الجمعة، 28 فبراير 2020

تجربة مسافر كويتي وصل من ايطاليا يصف الاهمال والفوضى من المطار الي المستشفى


 
  My Authors
وصلت البارحة مع زوجتي من مدينة ميلان الايطالية وتم اليوم تحويلي إلى الحجر المنزلي الإلزامي.
سأتحدث في سلسلة التغريدات هذه عما شاهدته ولاحظته من تجربتي الشخصية بدءًا من المطار إلى مراكز الوقاية الصحية.
خصوصًا أن الحالة أشبه بالفوضى ولا يوجد توجيهات أو إرشادات واضحة
#كورونا_الكويت 
بداية أنا شخصيًا كنت في قلب مدينة ميلان وهي بعيدة نوعًا ما عن المدن التي تم حجرها بسبب الوباء في أقاليم لومباردي وفينيتو وغيرها، لكنني تنقلت كثيرًا في المواصلات العامة والمتروات والقطارات، إضافة لكون رحلة الطيران ترانزيت مما يضاعف من فرص الاحتكاك بالبشر من كختلف المناطق. 
حتى لحظة نزولنا في مطار الكويت لم نكن نعلم ما الإجراء المتبع. إلى أن وصلنا لختم الجواز طلب رجال الداخلية من القادمين من ايطاليا وتايلند التوجه لعيادة المطار.
توجهت للعيادة وتم قياس حرارتي وقاموا بعد ذلك بإعطائي كرتًا وقالوا لي إذهب للمنزل وسيتم الاتصال بك.Image
ذهبت للمنزل وقررت بإرادتي عزل نفسي وزوجتي عن الكل، حتى أبناءنا وأقاربنا لم نسلم عليهم أو نحتك بهم. انتظرت اتصال وزارة الصحة ولم يتصل أحد..
قمت بالاتصال بكافة الأرقام الموجودة بالبطاقة ولم يجب أيًا منها، توقعت وجود خط ساخن خصصته الوزارة لهذه الأزمة ولم أجد. 
الموقف الأخير يعكس مشكلتين، أولًا تم تركنا من دون أي توجيهات وإرشادات واضحة عما يجب أن نفعله. ومن دون أي إلزام حقيقي يجبرنا على عزل أنفسنا وتحاشي الاحتكاك بالآخرين معتمدين بذلك على الوعي الفردي لكل شخص.
والمشكلة الثانية تتمثل في عدم وجود خط ساخن مخصص لمثل هذه الأمور. 
قررت من نفسي أن أتوجه لمستوصف الاحقاقي مثلما هو مكتوب في البطاقة، وهنا كانت الطامة.
قسم الصحة الوقائية رفض استقبالنا وقال الطبيب المناوب أن اليوم خفارة ولا يوجد دكاترة، وطلبوا منا مراجعتهم يوم الأحد القادم!! 
قلت له أولًا إن البطاقة تحمل تعهدًا ينص على مراجعة المركز المختص خلال ٧٢ ساعة، بينما هو يطلب مني مراجعته في فترة أبعد من ذلك..
ثانيًا كيف يكون قسم الصحة الوقائية في حالة خفارة بسبب عطلة الأعياد الوطنية بينما الدولة أعلنت الطوارئ؟ وهو أول وأهم قسم مختص بهذه المشكلة؟ 
توجهت لمستشفى جابر وتم أخذ "مسحة" مني حيث تحتاج نتائج التحليلات بوضعها المثالي ل ٤ ساعات، لكن مع الضغط وكثرة العينات قد يصل الانتظار ل ٢٤ ساعة حتى تظهر النتيجة.
وقعت بعد ذلك على إقرار تعهد الحجر المنزل وطلبوا مني العودة للمنزل وبدأ الحجر حتى تظهر النتيجة ويتواصلون معي.Image
طبعًا الإجراءات في مستشفى جابر كانت في غاية الدقة والمهنية لكن من الواضح التعب والإرهاق والضغط العصبي على الموظفين والكادر الطبي، مع ملاحظة قلة عدد الموظفين مقارنة بالكميات الكييرة من المراجعين، والأمر نفسه في المطار. 
وهذه نقطة مهمة لا بد من الإشارة إليها:
الجهود التي يقوم بها موظفو الصحة والداخلية والجمارك في المطار والمستشفيات جهود عظيمة وجبارة ومذهلة في إدارة الوضع والسيطرة عليه، ويكفي من ذلك أنهم في موضع تضحية وتعريض أنفسهم وحياتهم للخطر.
والأصعب من ذلك كله سعة صدرهم وتحملهم لمعاملة البشر. 
أما في الجانب الآخر، فسلوك العديد من المسافرين والمراجعين كان في غاية الدناءة والوقاحة والأنانية.
اليوم خلال ساعتين في مستشفى جابر شهدت كميات رهيبة من الشتائم والإساءات اللفظية والتهجم على الموظفين والأطباء إلى درجة أنني قلت أن في الأيام القادمة لا بد من تدخل مباشر لرجال الأمن. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق