ليتهم سكتوا ..!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
استوقفتني حلقة الاثنين 3/3/2014 من برنامج " في العمق " الذي تبثه قناة الجزيرة .. والتي ظهر فيها كل من الدكتورين: أكرم حجازي، وإياد قنيبي .. وكان حديثهما حول الخلافات بين الجماعات المسلحة في سوريا، كما هو ظاهر من عنوان الحلقة.
وقد تشكلت لدي بعض الملاحظات على بعض ما ورد من كلام في الحلقة، أذكر أهمها في النقاط التالية:
1- كرر الدكتور حجازي كلامه حول الجهاد العقدي، والمتمثل في جهاد جماعة الدولة، والجهاد الوطني المتمثل في جهاد الكتائب الإسلامية الشامية، ككتائب الجبهة الإسلامية وغيرها من الكتائب الشامية .. فجهاد الدولة جهاد عقدي، وعناصرها عقائديين، عندهم تصورات عقدية، بينما جهاد الكتائب الشامية جهاد وطني، وعناصرها وطنيين غير عقائديين .. هذا من من الفوارق بين المجموعتين!
أقول: لا أدري ما الذي حمل الدكتور على هذا التقسيم الظالم، والذي ينم على عدم دراية بالواقع؛ عناصر الدولة جهادهم جهاداً عقدياً، بينما جهاد مجاهدي الشام جهاداً وطنياً .. فجعل مجاهدي الشام بلا عقيدة ولا انتماء، ولا تصورات عقدية؟!
لعل جهاد مجاهدي وأبطال الشام يكون جهاداً وطنياً ــ في نظر الدكتور! ــ لأنهم لا ينتمون إلى مسميات حزبية خارجية .. كمسمى الدولة " داعش " .. أو مسمى القاعدة ..؟!
أم لأن مجاهدي الشام .. لم يتبنوا استراتيجية عولمة المعركة .. لتصبح المعركة مع العالم كله شرقه وغربه .. وجنوبه وشماله .. بينما المعركة الأساس مع النظام النصيري وحلفائه .. لم تُحسم بعد .. ويا فرحة الطاغوت النصيري بهكذا استراتيجية؟!
لا يكون الجهاد ــ في نظر الدكتور! ــ جهاداً عقدياً .. إلا في حال استعدى مجاهدو الشام أهل الأرض كلهم وذعّروهم على الشام، وأهل الشام .. حينئذٍ وحسب يكونون ــ في نظر الدكتور! ــ يجاهدون جهاداً عقدياً، ولهم تصورات عقدية!
ضرب مجاهدو وأبطال الشام أروع وأجل وأعظم صور ومعاني الجهاد، والصبر، والمصابرة، والتضحية والثبات .. وعلى مدار ثلاث سنوات .. تعجز البشرية على أن تُحاكي مثله .. كل هذا ــ في نظرك يا دكتور! ــ جهاداً وطنياً بلا عقيدة ولا دين ولا إيمان .. ولا تصورات عقدية؟!
أم ساءك ــ يا دكتور! ــ دفاع مجاهدي وأبطال الشام عن بلدهم، وديارهم، وأعراضهم، وحرماتهم، وأموالهم .. فاعتبرت ذلك جهاداً وطنياً .. لا علاقة له بالجهاد العقدي، ولا بالدين ولا الإيمان؟!
ألم تقرأ كتاب الشيخ عبد الله عزام " الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان "، والذي نقل فيه اجماع أهل العلم على أن العدو لو استولى على شبر واحدٍ من أراضي وأوطان المسلمين تعين على جميع المسلمين دفع العدو وقتاله .. مهما كلفهم استرداد هذا الشبر من الأرض .. من تضحيات وشهداء!
ألم تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" من قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِل دون عِرضه فهو شهيد، ومن قُتِل دون مظلمته فهو شهيد ".
فهل هذا ــ عندك ــ يدخل في الجهاد الوطني أم الجهاد العقدي الإيماني ..؟!
أجبني إن استطعت .. مجاهدو الشام ــ وبخاصة منهم مجاهدو وأبطال كتائب الجبهة الإسلامية ــ جهادهم في سبيل الله، أم في سبيل الطاغوت والشيطان .. ولا بد لك من اختيار إحدى الاجابتين، إذ لا ثالث لهما؟
إن قلت: جهادهم في سبيل الله ..!
أقول لك: كيف تنفي الجهاد العقدي عمن يجاهد في سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله ..؟!
وإن قلت: لا؛ بل جهادهم في سبيل الطاغوت والشيطان، جهاد وطني وثني ..!
أقول لك: هذه طامة لا تُغتفَر لك .. قد شابهت بقولك هذا قول خوارج وغلاة داعش .. بل على مثل كلماتك هذه يتكئ غلاة وخوارج داعش في تكفير مجاهدي الشام، وقتلهم، ورميهم بالصحوات .. فالحذر، الحذر!
2- اتّسم حديث الضيفين باختزال الثورة الشامية المباركة، وجهاد أهل الشام بجميع كتائبهم وفرقهم .. في الدولة، والنّصرة وحسب .. فهما على زعم حجازي ومن معه " الأكبر والأبرز " .. فلم يخرج حديثهما عن الدولة والنصرة .. وكأن سوريا لا وجود فيها لأحد .. لا لشعب ثائر، ولا لمجاهدين .. إلا لهاتين المجموعتين وحسب ..!
وإنها لنتيجة كم هي تُفرح وتخدم النظام النصيري .. إذ طالما حاول الطاغوت ــ ولا يزال يُحاول ــ أن يصور ــ للرأي المحلي، والإقليمي، والدولي ــ أن صراعه مع الإرهاب العالمي الوافد: دولة داعش .. والقاعدة .. وليس مع الشعب السوري .. وليس مع ثورة شعب!
ولما سأل المذيع " حجازي ": كم عدد عناصر الدولة .. فأجابه ما بين الألفين إلى عشرة آلاف مقاتل .. ولما سأله عن عدد مقاتلي ومجاهدي أهل الشام .. أجابه ما بين " 150 " ألف، إلى " 300 " ألف مقاتل .. ولما أجابه المذيع بأن عدد عناصر الدولة قليل قياساً إلى عدد أفراد مقاتلي الكتائب الشامية .. عاد حجازي إلى الترقيع، وإلى تفخيم عناصر الدولة ووصفهم بأنهم ــ بخلاف غيرهم ــ عقائديين .. ولهم تصورات عقدية .. وعندهم خبرات عسكرية طويلة .. وبالتالي الواحد منهم بمائة من غيرهم!
3- وجَّه المنظّر حجازي .. المسلمين .. فقال:" أقول للأخوة: بدكون .. حاربوا الغلو .. اهزموا الغلو .. لكن من دون أن تسقطوا الدولة أو تشهروا بها .. أو .."!
وهو بهذا التنظير والتوجيه: كمن يقول للمسلمين: اهزموا الكفر .. لكن لا تهزموا الكافرين .. اهزموا وحاربوا الظلم والطغيان والإجرام .. لكن لا تهزموا ولا تحاربوا الظالمين، ولا الطغاة، ولا المجرمين .. اهزموا وحاربوا الغلو .. لكن لا تهزموا ولا تحاربوا الغلاة .. وهذا ــ لعمر الحق ــ مردود بالنقل والعقل .. وإني لأعجب لرجل ــ توسمنا فيه دهراً خيراً ــ يقول مثل هذا الكلام ..!
4- اقتناع المنظّر حجازي أن جماعة الدولة هم في العراق دولة بحق .. فقال:" الدولة الإسلامية بمنطق الأمور نشأت دولة في ظروف معينة، ووجدت قبولاً، ووجدت مبررات .."!
أين هذه الدولة ــ التي نشأت في ظروف معينة ــ يا دكتور! .. أرنا حدودها، ومعالمها، وسلطاتها ..؟!
العراق ــ كل العراق ــ انتهت إلى أن تكون: نصفها في السلة الأمريكية .. ونصفها الآخر في السلة الإيرانية .. بتواطؤ مع حكام وساسة روافض العراق!
أم أنك تحت ضغط الكذب .. وتكرار الكذب .. صدقت الكذب .. على مبدأ " عنزة ولو طارت "!
إن كان هذا الأمر يليق بحدثاء الأسنان سفهاء الأحلام من غلاة وأنصار جماعة الدولة " داعش " .. فإنه لا يليق بك كمنظّر، ومفكر كما تصنف نفسك!
عجباً لك ولمن معك ــ الذي كان بين الفينة والأخرى يُؤمّن على صحة كلامك ــ أبعد كل ما تناقله الثقات العدول من خيرة وصفوة الأمة من العلماء، والمجاهدين الأخيار .. عن جرائم، وغلو، وفساد، وبغي، وعدوان، وغدر، وخيانة جماعة الدولة " داعش "، وما ترتب عن ذلك من آثار مدمرة على الجهاد في الشام .. والثورة الشامية بعامة .. لا تزالون تطرون " جماعة الدولة "، وتجادلون عنها .. وتفخمونها .. ولو وجهتم لها نقداً، يكون نقداً خفياً رقيقاً غير جارح بحسب تعبيركم!
تكذّبون شهادة الأمة .. وشهادة علماء ومجاهدي الشام .. وتصدقون روايات حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام من غلاة وخوارج داعش ..؟!
متى ستشهدون ــ أيها المنظّرين ــ شهادة حق .. على غلاة وخوارج داعش .. بأنهم طائفة غلو، وبغي، وفساد، وإجرام .. ومشروعها مشروع فساد في الأرض .. قائم على افتعال اقتتال داخلي بين المجاهدين والمسلمين .. وقد سبقكم إلى ذلك أطفال الشام؟!
تحاولون عبثاً ــ في صراع صريح بين الحق والباطل، بين السنة والبدعة ــ أن تمسكوا العصا من الوسط؛ فلا أنتم مع الحق وأهله، ولا أنتم مع الباطل وأهله .. استمالة لوجوه جميع الأطراف .. فلا أنتم ــ بذلك ــ قد نصرتم حقاً، ولا أنتم قد خذلتم باطلاً .. ولا أنتم فزتم بوجوه الناس .. وهذا ــ لعمر الحق ــ موقف لا يليق بالمصلحين الناصحين!
وفي الحديث:" من أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس ".
تزرفون ألف دمعة على دولة الخوارج الدواعش .. بينما لا نجد لكم دمعة واحدة على الشام .. وأهل الشام .. وأطفال ونساء الشام .. ومجاهدي الشام .. ومستقبل الإسلام في الشام!
أنتم ــ بموقفكم هذا ــ شهداء زور .. تشاركون خوارج وغلاة داعش الوزر .. بالقدر الذي تجادلون فيه عنها، والله تعالى يقول:[ وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ]النساء: وهذه آية نزلت في المعاصي .. وفي الجدال عن سارق .. فكيف بمن يجادل عن الخوارج الغلاة .. وعن جرائمهم، وفسادهم، وباطلهم، وسفكهم للدم الحرام؟!
أنتم بموقفكم هذا .. تشاركون خوارج وغلاة داعش وزر وأد وضرب المشروع الإسلامي الراشد في الشام .. الذي طالما أهل الشام كانوا يحلمون به!
هنيئاً للنظام النصيري .. تنظيركم .. وهنيئاً له بهكذا منظّرين ..!
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
5/5/1435 هـ. 6/3/2014 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
استوقفتني حلقة الاثنين 3/3/2014 من برنامج " في العمق " الذي تبثه قناة الجزيرة .. والتي ظهر فيها كل من الدكتورين: أكرم حجازي، وإياد قنيبي .. وكان حديثهما حول الخلافات بين الجماعات المسلحة في سوريا، كما هو ظاهر من عنوان الحلقة.
وقد تشكلت لدي بعض الملاحظات على بعض ما ورد من كلام في الحلقة، أذكر أهمها في النقاط التالية:
1- كرر الدكتور حجازي كلامه حول الجهاد العقدي، والمتمثل في جهاد جماعة الدولة، والجهاد الوطني المتمثل في جهاد الكتائب الإسلامية الشامية، ككتائب الجبهة الإسلامية وغيرها من الكتائب الشامية .. فجهاد الدولة جهاد عقدي، وعناصرها عقائديين، عندهم تصورات عقدية، بينما جهاد الكتائب الشامية جهاد وطني، وعناصرها وطنيين غير عقائديين .. هذا من من الفوارق بين المجموعتين!
أقول: لا أدري ما الذي حمل الدكتور على هذا التقسيم الظالم، والذي ينم على عدم دراية بالواقع؛ عناصر الدولة جهادهم جهاداً عقدياً، بينما جهاد مجاهدي الشام جهاداً وطنياً .. فجعل مجاهدي الشام بلا عقيدة ولا انتماء، ولا تصورات عقدية؟!
لعل جهاد مجاهدي وأبطال الشام يكون جهاداً وطنياً ــ في نظر الدكتور! ــ لأنهم لا ينتمون إلى مسميات حزبية خارجية .. كمسمى الدولة " داعش " .. أو مسمى القاعدة ..؟!
أم لأن مجاهدي الشام .. لم يتبنوا استراتيجية عولمة المعركة .. لتصبح المعركة مع العالم كله شرقه وغربه .. وجنوبه وشماله .. بينما المعركة الأساس مع النظام النصيري وحلفائه .. لم تُحسم بعد .. ويا فرحة الطاغوت النصيري بهكذا استراتيجية؟!
لا يكون الجهاد ــ في نظر الدكتور! ــ جهاداً عقدياً .. إلا في حال استعدى مجاهدو الشام أهل الأرض كلهم وذعّروهم على الشام، وأهل الشام .. حينئذٍ وحسب يكونون ــ في نظر الدكتور! ــ يجاهدون جهاداً عقدياً، ولهم تصورات عقدية!
ضرب مجاهدو وأبطال الشام أروع وأجل وأعظم صور ومعاني الجهاد، والصبر، والمصابرة، والتضحية والثبات .. وعلى مدار ثلاث سنوات .. تعجز البشرية على أن تُحاكي مثله .. كل هذا ــ في نظرك يا دكتور! ــ جهاداً وطنياً بلا عقيدة ولا دين ولا إيمان .. ولا تصورات عقدية؟!
أم ساءك ــ يا دكتور! ــ دفاع مجاهدي وأبطال الشام عن بلدهم، وديارهم، وأعراضهم، وحرماتهم، وأموالهم .. فاعتبرت ذلك جهاداً وطنياً .. لا علاقة له بالجهاد العقدي، ولا بالدين ولا الإيمان؟!
ألم تقرأ كتاب الشيخ عبد الله عزام " الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان "، والذي نقل فيه اجماع أهل العلم على أن العدو لو استولى على شبر واحدٍ من أراضي وأوطان المسلمين تعين على جميع المسلمين دفع العدو وقتاله .. مهما كلفهم استرداد هذا الشبر من الأرض .. من تضحيات وشهداء!
ألم تقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" من قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِل دون عِرضه فهو شهيد، ومن قُتِل دون مظلمته فهو شهيد ".
فهل هذا ــ عندك ــ يدخل في الجهاد الوطني أم الجهاد العقدي الإيماني ..؟!
أجبني إن استطعت .. مجاهدو الشام ــ وبخاصة منهم مجاهدو وأبطال كتائب الجبهة الإسلامية ــ جهادهم في سبيل الله، أم في سبيل الطاغوت والشيطان .. ولا بد لك من اختيار إحدى الاجابتين، إذ لا ثالث لهما؟
إن قلت: جهادهم في سبيل الله ..!
أقول لك: كيف تنفي الجهاد العقدي عمن يجاهد في سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله ..؟!
وإن قلت: لا؛ بل جهادهم في سبيل الطاغوت والشيطان، جهاد وطني وثني ..!
أقول لك: هذه طامة لا تُغتفَر لك .. قد شابهت بقولك هذا قول خوارج وغلاة داعش .. بل على مثل كلماتك هذه يتكئ غلاة وخوارج داعش في تكفير مجاهدي الشام، وقتلهم، ورميهم بالصحوات .. فالحذر، الحذر!
2- اتّسم حديث الضيفين باختزال الثورة الشامية المباركة، وجهاد أهل الشام بجميع كتائبهم وفرقهم .. في الدولة، والنّصرة وحسب .. فهما على زعم حجازي ومن معه " الأكبر والأبرز " .. فلم يخرج حديثهما عن الدولة والنصرة .. وكأن سوريا لا وجود فيها لأحد .. لا لشعب ثائر، ولا لمجاهدين .. إلا لهاتين المجموعتين وحسب ..!
وإنها لنتيجة كم هي تُفرح وتخدم النظام النصيري .. إذ طالما حاول الطاغوت ــ ولا يزال يُحاول ــ أن يصور ــ للرأي المحلي، والإقليمي، والدولي ــ أن صراعه مع الإرهاب العالمي الوافد: دولة داعش .. والقاعدة .. وليس مع الشعب السوري .. وليس مع ثورة شعب!
ولما سأل المذيع " حجازي ": كم عدد عناصر الدولة .. فأجابه ما بين الألفين إلى عشرة آلاف مقاتل .. ولما سأله عن عدد مقاتلي ومجاهدي أهل الشام .. أجابه ما بين " 150 " ألف، إلى " 300 " ألف مقاتل .. ولما أجابه المذيع بأن عدد عناصر الدولة قليل قياساً إلى عدد أفراد مقاتلي الكتائب الشامية .. عاد حجازي إلى الترقيع، وإلى تفخيم عناصر الدولة ووصفهم بأنهم ــ بخلاف غيرهم ــ عقائديين .. ولهم تصورات عقدية .. وعندهم خبرات عسكرية طويلة .. وبالتالي الواحد منهم بمائة من غيرهم!
3- وجَّه المنظّر حجازي .. المسلمين .. فقال:" أقول للأخوة: بدكون .. حاربوا الغلو .. اهزموا الغلو .. لكن من دون أن تسقطوا الدولة أو تشهروا بها .. أو .."!
وهو بهذا التنظير والتوجيه: كمن يقول للمسلمين: اهزموا الكفر .. لكن لا تهزموا الكافرين .. اهزموا وحاربوا الظلم والطغيان والإجرام .. لكن لا تهزموا ولا تحاربوا الظالمين، ولا الطغاة، ولا المجرمين .. اهزموا وحاربوا الغلو .. لكن لا تهزموا ولا تحاربوا الغلاة .. وهذا ــ لعمر الحق ــ مردود بالنقل والعقل .. وإني لأعجب لرجل ــ توسمنا فيه دهراً خيراً ــ يقول مثل هذا الكلام ..!
4- اقتناع المنظّر حجازي أن جماعة الدولة هم في العراق دولة بحق .. فقال:" الدولة الإسلامية بمنطق الأمور نشأت دولة في ظروف معينة، ووجدت قبولاً، ووجدت مبررات .."!
أين هذه الدولة ــ التي نشأت في ظروف معينة ــ يا دكتور! .. أرنا حدودها، ومعالمها، وسلطاتها ..؟!
العراق ــ كل العراق ــ انتهت إلى أن تكون: نصفها في السلة الأمريكية .. ونصفها الآخر في السلة الإيرانية .. بتواطؤ مع حكام وساسة روافض العراق!
أم أنك تحت ضغط الكذب .. وتكرار الكذب .. صدقت الكذب .. على مبدأ " عنزة ولو طارت "!
إن كان هذا الأمر يليق بحدثاء الأسنان سفهاء الأحلام من غلاة وأنصار جماعة الدولة " داعش " .. فإنه لا يليق بك كمنظّر، ومفكر كما تصنف نفسك!
عجباً لك ولمن معك ــ الذي كان بين الفينة والأخرى يُؤمّن على صحة كلامك ــ أبعد كل ما تناقله الثقات العدول من خيرة وصفوة الأمة من العلماء، والمجاهدين الأخيار .. عن جرائم، وغلو، وفساد، وبغي، وعدوان، وغدر، وخيانة جماعة الدولة " داعش "، وما ترتب عن ذلك من آثار مدمرة على الجهاد في الشام .. والثورة الشامية بعامة .. لا تزالون تطرون " جماعة الدولة "، وتجادلون عنها .. وتفخمونها .. ولو وجهتم لها نقداً، يكون نقداً خفياً رقيقاً غير جارح بحسب تعبيركم!
تكذّبون شهادة الأمة .. وشهادة علماء ومجاهدي الشام .. وتصدقون روايات حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام من غلاة وخوارج داعش ..؟!
متى ستشهدون ــ أيها المنظّرين ــ شهادة حق .. على غلاة وخوارج داعش .. بأنهم طائفة غلو، وبغي، وفساد، وإجرام .. ومشروعها مشروع فساد في الأرض .. قائم على افتعال اقتتال داخلي بين المجاهدين والمسلمين .. وقد سبقكم إلى ذلك أطفال الشام؟!
تحاولون عبثاً ــ في صراع صريح بين الحق والباطل، بين السنة والبدعة ــ أن تمسكوا العصا من الوسط؛ فلا أنتم مع الحق وأهله، ولا أنتم مع الباطل وأهله .. استمالة لوجوه جميع الأطراف .. فلا أنتم ــ بذلك ــ قد نصرتم حقاً، ولا أنتم قد خذلتم باطلاً .. ولا أنتم فزتم بوجوه الناس .. وهذا ــ لعمر الحق ــ موقف لا يليق بالمصلحين الناصحين!
وفي الحديث:" من أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس ".
تزرفون ألف دمعة على دولة الخوارج الدواعش .. بينما لا نجد لكم دمعة واحدة على الشام .. وأهل الشام .. وأطفال ونساء الشام .. ومجاهدي الشام .. ومستقبل الإسلام في الشام!
أنتم ــ بموقفكم هذا ــ شهداء زور .. تشاركون خوارج وغلاة داعش الوزر .. بالقدر الذي تجادلون فيه عنها، والله تعالى يقول:[ وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ]النساء: وهذه آية نزلت في المعاصي .. وفي الجدال عن سارق .. فكيف بمن يجادل عن الخوارج الغلاة .. وعن جرائمهم، وفسادهم، وباطلهم، وسفكهم للدم الحرام؟!
أنتم بموقفكم هذا .. تشاركون خوارج وغلاة داعش وزر وأد وضرب المشروع الإسلامي الراشد في الشام .. الذي طالما أهل الشام كانوا يحلمون به!
هنيئاً للنظام النصيري .. تنظيركم .. وهنيئاً له بهكذا منظّرين ..!
عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "
5/5/1435 هـ. 6/3/2014 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق