أنا : د. يحي الشاعر
معهد" شملان" ، إسم جميل لوكر خبيث .. تدريب جواسيس منطقة الشرق الأوسط
هناك أشخاص ، تربطك بهم علاقة أبدية....
تبقي ذكراهم "نسيم عاطر" لك حتي بعد رحيلهم ، وتتذكرهم كل مرة تقرأ إسمهم ، أو سطور وقصص عن أعمالهم ... بينما تحتفظ لنفسك بأسباب إعتزازك بهم ، وتقديرك وإحترامك ومحبتك لهم
ويأتى الأن ... الوقت ... لكي أنشر عنه وعن بعض "بطولاته" ... وأبدأ بما هو معروف عنه ، وسأكتمل الموضوع بالعديد من المعلومات عن العديد من بطولاته
محمد نسيم .... "الأسد" ..... و "الذئب" .... الذي ينسي البعض أنه كان ايضا "ثعلبا"
فشلت "الموساد" سنوات طويلة في إكتشاف أمره ... إلي أن جاء الوقت ... ليواح الستار وتظهر شخصيته للعالم أجمع .... رمز "التحدي المصري
لن أنسي صباح ذلك اليوم "الحار جدا " من صيف لبنان ، عندما حضرت للإجتماع الدوري ، في مكتبه بالدور الأول من المبني ....
كان كالعادة ، واضحا وموضوعيا في تعليماته ، ولم يحتاج إلي "كثير أو قليل" من الشرح ، فقد كان الهدف محددا ...
معهد التجسس البريطاني المعروف بإسم "معهد شملان" ... في منطقة الشوف اللبنانية ، التي يسيطر علي دروزها ، الزعيم كمال جنبلاط .. أستاذي أيضا في "الجامعة اللبنانبة" ، وصديق مصر المخلص ، الذي كان عبدالناصر يعتز به وبشخصيته وبحكمته وبنفوذه الواسع في السياسة اللبنانية وعلي معتنقي العقيدة الدرزية في المنطقة .. ( إسرائيل .. لبنلن .. سوريا .. الأردن .. العراق ... وتركيا )
لن أنسي كيف كان بريق عينيه ، عندما حصلت علي "صورهم" وصور "المعهد وتجهيزاته ومعداته من الداخل" ... وكيف أن تعليماته الفورية ، كانت ( إعطاء ) جمال جنبلاط ، نسخة من تلك الصور ... فقد كان جتبلاط ، وزير للداخلية اللبنانية في ذلك الوقت ، وكنا ننسق معه عدد من "النشاطات" التي تستدعي تدعيمه "الرســمــي" و "الحزبي" .. والشخصي ، والزعامي ، علي عشرات الآلاف من مؤيديه من دروز المنطقة ، التي كان "الأمير أرسلان" ينافسه عليهم ...
وكانت التعليمات واضحة ، بأن لا يعرف إبنه عن مقابلتي وعن أسبابها ... فإتفقنا علي أن تكون المقابلة في مكتبه بالوزارة بشكل غير رسمي ...متابعة لدوري .... الصحافي في مجلة "الأسبوع العربي" ، وإعطائه نسخة من الصور ، التي حددهم محمد نسيم
تمت المقابلة ... وتمت إعطاء الصور للوزير كمال جنبلاط ... وتمت نشر موضوع صحافي في المجلة ... وكانت الصور أدناه ، من أحد "التوثيقات" في الموضوع .... الذي كان الهدف الآخر من نشرهم "متفقا عليه" بين محمد نسيم و كمال جنبلاط رحمها الله
العامل الآخر ، الذي ساعد أيضا علي تسهيل العملية ، ليس فقط العمل كــ "صحافي" في مجلة "الأسبوع العربي " تحت رئاسة ياسر هواري ، والتي كانت تنافس مجلة روز اليوسف ، بل أيضا ما كان في الحوزة ، من صلة ، بمكتب رئيس الجمهورية اللبنانية ، عندما كان الجنرال فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية في ذلك الوقت ، وكثيرا ما كنت أدخل في فترات مختلفة لقصر الرئاسة ، الموجود وقتها ، في منطقة خليج جونيه ، في شمال بيروت ، لأزور "صديقي وزميلي في الدراسة ، - الذي اصبح الآن رئيس جمهورية لبنان - "النقيب ميشال سليمان" حيث كان يتولي مسئولية "أحد مديري ديوان رئيس الجمهورية" ...
فقد كان واضح للجميع ، تقدير الرئيس جمال عبدالناصر ومصر ، للرئيس شهاب ، بعد خلافته لرئاسة كميل شمعون ، الذي طلب من القوات الأمريكية حمايته ، بالنزول البرمائي علي شاطيء الأوزاعي ، من أجل حمايته وتمكينه من إمداد فرة رئاسته لمرة ثالثة ، وهو ما يمنعه الدستور اللبناني ( وياريت مصر تتعلم من دولة شقيقة ، حتي وإن كانت صغيرة) ... ووصل الأمر بالرئيس المصري ، إلي عقد مؤتمر شتورة ، بالحضور إلي قرية شتورة اللبنانية علي الحدود اللبنانية السورية ، حيث تقابلا ، لعدة ساعات ، وكان لمحدم نسيم ومكتب بيروت ، وللسفير المصري اللواء عبدالحمد غالب ، دور كبير جدا ، في تحقيق ذلك اللقاء ، بين الرئيسين
والآن .. كفي عن كشف الستار عن "الخلفيات الهامة لتلك العملية" .... و....
لنبدأ .. القصة بأكملها .. وأيضا ما تم نشره فيما بعد من معلومات ، في كتاب عن ذلك المعهد
سبق وذكرت ونشرت أيضا في سياق موضوع ، " لقاء الخيمة في شتورة ... ذكريات لن تنسي" ...بعض الفقرات والصور عن "معهد الجواسيس البريطاني في لبنان وقد حثني علي كتابة الموضوع ، ليس فقط "الفيديو أدناه" ، ولكن تشاء الصدف أيضا ، أن عثرت علي الكتاب أعلاه ، الذي أرجع إلي ذكريات أيام أعتز بهم ، في لبنان ، حيث كنت تحت قيادة رئيسي المباشر محمد نسيم رحمه الله ...
فمن عاش مثلنا في لبنان في الخمسينيات والستينات والسبعينات من القرن العشرين كان لا بد له أن سمع اسم “معهد شملان” مترادفاً مع ذكر صفة “ وكر الجواسيس” الذي كانت الشبهة في نشاطاته وتلقيبه بذلك ، يستعمل من قبل القوى التقدمية والوطنية اللبنانية وخاصة اليسار اللبناني على رأسه الراحل كمال جنبلاط .
ولقد ظلت هذه "التهمة" أو بمعني أوضح "الشبهة" و "االصفة " ملازمة للمعهد حتى تم إغلاق أبوابه لأول مرة ، خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية الثانية التي بدات عام 1987 ، وأعيد إفتتاحه مرة أخري بعدإنتها الحرب الأهلية - الثانية - اللبنانية ، فقد كانت الحرب الأولي ، خلال عام 1958 ، عندما رفض كميل شمعون رئيس جمهورية لبنان ، في ذلك الوقت ، عدم محاولة تجديد رئاسته للمرة الثالثة
ولقد ظل معهد شملان المعروف اختصاراً باسم مؤسسة “ميكاس” MECAS أي مركز الدراسات العربية للشرق الأوسط، نوعاً من اللغز بالنسبة لجيلنا من الشباب في ذلك الحين، خاصة أن المعهد ضم في صفوفه طلاباً من غير حملة الجنسية البريطانية كرجال الأعمال اليابانيين وسواهم من الطلاب الذين سعوا إلى تعلم اللغة العربية بإتقان شديد، وكلفة معقولة
والآن وفي ضوء الفيديو "الجديد" ونظرا لأهمية هذا الموضوع وحتي أوفي حق رئيسي وقائدي السابق ، محمد نسيم رحمه الله ، فسوف أنشر في وقت لاحق ، موضوع منفصل ، عن قصة وكيفية "إختراقي" و "تسللي" لداخل ذلك المعهد، بعدما أصدر محمد نسيم تعليماته وأوامره بالتغلغل فيه وجمع كافة المعلومات وإلتقاط أكبر قدر ممكن من الصور عن المبني ومن يشارك في دورته الدراسية "المخابراتية" في ذلك الوقت بالذات ....
أستدعي ، تنفيذ هذه العملية "التجسسية" المخابراتية ، عملي كصحافي وإنضمامي إلي هيئة تحرير مجلة "الأسبوع العربي" ، تحت رئاسة "ياسر هواري" .
وبناء عليه ، وتحت ذلك الستار وبحجة إجراء تحقيق صحفي مصور ومتوسع .. للمجلة، وإثرائه بحديث صحفي مع إدارته، تم خلال صيف عام 1960 ، الحصول علي موافقة السفارة البريطانية ، لزيارة المعهد.... ( وكان ذلك أو يقين موثق رسميا ، عن نفوذ السفارة البريطانية ، علي المعهد)
صاحبني ... جـــورج ... ، إلي داخل المعهد ،" ، فهو المصور المخصص لي من الجريدة" ، وكان لكل من المحررين ، إعتبارا من مستوي خاص ، مصور يرتاح له ... وفعلا إلتقط جورج صور قيمة ، وكان يحمل دائما ثلاث كاميرات معلقة حول عنقه ، يستعمل أحدهما لإلتقاط صور - بشكل تحيلي ودهائي - ، بينما كان يلتقط صورة بشكل عادي ، لمنظر آخر .. أو شخص أو شيء آخر
ولقد تم تقييم الصور أولا في بيروت ، ثم إرسالهم إلي إدارة المخابرات العامة في القاهرة
بناء علي علاقتي الحميمة مع كمال جنبلاط ، قمت بزيارته في مكتبه في وزارة الداخلية اللبنانية ، تبعا لتعليمات محمد نسيم ، بتسليم هذه الصور شخصيا لكمال جنبلاط ، مع شرح ما تم إلتقاطه من أشخاص أو "معدات" في الصور ....
مما تلاه ، قيام كمال جنبلاط بإستكمال ما حصلنا عليه من معلومات ...
وكانت ، كل من ردود فعل السفارة البريطانية وإدارة المعهد نتيجة التحقيق الصحفي ، تتصدر فيما بعد مكانا هاما في الصحف اللبنانية في ذلك الوقت ، وخاصة جريدة الحوادث والنهار وغيرهما ،
نظرا لأهميه لك الموضوع ، فسوف أنشر في موضوع مستقل ومفصل ، عن كيفية التسلل إلي داخل المعهد ، بمرافقة "المصور" جورج ، ليس فقط من أجل تنفيذ أوامر "القاهرة" ولكن أيضا ، إستجابة وتلبية لأحد "رغبات" كمال جنبلاط من قائدي السابق في بيروت ، محمد نسيم ، لتزويده بما في حوزتنا من معلومات وصور عن معهد الجواسيس البريطاني في لبنان ، المعروف بإسم معهد شملان.. وكر الجواسيس
د. يحي الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق