الخميس، 20 يونيو 2019

سر رفض مصر الانضمام «الناتو العربي»



حسن علام نشر في المصريون يوم 13 - 04 - 2019


أثار رفض مصر لفكرة تشكيل «ناتو عربي»؛ لمواجهة إيران، وعدم حضورها الاجتماع الأول الذي عقد في الرياض الأحد الماضي، تساؤلات عدة حول الأسباب التي دفعتها لعدم الانضمام لهذا التكتل، لا سيما أنها ترتبط بعلاقات قوية مع جميع أعضاءة.
ويقوم تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي أو ما يطلق عليه إعلاميًا «الناتو العربي»، على فكرة إنشاء تحالف أمني لمواجهة إيران، ومن المفترض أن أعضاءه هي: السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان وقطر، إضافة إلى مصر والأردنوالولايات المتحدة.
وقال حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن «فكرة الناتو العربي هي عبارة عن تجمع لبعض الدول لمواجهة إيران، وهو ما يتنافى مع سياسة مصر التي أعلنت من قبل، أنها لن تدخل في تحالف لعداء أحد وكذلك لن تدخل في خصومة مع أحد».
وفي تصريحات إلى ل«المصريون»، أضاف «هريدي»: «ما أُعلن عنه بشأن موقف مصر من الفكرة يجعلنا نحييها عليه، كما أننا في الوقت ذاته نؤيده»، موضحًا أن «مصر لم توافق على الفكرة من الأساس ولم تعلن رسميًا عن أي أمر يخص تلك الفكرة، وبالتالي من الصعب التكهن بأي شيء».
مساعد وزير الخارجية الأسبق ذكر بتصريحات للرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن التدخل لحماية الدول العربية عند تعرضها لأي خطر، قائلاً إنه «إذا تعرضت أي دولة عربية لخطر أو مشكلة فإن مصر ستهب للوقوف بجوارها ومساعدتها».
وأوضح أن «أول من طرح هذه الفكرة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال زيارته للجامعة الأمريكية، إذ قال وقتها إن الولايات المتحدة تسعى لتشكيل التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط، وهو ما أطلق عليه البعض «الناتو العربي».
وقال الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن «مصر ليس لها مصلحة في معادة إيران، وبالتالي رفضت الفكرة ولم تشارك فيها، فضلًا عن أن الفكرة نفسها ليست عملية ومن الصعب تحقيقها».
وأشاد «الأشعل»، في تصريحات إلى «المصريون»، بموقف مصر الرافض للفكرة، موضحًا أن «الهدف الأساسي من التحالف هو الضغط على إيران، وهذا من الصعب تحقيقها، لأن طهران تستطيع القيام بالكثير، كما أن المشاركين فيه لن يستطيعوا شن حرب على إيران».
غير أنه تخوف من أن يكون ذلك الأمر مجرد تصريحات لتهدئة الأجواء ولتجنب خلق عداء مع بعض الدول، متابعًا: «في النهاية هذا الأمر إيجابي ونأمل أن يكون حقيقي».
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أن بلاده تتحقق من نبأ انسحاب مصر من جهود تشكيل «ناتو عربي»، مضيفًا «في حال كان نبأ انسحاب مصر من جهود تشكيل الناتو العربي صحيحًا فإننا نرحب بذلك».
وأضاف أن مصر تعد واحدة من الدول المهمة والقوية في العالم العربي والإسلامي ومن شأنها أن تلعب دورًا مهمًا في إرساء السلام والاستقرار والأمن في منطقة غرب آسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية.
وأعرب عن أمله في أن تتمكن مصر بصفتها قدرة غير قابلة للإنكار في العالم العربي، أن تؤدي رسالتها التاريخية في الظروف الخطيرة الراهنة للمنطقة والعالم وفي إطار مسار واقعي وصحيح.
وأردف «مصر تستطيع أن تؤدي دورًا مهمًا في سياق إيجاد التقارب والوحدة في العالم الإسلامي عبر تعزيز الرؤية الواقعية أكثر فأكثر وإدراك الظروف الحساسة الراهنة».
وتابع المتحدث باسم الخارجية: «في مثل ظروف كهذه، ستتبلور علاقات وفهم أفضل بين إيران ومصر وسائر دول المنطقة لمواجهة الإرهاب وضمان الأمن والاستقرار المستديم وتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون متعدد الأطراف».
وكانت وكالة رويترز نقلت عن أربعة مصادر قولها إن مصر انسحبت من الجهود الأمريكية لتشكيل «الناتو العربي»، على غرار حلف شمال الأطلسي مع الحلفاء العرب الرئيسيين فيما يمثل ضربة لمساعي إدارة الرئيس دونالد ترامب لاحتواء نفوذ إيران.
وذكر مصدر، أن مصر أبلغت قرارها للولايات المتحدة والأطراف الأخرى المعنية بالتحالف الأمني في الشرق الأوسط المقترح تشكيله، قبل اجتماع عقد يوم الأحد الماضي في الرياض.
وأضاف أن القاهرة لم ترسل وفدًا إلى الاجتماع وهو الأحدث في إطار السعي لإعطاء دفعة للجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لجمع الحلفاء العرب السنة في معاهدة أمنية وسياسية واقتصادية للتصدي لإيران.
وقال مصدر عربي طلب عدم نشر اسمه، إن مصر انسحبت لتشككها في جدية المبادرة فهي لم تر بعد خطة أولية تحدد ملامح هذا التحالف ولأن وضع خطة ينطوي على خطر زيادة التوتر مع إيران.
وتابع المصدر العربي أن الغموض المحيط بما إذا كان الرئيس ترامب سيفوز بولاية ثانية العام القادم واحتمال أن يتخلى من يخلفه عن المبادرة عاملان ساهما في اتخاذ مصر القرار.
وقال الإعلامي أسامة كمال، إن انسحاب مصر من تشكيل «ناتو عربي»، يدل على استقلالية القرار المصري في السنوات الأخيرة.
وأشار مقدم برنامج «مساء dmc »، إلى أن تقارير من وكالات أنباء كشفت عن سبب ابتعاد مصر عن الجهود الأمريكيةلتشكيل «ناتو عربي»، بهدف التصدي للسياسات الإيرانية في المنطقة.
وأوضح أن «مصر أبلغت الولايات المتحدة وأطراف التحالف رفضها قبل اجتماع يوم الأحد الماضي في السعودية، ولم ترسل وفدًا لحضور الاجتماع».
وتابع: «أحد المصادر رفض الكشف عن اسمه قال إن سبب انسحاب مصر من الناتو العربي، هو شكها في جديته، وخططه الأولية، وأن وضع مثل هذه الخطط يزيد التوتر مع إيران».


انقر هنا لقراءة الخبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق