الأربعاء، 6 مايو 2015

المؤرخ المصري يمدح الحركة الوهابية، ويؤكد مطابقة تصرفاتها للشريعة الإسلامية، ويلتمس العذر لاستيلاء الوهابي على ذخائر الحجرة النبوية



المؤرخ المصري يمدح الحركة الوهابية، ويؤكد مطابقة تصرفاتها للشريعة الإسلامية، ويلتمس العذر لاستيلاء الوهابي على ذخائر الحجرة النبوية
.


ميدل ايست أونلاين

بقلم: سمير المنزلاوي

رصد بكل دقة ظهور الدولة السعودية الأولى

كانت الدعوة السلفية من القضايا التي اهتم بها الجبرتي، وسجل مراحل نشأتها وتطورها بالحجاز بدقة متناهية.

وقد رصد بكل دقة ظهور الدولة السعودية الأولى، واهتم بالكتابة عن مؤيديها ومعارضيها.

يمكن أن ندرك بسهولة تأييده الشديد للوهابية وتبرير كافة تصرفات رجالها!

وهو يعلل طلب الأمير سعود عدم قدوم المحمل برفقة الحجاج في العام التالي!

والمحمل هو هودج على جمل، بداخله كسوة الكعبة التي تهدى سنويا إلى بيت الله الحرام، يتبعها الحجاج بالطبول والمزامير!

يقول الجبرتي:

"طلب الأمير سعود عدم مجئ المحمل في العام التالي عام 1221هجرية، لأنه رأى في مجئ المحمل مع الحج، لا يتفق مع قدسية فريضة الحج، فقال لأمير الحج:

ما هذه العويدات التي تأتون بها، وتعظمونها بينكم؟

فقال له: جرت العادة من قديم الزمان بها، يجعلونها علامة وإشارة لاجتماع الحجاج!

فقال الأمير سعود:

لا تفعلوا ذلك، ولا تأتوا به بعد هذه المرة، إن أتيتم به بعد ذلك فأني أكسره!

ويمدح الجبرتي الحركة الوهابية، ويؤكد مطابقة تصرفاتها للشريعة الإسلامية، فيقول موضحا مميزاتها:

"أمنت السبل، وسلكت الطرق بين مكة والمدينة وبين مكة وجدة والطائف، وانحلت الأسعار وكثر وجود المطعومات".

ويعود في حوليات عام 1223هجرية ليتحدث عن انقطاع الحج المصري والشامي بقرار من زعيم الوهابية، ويحاول أيضا الدفاع عن القرار بكل ما أوتى من قوة:

"ومنها انقطاع الحج المصري والشامي معتلين بمنع الوهابي الناس من الحج، والحال ليس كذلك، فإنه لم يمنع أحدا من الحج على الطريقة المشروعة، وإنما يمنع من يأتي بخلاف ذلك من البدع التي لا يجيزها الشرع، كالمحمل والطبل والزمر وحمل الأسلحة، وقد وصل طائفة من الحجاج المغاربة، حجوا وعادوا دون أن يتعرض لهم أحد".

يناقش الجبرتي بعد ذلك حادثة استيلاء الوهابي على ذخائر الحجرة النبوية ويلتمس له العذر فيما فعل!

ويقول إن هذه الأشياء وضعها خساف العقول من السلاطين والعظماء إما حرصا على الدنيا أو لنوائب الزمان!

بمرور الزمن اكتسبت تلك النفائس قداسة، واعتبرها البعض أموالا مملوكة للنبي صلى الله عليه وسلم.

يرفض الجبرتي هذا السخف ويقول:

"والنبي صلى الله عليه وسلم منزه عن ذلك، ولم يدخر شيئا من عرض الدنيا في حياته، واختار أن يكون نبيا عبدا، لا نبيا ملكا".

وهكذا أفتى بصحة ما فعله الوهابي من مصادرة كنز الحجرة الشريفة، لاستغلاله في مصالح المسلمين، بدلا من تركه معطلا، لا ينتفع به أحد.

وفي النهاية يذكر محتويات ذلك الكنز الثمين فيقول:

"فيقال إنه عبي أربع سحاحير من الجواهر المحلاة بالألماس والياقوت العظيمة القدر، ومن ذلك أربعة شمعدانات من الزمرد، وبدل الشمعة قطعة ألماس مستطيلة يضئ نورها في الظلام، ونحو مائة سيف قراباتها ملبسة بالذهب الخالص، ومنزل عليها ياقوت وألماس، ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك، وعليها دمغات بأسماء الخلفاء والملوك السالفين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق