الجمعة، 10 يوليو 2015

راي الشيخ ياسر الحبيب في الشيخ احمد الوائلي

الشيخ ياسر الحبيب . الوائلي فاسق ولا قيمة لتنزيهه عائشة

https://www.youtube.com/watch?v=B4V890xkuvA

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مولاي العزيز أبو عمار
أنا أخٌ لكم يحبكم كثيرا ويتمنى لكم كل الخير وأنا أحب أسلوبكم ومنهجيتكم في الإعلان بصراحة على محاربة أعداء أهل البيت (ع) ولعنهم وسبهم لعنهم الله وأخزاهم .. ولكن لدي ملاحظة بسيطة .. وجدت في بعض ردودكم أنكم تعترضون على فئة من كبار علماء الإمامية الذين هم في أعين الناس بمقام عظيم وجليل كأمثال (الشيخ الدكتور أحمد الوائلي عليه الرحمة أو الشيخ بهجت وغيرهم\" الذين لم أر منهم أي انحراف أو شذوذ في معتقداتهم الحقة قد يكون سبب كرهكم للشيخ الوائلي مثلا أنه لا يجيز القول والطعن في شرف عائشة لكونها زوجة الرسول (ص) وهذا من باب الاحترام له وتكريمه (ص) وأنا لا أرى عيبا فيما يقول فبالفعل مهما سببنا أو لعنا أحد زوجات رسول الله (ص) لا أتصور أنه يجوز لنا الطعن في عرضها لأنني كما أتصور أن الله تبارك وتعالى نزه أنبيائه من أن يتزوجوا بإمرأة فاجرة زانية نعم قد يوجد العصيان أو الكفر ولكن لأ أتصور المسألة تصل لحد الزنا والخيانة .. الشيخ الوائلي عليه الرحمة كان شيخا جليلا عظيما أحبه المؤالف والمخالف كان شيخا للطائفة وعميدا للمنبر الحسيني صوته إلى اليوم يرن في الآذان ويهز القلوب وأنا لم أر منه غير ذوبانه في الحسين وجده وأبيه وأمه وأخيه والطاهرين من بنيه (ع) فلماذا هذا الإعتراض كله عليه يا شيخنا الحبيب ياسر؟
علي

الجواب :
جواب المكتب:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الشيخ يبدأ محاضراته بقوله: «القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسرّوا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني». وعلى هذا الأساس يذهب الشيخ إلى أن عائشة (لعنها ا لله) قد فجرت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأن هذا القول هو الموافق لقول آل محمد عليهم السلام، كما أثبته الشيخ في بعض إجاباته السابقة، فيرجى مراجعة (هذا الرابط)
وموقف الشيخ من المذكور لا ينطلق من كونه يدافع عن عرض عائشة لعنها الله، بل لانحراف عقيدته وسلوكه وأخلاقه.
كما أن قولكم أن المذكور من كبار علماء الإمامية هو اشتباه، فإنه مجرد خطيب وإن كان مفوّهاً.
الشيخ يعلم بأن أمثال هؤلاء لهم مقام عظيم في أعين الناس، لكنه لا يخشى من التصريح بفسادهم وانحرافهم إذا سُئل عنهم، فلو سكت العالم عن كل منحرف لمجرد أن له محبين كُثُر لما أمكن مواجهة الانحراف والمنحرفين، فإن لكل منحرف معجبين ومحبين.
إن الشيخ يوصي دائما بالتحري والتدقيق قبل تأييد أي شخصية، لأن مشكلة عامة الناس أنهم ينخدعون بالظاهر ولا يعرفون الحقائق، وعلى هذا الأساس فإن عامة الناس منخدعون بأحمد الوائلي ولا يعفرون تاريخه الحقيقي، فهم لا يعرفون مثلا أن والده مات وهو غاضب عليه وكان يقول أنه لا خير فيه، ولا يعرفون كذلك أن ابنه الأكبر كان مقاطعا له، ولا يعرفون أنه كان يهجو المراجع الكبار كالسيد كاظم اليزدي والسيد محسن الحكيم، وكان يسخر من العلماء، وكان يحقد على الناس، ويسرق الحقوق الشرعية، ويتصرف بالإثم والعدوان. هذا ناهيك عن فساد عقيدته حيث كان يترحم على أبي بكر وعمر لعنة الله عليهما، كما كان يهاجم الشعائر الحسينية المجيدة، ويسب المؤمنين بأسلوب شوارعي بذيء وهو على المنبر.
يقول الخطيب السيد داخل السيد حسن - وهو تلميذ الوائلي المقرب - في كتابه (معجم الخطباء) ص355:
«الوائلي من الخطباء النوادر الذين لم يخفقوا أو يتعثروا في مسيرة حياتهم المنبرية، فلقد بقي محافظاً على المستوى الرفيع لخطابته طيلة خمسين عاماً، أو تزيد، وإن اكتشف أخيرا كثرة اعادته وتكراره لمواضيعه ومجالسه أو دمج بعضها بالبعض الآخر واستعادة الكثير من الشواهد والهياكل العامة بل وحتى التعاليق التي اعتاد لسانه عليها، وذلك أمر لا يخفى على ذوي الخبرة والاختصاص مما جعل الناس تنحسر وتتقلص نسبيا عن الحضور تحت منبره، والاتجاه إلى خطابء مجددين آخرين في المؤسسة الحسينية الشريفة، بيد أن مجالسه تبقى متميزة بطعم الأصالة ونكهة الخبرة واللوذعية وغزارة المادة ودسومة الحديث وإن كان بعضه معادا ومكررا، وفوق كل ذلك شخصيته المؤثرة ومكانته المنبرية المتميزة.
وكما أن شيخنا المترجم ثري علميا وأدبيا فله الثراء الطائل ماديا أيضا مما جعله يعيش أسولبا متميزا من العيش وحالة خاصة من التعامل مع أصحاب المجالس بحيث يملي شروطه ويفرض إرادته عليهم بلباقة دون الاكتراث بأحد، وهو يعلم أنهم بحاجة إليه وليس هو بحاجة إلى مجالسهم، حتى أنه قال يوماً لأحدهم على سبيل الدعابة والميانة في أيام محرم: أنا لا أقرأ لك هذه الليلة! وجُنَّ جنون ذلك الرجل: كيف لا تقرأ ولماذا؟! قال: بلى! إلا أن تقف على يديك ورجليك وأمتطي ظهرك على رغم أنفك، حينئذ أقرأ هذه الليلة وإلا فلا!
ويمزج الجد بالهزل والقصد بالمزح، كل ذلك شعوراً منه بالزهو والتفوق والاعتداد بالنفس، بينما يتطلع غيره من الخطباء إلى فرصة مؤاتية للارتباط ببعض تلك المجالس دون قيد أو شرط، بل ربما تفرض عليه قيود وشروط فيذعن لها مرغماً دون القناعة بصحتها وعدم الإيمان والاعتقاد بأهميتها وجدوها، وهذا ما يستحيل أن يفعله الوائلي. غير أن له أسلوبه الفني الخاص وطريقته الحكيمة المحكمة في فرض شخصيته على بعض أصحاب المجالس والشخصيات التجارية والاجتماعية وتوثيق الصلة بهم وتمتين العلاقة معم باتصاله الدائم وسؤاله المستمر وهداياه الرمزية وتفقّده لهم في المناسبات الاجتماعية والعائلية، وهذا ما لا يفعله الوائلي مع سائر الناس بما فيهم المريدون والمحبون لشخصيته».

ويقول السيد داخل أيضاً: «من ناحية أخرى، هناك الكثير من الإشكالات الفقهية التي كان يلتفت إليها العلامة السالف الذكر (الشيخ محسن الشيخ حسن) ويشير إليها وينبهنا عليها ورعاً منه وشعوراً بوجوب إيضاح الحكم الشرعي الذي اشتبه الشيخ الوائلي في نقله على المنبر، وهو يحمل إخلاصاً وتقديراً لفضيلته بالإضافة إلى ما تربطه به من وشائح الرحم والقرابة، فهو ملتقى الخؤولة التي تربط الدكتور فيصل الوائلي بخالي أبي فريد الحاج حسون بعد الرزاق، فهما ولد خالة، ومن هنا تنبعث رائحة للقرابة بيننا وبين الوائلي ولكنها رائحة لا طعم لها ولا لون ولا أثر!
وقد يشتبه شيخنا المترجم في مجالسه حتى في قراءة بعض نصوص القرآن الكريم، وهذا اشتباه لا يغتفر بحال، ولذلك نراه إذا ما التفت أو نبّهه أحد، سرعان ما يتدارك الصحيح في المجلس اللاحق والإشارة إلى الخطأ السابق حيث لا مفر من الاعتراف ولا مناص من الإذعان إلى ضبط النص القرآني حسب الأصول.
ومن خلال تجربتي المتواضعة وقربي منه أنه لا يتنازل لنقد ولا يرضى بتنبيه على خطأ أبداً ولو كان ذلك الخطأ مطبعياً! فمن ذكرياتي في هذا الصدد عندما طُبع كتابه (هوية التشيع) في طبعته الأولى، قرأته وسبرت فصوله وكتبت عنه بعض الملاحظات ثم أحصيت له الأخطاء المطبعة حرصاً مني على تلافيها في الطبعات اللاحقة بنية صافية، وخدمة خالصة، فلم يكترث ولم يتقبل مني جدولة الأخطاء، فاستغربت من عدم اعتنائيه وقبوله تصحيح أخطاء مطبعية لا يخلو منها كتاب، ولا تمس شخصيته من قريب ولا بعيد!
أما إذا نقده أحد في فكرة يطرحها أو رأي ؤمن به أو قضية يثيرها فلا يكاد يسيطر على أعصابه من شدة الانفعال والتأثر وعدم السماح في إبداء الرأي الآخر فضلاً عن الإيمان به والرضوخ لأحقيته.
والخلاصة أننا كنا مولعين بمجالسه منذ الطفولة المبكرة نستملح ما يقول، ونستعذب ما يقرأ، ونؤمن بما يطرح إيماناً تعبدياً، ولا نعير اهتماماً للنقد أو الإشكالات التي تُثار حول قراءته وكأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى»!

ويقول السيد داخل أيضاً: «للوائلي شخصيتان: الشخصية المنبرية، والشخصية السلوكية، وتنفرد كل منهما باستقلالها  وسماتها المميزة وكيانها الخاص. ولا أستطيع أن أتجرأ على تعريف هاتين الشخصيتين بتعبير ملائم ومنسجم، ولم أجد عبارة تقويمية حقيقية أنسب من العبارة التي أطلقها بصدق وإخلاص الفقيد الراحل سيد العلم والتحقيق السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب على لسان عامة الناس مشيراً إلى شخصيته المنبرية بقوله: (على أن الناس مجمعون على أن في طليعتهم - أي الخطباء - من أنسى المتقدمين وبذّ المتأخرين وحاز قصبات السبق وفاز بحلبات الفخر).
بينما يقوّم شخصيته السلوكية بما يلي: (لو كان الشيخ أحمد خطيباً فاشلاً لحقد على كل الدنيا).
ولعمر الحق ذلك تقويم الخطيب الخبير، فمن دواعي الأسف أن يهبط هذا العملاق فيفتعل أسباب الخصومة دون أدنى مبرر، ثم لا تنتهي خصومته ولا يتوقف حقده عند حدود إنسانية أو موازين شرعية بل ولا حتى ضوابط أخلاقية، وقد أعلن بنفسه، وصرح بلسانه في الشريط الشهير المعروف عن الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) في قصة كريمته التي تقطعت عينها بحادث منزلي ثم عوفيت بكرامة للإمام - على حد زعمه - يقول في نفس الشريط المسجل: (فصرت أحقد على كل فتاة التقيتها في الطريق وأرى عينيها سالمتين، ثم تعوذت بالله من هذه النفس الشريرة)!
وفي نفس السياق إذا حضر محفلا لزفاف أحد الشباب المؤمنين يدعى إليه ببراءة وحسن ظن، يمتزج عنده الحزن بالحقد، لماذا يزف هذا ويحضر هو بنفسه مناسبة عرسه وفرحته بينما يحرم من الحضور في مناسبات اسرته الخاصة ومحافل زفاف أولاده؟! والحال أن الجميع في عداد أسرته وأولاده!
والويل ثم الويل لمن يتورط معه بخصومة أو اختلاف كائنا من كان، فهو على أتم استعداد لمناطحة حتى مراجع الشريعة، كما حصل في هجائه للسيد كاظم اليزدي والسيد محسن الحكيم في قصيدته المعروفة (شباك العباس)!! ثم تشهيره وتقليده الساخر بالمرحوم السيد جمال الخوئي لسلب الثقة منه بناءً على استلامه مبلغا كبيرا يعود لسماحة الإمام الخوئي كحق شرعي من مقلديه في الخليج، ثم ادعاؤه توزيعه على المحتاجين من المهجرين العراقيين في دمشق، ولم يطمئن السيد لذلك ولم يوافق على التصرف بغير إذنه، لاسيما وأن الشيخ إن دفع شيئاً ضئيلا لبعض المعوزين يعطيه باسمه وكأنه من ماله الخاص، فطالبه السيد الخوئي بتسديد المبلغ، فثارت ثائرته وأطلق عقيرته في النيل من الخوئي وأبنائه، ثم سرعان ما تبدل وانضوى تحت لوائهم خصوصا بعد وفاة السيد الخوئي، فبادر متقربا لأبنائه الصغار الذين بأيديهم الحل والعقد مادحا لهم باشعاره ومهنئاً لهم بقصائده المنشورة في مجلة الموسم، لأنه ينتفع منهم في القراءة بمركزهم في لندن عندما اضطربت الأحوال في الخليج، ولوجود بعض المنافع والمصالح الأخرى.
وحقا إن هذا الرجل غريب الأطوار متناقض السلوط متقلب المزاح، فبينا تراه يتفجر غيظا وحنقا على خصمه ويطلق لسانه تشيرا وتجريحا لا يقف عند حد، فإذا ما اقتضى الأمر وشاءت السياسة أن ينقلب راسا على عقب فيتحول إلى محب مشفق وصديق مخلص، ولا يسعني استعراض النماذج المرقمة التي أحتفظ بها لدعم هذه الصورة الواقعية لئلا يتسرب شيء من سوء الظن أو الحكم غير الموضوعي، وقد ألزمت نفسي الحياد في بداية الحديث لتكون الدراسة خالصة لوجه الحق والحقيقة بالرغم من جرحه العميق الذي لا يندمل ومحاربته العلنية على إثر جفوة طارئة كاشفتته فيها بالكثير من الحقائق والمزيد من الأرقام دون مجاملة أو ملق، فما كان منه إلا أن استخدم كل ما يملك من نفوذ ديني وثقل اجتماعي ورفع بيارق الحرب وقرع طبول المعركة متجاهلاً كل التاريخ الذي يربطني به!
وتتلخص مشكلتي معه بتراكم المزيد من التجاوزات وعدم مراعاة الحقوق الطبيعية، والاقدام على على بعض تصرفات التحدي والاستفزاز لحد النيل من كرامتي ثم الإعراض والجفاء دون مبالاة أو اكتراث بالأصول والحقوق، وحصل ما حرّك الساكن، وقدح الزناد، فكتبت له رسالة واضحة وصريحة ومرقمة أحصيت فيها كل المؤاخذات المؤلمة، ورسمت له كل عمل سلبي مارسه معي ومع غيري، وما إن اطلع على تلك الرسالة الساخنة التي كتبتها ورقابة الله في أعماق ضميري، وإنني لم أفتر عليه حرفاً واحداً فيها، حتى توترت أعصابه وانتفخت أوداجه غيظاً وحنقاً، فكتب الكتائب وعقد الألوية وأضرم نيران الحرب والضروس بما أوتي من براعة ونفوذ، وساندته حفنه من المتصيدين بالماء العكر، وباركت ظلمه شرذمة من اللصوص والسماسرة، وتزلفت إليه طائفة من أنصاف الرجال، بينما وقف الآخرون موقف المتفرج حتى اتسع الخرق وتعذر الرتق، فتحكم الشيخ بشبكة علاقاته الاجتماعية وكثف الاتصالات المشبوهة معها لتجنيدها في معسكره المعتدي والقيام بحملة واسعة ضد تلميذ من تلامذته المخلصين (ولا تحسبن الله غافلاً عما يفعل الظالمون) ولو شئت لألقيت حبلها على غاربها وسقيت أولها بكأس آخرها لولا حضور الحاضر، ومراعاة أصول الاحترام وما تقتضيه قواعد الصبر والتحمل.
وتزول الغرابة في هذا السلوك إذا عرفنا أن الرجل لم تكن علاقته طيبة ومستقرة حتى مع أبيه وولده الأكبر، ولعل من أطرف الصور ما نقله الخطيب الشيخ يوسف دكسن عن ذكرياته القديمة في النجف أن كان بصحبة والده الشيخ يحيى الدكسن، وكان من زملاء الشيخ حسون الوائلي (والد أحمد الوائلي) وله معه صحبة وميانة. يقول الشيخ يوسف: ولما ارتديت الزي الديني قدمني والدي لصديقه الوائلي قائلاً هذا ولدي الشيخ يوسف قد اعتمر العمامة وسلك طريق الخطابة، يقول: فوثب الشيخ حسون رحمه الله وقال بمرارة وألم: (لا خير فيه إن كان كأحمد)!!
ويقول الحجة المرحوم السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب: اتصلت بالشيخ حسون الوائلي وكلمته بما يشبه العتاب: لماذا الإعراض والجفوة بينك وبين ولدك الشيخ أحمد وهو من مفاخر الخطباء؟ فغضب وزمجر في وجهي وانتفض قائلاً: (كلكم....) كذا، ثم تركني ومضى!
ومن أحدث الشواهد في هذا الصدد ما نقله أحد الأصدقاء المعاصرين، قال: بعد أن توثقت علاقتي مؤخرا بالشيخ أحمد على أثر تزويج ولده سمير وإنجابه طفلاً، أخذته إلى بيته للسلام عليه فقط بعد جفوة وقطيعة دامت العمر كله، وأبقيته خارج البيت ثم دخلت على الشيخ والتمسته أن يسمح لولده بالدخول عليه وتجديد العهد به، فأبى وامتنع أشد الامتناع أن يستقبله ويراه برغم ظروف الهجرة القاسية والسنين المتعاقبة على فراقه!!
ومن النماذج السريعة موقفه الظالم من زميله الخطيب السيد جواد شبر، وجفوته المؤلمة لصديق عمره الشيخ محمد جواد السهلاني، وقطيعتته المجحفة لرفيقه الحميم السيد طاهر الملحم، ومحاربته للسيد حسين الصدر، وجسارته على الشيخ الباقر الناصري، واستخفافه بالشيخ المهاجر، وتشهيره بالسيد الفضال الميلاني و.. و.. الخ من الشواهد المؤسفة، وأنا لا يهمني مسلسل هذه الصور والشواهد وتثبيتها واستعراضها وتتبعها، فإني أحفظ بالعشرات منها مع كثير من الرموز والأعلام، ولكني أطوي عنها كشحاً وأعرض عنها ترفعاً، ولست مسؤولا عن تدوين مشاكل الآخرين إلا بمقدار ما يقتضيه سياق البحث كشواهد وأدلة لإعطاء الصورة المتكاملة الحقيقية للشخصية المترجمة، ثم لا تفوتني الإشارة إلى تسجيل ظلامتي التي طوق بها عنقه، بتتبع مجالسي وعلاقاتي الاجتماعية ومحاربته لموارد رزقي ومعيشة أطفالي وعائلتي، دون وازع من ضمير أو رادع من دين أو ضابط من خلق، أسجل هذا للتاريخ وأرفع ظلامتي بوجهه مطالبا بحقي يوم نفد على الله، ولئن أحاط نفسه بالغوغاء والإمعات والنفعيين والسذج والأبرياء في تعامله وظلمه فلن يستطيع أن ينتفع من هؤلاء شيئا يوم تبلى السرائر ويعض الظالم على يديه.. ويقول: يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً.
ولئن توفرت عوامل الصفح والعفو في يوم من الأيام عما قام به تجاهي، فإني لن أعفو عن الذين وقفوا يشدون أزره ويساندون ظلمه من أنصاف الأميين المذبذبين والمرتزقة النفعيين، ولا أنسى تطوعهم بخسة ودناءة نيابة عنه في التهريج والضجيج والبغي والعدوان بجهل وحماقة، وصلف وصفاقة، وعلى الباغي تدور الدوائر».

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
29 رجب 1431

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق