في مؤتمرها الصحافي اليوم، تعلن عن ورشة العمل وعن «مهرجان اللغة»
جمعية «فعل أمر».. ودعوة للاستنفار من أجل الحفاظ على اللغة العربية
سحر مندور
قليل من الحزم، بنفسية «شبابية» في شعار يتوجه إلى من يعتبر «العربية» لغته الأم، وهو ينطق بسواها، عمداً. و«فعل أمر» هو اسم جمعية أسستها الشاعرة سوزان تلحوق، بالتعاون مع أربعة شباب، ثلاثينيين مثلها، هم: وسام ترّو، خالد كنعان، دانا دبوق، وأحمد خليفة، لا علاقة مباشرة تربطهم بتعليم اللغة العربية أو صونها، لكنها علاقة شخصية تلك التي أدّت إلى ولادة الجمعية في نيسان العام 2008.
عند الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم، في مؤتمر صحافي موسّع في أوتيل ريفييرا، تعلن الجمعية عن ورشة عمل «حملة الحفاظ على اللغة العربية»، تحت شعار جذّاب يُكتب نصفه الأول بالعربية كما نعرفها، ونصفه الثاني بالعربية التي بتنا نعرفها بفضل الإنترنت، أي بالأحرف اللاتينية: «بحكيك من الشرق، betred min el gharb. الشرق والغرب، كما أحرفهما، يشيران في الشعار، بحسب تلحوق، إلى أحاديث كثيرة تسكن الأجواء اللبنانية، وتحديداً الشبابية، تُحسب على العربية، إلا أنها العربية مطعّمة بعبارات طويلة وكلمات عابرة، إنكليزية أو فرنسية، أحياناً تأتي بناء على حاجة المعنى، وفي أحيان كثيرة تأتي بناء على متطلبات الصورة الاجتماعية.. وخجلاً بالعربية. تعتبر تلحوق أن شباباً كثيرين من حولنا يخجلون باللغة العربية، على اعتبار أنها «لغة باتت هشّة، لا تتطور، تشعرنا بأننا خارج الحداثة وجوّها»، فيكون تطعيمها بالإنكليزية مثلاً، مخرجاً من الخجل المذكور، ومدخلاً إلى الوجود العصري.
لكن اللجوء إلى لغة أجنبية لا يأتي دوماً وحصراً من «الخجل» بالعربية، وإنما من أسباب كثيرة أيضاً، منها نقص اللغة العربية، وعدم تطوّرها بحيث تواكب اختراعات العصر، فلا مرادف لتعابير الإنترنت والكومبيوتر بالعربية، مثلاً. وإلى التخلّف العصري الذي يصيب اللغة والمجامع اللغوية القيمة عليها، هناك «الحرج»، وليس «الخجل»، إذ تجد الشباب يلجأون أحياناً إلى الأجنبية للتعبير عن معنى جنسي أو سواه، وذلك لما تحمله هذه المعاني في العربية من أفكار مسبقة ووطأة أحرف. إلا أن عمل «فعل أمر» في المرحلة الحالية لا يتضمن العمل على تطوير العربية، وإدخال مصطلحات جديدة إليها، «فهو مشروع تعتزم الجمعية الخوض فيه لاحقاً. أما الآن فالعمل سيبدأ من تحديد لغة الأرضية الثقافية والخلفية الاجتماعية»، تقول تلحوق. وتشرح: «بالأول، خلّينا نفهم على بعضنا!».
قصة ولادة الجمعية مليئة بالأصدقاء، ولحظات التفكير الخاصة، والأجواء اليومية، والمغامرة بالمبادرة. خلال العدوان على غزّة في كانون الأول من العام 2008، تصادف وجود سوزان في اسطنبول. لم تتمكّن من التفاعل مع الحدث الخانق إلا عبر تأليف قصيدة، فهي شاعرة. كتبتها، ونشرتها على «فايسبوك». قرأها أصدقاؤها، إلا أن جزءاً كبيراً منهم بادرها بالقول: «يا الله يا سوزان! ليه ما كتبتيها بالإنكليزي». أوجعها ذلك، وفي تلك الفترة تحديداً. وتقول: «إذا ما في لغة بيني وبين هول العالم، يعني ما في قضية، مهما كانت القضية». تلك كانت لحظة محورية، سبقتها أربع سنوات من الرغبة بالعمل على تحبيب الناس باللغة العربية، وذلك لانتمائها إلى جوّ ينقذ صورته الاجتماعية باللغة الأجنبية. وفي يوم من أيام نيسان 2008، وبينما كانت أيضاً تشكي مآسي لغة الضاد مع أصدقائها، سألتهم: هل تريدون العمل على هذا المشروع؟ قالوا: نعم. فتشكّلت نواة الجمعية. وبرفقة صديق آخر لا يذكر من قواعد العربية إلا صيغ أفعالها (الماضي، المضارع، الأمر)، ولد للجمعية اسم. فعل أمر. راقها كثيراً، لأنه «لافت، ويصيب صلب الموضوع، إذ يدلّ بسرعة على اللغة العربية ويدعو للاستنفار». في اليوم التالي، سجّلت العلم والخبر. وفي يوم التسجيل ذاته، أُعلنت بيروت عاصمة عالمية للكتاب، فشعرت بأن هذا الإعلان هو فرصتها الوحيدة «إذا بدّي أعمل شي بحياتي». فاللغة «مرتبطة بكل جوانب حياتي، بأهلي وأصحابي ومعرفتي بالناس وارتباطاتي، ...».
استقالت من وظيفتها. كانت تعمل مستشارةً إعلامية لعمل جمعيات أهلية، منها ماراتون السرطان، وتغيّر المناخ. تنظّم الحملات الإعلانية لها. اليوم، تنظّم حملتها هي، بما يلفت النظر الشبابي، ويخدم «الحفاظ على اللغة العربية»: «ليست جمعية لغوية، وإنما لغة تواصل مع الجيل الشاب تخبرهم أن اللغة ألوان وحياة».
قصدت إدارة «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، وقدّمت لهم عرضاً ضمّ حوالى 100 شريحة عرض، بميزانية ضخمة قدرها ثلاثمئة ألف دولار. أتتها الإجابة بأن التمويل لأي نشاط ضمن «العاصمة العالمية» لا يتجاوز عشرة آلاف دولار، ففكرت بورشة عمل.
في المؤتمر الصحافي اليوم، يتحدث، إلى تلحوق وممثل عن وزارة الثقافة، رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان، الشاعر عبده وازن، وكاتب ومؤلف عراقي مقيم في النروج اسمه وليد الكبيسي. وللكبيسي قصة مع اللغة، إذ أدخل إلى اللغة النروجية ثلاثة مصطلحات جديدة، ما عاد عليه بوسام من الدولة النروجية ورعاية مدى الحياة. وكان المواطن غير النروجي الأول الذي يفوز بهذا الوسام. سمعت تلحوق عنه، فاتصلت به، ووافق سريعاً على الحضور والمشاركة في أعمال ورشة العمل (تعقد السبت المقبل في فندق «الريفييرا») التي ستكون مغلقة، وسيتناول فيها تحديداً لغة المغترب وتأثيرها على الإنسان الآتي من لغة أمّ مختلفة.
من المفترض، بحسب تلحوق، أن تخرج ورشة العمل بكتيّب «يشكّل استراتيجية «فعل أمر» لنقدّمها إلى وزير التربية، وقد زرته خلال الأسبوع الماضي وناقشنا الموضوع. نريد العمل مع كافة الجهات المختصة، وطبعاً مع المجتمع الأهلي، ندعو كل من يهمه الأمر إلى المشاركة». تتضمن الاستراتيجية: «مهرجان اللغة» (ضمن حملة التوعية)، وهو نشاط سيشهده لبنان للمرة الأولى، تعلن عنه تلحوق اليوم في المؤتمر الصحافي، ويدور حول علاقة كل إنسان، لبناني أو صيني أو ياباني أو فرنسي أو أميركي...، بلغته. يأتي إلى لبنان، ويعبّر عن هذه العلاقة كيفما شاء، بالرسم والشعر والفيلم والكتابة و...
إلى المهرجان، هناك يوم اللغة في المدارس، والشغل الأساسي الذي سيتضمنه الكتيب سيكون حول علاقة أساتذة اللغة العربية بالتلامذة في المدارس.
أربعون إسماً يشاركون في الورشة. قبل الخوض في أصحاب الورق والاختصاصات المختلفة، من الهام التوقف عند مشاركة ثلاثين مدرّس لغة عربية، تم اختيارهم عشوائياً، للبحث في سبل تقريب اللغة من تلامذة المدارس وتحبيبهم بها. تشرح تلحوق عن كيفية اختيار الثلاثين أستاذاً: «منهم معارف، ومنهم عرّفتنا إليهم شبكة مدارس صيدا، ومنهم تواصلنا معهم عبر «دار أصالة»، وبمساعدة جواد صيداوي، وهم يتوزعون على التعليم الرسمي والخاص». تقول إن كثيراً ما يتفق أساتذة اللغة العربية على ضرورة تقريبها من آذان اليافعين وقلوبهم، أما دور ورشة العمل فهو «الانتقال من مرحلة النقد إلى مرحلة الفعل، خاصة أن الهدف من الورشة هو الخروج بآلية فعل. سنشعر المدرّسين بأننا سوياً في هذه الذائقة، وعلى الرغم من أن الطريق طويلة، فإننا سنمشيها سوياً. بذلك، يمكن للفرد أن يتحمّس ويبادر».
أما المتحدثون السبعة فقد اختيروا على أساس تنوّع الاختصاصات، بحيث تتم مقاربة اللغة بأوجهها المختلفة. فإلى تلحوق والكبيسي وممثل وزارة الثقافة، من اللافت أن تقرأ في ورشة عمل محورها اللغة العربية اسم المحللة النفسية د. أنيسة الأمين مرعي (عن «اللغة العربية: الترميز المهزوم»)، بالإضافة إلى: الباحث اللغوي د. أحمد بيضون (عن «اللغة قيمة وأداء»)، والشاعر عبده وازن (عن «لغة الشباب»)، والروائية فضيلة الفاروق (عن «اللغة والرواية الأدبية») وأستاذ مادة الرياضيات د. علي دعيبس (عن «العلوم والرياضيات واللغة العربية»)، ومديرة المشروع رحاب الجوهري، ومدير عام جمعية «نحن» محمد أيوب. أضف إلى ذلك أن تلحوق أرسلت «دعوات للمشاركة عبر الفاكس إلى جهات في السعودية والكويت وسواها من الدول العربية. وفي سوريا، فكّرت بالسيدة نجاح العطّار لكونها إمرأة ناشطة. فأتاني الرد بالرغبة بالمشاركة في الورشة، وحددوا ممثلاً عن سوريا في أعمال الورشة».
===========
مقررات المؤتمر الدولي للحقوق اللغوية المنعقد في برشلونة في حزيران (يونيو) عام 1996، نصّ على «حق الشعوب في الدفاع عن لغتها الأم»، إذا كانت مهددة، كما أنّ «الأونيسكو» خصّصت يوماً سنوياً كـ«يوم للغة الأم» (21 شباط/ فبراير).
============
اهمية اللعة الفصحي للطفل العربي على اللهجة العامية / الدكتورة سهير السكري
جمعية «فعل أمر».. ودعوة للاستنفار من أجل الحفاظ على اللغة العربية
سحر مندور
قليل من الحزم، بنفسية «شبابية» في شعار يتوجه إلى من يعتبر «العربية» لغته الأم، وهو ينطق بسواها، عمداً. و«فعل أمر» هو اسم جمعية أسستها الشاعرة سوزان تلحوق، بالتعاون مع أربعة شباب، ثلاثينيين مثلها، هم: وسام ترّو، خالد كنعان، دانا دبوق، وأحمد خليفة، لا علاقة مباشرة تربطهم بتعليم اللغة العربية أو صونها، لكنها علاقة شخصية تلك التي أدّت إلى ولادة الجمعية في نيسان العام 2008.
عند الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم، في مؤتمر صحافي موسّع في أوتيل ريفييرا، تعلن الجمعية عن ورشة عمل «حملة الحفاظ على اللغة العربية»، تحت شعار جذّاب يُكتب نصفه الأول بالعربية كما نعرفها، ونصفه الثاني بالعربية التي بتنا نعرفها بفضل الإنترنت، أي بالأحرف اللاتينية: «بحكيك من الشرق، betred min el gharb. الشرق والغرب، كما أحرفهما، يشيران في الشعار، بحسب تلحوق، إلى أحاديث كثيرة تسكن الأجواء اللبنانية، وتحديداً الشبابية، تُحسب على العربية، إلا أنها العربية مطعّمة بعبارات طويلة وكلمات عابرة، إنكليزية أو فرنسية، أحياناً تأتي بناء على حاجة المعنى، وفي أحيان كثيرة تأتي بناء على متطلبات الصورة الاجتماعية.. وخجلاً بالعربية. تعتبر تلحوق أن شباباً كثيرين من حولنا يخجلون باللغة العربية، على اعتبار أنها «لغة باتت هشّة، لا تتطور، تشعرنا بأننا خارج الحداثة وجوّها»، فيكون تطعيمها بالإنكليزية مثلاً، مخرجاً من الخجل المذكور، ومدخلاً إلى الوجود العصري.
لكن اللجوء إلى لغة أجنبية لا يأتي دوماً وحصراً من «الخجل» بالعربية، وإنما من أسباب كثيرة أيضاً، منها نقص اللغة العربية، وعدم تطوّرها بحيث تواكب اختراعات العصر، فلا مرادف لتعابير الإنترنت والكومبيوتر بالعربية، مثلاً. وإلى التخلّف العصري الذي يصيب اللغة والمجامع اللغوية القيمة عليها، هناك «الحرج»، وليس «الخجل»، إذ تجد الشباب يلجأون أحياناً إلى الأجنبية للتعبير عن معنى جنسي أو سواه، وذلك لما تحمله هذه المعاني في العربية من أفكار مسبقة ووطأة أحرف. إلا أن عمل «فعل أمر» في المرحلة الحالية لا يتضمن العمل على تطوير العربية، وإدخال مصطلحات جديدة إليها، «فهو مشروع تعتزم الجمعية الخوض فيه لاحقاً. أما الآن فالعمل سيبدأ من تحديد لغة الأرضية الثقافية والخلفية الاجتماعية»، تقول تلحوق. وتشرح: «بالأول، خلّينا نفهم على بعضنا!».
قصة ولادة الجمعية مليئة بالأصدقاء، ولحظات التفكير الخاصة، والأجواء اليومية، والمغامرة بالمبادرة. خلال العدوان على غزّة في كانون الأول من العام 2008، تصادف وجود سوزان في اسطنبول. لم تتمكّن من التفاعل مع الحدث الخانق إلا عبر تأليف قصيدة، فهي شاعرة. كتبتها، ونشرتها على «فايسبوك». قرأها أصدقاؤها، إلا أن جزءاً كبيراً منهم بادرها بالقول: «يا الله يا سوزان! ليه ما كتبتيها بالإنكليزي». أوجعها ذلك، وفي تلك الفترة تحديداً. وتقول: «إذا ما في لغة بيني وبين هول العالم، يعني ما في قضية، مهما كانت القضية». تلك كانت لحظة محورية، سبقتها أربع سنوات من الرغبة بالعمل على تحبيب الناس باللغة العربية، وذلك لانتمائها إلى جوّ ينقذ صورته الاجتماعية باللغة الأجنبية. وفي يوم من أيام نيسان 2008، وبينما كانت أيضاً تشكي مآسي لغة الضاد مع أصدقائها، سألتهم: هل تريدون العمل على هذا المشروع؟ قالوا: نعم. فتشكّلت نواة الجمعية. وبرفقة صديق آخر لا يذكر من قواعد العربية إلا صيغ أفعالها (الماضي، المضارع، الأمر)، ولد للجمعية اسم. فعل أمر. راقها كثيراً، لأنه «لافت، ويصيب صلب الموضوع، إذ يدلّ بسرعة على اللغة العربية ويدعو للاستنفار». في اليوم التالي، سجّلت العلم والخبر. وفي يوم التسجيل ذاته، أُعلنت بيروت عاصمة عالمية للكتاب، فشعرت بأن هذا الإعلان هو فرصتها الوحيدة «إذا بدّي أعمل شي بحياتي». فاللغة «مرتبطة بكل جوانب حياتي، بأهلي وأصحابي ومعرفتي بالناس وارتباطاتي، ...».
استقالت من وظيفتها. كانت تعمل مستشارةً إعلامية لعمل جمعيات أهلية، منها ماراتون السرطان، وتغيّر المناخ. تنظّم الحملات الإعلانية لها. اليوم، تنظّم حملتها هي، بما يلفت النظر الشبابي، ويخدم «الحفاظ على اللغة العربية»: «ليست جمعية لغوية، وإنما لغة تواصل مع الجيل الشاب تخبرهم أن اللغة ألوان وحياة».
قصدت إدارة «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، وقدّمت لهم عرضاً ضمّ حوالى 100 شريحة عرض، بميزانية ضخمة قدرها ثلاثمئة ألف دولار. أتتها الإجابة بأن التمويل لأي نشاط ضمن «العاصمة العالمية» لا يتجاوز عشرة آلاف دولار، ففكرت بورشة عمل.
في المؤتمر الصحافي اليوم، يتحدث، إلى تلحوق وممثل عن وزارة الثقافة، رئيس تحرير «السفير» طلال سلمان، الشاعر عبده وازن، وكاتب ومؤلف عراقي مقيم في النروج اسمه وليد الكبيسي. وللكبيسي قصة مع اللغة، إذ أدخل إلى اللغة النروجية ثلاثة مصطلحات جديدة، ما عاد عليه بوسام من الدولة النروجية ورعاية مدى الحياة. وكان المواطن غير النروجي الأول الذي يفوز بهذا الوسام. سمعت تلحوق عنه، فاتصلت به، ووافق سريعاً على الحضور والمشاركة في أعمال ورشة العمل (تعقد السبت المقبل في فندق «الريفييرا») التي ستكون مغلقة، وسيتناول فيها تحديداً لغة المغترب وتأثيرها على الإنسان الآتي من لغة أمّ مختلفة.
من المفترض، بحسب تلحوق، أن تخرج ورشة العمل بكتيّب «يشكّل استراتيجية «فعل أمر» لنقدّمها إلى وزير التربية، وقد زرته خلال الأسبوع الماضي وناقشنا الموضوع. نريد العمل مع كافة الجهات المختصة، وطبعاً مع المجتمع الأهلي، ندعو كل من يهمه الأمر إلى المشاركة». تتضمن الاستراتيجية: «مهرجان اللغة» (ضمن حملة التوعية)، وهو نشاط سيشهده لبنان للمرة الأولى، تعلن عنه تلحوق اليوم في المؤتمر الصحافي، ويدور حول علاقة كل إنسان، لبناني أو صيني أو ياباني أو فرنسي أو أميركي...، بلغته. يأتي إلى لبنان، ويعبّر عن هذه العلاقة كيفما شاء، بالرسم والشعر والفيلم والكتابة و...
إلى المهرجان، هناك يوم اللغة في المدارس، والشغل الأساسي الذي سيتضمنه الكتيب سيكون حول علاقة أساتذة اللغة العربية بالتلامذة في المدارس.
أربعون إسماً يشاركون في الورشة. قبل الخوض في أصحاب الورق والاختصاصات المختلفة، من الهام التوقف عند مشاركة ثلاثين مدرّس لغة عربية، تم اختيارهم عشوائياً، للبحث في سبل تقريب اللغة من تلامذة المدارس وتحبيبهم بها. تشرح تلحوق عن كيفية اختيار الثلاثين أستاذاً: «منهم معارف، ومنهم عرّفتنا إليهم شبكة مدارس صيدا، ومنهم تواصلنا معهم عبر «دار أصالة»، وبمساعدة جواد صيداوي، وهم يتوزعون على التعليم الرسمي والخاص». تقول إن كثيراً ما يتفق أساتذة اللغة العربية على ضرورة تقريبها من آذان اليافعين وقلوبهم، أما دور ورشة العمل فهو «الانتقال من مرحلة النقد إلى مرحلة الفعل، خاصة أن الهدف من الورشة هو الخروج بآلية فعل. سنشعر المدرّسين بأننا سوياً في هذه الذائقة، وعلى الرغم من أن الطريق طويلة، فإننا سنمشيها سوياً. بذلك، يمكن للفرد أن يتحمّس ويبادر».
أما المتحدثون السبعة فقد اختيروا على أساس تنوّع الاختصاصات، بحيث تتم مقاربة اللغة بأوجهها المختلفة. فإلى تلحوق والكبيسي وممثل وزارة الثقافة، من اللافت أن تقرأ في ورشة عمل محورها اللغة العربية اسم المحللة النفسية د. أنيسة الأمين مرعي (عن «اللغة العربية: الترميز المهزوم»)، بالإضافة إلى: الباحث اللغوي د. أحمد بيضون (عن «اللغة قيمة وأداء»)، والشاعر عبده وازن (عن «لغة الشباب»)، والروائية فضيلة الفاروق (عن «اللغة والرواية الأدبية») وأستاذ مادة الرياضيات د. علي دعيبس (عن «العلوم والرياضيات واللغة العربية»)، ومديرة المشروع رحاب الجوهري، ومدير عام جمعية «نحن» محمد أيوب. أضف إلى ذلك أن تلحوق أرسلت «دعوات للمشاركة عبر الفاكس إلى جهات في السعودية والكويت وسواها من الدول العربية. وفي سوريا، فكّرت بالسيدة نجاح العطّار لكونها إمرأة ناشطة. فأتاني الرد بالرغبة بالمشاركة في الورشة، وحددوا ممثلاً عن سوريا في أعمال الورشة».
===========
مقررات المؤتمر الدولي للحقوق اللغوية المنعقد في برشلونة في حزيران (يونيو) عام 1996، نصّ على «حق الشعوب في الدفاع عن لغتها الأم»، إذا كانت مهددة، كما أنّ «الأونيسكو» خصّصت يوماً سنوياً كـ«يوم للغة الأم» (21 شباط/ فبراير).
============
اهمية اللعة الفصحي للطفل العربي على اللهجة العامية / الدكتورة سهير السكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق