
3-طبقات المعبرين لحسن بن الحسين بن الخلال .
1-انظر كشف الظنون 2/1099
2-لم أتبين ما إذا قد طبع أم لا .
3-طبع في القاهرة مطبعة المدني تحقيق محمود شاكر
4-انظر : شذرات الذهب 2/169
5-طبع في مؤسسة الرسالة – بيروت بتحقيق بشار عواد وشعيب الأروناووط
6-طبعته القاهرة 1932م بتحقيق : براجستراسر .
7-انظر : كشف الظنون 2/1106
عاشرا : كتب طبقات الثقاب والحفاظ :
1-الثقاب : لأبي حاتم محمد بن حبان البستي ت 354هـــ
2-تذكرة الحفاظ : للحفاظ أبي عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالذهبي ت 748هـــ
3-طبقات الحفاظ : لجلال الدين السيوطي ت 911 هــــ  وغيرها .
الحادي عشر : كتب طبقات الأطباء والحكماء :
1-طبقات الأطباء المسمى عيون الأنباء لموفق الدين أحمد بن الدين أحمد بن قاسم بن أبي أصبيعة ت 668 هــــ
2-صوان الحكم في طبقات الحكماء للقاضي أبي القاسم صاعد بن أحمد القرطبي ت 250 هــــــ
1-طبع الكتاب بالهند – دائرة المعارف العثمانية – حيدر أباد الدكن
2-طبع الكتاب بدار الكتب العلمية – بيروت 1983 م بتحقيق على محمد على عمر
3-طبع الكتاب بدار مكتبة الحياة – بيروت – بتحقيق نزار رضا
4-انظر كشف الظنون 2/ 1083
3- طبقات الحكماء وأصحاب النجوم والأطباء للوزير على بن يوسف القفطي ت 646هــــ
…………….وغيرها
الثاني عشر : كتب طبقات النساك والأولياء والصوفية .
1-طبقات النساك : لأبي سعيد أحمد بن محمد المعروف بابن الأعرابي ت 340هــــ
2-طبقات الصوفية : لأبي عبد الرحمن السلمي ت 412 هــــ
3-طبقات الأولياء : لسراج الدين عمر بن الملقن ت 804 هــــــ
……….. وغيرها .
الثالث عشر : طبقات رواة الكتب الستة وما يجرى مجراها
اهتم العلماء برواة الكتب الستة وهي : صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة وما يجري مجراها لأهمية  هذه الكتب ولأن هؤلاء الرواة يمثلون جميع الرواة من عصر الصحابة إلى نهاية القرن الثالث الهجري يعني إلى أخر عصر الرواية فقسموهم إلى طبقات وأول من قام بهذا العمل بعد الحافظ عبد الغني المقدسي مرورا بالحافظ المزي وعلاء الدين مغلطاي والحافظ الذهبي وإنما هو الحافظ بن حجر العسقلاني  ت
1-انظر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي 3/44 ترجمة رقم 797 .
2-طبع الكتاب بالقاهرة
3-طبع الكتاب في القاهرة بتحقيق نور الدين شريبة
4-طبع الكتاب بدار المعرفة –بيروت 1986م بتحقيق نور الدين شريبة
852 في كتابه ” تقريب  التهذيب ” فجعلهم اثنتي عشرة طبقة على النحو التالي :
1- الطبقة الأولى : الصحابة على اختلاف مراتبهم
2- الطبقة الثانية : كبار التابعين كسعيد بن المسيب
3-الطبقة الثالثة : أواسط التابعين كالحسن البصري وابن سيرين .
4-الطبقة الرابعة : طبقة تلي أواسط التابعين مروياتهم عن كبار التابعين كالزهري وقتادة
5-الطبقة الخامسة : صغار التابعين الذين لم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة كالأعمش .
6-الطبقة السادسة : طبقة حضرت مع الخامسة ولم يثبت لها لقاء أحد من الصحابة كابن جريج .
7-الطبقة السابعة : كبار أتباع التابعين كمالك والثوري.
8-الطبقة الثامنة : أواسط أتباع التابعين كسفيان بن عيينة وإسماعيل بن عليه .
9-الطبقة التاسعة : صغار أتباع التابعين كأبي داود الطيالسي ، والشافعي
10-الطبقة العاشرة : كبار الآخذين عن أتباع التابعين ممن لم يلق التابعيين كأحمد بن حنبل .
11-الطبقة الحادية عشر : الطبقة الوسطى منهم كمحمد بن يحيى الذهلي ، والبخاري .
12-الطبقة الثانية عشر : صغار الآخذين عن أتباع التابعين كالترمذي ، ويلحق بهذه الطبقة باقى شيوخ الأئمة الستة الذين تأخرت وفاتهم قليلا كبعض شيوخ الإمام النسائي
ثم عقب ابن حجر على هذا التقسيم بقوله :
” فإن كان من الأولى والثانية كانت وفاته قبل المائة، وإن كان من الثالثة إلى أخر الثامنة فوفاته بعد المائة ، وإن كان من التاسعة إلى أخر الطبقات فوفاته بعد المائتين .
وقد تعرض المناوي على ابن حجر في بعض هذه الطبقات قائلا :
” وفي جعله الطبقة السادسة مستقلة نظر ”
وقد علل لذلك الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف بأن من لم يثبت له لقاء أحد من الصحابة لا يكون تابعيا ويكون من الطبقة السابعة .
وبناء على ما تقدم تكون طبقات التابعين أربع طبقات كبار، ومتوسطون ، وصغار وطبقة تلي الوسطى ولا تلي الصغرى منهم طبقة بل يليها كبار أتباع التابعين ، وتكون طبقات أتباع التابعين : ثلاث طبقات كبار ومتوسطون وصغار ويلتحق بصغارهم بعض شيوخ الأئمة الستة فيكون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر تقريب التهذيب ص 81-82 وعنه نقل الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف في المختصر ص 19.
2-انظر: المختصر في علم رجال الأثر ص 19 نقلا عن المناوى .
3-انظر المختصر في علم الرجال الأثر ص 19
مجموع الطبقات إحدى عشر طبقة
ثم عاد الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف بدافع عن ابن حجر قائلا :
” وغير أن ابن حجر لم يقصد بهذا التقسيم بيان الطبقات بوصف التابعين ونحوها بل بوصف الاشتراك في الشيوخ وقد وجد أن الطبقة السادسة يشتركون في شيوخ لم يرو عنهم أهل الطبقة السابعة فميزهم بطبقة مستقلة في المشيخة وإن كانوا من كبار أتباع التابعين وإنما غلب وصف كبار التابعين على أهل الطبقة السابعة لشهرتهم في الفتوى والرواية ولا يصح أن يكون أهل السادسة من التابعين إلا على القول بكفاية المعاصرة للصحابة وهو قول ضعيف جدا فيكون التابعون على هذا القول الضعيف خمس طبقات “( 1)
وفائدة هذا التقسيم تقريب معرفة الشيخ والتلاميذ غير أن ضبط الوفاة بما قبل المائة وما بعدها أغلبي ينخرط في بعض الرواة ( 2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر المختصر في علم رجال الأثر ص 20
2-انظر المختصر في علم رجال الأثر ص 20
الفصل الثاني
القيمة العلمية والحضارية لعلم الطبقات
ولا يخلو علم الطبقات من قيمة علمية وحضارية تظهر من خلال هذه المباحث :
المبحث الأول
فوائد وثمرات علم الطبقات
لعلم الطبقات فوائد وثمرات في مجال علم الحديث وهي :
1-التمييز بن الأسماء المتشابهة والمتفقة :
فقد يتفق اسمان في اللفظ بحيث يظن أن أحدهما عين الآخر ، فإن أردنا التمييز بينهما فينبغي معرفة طبقتيهما إن كانا من طبقتين ، فإن كانا من طبقة واحدة فربما أشكل الأمر ، وربما عرف ذلك بمن فوقه ، أو بمن دونه من الرواة إذا كان أحد المتفقين في الاسم لا يروى عمن روي عنه الأخر فإن اشتركا في الراوي الأعلى وفيمن روى عنهما فالإشكال حينئذ أشد ، وإنما يميز ذلك أهل الحفظ والمعرفة (1) .
وإليك أمثلة تطبيقية يها تتضح بها هذه الفائدة :
أ-ذكر البخاري في : التاريخ  الكبير : ” عطاء بن مسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : فتح المغيث للسخاوي 3/155 عنه نقل الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف في المختصر ص 21.
الحلبي الخفاف ،وأبا مخلد وأنه يروى عن واصل الأحدب والأعمش وابن برقان ومحمد بن أبي سدرة ” ثم عقب بقوله ويقال أيضا عطاء بن مسلم القاص الصنعاني ولا أعرفه ”
وتعقبه الخطيب البغدادي بأنهما اثنان كل منهما من طبقة غير طبقة الآخر ذاكرا الأدلة على ذلك فقال:
” وهم البخاري إذ خلط عطاء بن مسلم الصنعاني بعطاء بن مسلم الحلبي وذلك أنهما اثنان كل واحد منهما غير صاحبه ، وبينهما فرق واضح أما الصنعاني فقديم سمع وهب بن منبه وروى عنه محمد بن عمرو بن مقسم الصنعاني –شيخ حدث عنه على بن المديني ، وأخبرنا  بحديثه الحسن بن أبي بكر قال : حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان  قال حدثنا يعقوب بن إسحاق الدعاء قال حدثنا على بن المديني قال حدثنا عمرو بن نقسم بالصناعي ، قال : حدثنا ” عطاء  بن مسلم الصنعاني السلام  ، قال سمعت في ألف وهبا يقول : ” كلم الله –تبارك وتعالى –موسى عليه السلام في ألف مقام ، ما من مقام كلمه فيه إلا رئي النور على وجهة ثلاثا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 2،1 ) :3:2:476 ترحمة رقم 3033 ، وعنه نقل الخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق أوهام البخاري : الوهم الثالث والسبعون 1/200
(3) 3:2:476 ترجمة رقم 3033 وعنه نقل الخطيب في : الموضح لأوهام الجمع والتفريق أوهام البخاري الوهم الثالث والسبعون 1/200.
وكان موسى  بعد الكلام لا يقرب ” وأما عطاء بن مسلم الحلبي فمتأخر ، أدرك بن المديني  زمانه ، وروى عنه أقرانه ، وهو يحدث عن النفر الذين سماهم البخاري ، وعن مسعر بن كدام ، وسفيان الثوري وروى عنه موسى بن داود الضبي وعبيد بن جناد الحلبي والحسن بن حماد سجادة وهشام بن عمار الدمشقي وعبد الرحمن بن يونس الرقى وكان عبدا صالحا مات تسعين ومائة “(1)
ب-أورد الحافظ أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال هذه الترجمة .
” بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي – ابن أخي عبد الله بن سفيان ، وعمرو بن سفيان – حجازي روى عن سعيد بن المسيب ،  وأبيه عاصم بن سفيان بن عبد الله بن الثقفي ، روى عنه ثور يزيد الحمصى ، وسفيان بن عيينة ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وعبد الملك أبن عبد العزيز بن جريج ، وعبيد الله بن عمر وعثمان بن بشر الثقفي وعمر ابن سعيد بن أبي حسين ونافع بن عمر الجمحي ثم عقب عليه بقوله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر :  الموضح لأوهام الجمع والتفريق 1/200.
2-انظر : 4/130-131 رقم 693، 694
” ولهم شيخ أخر يقال له : بشر بن عاصم الطائفي يروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ويروى عنه يعلى بن عطاء وهو أقدم من هذا ذكرناه للتمييز بينهما ” ( 1)
وأرود ابن حجر الترجمتين في التقريب ، وفرق بينهما بأن الأول :” ثقة من السادسة ” والثاني مقبول من الثالثة “(2)
ج-هذا إذا كان الراويان من طبقتين مختلفتين ، أما إذا كانا من طبقة واحدة وبينهما تشابه فإن التمييز بينهما يكون عن طريق الشيوخ التلاميذ ، إذا كان أحد المتشابهين لا يروى عمن يروى عنه الآخر فإن اشتركا في الراوي الأعلى وفيمن روى عنهما فتمييز ذلك إلى أهل الحفظ والمعرفة .
وقد أورد الحافظ الذهبي صورة لذلك في ترجمة حماد بن زيد فقال :
” اشترك الحمادان في الرواية عن كثير من المشايخ وروي عنهما جميعا جماعة من المحدثين ، فربما روى الرجل منهم عن حماد لم ينسبه فلا يعرف أي الحمادين هو إلا بقرينة فإن عرى السند من القرائن – وذلك قليل – لم نقطع بأنه ابن زيد ولا أنه ابن سلمه ، بل نتردد أو نقدره ابن سلمه ونقول هذا الحديث على شرط مسلم ، إذ مسلم قد احتج بهما جميعا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : 4/130 – 131 رقم 693، 694.
2-انظر : 2/169- 170 رقم 696، 697
فمن شيوخهما معا : أنس بن سيرين ، وأيوب ، الأزرق بن قيس ، وإسحاق بن سويد ، وبرد بن سنان ، وبشر بن حرب ، وبهز بن حكيم ، وثابت ، والجعد أبو عثمان ، وحميد الطويل ، وخالد الحذاء ، وداود بن أبي هند ، والجريري ، وشعيب بن الحبحاب ، وعاصم بن أبي النجود ، وابن عون وعبد الله بن أبي بكر بن أنس وعبيد الله بن عمر وعطاء بن السائب وعلى ابن زيد وعمرو بن دينار ومحمد بن زياد ومحمد بن واسع ، ومطر الوراق ، وأبو حمزة الضبعي ، وهشام بن عروة ، وهشام بن حسان ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيي بن عتيق ويونس بن عبيد .
وحدث عن الحمادين : عبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع ، وعفان وحجاج بن منهال ، وسليمان بن حرب وشيبان والقعنبى وعبد الله بن معاوية الجمحي وعبد الله بن حماد أبو النعمان عارم وموسى بن إسماعيل لكن ماله عن حماد بن زيد سوى حديث واحد ومؤمل بن إسماعيل وهدبة ويحيى بن حسان ، ويونس بن محمد المؤدب ، وغيرهم .
والحفاظ المختصون بالإكثار وبالرواية عن حماد بن سلمة وبهز بن أسد وحبان بن هلال والحسن بن الأشيب وعمر بن عاصم .
والمختصون بحماد بن زيد الذين مالحقوا ابن سلمة ، فهم أكثر وأوضح كعلى بن المديني ، وأحمد بن عبدة ، وأحمد بن المقدام ، وبشر بن معاذ العقدي وخالد بن خداش وخلف بن هشام ، وزكريا بن عدى وسعيد بن منصور وأبي الربيع الزهراني والقواريري وعمرو بن عون وقتيبة بن سعيد ومحمد بن أبي بكر المقدمي ولوين ومحمد بن عيسى بن الطباع ، ومحمد ابن عبيد بن حساب ، ومسدد ويحيي بن حبيب ويحيى بن يحيي التميمي وعدة من أقرانهم . 
فإذا رأيت الرجل من هؤلاء الطبقة قد روى عن حماد وأبهمه علمت أنه ابن  زيد وأن هذا لم يدرك حماد بن سلمة وكذا إذا روى رجل ممن لقيهما فقال : حدثنا حماد وسكت نظرت في شيخ حماد من هو ؟ فإن رأيته من شيوخهما على الاشتراك ترددت وإن رأيته شيوخ أحدهما على الاختصاص والتفرد عرفته بشيوخه المختصين به ثم عادة عفان لا يروى عن حماد بن زيد إلا وينسبه وربما روى عن حماد بن سلمة فلا ينسبه ، وكذلك يفعل حجاج بن منهال وهدبة بن خالد فأما سليمان  بن حرب فعلى العكس من ذلك وكذلك عارم يفعل ، فإذا قالا : حدثنا حماد فهو ابن زيد ومتى قال موسى التبوذكي حدثنا حماد فهو بن سلمة ، فهو راويته ، والله أعلم .
ويقع مثل هذا الاشتراك سواء في السفيانين ، فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء وأصحاب ابن عيين صغار لم يدركوا الثوري ، وكذلك أبين ، فمتى رأيت القديم قد روى فقال حدثنا سفيان ، وأبهم فهو الثوري وهم كوكيع وابن مهدي والفرياني وأبي نعيم فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه فأما الذي لم يلحق الثوري وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسبه لعدم الإلباس فعليك بمعرفة طبقات الناس
2-الإطلاع على ما في الإسناد من إرسال أو انقطاع،أو عضل،أو تدليس أو نحو ذلك (2)
فقد أخرج ابن ماجه : في السنن المقدمة باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم 13/8-9 رقم 18 فقال :
” وحدثنا هشام بن عمار ، قال حدثنا يحيي بن حمزة قال حدثني برد بن سنان عن إسحاق بن قبيصة عن أبيه أن عبادة بن الصامت الأنصاري النقيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا مع معاوية أرض الروم فنظر إلى الناس وهم يتبايعون كسر الذهب بالدنانير وكسر الفضة بالدراهم ، فقال يا أيها الناس ، إنكم تأكلون الربا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :” لا تبتاعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ، لا زيادة بينهما ، ولا نظرة فقال له معاوية : يا أبا الوليد لا أرى الربا في هذا إلا ما كان من نظرة فقال عبادة أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن فلما قفل لحق بالمدينة فقال له عمر بن الخطاب ما أقدمك يا أبا الوليد ؟ فقص عليه القصة وما قال من مساكنته فقال ارجع يا أبا الوليد إلى أرضك فقبح الله أرضا لست فيها وأمثالك وكتب إلى معاوية لا إمرة لك عليه واحمل الناس على ما قال فإنه هو الأمر “. وعقب عليه البوصيري بقوله :” قلت : أصله في الصحيحين من حديث عبادة سوى هذه القصة التى ذكرتها ، وصورته مرسل لأن قبيصة لم يدرك القصة ” (1)
يعنى أنه من طبقة غير طبقة عبادة بن الصامت ، وأكد ذلك الحافظ ابن العسقلاني ، إذ يقول كما في القريب ، ص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتت
(1)    انظر مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه 1/6
797رقم 5547-: قبيصة بن ذؤيب – بالمعجمة مصغر بني  حلحلة بمهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة –الخزاعي أبو سعيد أو أبو إسحاق المدني نزيل دمشق من أولاد الصحابة ، وله رؤية مات سنة بضع وثمانين بينهما عبادة –باعتبار أنه صحابي –يعد من الطبقة الأولى بتقسيم بن حجر وقد مات سنة أربع وثلاثين ، وقيل عاش إلى خلافة معاوية وأيا ما كان فهو من طبقة غير طبقة قبيصة وبتحديد الطبقة أمكن اكتشاف الإرسال
وأخرج ابن ماجه في السنن الباب المذكور آنفا قال :
” حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي قال حدثنا يحي بن سعيد ، عن شعبة عن ابن عجلان ، قال أنبأنا عون بن عبد الله ، عن عبد الله بن مسعود قال إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فظنوا برسول الله الذي هو أهناه ، وأهداه وأتقاه ”
وعقب عليه البوصيري بقوله :
“هذا إسناد فيه انقطاع عون بن عبد الله لم يسمع من عبد الله بن مسعود رواه ابن أبي عمر في مسنده عن سفيان عن ابن عجلان بإسناده ومتنه ” (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : تقريب  التهذيب لابن حجر ص 484 ، رقم 3174
2-انظر : السنن 1/9 رقم 19
3-انظر : مصباح الزجاجة 1/6
ذلك أن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي من الطبقة الرابعة ، ومات قبل سنة عشرين ومائة –كما يقول ابن حجر في تقريب التهذيب ص 758 رقم 5258 بينما ابن مسعود صحابي قديم الصحبة مات سنة سنتين وثلاثين أو في التي بعدها بالمدينة (1) ، وهو من الطبقة الأولى بتقسيم ابن حجر ، فيبعد أن يلقاه عون بن عبد الله ويسمع منه وهكذا أفادت معرفة  الطبقات الوقوف على الانقطاع الواقع في سند هذا الحديث .
,أخرج ابن ماجة في : السنن : المقدمة : باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم 1/14 رقم 35 فقال .:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا يحيى بن يعلى التيمى ، عن محمد بن إسحاق ، عن معبد بن كعب عن أبي قتادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر :” إياكم وكثرة الحديث عنى ، فمن قال على فليقل حقا أو صدقا ، ومن تقول على مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار .
وعقب عليه البوصيرى بقوله :” هذا إسناد ضعيف لتدليس ابن إسحاق ، رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده هكذا ”
فابن إسحاق –كما يقول ابن حجر في : التقريب ص 825
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : تقريب التهذيب لابن حجر ص 454 ، رقم 3638
2-انظر : مصباح الزجاجة 1/9
رقم 5762 – ”  صدوق يدلس ، ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة مات سنة خمسين ومائة ويقال بعدها وقد روى الحديث بالعنعنة غير مصرح بالسماع فبقي التدليس ملازما له على أن معبد بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي مقبول من الثالثة (1)
وهكذا أمكن عن طريق معرفة الطبقات الكشف عن التدليس ونحوه .
3-الإطلاع على حقيقة العنعنة هل هي سماع أو إرسال (2)
أخرج ابن ماجة في السنن كتاب الأشربة باب الشرب بالأكف والكرع 2/1134 رقم 3431 فقال : حدثنا محمد بن المصفى الحمصى ، قال :” حدثنا بقية عن مسلم بن عبد الله عن زياد بن عبد الله عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه عن جده قال :” نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا وهو الكرع  ونهانا أن نغترف باليد الواحدة وقال : لا يلغ أحدكم كما يلغ الكلب …..” الحديث “.
وعقب عليه البوصيرى بقوله :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر تقريب التهذيب ص 958 رقم 6829.
2-انظر في هذه الفائدة : نزهة النظر ص 39 فتح المغيث للسخاوي 3/351 ، المختصر في علم الأثر ص 20 بحوث في تاريخ السنة المشرفة ص 179.
هذا إسناد لتدليس بقية من الوليد وقد عنعنه ”  (1) أما تدليس تقية فأشهر من نار على علم وعبارة ابن حجر ” صدوق كثير التدليس عن الضعفاء من الثامنة ، مات سنة سبع وخمسين أي ومائة وله سبع وثمانون ” (2)
وأما مسلم بن عبد الله فقد قال ابن حجر عنه :
” مجهول ، من مشايخ بقية ، من العاشرة ” (3)
وهكذا تبين بواسطة معرفة الطبقات تحديد حقيقة العنعنة أهي سماع أو إرسال .
هذا … ولعلم الطبقات فوائد وثمرات في مجالات أخرى منها :
في علم التاريخ والعمران البشرى ، أو الاجتماع :
1-اكتشاف الأقران :
وهذا يعطى صورة واضحة عن طبيعة الحركة العلمية في عصر هؤلاء الأقران ، ومنزلة كل واحد منهم ومدى تأثره بالآخرين وتأثيره فيهم .
وعلى سبيل المثال لا الحصر أمكن بواسطة الطبقات معرفة أقران إمام كالبحارى ، وقيمة كل واحد من هؤلاء في وقته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : مصباح الزجاجة 4/47 .
2-انظر : تقريب التهذيب ص 147 رقم 741 .
3-انظر : تقريب التهذيب ص 939 رقم 6679 .
وبالتالي  قيمة الإمام البخاري ، كما أمكن معرفة صور النشاط العلمي في هذا العصر
ودوره الكبير في صيانة وحفظ السنة النبوية ، حتى شارع وانتشر في أوساط العلماء والمتعلمين أن القرن الثالث – وهو قرن الإمام البخاري – إنما هو القرن الذهبي للسنة النبوية .
وبالمثل أمكن بواسطة الطبقات معرفة أقران الحافظ الذهبي ومنزلة كل واحد من هؤلاء الأقران في عصره ، وفى ضوء ذلك ظهرت قيمة الحافظ الذهبي ، كما أمكن تحديد أوجه النشاط ، وطبيعة الحركة العلمية في هذا العصر الذي قيل عنه : إنه عصر إحياء العلوم لا سيما السنة النبوية ، بعدما صنع التتار بميراثنا الفكري والعلمي ، والثقافي ما صنعوا ، ومقدار ما أسهم به كل قرين للذهبي ، بل مقدار ما أسهم به الذهبي وحده ، وهو شيء كثير وعظيم في إحياء العلوم والسنة النبوية .
2-معرفة السابق واللاحق :
الأمر الذى يساعد على تحديد الجهود ونوعها من كونها أصيلة مبتكرة أو مجرد تقليد ومحاكاة ، ومقدار هذه أو تلك بحيث يوضع كل جهد في محله ، ويتمايز الناس ، وتعرف لهم أقدارهم ومنازلهم ، وهذا يتناول كل مناجى الحياة ، السياسية الاجتماعية والفكرية ، والدعوية  ، والتربوية ،  والجهادية ؟، ونحوها من كل صور الحضارة .
ويمكن معاينة ذلك عن قرب من خلال قرب من خلال مطالعة كتاب : ” تاريخ الإسلام ”
للحافظ الذهبي ت 748 هــ إذ فيه من ذلك العجب العجاب .
يقول الدكتور همام عبد الرحيم سعيد :
( وهذا العلم من المهمات التي لا بد منها للمشتغل بالحديث ، لأنه يوقف طالب الحديث على رؤية شمولية لترتيب العلماء عبر العصور ، تساعده على تكوين صورة ذهنية متكاملة ، فيقف على حركة نقل السنن والأخبار ، ويعطى لكل رجل من الرجال الاعتبار المناسب وفقا لتأثيره وتأثره ، وحسب أقرانه وسابقيه ولاحقيه .
وعلم الطبقات يعطى صورة عن أثر هؤلاء الرجال في الحضارة الإسلامية ، ويشد المتكلم إلى المعرفة النافعة الواسعة ، فلا تعود الأسماء مفصولة عما حولها من الأحداث والأشخاص وإنما تدخل في الدائرة الكلية .
وعلم الطبقات يعصم من زلل كثير ، ووهم متوقع ، وتخليط ممكن ، يقع فيه من لا معرفة له بهذا العلم ، وهذا ما عبر عنه ابن الصلاح عندما قال : وذلك من المهمات التي افتضح بسبب الجهل بها غير واحد من المصنفين ” (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : مقدمة التحقيق للمعين في طبقات المحدثين ، ص 6
المبحث الثاني
منهج العلماء في تحديد الطبقات  وترتيبها والصياغة
        يختلف منهج العلماء في تحديد الطبقات تبعا لاصطلاحاتهم ، واجتهاداتهم ، وأذواقهم الخاصة ، وإليك معالم هذا المنهج  .
أولا: التحديد على أساس الزمن :
جعل بعض العلماء الزمن أساسا لتحديد الطبقات ، وغير أن هذا البعض اختلف على نفسه في تحديد العمر الزمني اللازم لكل طبقة :
أ-فالحفاظ الذهبي المتوفى 748هــــ حده في كتابه ” تاريخ الإسلام ” بعشر سنوات .
ب-واللغويون المتقدمون حدوه بعشرين سنة ، واستدلوا لذلك بما نقله الهجري عن ابن عباس – وصى الله عنهما – أنه قال . ” الطبقة عشرون سنة ” (1) .
ج-وتاج الدين : عبد الوهاب المعروف بابن السبكي ت 771هـــ حده في كتابه ” طبقات الشافعية الكبرى ” بمائة سنة ولعله استند إلى حديث :
” خير أمتي قرني ، ثم الدين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : لسان العرب لابن منظور 12/80 ، وتاج العروس للزبيدي 6/414 .
يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ، يمينه شهادته ” (1)
د-وحده غير هؤلاء كما ذكر الحافظ ابن كثير – بأربعين سنة (2)
ومستندهم في ذلك حديث :
” طبقات أمتي : خمس طبقات ، كل طبقة منها أربعون سنة ، فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم والإيمان ، والذين يلونهم إلى الثمانين أهل البر والتقوى ، والذي يلونهم إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-الحديث أخرجه البخاري في : الصحيح : كتاب الشهادات : باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد 3/224 ، وكتاب المناقب : باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 5/2-3 وكتاب الرقاق : باب ما يحذر من زهرة الدنيا ، والتنافس فيها 8/113 ، وكتاب الإيمان : باب إذ قال أشهد بالله أو شهدت بالله وباب إثم من لا يفى بالنذر 8/167/،176، من حديث عبد الله بن مسعود بلفظه ، ومن حديث عمران بن حصين بنحوه .
ومسلم في الصحيح : كتاب فضائل الصحابة : باب فضل الصحابة ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم 4/1962 -1965 رقم 210-216 من حديث ابن مسعود ، حديث عمران بن حصين بنحوه .
والترمذي في السنن : كتاب المناقب : باب ما جاء في فضل من رأي النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه 5/695رقم 3859 من حديث ابن مسعود وقال عقبه :” في الباب عن عمر ، وعمران بن حصين وبريدة ، وهذا حديث حسن صحيح “.
وابن ماجه في السنن : كتاب الأحكام باب كراهية الشهادة لمن لم يستشهد 2/791 من حديث ابن مسعود ، وعمران بن حصين به وبنحوه رقم 2362 ، 2363 .
وأحمد في : المسند 2/2298 ، 410 ، ،479 من حديث أبي هريرة 4/267، 276،277،278 من حديث النعمان بن بشير ،426 ،436، 440 من حديث عمران بن حصين 5/350 من حديث بريدة 6/156 من حديث عائشة به وبنحوه .
2-انظر :  اختصام علوم الحديث لاين كثير ص 209 بهامش الباعث الحثيث ، وعنه نقل السخاوي في فتح المغيث 3/352  .
العشرين ومائة أهل التراحم والتواصل والذين يلونهم إلى الستين – يعني : ومائة – أهل التقاطع التدابر ، والذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج والحروب ” (1)
غير أن الحديث لا يخلو من العلل كما تين من تخريجه .
ثانيا : التحديد على أساس الرؤية وملاقاة الشيوخ :
وجعل البعض الثاني : الرؤية ، وملاقاة الشيوخ أساسا لتحديد الطبقات ولم ينظر إلى شئ أخر فوق ذلك ، وهذا واضح من صنيع خليفة بن خياط ت 240هــــ في كتابه : ” الطبقات ” ، إذ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحديث أخرجه ابن ماجه في السنن كتاب الفتن باب الآيات 2/1349  رقم 4058 قال : حدثنا نصر بن على الجهضمى ، قال حدثنا نوح بن قيس ، قال : حدثنا عبد الله بن مغفل ، عن يزيد الرقاشى ، عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: أمتي على خمس طبقات ……” الحديث غير أن في إسناده يزيد بن أبان الرقاشى ، بإسناد أخر فيه وهو كما ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب 11/309 – 311 – ضعيف وبإسناد أخر ضعيف فيه أبو محمد خازم  العنزي والمسور بن الحسن وأبو معن ، وهم جميعا – كما ذكر الذهبي في المغنى 1/200 ، 2/658 ، 809 – مجاهيل وأبو الفرج بن الجوزي في : الموضوعات : كتاب الملاحم والفتن : باب ذكر ما يكون إلى المائتين 3/196 -197 من رواية أبي موسى ، وأنس ، وابن عباس ، ثم عقب عليها بقوله :” هذه الأحاديث لا أصل لها ، أما الأول : ففيه مجاهيل لا يعرفون الحديث وقال العقيلي به عباد – يعنى ابن عبد الصمد قال البخاري هو منكر الحديث وقال العقيلي : يروى عن أنس نسخة عامتها مناكير ، وأما حديث ابن عباس فإن يحي ابن عنبسه كذاب بإجماعهم “.
وأورده السخاوي في : فتح المغيث 3/352 بلفظه : ثم عقب عليه بقوله :” رواه يزيد الرقاشي وأبو معن وكلاهما في ابن ماجه ، وعباد بن عبد الصمد أبو معمر كما في نسخة كامل بن طلحة ومن طريقه الديلمى ، في مسنده ثلاثتهم وهم ضعفاء عن أنس ، وكذا له شواهد كلها ضعاف ، منها أن على بن حجر رواه عن إبراهيم بن مطهر الفهري ، وليس بعمدة عن أبي المليح بن أسامة الهذلي عن أبيه ، ومنها ما رواه يحيي بن عنبسه القرشي وهو تالف عن الثوري عن محمد بن المنكدر عن ابن عباس نحوه وإنما أوردته لكونه في إحدى السنن ”
جعل الصحابة كلهم طبقة واحدة ناظرا إلى مجرد الصحبة وجعل التابعين وأتباعهم عدة طبقات يتباين عددها بين المدن وواضح كذلك من صنيع بحشل ت 288هــ في كتابه :” تاريخ واسط ” إذ قسم الرواة من أهل واسط حتى طبقة شيوخه إلى أربعة قرون .
كما هو واضح من صنيع ” أبي حاتم محمد بن حبان البستى ت 354هـــ في كتابه ” تاريخ نيسابور ” حيث قسم الرواة إلى صحابة ، وتابعين ، وأتباع تابعين فلما انتهى من ذكر أتباع التابعين قال :
” ثم الأتباع ، وهو القرن الرابع بعد النبوة ، والثالث بعد الصحابة “(1)
ثالثا : التحديد على أساس الرؤية وملاقاة الشيوخ عموما ، والسبق إلى الإسلام  ، ونحوه خصوصا .
وجعل فريق ثالث الرؤية وملاقاة الشيوخ هي الأساس العام في هذا التحديد ، ثم عاد فجعل السبق إلى الإسلام والفضل في الدين وطول الملازمة ونحوها :ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : بحوث في تاريخ السنة المشرفة ص 176
أساسا أخر تقسم عليه الطبقة الواحدة ، فتصير الطبقة الواحدة عدة طبقات ، كما فعل محمد بن سعد منيع المشهور بكاتب الواقدي ت 231هـــ في كتابه ، ثم عاد فقسم هذه الطبقة الكبرى إلى طبقات صغرى حسب السابقة والفضل في الدين فالطبقة الأولى عنده : البدريون .
والطبقة الثانية : المسلمون الأوائل ممن شهد أحدا وما بعدها من المشاهد ، وألحق بهم من أسلم قبل الفتح .
والطبقة الثالثة : من أسلم بعد الفتح ……..وهكذا
أما منهج ترتيب هذه الطبقات فقد جاء على عدة صور منها :
أ‌-                  الترتيب على أساس المدن
إذ مضى أصحاب هذا المنهج يقيسون قيمة المدن بمكانتها العلمية والأدبية وفي ضوء هذا المقياس خصت المدينة المنورة النصيب الأوفى ، والحظ الوافر لكونها دارة الهجرة ونصرة الإسلام وفيها تلقى الصحابة ما تلقوه  من الوحي النازل على رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاها ، ثم خرج عدد كبير منهم بعد التحاقه صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى إلى البلاد الإسلامية التي شملتها الفتوح الإسلامية ليستقروا فيها ولينشروا العلم في الناس وتليها مكة .
   
لمكانتها المعروفة ولكونها الدار التي استقبلت بواكير الوحي والتنزيل ثم باقي المدن سواء في الحجاز أو في غيرها من الأقاليم حسب تقدير كل مؤلف لذلك .
ثم عاد هؤلاء فصنفوا الناس في داخل كل مدينة مرة حسب السبق إلى الإسلام والفضل في الدين ومرة حسب المكانة العلمية ومرة حسب النسب وشرفه ومرة على حروف المعجم وهلم جرا .
ويمكن للقارئ مراعاة ذلك بسهولة من خلال النظر في الطبقات لخليفة ابن خياط ت 240هـــ وطبقات ابن سعد المتوفى 231هـــ والطبقات لمسلم ابن الحجاج ت 261 هــ، والتاريخ الكبير ” لاين خيثمة ت 279 هــ ومشاهير علماء الأمصار ” لاين حبان البستي ت 354هـــ وتاريخ واسط لبحشل الأنصاري ت 369هـــ وتاريخ نيسابور ”  للحاكم أبي عبد الله النيسابوري ت 405 هــ ، وهلم جرا
ب-وقد لاحظ أصحاب هذا المنهج أن التصنيف على الطبقات رغم ماله من فوائد جمة مضى ذكرها والحديث عنها بتفصيل في المبحث الأول من هذا الفصل – أمر نسبي وليس أمرا مطلقا بحيث أدى إلى اختلاف عدد الطبقات ومن ينتسبون إليها .
فمثلا : عبد الرحمن بن أبي الزناد معدود في الطبقة السادسة من أهل المدينة عند ابن سعد ، وفي الطبقة الثامنة عند خليفة بن خياط (1) ، كما أن هذا التصنيف على هذه الطريقة يوقع في الوهم أحيانا ، ذلك أن للصحابي رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن مثله من الصحابة فإذا رأى من  لا خبرة  له رواية الصحابي عن الصحابي ظن الأول تابعيا ، فيطلبه في التابعين فلا يجده فيحكم بعدم وجوده والحقيقة أنه موجود وكذلك للتابعي رواية عن الصحابي  وعن التابعي ظن الأخير صحابيا فيطلبه في الصحابة فلا يجده ، فيحكم بعدم وجوده والحقيقة أنه موجود (2)
وتخلصا” من هذه الملاحظة : رتبوا الرواة في الطبقات جميعا على الترتيب الأبجدي مع بيان طبقة كل راو كما صنع الحفاظ ابن حجر العسقلاني ت 852 هــ في كتابه ” تقريب التهذيب” ومن قبله الحافظ عبد الغنى المقدسي ت 600 هـــ في  “الكمال”
وأما منهج الصياغة في كتب الطبقات عموما فيختلف باختلاف المصنفين مع وجود قدر مشترك بينها جميعا ……… إليك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : بحوث في تاريخ السنة المشرفة ص 180
2-انظر : ابن حجر في : تهذيب 1/7 وعنه نقل الدكتور أكرم العمري في مقدمته لكتاب :” الطبقات ” لخليفة بن خياط ص 47م.
أ-أوجه الصياغة المشتركة
1-ذكر اسم المترجم له ونسبة لأبيه وأمه بصورة تميزه في الجملة عن غيره .
2-بيان مكانة المترجم له من : الصحبة والفضل في الدين والمنزلة العلمية .
3-بيان الطبقة التي ينتمي إليها المترجم له تبعا للتقسيم الذي مشى عليه المصنف .
4-بين اهتمام المترجم له بالرواية أو عدم الاهتمام بها .
5-بيان تاريخ وفاة المترجم له إن كانت محفوظة .
ب-أوجه الصياغة المختلفة :
1-التوسع في نسب المترجم له إلى حد الرجوع بذلك إلى ما قبل الإسلام وإن كان يظهر
ذلك بوضوح في الصحابة والتابعين ، ويتلاشى تدريجيا في الطبقات المتأخرة كما عند خليفة بن خياط في :” الطبقات ”
2-الاهتمام بذكر كنية أو كنى المترجم له ، وكذلك لقبه أو ألقابه ، ونسبته إلى البلد أو البلدان التي ولد ونشأ بها أو رحل إليها سواء استقر فيها أو لم يستقر ، وكذلك نسبته إلى المهنة أو المهن التى عرف بها .
3-تقديم معلومات دقيقة خلال الترجمة عن خطط البلد أو البلدان التى لها ارتباط بالمترجم له .
4-ذكر بعض الأحاديث الدالة على اهتمام المترجم له بالرواية لاسيما إذا كان صحابياًً.
5-ذكر الغزوات أو الفتوح التى تشارك فيها المترجم له مما يكشف عن المكانة الاجتماعية له .
6-ذكر بعض الشيوخ الذي أخذ عنهم المترجم له وكذلك بعض التلاميذ الذين أخذوا عنه ، ومكانتهم في المجتمع .
7-بيان الوظائف العلمية والإدارية التي شغلها المترجم له لا سيما وظائف الولاية والقضاء على ، والفتوى .
8-بيان حال المترجم له من الجرح والتعديل سواء أكان ذلك على سبيل الاتفاق أم على سبيل الاختلاف .
9-ذكر تفاصيل تتعلق بحياة الرجل ، وحاله وصفاته الجسمية والخلقية والأحداث الغريبة التي وقعت له .
10-بيان كون المترجم له عربيا أم غير عربي ، مولى أم غير مولى ومدى اهتمامه بالرواية ، والرحلة في سبيلها .
11-بيان منزلة المدينة أو البلدة التي ينتمي إليه المترجم له ، وربما قاد ذلك إلى انتقاص المدن أو البلدان الأخرى كما صنع أبو عبد الله محمد ابن عمر بن عيسى المعروف بالمقرئ والمتوفى عام 241هـــ الأصبهاني الأصل ، المولود بالري، حيث تعصب لأصبهان على حساب الري فقال :” يا أهل الري من الذي أفلح منكم ؟ إن كان جرير فمنا ,وإن كان الخط فجدى علمكم ما أفلح منكم إلا رجل واحد ولن أقول لكم حتى تموتوا كمدا ”
إلى غير ذلك من أوجه الاختلاف التي يمكن ملاحظتها من النظر بتمعن وروية في كل كتب الطبقات .
                                المبحث الثالث :
المآخذ الواردة على علم الطبقات ….سببا وعلاجا
ورغم ما تقدم عن علم الطبقات من فوائد وثمرات فإنه لم يخل من بعض المآخذ وإليك بعض هذه المآخذ وسبب الوقوع فيها وسبيل العلاج :”
1-تداخل الطبقات في بعضها أحيانا :
فهناك صحابة عدوا في التابعين ، مثل النعمان ، وسويد ابني مقرن المزني ” غلط فيها الحاكم .     ومثل ” يوسف بن عبد الله بن سلام ومحمود بن لبيد”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني 2/105-106 ، وعنه ونقل الدكتور : أكرم العمري في مقدمة كتاب الطبقات لخليفة ص 58-95م
غلط فيها مسلم لكونها من صغار الصحابة ، وغالب روايتها عن الصحابة .
وهناك تابعون عدوا عن الصحابة ، مثل :” عبد الرحمن بن غنم ” غلط فيه محمد بن الربيع الجيزى ، لأنه أرسل الخبر .
ومثل : إبراهيم بن عبد الرحمن العذري ” غلط فيه ابن منده وهناك تابعون عدوا في أتباع التابعين ، مثل أبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، وموسى بن عقبة : لغلبة روايتهما عن التابعين .
وهناك أتباع تابعين عدوا في التابعين مثل إبراهيم بن سويد النخعى ، ويكبر بن أبي السميط ، وذكر لكبر سنهما .
ومنشأ ذلك كله في الجملة : عدم الدقة في تحرير التاريخ لذا لزم علاجا لهذا المآخذ – الاهتمام الشديد والدقة التامة في تحديد التاريخ ، وكذلك الترتيب على حروف المعجم (1).
2-صيرورة  الراوي في أكثر من طبقة :
وكثيرا ما يصير المترجم له في أكثر من طبقة إذا تعددت الاعتبارات ،فمن اعتبر اللقيا وحدها جعله في طبقة ومن اعتبر السن وحده جعله في طبقه ثانية وم اعتبر السبق إلى الإسلام والفضل في الدين جعله في طبقة ثالثة ومن اعتبر النسب جعله في طبقة رابعة ومن اعتبر المدينة جعله في طبقة خامسة وهكذا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : فتح المغيث للسخاوى 3/155-156 ، وعنه نقل الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف في المختصر : ص 21
وانطلاقا من ذلك يكون التكرار ، وينبغى معرفة هذه الاعتبارات حتى يطلب المترجم له في موضعه فيوجد ، وأحسن من ذلك الترتيب على حروف المعجم إذ هو يقضى علىكل هذه المآخذ كما تقدمت الإشارة إلى ذلك .
3-الإيجاز الشديد في عرض مادة الطبقات عند نقر من المصنفين
وأحيانا يكون الإيجاز الشديد في عرض مادة الطبقات عند نفر من المحدثين ، بحيث لا تتجاوز الترجمة السطر أو السطرين على الأكثر ولا يبقى لها كبير فائدة سوى معرفة اسم المترجم له ، ونسبة وطبقته ووفاته وخير مثال على ذلك كتاب المعين في طبقات المحدثين للحفاظ الذهبي ت 748هــــ.
ولعل وجهة نظر أصحاب هذا المنهج في التصنيف أنه مصنفهم في بيان طبقات الرواة فما حاجتهم تحميل هذه المصنفات ما لا تطيق من الحديث عن جوانب أخرى قد تفيد في مزيد من التعريف بالرواي وتميزه تمييزا تاما عن غيره من الرواة ، وكأنهم يقولون : ليطلب القاصد بقية ما يقصد من بقية كتب الرواة وهي وجهة نظر لها قبولها لولا ما درج عليه العلماء من جعل كل كتاب حاويا المقصد الأصلي ، ومقاصد أخرى تكمل هذا المقصد الأصلي .
وإذا كان الأمر كذلك فلا يجمل بالناظر في كتب الطبقات الاكتفاء بمادتها إن كانت موجزة وإنما عليه أن ينظر في كتب الرواة الاخرى لتكتمل الصورة ويزول الإشكال وعلى المحققين لكتب الطبقات التي من هذا النوع : التعليق عليها بلفت النظر إلى المصادر الأخرى المفيدة في الباب والمكملة للصورة والكتب لا يغنى بعضها عن بعض
الفصل الثالث
التعريف بأشهر كتابين في طبقات الرواة :
1-( المعين ) في طبقات المحدثين للذهبي .
2-( وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي
كتب الطبقات أكثر من أن تحد أو تحصر في عدد ولكن أشهرها كتابان ينبغي التعرف على محتواهما ، وخصائصهما ، وثمراتها ودورهما في علم الطبقات وذلك على النحو التالي :
المبحث الأول
1-التعرف بكتاب المعين في طبقات المحدثين ” في هذه الفقرات :
أ-مؤلفه :
هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني ثم الدمشقي المعروف بالذهبي نسبة إلى حرفة والده حيث كان هذا الوالد يعمل بصنعة الذهب مع براعة فيها وإتقان فضلا عن أنه كان على درجة من العلم الأمر الذي أكسبه هيبة ومنزلة ومكانة في قلوب الدمشقيين برزت يوم وفاته حين .
خرج الجميع لتشييع جنازته وعلى رأسهم قاضى القضاة بدر الدين بن جماعة ت 733 هــ.
ولد بدمشق سنة ثلاث وسبعين وستمائة ولما شب مشى به أبوه إلى العلماء فحفظ القرآن الكريم وطرفا من الحديث وتفقه بمذهب الشافعي وأتقن العربية نحوا وتصريفا وبيانا ثم لم بلغ الثامنة عشرة شرع في طلب الحديث فسمع من مشاهير علماء عصره وقام برحلات عدة إلى مصر والإسكندرية وحلب وبعلبك ونابلس ومكة والمدينة وغيرها من الحواضر الإسلامية ثم جلس بعد أن أجازه شيوخه للتدريس والفتوى والتصنيف وكان التصنيف هو الغالب عليه حتى أحصى ابن العماد الحنبلي له ستة وستين كتابا من أبرزها تاريخ الإسلام – سير أعلام النبلاء – تذكرة الحفاظ – ميزان الاعتدال – المعين في طبقات المحدثين ………….وغيرها .
وأثن عليه الناس من لدن عصره حتى يومنا هذا وحسبنا ثناء تلميذه ابن السبكي تاج الدين عبد الوهاب عليه في طبقاته الكبرى حيث قال .
وأما أستاذنا أبو عبد الله فبصر لا نظير له وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة إمام الوجود حفظا وذهب العصر معنى ولفظا وشيخ الجرح والتعديل ورجل الرجال في كل سبيل كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها أخبار من حصرها هو الذي خرجنا في هذه الصناعة وأدخلنا في عداد الجماعة “…(1)
وكذلك ثناء ابن شاكر الكتبي عليه ، حيث قال :
” حافظ لا يجارى ولاحظ لا يبارى أتقن الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله وعرف تراجم الناس وأبان الإبهام في تواريخهم والإلباس جمع الكثير ونفع الجم الغفير وأكثر من التصنيف ووفر بالاختصار مؤنه التطويل في التأليف “(2)
وتقلد عدة وظائف وشارك في إنقاذ ميراث الأمة من الاندثار على إثر عبث التتار المغول به وظل هكذا مواظبا ومعطيا إلى أن وافته منيته في يوم الاثنين الثالث من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق (3) .
ب‌-               موضوعه : طبقات مشاهير المحدثين من عصر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين – إلى حدود سنة ثلاثين وسبعمائة – على
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : طبقات الشافعية الكبرى 9/1/10-102
2-انظر : فوات الوفيات 2/370
3-انظر في ترجمته : البداية والنهاية لابن كثير 14/225 فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 2/370 الدرر الكامنة في أعيان الثامنة لابن حجر العسقلاني وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 6/156 البدر الطالع في أعيان من بعد القرن السابع 2/110-112 ترجمة رقم 401 وغيرها .
سبيل الاختصار والإيجاز على سبيل البسط والتطويل احتوى على : أربعة وعشرين وأربعمائة بعد الألفين من رواة الحديث رجالا ونساء ( 2424)
جاء في المقدمة ، قوله المؤلف :
” فهذه مقدمة ذكر أسماء أعلام حملة الآثار النبوية تبصر الطالب النبيه وتذكر المحدث المفيد بمن يقبح بالطلبة أن يجهلوهم وليس هذا الكتاب بالمستوعب للكبار بل لمن سار ذكره في الأقطار ـ والأعصار (1)  .
” وإلى هنا انتهى التعريف بأسماء كبار المحدثين والمسندين وبحمد الله في وقتنا طائفة كبيرة منهم بدمشق ، ومصر ، والمغرب ، والأندلس وعدم ذلك جملة من العراق وما  والاها من المشرق ومن الجزيرة وبلاد المعجم وأذربيجان واليمن والنواحى ، فلله الأمر ، وعلى قلة همة والله يوفهم لصالح العمل ويحفظ إيمانهم من الشك والزلل وأخبار المذكورين في هذا الكتاب مدونة في تاريخي الكبير وفي غيره فمن رام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر المعين في طبقات المحدثين ص 17
2-انظر: المعين في طبقات المحدثين ص 238
ج-لم ينص الذهبي على منهجية الكتاب ، وإنما أمكن استخلاص ذلك بالتتبع وقراءة ما وراء السطور وهاهي معالم هذا المنهج :
1-قسم الرواة في الكتاب إلى ثمان وعشرين طبقة أسقط واحدة منها لم يدخلها في العد ، وهى طبقة الصحابة ، واعتبر في العد باقي الطبقات .
2-بدأ طبقة الصحابة بالعشرة المبشرين بالجنة بعد أن افتتح بذكر النبى صلى الله عليه وسلم لقبا ، وكنية واسما ، ونسبا إلى هاشم ، ثم ذكر باقي الصحابة مرتبين على حروف المعجم الرجال أولا ثم النساء فبلغت جملة الرجال ثلاثة وخمسين مائة ( 153) وبلغت النساء ثمانيا ( 181) ، وختم هذا الطبقة بقوله :
” فهؤلاء مشاهير الصحابة ونقاوتهم (2) ثم ذكر باقي الطبقات .
3-لم يراع في حشد الرواة داخل كل طبقة سوى التقارب في الوفاة ولم يراع في اسم كل طبقة البلدان أو المذهب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 17 -31
2-انظر: المعين في طبقات المحدثين ص 31
الفقهي أو الناحية : المشرق أو المغرب مثلاًً وإنما راعي أشهرها أو الفترة الزمنية من كذا إلى كذا ولكنه رتب أهل كل طبقة على حروف المعجم إلى نهاية التاسعة ولم يلتزم بذلك في باقي طبقات الكتاب ولكن يلاحظ من خلال قراءة وفيات أهل كل طبقة من هذا الطبقات الأخيرة الترتيب على هذه الوفيات في الأعم والأغلب .
قال بعد أن سرد أهل الطبقة الأولى وهم كبار التابعين :
الرجال أولا ثم النساء (1).
” الطبقة الثانية من أئمة التابعين – رحمهم الله – كالحسن البصري و مجاهد “(2)
ثم : الطبقة الثالثة من التابعين وهم طبقة الزهرى ، وقتادة وابن الزبير “(3) .
ثم : طبقة الأعمش وأبي حنيفة “(4) ، ولا يعطيها رقما وأضافة المحقق وهكذا إلى الأخر .
ثم : طبقة معمر ، والثوري “(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 32-36 .
2- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 37.
3- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 44.
4- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 51.
5- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 59.
ثــم طبقة : سفيان بن عيينة ، ووكيع ” (1).
ثــم طبقة عبد الرزاق وعفان (2).
ثــم:” طبقة ابن المديني وأحمد “(3)
ثــم : طبقة البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي (4) .
ثــم: طبقة مسلم وإلى قريب سنة ثلاثمائة “(5) .
ثم : طبقة الذين بقوا إلى ما بعد الثلاثمائة وإلى حدود العشرين وثلاثمائة “(6)
ثم : طبقة كانوا في حدود العشرين وثلاثمائة إلى الخمسين “(7)
ثم : طبقة تليهم إلى السبعين وثلاثمائة (8) وهكذا .
4-جعل الطبقات التي حدها بالسنين متفاوتة في عمرها الزمني فأكثرها خمس وعشرون سنة هي الطبقات رقم 15 ص 120،16 ،و16، ص 125 وص 139 و 19 ص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 64 .
2-انظر : المعين في طبقات المحدثين  ص 72 .
3- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 82 .
4- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 94 .
5- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 103 .
6- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 107 .
7- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 110 .
8- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 113 .
149،و20 ص،156،و21ص ،166 ،22 ، 22ص ،177،و 23ص ،و 24ص 193،و25ص،207 و26ص،215،ص225، وبعضها عشرون سنة ، وهما الطبقتان رقم 11ص 107 ، 13 ص 113 ، أو ثلاثون سنة وهي الطبقات رقم 12 ص 110 ، 14 ص116 ،131،أربعون سنة ، وهي الطبقة رقم 10 ص 103.
5-حرص في كل ترجمة أن يذكر اسمها ، ونسبها باختصار شديد ، وقد يذكر أبرز ما يميزها فيما عدا بعض العشرة المبشرين بالجنة ، فقد توسع في ترجمتهم بعض الشئ مثل : الزبير بن العوام – سعد بن أبي وقاص – سعيد بن زيد العدوى – عبد الرحمن بن عوف الزهري – أبو عبيدة عامر بن الجراح .
جاء في الترجمة رقم ( 11) قوله :
” أبى بن كعب الأنصاري سيد القراء “(1)
وفي الترجمة رقم (17) قوله : بلال المؤذن (2)
وفي الترجمة رقم (18) قوله : تميم الداري “(3)
وفي الترجمة رقم (159) قوله : حمنة بنت جحش زوجة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر المعين في طبقات المحدثين ص 19
2-انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 19
3-انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 19
طلحة “(1)
وفي الترجمة رقم ( 250) قوله :
وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله زوجة مصعب بن الزبير “(2).
وفي الترجمة رقم ( 378) قوله :” دراج أبو السمح ، واعظ مصر “.
وفي الترجمة رقم ( 860) قوله :
” هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، الحافظ ، واه (4) .
بينما قال في الترجمة رقم (6) :
” الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى الأسدى حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته ، وابن أخي السيدة بنت خويلد ، وابن خال فاطمة الزهراء “(5) .
5-يحرص في هذا الذي يميز صاحب الترجمة أن يكون نسبا كما في ترجمة رقم ( 16) ص 19 ، وترجمة رقم (22) ص 19 ،أو صفة كما في ترجمة رقم (24) ص 20 ، وترجمة رقم (46،47) ص 21 ، أو وظيفة كما في ترجمة رقم ( 51، 26)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 29.
2- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص36.
3- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص45.
4- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص79.
5- انظر : المعين في طبقات المحدثين ص17.
ص 22 ، وترجمة رقم ( 76،ص ) ، أو كنية كما في ترجمة رقم (141) ص 28 وترجمة رقم ( 157 ، 163، 164 ) ص 29 أو نسبة كما في ترجمة رقم 466، 467، 468) ص 52 أو منزلاًً كما في ترجمة رقم (505) ص 54 ، وترجمة رقم ( 1014) ص 91 أو صاحبا كما في ترجمة رقم (753) ص 72 ، وترجمة رقم ( 1248،1249،1250،1251) ص111 ، أو ضعيفا كما في ترجمة رقم ( 1262) ص 113 ورقم ( 1291) ص 116 أو رواية كما في ترجمة رقم 1282) ص 114 ، وترجمة رقم ( 1356) ص 122، وترجمة رقم ( 1364) ص 122 أو شيوخا كما في ترجمة رقم ( 1425) ص 128 أو أخوة كما ترجمة رقم ( 1825) ص 170 وترجمة رقم ( 2025-2026) ص 190 أو تزاوجا كما في الترجمة رقم ( 1962-1963) ص 104 وقد يجمع في الترجمة الواحدة أكثر من خاصية كما في ترجمة رقم ( 2394-2395-2396) ص 234 ………وهكذا .
7-قد يكون الرواة في الطبقة من الكثرة بحيث لا يحصون فيذكر جمعا منهم ثم يختم بما يفيد عدم الاستقصاء .
جاء في خاتمة الطبقة السابقة قوله :
( وخلق سواهم من خيار الحفاظ ) (1)
وفي خاتمة الطبقة الحادية عشرة قوله :
( وخلق أضعاف هؤلاء ، ولعل فيهم أحفظ ممن ذكرت ) (2) .
إلى غير ذلك من الأسس والمقومات التي بني عليها المنهج .
مصادر الكتاب :
ومصادر الكتاب هي كتب الذهبي الموضوعة في التراجم مثل تاريخ الإسلام – تذكرة الحفاظ – سير أعلام النبلاء – ميزان الاعتدال – العبر  ….. وغيرها من كتبه ومؤلفاته ، حتى قال الدكتور همام سعيد محقق الكتاب :
” وقد جاء هذا الكتاب خلاصة سلسلة من المؤلفات للحافظ الذهبي بدءاًً بتاريخ الإسلام ، ومرورا بالعبر ، ولذا فإنه من العسير على غير الذهبي أن يؤلف مثل هذا الكتاب ” .
هــ- تيسير السبيل على الطلاب والدارسين أن تكون لديهم رؤية شمولية لترتيب العلماء  عير العصور ، الأمر الذي يساعد على تكوين تصور عقلي متكامل لحركة نقل السنن والآثار ومكانة ومنزلة كل عالم بين أقرانه وزملائه وحالة من سابقيه ولاحقيه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : المعين في طبقات المحدثين ص 81 .
2-انظر : المعين في طبقات لا محدثين ص 109.
3-انظر : مقدمة تحقيق المعين ص 10.
2-الوقوف على أثر هؤلاء رجالاًً ونساء ، صغارا وكبارا في صنع الحضارة الإسلامية التي هي رصيدنا نحن المسلمين وزادنا إلى المعالي والنهوض من جديد .
3-توفير مادة علمية حول أعلام القرون المتأخرة قوامها :
التضعيف والتوثيق أو التعديل والتجريح ولكن بعبارات مختصرة جداًً وهذا الأمر لا يستغنى عنه أحد من الشيوخ والتلاميذ والباحثين والدارسين .
صحيح قد يؤخذ على الكتاب هذه المآخذ :
1-لا يذكر ما يتصل بميلاد ووفاة صاحب الترجمة
2-لا يذكر شيئاًً عن شيوخه ، وتلاميذه .
3-لا يذكر شيئاََ عن نشأته وطلبه للعلم ونشاطه وأثره في مجتمعه .
4-ليست هناك عناية بالنساء على الوجه الأكمل .
إلى غير ذلك من المآخذ .
ولكن إذا عرفنا الذهبي لم يقصد سوى تحديد الطبقات وما عدا ذلك له مراجعة ودواوينه كما أحال في آخر الكتاب على كتابه :” تاريخ الإسلام ) إذا عرفنا ذلك تلاشت هذه المآخذ ولم تعد شيئا يذكر .
أما فيما يتصل بالنساء فليس ذلك منه وإنما يرجع إلى قلتهن بالضروة لأكثر من سبب وإما لطبيعة تكوين المرأة وصعوبة حركتها بغير محرم وإما لأعبائها الأسرية وإما لغير ذلك من الأسباب .
و –وصف الكتاب والعناية به :
بقى الكتاب مخطوطا إلى عام 1404 هــ الموافق 1984م حتى قيض الله له عناية الحديث وعلومه ، وتحقيق المخطوطات الخاصة به ، ألا وهو العالم الجليل الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ : همام عبد الرحيم سعيد ، فعكف عليه ، وأبرزه إلى الوجود معالجا بعض المآخذ الواردة على الذهبي لاسيما المواليد والوفيات ، فضلا عن إضافة فوائد أخرى غاية في الأهمية لا يعرفها إلا من قرأ الكتاب وأدام النظر في حواشيه وطبع الكتاب في الأردن ، دار الفرقان ، في 246 صفحة من القطع المتوسط .
***************
المبحث الثاني
التعريف بكتاب ” طبقات علماء الحديث ”
للإمام ابن عبد الهادي ت 744 هـــــ
ويأتي التعريف بكتاب : طبقات علماء الحديث ” في هذه الفقرات :
أ-مؤلفه :
مؤلف كتاب ” طبقات علماء الحديث هو محمد بن أحمد بن عبد الهادي ينتهي نسبه إلى يوسف بن محمد قدامه المقدسي ، ولد في 705هـــ على القول الراجح ، وكانت ولادته في الصالحية ( حيا كبير في أحياء دمشق الآن ) لأب من العلماء المسندين المقرئين ، الأمر الذي جعل هذا الأب يولى ابنه عناية خاصة ، حيث سعى به إلى كبار مسندي عصره فسمع من زينب بنت الشيخ كمال الدين الصالحية وهي آخر من روى في الدنيا عن سبط السلفي ، وكان لديها إجازات تفردت بها ، كما سمع من أبي بكر أحمد بن عبد الدائم الصالحى ، ومن أحمد بن أبي طالبا الصالحي الحجار .
وقرأ بنفسه :” صحيح مسلم ” على القاضي شرف الدين عبد الله بن الحسن ، وحفظ المقنع في الفقه – ولم يبلغ العاشرة على القاضي سليمان بن حمزة ت 715هــــــــ.
وأخذ القراءات عن شيخ القراء في عصره ابن بصخان ، وقرأ النحو على أبي العباس الأندر شي ، ثم أخذ في التردد على إمامين جليلين هما : الحافظ جمال الدين المزي ت 742هـــــ ، وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم المعروف بابن تيمية ت 728هـــ ، ولازمهما ملازمة طويلة حتى ورث ما لديهما من علم وخير ، إذ ورث عن الأول : الإلمام بعلل الحديث بعد إتقان الإسناد وورث عن الثاني فهم روح الشرع بعد حفظ فقهه كما تتلمذ على الحافظ الذهبي ت 748هـــ لكن ظهر أن هذا التلميذة كان  تلمذة الأقران فيما بينهم تطبيقا للقاعدة المشهورة لا يكون المرء المرء محدثا إلا إذا سمع ممن فوقه ، وممن دونه ، وممن يماثله .
وحين تكتمل عنده أدوات العالم الباحث ، ويشهد له شيوخه بالأهلية والنبوغ والتقدم يجلس للتدريس والفتوى ، والتصنيف ، فيدرس في المدرسة العمرية ، والضيائية ، والصبابية ، والصدرية ……. وغيرها ، ويترك أثارا تستحق أن تكتب بماء الذهب ، مثل الأحكام الكبرى والتفسير المسند والصارم المنكى “، ” وزوال الترح  في شرح منظومة ابن فرح ” وغيرها وبينما هو في ريعان شبابه يأتيه الموت فيلقى ربه راضيا مرضيا في يوم الأربعاء عاشر من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة من الهجرة عن تسع وثلاثين سنة ، في جنازة مشهودة يحضرها قضاة البلد ، وأعيان الناس من العلماء والأمراء والتجار والعامة ويدفن في سفح قاسيون في مقبرة الروضة ، رحمه الله رحمة واسعة ، وحشره مع من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا هذا وكانت لدى الرجل مؤهلات أهلته للنبوغ والتقدم منها : الاستعداد الفطرى – الصفاء الذهني – نخبة الشيوخ الذين جلس إليهم وتعلم منهم – أسرته – دوام القراءة وكثرة المطالعة – التصدر للتدريس والتصنيف والفتوى وغيرها من المؤهلات التي جعلت صلاح الدين الصفدى الذي خبر حاضره ، واستشف مستقبله يقول عنه بمرارة وحزن وألم ” لو عاش كان عجبا “(1) .
ب- موضوعه ومحتواه :
وموضوع الكتاب : طبقات المحدثين ممن لا يسع المشتغل بالحديث الجهل بهم من عصر الصحابة فمن بعدهم إلى الربع الأول من القرن الثامن الهجري مبتدءا بالصديق أبي بكر – رضي الله عنه – ت 13هــ ومنتهيا بابن تيمية – رضي الله عنه – المتوفي 728هـــــ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : في ترجمة ابن عبد الهادي : تذكرة الحفاظ للذهبي 4/1508 ، البداية والنهاية لابن كثير 14/210 ، ذيول العبر للحافظ الذهبي 4/132 ،  الدارس في تاريخ المدارس لعبد القادر النعيمي 2/69 وفيات لمحمد بن رافع السلامي 1/457-459 ، شذارات الذهب في أخبار من ذهب ( 6/141 وفيات 744هـــ ، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/108-109 ، ترجمة رقم 399 ، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة 1/158 – 406،2/1618 إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون لإسماعيل باشا البغدادي 1/330 هدية العارفين :أسماء المؤلفين وآثار المصنفين 2/151، مقدمة التحقيق لطبقات علماء الحديث لأكرم البوشي 1/15-52 بتصرف كثير …. وغيرها
يقول مؤلفة في مقدمته :
“” وبعد فهذا الكتاب مختصر يشمل على جملة من الحفاظ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين فمن بعدهم ، ولا يسع من يشتغل بعلم الحديث الجهل بهم “(1)
وقد ضمن الكتاب في ثناياه ستا وخمسين ومائة بعد الألف من التراجم ( 1156) رجالا ونساء .
ج- لم ينص ابن عبد الهادي على منهجية في الكتاب على التسمية بالطبقة إلا في الطبقات : الثالثة ، الرابعة ، والخامسة ، والسادسة ، والثالثة عشرة ، والرابعة عشرة ، حيث قال ” الطبقة الثالثة وهي الوسطى من التابعين ورأسها الحسن البصري وغالبها كان في دولة يزيد وهشام رحمهم الله ”
والطبقة الرابعة : وهي الثالثة من التابعين – رضى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : طبقات علماء الحديث 1/77.
2-انظر : طبقات علماء الحديث 1/140.
الله عنهم ـــــ”” (1) .
والطبقة الخامسة ، وهم بضع وسبعون (2).
والطبقة السادسة (3)
والطبقة الثالثة عشرة (4)
والطبقة الرابعة عشرة ” ثم أغفل ذكرها بعد ذلك .
2-يحرص في كل ترجمة على :
أ-جعل شهرة الرواي من : أسم أو كنية أو لقب عنوانا للترجمة مع وضع رمز أو أكثر عند هذا العنوان إشارة إلى من خرج له من أصحاب الكتب الستة وهذا الرموز هي :
خ- صحيح البخاري  ، م = صحيح مسلم ، د= سنن أبي داود ،
ت- سنن الترمذي ،س = سنن النسائي ، ق سنن ابن ماجة ،
4= السنن الأربعة جميعا ـ ع = للكتب الستة جميعا .
ب-ذكر اسم المترجم له ، واسم أبيه وبقية نسبة ، ونسبته من القبيلة والمدينة ، والبلد ، والمذهب الفقهي والحرفة ….. ونحوها ، وكذلك كنيته أو لقبه أو هما معاََ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : طبقات علماء الحديث 1/179.
2- انظر : طبقات علماء الحديث 1/247.
3- انظر : طبقات علماء الحديث 1/360.
4- انظر : طبقات علماء الحديث 1/189.
5- انظر : طبقات علماء الحديث 1/308.
ج-ذكر ما يدل على منزلته : علمية ، أو سياسية ، أو اجتماعية ، أو غير ذلك مع بيان حاله جرحا وتعديلاًً ، وأشهر كتبه أو مؤلفاته ، ومولده ، ووفاته إن تيسر ذلك ولا يفوته ذكر نشأته وطلبه للعلم ، وسماعاته ، وبعض شيوخه ورحلاته وأشهر تلاميذه .
د- ختم الترجمة ببعض الأخبار التي لها مدخل كبير في إعطاء صورة واضحة عن المترجم له مع التعليق اللطيف عليها ، ثم ذكر من شارك المترجم له في سنة وفاته من الأمراء والعلماء ، والأدباء وغيرهم .
هذا كله في الأعم الأغلب ، وقد تمضى الترجمة دون ذكر لهذه الجوانب جميعا إما لقلة المادة العلمية عند ابن عبد الهادي وإما لغير ذلك ودونك بعض النماذج التطبيقية :
النموذج الأول :
جاد في 1/123- 124 ترجمة رقم ( 49) قوله :
” أبو العالية الرياحي (ع) رفيع ابن مهران البصري ، الفقيه ، المريء  ، مولى امرأة من بني رياح – بطن من تميم – رأي أبا بكر وقرأ القرآن على أبي وغيره وسمع من ابن عمر وابن مسعود وعلى وعائشة وعدة .
وعنه قتادة وخالد الحذاء وداود بن أبي هند وعوف الأعرابي ، والربيع ابن أنس  ، وأبو عمرو  بن العلاء ،وجماعة .
قال أبو بكر بن أبي داود : ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية ، ثم سعيد بن جبير .
مات سنة ثلاث وتسعين على الصحيح ، وقيل سنة وتسعين – رحمه الله -)))
النموذج الثاني :
جاء في 2/ 232 -233 ترجمة رقم ( 536) قوله :
“” وأحمد بن سعيد بن صخر : ( خ ، م ،د ، ت ، ق ) الإمام الحافظ أبو جعفر الدار مي السرخسي .
سمع : النضر بن شميل ، وعبد الصمد بن عبد الوارث وجعفر بن عون وطبقتهم .
وعنه : الستة سوى النسائية ، وروى الترمذي أيضا عن رجل عنه وحدث عنه من شيوخه : محمد بن المثنى العنزي ، ومن المتأخرين ابن خزيمة .
وولى قضاء سيرخس .
قال أحمد بن حنبل : ما قدم عليا خراساني أفقه منه .
وقال أبو عمرو المستملى عدناه في مرضه فأوصى بعشرة الآلف درهم وأعتق عبيداًً ، مات سنة ثلاثة وخمسين ومائتين .
وفيها مات : زاهد العراق : سرى بن المغلس السقطي ، وعلى بن شعيب السمسار،  وعلى بن مسلم الطوسي ، ومقرئ الري محمد بن عيسى التيمي ، ومحمد بن بن أبي حزم القطيعى،ويوسف ين موسى القطان الرازي  ، وهارون بن سعيد الأيلى  ، وأحمد بن سعيد الهمداني المصري – رحمهم الله تعالى ورضي عنهم – )))
النموذج الثالث :
جاء في 3/183- 187 ترجمة رقم (901) قوله :
(( الدار قطني : الإمام الحافظ الكبير ، شيخ الإسلام ،أبو الحسن : على بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود البغدادي .
مولده سنة ست وثلاثمائة ، سمع القاضي البغوي ، وابن أبي داود ، وابن صاعد ، وبدر بن الهيثم القاضي ، وأحمد بن إسحاق البهلول وأبا حامد الحضرمي ، وعلى بن عبد الله بن مبشر ، ومحمد بن القاسم المحاربي ، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي ، وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي وأبا بكر النيسابوري وأبا طالب الحافظ وخلقا كثيرا يطول ذكرهم .
روى عنه : الحاكم ، وأبو حامد الإسفرابيني  وتمام الرازي ، وعبد الغني ابن سعيد الأزدي ، وأبو ذر الهروى ، وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي أبو الطيب الطبري وعبد الصمد بن مأمون وأبو الحسن بن المهتدى بالله وخلق .
قال الحاكم : صار الدار قطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع ر، وإماما في  القراء والنحويين ، وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر وكثر اجتماعنا فصادفته فوق ما وصف لي ، وسألته عن العلل والشيوخ وله مصنفات يطول ذكرها ، فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله .
وقال الخطيب كان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته ، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال ، وأحوال الرواة ، مع الصدق ، والأمانة ، والثقة والعدالة ،وقبول الشهادة ، وصحة الاعتقاد ، وسلامة المذهب ، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث ، منها : القراءات ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء  ، ومنها : المعرفة بالأدب والشعر وقيل إنه : كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول : كان أبو الحسن الدار قطني ، يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر .
ثم ذكر الخطيب أن الدار قطني قرأ كتاب (( النسب للزبير بن بكار ، على مسلم بن عبد الله العلوى ، فلم بحفظ عليه لجنه .
وقال القاضي أبو الطيب الطبري : كان الدار قطني أمير المؤمنين في الحديث وما رأيت حافظاًً ورد بغداد إلا مضى إليه ، وسلم له – يعنى : سلم له التقدمة في الحفظ – وعلو المنزلة في العلم . وقال عبد الغني بن سعيد : أحسن الناس كلاماًً على حديث رسول الله صلى الله عليه سلم ثلاثة : على بن ألمديني في وقته ، وموسى بن هارون في وقته ، والدار قطني في وقته .
وقال البر قاني : كنت أسمع عبد الغني بن سعيد كثيراًً  إذا حكي عن الدار قطني شيئا يقول : قال أستاذي وسمعت أستاذي .
وقال البرقاني : وما رأيت بعد الدار قطني أحفظ من عبد الغني وقال الخطيب : سألت البرقاني ، فقلت به هل كان أبو الحسن الدر اقطني يملى عليك العلل من حفظه ؟ قال : نعم وقال أبو ذر الهروى : سمعت الحاكم – وسئل عن الدار قطني –فقال ما رأي مثل نفسه .
وقال الأزهري: كان الدار قطني ذكيا، إذا ذوكر شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر وقال السلمي سمعت الدار قطني يقول: ليس شيء أبغض إلى من الكلام .
وقال أبو الحسن بن القطان: الدار قطني منسوب إلى دار القطن، محلة من محال بغداد وهو الحافظ الإمام بلا مدافعة .
وقال الخطيب: حدثني أبو نصر على بن هبة الله بن على بن مأكولا قال : رأيت في المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأني .
أسأل عن حال أبي الدار قطني في الآخرة وما آل إليه أمره فقيل لي ذلك يدعى في الجنة الإمام.
مات الدار قطني في ذي القعدة سنة خمس وثماني وثلاثمائة – رحمه الله – ))).
النموذج الرابع:
جاء في 4/ 223-226-ترجمة رقم ( 1124) قوله :
(( اليونيني : الشيخ ، الفقيه  الإمام ، الحافظ ، القدوة ، تقي الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن على الحنبلي ، البعلى ، ولد سنة اثنتين وسبعين ، وخمسمائة بيونين )) .
ومات والده وهو صغير ، فنشأ مع والدته ، وحفظ القرآن ، والجمع بين الصحيحين للحميدي ، وأتقن الكتابة ، وتفقه على الشيخ موفق الدين ، وصحب الشيخ عبد الله اليونيني ، وليس الخرقة من الشيخ عبد الله البطحائي ن صاحب الشيخ عبد القادر ، المقدسي ، وحنبل ، والكندي ، وغيرهم .وكان صاحب كرامات وأحوال سمع من أبي الطاهر الخشوعي والحافظ عبد الغني المقدسي ن وحنبل ، والكندي ، وغيرهم .
روى عنه : ابناه الشيخ شرف الدين والشيخ قطب الدين والشيخ شمس الدين بن أبي الفتح ،وأبو عبد الله بن الزراد ، وأبو إسحاق بن القرشية ، وخلق .
قال ابن الحاجب اشتغل بالفقه والحديث إلى أن صار إماما حافظا ، قال ولم ير في زمانه مثل نفسه في كماله وبراعته ، جمع بين علمي الشريعة والحقيقة ، وكان حسن الخلق ،نفاعا للخلق ومطروحا للتكلف من جملة محفوظة الجمع بين الصحيحين ، وحدثني أنه حفظ صحيح مسلم جميعه وكرر عليه في أربعة شهور وكان يكرر على أكثر مسند أحمد من حفظه وأنه كان يحفظ في الجلسة الواحدة مايزيد على سبعين حديثا .
وقال ولده الشيخ قطب الدين : حفظ الجمع بين الصحيحين ، وأكثر المسند ، وحفظ صحيح مسلم في أربعة أشهر ، وحفظ سورة الأنعام في يوم واحد وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية في بعض يوم ، وكان الأشرف يحترمه ، ويعظمه ،  وكذلك أخوه الصالح ، وقدم في أواخر عمره دمشق فخرج الملك الناصر يوسف إلى زيارته وتأدب معـــه .
توفي في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة ، وفيها مات قاضى القضــــاة : صدر الدين أحمد بن قاضى القضاة شمس الدين يحيي بن هبة الله ، بن سني الدولـــة التغلبي ، الدمشقي ، الشافعي ، ببعلبك ، والمسند أبو إسحاق إبراهيم بن خليل الآدمي أخو الحافظ يوسف بن خليل ، شهيدا  تحت السيف بحلب ، والمحدث ،الحافظ ، المفيد محب الدين عبد الله بن أحمد بن أبي بكر المقدسي كهلاًً ، والمسند أبو محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم بن الخشوعى ، أبو جدي الشيخ عماد الدين بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامه المقدسي ، وأخوه الشيخ الفقيه أبو عبد الله بن عبد الرحيم بن أبي طالب بن العجمي الحلبي ، والمحدث فخر الدين محمد بن يوسف الكنجي ، قتل بجامع دمشق ، وآخرون – رحمهم الله تعالي -)) .
د- لم ينص ابن عبد الهادي على كل مصادر الكتاب ، ولكن بالنظر في النقول التي أوردها في ثنايا الكتاب يمكن القول إن مصادر الكتاب : ك لكتب الرواة بدءا من : الطبقات الكبرى لابن سعد ، وانتهاءا بتهذيب الكمال للمزي ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ،فضلا عما أخذه شفاها من شيوخه ، ومعاصريه ، على أنه صرح في ثنايا الكتاب ببعض هذه المصادر ، وهي على ترتيب ورودها في الكتاب :
1-حلية الأولياء ، وطبقات الأصفياء : لأبي نعيم الأصفهاني ت 430هـــ (1) .
2- تاريخ مشق : للحافظ أبي القاسم على بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر ت 571هـــ (2) .
3- تاريخ بغداد لأحمد بن على بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي ت 463هـــ (3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر : طبقات علماء الحديث 1/163 ترجمة رقم 81.
انظر : طبقات علماء الحديث 1/176 ترجمة رقم 91
انظر : طبقات علماء الحديث 1/333 ترجمة رقم 194,
4-تاريخ نيسابور : لأبي عبد الله بن محمد المعروف بالحاكم النيسابوري ت 405 هـــ (1).
5-تاريخ جرجان : لحمزة بن يوسف المعروف بالسهمي ت 427هـــ (2).
6-التاريخ : للصدفي (3) .
7-تاريخ بخاري : لأبي عبد الله محمد بن أحمد البخاري المعروف بغنجار ت 412هــ .
8- طبقات الفقهاء : للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن على بن يوسف المعروف بالشيرازي ت 476هـــ (5).
9- الثقات : لأبي حاتم محمد بن حبان التميمي البستي ت 354هـــ .(6)
10-الكنى : لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب المعروف بالنسائي ت 303هــ (7) .
11-طبقات النساك : لأبي سعيد أحمد بن محمد المعروف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : طبقات علماء الحديث 1/405 ترجمة رقم 243.
2- انظر : طبقات علماء الحديث
3- انظر : طبقات علماء الحديث
4- انظر : طبقات علماء الحديث
5- انظر : طبقات علماء الحديث
6- انظر : طبقات علماء الحديث
7- انظر : طبقات علماء الحديث
بابن الأعرابي ت 340      هـ (1) .
12- الكنى والنوادر : لأبي الفضل أحمد بن على السليماني ت 404هــ (2) .
13-بغية الطلب في تاريخ حلب المعروف بتاريخ حلب لعمر : لعمر بن أحمد ابن وهبة الله المعروف بكمال الدين بن العديم ت 660           هــ (3).
14-طبقات الأصبهانيين (4) : لم يذكر مؤلفه .
15-الإرشاد في معرفة علماء الحديث : للحافظ أبي يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد المعروف بالخليلي القز ويني ت 446هــ (5) ، ولم يذكر وإنما صح ذلك بالمقابلة على الإرشاد .
16-طبقات الحفاظ : لأبي الوليد يوسف بن عبد العزيز اللخمي المعروف بابن الدباغ ت 546هـــــ (6) .
17-تاريخ أهل أصبهان : ليحيي بن عبد الوهاب المعروف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : طبقات علماء الحديث 2/347 ترجمة رقم 631.
2- انظر : طبقات علماء الحديث 2/362 ترجمة رقم 642.
3-انظر : طبقات علماء الحديث 2/396 ترجمة رقم 668.
4-انظر : طبقات علماء الحديث 2/469 رقم 722 ، ولعله يعنى به طبقات أبي الشيخ الأصبهاني .
5-انظر : طبقات علماء الحديث 2/492 ترجمة رقم 741 ، والإرشاد 3/985.
6- انظر : طبقات علماء الحديث 2/493 ترجمة رقم 742.
بأبي زكريا منده ت 511 هـ
18-المجروحين : لأبي حاتم محمد بن حبان التميمي البستي ت 354 هــ (2) .
19-سنن التحديث : للحافظ أبي الفضل صالح بن أحمد الهمذاني ت 384هــ (3) .
20-طبقات الشافعية : للحافظ عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المعروف بابن عمرو بن الصلاح ت 643 (4).
21-التاريخ : لعلى بن محمد بن الطيب الجلابي (5) .
22-تاريخ همذان : لشيرويه بن شهر دار بن شيرويه بن فناخسرو الديلمى ت 509هـــ (6).
23-الأنساب : للحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد المعروف بالسمعاني ت 562هـــ.(7)
24-ذيل تاريخ نيسابور : لعبد الغافر إسماعيل الفارسي ت .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-طبقات علماء الحديث
2- طبقات علماء الحديث
3- طبقات علماء الحديث
4- طبقات علماء الحديث
5- طبقات علماء الحديث
6- طبقات علماء الحديث
7- طبقات علماء الحديث
529هـــ (1) .
25-الرسالة لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المعروف بالدقاق ت 516هــ (2)
26-المنتظم : لأبي الفرج عبد الرحمن بن على المعروف بابن الجوزي ت 597هــ (3) .
27-التحبير في المعجم الكبير : لأبي سعد عبد الكريم بن محمد المعروف بالسمعاني ت 562هــــ (4) .
28-المعجم: لأحمد بن محمد المعروف بأبي طاهر السلفي ت 576 هـــ(5) .
29-المعجم : للقوصي (6) .
30-المعجم: لعمر بن محمد بن منصور المعروف بابن الحاجب ت 630هـ(7).
31- صلة الصلة (8) : لم يذكر مؤلفه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : طبقات علماء الحديث 3/244 ترجمة رقم 942.
2- انظر : طبقات علماء الحديث 3/362 ترجمة رقم 1000.
3- انظر : طبقات علماء الحديث 3/397 ترجمة رقم 1011
4- انظر : طبقات علماء الحديث 4/95 ترجمة رقم 1055
5- انظر : طبقات علماء الحديث 4/73 ترجمة رقم 1060
6- انظر : طبقات علماء الحديث 4/173 ترجمة رقم 1099
7- انظر : طبقات علماء الحديث4/216 ترجمة رقم 1120.
8- انظر : طبقات علماء الحديث4/246 ترجمة رقم 1137.
32-الوفيات المعروف بصلة التكملة لوفيات النقلة : لأحمد بن محمد عبد الرحمن المعروف بالشريف الحسيني ت 695 هـــ (1).
33-معجم شيوخ علم الدين البرزالى (2) .
واللافت للنظر أن : كتاب أبي الوليد الدباغ وهو في طبقات الحفاظ كل من أكثر الكتب التي عول عليها ابن عبد الهادي في كتابه ، وربما مرجع ذلك : اتفاق موضوع هذا الكتاب مع موضوع كتاب ابن عبد الهادي .
هــ-قيمة الكتاب :
ما من شك أن الكتاب دو قيمة علمية ، وحضارية عالية كما تكشف عنه مادته المبنية على الإيجاز ، مع الانتقاء الذي يعطى عند النظر الأولى تصوراًً دقيقا عن حال المترجم له ولعمري إن هذا أمر لا يستطيعه كل مؤلف وإنما من هو في مثل علم ومنهجية ابن عبد الهادي كالحافظ الذهبي مثلا أو الحافظ ابن حجر العسقلاني ، ويكفينا النظر في مراجع الكتاب .
ولا يشين الكتاب سوى غياب المقصد الأصلي من تأليفه ، وهو الطبقات ، إذ هي كما تقدم لم تظهر إلا في طبقات تعد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر : طبقات علماء الحديث 4/246 ترجمة رقم 1137.
2-انظر :طبقات علماء الحديث 4/260 ترجمة رقم 1145.
على الأصابع ، وهي من : الثالثة إلى السادسة ، ثم  إلى الثالثة عشرة ، والرابعة عشرة ، ويغلب على الظن أن الأمر ما كان ليغيب على بال الحافظ ابن عبد الهادي ، ولعله سقط من النسخة التي حقق عليها الكتاب ، وهي نسخة واحدة وكأن الكتاب بحاجة إلى نسخة أخرى بل أكثر ليخرج في الصورة التي أرادها ابن عبد الهادي يوم أن وضع الكتاب ، وهذا من الضرورة بمكان لأنه كتاب قد يغني عن غيره في بابه بينما غيره لا يغني عنه .
و-وصف الكتاب والعناية به :
لقد أدرك نفر من الباحثين المعاصرين قيمة الكتاب وأهميته فتفرغ له عالمان جليلان هما الأستاذان ، أكرم وإبراهيم الزيبق وحققاه اعتمادا على نسخة وحيدة مصورة من المكتبة الأحمدية ، بحلب وتقع في 279 ورقة من القطع لا لمتوسط 17.5×25 ،  ومسطرتها 25 سطرا ًًًًًًًََََ وبها دوائر منقوطة دلالة على أنها نسخة مقابلة على أصل مضبوط واعتمادا كذلك على تذكرة الحفاظ للحفاظ الذهبي مع إعطاء رقم مسلسل لكل ترجمة تيسيرا للمراجعة ومع تنوير أكثر للترجمة بنقول إضافية أو إيضاحية أو توثيقية اقتضاها المقام ومع التنبيه على ما عساه يكون من تصحيف أو تحريف أو وهم في أصل الكتاب وكذلك في المصادر المنقول عنها إضافة إلى مقدمة في التعريف بإبن عبد الهادي وآثاره العلمية وخاتمة تضمنت فهرساًً على حروف المعجم تيسيراََ للمراجعة .وتم طبع الكتاب في أربعة أجزاء : الأوليان بتحقيق الأستاذ أكرم البوشي خريان بتحقيق الأستاذ : إبراهيم الزيبق، ونشرته مؤسسة الرسالة –الرسالة – بيروت –لأول مرة عام 1409هـــ -1989م.
تقبل الله عملهما ، وأعانهما على إكمال المسيرة بالبحث عن نسخ أو نسخة أخرى للكتاب بتحقيق بها المقصود الأصلي للكتاب ، وما ذلك على الله بعزيز .
الخاتمة
لقد أسفرت هذه الدراسة عن عدة نتائج ، ومن أهمها :
1-أن علم طبقات الرواة : هو العلم الذي يجمع المسائل أو القواعد المتعلقة بالأقوام المتشابهين في صفة ما أو أكثر بصورة تميزهم عن غيرهم ممن لا يشابهونهم في هذه الصفة .
2-أن هذا العلم متأخر النشأة عن الكلام في الرواة وطبقاتهم أو أحوالهم شأن أي علم آخر يبدأ في شكل تطبيقات ، وينتهي بالقواعد والقوانين المنظمة له ، والمميزة له عن غيره .
3- أن لهذا العلم فوائد جمة ليس في علم الحديث وحده ، وإنما في علم التاريخ والاجتماع والحضارة نحوها .
4-أنه وضعت في هذا العلم مصنفات شتى استوعبت كل فروع الثقافة بحيث يتمكن من ينظر فيها من التعرف بسهولة ويسر على كل صور وأشكال الحضارة الإسلامية .
5-أن العلماء كانت لهم طرائق ومناهج في ترتيب الطبقات ، وصياغة مادتها العلمية ، وإن كانوا يتفقون في النهاية على أن أحسن ترتيب لها ما كان على حروف المعجم ، مع الاهتمام بسنة الوفاة رفعا لأي لبس أو إبهام .
6-أن كتابي الذهبي ت 748هـــ ، وابن عبد الهادي ت 744هــ على الترتيب : ” المعين في طبقات المحدثين ” و طبقات علماء الحديث ” من أنفع كتب الطبقات و الدارسين وعليه فلا ينبعى إغفالهما ، أو نسيانهما .
وبعد …. فإذا كان من مقترحات وتوصيات في وتوصيات في هذا المجال فأهمها :
1-الاهتمام بالدارسات التي تبرز الجانب الحضاري في التعليم والتربية عند المحدثين مثل المذاكرة عند المحدثين حقيقة وقيمتها العلمية والحضارية أو الانتخاب عند المحدثين أصوله وقواعده وقيمته العلمية والحضارية أو رواية الأبناء عن الآباء المضمون والمغزى أو ألقاب المحدثين ومسوغاتها العلمية والعملية وهلم جرا “.
2-الاهتمام كذلك بتطبيق قواعد النقد عند المحدثين سندا ومتنا إذا لا يجمل بطالب الحديث ا, عالمه إهمال هذه القواعد ، وتقديم دراسات موضوعية مبينة على أساس
م
الكتاب
المؤلف
الناشر
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
اختصار علوم الحديث
الإرشاد في معرفة علماء الحديث
الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ضمن كتاب علم التاريخ عند المسلمين
إيضاح المكنون ذيل كشف الظنون
بحوث في تاريخ السنة المشرفة
البداية والنهاية
البدر الطالع في أعيان من بعد القرن السابع
تاج العروس من جواهر القاموس
التاريخ الكبير
تذكرة الحفاظ
تدريب الراوي شرح تقريب النواوي
تقريب التهذيب
تهذيب تهذيب الكمال
الدارس في تاريخ المدارس
ذيول العبر في خبر من غبر
السنن
الحافظ إسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير القرشي ت 774هـ .
أبو يعلي الخليل بن عبد الله الخليلي ت 446هـ
الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المعروف بالسخاوي ت 902هـ
إسماعيل باشا البغدادي ت 1339هـ ـ 1920م
د. أكرم ضياء العمري
أبو الفداء إسماعيل بن عمر المعروف بابن كثير القرشي ت 774هـ
الإمام محمد بن علي المعروف بالشوكاني ت 1250هـ
محب الدين أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدي ت 1205هـ
لأمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المعروف بالبخاري ت 256هـ
أبو عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالذهبي ت 748هـ
الحافظ جلال الدين السيوطي ت 911هـ
الحافظ أبو الفضل أحمد ابن علي المعروف بابن حجر العسقلاني ت 852هـ
الحافظ أبو الفضل أحمد ابن علي المعروف بابن حجر العسقلاني ت 852هـ
عبد القادر بن محمد النعيمي ت 978هـ
أبو عبد الله محمد أحمد المعروف بالذهبي ت 748هـ
سليمان بن الأشعث المعروف بأبي السجستاني ت 275هـ إعداد وتعليق : عزت الدعاس ، وعادل السيد
دار التراث ـ القاهرة ـ الثالثة ـ 1399هـ ـ 1979م
مكتبة الرشد ـ الرياض ـ الأولى 1409هـ ـ 1989م
مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الثانية ـ 1403هـ ـ 1983م
دار إحياء التراث العربي بيروت ـ بدون تاريخ
دار الفكر ـ بيروت ـ بدون تاريخ
دار المعرفة ـ بيروت ـ بدون تاريخ
دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ بدون تاريخ
دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ بدون تاريخ
دار الكتب الحديثة ـ القاهرة ـ الثانية 1385هـ ـ 1966م
دار العاصمة ـ الرياض ـ الأولى 1416هـ ـ 1966م
الهند ـ دائرة المعارف النظامية ـ حيدر آباد الدكن الأولى 1325هـ
دار الكتب العلمية ـ بيروت الأولى 1410هـ ـ 1990م
دار الكتب العلمية ـ بيروت الأولى 1405هـ ـ 1985م
دار الحديث ـ سوريا ـ الأولى 1394هـ ـ 1974م
م
الكتاب
المؤلف
الناشر
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
السنن
السنن
سير أعلام النبلاء
شذرات الذهب في أخبار من ذهب
الصحاح
الصحاح في اللغة والعلوم
الصحيح
الصحيح
الطبقات
طبقات الشافعية الكبرى
طبقات علماء الحديث
طبقات المحدثين بأصبهان
علم التاريخ عند المسلمين
فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي
الفهرست ضمن علم التاريخ عند المسلمين
فوت الوفيات
القاموس المحيط
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون
الكليات : معجم في المصطلحات والفروق اللغوية
لسان العرب
المختصر في علم رجال الأثر
المسند
مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه
المعجم الوسيط
المعين في طبقات المحدثين
المغنى في الضعفاء تحقيق د. نور الدين عتر
موضح أوهام الجمع والتفريق
الموضوعات
نزهة النظر شرح نخبة الفكر
الوفيات
هدية العارفين : أسماء المؤلفين وآثار المصنفين
أبو عيسى محمد بن سورة المعروف بالترمذي ت 279هـ بتحقيق كمال يوسف الحوت
محمد بن يزيد المعروف بابن ماجه القزويني ت 275هـ
أبو عبد الله محمد أحمد المعروف بالذهبي ت 748هـ
أبو الفلاح عبد الحي المعروف بابن العماد الحنبلي ت 1089هـ
إسماعيل بن حماد الجوهري ، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطار . أسامة ونديم المرعشليان
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المعروف بالبخاري ت 256هـ
أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ت 261هـ بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي .
أبو عمر خليفة بن خياط ت 240هـ ـ بتحقيق د. أكرم ضياء العمري
القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن علي عبد الكافي المعروف بابن السيكي 771هـ
الإمام أحمد بن محمد المعروف بابن عبد الهادي ت 744هـ
الإمام أبو محمد عبد الله ابن محمد بن جعفر المعروف بأبي الشيخ ت 369هـ
فرانزر  وزنثال
الإمام أبو عبد الله محمد ابن عبد الرحمن المعروف بالسخاوي ت 902هـ
محمد بن إسحاق المعروف بابن النديم ت 385هـ
محمد بن شاكر المعروف بالكتبي
مجد الدين محمد بن يعقوب المعروف بالفيروز آبادي ت 817هـ
الشيخ مصطفى بن عبد الله الكاتب الجلبي المعروف بالحاج خليفة ت 1067هـ
أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي ت 1094هـ
محمد بن مكرم المعروف بابن منظور 711هـ
الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف .
أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ت 241هـ
الحافظ احمد بن أبي بكر المعروف بشهاب الدين البوصيري ت 840هـ
مجمع اللغة العربية ـ القاهرة ـ الدكتور  إبراهيم أنيس وآخرون
أبو عبد الله : محمد بن أحمد المعروف بالذهبي ت 748هـ
أبو عبد الله : محمد بن أحمد المعروف بالذهبي ت 748هـ
الحافظ أبو بكر بن علي ابن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي ت 463هـ
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي ت 597هـ
الحافظ أبو الفضل أحمد ابن علي المعروف بابن حجر العسقلاني ت 852هـ
أبو المعالي محمد بن رافع السلامي ت 774هـ
إسماعيل باشا البغدادي ت 1339هـ ـ 1920م
دار الكتب العلمية ـ بيروت الأولى 1408هـ ـ 1987م
ط. مصطفى الحلبي ـ القاهرة 1373هـ ـ 1954م
مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الثانية ـ 1402هـ ـ 1982م
دار الآفاق الجديدة ـ بيروت ـ بدون تاريخ
دار العلم للملايين ـ بيروت ـ الطبعة الثانية 1979م
دار الحضارة ـ بيروت ـ الأولى 1975م
الشعب ـ القاهرة ـ الأولى ـ 1378هـ
1375هـ نشر : عيسى الحلبي ـ القاهرة ـ الأولى 1955م
دار طيبة ـ الرياض ـ الثانية ـ 1402هـ 1982م
ط. عيسى الحلبي ـ الأولى 1383هـ 1964م
مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الأولى ـ الأولى 1409هـ ـ 1989م
دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ الأولى 1409هـ ـ 1989م
مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الثانية ـ 1403هـ ـ 1983م
أـ دار الإمام الطبري ـ الهند ـ الثانية ـ 1412هـ ـ 1992م
ب ـ المكتبة السلفية ـ المدينة المنورة ـ الثانية 1388هـ ـ 1968م.
مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الثانية ـ 1403هـ ـ 1983م
مكتبة النهضة المصرية ـ القاهرة 1951م
دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـالأولى 1412هـ ـ 1991م
دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ بدون تاريخ
مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الثانية ـ 1413هـ ـ 1993م
دار صادر بيروت ـ بدون تاريخ
دار الكتب الحديثة ـ القاهرة ـ بدون تاريخ
المكتب الإسلامي ـ بيروت ـ بدون تاريخ
دار العربية ـ بيروت ـ الأولى ـ 1403هـ 1983م
دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـالثانية 1392هـ ـ 1972م
دار الفرقان ـ الأردن ـ الأولى 1404هـ 1984م
ط. بيروت ـ بدون تاريخ
دائرة المعارف العثمانية ـ الهندـ 1378هـ
دار الفكر ـ بيروت ـ الثانية ـ 1403هـ 1983م
ط مصطفى الحلبي ـ القاهرة ـ 1325هـ ـ 1943م
مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ الأولى 1402هـ ـ 1982م
دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ بدون تاريخ