نماذج مشرفة في الأدب والطب وصلت حتى إلى علوم الفضاء
«المرأة السعودية» ترد على مزاعم وزيرة خارجية السويد.. واقعنا أفضل
حققت المرأة في المملكة خلال فترة وجيزة إنجازات ومكاسب ملموسة في كثير من المجالات القضائية والحقوقية، وفي مجال العمل بشتى انواعه التجارية الخاصة أو في القطاع الحكومي مثل نظيرها الرجل، حيث كفل لها النظام الإسلامي التشريعي حق المساواة العادلة بين الجنسين، بحسب ما جاء نص المادة الثامنة في الحكم أن المملكة العربية السعودية الذي تقوم على أساس العدل والمساواة بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
كل ذلك مكن المرأة السعودية من القيام بدورها الفعال والمتميز بإسهامات مشرفة في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والعلمية والاجتماعية إلى الأمام، من خلال مشاركتها في صنع القرارات، حيث تبوأت مناصب قيادية في العديد من المؤسسات الحكومية، فضلاً عن مشاركتها الفاعلة ضمن القطاع الخاص، إضافة إلى دورها المؤثرة في مجلس الشورى، التي تفوق نسبة مشاركتها فيه نسب مشاركة المرأة في المجالس البرلمانية في الدول الأخرى، مما أثمر عن منجزات عربية وعالمية للمرأة السعودية في مختلف العلوم والمعارف ونالت عليها العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية في شتّى فنون العلوم والمعرفة، لتثبت بذلك قدرة المرأة السعودية على الإبداع متى ما أتيحت لها الفرصة.
وجاءت ردود المرأة السعودية قوية وواضحة ضد افتراءات وزيرة خارجية السويد، مؤكدة على أن واقعنا أفضل ومستقبلنا مبشر بخير.
مرونة في انظمة القضاء
في البداية، أوضحت نوف اليحيا محامية سعودية النظام القضائي السعودي، حيث بينت أن البعيد عن المجال القانوني وخاصة المحاماة لا يرى منها إلا الوجه المظلم الذي يبنيه من سمعة المجالس العامة، فتترسب في نفسه معاني سلبية متراكمة تحجب عنه الحقيقة، مضيفة أنها ومن خلال عملها في مجال المحاماة اطلعت على مرونة في انظمة القضاء في تعاملها مع المرأة خاصة.
وأشارت اليحيا إلى أن من الملاحظ مراعاة الأنظمة لقضايا الأسرة والأحوال الشخصية وما يتعلق بها عند المحاكمة والترافع، فهناك سرعة في الفصل في الدعاوى التي ترفعها المرأة في المنازعات الزوجية والحضانة والنفقة والزيارة والعضل، وكذلك منح المحكمة سلطة الأمر بالإحضار الجبري في حال تخلف المدعى عليه في تلك المنازعات، فضلاً على أن للمرأة الخيار في إقامة دعواها في بلدها أو بلد المدعى عليه، مخالفة في ذلك قاعدة عالمية أن مقر الدعوى هي بلد المدعى عليه، اضافةً إلى مراعاة وتيسير الإجراءات الجزائية في حقها إذا كانت متهمة، أما فيما يتعلق بما يدور في داخل المجلس القاضي، فقد ترك القضاة للمحاميات حرية التعريف بنفسها عن طريق بطاقة الاحوال أو البصمة، وكل ما يدار حول اجبار القضاة للمحاميات بوجود مُعرف معها ليس من الصحة في شيء.
ونوهت المحامية نوف اليحيا أنه إذا استعرضنا انظمة المملكة نجد من المواد المراعية للمرأة الكثير، ومنها مثلاً نظام التقاعد المدني، ففي مادته 23 إذا انتهت خدمة الموظف فلا يستحق معاشاً وإنما يستحق مكافأة..، على أنه إذا كان ترك الخدمة بسبب الاستقالة أو الفصل لسبب تأديبي فتحسب المكافأة وفقاً للنسب الآتية: 10% من المرتب السنوي عن كل سنة محسوبة في التقاعد إذا لم تبلغ مدة خدمته عشر سنوات، 11% من المرتب السنوي عن كل سنة محسوبة في التقاعد إذا بلغت مدة خدمته عشر سنوات، ولم تبلغ المدة التي يستحق عنها معاشاً، غير أن الموظفات اللاتي يستقلن لسبب الزواج فتستحق لهن مكافأة تحسب على أساس 11% من المرتب السنوي عن كل سنة من سنوات الخدمة مهما تكن هذه المدة ما لم تبلغ القدر الذي يستحق الموظف عنه معاشاً.
وتؤكد اليحيا أنه من الملاحظ في المادة مراعاة حال الموظفة التي استقالت لسبب الزواج، حيث تستحق المكافأة العليا بغض النظر عن عدد سنوات خدمتها، بخلاف الرجل، وكذلك الأمر في نظام العمل ففي المادة الرابعة والسبعين والسابعة والثمانين نرى تمييزاً للمرأة العاملة عن الرجل في هاتين المادتين بتخفيض سن تقاعدها واستحقاقها للمعاش التقاعدي ببلوغها 55 سنة، بخلاف الرجل فيشترط لاستحقاقه المعاش أن يبلغ 60 سنة، كما أن المرأة العاملة تستحق مكافأة نهاية الخدمة في مدة أقل بكثير من الرجل، وفي المادة 91 من نظام الاحوال المدنية جعلت للأم حق الولاية على أولادها القصر من بنين وبنات بعد وفاة والدهم، وتعتبرها هي رب الأسرة كما هو الحال بالنسبة للزوج والأب والقريب.
التنافسية في التعليم العالي
وتضيف هناء السبيل عميدة كليات التمريض بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أن أحد مؤشرات تقدم المجتمعات هو تطور التعليم والصحة، وإذا اجتمع ذلك مع تمكين المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع فإن ذلك لا محالة سيحقق التطور الشامل والسريع، وهذا ما دأبت عليه المملكة، فالمتتبع لمسيرة التعليم العالي للمرأة السعودية على سبيل المثال، نجد أن الدولة رسمت سياسات وانتهجت أساليب متعددة لتمكين المرأة في مجال التعليم العالي، حتى وصلت إلى مراكز متقدمة تضاهي ما وصل إليه الرجل وقد تتفوق عليه.
وأشارت السبيل أن نسبة الإناث الملتحقات في التعليم العالي بالجامعات السعودية تصل إلى ما يقارب 60% من مجموع الملتحقين بالتعليم العالي، وهذا ما نراه كذلك في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يمكن الإناث والذكور على حد سواء من فرص التعليم بالخارج في التخصصات غير المتوفرة بالمملكة وبخاصة في مجال الدراسات العليا، كما أن المشاهد يرى الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للتعليم العالي للفتاة، وأكبر مثال على ذلك انشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وهي جامعة نسائية بقيادة نسائية، والتي تعد نموذجاً ناجحاً يحتذى به في تطور التعليم العالي للإناث والذكور على حد سواء.
وبينت هناء السبيل أن المرأة السعودية تقدمت في مجال القيادة الأكاديمية على الدول المتقدمة في التعليم العالي وخاصة التعليم الطبي، ففي جامعة مثل جامعة هارفارد، لم تتقلد فيها المرأة منصب عميد كلية الطب إلا في العام 2007م بالرغم من عراقة الكلية وتاريخها الطويل في التعليم الطبي، ونجد هنا في المملكة أكاديميات على مستوى عالٍ يتقلدن مناصب عميد لكليات طبية مثل الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والعلوم الطبية التطبيقية، والتمريض، في عدد من الجامعات السعودية بالرغم من حداثة التجربة السعودية مقارنة بالتجربة الأمريكية.
ونوهت عميدة كليات التمريض بجامعة الأميرة نورة بوجود نماذج كثيرة لنساء سعوديات تميزن في مجالات عديدة وبالتحديد المجال الطبي، وكانت الدولة خير معين وداعم لها، فنجدهن مشاركات في مجلس الشورى وفي الجامعات، وفي القطاعات الخدمية الطبية والتعليمية وغيرها، مؤكدة أن ذلك كله ما هو إلا تجسيد لرؤية سامية، طموحة، شاملة لمستقبل هذا الوطن رسمتها حكومتنا الرشيدة، وجعلت محورها تطوير المرأة السعودية وتمكينها لبناء مجتمعها.
نماذج مشرفة
وتتفق معها الاستاذة هناء الفريح مديرة البرامج النسائية باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتؤكد أن المرأة تمثل نصف المجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة والبنت التي نعتز ونفتخر بهن جميعا، وهذا ما حرصت عليه المملكة من تقديم المستوى العلمي والثقافي والاقتصادي للمرأة السعودية حالياً، حيث وصلت إلى مستويات راقية ومتقدمة لغرض المساهمة في النهضة الوطنية، وأن يكون هذا التطور يتماشى ويتوافق مع الشريعة الاسلامية، التي هي دستور بلادنا الذي نفتخر به، ولا يخفى بروز العديد من الاسماء النسائية في مختلف المجالات العلمية والادبية والطبية، لتقدم للعالم صوره مشرفة عن المرأة السعودية، ومن مجالات الابداع الأدبي، برزت اسماء كثيرة في مجالات الرواية والقصة والشعر والأدب والفن التشكيلي، فهناك أميمة الخميس وبدرية البشر وسارة الخثلان وثريا العريض وقماشة العليان ورجاء عالم ومنيرة موصلي، وأسماء كثيرة وعديدة غيرهن.
وأكدت هنا الفريح أن طموح المرأة السعودية لا يقف عند حد، ولا يمنعها تمسكها بعقيدتها الإسلامية السمحة من الوصول حتى للفضاء، فهاهي د. مشاعل بنت محمد خير مثال على ذلك التميز للمرأة السعودية، حيث تعمل د. مشاعل في معهد بحوث الفضاء، وهو المعهد الذي قاد اول قمرين صناعيين سعوديين، وتعد د.مشاعل بنت محمد اول من تخصص في الجيومورفولوجيا، وكذلك د. إلهام أبوالجدايل مثال مشرف للمرأة السعودية، حيث احدثت ثورة في مجال خلايا الدم وفي مجال الطب والجراحة، كما برزت د. سلوى الهزاع والتي تشغل منصب رئيسة قسم العيون واستشارية طب وجراحة العيون، وهي اول سيدة تعين في هذا المنصب، كما انها اول سيدة تعين عضوة في المجلس التحريري في المجلة السعودية لطب العيون، بالإضافة إلى أ.د. سميرة سلام والتي تعد أول سعودية تحصل على درجة الاستاذية في علم الأدوية، وأيضاً من نساء الوطن البارزات أ.د. ثريا التركي الاستاذة بالجامعة الامريكية بالقاهرة.
المجال العسكري
وتحدثت دلال الحربي استاذ الخدمة الاجتماعية المساعد في جامعة نايف العربية للعلوم الامنية حول دور المرأة العسكرية، مشيرة إلى أن المرأة السعودية حققت مكاسب في العهد السعودي منذ تأسيس الدولة، ومازالت هذه المكاسب تنمو وتتتابع حيث برزت في حصولها على أعلى المؤهلات العلمية وتبؤها المناصب الاكاديمية والإدارية والاجتماعية والسياسية، وتولت العديد من المناصب في قطاعات الدولة المختلفة ودخلت مجلس الشورى كعضو فعال ومؤثر في القرارات، كما اعطيت الحق في الترشيح والتصويت في انتخابات المجالس البلدية، إلى جانب العديد من المكاسب التي لا حصر لها.
واعتبرت دلال الحربي أن دخول المرأة في المجال العسكري من أهم تلك المكاسب التي حققتها المرأة في وقتنا الحاضر، وذلك بما يتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة، فبرزت المرأة السعودية في القطاعات الأمنية كالجوازات والسجون ومكافحة المخدرات وحرس الحدود وغيرها، وبرتب عسكرية متساوية بذلك مع للرجل العسكري.
مناصب قيادية
كما أشارت ابتسام العليان مساعد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للمبادرات النوعية إلى أن مسيرة المرأة السعودية على مر العقود الماضية وفي ظل القيادة الرشيدة شهدت خطوات نوعية عملاقة، شهد بها القاصي والداني وانعكست بنتائج بارزة على مختلف الأصعدة، سواء العلمية أم الاقتصادية أم الثقافية، بالرغم من الفروق الاجتماعية والثقافية التي أحاطت بها، فقد تمكنت من المنافسة في المحافل الدولية ووصلت إلى مصاف المراتب العليا، حيث تمكنت من الإسهام الفعال في تنمية وطنها، مع المحافظة على ثوابت دينها واحترام عادات وتقاليد مجتمعها، كما أن المرأة السعودية حظيت بحظ وافر من التطور والاهتمام ونالت نصيبها من هذه الإنجازات، إذ كانت المرأة عاملاً مساعداً في مسيرة التطور ودعم عجلة التنمية.
وبينت العليان أن المرأة السعودية تقلدت في السنوات العشر الأخيرة مناصب قيادية في العديد من المؤسسات الحكومية، فعلاوة على مشاركتها الفاعلة ضمن القطاع الخاص، أضحت المرأة عنصراً مهماً في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والتحفيز على الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى مساهمتها الفاعلة في إحراز توجهات المملكة في خططها التنموية نحو التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، كما أن القيادة الرشيدة تقدم تسهيلات ودعماً تساهم في تحقيق المرأة السعودية للريادة والإبداع كمشاركتها في مؤتمرات دولية، حيث تجلى ذلك واضحاً لها من خلال مشاركتها وحصولها على جوائز في كوريا وماليزيا وسويسرا، فضلاً عن حصولها على براءة اختراع بالمشاركة مع زميلة لها.
مثل الرجل ولا تمييز
واستنكرت د. سوسن المؤمن وكيلة مركز خدمات التوظيف والأعمال الريادية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة التدريس المساعد بقسم علم النفس كثرة الجدل حول المرأة السعودية وحول حقوقها ومعاملتها وحول تعليمها وحول عملها، ووجدت نفسها في مصب اهتمام الشعوب ورغبتهم في تحقيق العدالة لها ونصرتها، وقالت د. سوسن لكونها امرأة سعودية تود أن تتحدث عن تجربتها، حيث تلقت تعليمها في مرحلة المتوسط والثانوي كغيرها من الشبان، والتحقت بمرحلة الجامعة وتخرجت كما هو الرجل، بعدها حصلت على بعثة للولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراستها، وعادت إلى المملكة لتحصل على وظيفة مثلها مثل الرجل، وانتقلت من قطاع خاص إلى عدة قطاعات حكومية لتصل للوظيفة التي كانت تحلم بها وهي عضو هيئة التدريس بالجامعة، لتصبح كما الرجل في هذا المجال، واستمرت خطواتها العلمية لا يفرقها عن الرجل شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق