الخميس، 7 مايو 2015

الاتهامات الاماراتية و الحملة العدائية ضد قطر










علمت «العرب» أن سلطات إمارة أبوظبي قامت باعتقال 3 مواطنين قطريين بطريقة غير إنسانية قبل أيام، عندما كانوا في رحلة لزيارة أقاربهم والسياحة، كما علمت أنهم يتعرضون حالياً للتعذيب في السجن!!!

ما حدث يؤكد عدم احترام سلطات إمارة أبوظبي لحرمة شهر رمضان المبارك ولا الجيرة والأخوة وميثاق مجلس التعاون الذي أسسه الآباء، فقد تم اعتقال الثلاثة مواطنين دون ارتكابهم أي جرم، مما يشير إلى أنه اعتقال سياسي، فقد كانوا في رحلة سياحية زاروا خلالها أقاربهم، ولكن للأسف لا تعير سلطات أبو ظبي لقوله تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ»، وتقطع صلة الأرحام بين الشعبين الشقيقين بمثل هذه الممارسات اللاإنسانية.

اضطهاد للقطريين

وتكرر سلطات أبو ظبي ما فعلته مع مدير الخدمات الطبية بمؤسسة قطر للبترول الدكتور محمود الجيدة، الذي اعتقلته العام الماضي 2013، لتبدأ رحلة من التعذيب في حقه وحق أسرته، لا أدل عليها من الأفلام الوثائقية ومناشدات المنظمات الحقوقية التي طالبت بالإفراج عنه لعدم وجود أية أدلة ثبوتية بحقه، بل كانت التهمة التي وجهت ضده مضحكة وهي الانتماء لـ«جماعة محظورة»، رغم أنه لا يملك أية أنشطة سياسية لا في بلده ولا في أية منطقة بالعالم.

وحسب «معظم بيغ» المعتقل البريطاني السابق في غوانتانامو، الذي وثق الانتهاكات التي مارستها سلطات أبو ظبي الأمنية بحق الجيدة، فقد قال المحققون للجيدة له: «لا تخش من الموت فعندنا مكان لدفنك فيه».

وكان محمود الجيدة -وهو أب لثمانية أطفال- اعتقل منذ أكثر من عام أثناء مروره بدبي عن طريق الترانزيت، وتعرض لتعذيب جسدي ونفسي، وأجبره المحققون على التوقيع على ورقة اعترافات لم يكن يعرف فحواها بالقوة.

وبدأت محاكمة «الجيدة» التي كانت أشبه بمسرحية هزلية في 4 نوفمبر من العام الماضي، وذلك بعد مرور قرابة 10 أشهر على اعتقاله في دبي، بينما وجهت النيابة العامة بالإمارات لـ «الجيدة» وبقية المتهمين خلال الجلسة الثانية في 18 نوفمبر من الشهر ذاته تهمة التعاون مع جمعية الإصلاح «المحظورة بالإمارات».

وتوالت جلسات محاكمة الجيدة في 25 نوفمبر، ثم 3 جلسات في ديسمبر من العام ذاته، وهي على الترتيب: 16 و23 (التي شهدت اعتقال نجله عبدالرحمن لمدة يوم واحد) و30 ديسمبر.

وانتقدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها مطلع نوفمبر الماضي إجراءات اعتقال «الجيدة»، موضحة أنه «قُبض عليه أثناء وجوده في صالة العبور في مطار دبي الدولي على أيدي

أفراد أمن إماراتيين يرتدون ملابس مدنية يوم 26 فبراير 2013، واحتجز في زنزانة انفرادية لمدة 210 أيام». وقد أخبر أسرته خلال الزيارات المتقطعة أنه تعرض أثناء احتجازه للضرب وللحرمان من النوم، كما أُجبر على تناول سائل غير معلوم. وقد حُرم من الاتصال المعتاد بأحد المحامين.

ولم تكن حالة الجيدة الحالة الأولى التي يتعرض لها مواطن قطري في مطارات الإمارات وعلى أراضيها، فقد منعت السلطات الإماراتية العام الماضي أيضاً الإعلامي والكاتب الصحافي الأستاذ عبد العزيز آل محمود من دخول أراضيها، حيث كان مستقلاً الخطوط الجوية القطرية على رحلتها التي وصلت مطار دبي.

وروى آل محمود قصة احتجازه لفترة وجيزة بالمطار قائلاً إنه عند تقديم جوازه إلى موظف الجوازات أمسك بالجواز واصطحبه إلى مكتب به مجموعة من الموظفين، الذين سألوه عن سبب زيارته للإمارات فرد قائلاً إنه جاء للسياحة، وبعد فترة وجيزة قالوا له إنه ممنوع من دخول الإمارات.

وأضاف: «جلست في المكتب حوالي ساعتين، ثم جاءني شخص وأخذني إلى مكتب آخر، وطلبت منهم الحجز لي على أقرب طائرة للعودة للدوحة، وكانت هناك رحلة الساعة الخامسة عصراً فعدت عليها».

ورداً على سؤال حول أسباب المنع قال: «هذا السؤال نفسه سألته بالمطار لكن لم أجد إجابة، ولم يخبرني أحد عن سبب منعي من دخول الإمارات».

الغريب أن هذا السؤال كرره عدد من المواطنين القطريين والخليجيين على حد سواء.. «ما هو سبب منعنا من الدخول لزيارة أقاربنا أو للسياحة؟».. ولا إجابة من ضباط أمن مطارات دبي أو منافذها المختلفة، بل يعتبر المواطن الخليجي نفسه محظوظاً أنه لم يلق مصير الجيدة.

وكانت سلطات أبو ظبي قد أعدت قوائم لا حصر لها بشخصيات خليجية وعربية ممنوعة من الدخول فيما يبدو لمواقفها السياسية أو الإنسانية في بلدانها، وبتهم مضحكة.

المضايقات للخليجيين

وهناك قضية طرد 8 طلاب كويتيين من جامعة الشارقة وعجمان في فبراير الماضي، بادعاء تهم غريبة وهي أنهم أعضاء باتحادات طلابية بالكويت، وبررت سلطات أبو ظبي طردهم «لمخالفتهم القوانين والأنظمة الداخلية للجامعتين، وتشكيل اتحاد طلابي دون تصريح من إدارتي الجامعتين، وكذلك جمع تبرعات وعقد تجمعات غير مشروعة في السكن الجامعي، وهو ما يشكل مخالفة لقوانين دولة الإمارات»، وهي تهم بالنظر إلى ضحالتها وعدم منطقيتها تثير الاستغراب وتطرح الأسئلة: هل تبحث الإمارات عما يقوم به الكويتيون في بلدهم وتضيق عليهم؟».



الحملات الإعلامية

ولم تكتف سلطات أبو ظبي بشن حملات أمنية مسعورة على كل ما هو قطري وخليجي، بل شنت عبر شبيحتها الإعلاميين وعبر مواقعها الإلكترونية ووسائل إعلامها المشبوهة حملة لزعزعة الأمن الخليجي ولتخريب «اتفاق الرياض»، وحاولت بشتى الطرق ضرب أي تقارب خليجي خليجي.

ورغم الانتفاضة العربية والخليجية المشهودة في وجه الصحف البريطانية المشبوهة والأصوات العنصرية التي دعت إلى نقل ملف استضافة كأس العالم 2022 من الدوحة إلى غيرها (أميركا وبريطانيا)، وقفت صحيفة الاتحاد الظبيانية وحدها ضد التيار، والتي تملكها حكومة أبوظبي، ففي تاريخ 5 يونيو الماضي نشرت تحت عنوان «دايلي ميل: الـ 6 الكبار في أوروبا مطالبون بمقاطعة مونديال قطر»، أن الصحف البريطانية تواصل لعب ما وصفته بـ «دور البطولة المطلقة» في كشف ما وصفته بـ «ملفات الفساد التي تحاصر مونديال قطر 2022»، لتنشر مقال اليهودي مارتن صامويل بصحيفة «دايلي ميل»، والذي يطالب بمقاطعة المونديال القطري في حال لم يتم سحب التنظيم وإعادة التصويت على الملف برمته، ضاربة بعرض الحائط المعايير المهنية والأخلاقية والجيرة والعروبة.



ولم تتوقف المعايير المهنية المتضاربة وغير الأخلاقية للصحف الإماراتية عند هذا الحد، فكل ما يخص قطر والادعاء عليها -الذي أصبح مباحاً للصحافة الإماراتية- لتجد «موقع 24» ينقل وثيقة مزورة عن دبلوماسي قطري في ليبيا، بل تجد الرعاية الرسمية من آل نهيان لمقال بصحيفة البيان كتبه صقر بن زايد بن صقر آل نهيان يهاجم من خلاله دولة قطر بلا أي مبرر أو أي منطق في مقاله «أميركا والمتأسلمون وقطر» بتاريخ 29 مارس الماضي.




رعاية رسمية للهجوم


بل الأدهى من ذلك أن تتم الرعاية الرسمية للدولة للمؤتمرات والندوات في الإمارات لمهاجمة قطر، مثل ندوة «الإمارات في ظل ظروف الربيع العربي وحراك الإسلام السياسي»، التي استضافت كل من هاجم قطر، وذلك برعاية رسمية من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وحضرها محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي، وهو معروف برعاية الإعلاميين والشعراء الذين يتهجمون على قطر ورموزها بطريقة يندى لها جبين الناس بمختلف مستوياتهم الثقافية والعلمية، والندوة نظمها مركز المزماة للدراسات والبحوث في مركز المؤتمرات في جامعة زايد بأبوظبي في مطلع أكتوبر 2012، أي قبل ما يحدث أي خلاف خليجي، وهو الأمر الذي يؤكد أن أبو ظبي هي من بدأت المشاكل.

بل بدأتها مبكراً جداً في يناير 2012 عندما تحدث الفريق ضاحي خلفان -نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي خلال مؤتمر خليجي- ليتهم قطر بالتغريد خارج السرب وتهديد أمن الخليج، مما اضطر مدير تحرير «العرب» الأستاذ عبد الله بن حمد العذبة للرد عليه.



ومهّد الفريق خلفان الهجوم على قطر وخلفه جوقة ممن يسمون للأسف مثقفين وأكاديميين، وحتى الآن، ولم يتوقف الأمر على الهجوم، وإنما تعداه للتهديد المباشر، ففي 15 مارس الماضي هدد الفريق قائلاً: «أرى أن تعطى الدوحة مهلة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك إما أن تنضم إلى سربنا أو أن تفارقنا مع السلامة»، ولما واجهه مواطنون قطريون يستنكرون تهديده، قال في تغريدة أخرى: «التهديد شيء والسلام عليكم شيء آخر... قطر لم تعد صالحة للتعاون الخليجي».







والغريب أن يأتي التهديد نفسه أيضاً من أكاديمي إماراتي بتاريخ 22 من الشهر نفسه، وهو أستاذ السياسة الدكتور عبد الخالق عبد الله الذي يدرس في جامعة قطر حينئذ قال على حسابه: «على الدوحة أن تعي خطورة تداعيات صورة قطر «العدو» وليس المغرد خارج السرب في إدراك صناع القرار بالعواصم الخليجية وتتعامل معها بمسؤولية شديدة»، ويستطرد قائلاً: «تضخم صورة «العدو» في إدراك صانع القرار دفع في حالات عديدة إلى كوارث وطنية كما حدث بالنسبة للعراق والكويت في أغسطس 1990. ترقبوا أغسطس 2014».

أليس غريباً أن يتفق الفريق والأكاديمي على تهديد قطر بوقوع شيء بعد عيد الفطر المبارك أو في أغسطس؟!!

ولم تسلم قطر من أذى ضيوف الإمارات من الهاربين والمطلوبين قضائياً بدول الربيع العربي ليتهجموا كما شاؤوا على قطر، ومنهم الفريق أيضاً أحمد شفيق الذي تحميه أبو ظبي من الإنتربول، عندما تهجم وما زال يتهجم على مواقف قطر وقيادتها، وكذلك محمد دحلان المطرود من حركة فتح والذي تحميه أبو ظبي أيضاً من العدالة.




وعلى عكس الموقف الخليجي المشرف من أزمة سوريا والداعم لقضية الشعب السوري في حريته وكرامته، سمحت السلطات الإماراتية في نوفمبر 2012 بمظاهرة لشبيحة بشار الأسد في الإمارات وهم يهاجمون قطر لمجرد دعمها للشعب السوري الشقيق وثورته ضد الظلم وطلب الكرامة، وذلك بعد مباراة بين منتخب سوريا ومنتخبنا الوطني، وسمحوا لهم بترديد عبارة «شبيحة للأبد.. غصب عنك يا حمد».



اتفاق الرياض


الأمثلة كثيرة وتعجز أن تعبر عن حجم الحملة الإعلامية المسعورة التي تشنها سلطات أبو ظبي عبر أدواتها الإعلامية للهجوم على قطر، ومحاولة نسف أي تقارب خليجي وبالخصوص اتفاق الرياض، والخروج بمانشيتات وعناوين بارزة عن «نسف اتفاق الرياض».


خطر الترانزيت

وبناء على كل ما سبق، تحذر «العرب» -آسفة ومضطرة- المواطنين القطريين من السفر إلى الإمارات أو التوقف بمطاراتها للترانزيت، حيث يمثل ذلك خطراً عليهم من حيث السجن أو الاعتقال أو الزج بهم في أية قضايا.


وتؤكد «العرب» أن القيادة الرشيدة والحكومة القطرية لن تتخلى عن أي مواطن قطري في أي حادث أو مكروه حدث له بالعالم، انطلاقاً من ثوابتها الوطنية، وامتثالاً لقوله تعالى: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ...»، نحذر المواطنين من السفر والترانزيت هناك، ونأسف لضرب هذا المثل على دولة شقيقة وجارة، ولكنها لم تراع أي حقوق للجار.


وتتساءل هنا: أين عقلاء أبو ظبي والأشقاء في الإمارات؟.. وأين حقوق الأخوة والجوار والنسب؟.. هل سمعتم يوماً عن اعتقال مواطن إماراتي في قطر رغم دخول العشرات

والمئات منهم يومياً للسياحة؟.. بالطبع لا، وهم أهلنا وعلى الرحب والسعة في بلدهم قطر وبين أهلهم في الدوحة.. هل سمعتم عن مؤتمر يهاجم حكومة أبو ظبي من الدوحة

وبرعايتهم الرسمية؟ بالطبع لا.. اللهم احفظ خليجنا من الفتن التي تحيط به من كل حدب وصوب، وهذا هو وقت توحيد الصفوف في منظومة مجلس التعاون وليس الفرقة، وهو ما تؤمن به قيادة دولة قطر، وتتمنى «العرب» أن يعي أشقاؤنا في إمارة أبو ظبي ذلك..

وفي الختام قطر حريصة على اللُّحمة بين الشعوب الخليجية وبعضها البعض.

=========


دسائس تقوم بها ابوظبي ضد الكويت و قطر
الامارات تمول صحفيين اميركين لغرض فبركة تهمة تمويل الارهاب في سوريا



دعم الامارات نشر الكتب عن قطر كتاب اللعبة القبيحة عن كاس العالم في قطر

http://aljazeeraalarabiamodwana.blogspot.com/2015/08/blog-post_1.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق