الأحد، 24 يوليو 2016

أوجز الخطاب في الرد علي مزاعم الشيعه الاثني عشريه

بانهم موالون لأهل بيت النبي ، ومحبون لهم

موقف أهل البيت من ذي النورين
الخليفه عثمان بن عفان

وأما ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين، وصاحب الجود والحياء، حب رسول الله وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم، وعديم النظير في هذا الشرف الذي لم ينله الأولون ولا الآخرون في أمة من الأمم،
وعديل علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين،

وأول مهاجر بعد خليل الله عليه السلام، الذي حمل راية الإسلام وأداها إلى آفاق لم تبلغ إليها من قبل،
وفتح على المسلمين مدناً جديدة وبلاداً واسعة شاسعة، وأمد المسلمين من جيبه الخاص بإمدادات كثيرة،

وشرى لهم بئر رومة حينما لم يكن لهم بئر يستقون منها الماء بعد هجرتهم إلى طيبة التي طيبها الله بقدوم صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه،

كما اشترى لهم أرضاً يبنون عليها المسجد الذي هو آخر مساجد الأنبياء.
ولم يكن إمداداته هذه ومساعداته لعامة المسلمين ومصالحهم الاجتماعية مثل تجهيز جيش العسرة وغيرها فحسب بل كان خيراً، جواداً، كريماً، منفقاً الأموال وناثرها وحتى على الخاصة كما كان على العامة.

وهو الذي ساعد - الإمام المعصوم الأول الذي يعدونه أفضل من الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله المقربين –

[يقول محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن عبد الله بن الوليد السمان قال:
قال لي أبو الجعفر عليه السلام:
يا عبد الله! ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى؟ قلت: جعلت فداك،
وعن أي حالات تسألني؟

قال: أسألك عن العلم،
قال: هو والله أعلم منهما، قال:
يا عبد الله ! أليس يقولون إن لعلي ما لرسول الله من العلم قلت: نعم!

قال: فخاصمهم فيه أن الله قال لموسى:
وكتبنا له في الألواح من كل شيء
فأعلمنا أنه لم يبين له الأمر كله،
وقال الله تبارك وتعالى لمحمد
وجئنا بك على هؤلاء شهيداً * وأنزلنا عليك القرآن تبياناً لكل شيء :
وعن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر الزيات قال:
قال أبو عبد الله "ع":

أي شيء تقول الشيعة في موسى وعيسى وأمير المؤمنين عليهم السلام؟
قلت: يزعمون أن موسى وعيسى أفضل من أمير المؤمنين قال: أيزعمون أن أمير المؤمنين علم ما علم رسول الله ؟ قلت: نعم،
ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحداً،

قال: قال أبو عبد الله "ع"
فخاصمهم بكتاب الله
قلت: في أي موضع منه؟
قال: قال الله لموسى:
وكتبنا له في الألواح من كل شيء ،

وقال الله لعيسى:
ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه :

وقال تبارك وتعالى لمحمد:
وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء ،
وعن علي بن محمد . . . . . قال أبو عبد الله "ع":
إن الله خلق أولي العزم من الرسل، وفضلهم بالعلم، وأورثنا علمهم، وفضلنا عليهم في علمهم، وعلم رسول الله ما لم يعلموا، وعلمنا علم الرسول وعلمهم"
(نقلاً عن "الفصول المهمة" للحر العاملي ص151، 152).

وأيضاً يروي ابن بابويه القمي
في كتابه عيون أخبار الرضا "عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام أن جبريل هبط على رسول الله
فقال:
يا محمد! إن الله جل جلاله يقول:
لو لم أخلق علياً عليه السلام لما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه"
(عيون أخبار الرضا ج1 ص225).

وعلق عليه السيد لاجوردي بقوله:
وقد استدل بعض المحققين بهذه الفقرة من الحديث على أفضليتهما عليهما السلام على جميع الأنبياء" (أيضاً).

وقد أدرج الحر العاملي
هذه الرواية عن الطوسي في التهذيب تحت باب عنوانه
"باب أن النبي والأئمة الاثنى عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء والملائكة وغيرهم"
(انظر الفصول المهمة ص151ط قم إيران).

وذكر تحت ذلك رواية أخرى عن الرضا أيضاً
"قال رسول الله
ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني قال علي: فقلت: يا رسول الله!
فأنت أفضل أم جبرئيل؟
قال: إن الله فضل أنبيائه لامرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين،
والفضل بعدي لك يا علي والأئمة بعدك، وإن الملائكة لخدمنا وخدام محبينا – إلى أن قال -:
فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه
– إلى أن قال -:
ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم،
فأودعنا صلبه، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً، وكان سجودهم لله عز وجل عبودية، ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه،
فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون"
(الفصول ص153، أيضاً عيون أخبار الرضا ج1 ص262 تحت عنوان "أفضلية النبي والأئمة على جميع الملائكة والأنبياء عليهم السلام")]

علي بن أبي طالب – رضي الله عنه في زواجه،
أعطاه جميع النفقات
كما يقر بذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنفسه أني لما تقدمت إلى رسول الله طالباً منه زواج فاطمة قال لي :
بع درعك وائتني بثمنها حتى أهيئ لك ولابنتي فاطمة ما يصلحكما،

قال علي :
فأخذت درعي فانطلقت به إلى السوق فبعته بأربع مائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان،
فلما قبضت الدراهم منه وقبض الدرع مني قال :
يا أبا الحسن!
ألست أولى بالدرع منك وأنت أولى بالدراهم مني؟
فقلت : نعم، قال :
فإن هذا الدرع هدية مني إليك، فأخذت الدرع والدراهم وأقبلت إلى رسول الله فطرحت الدرع والدراهم بين يديه، وأخبرته بما كان من أمر عثمان فدعا له النبي بخير"
["المناقب" للخوارزمي ص252، 253 ط نجف، "كشف الغمة" للأربلي ج1 ص359، و"بحار الأنوار" للمجلسي ص39، 40 ط إيران].

وعلى ذلك كان ابن عم رسول الله
عبد الله بن عباس يقول:
رحم الله أبا عمرو (عثمان بن عفان) كان والله أكرم الحفدة وأفضل البررة، هجاداً بالأسحار،
كثير الدموع عند ذكر النار، نهاضاً عند كل مكرمة، سباقاً إلى كل منحة، حبيباً، أبياً، وفياً :
صاحب جيش العسرة،
ختن رسول الله "
["تاريخ المسعودي" ج3 ص51 ط مصر،
أيضاً "ناسخ التواريخ" للمرزه محمد تقي ج5 ص144 ط طهران].

هذا وقد أشهده رسول الله فيمن أشهده على زواج علي من فاطمة كما يروون عن أنس أنه قال عليه الصلاة والسلام :
انطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان …..
وبعددهم من الأنصار، قال :
فانطلقت فدعوتهم له،
فلما أن أخذوا مجالسهم قال …..
إني أشهدكم أنى قد زوجت فاطمة من علي على أربعمائة مثقال من فضة
["كشف الغمة" ج1 ص358، أيضاً "المناقب" للخوارزمي ص252، و"بحار الأنوار" للمجلسي ج10 ص38].

وكفى لعلي فخراً بأن رسول الله
زوجه إحدى بناته فاطمة، وأدخله بذلك في أصهاره وأرحامه، وهذا الذي جعل الشيعة

يقولون بأفضلية علي وإمامته وخلافته بعده،
فكيف إذا زوج ابنتين لرسول الله
الذي زوجه بنتاً بعد بنت؟.

وكفى لعثمان فخراً بأنه كان هو المنفق على هذا الزواج،
والمهيئ له الأسباب، وأحد الشهود عليه، كما أنه يكفيه فخراً بأنه لم ينل في الدنيا أحد مثل ما ناله هو من الشرف والمكانة حيث تزوج من إبنتي نبي ولم يوجد له شبيه ونظير في مثل ذلك، لأن عثمان تزوج بنته رقية بمكة،

وأيضاً بأمر من الله سبحانه تعالى لأنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

وبعد وفاتها زوجه رسول الله ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنها كما يقر ويعترف بذلك علماء الشيعة أيضاً،

فها هو المجلسي - وهو الشيعي المتعصب المشهور اللعان السباب المعروف –
يذكر ذلك في كتابه "حياة القلوب"
نقلاً عن ابن بابويه القمي بسنده الصحيح
المعتمد عليه بقوله :
إن رسول الله ولد له من خديجة القاسم، وعبد الله الملقب بالطاهر، وأم كلثوم، ورقية، وزينب، وفاطمة،

وتزوج علي من فاطمة،
وأبو العاص بن ربيعة من زينب، وكان رجلاً من بني أمية [المصاهرات بين بني أمية وبني هاشم:

وهذا يدل على أنه لم يكن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والمنافرة والعداوة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين،

ونسجوا الأساطير والقصص حولها،
ولقد رأينا بني أمية مع بني هاشم بالعكس أنهم أبناء أعمام وإخوان، وخلان،

بل هم أقرب الناس ما بينهم يتبادلون الحب والأفكار، ويتقاسمون الهموم والآلام، ويمشون ويتماشون جنباً إلى جنب وحتى
نقل علماء الشيعة ومؤرخوها
أن أبا سفيان وهو رئيس بني أمية وسيد قومه أيامه كان من كبار أنصار علي، ومؤيدي بني هاشم يوم السقيفة،

ولقد ذكر اليعقوبي كان ممن تخلف عن بيعة أبي بكر أبو سفيان بن حرب، وقال:
أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم؟

وقال لعلي بن أبي طالب:
امدد يدك أبايعك، وعلي معه قصي،
وقال:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم ولا سيما تيم بن مرة أو عدي
فما الأمر إلا فيكم وإليكم وليس لها إلا أبو حسن علي
أبا حسن، فاشدد بها كف حازم فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي
وإن امرأ يرمي قصي وراءه عزيز الحمى، والناس من غالب قصي
["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص126، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد أيضاً].

ويذكر ابن بابويه القمي
أن الأنصار المخلصين لعلي كانوا اثنى عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، وكان واحد من هؤلاء خالد بن سعيد بن العاص الأموي، وادعى هو أما الملأ.

"والله إن قريشاً تعلم أني أعلاها حسباً وأقواها أدباً وأجملها ذكراً وأقلها غنى من الله ورسوله"
["كتاب الخصال" ص361].

وكان بين أبي سفيان وبين العباس عم رسول الله وسيد بني هاشم من صداقة يضرب بها الأمثال.
كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده،
فلقد زوج رسول الله
بناته الثلاثة من الأربعة من بني أمية من أبي العاص بن الربيع وهو من بني أمية كما مر سابقاً،
ومن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية،

وهو مع ذلك ابن بنت عمة رسول الله التي ولدت مع والد رسول الله عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عبد المطلب توأمين

"أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس
وهي أم عثمان رضي الله عنه
وأمها أم حكيم وهي البيضاء بنت عبد المطلب
عمة النبي "
[كتب الأنساب مثل "أنساب الأشراف" للبلاذري ج5 ص1 ط بغداد، "المحبر" للبغدادي ص407 ط دكن،

"طبقات ابن سعد" ج8 ص166 ط ليدن، "أسد الغابة" ج5 ص191، "المستدرك"
للحاكم ج3 ص96 واللفظ له، و"منتهى الآمال" ج1 الفصل التاسع].

هذا ولقد تزوج بعد عثمان
بن عفان رضي الله عنه من بني هاشم
ابنه أبان بن عثمان
"وكانت عنده أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر (الطيار)
بن أبي طالب شقيق علي"
["المعارف" للدينوري ص86].

وحفيدة علي وبنت الحسين سكينة كانت متزوجة
من حفيد عثمان زيد بن عمرو بن عثمان رضي الله عنهم أجمعين

"وزيد بن عمرو بن عثمان بن عفان هذا هو الذي كانت عنده سكينة بنت حسين، فهلك عنها فورثته"
["نسب قريش" للزبيري ج4 ص120،
و"المعارف" لابن قتيبة ص94، و"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ج1 ص86، طبقات ابن سعد ج6 ص349].

وحفيدة علي الثانية
وابنة الحسين فاطمة كانت متزوجة من حفيد عثمان الآخر "محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان . . . .
وأمه فاطمة بنت الحسين كان عبد الله بن عمرو تزوجها بعد وفاة الحسن بن الحس بن علي بن أبي طالب"
["مقاتل الطالبين" للأصفهاني ص202،
"ناسخ التواريخ" ج6 ص534، "نسب قريش" ج4 ص114، "المعارف" ص93، "طبقات" ج8 ص348].

ثم تزوجت حفيدة ابن علي،
حسن بن علي من حفيد عثمان، مروان بن أبان
"وكانت أم القاسم بنت الحسن (المثنى) بن الحسن عند مروان بن أبان بن عثان بن عفان
[وهل هناك دليل أصرح وأكبر من هذا بأن عثمان انتقل إلى جوار رحمة ربه وكان أهل البيت راضين عنه وعن أهل بيته

وإلا لم تكن هذه المصاهرات والقرابات والأرحام، فهل من متفكر يتفكر، ومنصف ينصف،
ومتدبر يتدبر، أم على قلوب أقفالها؟]
فولدت له محمد بن مروان"
["نسب قريش" ج2 ص53، "جمهرة أنساب العرب" ج1 ص85، "المحبر" للبغدادي ص438].

هذا وكانت أم حبيبة بنت أبي سفيان سيد بني أمية متزوجة من سيد بني هاشم وسيد ولد آدم رسول الله الصادق الأمين كما هو معروف لا نحتاج إلى إثباته .

ثم "هند بنت أبي سفيان كانت متزوجة من الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له ابنه محمداً"
["الإصابة" ج3 ص58، 59، "طبقات ابن سعد" ج5 ص15].

وأيضاً "تزوجت لبابة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، العباس بن علي بن أبي طالب، ثم خلف عليها الوليد بن عتبة (ابن أخ معاوية) بن أبي سفيان"
["المحبر" ص441، نسب قريش ص133، "عمدة الطالب" هامش ص43].

وبعدها "تزوجت رملة بنت محمد بن جعفر – الطيار – بن أبي طالب سليمان بن هشام بن عبد الملك (الأموي)
ثم أبا القاسم بن وليد بن عتبة بن أبي سفيان"
["كتاب المحبر" ص449].

وكذلك تزوجت ابنة علي بن أبي طالب رملة من ابن مروان بن الحكم [نعم! مروان بن الحكم الذي جعله الشيعة غرضاً لطعنهم في الإمام المظلوم الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه،

فهذا هو المروان الذي يتزوج ابنه من ابنة علي المرتضى رضي الله عه – الإمام المعصوم الأول حسب زعمهم -]
ابن أبي العاص بن أمية معاوية بن عمران
"ورملة بنت علي أنها أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي"
["الإرشاد" للمفيد ص186].

"وكانت رملة بنت علي عند أبي الهياج . . . . . ثم خلف عليها معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص"
["نسب قريش" ص45، "جمهرة أنساب العرب" ص87].

وكذلك زينب بنت الحسن المثنى أمها فاطمة بنت الحسن نجيبة الطرفين "وكانت زينب بنت حسن بن حسن بن علي عند الوليد بن عبد الملك بن مروان (الأموي)"
["نسب قريش" ص52 تحت ذكر أولاد الحسن المثنى، و"جمهرة أنساب العرب" ص108 تحت ذكر أولاد مروان بن الحكم].

وكذلك تزوجت حفيدة علي بن أبي طالب من حفيد مروان الحكم "ونفسيسة بنت زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب تزوجها وليد بن عبد الملك بن مروان فتوفيت عنده، وأمها لبابة بنت عبد الله بن عباس"
["طبقات ابن سعد" ج5 ص234، "عمدة الطالب" في أنساب آل أبي طالب ص70].

هذا ومثل هذه المصاهرات
الكثيرة جداً بين بني أمية وبني هاشم،
وقد اكتفينا ببيان بعض منها،
وفيها كفاية لمن أراد الحق والتبصر،
ولكن من يضلل الله فلا هادي له.

وعلى ذلك كتب علي المرتضى رضي الله عنه في كتاب له إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
"لم يمنعنا قديم عزنا ولا عادي طولنا على قومك،
أن خلطناكم بأنفسنا، فنكحنا وأنكحنا فعل الأكفاء"
["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص386، 378 وتحقيق محمد عبده ج3 ص32].

أو بعد هذا يبقى مجال لقائل أن يقول بأن بين بني أمية وبني هاشم كانت المنافرة والمعاداة والتحاسد والتباغض؟

وهذه الأشياء هي التي تشكلت بعد ذلك بصورة قتال ومشاجرات بين علي وابنه الحسن
ومعاوية وابنه يزيد والحسن إلى آخر الكلام مع أن هذا القول لا أصل له ولا أساس.

والمعروف أن بني أمية وبني هاشم كلهم أبناء أب واحد، وأحفاد جد واحد، وأغصان شجرة واحدة قبل الإسلام وبعد الإسلام،
كلهم استقوا من عين واحدة ومنبع صاف واحد، وأخذوا الثمار من دين الله الحنيف الذي جاء به محمد رسول الله الصادق الأمين، المعلم،

القائل أن لا فرق بين عربي وعجمي، ولا بين أسود وأحمر، ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى،
فليس الفخر بحسب دون حسب ونسب دون نسب من تعليمات رسول الله ولا من إرشاداته وتوجيهاته، ولا من شأنه ودأبه، وهو القائل في خطبة حجة الوداع حسب رواية شيعية.

"الناس في الإسلام سواء، الناس طف الصاع لآدم وحواء، لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بتقوى الله، ألا هل بلغت؟ قالوا نعم! قال: اللهم اشهد، ثم قال: لا تأتوني بأنسابكم، وأتوني بأعمالكم . . . .

ثم قال:
إن المسلم أخو المسلم لا يغشه، ولا يخونه ولا يغتابه، ولا يحل له دمه، ولا شيء من ماله إلا بطيبة نفسه،
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد"
["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص110، 111 تحت عنوان حجة الوداع] ]

كما تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم وماتت قبل أن يدخل بها، ثم لما أراد الرسول خروجه إلى بدر زوّجه من رقية"
["حياة القلوب" للمجلسي ج2 ص588 باب 51].

وأورد الحميري رواية عن جعفر بن محمد عن أبيه قال :
لرسول الله من خديجة.
القاسم والطاهر وأم كلثوم ورقية وفاطمة وزينب،
فتزوج علي عليه السلام فاطمة عليها السلام،

وتزوج أبو العاص بن ربيعة وهو من بني أمية زينباً،
وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت، وزوجه رسول الله مكانها رقية"
["قرب الإسناد" ص6، 7].

وروى بمثل هذه الرواية العباس القمي في
"منتهى الآمال
" عن جعفر الصادق، والمامقاني في
"تنقيح الرجال" ["المنتهى" ج1 ص108، "التنقيح" ج3 ص73].
وأقر بذلك الشري حيث كتب :

"وما كان عثمان دون الشيخين صحبة ولا سابقة، فهو من المسلمين الموقرين، وهو صهر الرسول مرتين، تزوج ابنة الرسول رقية، وولد له منها ولد،
عبد الله توفي وعمره ست سنين وكانت أمه توفيت قبل وفاته، وزوجه النبي بنته الثانية أم كلثوم،
فلم تلبث أم كلثوم معه طويلاً وتوفيت في أيام أبيها" [كتاب "أمير المؤمنين" لمحمد جواد الشيعي تحت عنوان على في عهد عثمان ص256].

ولقد ذكر المسعودي تحت ذكر أولاده :
"وكل أولاده من خديجة خلا إبراهيم وولد له القاسم، وبه كان يكنى وكان أكبر بنيه سناً، ورقية وأم كلثوم،
زكانتا تحت عتبة وعتيبة ابني أبى لهب (عمه)
فطلقاهما لخبر يطول ذكره فتزوجهما عثمان بن عفان واحدة بعد واحد"
["مروج الذهب" ج2 ص298 ط مصر].

ورداّ على من ينكرون رقية وأم كلثوم بنات النبي نذكر رواية من الكليني والعروسي الحويزي
تحت باب مولد النبي :
"وتزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة،
فولد له منها قبل مبعثه عليه السلام القاسم، ورقية، وزينب، وأم كلثوم،

وولد له بعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة عليها السلام"
["الأصول من الكافي" ج1 ص439، 440، "نور الثقلين" للعروسي ج3 ص303].

هذا ولقد شهد بذلك علي بن أبي طالب أيضاً كما شهد لعثمان الإيمان والصحبة وعلماً مثل علمه،

ومعرفة مثل معرفته، وسبقاً في الإسلام مثل سبقه، وهذا كله في كلامه الذي قال لعثمان
حينما سأله الناس مخاطبته إياه :
"فدخل عليه فقال :
إن الناس ورائي وقد استفسروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك! ما أعرف شيئاً تجهله : ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم.
ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلغكه. وقد رأيت كما رأينا، وسمعت كما سمعنا، وصحبت رسول الله - - كما صحبنا. وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بالعمل منك، وأنت أقرب إلى أبي رسول الله - وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره ما لم ينالا. فالله الله في نفسك! فإنك - والله –
ما تبصر من عمى، ولا تعلم من جهل"
["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص234].
فانظر ماذا يقول الخليفة الراشد الرابع عندنا والإمام المعصوم الأول عندهم؟

فهل بعد هذا شك لشاك وريب لمرتاب بأن علياً أفضل منه وأعلم وأعرف بخفايا الأمور التي جهلها ذو النورين، أو هو أقرب إلى رسول الله

وشيجة وصلة رحم، أو هو يعلم من جهل ويبصر من عمي؟،
وهذا بعد إقرار واعتراف من علي بن أبي طالب وشهادة منه رضي الله عنهما.

هذا وقد أنزله رسول الله بمنزلة الفؤاد كما رووا عنه أنه قال إن أبا بكر مني بمنزلة السمع،
وإن عمر مني بمنزلة البصر،
وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد"
["عيون أخبار الرضا" ج1 ص303 ط طهران].

وهينئاً له أن يجعله رسول الله بمنزلة فؤاده، ويروي عنه سبطه وابن سيدة نساء أهل الجنة فاطمة، حسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين"
["عيون أخبار الرضا" ج1 ص303].

وحسن بن علي أيضاً"
["تفسير الحسن العسكري" و"معاني الأخبار" ص110].

ولقد مدحه من أهل البيت غير الحسن والحسين وأبيهما علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
كما أورد الكليني عن جعفر بن الباقر –
الإمام السادس المعصوم عندهم –
أنه قال في مدحه، ومبشراً إياه هو وأتباعه بالجنة
قائلاً :
ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن علياً صلوات الله عليه وشيعته هم الفائزون، قال:
وينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون" ["الكافي في الفروع" ج8 ص209].

ويبين جعفر أيضاً مقام عثمان بن عفان عند رسول الله وثقته فيه، ونيابته عنه، وإخلاص عثمان للنبي عليه السلام والوفاء والاتباع لا نظير له كما يبين إحدى الميزات التي امتاز بها عثمان دون غيره، وهو جعل رسول الله إحدى يديه لعثمان،

وبيعته بنفسه عنه، وكل ذلك في قصة صلح الحديبية حيث يقول :
فأرسل إليه رسول الله (عثمان بن عفان) فقال :
انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربي من فتح مكة،
فلما انطلق عثمان لقي أبان بن سعد فتأخر عن السرح فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فأعلمهم وكانت المناوشة،
فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله وجلس عثمان في عسكر المشركين وبايع رسول الله المسلمين، وضرب بإحدى يديه على الأخرى لعثمان،

وقال المسلمون :
طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحل، فقال رسول الله : ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له رسول الله :
أطفت بالبيت؟ فقال :
ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله لم يطف به، ثم ذكر القصة وما فيها"
["كتاب الروضة من الكافي" ج8 ص325، 326].

وهل هناك إطاعة فوق هذه الطاعة بأن شخصاً يدخل الحرم ولا يطوف بالبيت لأن سيده ومولاه رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يطف به.

وذكر مثل ذلك المجلسي
في كتابه "حياة القلوب"

قال : لما وصل الخبر إلى رسول الله بأن عثمان قتله المشركون.
قال الرسول : لا أتحرك من ههنا إلا بعد قتال من قتلوا عثمان فاتكأ بالشجرة،
وأخذ البيعة [هنالك وآنذاك نزلت الآية
لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً مبيناً (السورة التح الآية18)
وأيضاً إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم (الآية10)]

لعثمان، ثم ذكر القصة بتمامها"
["حياة القلوب" ج2 ص424 ط طهران].

فهذا هو الإمام الشهيد المظلوم الثالث رضي الله عنه وأرضاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق